5 أخطاء تسرّع بظهور علامات الشيخوخة

يمكن التغلّب عليها بسهولة

الشيخوخة المبكرة تحدث نتيجة عوامل مثل الاشعة البنفسجية والتوتر النفسي
الشيخوخة المبكرة تحدث نتيجة عوامل مثل الاشعة البنفسجية والتوتر النفسي
TT

5 أخطاء تسرّع بظهور علامات الشيخوخة

الشيخوخة المبكرة تحدث نتيجة عوامل مثل الاشعة البنفسجية والتوتر النفسي
الشيخوخة المبكرة تحدث نتيجة عوامل مثل الاشعة البنفسجية والتوتر النفسي

ما يُقلق الكثيرين هو كيفية المحافظة على نضارة الشباب في المظهر الخارجي للجسم، وعلى كفاءة دوام عمل الأعضاء الداخلية فيه. ومن منّا لا يرغب في ذلك.

علامات الشيخوخة المبكرة

والطبيعي أن تتوافق مظاهر الجسم الخارجية بين العمر البيولوجي Biological Age والعمر الزمني Chronological Age الحقيقي للإنسان. ولكن «الشيخوخة المبكرة» Premature Aging تحدث بشكل أسرع مما هو طبيعي، ما يجعل شكل الجسم يبدو أكبر من العمر الحقيقي.

وتحديداً، هناك بعض علامات الشيخوخة التي تعتبر «مبكرة» إذا ظهرت قبل بلوغ سن 35 عاماً.

ويقول أطباء «كليفلاند كلينك»: «نحن جميعاً نتقدم في السن، ولكن الشيخوخة المبكرة تحدث بشكل أسرع مما ينبغي. عادة ما يكون السبب هو العوامل البيئية ونمط الحياة. تظهر أكثر علامات الشيخوخة المبكرة شيوعاً على بشرتك، مع ظهور التجاعيد أو البقع العمرية أو الجفاف أو فقدان لون البشرة. ويمكن أن تساعد عادات نمط الحياة الصحية في وقف ومنع المزيد من الشيخوخة المبكرة».

أخطاء سلوكيات الحياة

وإليك 5 من تلك الأخطاء في سلوكيات الحياة اليومية التي تسرع بالشيخوخة:

1. التعرّض لأشعة الشمس. يقول أطباء «كليفلاند كلينك»: «يعد التعرض لضوء الشمس على رأس قائمة الأسباب الرئيسية للشيخوخة المبكرة». ويوضحون أن التعرض لأشعة الشمس يسبب الكثير من مشاكل الجلد، وهي التي يجمعها الوصف الطبي «شيخوخة الضوء» Photoaging.

وللتوضيح، فإن الجلد هو الموقع الذي تظهر عليه علامات الشيخوخة المبكّرة. وحماية طبقة الجلد من التعرض المفرط للعوامل البيئية التي تضعفها، هي الخطوة الأساس في الحفاظ على نضارته وشبابه أطول فترة ممكنة. والتعرّض لبعض أشعة الشمس مفيد لنا، لكن امتصاص الكثير من الأشعة فوق البنفسجية، القادمة مع حزمة أشعة الشمس، يضر بتوفر وتكوين الكولاجين Collagen في البشرة. وقد يتسبب باضطرابات في إنتاج الجسم للكثير من البروتين المسمى «الإيلاستين» Elastin، ما يؤدي إلى أن تصبح البشرة أكثر سماكة وملمسها خشناً، مع تجاعيد عميقة وألوان متنوعة (بقع تقدم السن).

وإذا كان لا بد من التعرض لأشعة الشمس المباشرة، فاحرص على ارتداء القبعات والأكمام الطويلة والنظارات الشمسية، مع استخدام كريم واقٍ من الشمس «واسع النطاق» (عامل حماية SPF 30 أو أعلى).

