اختبار جديد لتشخيص التوحّد في عُمر 6 أشهرhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5021823-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D8%AA%D8%B4%D8%AE%D9%8A%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%91%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%8F%D9%85%D8%B1-6-%D8%A3%D8%B4%D9%87%D8%B1
التوحّد حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة (رويترز)
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
اختبار جديد لتشخيص التوحّد في عُمر 6 أشهر
التوحّد حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة (رويترز)
توصل باحثون في إيطاليا لاختبار بسيط، يمكن أن يساعد على تشخيص الإصابة بمرض التوحّد في عُمر 6 أشهر.
وأوضح الباحثون، في نتائج الدراسة التي نُشرت الخميس في دورية «بلوس وان»، أن تشخيص التوحّد في سن مبكرة يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض مع التقدم في العمر.
واضطراب طيف التوحّد، حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية.
وغالباً ما يعاني المصابون بالتوحّد من حالات متزامنة مثل الصرع، والاكتئاب، والقلق، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وصعوبة النوم وإيذاء النفس، بالإضافة لمجموعة من الاضطرابات الاجتماعية والعقلية والعاطفية، مع أعراض تشمل الصّمت، والمشاكل الاجتماعية، والأنانية المفرطة.
وأشارت دراسات سابقة إلى أنه من الصّعب تشخيص الإصابة بالتوحّد قبل عُمر 3 سنوات، واختبر الباحثون ما إذا كان ذلك ممكناً.
وخلال الدراسة الجديدة، نفّذ الباحثون سلسلة من الاختبارات التي تضمّنت عرض صور على الرُّضّع وملاحظة ما إذا كانوا يستجيبون لأنماط مشابهة في صور أخرى. ويتضمن هذا النهج التعلّم الإحصائي، الذي يُستخدم حالياً بطرق مختلفة لتشخيص إصابة أكبر الأطفال سناً بالتوحّد.
وأجريت الدراسة على 19 رضيعاً (وأولياء أمورهم) دون سن 7 أشهر. وكان لكل الأطفال إخوة أكبر سناً شُخّصوا بالتوحّد. وأظهرت الأبحاث أن وجود أخٍ أكبر مصاب بالتوحّد هو عامل خطر كبير للإصابة بالمرض.
وراقب الباحثون أيضاً 19 رضيعاً آخرين لم يكونوا في خطر لتطور التوحّد. وأُخضع جميع الرضّع لاختبارات التعلّم الإحصائي ومراقبتهم على مدى عامين لمعرفة ما إذا كان المرض سيتطور لديهم.
وتركز اختبارات التّعلم الإحصائي على قدرة الرّضيع على اكتشاف الأنماط؛ إذ يعرض الباحثون سلسلة صور يظهر فيها كائن معين دائماً بجوار كائن آخر، ثم يعرضون صوراً جديدة تتبع النمط أو تكسره، ويقيسون مدة نظر الرضيع لكل صورة. ويقارن الباحثون المدة التي ينظر فيها الأطفال إلى التسلسل المألوف مقابل التسلسل الجديد في مرحلة الاختبار.
وتابع الباحثون الأطفال في عمر 24 إلى 36 شهراً لتقييم مهارات التواصل الاجتماعي لديهم، وبحثوا عن ارتباطات بين أدائهم في مهمة التعلم البصري في عمر 6 أشهر، ومهارات التواصل الاجتماعي لديهم في سن لاحقة.
ويساعد هذا النهج الباحثين على فهم ما إذا كان هناك رابط بين التعلم الإحصائي البصري المبكر وتنمية مهارات التواصل الاجتماعي، التي يمكن أن تتأثر نتيجة التوحّد.
ووجد الباحثون أن معظم الرُّضّع المعرضين للخطر واجهوا صعوبات في الاختبارات، وجميع الذين حصلوا على أسوأ الدرجات كانوا أكثر عرضة لتطور التّوحّد مع تقدمهم في العمر.
وأقرّ الباحثون بأن نتائجهم أولية، مشيرين إلى أن هناك حاجة لمزيد من العمل لتأكيد أن الاختبار الإحصائي يمكن استخدامه لتشخيص التوحّد عند الرُّضّع في سن مبكرة.
أعلنت السلطات الصحية الكونغولية، اليوم (الخميس)، ارتفاع عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في جمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب مرض غير معروف سابقاً إلى 131 شخصاً.
