لأول مرة في العالم... اختبار علاج جيني لكبد بشري كامل !

في دراسة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم نُشرت بمجلة «Nature Communications» هذا الأسبوع، قام فريق من العلماء بمعهد البحوث الطبية للأطفال (CMRI) باختبار علاجات جينية جديدة في كبد بشري كامل، بهدف تطوير المزيد من الفعالية.

علاجات للأمراض الوراثية التي تهدد الحياة

العلاج الجيني هو نهج ثوري لعلاج الأمراض الوراثية الخطيرة التي تنطوي في الغالب على استبدال أو إصلاح الجين المعيب.

إن أنظمة التوصيل الأكثر كفاءة اليوم هي تلك التي تعتمد على فيروس غير ضار يُسمى الفيروس الغدي المرتبط (AAV) والذي يتمتع بقدرة طبيعية على حمل المعلومات الجينية إلى الخلايا البشرية. وان إحدى أكبر المشكلات التي يواجهها الباحثون في رحلتهم لجلب العلاجات الجينية من المختبر إلى العيادات، هي عدم إمكانية الوصول إلى نماذج ما قبل السريرية الفعالة التي يمكن استخدامها لتطوير واختبار العلاجات الجديدة؛ مثل الاختبارات المعملية ذات الصلة بيولوجيًا وسريريًا قبل تجربة العلاج على المرضى؛ فمن المهم أن تقوم هذه النماذج بإعادة إنتاج الظروف الفسيولوجية البشرية وتنظيم الأنسجة المعقدة بأمانة، حتى تتمكن من التنبؤ بدقة بالنتيجة عند إعطاء العلاج للمريض. وذلك وفق ما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

وفي العام الماضي، تعاونت وحدة أبحاث علم المتجهات التابعة لـ CMRI في دراسة مع فريق من مستشفى Royal Prince Alfred، لإنشاء طريقة جديدة للحفاظ على الكبد البشري على قيد الحياة في بيئة المختبر. ويمكن الآن حفظ الأكباد التي لم تكن مناسبة للزراعة البشرية؛ والتي كان من الممكن التخلص منها سابقًا أو الاحتفاظ بها مجمدة لأغراض البحث خارج الجسم في درجة حرارة جسم الإنسان، ما يتيح إجراء أبحاث طبية حيوية متطورة؛ وهذا ما يسمى «نظام نضح الكبد الطبيعي الحراري».

لقد أثبت فريق CMRI الآن إمكانية استخدام هذا النظام لاختبار العلاجات المعتمدة على AAV قبل بدء الدراسات السريرية.

ويعد استخدام الكبد البشري بأكمله بمثابة تقدم ثوري في مجال العلاج الجيني لأنه يسمح للباحثين بإجراء اختبار دقيق لكيفية تأثير العلاجات الجديدة على عضو رئيسي، وهو الكبد، وهو أمر لم يكن من الممكن القيام به من قبل.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال البروفيسور المشارك ليزيك ليسوفسكي المؤلف الرئيسي «هذا أمر مثير للغاية بالنسبة لنا لأنه الآن، ولأول مرة، يمكننا تقييم وظيفة العلاجات الجينية مباشرة في العضو المستهدف السريري نفسه - الكبد البشري؛ وهو مهم لأن الجيل الحالي من النواقل الفيروسية التي نستخدمها لتوصيل العلاجات الجينية إلى الكبد ليس جيدا بما يكفي لغالبية التطبيقات السريرية. وفي الوقت الحالي، يتعين علينا في كثير من الأحيان استخدام هذه العلاجات بجرعات عالية للتغلب على قصورها الوظيفي». مضيفا «انه يحقق فائدة سريرية؛ فحتى الآن تم اختبار أدوات توصيل العلاج الجيني في نماذج حيوانية، والتي على الرغم من أنها لا تقدر بثمن لتقييم سلامة واستهداف الأعضاء والأنسجة الأخرى، إلا أنها لا تكرر بشكل مناسب وظائف طرق التوصيل هذه في المريض». مؤكدا «يعمل هذا العمل معًا على توسيع ذخيرة النماذج قبل السريرية المتاحة لإجراء دراسات النواقل الموجهة للكبد ويسمح لنا بتقليل استخدام الحيوانات؛ فمن الناحية المثالية سيقربنا هذا من علاجات جينية أكثر كفاءة للأمراض التي لها حاليًا قدرة محدودة، إن وجدت». مؤكدا «ان هذا النموذج المتقدم الجديد للكبد البشري لن يغير قواعد اللعبة عند إجراء التقييم الوظيفي للعلاجات الجديدة فحسب، بل سيسمح أيضًا بتقدير الجرعة الفعالة للعلاجات الجديدة بدقة أكبر وتحديد الآثار الجانبية السامة المحتملة. وسيكون أيضًا نظامًا قويًا لتطوير نواقل فيروسية جديدة مناسبة للغرض والتي ستشكل الأساس للجيل القادم من العلاجات المتقدمة».

تعرّف على أسباب مرض الكبد الدهني وطرق علاجه؟

تتزايد حالات مرض الكبد الدهني، بما في ذلك حالات مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) في الهند. فقد أصبح أكثر انتشارًا بين الشباب والأطفال. إنه ليس شائعًا في الهند فحسب، بل يُرى في أجزاء أخرى كثيرة من العالم أيضًا.

وفي هذه الحالة، يتراكم الكثير من الدهون في الكبد. وعندما يحدث ذلك للأشخاص الذين يستهلكون القليل من الكحول أو لا يستهلكونه على الإطلاق، يطلق عليه اسم «NAFLD». لكن لماذا هناك ارتفاع في حالات الكبد الدهني عند الشباب والأطفال؟

يقول استشاري أمراض الجهاز الهضمي الهندي الدكتور بافان دوبل بمستشفى هندوجا بمومباي، إن هناك عدة أسباب تساهم في هذا. وذلك وفق ما ذكر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

1. التغييرات الغذائية:

لقد تغيرت العادات الغذائية للهنود بشكل ملحوظ، مع زيادة استهلاك الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والدهون والأطعمة المصنعة. إذ تساهم الأطعمة الغنية بالسكر والكربوهيدرات المكررة والدهون غير الصحية بتراكم الدهون في الكبد.

2. نمط الحياة المستقر:

يعد التوسع الحضري المتزايد، والوظائف المكتبية، والوقت الذي لا ينتهي أمام الشاشات، من بين العوامل التي تؤدي إلى انخفاض النشاط البدني.

تساعد الأنشطة البدنية على حرق الدهون المتراكمة في الكبد. حيث يمكن أن يؤدي عدم الحركة بسهولة إلى الإصابة بمرض الكبد الدهني.

3. السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي:

وفقا لدراسة أجرتها المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة، يعاني نصف السكان البالغين في الهند من السمنة في منطقة البطن، ويعاني 12 في المائة من سكان البلاد من السمنة.

وغالبًا ما تأتي السمنة مع عوامل الخطر الأيضية الأخرى مثل مقاومة الأنسولين وارتفاع ضغط الدم واضطراب شحوم الدم، والمعروفة مجتمعة باسم (متلازمة التمثيل الغذائي)؛ والتي يمكن أن تؤدي إلى NAFLD.

4. الاستعداد الوراثي:

حتى بعد إجراء تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، يكون بعض الأفراد عرضة للإصابة بالكبد الدهني إذا تم تضمين العوامل الوراثية؛ حتى صحة الأم وتغذيتها أثناء الحمل يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني.

5. العوامل البيئية:

التعرض للسموم والتلوث يمكن أن يؤثر على الكبد.

ووفقا لمجلة أمراض الكبد، فإن تلوث الهواء يؤدي إلى الكبد الدهني. فحتى الصحة والتغذية أثناء الحمل يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني.

6. حالات طبية أخرى:

حالات مثل مرض السكري، ومقاومة الأنسولين، وبعض الاضطرابات الهرمونية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد الدهنية.

