هل يمكن علاج التوحّد؟

اضطراب طيف التوحّد هو حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة (رويترز)
اضطراب طيف التوحّد هو حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة (رويترز)
TT

هل يمكن علاج التوحّد؟

اضطراب طيف التوحّد هو حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة (رويترز)
اضطراب طيف التوحّد هو حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة (رويترز)

توصلت مجموعة من العلماء إلى طريقة جديدة لتقليل أعراض اضطراب طيف التوحّد بشكل ملحوظ.

واضطراب طيف التوحّد هو حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، وكان من المعروف سابقاً أنها تستمر مدى الحياة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية.

وغالباً ما يعاني المصابون بالتوحّد من حالات متزامنة، مثل: الصرع، والاكتئاب، والقلق، وصعوبة النوم، وإيذاء النفس، بالإضافة لمجموعة من الاضطرابات الاجتماعية والعقلية والعاطفية، مع أعراض تشمل الصّمت، والمشكلات الاجتماعية.

وحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية، فقد أجريت الدراسة على طفلتين توأمين غير متطابقتين في الولايات المتحدة، تم اكتشاف أنهما تعانيان من مستويين مختلفين من التوحد في عمر 20 شهراً.

وأنشأ الباحثون برنامجاً مخصصاً لمدة عامين لمساعدة الطفلتين على النمو والازدهار، وتقليل أعراض اضطراب طيف التوحّد لديهما قدر الإمكان.

وشمل هذا البرنامج تحليلاً سلوكياً وعلاجاً للنطق، واتباع نظام غذائي صارم.

وكان النظام الغذائي خالياً من «الكازين»، وهو البروتين الموجود في الحليب، منخفض السكر والألوان أو الأصباغ الصناعية، والأطعمة فائقة المعالجة.

كما تم إعطاء الطفلتين مكملات يومية لأحماض «أوميغا 3» الدهنية، والفيتامينات المتعددة، وفيتامين «د» و«الكارنيتين» وغيرها.

ويقول العلماء إن البرنامج كان ناجحاً؛ حيث خضعت الطفلتان «لتحسينات جذرية» في شدة الأعراض.

فبالنسبة للطفلة الأولى، تم وصف التقدم الذي أحرزته بأنه «معجزة»، من قبل أحد أطباء الأطفال. فقد سجلت الطفلة 43 درجة من أصل 180 على مقياس «قائمة مراجعة تقييم علاج التوحد» في مارس (آذار) 2022، وانخفض هذا الرقم إلى 4 فقط بحلول أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال الدكتور كريس دادامو، مؤلف الدراسة من جامعة ميريلاند، لصحيفة «التلغراف»: «لقد تم عكس أعراض الطفلة إلى درجة أنه لم يكن من الممكن تمييزها عن الأطفال الذين لم يكن لديهم تاريخ من أعراض التوحد».

وأضاف: «إن تصرفات الطفلة ووظائف عقلها أصبحت مقارنتها ممكنة بتلك الخاصة بالأطفال الذين لم يتم تشخيص إصابتهم بالتوحد مطلقاً».

أما الطفلة الأخرى، فقد كانت تعاني من مرض التوحد الشديد في بداية الدراسة، عندما كان عمرها 20 شهراً، وسجلت 76 نقطة في مقياس «قائمة تقييم علاج التوحد» وانخفض هذا إلى 32 بعد عام ونصف عام.

وقال الدكتور دادامو: «لقد تحسنت هذه الطفلة بشكل كبير، ولكن ليس بالقدر نفسه الذي تحسنت به الطفلة الأخرى».

وقال الباحثون إنهم لا يستطيعون أن يصفوا هذا التقدم بأنه «علاج» للاضطراب؛ لكنهم يعتقدون أنه بمثابة تقدم كبير في عكس أعراض التوحد، مشيرين إلى أنه من غير المرجح أن تتراجع هذه التحسينات في الحالتين بمرور الوقت.


مقالات ذات صلة

هل المحليات الصناعية أكثر صحيةً من السكر؟

صحتك أصبحت المحليات الصناعية وبدائل السكر الأخرى موجودة بكل مكان في الإمدادات الغذائية (أرشيفية - رويترز)

هل المحليات الصناعية أكثر صحيةً من السكر؟

الأبحاث حول كيفية تأثير بدائل السكر على أجسامنا هي أبحاث أولية ومعقدة ومتناقضة في بعض الأحيان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق مع ارتفاع درجات الحرارة يلجأ كثيرون إلى مستحضرات الوقاية من الشمس (إ.ب.أ)

شبكات التواصل الاجتماعي تضلل الأميركيين في شأن المستحضرات الواقية من الشمس

بينما تشهد الولايات المتحدة موجة ارتفاع درجات حرارة قياسية يروّج بعض نجوم شبكات التواصل الاجتماعي لفكرة مفادها أن المستحضرات الواقية من أشعة الشمس تُسبب السرطان