«مريم» على نتفليكس... فرصة ضائعة لرواية سيرة والدة المسيحhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5089375-%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%86%D8%AA%D9%81%D9%84%D9%8A%D9%83%D8%B3-%D9%81%D8%B1%D8%B5%D8%A9-%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D8%B9%D8%A9-%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD
«مريم» على نتفليكس... فرصة ضائعة لرواية سيرة والدة المسيح
فيلم جديد على «نتفليكس» يروي جزءاً من سيرة مريم العذراء (نتفليكس)
«مريم» (Mary) على نتفليكس. عنوانٌ واعدٌ لفيلمٍ يحاول أن يروي جزءاً من سيرة القديسة مريم، والدة يسوع المسيح، وذلك في توقيتٍ ملائم أي عشيّة عيد الميلاد. حتى العبارة الأولى التي تتلوها «مريم» على لسان الممثلة نوا كوهين واعدة بحدّ ذاتها، إذ تقول: «قد تظنّون أنكم تعرفون قصتي. كونوا على ثقة بأنكم لا تفعلون».
مريم ابنةُ الناصرة، التي لم تَحظَ حتى الآن بلحظةٍ سينمائية خاصة بها، مكتفيةَ بحضور ثانوي ضمن الأفلام والمسلسلات التي روَت سيرة المسيح، تُخصَص لها أخيراً ساعة و50 دقيقة على الشاشة. فباستثناءِ فيلمٍ تلفزيوني عابر عُرض عام 1999 بعنوان «مريم، والدة يسوع»، لم يقرر مخرجٌ أو كاتب أو منتج أن يغوص في سيرة مريم ما قبل ولادة المسيح. إلى أن بادر المخرج الأميركي د.ج. كاروزو في اتجاه مشروعٍ يجعل من حياتها، الزاوية الأساسية للرواية الدينية.
ينطلق الفيلم من معاناة والدَيها يواكيم وحنّة من أجل الإنجاب، إلى أن يلبّي الله طلبهما، فينبئهما الملاك جبرائيل بأنّهما سيُرزقان بابنة، شرط أن تصير خادمةً في الهيكل عندما تبلغ السن المناسبة. وسط المعلومات الشحيحة جداً عن تاريخ مريم، يشكّل الفيلم فرصة للتعرّف إلى حيثيّات ولادتها وطفولتها في ظلّ حُكم الملك هيرودس الظالم، ثم انتقالها إلى الهيكل خادمة لله. يصوّر الفيلم كذلك لقاءها الأول بالقديس يوسف، الذي سيصبح زوجها لاحقاً.
أما بشرى الملاك جبرائيل لها بأنها ستَلِد المسيح المخلّص من دون أن تمسّها يد رجُل، فتشكّل نقطة تحوّل في الفيلم على صعيد الحبكة. تتسارع الأحداث بعد انتشار خبر حملها وتتعرّض مع والدَيها للاضطهاد، كما يتضاعف غضب هيرودس وخوفه من الطفل الآتي. تبدأ رحلة البحث عن مكانٍ تنجب فيه مولودها، لتكون الوجهة بيت لحم حيث يبصر المسيح النور في وقتٍ يتعرّض فيه كل طفلٍ ذَكَر في المدينة الفلسطينية للذبح على يد جنود هيرودس.
ربما نجح الفيلم في الإضاءة على نواحٍ لا يعرفها كثيرون عن بدايات مريم، إلا أنّه لم ينجُ من التبسيط الذي لامسَ التسطيح في معظم الأحيان. يراها المُشاهد طفلةً تلهو في الحقول، ثم مراهقةً تقوم بأعمال التنظيف والحياكة والزراعة في المعبد، ولاحقاً شابةً تحاصرها الرؤى المتأرجحة بين بشائر الملاك جبرائيل وتجارب الشيطان، لكنّ الشخصية تبقى مسطّحة ولا تخضع لأي تطوير.
لا يجتهد الفيلم من أجل الغوص في أعماق مريم الروحيّة وأبعادها النفسية. باستثناء مشهدٍ نبصرها فيه وهي توزّع طعام الهيكل على الفقراء في الشارع، لا نعرف الكثير عن مكامن نفسها ولا عن صراعها الداخلي أمام حَملها الاستثنائي. يبدو فيلم «مريم» كأنه فرصة ضائعة، كان من الممكن أن تضيء على تلك الشخصية التاريخية والدينية المحوَريّة من جوانبها كاملةً.