تشخيص الكبد الدهني:

وألقى الدكتور دوبل بعض الضوء على كيفية تشخيص مرض الكبد الدهني بقوله «غالبًا ما يبدأ تشخيص مرض الكبد الدهني بتقييم الطبيب بناءً على التاريخ الطبي والفحص البدني وبعض الاختبارات الأولية». يمكن تشخيص مرض الكبد الدهني من خلال اختبارات الدم، أو الموجات فوق الصوتية، أو الفيبروسكان، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو خزعة الكبد في بعض الحالات.

نصائح لتجنب الكبد الدهني:

وفقا للدكتور دوبل، فإن التركيز ينصب في المقام الأول على إدارة المرض ومنع تطوره. حيث لا يوجد دواء محدد لعلاج مرض الكبد الدهني، لكن تغييرات نمط الحياة تلعب دورًا حاسمًا في علاجه. وفيما يلي أبرز النصائح.

1. فقدان الوزن:

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، فإن فقدان الوزن تدريجيًا من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام هو أفضل علاج. فحتى فقدان الوزن المعتدل يمكن أن يقلل بشكل كبير من الدهون المتراكمة في الكبد.

2. النظام الغذائي الصحي:

يجب أن يشمل النظام الغذائي للأشخاص الذين يعانون من الكبد الدهني الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتين الخالي من الدهون والدهون الصحية.

كما ان تقليل تناول السكر والأطعمة المكررة والمعالجة يمكن أن يساعد في إدارة المرض.

3. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام:

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والقيام بذلك لمدة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع يمكن أن تحسن حساسية الأنسولين وتقلل الدهون في الكبد.

4. تجنب الكحول:

يعد تجنب الكحول أمرًا حيويًا لإنقاذ الكبد من التلف للأشخاص الذين يعانون من الكبد الدهني.

5. إدارة الحالات الطبية:

علاج الحالات الأساسية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم يمكن أن يساعد في تحسين صحة الكبد.

6. المراقبة والمتابعة:

تعد الفحوصات المنتظمة ومراقبة وظائف الكبد وعادات نمط الحياة ضرورية لتتبع التقدم وإجراء التعديلات اللازمة في العلاج.

وفي بعض الحالات، يمكن وصف الأدوية أو المكملات الغذائية، ولكن يتم استخدامها عادةً لإدارة الأعراض أو الحالات المرتبطة بها بدلاً من علاج مرض الكبد الدهني نفسه بشكل مباشر.

وخلص دوبل الى القول «من المهم بالنسبة للأفراد الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الكبد الدهني أن يعملوا بشكل وثيق مع المتخصصين في الرعاية الصحية لتطوير خطة علاج شخصية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم الخاصة».

طبيب يحذر: لا تتجاهل أعراض الكبد الدهني

يقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية، بدءا من إزالة السموم من المواد الضارة واستقلاب العناصر الغذائية إلى إنتاج الصفراء للهضم. إنه أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان، ما يجعله عرضة للتلف. وعندما يتلف الكبد، تتأثر قدرته على العمل بشكل صحيح، ما يؤدي إلى تراكم السموم وفضلات المنتجات في مجرى الدم، الأمر الذي قد يتسبب بمشاكل صحية خطيرة مثل اليرقان وفشل الكبد وغيرها من الحالات التي تهدد الحياة. ويمكن أن تختلف الأعراض من خفيفة إلى شديدة، حسب مرحلة تلف الكبد.

بدوره يشرح الدكتور أجاي كومار رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتنظير بمستشفى «BLK-Max Super» التخصصي بنيودلهي، الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض الكبد الدهني وطرق الوقاية منه، وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

ما هو مرض الكبد الدهني؟

يحدث مرض الكبد الدهني، المعروف أيضًا باسم التنكس الدهني الكبدي، عندما تتراكم الدهون الزائدة في الكبد.

يمكن أن يحدث تراكم الدهون هذا بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك السمنة والإفراط في استهلاك الكحول ومقاومة الأنسولين.

مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)

هو الشكل الأكثر شيوعًا، وإذا ترك دون علاج، يمكن أن يتطور إلى مراحل أكثر خطورة مثل التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، ما قد يؤدي إلى التهاب وتليف وتشمع الكبد المحتمل.

يقول الدكتور كومار «إن معدل حدوث التهاب الكبد المزمن B و C قد انخفض ولكن NAFLD ظهر كسبب مهم لتليف الكبد في الهند. حيث يعاني واحد من كل 3 هنود من مرض الكبد الدهني. ونظرًا لكون الهند عاصمة لمرضى السكري، فإن المشكلة تزداد سوءًا، إذ يتعرض مرضى السكري لخطر الإصابة بدرجات متقدمة من مرض الكبد الدهني؛ وهي تليف الكبد».

ووفقًا لدراسة نُشرت بالمجلة الطبية البريطانية (BMJ)، فقد زادت حالات NAFLD بين عام 1990 و 2017، مع زيادة معدل الانتشار خلال نفس الفترة. كما كانت الاتجاهات المتزايدة متسقة عبر الجنسين.

وأضافت الورقة البحثية أن أرقام الحالات كانت الأعلى في شرق آسيا، تليها جنوب آسيا، ثم شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

الأعراض الشائعة للكبد الدهني

فيما يلي بعض الأعراض المصاحبة لدهون الكبد:

- التعب مع أو بدون تورم القدمين

- امتلاء البطن بسبب تراكم السوائل في تجويف البطن (الاستسقاء)

- تورم معمم في الجسم كله (anasarca)

- فقر دم

لماذا تؤدي مضاعفات مرض الكبد الدهني إلى التورم؟

قد لا يسبب مرض الكبد في مرحلة مبكرة أي ضرر ويمكن أن يظل بدون أعراض. ومع ذلك، إذا تقدم المرض، فقد يتسبب في ضرر دائم.

المرحلة الأخيرة من مرض الكبد تسمى تليف الكبد، والتي تشير إلى تندب شديد في الكبد.

ووفقًا لـ«مايو كلينك»، لا يمكن التراجع عن تلف الكبد الناجم عن تليف الكبد بشكل عام ويمكن أن يبدأ في إحداث علامات أكثر وضوحًا.

وأصبح التورم في أجزاء معينة من الجسم أكثر شيوعًا.

وقد تشمل هذه المناطق الكاحلين «إذ يمكن أن يؤدي الضغط المتزايد في الوريد البابي إلى تراكم السوائل في الساقين، وتسمى الوذمة، وفي البطن، وهو ما يسمى الاستسقاء. وقد تحدث الوذمة والاستسقاء أيضًا إذا كان الكبد غير قادر على إنتاج ما يكفي من بروتينات معينة في الدم، مثل الألبومين، حسب «هيئة البحوث الصحية».

ويضيف كومار إنه يمكن الوقاية من تلف الكبد والأمراض مثل NAFLD من خلال اتباع أسلوب حياة صحي. وهو يوصي بـ«ممارسة التمارين الرياضية بانتظام (التمارين الرياضية والمقاومة) واتباع نظام غذائي قليل الدسم وقليل السكر وغني بالألياف، بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب شرب الكحول والتدخين والعادات الضارة الأخرى. وأيضا احصل على لقاح ضد التهاب الكبد وتجنب ملامسة دماء الآخرين وسوائل أجسامهم، لأن بعض أشكال التهاب الكبد يمكن أن تنتشر من شخص لآخر».

