اختبار اللياقة البدنية للرؤساء الأميركيين

لتقييم صحة القلب والأوعية الدموية والعضلات الأساسية في الجسم

تمارين النهوض بالرأس
تمارين النهوض بالرأس
TT

اختبار اللياقة البدنية للرؤساء الأميركيين

تمارين النهوض بالرأس
تمارين النهوض بالرأس

بدأ العمل باختبار اللياقة البدنية الرئاسي «Presidential Physical Fitness Test» في الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق دوايت د. أيزنهاور في عام 1956. وتم تعديل الاختبار على مر العقود، ولكن النسخة التي يعرفها معظم الناس تتكون من خمسة أجزاء: الجري لمسافة ميل واحد، واختبار قوة عضلات الجسم الأساسية (تمارين السحب والضغط)، وتمارين النهوض بالرأس والركض السريع وتمارين إطالة العضلات. والهدف من إجراء هذا الاختبار هو تقييم لياقة القلب والأوعية الدموية، والعضلات الأساسية في الجسم، وقوة التحمل، والمرونة، وخفة الحركة.

تفاصيل الاختبار الرئاسي

وتقول باتريشيا كورديرو، وهي مدربة رياضية معتمدة في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: «على الرغم من أنه جرى تصميم هذا الاختبار للشباب وقد تغير على مر السنين، فإنه لا يزال بإمكان كبار السن الاستفادة من إجرائه»، مضيفةً أنه «من خلال إجراء بعض التعديلات، يمكن أن يكون هذا الاختبار أداة قيمة لتقييم اللياقة البدنية الحالية لكبار السن وتحديد الجوانب التي يحتاجون إلى تحسينها».

وفيما يلي تفاصيل الاختبار الأصلي، وما يمكنك تعلمه منه، وكيفية إجرائه:

• الجري لمسافة ميل واحد: يقيس اختبار الجري لمسافة ميل واحد لياقة القلب والأوعية الدموية بناءً على سرعة الشخص في أثناء الاختبار. ولكن يجب على كبار السن استخدامه بدلاً من ذلك لقياس قوة عمل القلب، وفقاً لكورديرو.

وتوصي الإرشادات الوطنية الأميركية بممارسة التمارين متوسطة الشدة لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً، ويتم تعريف هذه التمارين بأنها تلك التي تؤدي للوصول إلى نسبة تتراوح بين 50 في المائة و70 في المائة من معدل ضربات القلب القصوى للفرد، وهناك صيغة شائعة الاستخدام لتقدير الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب وهي: رقم 220 ناقص عدد سنوات عُمر الشخص.

وتضيف كورديرو: «يمكن للجري لمسافة ميل واحد أو المشي السريع باستخدام جهاز مراقبة معدل ضربات القلب أن يساعدك في الحفاظ على القوة المناسبة وتتبع مدى تقدمك، إذ يريد معظم الرجال، من الناحية المثالية، أن يكونوا في نطاق القوة معتدلة الشدة خلال معظم فترة تمارينهم».

اركض أو امشِ بسرعة لمسافة ميل واحد بالوتيرة المعتادة وسجِّلْ متوسط معدل ضربات القلب خلال التمرين، ثم لاحظ الجهد المبذول لديك بالإضافة إلى معدل ضربات القلب في التدريبات اللاحقة. وفي البداية، حاول زيادة سرعتك، مما قد يؤدي على الأرجح إلى رفع متوسط معدل ضربات القلب. ومع ذلك، فإنه مع تحسن لياقتك فإنك قد تجد أن معدل ضربات قلبك بات يتباطأ قليلاً، وذلك حتى مع بذل مزيد من الجهد، كما يمكن أيضاً إجراء هذا الاختبار باستخدام دراجة ثابتة.

تمارين رفع الصدر والأكتاف

تمارين عضلية رئيسية

• تمرين النهوض بالرأس sit – ups: كان الاختبار الأصلي يقيس عدد مرات النهوض بالرأس التي يمكنك إكمالها خلال دقيقة واحدة كطريقة لقياس قوة عضلات الجسم الأساسية التي تتكون من عضلات البطن والظهر والوركين والحوض والأرداف، إذ تساعد قوة هذه العضلات على تجنب الشعور بآلام الرقبة والكتف وأسفل الظهر وحتى آلام الركبتين والأرداف.

