مراهقو فرط النشاط أكثر عرضة لأذية الذات

الأفكار الانتحارية تظهر لديهم في أعمار مبكرة

مراهقو فرط النشاط أكثر عرضة لأذية الذات
TT

مراهقو فرط النشاط أكثر عرضة لأذية الذات

مراهقو فرط النشاط أكثر عرضة لأذية الذات

ربطت أحدث دراسة نُشرت في شهر يوليو (تموز) من العام الحالي في مجلة أبحاث الطب النفسي Psychiatry Research، بين الإصابة باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه ADHD وارتفاع خطر الإيذاء الذاتي وصولاً إلى الانتحار بين المراهقين المصابين به.

وتبعاً للدراسة بدأ الأطفال الذين تم تشخيصهم بالمرض في سن العاشرة في ممارسة إيذاء الذات قبل المراهقة بالإضافة إلى ظهور الأفكار الانتحارية أو التخطيط الفعلي للانتحار في سن 14 عاماً وكان الارتباط أكثر وضوحاً في الأولاد مقارنة بالفتيات.

تبعات نفسية خطيرة

الدراسة التي قام بها باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز UNSW Sydney في سيدني سلطت الضوء على التبعات النفسية الخطيرة للمرض في مرحلة المراهقة وآثارها السلبية على الأطفال وتقديرهم الذاتي المنخفض لأنفسهم جراء نظرة وتعامل الآخرين معهم ما يؤدي إلى أذيتهم لذواتهم كنوع من العقاب وقالوا إن الدعم النفسي من الأسرة يلعب دوراً مهماً في علاج هؤلاء الأطفال.

قام الباحثون بتحليل بيانات ما يقرب من 3700 مراهق شاركوا في الدراسة الطولية للأطفال الأستراليين. ومن هؤلاء كانت هناك نسبة بلغت 3.6 في المائة مصابون بالفعل باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

أفكار انتحارية مبكرة

ووجد الباحثون أن المراهقين الذين تم تشخيصهم في مرحلة الطفولة كانوا أكثر عرضة بمعدل 11 مرة تقريباً للإبلاغ عن أفكار انتحارية أو خطط ومحاولات حقيقية قبل عمر الرابعة عشرة مقارنة بأقرانهم الأصحاء وأيضاً كانوا أكثر عرضة لإيذاء أنفسهم بالجروح المتعددة بمعدل 25 مرة.

قال العلماء إن حجم الزيادة في نسبة الأطفال المعرضين للخطر كان مفاجأة حقيقية خاصة أن الدراسة اعتمدت بشكل أساسي على الإبلاغ الذاتي للمراهقين وهو الأمر الذي يرشح النسبة للزيادة بسبب الحالات التي لم تقم بالإبلاغ. قام الباحثون بتثبيت العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً في تغيير النتيجة مثل الحالة الاجتماعية والاقتصادية لأسر الأطفال وتاريخ بداية التشخيص والعلاج وتعرض هؤلاء الأطفال للاكتئاب والقلق.

كثرة التعرض للتنمّر

أوضحت الدراسة أن أعراض المرض تجعل الأطفال أكثر عرضة للتنمر بسبب قلة تركيزهم وعدم قدرتهم على البقاء في مكان واحد بجانب الصعوبات الدراسية، وهذا ما يؤدي إلى عزلتهم اجتماعياً وهو الأمر الذي يؤثر بالسلب على حالتهم النفسية ويصيبهم بالإحباط والضيق. ويكون إيذاء الذات نوعاً من التنفيس عن الغضب واليأس ومع الوقت يتطور الأمر إلى محاولة التخلص من الحياة بشكل كامل.

تبعاً للدراسات السابقة فإن المراهقين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر عرضة أيضاً لتعاطي المخدرات وإدمان الكحول والانخراط في السلوكيات الإجرامية. ومن المعروف أن هذه المواد بجانب تأثيرها العضوي على الجهاز العصبي تؤثر سلبياً على الصورة الذاتية وتسبب تراجع التقدير الذاتي ما يساهم في التفكير في أذية الذات بشكل بالغ يصل إلى الجروح الخطيرة في الكثير من الأحيان.