الكبد الدهني أكثر الأمراض شيوعاً في العالم

الكبد هو أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان. ويؤدي هذا العضو، الذي يبلغ حجمه حجم كرة قدم ويزن نحو ثلاثة أرطال (الرطل يساوي 453 غراماً تقريباً)، أكثر من 500 وظيفة. وتشمل بعض مهامه اليومية إنتاج الكولسترول، وإفراز «الصفراء» للمساعدة في هضم الدهون، وتنقية الدم من المواد السامة المميتة. كذلك يحمل الكبد نصف لتر من الدم الموجود في الجسم في أي لحظة.
الكبد الدهني غير الكحولي
رغم براعة الكبد ومهارته، فإنه ليس محصناً ضد المرض. ومن أكبر التهديدات التي تواجهه هو مرض الكبد الدهني غير الكحولي nonalcoholic fatty liver disease (NAFLD)، وهو أكثر أمراض الكبد شيوعاً على مستوى العالم. ويقول الدكتور هوارد ليوين، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، والمحرر الطبي الرئيسي لقسم الإعلام والنشر لكلية الطب بجامعة هارفارد: «يصيب مرض الكبد الدهني غير الكحولي نحو 24 في المائة من الأميركيين البالغين، لكن أكثرهم لا يدركون إصابتهم به، ومن أسباب ذلك أنه نادراً ما يسبب الأعراض في مرحلة مبكرة». وأضاف قائلاً: «يعدّ مرض السكري والبدانة العاملين الأساسيين للإصابة بكل أشكال مرض الكبد الدهني، حيث يعاني نحو 75 في المائة من الأشخاص المصابين بإحدى هاتين الحالتين أو كليهما شكلاً من أشكال الكبد الدهني غير الكحولي».
أنواع المرض
مرض الكبد الدهني غير الكحولي هو مصطلح شامل يتضمن أشكالا عديدة من مرض الكبد:
- التنكّس الدهني للكبد: يعاني أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي نوعاً يُعرف باسم الكبد الدهني البسيط simple fatty liver or، أو التنكّس الدهني steatosis، وهو تراكم الدهون بشكل زائد في الكبد دون أن يكون السبب هو الإفراط في تناول الكحول، أو آثار جانبية لعقاقير، أو مرض وراثي.
- التهاب الكبد الدهني: يصاب نحو 20 في المائة من مرضى الكبد الدهني غير الكحولي بالتهاب في الكبد، يعرف باسم «التهاب الكبد الدهني غير الكحولي» nonalcoholic steatohepatitis (NASH). إذا لم يتم علاج تلك الحالة، فيمكن أن يتطور هذا الشكل الأخطر إلى تليف الكبد fibrosis، (التندّب scarring)، وربما التشمع الكبدي cirrhosis، وهو جرح خطير، وتلف يصيب الكبد.
وقال الدكتور ليوين: «الأسباب المحددة لتطور حالة بعض الأشخاص إلى هذه المرحلة من الالتهاب غير معلومة، لكن يبدو أن حجم الخصر الكبير بشكل غير عادي، الذي يشير إلى زيادة كمية دهون الأحشاء، وهي دهون البطن التي تحيط بالأعضاء الموجودة في منطقة البطن، عامل خطر مهم».
كثيراً ما يتم اكتشاف حالة الكبد الدهني البسيط، والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، لا من خلال شكل الأعراض، لكن من خلال فحص تصويري مثل تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية، أو فحص التصوير المقطعي الذي يتم إجراؤه لسبب آخر مثل الكشف عن حصوات المرارة. كذلك توضح فحوص الدم أحياناً قيماً غير اعتيادية خاصة بالكبد، وهو عادة ما يعني وجود التهاب كبد غير كحولي. مع ذلك تكون فحوص الدم لدى نسبة من الأشخاص تصل إلى نحو 50 في المائة طبيعية فيما يتعلق بوظائف الكبد.
- رصد الحالات: لدى معالجي الرعاية الأولية الإكلينيكيين حالياً طرق لا تتضمن التدخل الجراحي، تتيح معرفة الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد المبكر. ومن بين تلك الطرق قياسات المؤشرات الحيوية، وأنظمة التقييم القائمة على فحوص الدم، مثل درجة تليف الكبد الدهني غير الكحولي NAFLD fibrosis score، ومؤشر تليف الكبد 4، Fibrosis - 4 index. يقول دكتور ليوين: «مؤشر تليف الكبد 4 هو حساب بسيط قائم على نتائج فحص دم شائع وعمر الشخص. يقدم المؤشر توجيهاً بشأن العلاج، والمرحلة التي ينبغي عندها مراجعة اختصاصي كبد». وهناك تكنولوجيا أخرى تسمى التصوير الإلستوغرافي elastography التي توظف الموجات الصوتية لتقدير التهاب الكبد استناداً إلى مقدار تيبسه.
خطوات وقائية
لا توجد عقاقير محددة حاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج أي مرحلة من مراحل مرض الكبد الدهني غير الكحولي. لذا يعدّ إدخال تغييرات على نمط الحياة هو النهج الأفضل.
- التحكّم في الوزن: ولأن أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي يعانون الوزن الزائد، أو حتى البدانة، يعدّ التحكم في الوزن هو الخطوة الأولى التي يمكن لهم اتخاذها لتفادي الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، ومنع تطور حالة الكبد الدهني البسيط إلى التهاب الكبد غير الكحولي، على حد قول دكتور ليوين.
كذلك يمكن أن يحمي فقدان الوزن الأشخاص من مخاطر صحية أخرى شائعة لدى المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، مثل داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، وأمراض الأوعية الدموية. يوضح دكتور ليوين قائلاً: «ينبغي حتى على الرجال الذين يعانون زيادة طفيفة في الوزن الانتباه لوزنهم، حيث يمكن أن تقودهم أي زيادة تدريجية في الوزن في الاتجاه الخاطئ، وتزيد خطر إصابتهم بمرض الكبد الدهني غير الكحولي».
إذا كنت تعاني زيادة في الوزن، ربما يكون فقدان نحو 5 في المائة من وزن جسمك كافياً لخفض الدهون في الكبد. ويمكن أن يخفض فقدان ما يتراوح بين 7 و10 في المائة من وزن الجسم مقدار التهاب وإصابة خلايا الكبد، وربما يؤدي إلى حدوث قدر من التعافي من تليف الكبد. يمكن استهداف فقدان تدريجي للوزن يتراوح بين رطل (153 غراماً تقريباً) ورطلين أسبوعياً. بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بداء السكري، والأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الوزن المثالي، ربما يوصي طبيبك بتناول عقاقير تُعرف بقدرتها على خفض الوزن، مثل ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالغلوكاجون - 1
GLP - 1 agonist عقار «ويغوفي» semaglutide (Wegovy).
- محيط الخصر: ينبغي الانتباه أيضاً إلى احتمال إصابة الأشخاص ذوي الأوزان الطبيعية بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. يقول دكتور ليوين: «تعدّ منطقة تراكم دهون الجسم، خصوصاً حول البطن، مؤشراً قوياً على خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي». ومن طرق قياس الخطر المحتمل قياس حجم الخصر، حيث يوضح الدكتور ليوين قائلاً: «لا يزيد حجم الخصر المثالي بالنسبة للرجال على نصف طولهم، بمعنى أنه لا ينبغي أن يزيد خصر رجل يبلغ طوله ست أقدام على 36 بوصة».
- الطعام: رغم أن أي نظام غذائي يعزز فقدان الوزن يساعد في التعافي من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، فإن نظام البحر المتوسط الغذائي ذو السعرات الحرارية المنخفضة يعدّ اختياراً ممتازاً. تركز هذه الخطة الغذائية على الفواكه والخضراوات والحبوب والبقوليات والمكسرات وزيت الزيتون. ينبغي الحد من تناول اللحوم الحمراء، والإكثار من تناول الأسماك الدهنية والدواجن عوضاً عنها.
وعند التفكير في الأطعمة التي تودّ إضافتها إلى نظامك الغذائي، اتبع نصيحة الأمهات بتناول الخضراوات، حيث أشارت دراسة تم إجراؤها عام 2020، إلى وجود صلة بين اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات التي تنتمي إلى فصيلة الصليبيات، مثل الكرنب (الملفوف)، والقرنبيط، والبروكولي، وبراعم كرنب البروكسل، وبين تراجع مخاطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
كذلك ربما يساعد تناول القهوة أيضاً في الوقاية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، حيث اكتشفت بعض الدراسات وجود علاقة بين تناول القهوة بشكل منتظم (من ثلاثة إلى أربعة فناجين يومياً) وبين تراجع خطر تطور حالة الكبد الدهني إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد.
- الرياضة: توضح الأبحاث أن ممارسة الرياضة بانتظام، بعيداً عن خسارة الوزن، يمكن أن تساعد أيضاً بشكل غير مباشر في الوقاية من الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، والسيطرة عليه. وقد وجد تحليل ورد في عدد أكتوبر (تشرين الأول) 2021 من دورية «فرونتيرز إن نيوتريشين» أن ممارسة التمرينات الرياضية يمكن أن تخفض دهون الجسم، خصوصاً الدهون الحشوية، وهي الطبقة العميقة الأكثر خطورة من الدهون المرتبطة بالتهاب الكبد.
وتشير الأبحاث إلى أن التمرينات الرياضية الهوائية واللاهوائية، مثل التدريب المتواتر عالي الكثافة، مفيدة للأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. كذلك اكتشفت دراسة أن ممارسة التمرينات الرياضية المعتدلة، سواء كانت هوائية أو لاهوائية، لمدة تتراوح بين 20 و60 دقيقة لثلاث أو أربع مرات أسبوعياً، قد ساعدت في خفض دهون الكبد، وعلاج التلف الذي لحق بالكبد، لدى المرضى المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»
- خدمات «تريبيون ميديا»

