الأحذية غير المناسبة تعوق نمو الجسم بشكل سليم

التكلفة كانت أحد أهم الاعتبارات عند اختيار الآباء الأحذية (جامعة ميشيغان)
التكلفة كانت أحد أهم الاعتبارات عند اختيار الآباء الأحذية (جامعة ميشيغان)
TT

الأحذية غير المناسبة تعوق نمو الجسم بشكل سليم

التكلفة كانت أحد أهم الاعتبارات عند اختيار الآباء الأحذية (جامعة ميشيغان)
التكلفة كانت أحد أهم الاعتبارات عند اختيار الآباء الأحذية (جامعة ميشيغان)

ربط استطلاع رأي أميركي بين الأحذية والنمو الصحي لأجسام الأطفال؛ خصوصاً بعد اعتراف العديد من الآباء بانعدام الثقة بضمان انتعال أطفالهم الأحذية المناسبة.

يقول واحد من كل سبعة آباء إن لديهم مخاوف بشأن أقدام أطفالهم أو الطريقة التي يمشون بها، بينما أبلغ واحد من كل 10 آباء أن أطفالهم اشتكوا من آلام في القدمين، وفق الاستطلاع الوطني الذي أجراه مستشفى «سي إس مت» للأطفال بجامعة ميشيغان الأميركية حول صحة الأطفال.

تقول سارة كلارك، الحاصلة على الماجستير في الصحة العامة والمديرة المشاركة في الاستطلاع، إن «صحة القدم هي الأساس ليس فقط للنمو البدني للطفل ولكن أيضاً لرفاهيته، منذ خطواته الأولى وهو طفل صغير حتى سنوات المراهقة».

وتضيف، في بيان صحافي صدر الاثنين: «من المهم أن يختار الآباء الأحذية المناسبة لدعم نمو عظام الأطفال وعضلاتهم ومفاصلهم، وأن يتحدثوا مع مقدمي الرعاية الصحية حول أي مخاوف أو آلام يعبر عنها أطفالهم، وأن يكون ذلك في أقرب وقت ممكن».

ويستند التقرير الصادر حديثاً إلى 1083 رداً من آباء لأطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و10 سنوات، شملهم الاستطلاع في فبراير (شباط) الماضي. وأبلغ 15 في المائة من الآباء عن قلقهم بشأن أقدام الأطفال، وأشار ثلثهم إلى آلام النمو بوصفها عاملاً محتملاً، ويشك نحو الربع في أن السبب هو اضطرارهم للمشي على أطراف أصابعهم.

في حين يلقي واحد من كل 7 آباء باللوم على آلام القدم والمخاوف المتعلقة بالأحذية التي لا تناسبها بشكل جيد، بينما يعتقد عدد أقل أن القدم المسطحة أو الإصابة بظفر القدم الناشب - عندما ينمو طرف الظفر داخل الجلد المحيط به - قد تكون السبب.

ومع نمو أقدام الأطفال بمعدل أسرع من معظم أجزاء أجسادهم، يمكن أن يتغير مقاس حذاء الطفل كل بضعة أشهر، كما تقول كلارك.

وكانت أكبر الاعتبارات عند اختيار الأحذية بالنسبة لمعظم الآباء هي أنها ليست ضيقة جداً أو فضفاضة جداً. وقال أكثر من نصف المستطلعين أيضاً إن التكلفة كانت عاملاً مهماً بالنسبة لهم.

وشددت كلارك على أن «مفتاح تعزيز صحة القدم المثالية هو الأحذية المناسبة، لأن الأحذية غير المناسبة يمكن أن تؤدي إلى تدهور حالة القدمين وتعوق نمو الجسم بشكل سليم».

وأضافت: «يمكن أن يكون استبدال الأحذية مكلفاً. لكن لا ينبغي للآباء شراء أحذية كبيرة جداً في محاولة لجعلها تدوم لفترة أطول مع نمو الطفل أو استخدام الأحذية القديمة البالية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى أنماط مشي غير طبيعية، أو عدم كفاية دعم الكاحل أو الساق، وزيادة خطر السقوط والإصابة ببثور القدم».

أكثر من ثلث الآباء يفكرون بشدة في العلامة التجارية، أو النمط المفضل (الاستايل) للطفل، والخامات القادرة على التنفس عند اختيار الأحذية. وقال نحو واحد من كل 10 آباء إن العامل المهم هو ما إذا كان الأحذية قد تم تركيبها بواسطة متخصص أم لا.

وتقول كلارك إنه «من أفضل الممارسات أن تجعل الطفل يجرب خيارات متعددة حتى يمكن تحديد حجم الحذاء بشكل صحيح وطلب المشورة بشأن الملاءمة والدعم من مندوب مبيعات ذي خبرة».


مقالات ذات صلة

3 سمات تجعل الناس حكماء

يوميات الشرق فهم تصورات الناس عن الحكمة يعزز القيادة والتعليم والتواصل بين الثقافات (جامعة واترلو)

3 سمات تجعل الناس حكماء

كشفت دراسة قادها باحثون من جامعة واترلو بكندا عن أبرز السمات التي تجعل الأشخاص يُعدّون حكماء في مختلف الثقافات حول العالم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يحاول الناس تنميط الأحداث السيئة أو سوء الحظ كنوع من أنواع تهدئة النفس (أ.ب)

هل الصدف الحسنة أو السيئة حقيقة أم أن حالتك المزاجية تلعب دوراً؟

عندما يحدث ما لا ترضاه، قد تتساءل عما إذا كان هناك معنى أكبر خلف ما حدث، حتى لو لم تكن تعرف ما هو هذا المعنى.