لا تقتصر الفرص الضائعة على شخص مريم، بل تنسحب على الملك هيرودس الذي يؤدي شخصيته النجم العالمي أنتوني هوبكنز. رغم قدراته التمثيلية الخارقة، يبقى هوبكنز أسيرَ نصٍ عاديّ وقَصرٍ يملأه بالصراخ على جنوده ومخدوميه، بشكلٍ لا يضيف شيئاً إلى السرديّة. حتى قراره المُرعب بالقضاء على كل الأطفال الذكور في بيت لحم بالتزامن مع ولادة المسيح، لا يأخذ حقه محتوىً ولا تصويراً.
من المعروف عن المخرج كاروزو أنه كاثوليكيّ ملتزم، وأنّ المنتج المنفّذ للمشروع ليس سوى كاهن، لكنّ النيّةَ الصادقة لم تُؤتِ بثمارٍ جيّدة، إلى درجة أنّ صحيفة «تلغراف» وصفت العمل بأنه «أسوأ أفلام السنة». تتداخل الأنواع السينمائية فتضيع الهوية؛ يُراد له الحركة من خلال المعارك التي يخوضها جنود هيرودس، لكنها تبقى ناقصة. أما العلاقة بين مريم ويوسف فتبدو أشبَه بحكاية سطحية في فيلم للمراهقين. حتى المؤثرات البصريّة ترسب في امتحان الضخامة.
أما إحدى كبرى الانزلاقات، فهو الإطلالات الزائدة عن حدّها والطافحة خيالاً لكلٍ من الملاك جبرائيل وشخصية الشيطان «لوسيفر». في مشاهد الأخير، محاولة فاشلة لاستنساخ تلك الشخصية عن فيلم «The Passion of the Christ» (آلام المسيح). أما جبرائيل فلا يشبه الملائكة بشيء؛ فبينما وصفه الإنجيل بأنه كتلة من النور ذات محيّا بهيّ، يظهر هنا بوجهٍ مخيف، وعندما يبشّر مريم بحَملها تلفّه العتمة والظلال.
تتواصل المغالطات التاريخية خدمةً للخيال فيدقّ يوسف باب يواكيم وحنّة من دون معرفة سابقة، طالباً يد ابنتهما، في تصرّف يتنافى والتقاليد اليهوديّة السائدة قبل ألفَي عام. ومن النقاط الجدليّة وغير الدقيقة كذلك، وفاة يواكيم خلال الاضطهاد الذي تعرضت له العائلة، إضافةً إلى آلام المخاض التي مرّت بها مريم في الفيلم، والتي تتناقض والرواية الدينية.
من الواضح أن المخرج كاروزو والكاتب تيموثي هايز استعانا بخيالٍ كثير، مع العلم بأنّ كاروزو كان قد صرّح بأنه استقى معلوماته من «إنجيل يعقوب» الصادر في القرن الثاني والخاص بسيرة مريم، وبأنّ النص خضع لأكثر من 70 إعادة كتابة بإشراف رجال دين مسيحيين، ويهود، ومسلمين.
يقول كاروزو إنه أراد أن يؤنسن شخصية مريم وأن يقرّبها من الجيل الصاعد، لكنّ ما حصدَه هو غضب الرأي العام، لا سيّما الفلسطيني والعربي منه. السبب هو اختياره ممثلين إسرائيليين لأداء الأدوار الأساسية، من مريم إلى يوسف مروراً بيواكيم وحنّة وغيرهم. أما الحجة التي قدّمها المخرج فبدت استفزازية، إذ قال إن خياره وقع على إسرائيليين «ضماناً للموثوقيّة والصدق».
"There is something profoundly offensive about having an Israeli actor play Mary, the mother of Jesus, while Israel is committing genocide against Palestinians, killing some of the oldest Christian communities in the world and erasing their heritage sites"-Social media user...
عدّ روّاد وسائل التواصل الاجتماعي الأمر إهانة، واصفين هذا الخيار بأنه مشاركة متعمّدة في التشويه الذي تتعرّض له الهوية الفلسطينية، لا سيّما في ظلّ الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة.
أمام سقوط المحتوى، ربما تخدم هذه الجدليّةُ «مريم» في الصعود على مستوى المشاهَدات. فكلُ مسلسلٍ وفيلم يثير جلبةً على المنصات الاجتماعية، بات يستفيد من نسبة مشاهَدة عالية، حتى إن لم يكن يستحقها.