طبيب: أطعمة وأدوية تضر بالكبد وأخرى تنفعه

الكبد عضو مهم في الجسم يقوم بإزالة السمية من المُستقلَبات المختلفة ويركب البروتينات وينتج المواد الكيميائية الحيوية اللازمة لعملية الهضم. يتموضع في الربع العلوي الأيمن من البطن تحت الحجاب الحاجز.

وتشمل أدوار الكبد اضافة الى الاستقلاب، تنظيم تخزين الجليكوجين وتَفَكُّيك كريات الدم الحمراء وإنتاج الهرمونات. ومن الأمور المهمة التي يساعد الكبد فيها انتاج الصفراء (مركب قلوي يساعد بتحطيم الدهون) وتسهيل عملية الهضم عن طريق استحلاب الشحوم. وتختلف التقديرات المتعلقة بالعدد الكلي لوظائف الكبد. لكن كتب المتخصصين تشير الى أنها حوالى 500 وظيفة تقريبا.

وفي هذا الاطار، فان إصابة الكبد بالضرر وإعاقة عمله يفقد الجسم الكثير من المهام الحيوية التي يحتاجها.

من أجل ذلك، حدد الأخصائي الروسي الدكتور ألكسندر مياسنيكوف مواد غذائية تساهم في الحفاظ على الكبد وأخرى تلحق الضرر به. موضحا «أن العديد من الدراسات العلمية أثبتت أن القهوة هي أفضل المواد فائدة للكبد؛ خاصة إذا كان الشخص يعاني من التهاب الكبد، وإذا كان هناك تلف في الكبد، فإن القهوة تمنع تطوره إلى تليف الكبد. وتليف الكبد إلى سرطان الكبد». وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن صحيفة «فيستي. رو» المحلية.

ويشدد مياسنيكوف ان بعض الأدوية يلحق الضرر بالكبد. إلّا انه يحذر بشدة من الافراط بتناول الباراسيتامول فهو الأكثر خطرا على الكبد وفق قوله. مؤكدا «انه المسؤول عن نصف حالات نخر الكبد المميت؛ إذ تؤدي زيادة جرعته إلى تسمم الكبد. لذلك تذكروا جميعا أن الجرعة اليومية من هذا الدواء يجب ألا تزيد على أربعة غرامات». مضيفا «لا ينصح أبدا بعلاج الصداع الناجم عن التسمم الكحولي بتناول الباراسيتامول. لأن هذا في الواقع سيكون ضربة مزدوجة للكبد، وقد تكون لها عواقب وخيمة جدا». مبينا «أن الباراسيتامول بصورة عامة دواء آمن وغير خطر . لكن مع ذلك يجب تناوله بحذر عند اعطائه للأطفال لأن المساحيق المضادة لأمراض البرد المخصصة للأطفال تحتوي في تركيبها عادة على الباراسيتامول أيضا»، وفق قوله.

أمراض الكبد قد تسبب الاكتئاب!

حذر أخصائي أمراض الكبد الروسي الدكتور أندريه ياكوشيف من أن أمراض الكبد يمكن أن تصبح سببا محتملا للاكتئاب. حيث أنها تتطور من دون اعراض بسبب كون الكبد خاليا من النهايات العصبية، لذلك لا يظهر الألم باستثاء حالات تمدد كبسولاته.
ووفق الأخصائي الروسي يمكن ان تظهر أمراض الكبد على شكل رعشات وحكة جلدية وتقلبات في المزاج. وأكثرها وضوحا هي الحكة الجلدية المستمرة مع عدم وجود البثور والطفح الجلدي. وهذا يظهر عادة لدى النساء اللواتي عمرهن أكثر من 50 عاما، وفق ما ذكرت شبكة «روسيا اليوم» نقلا عن صحيفة «إزفيستيا» الروسية.
ويفيد ياكوشيف بأن العلامة الثانية التي قد تشير إلى إصابة الكبد هي الكآبة التي تلاحظ عادة لدى الأطفال والشباب دون العشرين من العمر. موضحا «غالبا ما تكون هذه أعراض مرض نادر (مرض ولسن) كونوفالوف، الناجم عن تراكم كمية كبيرة من النحاس في الكبد وبقيت دون معالجة».
ولم يستبعد الطبيب الروسي أن يكون المرض دماغيا كون الدماغ هو المتضرر الرئيسي، وقد يكون هناك تطور بتليّف الكبد في سن مبكرة، مؤكدا «في حالة إصابة الدماغ يعاني الكبد أيضا ولكن ليس بنفس مستوى الدماغ الذي تحصل فيه تغيرات محددة تؤدي إلى تقلبات في المزاج وارتعاش». ويستدرك قائلا «ان من الأعراض غير الواضحة لأمراض الكبد ارتفاع مستوى الحديد (الفرّيتين)، وذلك قد يشير لمرض ترسب الأصبغة الدموية الناجم عن ترسب كمية كبيرة من الحديد في الكبد واعضاء أخرى من الجسم، ما يؤدي بالتالي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد».

أول علاج محتمل لمرض الكبد الدهنية

توصلت دراسة إلى أن مركباً من الأحماض الأمينية تم تطويره أخيراً، يعالج بنجاح مرض الكبد الدهنية غير الكحولية في الرئيسيات غير البشرية، مما يجعل العلماء أقرب خطوة إلى أول علاج بشري للحالة التي تتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وطوّر الباحثون في جامعة «ميشيغان الطبية» المركب (DT - 109)، أي ما يُعرف بـ«ثلاثي الببتيد القائم على الغلايسين»، لعلاج الشكل الحاد من مرض الكبد الدهنية الذي يسمى «التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية»، ويُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعاً باسم «ناش NASH»، ويسبب تندباً والتهاباً في الكبد، ويقدَّر أنه يؤثر على ما يصل إلى 6.5 في المائة من سكان العالم.
وكشفت النتائج التي نُشرت (الاثنين) في دورية «سيل ميتابوليزم»، عن أن «المركب الجديد عكس تراكم الدهون ومنع حدوث ندبات في كبد كلٍّ من الفئران والرئيسيات التي طوّرت المرض». وقال يوجين تشين، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميشيغان الطبية»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يرتفع مرض (ناش) بمعدل مذهل، ونجاح العلاج باستخدام المركب (DT - 109) مع القرود، يقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة».
ومرض الكبد الدهنية غير الكحولية هو المرحلة الثانية من مرض الكبد الدهنية غير الناجمة عن شرب الكحول، والذي يقدَّر أنه يصيب 32 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم، وبينما يمكن علاج مرض الكبد الدهنية بالتمارين الرياضية والتدخل الغذائي، فإن تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية يكون أكثر ديمومة، وأصبح السبب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة، وأصبح تليف الكبد المرتبط به أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة الكبد.
وطوَّر تشين وفريقه المركَّب (DT - 109) لعلاج مرض «ناش» في الرئيسيات غير البشرية، بعد أن أظهرت التقارير أن ضعف التمثيل الغذائي لـ«الغلايسين» ظهر كسبب للمرض.
وفي حين أن المئات من المركبات قد نجحت في علاج المرض في الفئران، إلا أن نماذج الفئران بهذا المرض، لا تحاكي جميع جوانب المرض البشري بدقة، وهنا تأتي قيمة الدراسة على نماذج الرئيسيات غير البشرية، لأنها الأقرب في محاكاة جوانب المرض البشري، وبالتالي يمكن ترجمة النتائج بشكل سريع إلى التجارب السريرية على البشر. وأكد جيفينغ زانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نتائجنا مع الرئيسيات غير البشرية مشجعة للغاية، حيث نجح المركب في منع تراكم الدهون ومنع تطور التليف عن طريق تحفيز تدهور الأحماض الدهنية وتكوين مضادات الأكسدة، كما منع الدواء إنتاج حمض الليثوكوليك، وهو حمض صفراوي ثانوي سام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية».

