ركوب الدراجات يخفف آلام الركبة

يشجع أطباء الروماتيزم على ممارسة النشاط البدني المنتظم (جامعة كولومبيا البريطانية)
يشجع أطباء الروماتيزم على ممارسة النشاط البدني المنتظم (جامعة كولومبيا البريطانية)
TT

ركوب الدراجات يخفف آلام الركبة

يشجع أطباء الروماتيزم على ممارسة النشاط البدني المنتظم (جامعة كولومبيا البريطانية)
يشجع أطباء الروماتيزم على ممارسة النشاط البدني المنتظم (جامعة كولومبيا البريطانية)

كشفت دراسة جديدة، أجراها باحثون من كلية بايلور الأميركية للطب، عن أن الأشخاص الذين قاموا بركوب الدراجات بانتظام طوال حياتهم كان لديهم معدل انتشار أقل لآلام الركبة والتهاب المفاصل.

وغالباً ما يشجع أطباء الروماتيزم على ممارسة النشاط البدني المنتظم للوقاية من التهاب المفاصل العظمي، وهو الشكل الأكثر شيوعاً لالتهاب المفاصل، ويتضمن تآكل الغضاريف التي تغطي العظام في مفاصلنا.

ووفق البيان الصحافي المنشور (الاثنين) على موقع الجامعة، أجرى الفريق البحثي بقيادة الدكتورة غريس لو، الأستاذة في الطب والحساسية والمناعة والروماتيزم المساعدة، دراسة مقطعية بأثر رجعي باستخدام المشاركين في مبادرة هشاشة العظام، وهي دراسة تجري بالتعاون مع العديد من المراكز الطبية التى ترصد التهاب مفاصل الركبة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 45 إلى 79 عاماً.

في الدراسة الجديدة المنشورة في دورية «الطب والعلوم الرياضية»، اهتم الباحثون بدراسة العلاقة بين تاريخ ركوب الدراجات والأعراض والنتائج الهيكلية لالتهاب مفاصل الركبة. إذ تم طرح استبيان على المشاركين، حول مدى ممارسة النشاط البدني الترفيهي على مدار فترات مختلفة من العمر، بما في ذلك أنشطة ركوب الدراجات (الثابتة أو المتحركة في الهواء الطلق) خلال أربع فترات عمرية من حياتهم: الأعمار 12 - 18 عاماً؛ 19 - 34؛ 35 - 49؛ وسن 50 عاماً وما فوق.

وفي كل فترة، أشار المشاركون إلى عدد السنوات والأشهر في السنة والأوقات التي شاركوا فيها في أهم ثلاثة أنشطة لركوب الدراجات. أكمل أكثر من 2600 مشارك ذلك الاستبيان.

في هذا السياق، كشفت النتائج عن أن الأشخاص الذين ركبوا الدراجة في أي وقت من حياتهم أبلغوا عن آلام أقل في الركبة، وكذلك الحال بالنسبة لشكلين آخرين مختلفين من التهاب المفاصل، مقارنة بأولئك الذين لم يركبوا الدراجة مطلقاً.

علاوة على ذلك، فإن أولئك الذين ركبوا الدراجة وفعلوا ذلك عبر فترات عمرية مختلفة طوال حياتهم أبلغوا عن عدد أقل من الحالات المرضية الثلاث.

قال لو: «بالمقارنة مع غير راكبي الدراجات، كان راكبو الدراجات أقل عرضة للإصابة بآلام متكررة في الركبة وشكلين آخرين من أشكال التهاب المفاصل الأكثر شيوعاً».

وأضاف: «بالإضافة إلى ذلك، وجدنا أن كل زيادة في عدد الفترات العمرية التي جرت فيها ممارسة ركوب الدراجات، أدت إلى انخفاض احتمالية الإبلاغ عن آلام الركبة وهذين الشكلين من أشكال التهاب المفاصل».

وجرى أيضاً استخدام البيانات التي تم جمعها من مبادرة هشاشة العظام لتقييم رياضات الجري والسباحة كأشكال من النشاط التى قد تؤدي إلى تقليل آلام الركبة والتهاب المفاصل.

وقال لو: «إن التاريخ الطبيعي لالتهاب المفاصل العظمي طويل جداً، ما يجعل من الصعب تتبع التمارين الرياضية المختلفة التي تحتاج لأن تمارسها طوال حياتك بالإضافة إلى تأثيرها على صحة المفاصل».

وأوضح: «النتيجة الرئيسية من هذه الدراسة الرصدية هي أنه إذا كان الناس يشعرون بالقلق بشأن آلام الركبة والتهاب المفاصل في وقت لاحق من حياتهم، فإن ركوب الدراجات قد يكون بمثابة وسيلة لمنع ذلك أو تقليله، وأنه كلما فعلوا ذلك كثيراً في مراحل مختلفة من حياتهم، زاد احتمال تمتعهم بصحة أفضل للركبة».


