علاقة ارتفاع ضغط الدم بالصداع: 7 جوانب يجدر إدراكها

التباس المعلومات له تداعيات صحية

علاقة ارتفاع ضغط الدم بالصداع: 7 جوانب يجدر إدراكها
TT

علاقة ارتفاع ضغط الدم بالصداع: 7 جوانب يجدر إدراكها

علاقة ارتفاع ضغط الدم بالصداع: 7 جوانب يجدر إدراكها

ثمة علاقة تغلفها بعض الأوهام وبعض الحقائق بين ارتفاع ضغط الدم من جهة، والمعاناة من الصداع من جهة أخرى.

جوانب ملتبسة

كثيراً ما يحصل الالتباس لدى البعض حول الجوانب الصحيحة والجوانب غير الصحيحة في تلك العلاقة. وهذا الالتباس ربما له تداعيات صحية عند الاعتماد على المعلومات غير الثابتة علمياً، وكذلك عند عدم التنبه للمعلومات الثابتة علمياً.

وإليك أشياء يجدر إدراكها حول هذا الأمر وتلك العلاقة:

1- بداية، ولكي تكون اللغة موحدة في الحديث، علينا أن نعود إلى التعريفات الطبية.

الصداع - كما يعرفه أطباء مايو كلينك - هو: «عبارة عن ألم في أي منطقة من مناطق الرأس. وقد يكون الصداع على جانب واحد من الرأس أو على كلا الجانبين، أو قد يكون معزولاً في مكان محدد من الرأس، أو ينتشر عبر الرأس ابتداءً من نقطة واحدة، أو يكون له ميزة ملزمة القبض».

وتضيف المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة: «يتكون الصداع من الألم أو الانزعاج الناتج عن الهياكل الحساسة للألم Pain - Sensitive في الرأس. وتشمل هذه الهياكل خارج الجمجمة: الجلد والعضلات والأوعية الدموية في الرأس والرقبة، والغشاء المخاطي للجيوب الأنفية، وهياكل الأسنان.

وتشمل الهياكل داخل الجمجمة: مناطق الشرايين الكبيرة بالقرب من دائرة ويليس (دائرة شريانية في قاع الدماغ تزود غالبية أجزاء الدماغ بالدم)، والجيوب الوريدية Venous Sinuses الكبيرة داخل الجمجمة، وأجزاء من الجافية Dura (طبقة من غشاء يغلف الدماغ وآخر يبطن الجمجمة) والشرايين الجافية، والأعصاب القحفية (الخارجة مباشرة من الدماغ)».

أما الجمجمة، وحمة الدماغ Brain Parenchyma (كتلة الدماغ نفسه)، فإنها كلها غير حساسة للألم.

ضغط الدم

2- ضغط الدم هو القوة التي يندفع بها الدم باتجاه جدران الشرايين. وفي حال الإصابة بارتفاع ضغط الدم، تكون تلك القوة عالية للغاية باستمرار. ويُقاس ضغط الدم بوحدة المليمتر الزئبقي (ملم زئبقي). وعندما تكون قراءة ضغط الدم 130 على 80 ملم زئبقي أو أعلى، تُوصَف الحالة عموماً بأنها ارتفاع في ضغط الدم. وتقسم الكلية الأميركية لأمراض القلب وجمعية القلب الأميركية ضغط الدم إلى أربع فئات عامة، هي:

- ضغط الدم الطبيعي. إذا كانت قراءة ضغط الدم أقل من 120 على 80 ملم زئبقي.

- ارتفاع ضغط الدم الطفيف. يتراوح الرقم العلوي بين 120 و129 ملم زئبقي والرقم السفلي أقل من 80 ملم زئبقي، وليس أعلى منه.

- ارتفاع ضغط الدم من المرحلة الأولى. يتراوح الرقم العلوي بين 130 و139 ملم زئبقي أو يكون الرقم السفلي بين 80 و89 ملم زئبقي.

- ارتفاع ضغط الدم من المرحلة الثانية. يكون الرقم العلوي 140 ملم زئبقي أو أعلى أو يكون الرقم السفلي 90 ملم زئبقي أو أعلى.

- أزمة ارتفاع ضغط دم طارئة. الذي يتجاوز 180 على 120 ملم زئبقي.