إيذاء النفس

قال الباحثون إن نسبة خطورة إيذاء النفس والسلوك الانتحاري في المراهقين الذكور كانت أكبر منها في الفتيات وربما يكون ذلك راجعاً لطبيعة الأعراض في كل جنس حيث تعاني الفتيات المصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في الأغلب من عدم الانتباه بدلاً من فرط النشاط والعكس يحدث في الذكور مما يجعلهم أكثر اندفاعاً وتهوراً وعرضة للحوادث المختلفة.

نصحت الدراسة بضرورة متابعة المراهقين المصابين بالمرض خاصة الذكور ومعرفة مشاكلهم والعمل على حلها وتوفير الدعم النفسي الكافي لهم من خلال الجلسات النفسية مع المختصين واستخدام العلاج السلوكي معهم ونشر التوعية الصحية في المدارس لتوضيح طريقة التعامل مع هؤلاء الأطفال. ونصحت الآباء بضرورة ملاحظة أي أثر للخدوش أو الجروح على جسد الطفل والإبلاغ الفوري عنها.

حقائق

11 مرة تقريباً

كان المصابون أكثر عرضة للإبلاغ عن أفكار انتحارية قبل عمر الرابعة عشرة مقارنة بأقرانهم الأصحاء

حقائق

25 مرة

كان المصابون أكثر عرضة لإيذاء أنفسهم بالجروح المتعددة


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق الغذاء الصحّي للحوامل مفيد لصحة الأجنّة (مستشفيات جونز هوبكنز)

غذاء للحوامل يُجنِّب الأطفال الإصابة بالتوحّد

اكتشف فريق بحثي رابطاً مُحتَملاً بين النظام الغذائي للأمهات في أثناء الحمل وتقليل فرص إصابة المواليد بالتوحّد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق علاج تسوس الأسنان عند الأطفال يعتمد على شدة التسوس

الفقر يزيد معدلات تسوس الأسنان لدى الأطفال

أثبتت دراسة بريطانية أن الأطفال الذين يعيشون في المناطق الفقيرة والمحرومة يواجهون خطر الإصابة بتسوس الأسنان الشديد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك بداية ظهور الإبداع عند الأطفال

بداية ظهور الإبداع عند الأطفال

الرضّع أظهروا قابليتهم قبل أن يتمكنوا من التعبير بالكلام.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك ارتفاع ضغط الدم... قنبلة موقوتة للأطفال والمراهقين

ارتفاع ضغط الدم... قنبلة موقوتة للأطفال والمراهقين

خُمس التلاميذ الذكور والإناث مصابون بمرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

6 نصائح للحفاظ على صحة دماغك في فترة شبابك 

صورة تعبيرية للدماغ من بيكسباي
صورة تعبيرية للدماغ من بيكسباي
TT

6 نصائح للحفاظ على صحة دماغك في فترة شبابك 

صورة تعبيرية للدماغ من بيكسباي
صورة تعبيرية للدماغ من بيكسباي

على الرغم من أن حجم الدماغ ليس كبيراً، لكنه مصدر قوة في جسم الإنسان، فهو يحمل شخصيتك وجميع ذكرياتك، وينسّق أفكارك ومشاعرك وحركاتك.

ويضم الدماغ ملايين الخلايا العصبية التي ترسل معلومات إلى باقي أعضاء الجسم، وإذا لم تعمل بشكل سليم، فلن تتحرك عضلات الجسم بسلاسة. وقد يفقد الشخص الشعور بأجزاء من جسمه، وقد يتباطأ تفكيره.