«الشرق الأوسط»
صحتك العلاجات الوهمية حبوب لا تحتوي على مكوّنات فعّالة علاجياً (جامعة أكسفورد)

العلاجات الوهمية تقلّل الاكتئاب والتوتر

كشف باحثون في علم النفس عن نتائج واعدة تتعلّق بالتأثير الذي تُحدثه العلاجات الوهمية غير المخادعة، أي التي تُعطَى للمرضى مع علمهم بأنها غير حقيقية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك المنصّة تميّز أنواع الأنسجة بألوان مختلفة (جامعة كولونيا)

منصّة ذكية لتشخيص سرطان الرئة بسرعة ودقّة

طوّر باحثون في كلية الطب بجامعة كولونيا الألمانية منصّة رقمية متقدّمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لتشخيص سرطان الرئة بسرعة ودقّة فائقتين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تتوافر حالياً لقاحات معتمدة ضدّ «جدري القردة» (رويترز)

كيف نحمي الأطفال من «جدري القردة»؟

مع تزايد حالات «جدري القردة» من النمط الجيني الأول في وسط أفريقيا وشرقها، تبرز الحاجة الملحَّة لإجراء دراسات مماثلة...

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

العلاجات الوهمية تقلّل الاكتئاب والتوتر

العلاجات الوهمية حبوب لا تحتوي على مكوّنات فعّالة علاجياً (جامعة أكسفورد)
العلاجات الوهمية حبوب لا تحتوي على مكوّنات فعّالة علاجياً (جامعة أكسفورد)
TT

العلاجات الوهمية تقلّل الاكتئاب والتوتر

العلاجات الوهمية حبوب لا تحتوي على مكوّنات فعّالة علاجياً (جامعة أكسفورد)
العلاجات الوهمية حبوب لا تحتوي على مكوّنات فعّالة علاجياً (جامعة أكسفورد)

كشف باحثون في علم النفس من جامعة ولاية ميشيغان الأميركية عن نتائج واعدة، تتعلّق بالتأثير الذي تُحدثه العلاجات الوهمية غير المخادعة، أي التي تُعطَى للمرضى مع علمهم بأنها غير حقيقية.

وأوضحوا أنّ هذه العلاجات يمكن أن تقلّل بشكل فعّال من التوتر والقلق والاكتئاب، حتى عند وصفها للأشخاص عن بُعد، وفق النتائج التي نُشرت، الجمعة، في دورية «علم النفس التطبيقي والصحّة والرفاهية».

والعلاجات الوهمية هي مواد أو حبوب تُعطَى للمرضى من دون أن تحتوي على أي مكوّنات فعّالة علاجياً، ولكن تُستخدم لأغراض تجريبية، أو بوصفها جزءاً من علاج نفسي.

ويُعتقد أنّ تأثيرها يعتمد على قوة الإيحاء، والاعتقاد لدى الشخص بأنها يمكن أن تُحسّن حالته، وهو ما يُعرف بتأثير «البلاسيبو»، أو «الدواء الوهمي».

وفي بعض الحالات، حتى مع علم المرضى بأنّ هذه العلاجات غير حقيقية، يمكن أن تسهم في تخفيف أعراض مثل التوتّر والقلق والاكتئاب، وفق الدراسة.

وفي إطار التجربة، حدَّد الباحثون مجموعة من الأشخاص الذين يعانون توتراً طويل الأمد ناتجاً عن جائحة «كوفيد - 19»، للمشاركة في تجربة استمرّت أسبوعين.

وقُسم المشاركون مجموعتين؛ تلقّى نصفهم علاجات وهمية غير مخادعة، بينما لم يتلقَّ النصف الآخر أي علاج. ونُفِّذت التجربة عن بُعد عبر 4 جلسات افتراضية باستخدام برنامج «زووم».

وتلقّى أفراد المجموعة الأولى معلومات عن تأثير العلاج الوهمي، بالإضافة إلى أقراص وهمية أُرسلت لهم عبر البريد، مع تعليمات حول كيفية استخدامها.

وأظهرت النتائج أنّ أفراد المجموعة الذين تلقّوا العلاجات الوهمية غير المخادعة شهدوا انخفاضاً ملحوظاً في مستويات التوتّر والقلق والاكتئاب خلال أسبوعين فقط، مقارنةً بالمجموعة الأخرى التي لم تتلقَّ أي علاج.

وأفاد المشاركون بأنّ استخدام العلاجات الوهمية كان سهلاً وغير مرهق، ومناسباً للوضع الذي مرّوا به. أما الباحثون فقالوا إنّ التعرّض طويل الأمد للتوتّر يمكن أن يُضعِف قدرة الشخص على إدارة مشاعره، ويُسبِّب مشكلات صحّية نفسية كبيرة على المدى الطويل، لذلك فهم متحمّسون لرؤية أنّ تدخلاً يتطلب جهداً بسيطاً يمكن أن يؤدّي إلى فوائد كبيرة.

وأضافوا أنّ إمكانية تقديم العلاجات الوهمية غير المخادعة عن بُعد تزيد بشكل كبير من فرص التوسع في تطبيقها، حيث يمكن أن تساعد الأفراد الذين يعانون مشكلات الصحّة النفسية، ولكنهم لا يستطيعون الوصول إلى الخدمات الصحّية التقليدية.