3- هناك عدة معلومات غير صحيحة لدى كثير من الناس حول أعراض ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، مثل المعاناة من العصبية، وزيادة التعرق، وصعوبات في النوم، واحمرار الوجه، وغيرها من العلامات التي لو اعتمد الشخص عليها في ملاحظة ارتفاع ضغط الدم، لأدى ذلك إلى إهمال إجراء قياس ضغط الدم للتأكد من سلامة مستوياته. بمعنى أن حصر كثيرين لأعراض ارتفاع ضغط الدم ضمن قائمة غير صحيحة، يُؤدي إلى خسارة فرص كثيرة للاهتمام الجاد بالصحة.

إن تشخيص ارتفاع ضغط الدم، والبدء بمعالجته، والوصول إلى المعدلات الطبيعية فيه، يحمي صحة الإنسان من التأثيرات المباشرة لارتفاع ضغط الدم، ويحمي من مضاعفات وتداعيات ارتفاع ضغط الدم.

الصداع وضغط الدم

4- حول الشعور بالصداع بوصفه علامة لارتفاع ضغط الدم، تذكر جمعية القلب الأميركية أن الأدلة العلمية تؤكد أن ارتفاع ضغط الدم لا يُسبب الشعور بالصداع باستثناء أن يبلغ ضغط الدم مستويات فوق 180 مليمتر زئبق للضغط الانقباضي ومستويات أعلى من 110 للضغط الانبساطي.

ولا تنظر الهيئات الطبية العالمية المعنية بمعالجة ارتفاع ضغط الدم إلى الشعور بالصداع بوصفه علامة موثوقة تُستخدم في تقييم مرضى ارتفاع ضغط الدم. وكذا الحال مع نزيف الأنف. وإحدى الدراسات الطبية التي أشارت إليها جمعية القلب الأميركية لاحظت أن نحو 85 في المائة من مرضى ارتفاع ضغط الدم الذين استدعى ارتفاع ضغط الدم لديهم المعالجة الإسعافية في قسم الطوارئ بالمستشفى، لم يكن لديهم نزيف في الأنف.

5- يقول الدكتور لوك لافين، طبيب القلب والمدير المشارك لمركز اضطرابات ضغط الدم في كليفلاند كلينك: «ارتفاع ضغط الدم الخفيف (المرحلة 1)، أو المعتدل (المرحلة 2) من غير المرجح أن يسبب ذلك الصداع. إن الغالبية العظمى من الناس ليست لديهم أي أعراض على الإطلاق بسبب ارتفاع ضغط الدم». لكنه يشير إلى: «إذا كنت تعاني من صداع مفاجئ ومكثف أسوأ بكثير من المعتاد، وكان ضغط دمك مرتفعاً، فيجب عليك سرعة طلب الرعاية الطبية».

ويضيف أنه لا يوجد بحث عالي الجودة يوضح أن الصداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم يختلف عن الصداع العادي، وأنه قد يكون من الصعب أحياناً معرفة ما الذي يسبب ماذا. ويقول الدكتور لافين: «هناك شيء آخر يجب تذكره بشأن الصداع وضغط الدم، وهو أن ضغط الدم ليس هو الذي يسبب الصداع دائماً. ويمكن أن يكون العكس، وفي بعض الأحيان، يكون سيناريو الدجاجة والبيضة. لا نعرف أيهما يأتي أولاً».

دراسات علمية لاحظت أن مرضى ارتفاع ضغط الدم يشكون بالفعل من الصداع بمعدل أقل

أنواع الصداع

6- تشير جمعية القلب الأميركية إلى أن ثمة دراسات علمية لاحظت أن مرضى ارتفاع ضغط الدم يشكون بالفعل من الصداع بمعدل أقل من شكوى عموم الناس الأصحاء من الصداع. وذكرت إحدى تلك الدراسات المنشورة في مجلة طب الأعصاب، والتي أفادت بأن الأشخاص الذين لديهم ارتفاع في ضغط الدم الانقباضي هم أقل إصابة بالصداع بنسبة 40 في المائة مقارنة مع الأشخاص الأصحاء الذين قراءات قياس ضغط الدم لديهم طبيعية. وبرر الباحثون ذلك أن الذين لديهم ارتفاع في ضغط الدم لديهم أيضاً بالعموم أوعية دموية متصلبة وذات جدران غير مرنة، وكلما تدنت مرونة التوسع في الشرايين تدنت حساسية استشعار الشبكة العصبية المغلفة للشرايين، ومن ثم نتيجة لهذا القصور في استشعار الشبكة العصبية، فإن شعور المرء بالألم نتيجة الصداع يقل.