وتقول كورديرو: «ومع ذلك، فإن إجراء تمارين النهوض بالرأس في وقت محدد لا يعد الطريقة الأفضل لقياس قوة عضلات الجسم الأساسية، كما لا تعد هذه التمارين هي الأفضل أيضاً لتحسين أداء هذه العضلات»، مشيرة إلى أن الحركة الأفضل هي استخدام وضعية اللوح الخشبي، لأنها تؤدي لتشغيل جميع العضلات الأساسية (على عكس تمارين البطن) فضلاً عن أنها تضع ضغطاً أقل على الظهر.

حدد المدة التي يمكنك فيها الاستمرار في وضعية اللوح الخشبي مع الحفاظ على شكل صحيح للجسم، وتقول كورديرو: «إذا تمكنت من الاستمرار في هذه الوضعية لبضع ثوانٍ فقط، فهذه علامة على ضعف القلب، لكن هذه المدة ستزيد مع تحسن قوة عضلات الجسم الأساسية».

* تمرين وضعية اللوح الخشبي (plank pose)... إليك كيفية أدائه:

- استلقِ على بطنك مع وضع ساعديك على الأرض، وساقيك ممدودتان مع جمع قدميك معاً، ولجعل الوضعية أكثر راحة، يمكنك وضع حصيرة أو منشفة تحت ذراعيك.

- ادفع باستخدام ساعديك في أثناء رفع جسمك لتشكيل خط مستقيم من رأسك وعنقك حتى قدميك. (لا تدع الفخذين يرتفعان أو يتدليان).

- أبقِ نظرك للأسفل وحافظ على هذا الوضع وستشعر بأن عضلات البطن قد باتت مشدودة، خذ أنفاساً بشكل ثابت ومنتظم.

- حاول البقاء على هذا الوضع لمدة تصل إلى 30 ثانية، ثم اخفض جسمك واسترح، وكرر العملية مرتين إلى ثلاث مرات، وفي النهاية حاول زيادة الوقت إلى دقيقة أو دقيقتين.

- إذا كان الاستناد إلى ساعديك غير مريح، قم بأداء هذا التمرين بوضعية الضغط مع تمديد ذراعيك بالكامل، وإذا كنت تعاني آلام الظهر أو مشكلات أخرى في الظهر، يمكنك القيام بتمرين وضعية اللوح الخشبي في أثناء الجلوس على الركبتين.

تمارين الرفع لتقوية الصدر

• تمارين رفع الصدر والأكتاف (Push-ups): في حين أن الاختبار الأصلي عرض الاختيار بين تمارين الرفع هذه والسحب، فإن كورديرو توصي باستخدام الأولى، وذلك لأنها أسهل في أدائها مع وجود مزيد من خيارات تعديلها، قائلة: «تساعد تمارين الرفع على تحسين قوة العضلات في الجزء العلوي من الجسم: الصدر والكتفين والذراعين والظهر».

كان اختبار الرفع يعتمد على عدد المرات التي يمكن للشخص القيام بها. وتقول كورديرو إن التركيز يجب أن ينصبّ دائماً على الحفاظ على الشكل الصحيح للجسم في أثناء التمرين، مضيفةً: «تمرين الرفع الذي يُنفَّذ بشكل صحيح يعني أن ينخفض الشخص بما يكفي لتشغيل عضلات جسمه بالكامل، فأداء خمس عمليات ضغط بوضعية صحيحة أفضل من عشر عمليات ضغط بوضعية خاطئة».

ولأداء تمرين الرفع بشكل صحيح، ابدأ في اتخاذ وضعية اللوح الخشبي الكاملة مع تمديد ذراعيك، ووضع راحتَي اليد بشكل مسطح تحت مستوى الكتف مباشرةً، واجمع القدمين معاً أو على مسافة 12 بوصة تقريباً، وحافظ على استقامة ظهرك وتوزيع وزنك بالتساوي، ثم انظر إلى الأسفل، واخفض جسمك حتى يصبح مرفقيك عند زاوية 90 درجة، ثم ادفع جسمك للأعلى لاستكمال تمرين واحد.

وإحدى الطرق للتأكد من انخفاض جسمك بدرجة كافية هي لف منشفة لتصبح بحجم قبضة يدك تقريباً ووضعها على الأرض أسفل جبهتك، ثم ابدأ تمرين الضغط حتى تلمس جبهتك المنشفة. وهناك خيار آخر هو أن يلمس صدرك الأرض ثم تدفع جسمك للأعلى مرة أخرى.

قم بإجراء أكبر عدد ممكن من عمليات الدفع مع الحفاظ على الشكل الصحيح للجسم، إذا كان هذا الأمر صعباً للغاية، قم بإجراء النسخة المُعدَلة من التمرين من وضعية اليدين والركبتين.