2.التدخين. إذا كنت تستخدم التبغ، فإنك بالإضافة إلى زيادة فرص إصابتك بالسرطان، فقد ينتهي بك الأمر إلى ظهور التجاعيد والجلد المترهل عليك في سن أصغر. وتفيد مصادر طبية عدة بأن التدخين يلي في الأهمية تأثير التعرض لأشعة الشمس في التسبب بالشيخوخة المبكرة.

والأسباب، أن المركبات الكيميائية في دخان التبغ، كالنيكوتين وغيره، تعمل على تكسير الكولاجين والألياف المرنة في البشرة، ما يؤدي إلى الترهل والتجاعيد ونحافة الوجه. وفوق هذا، يتسبب التدخين بتلف في الأوعية الدموية، وذلك من جانب ضيق مجراها وجانب تدني مرونة التوسع فيه، ما يعوق تغذية طبقة الجلد بالعناصر الغذائية والأكسجين، وترويتها بالماء بشكل متواصل. ويجدر بالمرء أن يتحدث مع طبيبه حول طرق التخلص من هذه العادة.

التوتر النفسي وجفاف البشرة

3.التوتر النفسي. إذا لم تحصل على قسط يومي كافٍ من «الاسترخاء»، فإن بشرتك يمكن أن تبدأ بالتجعد والترهل مبكرًا. وتلك إحدى الحقائق الطبية اليوم.

ويرجع ذلك في جانب مهم منه إلى أن جسمك سيفرز المزيد من الكورتيزول، وهو «هرمون التوتر»، الذي يكسر الكولاجين. ومعلوم أن توفر الكولاجين بمتانته الطبيعية، هو الذي يحافظ على بشرتك ناعمة ونابضة بالحياة. ليس هذا فحسب، بل إن الكورتيزول يعوق ويسد الطريق على نشاط مادة سينسيز الهيالورونان Hyaluronan Synthase التي لها دور رئيسي في الحفاظ على امتلاء البشرة بالحيوية والنضارة.

وإحدى أهم وسائل التغلب على تلك التأثيرات، هو تخفيف المعاناة من التوتر النفسي اليومي. وكذلك الحصول على الدهون الصحية من الأطعمة مثل الأسماك والمكسرات وزيت الزيتون والأفوكادو، بالإضافة إلى الكثير من الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات.

4.جفاف البشرة. لكي يُحافظ الجلد على نضارته، فهو بحاجة إلى تروية داخلية جيدة بالماء والعناصر الغذائية والأكسجين، وذلك عبر أوعية دموية سليمة تُوصل الدم إلى الجلد.

إن توفّرُ العناصر البروتينية والمعادن والفيتامينات في طبقة الجلد، يتم عبر التغذية الجيدة والصحية. وحينئذ ستتمتع خلايا الجلد لديك بالحيوية وقدرات الانقسام والتكاثر النشط بشكل طبيعي. وبالتالي تكون قادرة على إنتاج المواد الكيميائية التي تحفظ هيكل الجلد بنضارة وتماسك، كالكولاجين وغيره.

وإذا جفت بشرتك، يصبح مظهرها خشناً ومتقشراً، مثل بشرة شخص كبير في السن. لذا اغسل بشرتك مرة أو مرتين في اليوم. ولكن حاول أن تكون لطيفاً إلى حدٍ ما، لأن الفرك القوي قد يؤدي إلى تهيج البشرة وتشققها. واستخدم منظفاً معتدلاً من دون كحول أو أي مكونات أخرى قد تؤدي إلى التهاب بشرتك أو خشونتها أو جفافها. ثم رطب بشرتك بالكريم مرتين يومياً للمساعدة في الاحتفاظ بالرطوبة مما يجعلك تبدو شاباً.

5.اضطرابات النوم. يقول أطباء «كليفلاند كلينك»: «تشير الدراسات إلى أن النوم منخفض الجودة (أو غير الكافي) يجعل خلاياك تتقدم في العمر بشكل أسرع». ويضيفون: «تحسين نوعية (وكمية) نومك، هو ما يمكنك فعله لتخفيف وتأخير ظهور الشيخوخة المبكرة. الحصول على أقل من 7 ساعات من النوم يمكن أن يؤدي إلى شيخوخة خلايا الجسم بسرعة أكبر».