7- يقول أطباء كليفلاند كلينك: «هناك أكثر من 150 نوعاً من الصداع. وهي تنقسم إلى فئتين رئيسيتين: الصداع الأولي والثانوي. ويؤدي الخلل الوظيفي أو النشاط الزائد للميزات الحساسة للألم في رأسك إلى الإصابة بالصداع الأولي. أي ليست عرضاً لحالة طبية كامنة أو ناتجة عنها. والصداع الثانوي تتسبب به حالة طبية كامنة، أي يعد عرضاً أو علامة على وجود حالة مرضية ما (لدى الشخص)».

وهناك أنواع متعددة من الصداع ذات الصلة بالأوعية الدموية، منها ما هو أولي، ومنها ما هو ثانوي. وفي الصداع النصفي Migraine والصداع العنقودي Cluster Headache والصداع الوعائي السام Toxic Vascular Headache، ينتج الألم عن تمدد وتوسع الشرايين التي هي خارج الدماغ.

ولكن في حالات نادرة، يمكن أن يتسبب الصداع النصفي بنقص تروية الدماغ بالدم، ولذا يزداد معدل الإصابة بالسكتة الدماغية لدى مرضى الصداع النصفي.

والصداع العنقودي يتسبب بألم أشد من الصداع النصفي، ويحصل فيه توسع للأوعية الدموية. ولذا قد يصاحبه احمرار الوجه، واحتقان احمرار ملتحمة العين، وذرف الدموع، وسيلان الأنف. ويمكن أن ينجم الصداع الوعائي السام عن كثير من العوامل الفسيولوجية أو البيئية التي تؤدي إلى توسع الأوعية. والحمى هي الأكثر شيوعاً. وكذلك يمكن أن تتسبب به الأدوية من فئة موسعات الأوعية الدموية.


مقالات ذات صلة

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول
TT

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

المغنيسيوم والنوم

• ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

- هذا ملخص أسئلتك. والواقع أن إحدى الدراسات الطبية الواسعة النطاق قد كشفت أن تناول المغنيسيوم بكميات صحية يرتبط بنوم عدد طبيعي من الساعات. وعلى النقيض من ذلك، فإن تناول المغنيسيوم بكميات أقل ارتبط إما بمدة نوم أقصر أو أطول من الطبيعي.

ولكن تجدر ملاحظة أن الجرعة المثلى من المغنيسيوم للنوم تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك العمر والأمراض المصاحبة التي قد تكون لدى الشخص.

وبالأساس، ووفقاً للمبادئ التوجيهية الطبية الحديثة، يوصى بتناول ما بين 310 و360 مليغراماً يومياً من المغنيسيوم للنساء، وما بين 400 و420 مليغراماً للرجال. وتحتاج النساء الحوامل إلى ما بين 350 و360 مليغراماً من المغنيسيوم يومياً.

وأشارت إحدى الدراسات الإكلينيكية إلى أن تناول 500 مليغرام يومياً من مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم، لمدة 8 أسابيع، يزيد من مدة النوم (Sleep Duration)، ويقلل من زمن فترة «كمون بدء النوم» (Sleep Latency)، وذلك لدى كبار السن. وتُعرّف فترة «كمون بدء النوم» بأنها الفترة الزمنية اللازمة للانتقال من حالة اليقظة التامة إلى حالة النوم وفقدان الوعي.

ومع ذلك، يجدر أيضاً ملاحظة أن هناك أنواعاً مختلفة من مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم في الصيدليات، بما في ذلك أكسيد المغنيسيوم، وسترات المغنيسيوم، وهيدروكسيد المغنيسيوم، وغلوكونات المغنيسيوم، وكلوريد المغنيسيوم، وأسبارتات المغنيسيوم. وكل نوع من هذه الأنواع من مكملات المغنيسيوم له معدل امتصاص مختلف.