ولتفادي الخرف، الذي يصيب قدرات الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية، ويؤثر على الحياة اليومية للأشخاص المصابين به، يقول الأطباء إن الإصابة بالخرف لا تحدث بسبب مرض واحد، بل نتيجة الإصابة بعدة أمراض.

كما أن الخرف ليس نتيجة حتمية للتقدم في العمر، إذ يُعتقد أن نحو 40 في المائة من حالات الخرف يمكن الوقاية منها، أو على الأقل تأخيرها، من خلال تغيير بعض العادات اليومية.

يوجد الآن 12 عاملاً من عوامل الخطر القابلة للتعديل، المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالخرف. ومن خلال التركيز على هذه العوامل، واتخاذ خطوات استباقية مبكراً، يمكنك أن تؤثر بشكل كبير على صحة دماغك، وتقلل الإصابة بالخرف في عمر مبكر.

إليك 6 من أهم التغييرات في نمط الحياة التي يمكنك القيام بها وأنت شاب، من أجل العناية بصحة دماغك:

1- التغذية الجيدة

التغذية مهمة لعدة أسباب، فعلى الرغم من أن الدماغ يشكل 2 في المائة فقط من وزن الجسم، لكنه يستهلك نحو 20 في المائة من إمدادات الطاقة اليومية، وهذا يجعل التغذية الجيدة عنصراً حاسماً لصحة الدماغ.

بالإضافة إلى ذلك، تساعدنا التغذية الجيدة في الحفاظ على وزن صحي، وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري، الذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 1 في المائة.

صورة لمكونات سَلطة من الفواكه والخضراوات من بيكسباي

يمكن أن تساعد الحمية الصحية أيضاً في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، الذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 2 في المائة. أحد أفضل الأنظمة الغذائية التي يمكنك اتباعها لصحة الدماغ هو نسخة من النظام الغذائي المتوسطي، إذ أظهر عدد من الدراسات أن النظام الغذائي المتوسطي مرتبط بوظائف دماغية أفضل، وانخفاض خطر الإصابة بالخرف.

لذلك إذا كنت تريد دماغاً صحياً، فحاولْ تضمين كثير من الحبوب الكاملة، والخضروات، والفواكه (خصوصاً التوت)، والمكسرات، والفاصوليا، والأسماك الدهنية في نظامك الغذائي. يجب أن تحاول تقليل كمية المعجنات، والحلويات، والأطعمة المقلية، والجبن التي تتناولها. بالنسبة لمعظم الناس، سيكون التركيز على تحسين نظامك الغذائي أفضل لصحة الدماغ، مقارنةً بتناول مكملات الفيتامينات والمعادن المحددة، إلا إذا كنت تعاني نقصاً في العناصر الغذائية.

2- البقاء مترطباً

جسم الإنسان مكون، في الغالب، من الماء، نحو 60 في المائة، وفقاً لمعظم الأرقام والإحصائيات، لذلك يجب الحفاظ على هذه النسبة والبقاء مترطباً بشكل جيد؛ لدعم وظائف الدماغ.

صورة لسموثي من بيكسباي

يؤثر الجفاف على أدائنا الجسدي والعقلي بطرق عدة، على غرار زيادة الشعور بالتعب، وجعل الدماغ يعمل بشكل أقل، كما تتأثر الذاكرة والانتباه والتركيز ووقت الاستجابة أيضاً بجفاف الجسم. يساعد الترطيب الجيد في دعم أداء الدماغ بشكل مثالي، ويساعدنا في منع التدهور الحاد بوظائف الدماغ.

3- تقليل استهلاك الكحول

تُظهر الأبحاث أن شرب كثير من الكحول يمكن أن يزيد خطر الإصابة بالخرف بنسبة 1 في المائة. لا يؤثر الإفراط في استهلاك الكحول فحسب على مدى كفاءة عمل الدماغ، بل يغير أيضاً بنية الدماغ، حيث وجدت الأبحاث أنه مرتبط بفقدان الخلايا العصبية؛ الخلايا التي ترسل الإشارات في جميع أنحاء الدماغ، وانخفاض المادة البيضاء، شبكات الألياف العصبية التي تُمكّن من التواصل بين مناطق الدماغ، وفقدان حجم الدماغ. تؤثر كل هذه التغيرات على مدى كفاءة عمل الدماغ.