وفي دراسة بعنوان «هل تؤثر نوعية النوم السيئة على شيخوخة الجلد؟»، لباحثين من «كليفلاند كلينك»، وتم نشرها ضمن عدد يناير (كانون الثاني) 2015 لمجلة الأمراض الجلدية السريرية والتجريبية Clin Exper Dermatology، أفاد الباحثون: «الأشخاص الذين ينامون بشكل جيد لديهم درجات أقل بكثير من شيخوخة الجلد مقارنة بالذين ينامون بشكل سيئ. وبعد 24 ساعة من التعرض للأشعة فوق البنفسجية، كان الأشخاص الذين ينامون جيداً يتعافون بشكل أفضل من احمرار الجلد. وتشير هذه الدراسة إلى أن سوء نوعية النوم المزمن يرتبط بزيادة علامات الشيخوخة الذاتية، وتناقص وظيفة حاجز الجلد وانخفاض الرضا عن المظهر».

* استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام
TT

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

مؤشرات وزن الجسم

يستخدم «مؤشر كتلة الجسم» BMI الذي يحسب مقدار وزن الجسم بالكيلوغرامات، مع الأخذ بالاعتبار مقدار طول الجسم بالمتر، ليعطينا «رقماً» يفصل بين 3 حالات: الحالة الطبيعية، وزيادة الوزن، والسمنة.

ونلجأ كذلك إلى قياس «محيط الخصر» WC بعدد السنتيمترات بوصفه «رقماً» يميز وجود سمنة البطن من عدم ذلك.

في السنوات الأخيرة ازداد ظهور أمراض ذات صلة بالسلوكيات غير الصحية في نمط عيش الحياة اليومية، وعادات الأكل السيئة، وتداعيات التقدم التكنولوجي الذي يفصل الناس عن ممارسة النشاط البدني. وقد ثبت تجريبياً أن العواقب الصحية السلبية لذلك تنمو على مستوى العالم بمعدل مثير للقلق. وهي تشمل السمنة Obesity، ومرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب.

وإلى جانب ظهور «أمراض نمط الحياة» هذه، هناك انتشار زائد لمتلازمة التمثيل الغذائي Metabolic Syndrome، وهي مجموعة من الاضطرابات الأيضية في العمليات الكيميائية الحيوية التي تجري في الجسم، وترتبط بمقاومة الجسم لمفعول الإنسولين، ونشوء عمليات بطيئة ومستمرة في الالتهابات، واضطرابات الدهون في الدم (خصوصاً ارتفاع الدهون الثلاثية)، وارتفاع ضغط الدم.

«سمنة مركزية» ووزن طبيعي

ومن بين كل ذلك، تطفو السمنة البطنية (السمنة المركزية Central Obesity)، التي تتميز بزيادة كمية الأنسجة الشحمية (الشحوم الصفراء) داخل البطن، بوصفها علامة مميزة في كثير من تلك الحالات.

والسؤال الذي يتبادر للذهن: هل الأمر في شأن الأضرار الصحية مرتبط بالسمنة بوصفها حالة عامة في زيادة كتلة عموم الجسم أم أن الأمر مرتبط على وجه الخصوص بزيادة تراكم الشحوم في البطن (محيط منطقة الوسط)؟

والأدق أيضاً في طرح هذا السؤال عندما يكون لدى المرء حالة «الوزن الطبيعي مع سمنة بطنية» NWCO، أي عندما يكون وزن الجسم طبيعياً لدى الشخص بالنسبة لطوله، ولكن في الوقت نفسه لديه سمنة بطنية... هل من الممكن أن يكون هذا الشيء ضاراً ويمثل خطراً صحياً؟

والإجابة عن هذا السؤال تحتاج بداية إلى التساؤل بالأصل: هل ثمة «مشروعية طبية» لطرح مثل هذا السؤال؟

