ما هو الكولسترول «الضار»؟ وكيف نخفضه؟

الكولسترول الجيد يجمع الدهون الزائدة من مجرى الدم وجدران الشرايين (إكس)
الكولسترول الجيد يجمع الدهون الزائدة من مجرى الدم وجدران الشرايين (إكس)
TT

ما هو الكولسترول «الضار»؟ وكيف نخفضه؟

الكولسترول الجيد يجمع الدهون الزائدة من مجرى الدم وجدران الشرايين (إكس)
الكولسترول الجيد يجمع الدهون الزائدة من مجرى الدم وجدران الشرايين (إكس)

الكولسترول هو مادة دهنية توجد بشكل طبيعي في الجسم. يستخدمه الجسم لصنع أغشية الخلايا وهرمونات معينة. يتم امتصاص الدهون التي تستهلكها من الطعام في الأمعاء، ويتم نقلها إلى الكبد، الذي يحوّلها إلى كولسترول، ثم يطلقها في مجرى الدم. وعندما يتعلق الأمر بتخفيض مستويات كولسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة «الضار»، يقول طبيب القلب بجامعة هارفارد الدكتور كريستوفر كانون: «يمكن للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الاستفادة من خفض مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) إلى أدنى مستوى ممكن للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية»، مضيفاً: «كلما انخفضت مستويات الكوليسترول الضار كلما كان أفضل».

ووفق تقرير نشرته دورية «هارفارد»، فإن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكولسترول غالباً ما تكون لها تأثير متواضع على نسبة الكولسترول في الدم، ولكن كثيراً من هذه الأطعمة يحتوي أيضاً على نسبة عالية من الدهون المشبعة، التي لها تأثير أكبر على مستويات الكولسترول. ويقول كانون: «يتم تحديد معظم مستوى الكولسترول لديك وراثياً».

هناك نوعان رئيسيان من الكولسترول: «الضار» والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) وما يعرف بـ«الجيد». يُطلق على LDL اسم «الضار»، لأن الكميات الزائدة في مجرى الدم يمكن أن تستقر داخل جدران الشرايين. يمكن لهذه الترسبات، التي تسمى اللويحات أن تتمزق وتسبب تخثراً يمنع تدفق الدم إلى القلب أو الدماغ، ما يسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية. بالمقارنة، يجمع الكولسترول الجيد الدهون الزائدة من مجرى الدم وجدران الشرايين. ومع ذلك، يشير الدكتور كانون إلى أن «كثيراً من التجارب السريرية وجدت أن رفع مستويات HDL في الدم لا يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، وبالتالي فإن التركيز ينصب على خفض LDL».

الخطوة الأولى لخفض مستويات الكولسترول «الضار» المرتفعة هي إجراء تغييرات غذائية، بتقليل الدهون المشبعة من خلال اعتماد نظام غذائي صحي للقلب، مثل نظام البحر الأبيض المتوسط أو غيره من الأنظمة الغذائية النباتية المماثلة، إضافة إلى فقدان الوزن، وزيادة ممارسة الرياضة.

ولكن في كثير من الأحيان تكون هناك حاجة إلى دواء للمساعدة في خفض مستويات الكولسترول «الضار» العالية جداً وإبقائها منخفضة. يبدأ هذا عادة بنوع من الأدوية يسمى الستاتين. تعمل الستاتينات على خفض البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) عن طريق منع إنزيم في الكبد يساعد على إنتاج الكولسترول.

تتمتع الأدوية أيضاً بخصائص مضادة للالتهابات، ويُعد الالتهاب مساهماً معروفاً في تراكم اللويحات. كما تساعد الستاتينات على منع انفتاح اللويحات وإطلاق المواد الكيميائية التي تحفز تكوين جلطات الدم، ما يؤدي إلى انسداد شرايين القلب والنوبات القلبية.

اعتماداً على مستوى الكولسترول «الضار» لديك، سيوصي طبيبك بالستاتين والجرعة الأفضل لحالتك. الجانب السلبي للستاتينات هو الآثار الجانبية المحتملة. الأكثر شيوعاً هو الألم في العضلات. إذا حدث لك هذا، يمكن لطبيبك خفض الجرعة مؤقتًا أو التبديل إلى دواء ستاتين مختلف.