اكتشاف مؤشر بيولوجي يشخّص سرطان الكبد مبكرا

أفادت مجلة «Cancer Research Communications» العلمية، بأن مجموعة من العلماء الأميركيين بجامعة جنوب كارولينا الطبية، اكتشفوا مؤشرا بيولوجيا يعد «الأفضل» لتشخيص سرطان الكبد، ما يسمح بتشخيص الإصابة بصورة مبكرة وسريعة.

وأوضحت المجلة أن سرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد (ورم خبيث ثاني أكثر أنواع سرطان الكبد انتشارا) عدواني جدا. وأنه في حال اكتشافه متأخرا فإن معدل البقاء على قيد الحياة لا تتجاوز الخمس سنوات فقط بـ8 في المائة من المصابين. في حين يمكن أن يساعد التشخيص المبكر بعلاج 50 في المئة من المرضى.

وفي هذا الاطار، كان يعتقد أنه من الصعب تشخيص هذا النوع من السرطان مبكرا؛ لأن أعراضه تشبه أعراض أمراض الكبد الأخرى وأن المؤشرات البيولوجية لسرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد ليست محددة لهذا المرض. لكن الباحثين اكتشفوا جزيئا فريدا بعينات أنسجة ودم المرضى لا يظهر إلا عند الإصابة بهذا النوع من السرطان. وأن هذه التغييرات سمة من سمات N-glycan (هو نوع من السكر الموجود في البروتينات)؛ حيث سيساعد المؤشر البيولوجي المكتشف على تشخيص سرطان الكبد عن طريق اختبارات الدم فقط، دون الحاجة إلى أخذ خزعة وتحليلها.

من جانبهم، قرر الباحثون مواصلة دراسة هذه السكريات وتحديد البروتينات المرتبطة بهذه التغيرات؛ وذلك بسبب عدم تحديد التغير في N-glycan.

تضخم الكبد... الأسباب والأعراض والعلاج

الكبد يعمل كمصنع كيميائي يقوم بمهام مثل استقلاب العناصر الغذائية وإزالة السموم من المواد الضارة وإنتاج الصفراء للهضم وتخزين الفيتامينات والمعادن وتنظيم مستويات السكر في الدم. إنه عضو أساسي يساهم بشكل كبير في صحتنا ورفاهيتنا بشكل عام. لكن الكبد نفسه يتعرض لحالة صحية شائكة تعرف باسم «تضخم الكبد». حسب ما يشرحها الدكتور غوراف جوبتا كبير الاستشاريين والجراحين بزراعة الكبد وجراحة HPB بمستشفى فورتيس بمولوند في مومباي، وفق ما نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

علماء يكتشفون رؤى جديدة لسرطان الكبد

كشف علماء من «مركز الأميرة ماكسيما لأورام الأطفال» ومعهد «هوبريخت» في هولندا عن رؤى علمية جديدة حول سمات سرطان الكبد الليفي (FLC)، وهو نوع نادر من سرطان الكبد في مرحلة الطفولة.
وقد تساعد النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت اليوم (الأربعاء) بمجلة «Nature Communications»، بتطوير علاجات دوائية جديدة في المستقبل. حيث سمحت الأعضاء المصغرة ونظام «المقص الجزيئي» (CRISPR-Cas9) للباحثين بفهم بيولوجيا الورم والعواقب البيولوجية لتغيرات الحمض النووي المختلفة بشكل أفضل. كما كشفت أيضًا عن «خلية منشأ» محتملة لأحد أنواع أورام FLC.
وسرطان الجلد الفيبرولير (FLC) هو نوع من سرطان الكبد، يصيب في الغالب المراهقين والشباب. فيصيب واحدا من كل 5 ملايين شخص سنويًا، ويمكن بالتأكيد تسمية سرطان الخلايا الليفية بأنه نادر. وأن معدل البقاء على قيد الحياة لا يزال منخفضًا. ومن أجل تغيير هذا، هناك حاجة ماسة لأشكال جديدة من العلاج.
وشاركت الدكتورة بينيديتا أرتيجياني قائدة المجموعة البحثية بمركز الأميرة ماكسيما لأورام الأطفال، والدكتورة دليلة هندريكس الباحثة بمعهد هوبريخت بقيادة دراسة جديدة حول سرطان الخلايا الليفية باستخدام التقنيات المبتكرة. إذ سمح هذا للباحثين بفهم النتائج البيولوجية المختلفة للطفرات المختلفة الموجودة في FLC ودراسة بيولوجيا الأورام بشكل أفضل.
وهذه المعلومات الجديدة ضرورية لفهم سبب ظهور الأورام، ولتحديد الأهداف المحتملة لعلاجات أفضل للمرض، وفق ما تقول أرتيجياني، التي توضح «استخدمنا عضيات كبد بشرية صحية لكبد صغير نمت في المختبر، ففي بحثنا. طورنا سلسلة من الكائنات العضوية، مع تغيرات مختلفة في الحمض النووي والطفرات، والتي كانت مرتبطة سابقًا بـ FLC. قمنا بتغيير الجينات خلفية العضويات باستخدام تقنية تعديل الحمض النووي CRISPR-Cas9، والتي تعمل كمقص جزيئي. ونظرًا لندرتها، لا يتوفر الكثير من أنسجة الورم للبحث. وبفضل هذه التقنية تمكنا من دراسة هذا النوع من الورم»، حسب ما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

الطفرات الجينية المختلفة تكمن وراء درجات مختلفة من العدوانية

وقامت أرتيجياني وهندريكس ببناء نماذج عضويات الكبد عن طريق تعديل بروتين كيناز A (PKA) باستخدام CRISPR-Cas9 .PKA (بروتين إشارة معقد قادر على تشغيل البروتينات الأخرى أو إيقاف تشغيلها). إذ يتكون «مفتاح البروتين» هذا من وحدات مختلفة، كل منها مشفر بواسطة جين مختلف. ويبدو أن تغيير وظيفة الوحدات المختلفة من خلال التغييرات الجينية أمر بالغ الأهمية لبداية FLC.
وفي هذا الاطار، احتوت العضيات على ما يسمى بجين الاندماج المتحور «DNAJB1-PRKACA». فغالبًا ما يوجد هذا التغيير في الحمض النووي بأورام FLC.
وتوضح هندريكس «عند إعادة بناء هذه الطفرة في العضيات، رأينا أنها بالفعل قادرة على عكس سمات متعددة للأورام التي نراها في مرضى FLC. ومع ذلك، تسببت هذه الطفرة المفردة في تأثير خفيف نوعًا ما على السلوك الخلوي والجزيئي الكلي من خلايا الكبد. لقد تغير الوضع تمامًا عندما أدخلوا مجموعة أخرى من تغييرات الحمض النووي». حيث وجدت أيضًا بمرضى FLC وفق أرتيجياني؛ التي تشير الى ان «هذه الخلفية الثانية لا تحتوي فقط على طفرة بأحد جينات PKA ، PRKAR2A، ولكن أيضًا في جين إضافي يسمى BAP1. وفي هذه الحالة، قدمت العضويات ميزات نموذجية للسرطان العدواني. وهذا ينبئ أن FLC جيني مختلف الخلفيات يؤدي لدرجات مختلفة من عدوانية الورم. وبجانب ذلك، فإن تأثير التحويل المعزز بشكل كبير الناجم عن تغييرات الحمض النووي BAP1 و PRKAR2A يسمح للخلايا بالتكيف مع البيئات المختلفة. وربما يفسر هذا النمو غير المنضبط للخلايا أثناء تكوين ورم FLC».
وخلص الباحثون إلى أنه على الرغم من أن الطفرات في جينات PKA ضرورية، إلا أنها قد لا تكون كافية لتطوير FLC.
وفي هذا تقول هندريكس «ان هذه النتائج تفتح إمكانية البحث عن عوامل أخرى تحدث جنبًا إلى جنب مع طفرات PKA في أورام FLC. ويمكن استغلال ذلك في العلاجات المستقبلية المحتملة لهذا النوع من سرطان الأطفال».