والإجابة نعم بالتأكيد، أن ثمة مشروعية طبية في طرح هذا السؤال لدواع شتى، أهمها اثنان، هما:

- الداعي الأول أن هناك أمثلة من سمنة أجزاء معينة في الجسم، ثبت أن ليس لها ضرر صحي واضح، حتى لو كان لدى الشخص ارتفاع في مقدار وزن الجسم، وارتفاع في مؤشر كتلة الجسم. وتحديداً أفادت نتائج دراسات عدة بأن سمنة شحوم الأرداف بحد ذاتها لدى النساء، ليس لها تأثير صحي ضار يوازي وجود سمنة تراكم شحوم البطن لديهن. وكذلك ثبت أن سمنة كتلة عضلات الجسم (زيادة مقدار وزن الجسم بسبب زيادة وزن كتلة العضلات فيه وليس زيادة تراكم الشحوم)، التي قد تزيد في مقدار مؤشر كتلة الجسم لتجعله ضمن نطاق السمنة، ليس لها تأثيرات سلبية مقارنة مع سمنة زيادة كتلة الشحوم في الجسم بالعموم وفي البطن على وجه الخصوص. وثبت أيضاً أن سمنة الوزن الطبيعي، مع تدني حجم كتلة العضلات، وارتفاع كتلة الشحوم Sarcopenic Obesity، لها تأثيرات ضارة لا تقل عن سمنة زيادة مؤشر كتلة الجسم.

- الداعي الآخر أن نحو 25 في المائة من البالغين ذوي الوزن الطبيعي، يُصنفون بالفعل على أن لديهم سمنة تراكم شحوم البطن، وفي الوقت نفسه يكون وزن أجسامهم طبيعياً، وفق «المجلة الطبية البريطانية BMJ» عدد 26 أبريل (نيسان) 2017. وهذه النسبة مقاربة جداً للإحصاءات الطبية في الولايات المتحدة. وفي مجتمعات أخرى ثبت أنها أعلى وفق نتائج دراسات طبية فيها. وهي نسبة مهمة بين عموم البالغين الذين قد يعتقدون أن كون مقدار وزن جسمهم طبيعياً يعني تلقائياً أنه لا ضرر متوقعاً عليهم من تراكم الشحوم في بطونهم.

دراسات سمنة البطن

والملاحظ أن الأوساط الطبية تأخرت كثيراً في الاهتمام بهذه الوضعية الصحية ومعرفة آثارها. وأيضاً تأخرت في وضع إرشادات ونصائح طبية للتعامل معها. وفي دراسة مشتركة لباحثين من جامعة آيوا، ومن كلية ألبرت آينشتاين للطب بنيويورك، ومن جامعة كاليفورنيا، ومن كلية الطب بجامعة هارفارد، ومن مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل، تم طرح الأمر في دراسة بعنوان: «ارتباط السمنة المركزية ذات الوزن الطبيعي بالوفيات بين النساء». ونشر ضمن عدد 24 يوليو (تموز) 2019 من مجلة «شبكة جاما المفتوحة» JAMA NETWORK Open، الصادرة عن «الجمعية الطبية الأميركية» AMA.

وقال فيها الباحثون: «السمنة المركزية، التي تتميز بتراكم الشحوم في منطقة البطن بشكل مرتفع نسبياً، ارتبطت بارتفاع خطر الوفاة، بغض النظر عن مقدار مؤشر كتلة الجسم. ومع ذلك، فإن الأفراد الذين لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي مع السمنة المركزية يتم إهمالهم عادة في الإرشادات الإكلينيكية. وعلاوة على ذلك لا يحظى الأفراد الذين يعانون من السمنة المركزية ذات الوزن الطبيعي باهتمام كبير في وضع استراتيجيات الحد من المخاطر، مثل تعديلات نمط الحياة والتدخلات الأخرى».