صورة لشخص مخمور تعبيرية من بيكسباي

شرب أكثر من 21 وحدة من الكحول في الأسبوع مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف. ومع ذلك ينصح الأطباء بعدم شرب أكثر من 14 وحدة في الأسبوع؛ للحفاظ على صحة جيدة. يزيد استهلاك الكحول أيضاً خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان؛ بما في ذلك سرطان الفم والحلق والثدي والرئة، وكذلك السكتة الدماغية، وأمراض القلب.

4- ممارسة نشاط بدني

للتمارين الرياضية فوائد عدة؛ فهي تزيد تدفق الدم إلى الدماغ مما يعزز وظائفه، وتقلل الالتهابات، وتضاعف نشاط الدماغ وحجمه، مما يجعله أكثر كفاءة. كل هذه التغييرات مفيدة جداً لصحة الدماغ على المدى الطويل، ويُعتقد أنها تحمي من التدهور المعرفي؛ أو ما يطلق عليه ضعف القدرة على التفكير والتعلم.

صورة لشخص يمارس الرياضة من بيكسباي

يحبَّذ ممارسة 150 دقيقة، على الأقل، من النشاط البدني متوسط الشدة في الأسبوع، أو 75 دقيقة على الأقل من التمارين عالية الشدة في الأسبوع، أو مزيج من الاثنين. لكن حتى إذا لم تتمكن من تحقيق هذا الهدف، تُظهر الأبحاث أن المشي بمعدل 7500 خطوة يومياً يكفي لتحسين حجم الدماغ.

5- الاختلاط الاجتماعي بانتظام

العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة مرتبطان بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب وتدهور القدرات المعرفية، ومع ذلك وجدت الأبحاث أن الروابط الاجتماعية الجيدة؛ مثل العيش مع الآخرين، أو رؤية العائلة والأصدقاء كل أسبوع، مرتبطة بتقليل سرعة التدهور المعرفي.

صورة تعبيرية للدماغ من بيكسباي

ويساعد التواصل الاجتماعي في تحفيز الانتباه والذاكرة، ويقوّي شبكات الدماغ. يمكن أن يكون التطوع للمشاركة في مجموعات، أو لقاء الأصدقاء لتناول وجبة أو الدردشة أسبوعياً، من الطرق الرائعة للحفاظ على صحة دماغك.

6- الاستمرار في التعلم

حتى إذا مرّت سنوات منذ انتهائك من الدراسة، لا يعني ذلك أنه يجب عليك التوقف عن التعلم؛ لأن للتعلم تأثيراً وقائياً على الدماغ، فقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يستمرون في التعلم طوال حياتهم، لديهم خطر أقل للإصابة بالخرف بنسبة 7 في المائة.

صورة تعبيرية من بيكسباي

بعض الأنشطة الممتازة التي يمكنك القيام بها لصحة دماغك تشمل تعلم لغة جديدة، وتجربة رياضة جديدة، والعزف على آلة موسيقية، وحلّ الألغاز.

بالإضافة إلى هذه النصائح، هناك بعض الطرق الأخرى التي يمكنك من خلالها تقليل خطر الإصابة بالخرف، مثل استخدام أجهزة السمع إذا كنت تعاني فقدان السمع، وتجنب الإصابة بإصابات دماغية صادمة، والسعي للحصول على 6 إلى 8 ساعات من النوم الجيد كل ليلة. فالدماغ هو العضو الأكثر أهمية لدى الإنسان. ومن خلال العناية به أثناء شبابك، ستضمن أن يستمر في العمل بشكل صحيح مع تقدمك في العمر.