الكشف عن خلية المنشأ بسرطان الخلايا الليفية

لتكون قادرًا على تطوير علاجات جديدة، من الضروري أيضًا فهم بيولوجيا السرطان نفسه. حيث تتمثل إحدى الخطوات الأولى في فهم نوع الخلية التي ينشأ منها السرطان؛ تسمى «خلية المنشأ». وقد يكون فهم أهمية أخطاء الجينات المحددة في بدء FLC والخلية الأصلية أمرًا حاسمًا لفهم كيف يمكن أن يتصرف الورم لاحقًا.
ومع ذلك، أثناء الدراسة، تبين أن هذا صعب بشكل خاص على FLC؛ حيث ان «السبب الرئيسي هو أن هذه الأورام تقدم سمات كل من خلايا الكبد وخلايا الأقنية، وهما أهم خليتين في الكبد. وقد أظهرت عضوياتنا أن تعاون PRKAR2A و BAP1 حوّل خلايا الكبد السليمة في الأصل إلى خلية أقنية، مع زيادة جذعية سرطانية لميزات الخلية»، حسب أرتجياني؛ التي تؤكد «ان هذا التحول من نوع خلية إلى نوع آخر يسمى التمايز التبادلي ظاهرة مثيرة للاهتمام بشكل خاص يمكن أن تحدث في أورام مختلفة تجعل تحديد الخلية الأصلية أمرًا صعبًا بشكل خاص. ومع ذلك، باستخدام نماذجنا، تمكنا من الكشف عن خلايا الكبد على أنها خلية منشأ محتملة».
وفي الإجمال تعزز هذه الدراسة بشكل كبير فهم FLC وتمهد الطريق لمزيد من البحث حول كيفية علاج هذا النوع من السرطان النادر بشكل أفضل. إذ يمكن أن تؤدي الأفكار المتعمقة في العيوب الوراثية إلى علاجات جديدة للأطفال المصابين بهذا المرض. وفهم أهمية أخطاء جينية معينة في بدء FLC مستقبلا يمكن أن يساعد أيضًا في فهم عدم تجانس الورم والاستجابة بين المرضى بشكل أفضل.

ما هو تضخم الكبد؟

تضخم الكبد يشير إلى تضخم غير طبيعي للكبد يتجاوز حجمه ووزنه المعياريين. هذه الحالة ليست مرضًا في حد ذاتها، بل هي مظهر من مظاهر حالة طبية أساسية.

يزن الكبد السليم حوالى 3 أرطال (1.3 كلغم)، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ويحدث تضخم الكبد عندما يزداد حجم الكبد لأسباب مختلفة.

أسباب تضخم الكبد

يمكن أن يحدث تضخم الكبد بسبب العديد من العوامل، بما في ذلك، الالتهابات الفيروسية والتهاب الكبد الكحولي أو مرض الكبد الدهني أو الأدوية المعينة والاضطرابات الوراثية وظروف المناعة الذاتية واضطرابات التمثيل الغذائي وحتى قصور القلب، فتكون استجابة الكبد لهذه الحالات الأساسية هي زيادة الحجم، في محاولة للتعويض عن الاضطرابات والحفاظ على وظائفه.

أعراض تضخم الكبد

أعراض تضخم الكبد قد تشمل ما يلي:

- وجع البطن

- التعب

- اليرقان

- الغثيان

- نقص الوزن غير المقصود

وفي بعض الحالات، قد يكون تضخم الكبد بدون أعراض تمامًا، ما يجعل تشخيصه دون تقييم طبي مناسب أمرًا صعبًا.

التشخيص والعلاج

عند الاشتباه بتضخم الكبد، قد يوصي أخصائي الرعاية الصحية بمجموعة من الاختبارات التشخيصية. يمكن أن تشمل هذه الاختبارات عمل الدم لتقييم وظائف الكبد ودراسات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وأحيانًا خزعة الكبد لتحديد السبب الأساسي للتضخم. وبمجرد تحديد السبب، فإن خطة العلاج هي معالجة السبب الجذري مع إدارة الأعراض.

قد يشمل العلاج تغيير نمط الحياة أو الأدوية أو التدخلات الجراحية أو في الحالات الشديدة زرع الكبد.

ما وراء التدخل الطبي

في حين أن التدخل الطبي أمر بالغ الأهمية لإدارة تضخم الكبد، إلّا ان من المهم بنفس القدر التأكيد على التدابير الوقائية وتعديلات نمط الحياة. وقد يشمل ذلك الحفاظ على نظام غذائي صحي والحد من استهلاك الكحول وتجنب التعرض للمواد الضارة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وإدارة الظروف الصحية الأساسية.

فمن خلال اعتماد نهج شامل، يمكن للأفراد تقليل مخاطر تضخم الكبد والمضاعفات المرتبطة به بشكل كبير.

أول علاج محتمل لمرض الكبد الدهنية

توصلت دراسة إلى أن مركباً من الأحماض الأمينية تم تطويره أخيراً، يعالج بنجاح مرض الكبد الدهنية غير الكحولية في الرئيسيات غير البشرية، مما يجعل العلماء أقرب خطوة إلى أول علاج بشري للحالة التي تتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وطوّر الباحثون في جامعة «ميشيغان الطبية» المركب (DT - 109)، أي ما يُعرف بـ«ثلاثي الببتيد القائم على الغلايسين»، لعلاج الشكل الحاد من مرض الكبد الدهنية الذي يسمى «التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية»، ويُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعاً باسم «ناش NASH»، ويسبب تندباً والتهاباً في الكبد، ويقدَّر أنه يؤثر على ما يصل إلى 6.5 في المائة من سكان العالم.
وكشفت النتائج التي نُشرت (الاثنين) في دورية «سيل ميتابوليزم»، عن أن «المركب الجديد عكس تراكم الدهون ومنع حدوث ندبات في كبد كلٍّ من الفئران والرئيسيات التي طوّرت المرض». وقال يوجين تشين، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميشيغان الطبية»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يرتفع مرض (ناش) بمعدل مذهل، ونجاح العلاج باستخدام المركب (DT - 109) مع القرود، يقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة».
ومرض الكبد الدهنية غير الكحولية هو المرحلة الثانية من مرض الكبد الدهنية غير الناجمة عن شرب الكحول، والذي يقدَّر أنه يصيب 32 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم، وبينما يمكن علاج مرض الكبد الدهنية بالتمارين الرياضية والتدخل الغذائي، فإن تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية يكون أكثر ديمومة، وأصبح السبب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة، وأصبح تليف الكبد المرتبط به أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة الكبد.
وطوَّر تشين وفريقه المركَّب (DT - 109) لعلاج مرض «ناش» في الرئيسيات غير البشرية، بعد أن أظهرت التقارير أن ضعف التمثيل الغذائي لـ«الغلايسين» ظهر كسبب للمرض.
وفي حين أن المئات من المركبات قد نجحت في علاج المرض في الفئران، إلا أن نماذج الفئران بهذا المرض، لا تحاكي جميع جوانب المرض البشري بدقة، وهنا تأتي قيمة الدراسة على نماذج الرئيسيات غير البشرية، لأنها الأقرب في محاكاة جوانب المرض البشري، وبالتالي يمكن ترجمة النتائج بشكل سريع إلى التجارب السريرية على البشر. وأكد جيفينغ زانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نتائجنا مع الرئيسيات غير البشرية مشجعة للغاية، حيث نجح المركب في منع تراكم الدهون ومنع تطور التليف عن طريق تحفيز تدهور الأحماض الدهنية وتكوين مضادات الأكسدة، كما منع الدواء إنتاج حمض الليثوكوليك، وهو حمض صفراوي ثانوي سام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية».

