الرياضة تحمي الذكور من مرض عصبي خطير

التصلب الجانبي الضموري يسبب فقدان القدرة على حركة العضلات (معهد فال ديبرون للبحوث في برشلونة)
التصلب الجانبي الضموري يسبب فقدان القدرة على حركة العضلات (معهد فال ديبرون للبحوث في برشلونة)
TT

الرياضة تحمي الذكور من مرض عصبي خطير

التصلب الجانبي الضموري يسبب فقدان القدرة على حركة العضلات (معهد فال ديبرون للبحوث في برشلونة)
التصلب الجانبي الضموري يسبب فقدان القدرة على حركة العضلات (معهد فال ديبرون للبحوث في برشلونة)

ذكرت دراسة نرويجية، بأن ممارسة الرياضة في سن مبكرة، تحد من إصابة الذكور بمرض عصبي خطير هو التصلب الجانبي الضموري، في وقت لاحق من الحياة.

ووجدت الدراسة هذا الارتباط سُجل فقط بين المشاركين الذكور، وليس الإناث، ونشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «نيورولوجي».

ويذكر أن التصلب الجانبي الضموري مرض عصبي يؤثر على الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، مما يتسبب في فقدان القدرة على التحكم في حركة العضلات، ويمكن أن يؤدي إلى الشلل التام وفي النهاية الوفاة. ويتراوح متوسط العمر بعد التشخيص من سنتين إلى 5 سنوات تقريباً.

وعادة تبدأ أعراض التصلب الجانبي الضموري بارتعاش العضلات وضعف في الذراع أو الساق، وتشمل صعوبة في البلع أو التلعثم في الكلام. ومع تقدم المرض، يتأثر التحكم في العضلات اللازمة للحركة، والكلام، والبلع، والتنفس.

وشملت الدراسة 373 ألفاً و696 من الذكور والإناث في النرويج بمتوسط عمر 41 عاماً، وتمت متابعتهم لمدة 27 عاماً في المتوسط. ومن بين المشاركين، أصيب 504 أشخاص بمرض التصلب الجانبي الضموري، وكان 59 في المائة منهم من الذكور.

وبعد تعديل العوامل الأخرى التي قد تؤثر على خطر الإصابة بالتصلب الجانبي الضموري، مثل التدخين ومؤشر كتلة الجسم، وجد الباحثون أن الذكور الذين يمارسون مستويات معتدلة من النشاط البدني مثل المشي أو ركوب الدراجات أو البستنة، بمقدار 4 ساعات أسبوعياً، كانوا أقل عرضة بنسبة 29 في المائة للإصابة بالتصلب الجانبي الضموري مقارنة بأولئك الذين لديهم أقل مستويات النشاط البدني.

وكان أولئك الذين لديهم مستويات عالية من النشاط البدني مثل التدريبات الشاقة أو المشاركة بالمسابقات الرياضية، أقل عرضة بنسبة 41 في المائة للإصابة بالمرض.

وكانت النتائج للمشاركين الذكور فقط، دون الإناث.

النشاط البدني مثل المشي يحد من خطر التصلب الجانبي الضموري (رويترز)

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة أكيرشوس في النرويج، الدكتور أندرس ماير فاج: «لقد أثار تشخيص إصابة بعض الرياضيين البارزين بمرض التصلب الجانبي الضموري في سن مبكرة فكرة غير مريحة مفادها أن النشاط البدني العالي يمكن أن يرتبط بتطور مرض التصلب الجانبي الضموري».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «كانت هناك نتائج متضاربة بشأن مستويات النشاط البدني واللياقة البدنية ومخاطر التصلب الجانبي الضموري، لكن دراستنا وجدت أنه بالنسبة للرجال، فإن العيش بأسلوب حياة أكثر نشاطاً في الصغر يمكن أن يكون طريقة وقائية لتخفيض خطر الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري في الكبر».

وأشار إلى أن هناك حاجة لدراسات مستقبلية حول العلاقة بين التصلب الجانبي الضموري والتمارين الرياضية للنظر في الفروق بين الجنسين ومستويات النشاط البدني الأعلى أو الاحترافي بالنسبة للرياضيين.


مقالات ذات صلة

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك دماغ (أ.ف.ب)

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته من المشكلات التي تؤرّق الكثير من الأشخاص (د.ب.أ)

لماذا يكتسب الكثيرون الوزن سريعاً بعد فقدانه؟

بحثت دراسة جديدة في السبب المحتمل وراء اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته، ووجدت أنه قد يرجع إلى ما أطلقوا عليه «ذاكرة الخلايا الدهنية».

«الشرق الأوسط» (برن)
صحتك تؤدي الكثير من عوامل الخطر إلى الإصابة بسكتة دماغية (رويترز)

للوقاية من السكتة الدماغية الشديدة... عالج هذه المخاطر

يمكن أن تؤدي الكثير من عوامل الخطر إلى الإصابة بسكتة دماغية، لكن بعض هذه العوامل والسلوكيات تكون مخاطرها شديدة للغاية لتتسبب في سكتات دماغية حادة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.