ولكن حتى بين الأفراد ذوي الوزن الطبيعي، قد يكون أولئك الذين يعانون من السمنة المركزية مُعرّضين لخطر زائد للوفاة بسبب تراكم الشحوم المفرط في البطن. وفي نتائج دراستهم التي شملت أكثر من 160 ألف امرأة أفادوا بالقول: «ارتبطت السمنة المركزية ذات الوزن الطبيعي بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة بالسرطان، مقارنة بالوزن الطبيعي دون السمنة المركزية».

عوامل خطر أيضية قلبية

ومن ثمّ بدأت تصدر دراسات طبية من مناطق مختلفة من العالم حول هذا الأمر. وعلى سبيل المثال، نذكر دراسة حديثة من الصين، وأخرى من بنما.

وفي دراسة بعنوان: «ارتباط السمنة المركزية ذات الوزن الطبيعي بارتفاع ضغط الدم»، تم نشرها العام الماضي، عدد 8 مارس (آذار) 2023 من مجلة «BMC» لاضطرابات القلب والأوعية الدموية، لباحثين من الصين، أفادوا بالقول: «السمنة المركزية ذات الوزن الطبيعي (NWCO) هي حالة أيضية تم وصفها أخيراً في عدد قليل من الدراسات. ويتم تجاهل الأفراد المصابين بها بسهولة في الرعاية الصحية الروتينية، بسبب التركيز الصارم على مؤشر كتلة الجسم».

وأضافوا: «قد يكون لدى الفرد ذي الوزن الطبيعي نسبة شحوم كبيرة في الجسم، وهو ما لا يظهر عندما يكون مقدار مؤشر كتلة الجسم طبيعياً. وتشير الأدلة الموجودة إلى أن السمنة المركزية، التي تتميز بالتراكم المرتفع نسبياً للشحوم في البطن، ترتبط ارتباطاً أقوى بعوامل الخطر الأيضية القلبية من السمنة العامة، وحتى بين الأفراد ذوي الوزن الطبيعي». وخلصوا في نتائجهم إلى القول: «ترتبط السمنة المركزية، كما هو محدد بواسطة محيط الخصر، بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى البالغين ذوي مؤشر كتلة الجسم الطبيعي».

وضمن عدد يونيو (حزيران) 2022 من مجلة «لانسيت للصحة الإقليمية - بالأميركتين» The Lancet Regional Health - Americas، نشر باحثون من كلية الطب بجامعة بنما، حول انتشار السمنة المركزية والتعرف على مدى وجود عوامل الخطر القلبية الأيضية Cardiometabolic risk لديهم.

ويتم تعريف مخاطر القلب والأيض على أنها مجموعة من التشوهات في العمليات الأيضية الكيميائية الحيوية، وفي القلب، وفي الأوعية الدموية، بما في ذلك السمنة البطنية، ومقاومة الإنسولين، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الكولسترول، ودهون الدم، وتصلب الشرايين، التي تجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، ومرض السكري من النوع 2.

ولاحظوا أن باستخدام مؤشر «نسبة الخصر إلى الطول»WHtR، كان معدل انتشار السمنة البطنية نحو 44 في المائة بين الذين بالأساس لديهم مؤشر كتلة الجسم طبيعياً. وقالوا في نتائجهم: «ارتبطت السمنة البطنية مع الوزن الطبيعي للجسم بعوامل الخطر القلبية الوعائية، خصوصاً مع ارتفاع تركيز الدهون الثلاثية. قد يكون تقييم السمنة البطنية على مستوى الرعاية الصحية الأولية تقنية مفيدة لتحديد الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي مع خصائص السمنة الأيضية».

ولذا إذا أردنا ألا نفقد متابعة هذه الفئة من الناس، فيجدر قياس محيط الوسط مع قياس وزن الجسم وحساب مؤشر كتلة الجسم، والالتفات إلى كليهما في التقييم الإكلينيكي. وللتوضيح، على الرغم من حقيقة أن مؤشر كتلة الجسم يتم استخدامه على نطاق واسع لتحديد السمنة في الممارسة الإكلينيكية، فإن أحد القيود المهمة لمؤشر كتلة الجسم هو أنه لا يميز بين أشكال مكونات تركيبات أجزاء الجسم المختلفة، حيث قد يكون لدى الفرد ذي الوزن الطبيعي نسبة شحوم متزايدة في منطقة من الجسم، ولكنها قد تكون مخفية بالقيمة الطبيعية لمؤشر كتلة الجسم.