الكبد الدهني أكثر الأمراض شيوعاً في العالم

الكبد هو أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان. ويؤدي هذا العضو، الذي يبلغ حجمه حجم كرة قدم ويزن نحو ثلاثة أرطال (الرطل يساوي 453 غراماً تقريباً)، أكثر من 500 وظيفة. وتشمل بعض مهامه اليومية إنتاج الكولسترول، وإفراز «الصفراء» للمساعدة في هضم الدهون، وتنقية الدم من المواد السامة المميتة. كذلك يحمل الكبد نصف لتر من الدم الموجود في الجسم في أي لحظة.
الكبد الدهني غير الكحولي
رغم براعة الكبد ومهارته، فإنه ليس محصناً ضد المرض. ومن أكبر التهديدات التي تواجهه هو مرض الكبد الدهني غير الكحولي nonalcoholic fatty liver disease (NAFLD)، وهو أكثر أمراض الكبد شيوعاً على مستوى العالم. ويقول الدكتور هوارد ليوين، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، والمحرر الطبي الرئيسي لقسم الإعلام والنشر لكلية الطب بجامعة هارفارد: «يصيب مرض الكبد الدهني غير الكحولي نحو 24 في المائة من الأميركيين البالغين، لكن أكثرهم لا يدركون إصابتهم به، ومن أسباب ذلك أنه نادراً ما يسبب الأعراض في مرحلة مبكرة». وأضاف قائلاً: «يعدّ مرض السكري والبدانة العاملين الأساسيين للإصابة بكل أشكال مرض الكبد الدهني، حيث يعاني نحو 75 في المائة من الأشخاص المصابين بإحدى هاتين الحالتين أو كليهما شكلاً من أشكال الكبد الدهني غير الكحولي».
أنواع المرض
مرض الكبد الدهني غير الكحولي هو مصطلح شامل يتضمن أشكالا عديدة من مرض الكبد:
- التنكّس الدهني للكبد: يعاني أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي نوعاً يُعرف باسم الكبد الدهني البسيط simple fatty liver or، أو التنكّس الدهني steatosis، وهو تراكم الدهون بشكل زائد في الكبد دون أن يكون السبب هو الإفراط في تناول الكحول، أو آثار جانبية لعقاقير، أو مرض وراثي.
- التهاب الكبد الدهني: يصاب نحو 20 في المائة من مرضى الكبد الدهني غير الكحولي بالتهاب في الكبد، يعرف باسم «التهاب الكبد الدهني غير الكحولي» nonalcoholic steatohepatitis (NASH). إذا لم يتم علاج تلك الحالة، فيمكن أن يتطور هذا الشكل الأخطر إلى تليف الكبد fibrosis، (التندّب scarring)، وربما التشمع الكبدي cirrhosis، وهو جرح خطير، وتلف يصيب الكبد.
وقال الدكتور ليوين: «الأسباب المحددة لتطور حالة بعض الأشخاص إلى هذه المرحلة من الالتهاب غير معلومة، لكن يبدو أن حجم الخصر الكبير بشكل غير عادي، الذي يشير إلى زيادة كمية دهون الأحشاء، وهي دهون البطن التي تحيط بالأعضاء الموجودة في منطقة البطن، عامل خطر مهم».
كثيراً ما يتم اكتشاف حالة الكبد الدهني البسيط، والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، لا من خلال شكل الأعراض، لكن من خلال فحص تصويري مثل تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية، أو فحص التصوير المقطعي الذي يتم إجراؤه لسبب آخر مثل الكشف عن حصوات المرارة. كذلك توضح فحوص الدم أحياناً قيماً غير اعتيادية خاصة بالكبد، وهو عادة ما يعني وجود التهاب كبد غير كحولي. مع ذلك تكون فحوص الدم لدى نسبة من الأشخاص تصل إلى نحو 50 في المائة طبيعية فيما يتعلق بوظائف الكبد.
- رصد الحالات: لدى معالجي الرعاية الأولية الإكلينيكيين حالياً طرق لا تتضمن التدخل الجراحي، تتيح معرفة الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد المبكر. ومن بين تلك الطرق قياسات المؤشرات الحيوية، وأنظمة التقييم القائمة على فحوص الدم، مثل درجة تليف الكبد الدهني غير الكحولي NAFLD fibrosis score، ومؤشر تليف الكبد 4، Fibrosis - 4 index. يقول دكتور ليوين: «مؤشر تليف الكبد 4 هو حساب بسيط قائم على نتائج فحص دم شائع وعمر الشخص. يقدم المؤشر توجيهاً بشأن العلاج، والمرحلة التي ينبغي عندها مراجعة اختصاصي كبد». وهناك تكنولوجيا أخرى تسمى التصوير الإلستوغرافي elastography التي توظف الموجات الصوتية لتقدير التهاب الكبد استناداً إلى مقدار تيبسه.
خطوات وقائية
لا توجد عقاقير محددة حاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج أي مرحلة من مراحل مرض الكبد الدهني غير الكحولي. لذا يعدّ إدخال تغييرات على نمط الحياة هو النهج الأفضل.
- التحكّم في الوزن: ولأن أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي يعانون الوزن الزائد، أو حتى البدانة، يعدّ التحكم في الوزن هو الخطوة الأولى التي يمكن لهم اتخاذها لتفادي الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، ومنع تطور حالة الكبد الدهني البسيط إلى التهاب الكبد غير الكحولي، على حد قول دكتور ليوين.
كذلك يمكن أن يحمي فقدان الوزن الأشخاص من مخاطر صحية أخرى شائعة لدى المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، مثل داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، وأمراض الأوعية الدموية. يوضح دكتور ليوين قائلاً: «ينبغي حتى على الرجال الذين يعانون زيادة طفيفة في الوزن الانتباه لوزنهم، حيث يمكن أن تقودهم أي زيادة تدريجية في الوزن في الاتجاه الخاطئ، وتزيد خطر إصابتهم بمرض الكبد الدهني غير الكحولي».
إذا كنت تعاني زيادة في الوزن، ربما يكون فقدان نحو 5 في المائة من وزن جسمك كافياً لخفض الدهون في الكبد. ويمكن أن يخفض فقدان ما يتراوح بين 7 و10 في المائة من وزن الجسم مقدار التهاب وإصابة خلايا الكبد، وربما يؤدي إلى حدوث قدر من التعافي من تليف الكبد. يمكن استهداف فقدان تدريجي للوزن يتراوح بين رطل (153 غراماً تقريباً) ورطلين أسبوعياً. بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بداء السكري، والأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الوزن المثالي، ربما يوصي طبيبك بتناول عقاقير تُعرف بقدرتها على خفض الوزن، مثل ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالغلوكاجون - 1
GLP - 1 agonist عقار «ويغوفي» semaglutide (Wegovy).
- محيط الخصر: ينبغي الانتباه أيضاً إلى احتمال إصابة الأشخاص ذوي الأوزان الطبيعية بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. يقول دكتور ليوين: «تعدّ منطقة تراكم دهون الجسم، خصوصاً حول البطن، مؤشراً قوياً على خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي». ومن طرق قياس الخطر المحتمل قياس حجم الخصر، حيث يوضح الدكتور ليوين قائلاً: «لا يزيد حجم الخصر المثالي بالنسبة للرجال على نصف طولهم، بمعنى أنه لا ينبغي أن يزيد خصر رجل يبلغ طوله ست أقدام على 36 بوصة».
- الطعام: رغم أن أي نظام غذائي يعزز فقدان الوزن يساعد في التعافي من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، فإن نظام البحر المتوسط الغذائي ذو السعرات الحرارية المنخفضة يعدّ اختياراً ممتازاً. تركز هذه الخطة الغذائية على الفواكه والخضراوات والحبوب والبقوليات والمكسرات وزيت الزيتون. ينبغي الحد من تناول اللحوم الحمراء، والإكثار من تناول الأسماك الدهنية والدواجن عوضاً عنها.
وعند التفكير في الأطعمة التي تودّ إضافتها إلى نظامك الغذائي، اتبع نصيحة الأمهات بتناول الخضراوات، حيث أشارت دراسة تم إجراؤها عام 2020، إلى وجود صلة بين اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات التي تنتمي إلى فصيلة الصليبيات، مثل الكرنب (الملفوف)، والقرنبيط، والبروكولي، وبراعم كرنب البروكسل، وبين تراجع مخاطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
كذلك ربما يساعد تناول القهوة أيضاً في الوقاية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، حيث اكتشفت بعض الدراسات وجود علاقة بين تناول القهوة بشكل منتظم (من ثلاثة إلى أربعة فناجين يومياً) وبين تراجع خطر تطور حالة الكبد الدهني إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد.
- الرياضة: توضح الأبحاث أن ممارسة الرياضة بانتظام، بعيداً عن خسارة الوزن، يمكن أن تساعد أيضاً بشكل غير مباشر في الوقاية من الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، والسيطرة عليه. وقد وجد تحليل ورد في عدد أكتوبر (تشرين الأول) 2021 من دورية «فرونتيرز إن نيوتريشين» أن ممارسة التمرينات الرياضية يمكن أن تخفض دهون الجسم، خصوصاً الدهون الحشوية، وهي الطبقة العميقة الأكثر خطورة من الدهون المرتبطة بالتهاب الكبد.
وتشير الأبحاث إلى أن التمرينات الرياضية الهوائية واللاهوائية، مثل التدريب المتواتر عالي الكثافة، مفيدة للأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. كذلك اكتشفت دراسة أن ممارسة التمرينات الرياضية المعتدلة، سواء كانت هوائية أو لاهوائية، لمدة تتراوح بين 20 و60 دقيقة لثلاث أو أربع مرات أسبوعياً، قد ساعدت في خفض دهون الكبد، وعلاج التلف الذي لحق بالكبد، لدى المرضى المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»
- خدمات «تريبيون ميديا»