مقالات ذات صلة

«الحلم المسبق»... تقنية معتمدة من الأطباء تساعدك على النوم بشكل أسرع

صحتك تقنية «الحلم المسبق» الذكية التي يستخدمها الجيش يمكن أن تساعدك على النوم بشكل أسرع ليلاً (رويترز)

«الحلم المسبق»... تقنية معتمدة من الأطباء تساعدك على النوم بشكل أسرع

يقول أحد أطباء طب النوم إن تقنية «الحلم المسبق» الذكية التي يستخدمها الجيش يمكن أن تساعدك على النوم بشكل أسرع ليلاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نمو إيرادات القطاع غير الربحي بنسبة 33 % في عام 2023 (واس)

القطاع غير الربحي في السعودية يحقق نمواً ملحوظاً بإيرادات تتجاوز 14.5 مليار دولار

ارتفع إجمالي إيرادات منظمات القطاع غير الربحي في السعودية إلى 54.4 مليار ريال (14.5 مليار دولار) في عام 2023، بنمو نسبته 33 في المائة مقارنةً بعام 2022.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك أشخاص يمارسون رياضة اليوغا (رويترز)

رياضة عقلية تطيل العمر... تعرف عليها

يرتبط نشاط رياضي عقلي وروحاني بشكل كبير بإطالة العمر، حيث ثبت أن عدداً كبيراً من ممارسيه يعيشون لمدة أطول مقارنة بأقرانهم الذين لا يمارسونه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك حذرت دراسة جديدة من وجود ميكروبات ضارة بالصحة بأفران الميكروويف (رويترز)

تسبب أمراضاً تنفسية ومعوية... احذر الميكروويف قد يحتوي على ميكروبات ضارة

حذَّرت دراسة جديدة من وجود ميكروبات ضارة بالصحة بأفران الميكروويف.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق تشهد التقنيات الطبية القابلة للارتداء تطوراً كبيراً (جامعة جنوب أستراليا)

سماعة طبية جديدة قد تحدث ثورة في علاج أمراض القلب

كشف باحثون من جامعة «سيتي هونغ كونغ» في الصين، عن سماعة طبية تعد الأحدث ضمن «أجهزة استشعار صوت القلب القابلة للارتداء».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

كيف تساعد التمارين الرياضية على التخلص من الإرهاق؟

تمارين النهوض بالرأس
تمارين النهوض بالرأس
TT

كيف تساعد التمارين الرياضية على التخلص من الإرهاق؟

تمارين النهوض بالرأس
تمارين النهوض بالرأس

سلَّط موقع «هيلث» الضوء على معاناة العديد من الأشخاص من الإرهاق الوظيفي، وقال إن دراسة حديثة خلصت إلى أن ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تساعد في التغلب على هذا الإرهاق، بشرط ألا تكون كثيرة أو قليلة جداً.

وأضاف الموقع أن الباحثين اكتشفوا أن التمارين التي تحتاج لمجهود كبير لم تقلل من الإرهاق أكثر من غيرها التي تحتاج لمجهود منخفض، أوصوا بممارسة مزيج من التمارين عالية المجهود والمعتدلة أسبوعياً.

ووفقاً للموقع، فإن الدراسة، التي نُشرت في مجلة Journal of Occupational and Environmental Medicine» اعتمدت على دراسة أنماط الحياة العملية، وعادات التمارين الرياضية، لأكثر من 500 موظف، لتقييم ما إذا كان النشاط البدني يؤثر على الإرهاق العاطفي والرضا الوظيفي.

واكتشف الباحثون أن هذا يؤثر، ولكن فقط عندما يتطلب التمرين مجهوداً معتدلاً؛ حيث وجدوا أن زيادة المجهود لم تقلِّل من الإرهاق أكثر من التمارين منخفضة المجهود.

يعاني كثير من الأشخاص من التعب والإرهاق (أ.ف.ب)

وقالت مؤلفة الدراسة، ميشيل وولف مارينوس، الأستاذة المساعدة في جامعة جورج ماسون الأميركية إن هذه الدراسة «تضيف تفاصيل دقيقة فيما يتعلق بشدة النشاط البدني، مما يُظهر تأثير المستويات المعتدلة للنشاط على الإرهاق».

وأضافت: «أردنا تسليط الضوء على الطرق التي قد يكون بها لتشجيع النشاط البدني تأثير أوسع على الموظف بصرف النظر عن الصحة البدنية».

وللقيام بذلك، وجَّهت مارينوس وزملاؤها 520 موظفاً بدوام كامل لملء استبيانات حول ضغوط العمل وعادات النشاط البدني، وقالت إن المسح عرّف «النشاط البدني المعتدل» بأنه «القيام بأداء نشاط بدني قوي لـ3 أيام أو أكثر، لمدة 20 دقيقة على الأقل، مثل الجري. و5 أيام أو أكثر من النشاط البدني المعتدل لمدة 30 دقيقة على الأقل مثل تدريب القوة أو الرقص أو المشي لمسافات طويلة، و5 أيام أو أكثر من ممارسة مزيج من الاثنين».