الجلوس والتمدد

* الجلوس والتمدد (Sit-and-reach): تقيس هذه الحركة مدى مرونة عضلات الساقين الخلفية (الموجودة في الجزء الخلفي من الفخذين) وعضلات أسفل الظهر، ومن المعروف أن تيبس هذه العضلات يزيد من خطر الشعور بالألم والإصابات كما أنه يجعل الانحناء صعباً. ولإجراء اختبار الجلوس والتمدد الأصلي فإنه كان يتم استخدام صندوق قياسي معين لمعرفة مدى مرونة العضلات، ولكن يمكنك القيام بنفس الأمر دون وجود الصندوق على النحو التالي:

- اجلس على الأرض مع تثبيت ركبتيك وتمديد ساقيك بشكل مستقيم.

- انحنِ إلى الأمام وحافظ على ركبتيك مقفلتين، ومد يديك حتى تستطيع لمس أسفل ساقيك بقدر مريح دون أن تقوم بتقويس ظهرك، ولاحظ إلى أين وصلت أطراف أصابعك، وكرر العملية للتأكد من مدى دقة القياس.

تقول كورديرو: «كلما كانت المسافة التي يمكنك الوصول إليها أقصر، كانت عضلات أسفل الظهر والعضلات الخلفية للساقين أكثر تيبساً».

ويمكن أن يساعد اعتماد روتين يومي لأداء تمارين تمديد العضلات أو ممارسة اليوغا على زيادة المرونة، ويمكنك إجراء الاختبار بشكل دوري لقياس مدى تقدمك.

اختبار من 5 أجزاء منها الجري وقوة التحمل وخفة الحركة

وتقول كورديرو: «اختر مناطق معينة في ساقيك أهدافاً، إذ يمكنك أن تحاول الوصول إلى ركبتيك أولاً، ثم إلى منتصف ساقيك، وبعد ذلك استهدف أعلى قدميك، وفي النهاية، حاول الوصول إلى أصابع قدميك».

• اختبار الركض ذهاباً وإياباً. يتضمن هذا الاختبار التحرك عن طريق الركض بأسرع وتيرة ممكنة بين نقطتين، وهو يقيس مدى الاتزان وخفة الحركة والقدرة على تغيير السرعة والاتجاه، وهي المهارات التي يحتاج إليها كبار السن لتجنب السقوط.

وإليك نسخة من الاختبار:

- ضع كتابين أو مكعبات اليوغا على الأرض على مسافة 20 قدماً بينها، ثم ابدأ في التحرك من أحد الطرفين؛ قم بالجري أو المشي السريع إلى الطرف الآخر، عند الوصول انحنِ والمس الأرض ثم اركض أو امشِ سريعاً إلى نقطة البداية مرة أخرى، والمس الأرض هناك مرة أخرى، واركض أو امشِ سريعاً حتى تصل إلى الجانب الآخر، واستمر في العملية ذهاباً وإياباً حتى تكمل أربع مرات.

ويمكن أن يساعد اعتماد أنشطة معينة على تحسين أدائك، مثل القفز بالحبل أو تسلق السلالم أو التاي تشي tai chi (شكل من أشكال ممارسة التأمل للعقل والجسم، وغالباً ما يوصف بأنه التأمل في الحركة، وتمارَس تمارينه في العديد من المجتمعات الآسيوية) أو بيكل بول pickleball (رياضة تجمع بين عناصر الريشة الطائرة وكرة الطاولة وكرة المضرب).

وتقول كورديرو: «كرر الاختبار بشكل منتظم لتقييم التقدم الذي تحرزه، ومع تحسن أدائك، فإنه يجب عليك التحرك بشكل أسرع بين النقطتين ويمكنك القيام بمزيد من العمليات بشكل متكرر أو حتى زيادة المسافة بين النقطتين».

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

تغيّرات في صحة الجهاز الهضمي: متى تطلب مشورة الطبيب؟

صحتك تغيّرات في صحة الجهاز الهضمي: متى تطلب مشورة الطبيب؟

تغيّرات في صحة الجهاز الهضمي: متى تطلب مشورة الطبيب؟

نهايات «الجهاز العصبي الثاني» ترتبط بالمعدة والأمعاء.