ولذا يُنصح كبار السن (وفق ما تسمح به حالتهم الصحية والأمراض المرافقة لديهم) الذين يعانون من الأرق، بتناول ما بين 320 و729 مليغراماً من المغنيسيوم يومياً من نوع أكسيد المغنيسيوم أو سترات المغنيسيوم. وهذا يمكن التأكد منه عبر سؤال الصيدلي.

وللتوضيح، استخدمت العديد من الدراسات مؤشر جودة النوم في بيتسبرغ (PSQI) كمقياس أساسي للنوم لتقييم تأثير مكملات المغنيسيوم المختلفة. وتمت مقارنة تأثيرات أنواع أكسيد المغنيسيوم وكلوريد المغنيسيوم وسترات المغنيسيوم وأسبارتات المغنيسيوم، على جودة النوم.

وأشارت هذه الدراسات إلى أنه من بين جميع مكملات المغنيسيوم، تعمل أقل جرعة من أكسيد المغنيسيوم على تحسين جودة النوم. وعلى النقيض من ذلك، لم يُظهر كلوريد المغنيسيوم أي تحسن كبير في النوم. ويمكن لمكملات حبوب أسبارتات المغنيسيوم أن تعزز النوم فقط عند تركيز مرتفع للغاية يبلغ 729 مليغراماً.

كما يجدر كذلك ملاحظة أنه ليس من الضروري الحصول على المغنيسيوم من خلال تناول مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم فقط؛ لأنه أيضاً موجود في أنواع مختلفة من الأطعمة، وبكميات وفيرة تلبي حاجة الجسم وزيادة. ولذا يمكن أن يلبي الاستهلاك المنتظم للأطعمة الغنية بالمغنيسيوم المتطلبات اليومية. وعلى سبيل المثال، يمكن للمرأة غير الحامل البالغة من العمر 40 عاماً تلبية توصيات تناول المغنيسيوم اليومية، بتناول كوب واحد من الكينوا المطبوخة أو كوب واحد من السبانخ المطبوخة أو نحو 30 غراماً من مكسرات اللوز.

ورابعاً، تجدر ملاحظة ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول مكملات المغنيسيوم، لسببين رئيسيين. الأول: أن تناول مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم قد يتفاعل مع أدوية أخرى. وعلاوة على ذلك، فإن تناول جرعة عالية من مكملات المغنيسيوم يمكن أن يسبب الغثيان والإسهال والتشنج العضلي لدى بعض الأشخاص. وعلى النقيض من ذلك، فإن تناول كميات أكبر من المغنيسيوم من مصادر غذائية يعد آمناً إلى حد كبير لأنه يتم هضمه ببطء أكبر ويفرز الزائد منه عن طريق الكلى.

ولا توجد إجابة محددة حتى اليوم لتفسير ذلك الدور الدقيق للمغنيسيوم في تنظيم النوم. وعلى الرغم من أن الأمر غير مفهوم بشكل جيد، فقد اقترح العلماء كثيراً من الآليات التي يمكن من خلالها التأثير على النوم. ومن ذلك الدور النشط للمغنيسيوم في «ضبط» مدى استثارة الجهاز العصبي المركزي. وتحديداً دوره في «خفض» استثارة الجهاز العصبي عبر تأثير المغنيسيوم على النوم من خلال مشاركته في تنظيم نظام جابا (GABA) في الدماغ.

وأيضاً الدور النشط للمغنيسيوم في تحفيز استرخاء العضلات من خلال خفض تركيز الكالسيوم داخل خلايا العضلات. وكذلك تأثيره على مناطق تشابك الأعصاب بالعضلات.

كما يُطرح علمياً تأثير المغنيسيوم على تنظيم الساعة البيولوجية وعلى إفراز هرمون الميلاتونين، وهو هرمون النوم الذي يفرزه الدماغ بكميات متصاعدة من بعد غروب الشمس وانخفاض تعرّض الجسم للضوء. وقد أظهرت دراسات أن نقص المغنيسيوم يقلل من تركيز الميلاتونين في البلازما، ما قد يعيق سهولة الخلود إلى النوم.

كما أشارت الأبحاث الحالية إلى أن مكملات المغنيسيوم تقلل من تركيز الكورتيزول في الدم (هرمون التوتر)، وبالتالي تُهدئ الجهاز العصبي المركزي وتتحسن جودة النوم.

عدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

• تناولت دواء خفض الكوليسترول، وتسبب لي بالتعب وآلام العضلات... بمَ تنصح؟

- هذا ملخص أسئلتك عن تناولك أحد أنواع أدوية خفض الكوليسترول من فئة أدوية الستاتين، وتسببه لك بآلام عضلية. وأول جانب من النصيحة هو التأكد من وجود هذه المشكلة المرتبطة بأدوية الستاتين بالفعل؛ لأن من المهم تناول أدوية خفض الكوليسترول وعدم التوقف عنها، إلا لضرورة.

ولذا لاحظ معي أن أدوية فئة ستاتين (مثل ليبيتور أو كرستور) تُعد الخط الأول لمعالجة ارتفاع الكوليسترول. إلا أن بعض المرضى قد يعانون من آثار جانبية، إما أن تمنعهم من استخدام أحد أدوية الستاتين على الإطلاق، أو تحد من قدرتهم على تحمل الجرعة اللازمة منها لخفض الكوليسترول كما هو مطلوب ومُستهدف علاجياً. وهو ما يُطلق عليه طبياً حالة «عدم تحمّل الستاتين».

ووفق ما تشير إليه الإحصاءات الطبية، فإن «عدم تحمّل الستاتين» قد يطول 30 في المائة من المرضى الذين يتناولون أحد أنواع هذه الفئة من أدوية خفض الكوليسترول. وعدم تحمل الستاتين يشير إلى مجموعة من الأعراض والعلامات الضارة التي يعاني منها المرضى وتتخذ عدة مظاهر. والشكوى الأكثر شيوعاً هي أعراض: إما آلام (دون اللمس والضغط) أو أوجاع (عند اللمس والضغط) أو ضعف أو تشنجات عضلية مختلفة. وتؤثر عادةً على مجموعات العضلات المتناظرة (على الجانبين) والكبيرة والدانية في القرب إلى منتصف الجسم.

وقد يرافق ذلك ارتفاع أنزيم العضلات أو عدم حصول ذلك. كما قد يتسبب بمشاكل في الكلى، أو لا يتسبب بذلك.

ولذا يحتاج الأمر تشخيص وجودها والتعامل الطبي معها لدى مريض ما، وأيضاً تنبه المرضى إلى «بوادر» ظهورها ووضوح في كيفية تعاملهم معها.

ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، تم تحديد عوامل خطر الإصابة بالألم العضلي المرتبط بالستاتين، بما في ذلك التقدم في السن، والجنس الأنثوي، والتاريخ العائلي للإصابة بالألم العضلي المرتبط بالستاتين، وتعاطي الكحول، والأمراض الروماتيزمية، ونقص فيتامين دي المُصاحب. كما أن بعض الأدوية يمكن أن تزيد من المخاطر: الكولشيسين (مضاد التهابات)، فيراباميل أو ديلتيازيم (أدوية قلبية)، الفايبريت (لخفض الدهون الثلاثية)، كلاريثروميسين والإريثروميسين (مضادات حيوية).

ولكن التشخيص الإكلينيكي لهذه الحالة قد يَصعُب على الطبيب. ومع ذلك قد يكون ارتفاع مستوى أنزيم العضلات (الكرياتين كيناز) مشيراً إلى وجود هذه المشكلة. إلا أنه عادة ما يكون مستوى أنزيم العضلات (الكرياتين كيناز) طبيعياً؛ أي دون وجود التهاب وتحلل في الخلايا العضلية. وهنا يلجأ الطبيب إلى مدى وجود العوامل التي ترجح التشخيص الإكلينيكي للاعتلال العضلي المرتبط بالستاتين، والتي منها:

· ألم أو ضعف في العضلات الكبيرة القريبة، يتفاقم بسبب ممارسة الرياضة.

· تبدأ الأعراض بعد 2 إلى 4 أسابيع من بدء تناول الستاتين.

· زوال الأعراض خلال أسبوعين من التوقف.

· تعود الأعراض خلال أسبوعين بعد إعادة تناول الستاتين.

· ظهور الأعراض عند تعاقب تناول نوعين مختلفين أو أكثر من الستاتينات؛ حيث يتم وصف واحدة منها على الأقل بأقل جرعة.

ووفق عدة مُعطيات، يتعامل الطبيب المتابع لحالة الشخص المعين مع هذه المشكلة لكل مريض على حدة.