ثم قسَّم الباحثون العينة إلى مجموعات منخفضة ومتوسطة وعالية النشاط، كما نظروا إلى الإرهاق العاطفي والشعور بتحقيق إنجاز شخصي، وأفاد أكثر من نصف المشاركين (نحو 53 في المائة) بالمشاركة في نشاط بدني معتدل، مع تقسيم المشاركين المتبقين بالتساوي تقريباً بين المجموعتين الأخريين.

وبعد التحليل، اكتشف الباحثون أن المشاركين الذين أفادوا بأنهم يمارسون مستويات معتدلة من التمارين الرياضية كانوا الأقل إرهاقاً عاطفياً، وشعروا بأكبر قدر من الإنجاز الشخصي.

وقال جيمي شابيرو، أستاذ علم النفس بجامعة دنفر المتخصص في التمارين الرياضية إن هذه النتائج «تتوافق مع الأبحاث السابقة التي وجدت أن النشاط البدني المعتدل يقلل من التوتر ويحسن الحالة المزاجية، وهو ما يفسر انخفاض الشعور بالإرهاق في مكان العمل».

وكذلك أكد إدوارد دي لا توري، من كلية كرين للصحة والعلوم السلوكية بجامعة تشابمان، أن تلك «الدراسة لها قيمة أكاديمية وعملية».

ووفقاً لمارينوس، قد تقلِّل التمارين من الإرهاق الوظيفي، لأنها تنطوي على قضاء وقت بعيداً عن العمل، مما يمنح الموظفين «الفرصة للتعافي من المشكلات المتعلقة بالعمل».

وتابعت أنه، بالإضافة إلى ذلك، يسمح النشاط البدني للموظفين «بتجديد الموارد الصحية» مثل صحة القلب والأوعية الدموية، والذاكرة.

كما لاحظ دي لا توري أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة قد يكون لديهم ثقة أعلى وإحساس أكبر بالسيطرة؛ إما بسبب النشاط البدني أو بسببه، وبالتالي يعانون من حالات أقل من الإرهاق.

الإجهاد المزمن في مكان العمل يسبب الشعور بالإرهاق (أرشيفية - رويترز)

وفسَّرت مارينوس أن التمارين عالية الكثافة لم تكن أكثر فائدة من التمارين المعتدلة؛ بأن أحد الاحتمالات أن حجم عينة الدراسة لم يشمل عدداً كافياً من المشاركين الذين كانوا يمارسون تمارين عالية الكثافة. لكنها تعتقد أن السبب الأكثر ترجيحاً أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة لا يمارسون تمارين عالية الكثافة، والسبب وراء ذلك أنَّ التوفيق بين مسؤوليات العمل وروتين التمرين الشاق، مثل الجري في ماراثون، قد يكون مرهقاً للغاية.

ومن جانبه، قال دي لا توري إن ممارسة تمارين عالية الكثافة، خصوصاً لفترات طويلة، يمكن أن يؤدي إلى إفراز نسبة أعلى من هرمون الكورتيزول داخل جسم الإنسان، مما يؤدي إلى استعداد الناس للتوتر العاطفي والإرهاق العقلي، لذلك يبدو أن النشاط المعتدل مرتبط بالتوازن العام.

كيف نمارس الرياضة للتغلب على الإرهاق؟

قالت مارينوس إن الروتين الأسبوعي المثالي سيكون من 3 إلى 5 أيام من التمارين «الصعبة» جنباً إلى جنب مع «تمارين معتدلة، حيث يرتفع خلال ممارستها معدل ضربات قلبك، ولكن لا يزال بإمكانك الحديث»، وذكر شابيرو بعض الأمثلة، منها المشي السريع وركوب الدراجات واليوغا والسباحة الخفيفة وكرة المضرب.

ممارسة التمارين الرياضية بثبات واستمرار تقي من مختلف الأمراض (أ.ف.ب)

وقالت مارينوس إن هناك أيضاً طرقاً صغيرة لزيادة النشاط في حياتنا «من صعود السلالم إلى ركن السيارة بعيداً عن المبنى للتشجيع على المشي مزيداً من الخطوات».

وأشار دي لا توري إلى أن معظم الخبراء يوصون بممارسة الرياضة لمدة 45 دقيقة على الأقل 3 أو 4 أيام في الأسبوع، في حين يقترح آخرون ممارسة ما يصل إلى 75 دقيقة من التمارين متوسطة إلى عالية الكثافة 5 أو 6 أيام في الأسبوع.

وقال: «يستغرق حدوث التغيرات البيولوجية داخل جسم الإنسان نحو 7 أسابيع من العمل المستمر».