مقالات ذات صلة

ما أسوأ أنواع الأطعمة المسببة لزيادة الكولسترول؟

صحتك الأطعمة المقلية تكون غنية بشكل خاص بالدهون المشبعة (أرشيفية- رويترز)

ما أسوأ أنواع الأطعمة المسببة لزيادة الكولسترول؟

بالنسبة للغالبية العظمى من الناس، فإن السبب الرئيسي لارتفاع الكولسترول هو سوء النظام الغذائي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي لدقائق قليلة يحسن مستويات السكر في الدم (أ.ف.ب)

ما الفوائد الصحية للمشي يومياً؟

أكد أطباء على أهمية المشي بشكل يومي لأنه يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض مثل السكري والسرطان، وكذلك تخفيض ضغط الدم والكوليسترول.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك صورة للثوم (بكسباي/pixabay)

الثوم يحارب الكوليسترول ويخفض نسبة السكر في الدم

أكدت دراسة جديدة أن إضافة بعض الثوم بانتظام إلى نظامك الغذائي تحافظ على نسبة السكر في الدم والكوليسترول تحت السيطرة.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك أقراص وكبسولات صيدلانية في شرائح من رقائق الألمنيوم مرتبة على طاولة في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في ليوبليانا بسلوفينيا 18 سبتمبر 2013 (رويترز)

دراسة: حاسبة جديدة لمخاطر أمراض القلب قد تقلل من وصفات أدوية الكوليسترول

أشارت دراسة جديدة إلى أن حاسبة مخاطر الإصابة بأمراض القلب التي تم تطويرها مؤخراً، PREVENT، قد تؤدي إلى تقليل عدد الأشخاص الذين يتم وصف «الستاتينات» لهم للوقاية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك مصنع لشركة كوباياشي للأدوية في أوساكا باليابان في 26 مارس 2024 (أ.ب)

قلق في اليابان بعد تسجيل حالتي وفاة قد تكونان مرتبطتين بمكملات غذائية

سادت حالة من القلق في اليابان بعد وفاة شخصين وتسجيل أكثر من مائة حالة استشفاء يُحتمل أن تكون مرتبطة بتناول مكمّل غذائي يُفترض أنّه يحارب الكولسترول.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

ما أسوأ أنواع الأطعمة المسببة لزيادة الكولسترول؟

الأطعمة المقلية تكون غنية بشكل خاص بالدهون المشبعة (أرشيفية- رويترز)
الأطعمة المقلية تكون غنية بشكل خاص بالدهون المشبعة (أرشيفية- رويترز)
TT

ما أسوأ أنواع الأطعمة المسببة لزيادة الكولسترول؟

الأطعمة المقلية تكون غنية بشكل خاص بالدهون المشبعة (أرشيفية- رويترز)
الأطعمة المقلية تكون غنية بشكل خاص بالدهون المشبعة (أرشيفية- رويترز)

كشف بحث جديد تم تقديمه في مؤتمر جمعية ألزهايمر الدولي في فيلادلفيا، أن معالجة مستويات الكولسترول في الدم يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «التلغراف»، أظهرت الأدلة المتزايدة أن الكولسترول الزائد الذي يسد الشرايين بالرواسب الدهنية، أصبح الآن معترفاً به رسمياً بوصفه واحداً من 14 عامل خطر للإصابة بالخرف. كما أنه أيضاً –بالطبع- عامل خطر للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

بالنسبة للغالبية العظمى من الناس، فإن السبب الرئيسي لارتفاع الكولسترول هو سوء النظام الغذائي. ووفقاً لخبراء التغذية، فإن الأطعمة الستة أدناه تساهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات الكولسترول.

1- المشروبات المحلاة بالسكر

تؤثر المشروبات الغازية على مستويات الكولسترول، ويرجع هذا إلى كيفية استقلاب الجسم وتخزين السكر الزائد، وخصوصاً الفركتوز الموجود في تلك المشروبات بكميات كبيرة. يعتبر شرب الفركتوز أسوأ بكثير للجسم مقارنة بتناوله؛ لأنه موجود بتركيزات أعلى. كما أن شرب الكحول -الذي يتم تكسيره أيضاً في الكبد وإعادة بنائه على شكل كولسترول- بكميات زائدة يمكن أن يرفع أيضاً مستويات الكولسترول الكلية لديك.