هايدي غودمان (كمبريدج (ولاية ماساتشوستس الأميركية))
صحتك من اليسار: القلب السليم مقابل القلب المصاب بالرجفان الأذيني (غيتي)

تتبُع الرجفان الأذيني باستخدام ساعة ذكية؟ تجنّبْ هذا الفخ

يعاني الملايين من الأميركيين من الرجفان الأذيني - وهو اضطراب سريع وغير منتظم في إيقاع القلب يزيد من خطر المضاعفات القلبية الوعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك هل يمكن التخلص من السعال المستمر؟

هل يمكن التخلص من السعال المستمر؟

يعدّ مزمناً إن استمر 8 أسابيع أو أكثر

مورين سالامون (كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية))
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك خاتم «أورا» الذكي

خواتم ذكية تكشف الرجفان الأذيني

الخواتم الذكية - أحدث فئة من الأجهزة القابلة للارتداء - يمكنها القيام بعدد من الأشياء التي يمكن أن تقوم بها الساعة الذكية، بما في ذلك مراقبة معدل ضربات القلب،…

جولي كورليس (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

أهم الإنجازات الطبية في عام 2024

أهم الإنجازات الطبية في عام 2024
TT

أهم الإنجازات الطبية في عام 2024

أهم الإنجازات الطبية في عام 2024

في نهاية كل عام نستعرض أهم الأحداث الطبية التي أثّرت بالإيجاب في المنظومة الصحية في العالم كله سواء باكتشاف طرق جديدة للعلاج والتشخيص أو الوقاية من الأمراض، خصوصاً مع التقدم التكنولوجي الكبير والمتسارع. كما نتعرف أيضاً على أهم التوصيات الطبية الجديدة المبنيّة على حقائق علمية للحفاظ على الصحة العامة، وكذلك نُلقي الضوء على الأبحاث المهمة التي تمهد لعلاج كثير من الأمراض وتساعد الملايين من المرضى. وإليكم نظرة على أهم تلك الأحداث.

صمامات قلب وكُلى مطوَّرة

• صمامات للقلب تستمر في النمو: في مطلع شهر يناير (كانون الثاني) من هذا العام نُشر في مجلة الجمعية الطبية الأميركية «Journal of the American Medical Association» دراسة عن أول عملية من نوعها يمكن اعتبارها بمثابة زرع قلب بشكل جزئي لطفل صغير ولد بعيوب خلقية في القلب. وعلى الرغم من أن العملية أُجريت في ربيع عام 2022 فإن الأطباء انتظروا فترة كافية لنشر الدراسة حتى يمكن الحكم على نجاح الجراحة.

وقال الباحثون إن الصمامات والشرايين الجديدة التي زُرعت تستمر في النمو مع الطفل وبذلك لا يحتاج في المستقبل إلى تغييرها مرة أخرى. والمعروف أن الصمامات البديلة العادية لا تنمو أو تصلح نفسها ولذلك مع نمو الطفل فإنه يحتاج عادةً إلى إجراء جراحة مرة أخرى.

كما وجدت الدراسة أن الإجراء يتطلب نحو رُبع كمية الأدوية المثبطة للمناعة مقارنةً بزراعة القلب الكاملة مما يُنقذ المرضى من الآثار الجانبية الضارة التي تتفاقم بمرور الزمن. وأوضحوا أن الابتكار مهَّد الطريق لما يمكن تسميتها زراعة قلب الدومينو domino heart transplant حيث يكون القلب الواحد قادراً على إنقاذ حياتين. وفي أثناء عملية زرع قلب الدومينو يتلقى المريض الذي لديه صمامات سليمة ولكنه بحاجة إلى عضلة قلب أقوى عملية زرع قلب كاملة ثم يجري التبرع بصماماته السليمة لمريض آخر محتاج.

• زراعة كُلية خنزير معدَّلة وراثياً في إنسان: شهد شهر مارس (آذار) من هذا العام قيام العلماء بإجراء طبي هو الأول من نوعه، إذ زرع أطباء من كُلية الطب بجامعة هارفارد في مستشفى ماساتشوستس العام بالولايات المتحدة كُلية خنزير معدَّلة وراثياً «genetically edited pig kidney» في رجل يبلغ من العمر 62 عاماً يعاني من تلف الكُلية بسبب مضاعفات مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم، وهما السببان الأكثر شيوعاً لمرض الكُلى المزمن والفشل الكُلوي.

