دراسة: غسل الفاكهة لا يزيل آثار المبيدات الحشرية

تفاح معروض للبيع في كشك فاكهة في إيست ويناتشي واشنطن الولايات المتحدة 2 سبتمبر 2018 (رويترز)
تفاح معروض للبيع في كشك فاكهة في إيست ويناتشي واشنطن الولايات المتحدة 2 سبتمبر 2018 (رويترز)
TT

دراسة: غسل الفاكهة لا يزيل آثار المبيدات الحشرية

تفاح معروض للبيع في كشك فاكهة في إيست ويناتشي واشنطن الولايات المتحدة 2 سبتمبر 2018 (رويترز)
تفاح معروض للبيع في كشك فاكهة في إيست ويناتشي واشنطن الولايات المتحدة 2 سبتمبر 2018 (رويترز)

أشارت دراسة جديدة إلى أن غسل الفاكهة، وهو إجراء احترازي يتخذه العديد من المستهلكين، لا يكفي لإزالة المواد الكيميائية السامة وبقايا المبيدات الحشرية.

ففي دراسة نُشرت يوم الأربعاء في مجلة «Nano Letters» التابعة للجمعية الكيميائية الأميركية، أضافت الدراسة معلومات جديدة حول المخاطر الصحية للمبيدات الحشرية وما إذا كان هناك حد لاستهلاك المنتجات الملوثة، حسبما أشار تقرير لصحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.

كان الغرض من الدراسة مشاركة تقنية يأمل الباحثون أن تعزز اكتشاف المبيدات الحشرية في المنتجات الغذائية، لكنها أثبتت أيضاً أن الغسيل ليس كافياً عندما يتعلق الأمر بإزالة المواد الكيميائية. كما ذكرت الدراسة أنه «لا يمكن لعمليات التنظيف إزالة المبيدات الحشرية تماماً من الفاكهة».

فبفحصهم تلوث المبيدات الحشرية في التفاح، لاحظ الباحثون أن المبيدات الحشرية ذهبت إلى أبعد من عمق القشرة، حيث اخترقت القشرة وشقّت طريقها إلى طبقة اللب. ولكن عندما أزيلت قشرة التفاح والطبقة العلوية من اللب، انخفضت التلوثات بشكل كبير.

ويأمل دونغ دونغ يي، أستاذ في كلية المواد والكيمياء في جامعة آنهوي الزراعية ومؤلف الدراسة، أن يلجأ الناس إلى تقشير الفاكهة بدلاً من الذعر.

ويفترض البحث أن التقشير يمكن أن يقضي بشكل فعال على جميع بقايا المبيدات الحشرية تقريباً، على النقيض من ممارسة الغسيل الموصى بها بشكل متكرر.

ووجدت الدراسة بشكل لا لبس فيه أن «خطر تناول المبيدات الحشرية من الفاكهة لا يمكن تجنبه بالغسل البسيط بخلاف التقشير». ومع ذلك، في حين أن إزالة القشرة قد يساعد في منع التعرض للمواد الكيميائية، فإنه يقلل أيضاً من القيمة الغذائية للفاكهة.

في مارس (آذار)، أصدرت مجموعة العمل البيئي (EWG)، وهي منظمة غير ربحية تدافع عن إمدادات غذائية أنظف، قائمتها السيئة السمعة (الدزينة القذرة) لأكثر المنتجات عرضة للمبيدات الحشرية. وجدت المجموعة أن 75 في المائة من الفواكه والخضراوات الطازجة التقليدية التي تم أخذ عينات منها تحتوي على بقايا مواد كيميائية ضارة محتملة، ووضعت التفاح في المرتبة الثامنة على قائمتها للمنتجات المعبأة بالمبيدات الحشرية. وفي مايو (أيار)، وجدت تقارير المستهلك مستويات مثيرة للقلق من المبيدات الحشرية التي تشكل «مخاطر كبيرة» على المستهلكين في 20 في المائة من الفواكه والخضراوات التي اختبرتها. ودعت المنظمة غير الربحية وكالة حماية البيئة إلى حظر مبيدات الفوسفات العضوية وخفض الحدود القانونية للتلوث.

وفي تقرير لها، أكدت وزارة الزراعة الأميركية أن 99 في المائة من المنتجات التي اختبرتها تحتوي على بقايا مبيدات ضمن الحدود القانونية للتلوث وأنها لا «تشكل خطراً على صحة المستهلكين وأنها آمنة».


مقالات ذات صلة

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.