2- زيت وحليب جوز الهند

وفقاً لمؤسسة القلب البريطانية، يحتوي زيت جوز الهند على 86 في المائة من الدهون المشبعة، أي أكثر من الزبدة بنحو الثلث. وتقول اختصاصية التغذية أورلا والش، إن الأمر نفسه ينطبق على حليب جوز الهند. وتضيف: «تحتوي علبة واحدة من حليب جوز الهند على ضعف الكمية الموصى بها من الدهون المشبعة التي يجب أن تتناولها في اليوم. وتحتوي على نحو 66 غراماً لكل علبة».

ويقول خبير التغذية جيمس فيكر، إنه في حين يُنظر إلى زيت جوز الهند عادة على أنه صحي، فمن الأفضل استخدامه باعتدال فقط. ويضيف: «استخدم كميات صغيرة فقط، واستخدم زيوتاً غير مشبعة بديلة، مثل زيت الزيتون أو زيت عباد الشمس، على أساس يومي».

3- الأطعمة المقلية

يقول فيكرز إن أنواع الأطعمة المقلية مثل البطاطس وحلقات البصل والدجاج، تميل إلى أن تكون غنية بشكل خاص بالدهون المشبعة، وكذلك ما تسمى «الدهون المتحولة». وتتكون الأخيرة من خلال عملية صناعية تضيف الهيدروجين إلى الزيت النباتي، مما يجعل الزيت صلباً في درجة حرارة الغرفة، ويمكن تحويله إلى كولسترول LDL.

4- المثلجات المعالجة

أحد الفروق بين كثير من عبوات «الآيس كريم» المعالج للغاية مقارنة بالإصدارات الطازجة التي يصنعها البائعون، هو أنها تحتوي عادة على مزيج من الدهون المضافة للحليب وشراب الذرة عالي الفركتوز، ومصادر متعددة للسكر السائل ودهون جوز الهند. كل هذه الإضافات تجعلها أكثر مذاقاً، ولكنها في النهاية تزيد من نسبة الكولسترول في الدم.

تقول خبيرة التغذية ريان ستيفنسون: «من السهل اكتشاف (الآيس كريم) المعالج للغاية إذا قرأت ملصق المكونات. سيحتوي بعضها على مخبوزات مضافة، مثل عجينة البسكويت وقطع الكعك التي تساهم أيضاً في ذلك».

5- القهوة غير المفلترة

أشارت أدلة متزايدة إلى أن القهوة المصنوعة باستخدام آلة صنع القهوة أو القهوة التركية أو آلة صنع الإسبريسو، يمكن أن ترفع مستوى الكولسترول الضار في الدم.

تقول خبيرة التغذية فيديريكا أماتي: «يبدو أن التأثير يرجع إلى مركب في القهوة غير المفلترة يسمى كافستول، والذي يتفاعل مع الجينات التي تحافظ على توازن الكولسترول في الجسم». وتضيف: «على وجه الخصوص، يقلل كافستول من إنتاج الأحماض الصفراوية، والتي تساعد الجسم عادة على التخلص من الكولسترول. لذلك، عندما ينقطع إنتاجها يمكن أن يؤدي ذلك إلى اختلال التوازن، مما يؤدي إلى زيادة الكولسترول الضار في الدم».

في الوقت نفسه، أشار الخبراء إلى أن هذا يبدو ذا صلة فقط إذا كنت تشرب كمية مفرطة من القهوة، مثل 6 أكواب أو أكثر يومياً.

6- اللحوم المصنعة

تماماً مثل الأطعمة المقلية، يحتوي كثير من اللحوم المصنعة على نسبة عالية من الدهون المشبعة، ويقترح فيكر بشكل خاص تقليل تناول لحم الخنزير المقدد إلى الحد الأدنى. ويقول: «يجب أن تحد من كمية ما تأكله. تناولْه من حين لآخر فقط، بكميات صغيرة، مشوياً وليس مقلياً. ولكن إذا كنت تعاني بالفعل من ارتفاع نسبة الكولسترول أو ارتفاع ضغط الدم، أو كنت معرضاً لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فيجب أن تفكر في تجنب تناوله تماماً».