وكان المريض قد أجرى سابقاً عملية زرع كُلية بشرية بالفعل لكنها أُصيبت بالفشل الكامل بعد خمس سنوات فقط مما أعاده إلى إجراء غسيل كُلى مرة أخرى، وتطلب زيارات منتظمة للمستشفى للتعامل مع مضاعفات غسيل الكُلى. ولكن هذا العام جرى إجراء عملية الزرع من الخنزير والتي استغرقت أربع ساعات. وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال مبكراً للحكم على قابلية العضو المزروع حديثاً للصمود لفترة طويلة من دون أن يرفضه الجسم أو يُسبِّب مضاعفات للمريض، فإن مجرد نجاح العملية وعدم رفض الجسم للكُلية (حتى الآن) يُعد إنجازاً علمياً كبيراً بفضل التقدم التقني في مجال الهندسة الوراثية. وهذه العملية تمنح أملاً جديداً للمرضى الذين يعانون من الفشل الكُلوي في مراحله النهائية ويحتاجون إلى زراعة الكُلى.

تحليل دم لرصد ألزهايمر

• تحليل للدم يُشخص مرض ألزهايمر: في هذا العام طوّر علماء من السويد والولايات المتحدة اختباراً للدم يشخِّص مرض ألزهايمر بدقة تصل إلى 90 في المائة. ومن المتوقع أن يحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) مطلع العام المقبل. وقال العلماء إن اختبار الدم يمكن أن يكون بنفس كفاءة فحص السائل النخاعي cerebrospinal fluid test (الطريقة الحالية حاصلة على موافقة الإدارة بالفعل لتشخيص المرض) من دون الحاجة إلى التعرض لعملية البذل النخاعي.

ومن المتوقع أن يكون هذا التحليل وسيلة التشخيص الأساسية في المستقبل خصوصاً أنه أقل تكلفة من الأشعة المقطعية على المخ وأسهل من البذل النخاعي. وأوضح الباحثون أن التحليل الجديد يسهم في تحديد الأشخاص في المراحل المبكرة من المرض باستخدام تقنية شديدة الحساسية لقياس مستويات بروتينات ألزهايمر في الدم، وبذلك يمكن الحد من تدهور الحالة قدر الإمكان.

وتشير النتائج الأولية إلى قدرة التحليل على رصد المرض حتى عند هؤلاء الذين يعانون من أعراض خفيفة. وأضاف الباحثون أن الاختبار قادر على رصد البروتينات الخاصة بالمرض قبل بداية ظهور الأعراض. وفي الوقت الحالي أصبح تحديد الأشخاص المصابين بالمرض مهماً جداً لأن الأدوية المتاحة قادرة على إبطاء تقدم المرض، وهناك أدوية واعدة أخرى في طور الإعداد.

لقاحان في تطعيم واحد

• لقاح لـ«كوفيد - 19» والإنفلونزا معاً في حقنة واحدة: أوضحت شركة «مودرنا» الأميركية أن تجارب المرحلة الثالثة من اللقاح المركَّب «combo RNA vaccine» الجديد الذي يمكنه الحماية من «كوفيد - 19» والإنفلونزا معاً في حقنة واحدة كانت مبشِّرة للغاية. وقد يصبح اللقاح متاحاً في وقت مبكر من العام المقبل، إذ أظهر اللقاح استجابةً مناعيةً أفضل من اللقاحات الفردية لكل مرض في أثناء التجارب التي استهدفت كبار السن بشكل أساسي.

وكانت النتائج من 8000 متطوع جيدة جداً، وهؤلاء المتطوعون جميعهم كانوا فوق سن الخمسين ونصفهم فوق سن 64. وقالت الشركة إنها ركزت على كبار السن في المراحل الأولى من طرح اللقاح لأنهم الأقل مناعة والأكثر احتياجاً. ومن المرجح أن يستمر تقديم لقاحات الكوفيد لهم باستمرار كنوع من الوقاية، لكنها تخطط في النهاية لتقديم اللقاح الجديد للشباب أيضاً.

وقال العلماء إن توفير الحماية من مرضين معاً بوخزة حقنة واحدة يُشجع الفئات الأكثر عرضة للإصابة على تناول اللقاح وإنتاج الأجسام المضادة الواقية من الفيروسات، خصوصاً أن النتائج تشير إلى أنه يفعل ذلك بنفس فاعلية لقاحات الإنفلونزا وكوفيد المنفصلة وربما يكون ذلك لأنه صُمِّم لمحاربة الفيروسات التنفسية الأكثر حداثة المنتشرة في جميع أنحاء العالم والتي تغيِّر باستمرار من تركيبتها الجينية.