وحتى بين الأفراد ذوي الوزن الطبيعي، فإن أولئك الذين لديهم نسبة عالية من الشحوم في الجسم، لديهم انتشار أعلى لمتلازمة التمثيل الغذائي ومكوناتها من أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي، ونسبة شحوم في الجسم طبيعية.

25 % من البالغين ذوي الوزن الطبيعي لديهم سمنة تراكم شحوم البطن

تشخيص السمنة بالأساس مجرد حسابات من الأرقام

* عند التكلم عن السمنة في جانب التشخيص، علينا ابتداءً استخدام لغة الأرقام. ومن بين عدة «طرق» مطروحة لدى الأوساط العلمية والطبية، يظل «الأشهر»، و«الأقرب» هو الطرق الأربع التالية في تقييم وزن الجسم والسمنة:

- حساب «مؤشر كتلة الجسم» BMI يتم بقسمة مقدار الوزن بالكيلوغرامات على مربع طول الجسم بالمتر. و«الطبيعي» أن يكون مؤشر كتلة الجسم ما بين 20 إلى 25، أما ما بين 25 و30 فهو «زيادة في الوزن»، وما بين 30 إلى 35 فهو «سمنة»، وما بين 35 و40 فهو «سمنة شديدة»، وما فوق ذلك هو «سمنة مفرطة».

- حساب محيط الخصر Waist Circumference هو طريقة مهمة في تقييم سمنة البطن بالذات. وبدقة، يتم قياس محيط الخصر عند مستوى منتصف المسافة بين أدنى ضلع ملموس وبين الحافة الحرقفية لأعلى قوس عظمة الحوض، وذلك تقريباً أعلى قليلاً من السرّة، بعد إخراج هواء الزفير من النفس، أي قياس محيط أصغر جزء من الخصر. ولكن تجدر ملاحظة أن محيط الخصر يختلف في المجتمعات الجغرافية المختلفة وفق متوسط الطول فيها وعموم حجم الجسم.

ووفقاً للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة NIH، فإن محيط الخصر الذي يزيد على 102 سنتيمتر (40 بوصة) للرجال ويزيد على 88 سنتيمتراً (35 بوصة) للنساء (غير الحوامل)، هو سمنة البطن. بينما لدى ذوي الأصول من جنوب شرقي آسيا، فإن الطبيعي نحو 94 سنتيمتراً (37 بوصة) للرجال و80 سنتيمتراً (31 بوصة) للنساء. ولذا تحتاج المجتمعات المختلفة دراسات لتقييم الطبيعي وغير الطبيعي في ذلك.

- حساب نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك WHR. ومحيط الورك Hip Circumference يختلف عن محيط الخصر، حيث إن محيط الورك هو قياس محيط الجزء الأكبر من الوركين، أي الجزء الأوسع من كتلة الأرداف. والطبيعي أن تكون تلك النسبة أقل من 0.95 للرجال، وأقل من 0.80 للنساء. وما فوق ذلك فهو سمنة. وهي طريقة يتم بها التغلب على وجود حجم أكبر في الأرداف التي تكون الشحوم فيها مختلفة عن نوعية الشحوم التي في البطن. وتحديداً شحوم بيضاء في الأرداف، وشحوم صفراء في البطن.

- حساب نسبة الخصر إلى الطول WHtR: يكون بقسمة مقدار محيط الخصر على مقدار الطول. والطبيعي أن يكون أقل من 0.5، وما فوق ذلك هو سمنة. وهي طريقة يتم من خلالها التغلب على الاختلافات العرقية في متوسط الطول لدى غالبية الناس في المجتمعات المختلفة.