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تفوق على الأطباء بنسبة 17 % (رويترز)

الذكاء الاصطناعي يرصد السرطان بدقة أكبر من الأطباء

قالت دراسة جديدة إن الذكاء الاصطناعي يتفوق على الأطباء، بنسبة 17 %، عندما يتعلق الأمر برصد واكتشاف السرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة تعبيرية من بيكسباي

رهاب الحقن... كيف تتخطى ألم وخز الإبرة؟

من الشائع أن يشعر الأطفال والبالغون بعدم الارتياح عند تلقي حقنة. إذا كان طفلك يتوتر عند رؤية الإبر، فأنت لست وحدك، فمعظم الأطفال يخافون من الإبر.

كوثر وكيل (لندن)
الولايات المتحدة​ صورة مجهرية تُظهر فيروس إنفلونزا الطيور «إتش5إن1» (أ.ب)

كولورادو الأميركية ترصد إصابتين جديدتين بإنفلونزا الطيور

أكدت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أمس (الجمعة) اكتشاف حالتين إضافيتين للإصابة بإنفلونزا الطيور بين عمال مزرعة دواجن في كولورادو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تؤذي أدمغتهم... دراسة تُحذر من عدم حصول الأطفال على قسط كافٍ من النوم

طفلة تأخذ قيلولة داخل صف في مدرسة صينية (أرشيفية - رويترز)
طفلة تأخذ قيلولة داخل صف في مدرسة صينية (أرشيفية - رويترز)
TT

تؤذي أدمغتهم... دراسة تُحذر من عدم حصول الأطفال على قسط كافٍ من النوم

طفلة تأخذ قيلولة داخل صف في مدرسة صينية (أرشيفية - رويترز)
طفلة تأخذ قيلولة داخل صف في مدرسة صينية (أرشيفية - رويترز)

وجدت دراسة حديثة أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم والنوم في أوقات متأخرة، لهما أضرار على أجزاء مهمة من الدماغ تتعامل مع التوتر والتحكم في المشاعر السلبية.

وذكر موقع «كونفرزيشن» أن الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة «كولورادو» الأميركية أن الأطفال الأكثر فقراً هم أكثر عرضة لهذه الأضرار، بسبب عدم النوم بشكل كافٍ.

وعمل الباحثون على دراسة بيئة نوم عدة أطفال من مستويات مختلفة، وإجراء فحص بالرنين المغناطيسي لأدمغتهم، لتحليل منطقة في الدماغ تُسمى اللوزة الدماغية وقوة اتصالاتها مع الأجزاء الأخرى من الدماغ.

وتلعب اللوزة الدماغية دوراً مهماً في معالجة المشاعر، وكمية المشاعر السلبية التي يمر بها الشخص، ويمكن أن تؤثر المواقف الصعبة التي يمر بها الإنسان في وقت مبكر من الحياة على كيفية عمل اللوزة الدماغية.

ووجد الباحثون أن الأطفال في الأسر ذات الموارد الاقتصادية المنخفضة كانوا يحصلون على نوم أقل في الليل، وينامون في وقت لاحق مقارنة بالأطفال في الأسر ذات الموارد الاقتصادية الأعلى.

وفي المقابل، ارتبط عدم النوم جيداً بانخفاض حجم اللوزة الدماغية وضعف الاتصالات بينها ومناطق معالجة المشاعر الأخرى في الدماغ.

ووجد الباحثون أن هذا الارتباط بين الحرمان الاجتماعي والاقتصادي، ومدة النوم وتوقيته، وحجم اللوزة الدماغية والاتصال لدى أطفال لا تتجاوز أعمارهم 5 سنوات.

وتشير النتائج إلى أن كمية النوم وتوقيته مهمان لعمل أجزاء الدماغ المشاركة في معالجة المشاعر.

وأكد أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية والتأثير على التحصيل العلمي؛ إذ إن قلة النوم قد تجعل من الصعب على الأطفال التعامل مع التوتر وإدارة عواطفهم، وقد يكون الأطفال من الأسر أو الأحياء ذات الموارد الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة أكثر عرضة لخطر مشاكل الصحة العقلية المرتبطة بالتوتر، ويرجع ذلك جزئياً إلى الآثار السلبية لبيئتهم عليهم.

وقال الباحثون إنه خلال مرحلة الطفولة يتطور الدماغ بوتيرة سريعة؛ ولهذا السبب، يمكن أن تكون لتجارب الطفولة تأثيرات على وظائف المخ تدوم مدى الحياة. ويمكن أن تستمر المشاكل منذ الطفولة طوال الحياة.

وتعزز النتائج التي توصل إليها الباحثون أهمية ضمان حصول جميع الأسر على موارد اقتصادية كافية لإعالة أطفالهم حتى لا يتعرضوا لمشاكل صحية.