علاج وقائي لحساسية الطعام

• علاج وقائي لحساسية الطعام: على الرغم من أن حساسية الطعام تبدو عَرَضاً بسيطاً نسبياً مقارنةً بالأمراض الخطيرة، فإنّه خلافاً للتصور العام يمكن أن تؤدي حساسية الطعام إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة في غضون ساعات قليلة في بعض الأحيان إذا لم يجرِ إسعاف المريض على الفور، وذلك بسبب حدوث صدمة (anaphylactic shock) للجسم خصوصاً في الأطفال الصغار، وهم الفئة الأكثر معاناة من حساسية الطعام.

وتظهر الحساسية عندما يتعامل الجسم مع طعام معين كما لو كان عدوى شديدة الخطورة تستلزم إطلاق تفاعل مناعي قوي لحماية الجسم. وعلى وجه التقريب هناك شخص من كل عشرة يعاني من حساسية الطعام، والعلاج الحالي سواء للحالات البسيطة أو المهدّدة للحياة يكون بعد التعرض للطعام المسبِّب للحساسية ولكن لا يوجد علاج وقائي، بل إن هناك طرقاً للعلاج المناعي عن طريق الفم لتدريب الجهاز المناعي عن طريق زيادة جرعات الأطعمة المسببة للحساسية (allergen) تدريجياً، لكنَّ هذا يستغرق شهوراً طويلة.

وفي هذا العام وافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) الأميركية على عقار «أوماليزوماب omalizumab» للحماية من حساسية الطعام عن طريق الحقن كل أسبوعين. وكان الدواء يُستخدم لعلاج حالات الربو الشعبي الشديدة، وتَبيَّن أنه فعَّال في علاج حساسية الطعام أيضاً. ويمكن استخدامه في الأطفال بدايةً من عمر سنة.

• جائزة نوبل للطب: مُنحت جائزة نوبل في الطب وعلم وظائف الأعضاء هذا العام للعالمين الأميركيين فيكتور أمبروس وغاري روفكون، لعملهما على اكتشاف جزيء الحمض النووي (microRNA) في الخلية وأسهم بحثهما في معرفة الكيفية التي تعمل بها الشفرة الجينية وتؤدي إلى ظهور أنواع مختلفة من الخلايا داخل جسم الإنسان، وهو ما يمكن اعتباره انتصاراً علمياً كبيراً، وذلك من خلال التحكم في نوعية البروتينات التي تصنعها كل خلية.

وحتى يمكن فهم أهمية هذا الاكتشاف، قال الباحثان إن الشفرات الجينية التي تتكون من البروتين مرتَّبَة بتسلسل معين وتحمل معلومات مخزَّنة داخل الكروموسومات تشبه نظام تشغيل أو (الكتالوغ لكل الخلايا في الجسم «instruction manual» وكل خلية في الجسم تحتوي على نفس الكروموسومات ونفس الجينات ونفس نظام التشغيل).

ومع ذلك فإن أنواع الخلايا المختلفة في الجسم مثل الخلايا الموجودة في العضلات والأعصاب وأعضاء الجسم الداخلية لها خصائص مختلفة، والسبب في ذلك راجع إلى كيفية تنظيم الجينات التي تسمح لكل خلية باختيار التعليمات الخاص بتشغيلها فقط، وهذا يضمن أن المجموعة الصحيحة فقط من الجينات تكون نشطة في النوع المناسب لها في خلايا الجسم.

وقد ساعد تنظيم الجينات بواسطة «microRNA» على تطور الكائنات الحية، وفي حالة حدوث خطأ في تنظيم الجينات يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة بالأورام المختلفة، وفي حالة نجاح العلم مستقبلاً في إعادة تنظيم الجينات، يمكن شفاء الأورام في مراحلها المبكرة.

تحفيز المخ... وجهاز لعلاج الشلل

• شريحة لتحفيز المخ تعالج الاكتئاب: تمكَّن العلماء خلال هذا العام من تطوير جهاز يُعد أصغر شريحة ( في حجم حبة البازلاء فقط) تُزرع لتحفيز المخ (implantable brain stimulator) وجرى اختبارها بنجاح على أحد المرضى. وبفضل تكنولوجيا الطاقة الكهرومغناطيسية يمكن تشغيل الجهاز لاسلكياً عبر جهاز إرسال خارجي واستخدامه لتحفيز المخ من خلال الغشاء الواقي للمخ المسمى (بالأم الجافية dura) المتصل بأسفل الجمجمة.

وقال الباحثون إن الجهاز المعروف باسم «علاج المخ المبرمج رقمياً Digitally programmable Over-brain Therapeutic» من المتوقع أن يُحدث ثورة في علاج الاكتئاب المقاوم للأدوية والاضطرابات النفسية أو العصبية الأخرى من خلال توفير بديل علاجي أفضل وأسهل. ويتفوق الجهاز على الشرائح المزروعة العادية لأنه يعمل من دون أسلاك. وتعمل الشرائح العادية ببطاريات كبيرة نسبياً تحتاج إلى وضعها تحت الجلد في مكان آخر من الجسم وتوصيلها بجهاز التحفيز عبر أسلاك طويلة، ويتطلب ذلك مزيداً من الجراحات.

ويعد تشغيل الجهاز لاسلكياً وتحويل المجال المغناطيسي إلى نبضات كهربائية إنجازاً كبيراً. ومن المتوقع أن يحصل الجهاز على موافقة الإدارة (FDA) العام المقبل.

• جهاز يستعيد الحركة في الأطراف بعد الشلل: في هذا العام أعلنت إحدى الشركات الهولندية «ONWARD Medical N.V» المتخصصة في التكنولوجيا الطبية أنها تقدمت لإدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بجهاز يمكنه تحفيز الحبل الشوكي لتحسين أو استعادة الحركة في الأطراف العلوية من الجسم التي فقدت وظيفتها نتيجة لإصابة في الحبل الشوكي بعد الحوادث أو أمراض الأعصاب التي تؤدي إلى شلل الأطراف.

ويعد الجهاز الأول من نوعه على الإطلاق القادر على تحفيز الأعصاب في الحبل الشوكي من دون جراحة بدلاً من زرع أقطاب كهربائية بحيث توضع الأقطاب الكهربائية النشطة بين الفقرتين العنقية الثالثة والرابعة وأيضاً بين السادسة والسابعة مع وضع قطب كهربائي عائد بشكل ثنائي فوق العمود الفقري ثم يتم توصيل التحفيز بتردد كبير جداً لاستعادة وظيفة اليد والذراع بعد الإصابة، ومن المتوقع في حالة الحصول على الموافقة في بداية العام الجديد وإنتاجه بشكل مكثف أن يؤدي إلى تغيير حياة المرضى وذويهم.

عقار للإيدز ومخدر غير أفيوني

• عقار للحماية من مرض الإيدز: في هذا العام خلال المؤتمر الدولي الخامس والعشرين لمرض الإيدز الذي عُقد في شهر يوليو (تموز) من هذا العام في ميونيخ بألمانيا، نوقشت نتائج تجربة PURPOSE 1 التي تناولت حقن ليناكابافير lenacapavir التي يتم تناولها كل ستة أشهر للوقاية من فيروس نقص المناعة HIV.

وبالمقارنة بالوقاية الناتجة من تناول الأقراص اليومية باستخدام عقاقير تحتوي على مضاد للفيروس (تينوفوفير tenofovir) كانت الحقن الجديدة التي يتم إعطاؤها كل ستة أشهر فعالة بنسبة تتراوح بين 97 و100 في المائة تقريباً في الوقاية من فيروس نقص المناعة. وتبعاً للتجربة لم تحدث أي إصابات على الإطلاق بين 2134 مشاركاً. ويستهدف العلاج الجديد الغلاف البروتيني المحيط بالفيروس، وهي آلية جديدة للطريقة التي تعمل بها الأدوية المضادة للفيروس. وعن طريق استخدام الكيمياء الطبية الذكية يتم تخزين العقار في الأنسجة الدهنية بالجسم وإطلاقه ببطء على مدى أشهر مما يوفر حماية لفترة طويلة ممتدة من الفيروس وهو فعّال بكميات صغيرة للغاية.

وقال الباحثون إن العدد الإجمالي للأشخاص الذين يتناولون العلاج الوقائي قبل التعرض للمرض عن طريق الفم ارتفع من 200 ألف شخص في عام 2017 إلى نحو 3.5 مليون شخص عام 2023 ومع العقار الجديد يمكن أن تزيد الأعداد بشكل كبير جداً.

• مخدر غير أفيوني: خلال هذا العام قامت شركة «فيرتكس للصناعات الدوائية Vertex Pharmaceuticals» بإعلان نتائج تجربتين سريريتين لاختبار مسكن قوي للألم غير أفيوني (non-opioid painkiller) يمكن أن يساعد على تخفيف الآلام المبرحة للمرضى سواء الذين خضعوا للإجراءات الجراحية المختلفة مثل جراحة تجميل عضلات البطن أو المرضى الذين يعانون من ألم شديد مثل مرضى الأورام في الحالات المتأخرة وآلام التهاب العظام.

وقد وجد الباحثون في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لأطباء التخدير (ASA) في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن الدواء الجديد خفَّف من آلام المرضى بشكل كبير تبعاً للنتائج. وكانت الآثار الجانبية له ضئيلة للغاية والدواء يتم تناوله عن طريق الفم ويعمل عن طريق إغلاق قناة محددة تساعد على نقل إشارات الألم من الأعصاب الطرفية إلى الحبل الشوكي والمخ بينما تعمل الأدوية التي تحتوي على الأفيون بشكل مباشر على المخ والحبل الشوكي وتعد مسببة للإدمان بدرجة كبيرة ولها مضاعفات خطرة.

وتبعاً لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ارتفعت حالات الوفاة بسبب جرعات زائدة من الأدوية الأفيونية في الولايات المتحدة من 29 ألفاً عام 2015 إلى ما نحو 85 ألفاً في عام 2023، لذلك فإن وجود دواء لا يحتوي على الأفيون يُعد إنجازاً كبيراً، والدواء الجديد وافقت عليه «FDA» بموجب مراجعة أولية ومن المقرر اتخاذ القرار النهائي بحلول نهاية يناير ( كانون الثاني) 2025.

• علاج فعال للذهان: دائماً كانت الأعراض الجانبية العنيفة تُعد المشكلة الأساسية للأدوية المعالجة لمرض الذهان، وفي هذا العام تمت الموافقة على عقار جديد مضاد للذهان (زانوميلين-تروسبيوم Xanomeline-trospium) عبارة عن مزيج من مادتين لتلافي الأعراض الجانبية العنيفة. وعلى عكس كثير من مضادات الذهان التي تستهدف مستقبلات الدوبامين، يستهدف هذا العقار (مستقبلات المسكارين muscarinic receptors) في المخ.

وتعود بداية استخدام الدواء إلى تسعينات القرن العشرين عندما اختُبر في الأصل على أنه علاج لمرض ألزهايمر ولكن لاحظ الباحثون أن المرضى المشاركين في التجارب تحسنت لديهم أعراض الهلوسة والضلالات ونوبات الانفعال (أعراض الذهان). وبعد ذلك بدأ استخدامه بشكل أساسي في علاج الذهان.

وقد وجدت ثلاث تجارب كبيرة في المرحلة الثالثة لتصنيع الدواء أنه يقلل بشكل فعال من كثير من أهم أعراض الفصام مثل الهلوسة والضلالات السمعية والبصرية والانسحاب الاجتماعي، وهو الأمر الذي يسهم في أن يعيش المريض حياة أقرب إلى الطبيعية كما قلَّت الأعراض الجانبية إلى حد كبير (الفرق الأساسي) ولم تحدث الرعشة في الأطراف ولا أعراض الجهاز الهضمي المزعجة مثل القيء والغثيان، وأيضاً لم تحدث زيادة في الوزن. ويتوقع العلماء أن يكون العقار الجديد هو العلاج الأساسي للمرض مستقبلاً.

الذكاء الاصطناعي في التشخيص

• الذكاء الاصطناعي يشخّص سرطان الجلد: أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) عن موافقتها على جهاز يعمل بالذكاء الاصطناعي (DermaSensor) قادر على تشخيص سرطان الجلد في المراحل المبكرة من المرض في العيادات الخارجية للمستشفيات، حيث يُمكِّن الجهاز أطباء الرعاية الأولية من تشخيص المرض من دون الحاجة إلى العرض على استشاري الجلدية.

ويُعد هذا إنجازاً مهماً لأن التشخيص في الأمراض الجلدية يعتمد بشكل أساسي على التقييم البصري الذي يحتاج إلى سنوات من التدريب الطبي والخبرة في رصد التغيرات البسيطة التي يمكن أن تكون مؤشراً على الأورام المختلفة مما يشكّل صعوبة لغير المتخصصين. ولكن الجهاز اللاسلكي الجديد المحمول باليد يُظهر نتيجة فورية باستخدام خوارزمية معتمَدة من «FDA». وأظهرت الدراسات التي أجرتها إدارة الغذاء والدواء على أكثر من 1000 مريض بالتعاون مع «مايو كلينك Mayo Clinic» عبر 22 مركزاً للتحقق من صحة أداء الجهاز، أنه يتمتع بدقة في التشخيص تصل إلى 96 في المائة.