8 علاجات طبيعية لمرض الكبد الدهني

يلعب الكبد (أكبر عضو داخلي بجسم الإنسان) دورًا مهمًا في معالجة الطعام وإزالة السموم من الجسم؛ إذ يحتوي على بعض الدهون وهو أمر طبيعي؛ ولكن عندما تزيد كمية الدهون في الكبد على 5 إلى 10 % من وزنه فيشار لهذه الحالة باسم «الكبد الدهني» أو «التنكس الدهني الكبدي»؛ عندما يكون الكبد غير قادر على تكسير الدهون في الجسم واستقلابها فتتراكم الدهون وتؤدي إلى الكبد الدهني.
يمكن أن تحدث هذه الحالة بسبب الإفراط بتناول الكحول أو سوء التغذية أو نمط الحياة غير الصحي. قد لا يلاحظ الشخص أي أعراض. لكنها قد تسبب مضاعفات صحية خطيرة. فالأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد الدهنية، وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص؛ والذي كشف 8 علاجات طبيعية لعلاج الكبد الدهني جاءت على الشكل التالي:

1 - خل التفاح

يجب أن يستهلك الأشخاص المصابون بمرض الكبد الدهني خل التفاح لأنه يساعد على تقليل تراكم الدهون في الكبد. كما أنه يساعد في تقليل الوزن والالتهابات في الجسم. قبل كل وجبة، اشرب كوبًا من الماء الدافئ يحتوي على ملعقة كبيرة من خل التفاح.

2 - الشاي الأخضر

يساعد الكاتيكين عالي الكثافة الموجود في الشاي الأخضر على تحسين وظائف الكبد ويمنع تراكم الدهون لدى مرضى الكبد الدهني غير الكحولي. كما أنه يعزز وظائف الكبد مع تقليل كمية الدهون المخزنة هناك. أضف الشاي الأخضر إلى نظامك الغذائي اليومي لضمان أقصى قدر من الفوائد.

3 - الليمون

يساعد الليمون على إزالة السموم من الكبد عن طريق إنتاج الإنزيمات التي تحيد السموم في الكبد. إنه غني بفيتامين C ومضادات الأكسدة التي تساعد على منع الجذور الحرة من إتلاف خلايا الكبد وأجزاء أخرى من الجسم. للحصول على أفضل الفوائد امزج ملعقة صغيرة من عصير الليمون مع كوب من الماء الدافئ واشربه في الصباح.

4 - أملا

يحتوي Amla على العديد من الخصائص الطبية وهو عنصر فعال في علاج أمراض الكبد الدهنية. حيث يشمل فيتامين (سي) الذي يساعد في تعزيز صحة الكبد. يمكنك تناوله طازجا أو شرب عصيره أو إضافته إلى وجباتك لاستهلاكه.

5 - السيطرة على السمنة

يجب تقليل الوزن الزائد وتجنب السمنة للسيطرة على مرض الكبد الدهني. فوفقًا للدليل الذي نشرته الجمعية الأميركية لدراسة أمراض الكبد، يعد فقدان الوزن جزءًا مهمًا من علاج أمراض الكبد الدهنية. فهو يساعد بتقليل تراكم الدهون في الكبد وتحسين أعراضه. حافظ على وزن صحي ومارس الرياضة يوميًا للتحكم بوزنك.

6 - الحفاظ على نظام غذائي صحي

يجب أن تركز على الحفاظ على نظام غذائي صحي واستهلاك الأطعمة التي تساعد على تقليل تراكم الدهون في الكبد. استهلك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والبقوليات. يجب أن يشتمل نظامك الغذائي على فيتامين (سي) ومضادات الأكسدة وأحماض أوميغا 3 الدهنية والدهون الأحادية غير المشبعة والكربوهيدرات المعقدة. تجنب تناول الأطعمة السكرية والمعالجة واللحوم الحمراء وما إلى ذلك.

7 - تجنب الكحول

السبب الرئيسي لمرض الكبد الدهني الكحولي هو الاستهلاك المفرط للكحول. لذلك، من المهم الإقلاع عن استهلاك الكحول لتجنب تراكم الدهون في الكبد.

8 - ممارسة الرياضة

من الضروري الحفاظ على لياقتك البدنية وممارسة الرياضة لإزالة الدهون من الكبد. استهدف التمارين الهوائية وتمارين القوة ورفع الأثقال لتحسين صحة الكبد.

أول علاج محتمل لمرض الكبد الدهنية

توصلت دراسة إلى أن مركباً من الأحماض الأمينية تم تطويره أخيراً، يعالج بنجاح مرض الكبد الدهنية غير الكحولية في الرئيسيات غير البشرية، مما يجعل العلماء أقرب خطوة إلى أول علاج بشري للحالة التي تتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وطوّر الباحثون في جامعة «ميشيغان الطبية» المركب (DT - 109)، أي ما يُعرف بـ«ثلاثي الببتيد القائم على الغلايسين»، لعلاج الشكل الحاد من مرض الكبد الدهنية الذي يسمى «التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية»، ويُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعاً باسم «ناش NASH»، ويسبب تندباً والتهاباً في الكبد، ويقدَّر أنه يؤثر على ما يصل إلى 6.5 في المائة من سكان العالم.
وكشفت النتائج التي نُشرت (الاثنين) في دورية «سيل ميتابوليزم»، عن أن «المركب الجديد عكس تراكم الدهون ومنع حدوث ندبات في كبد كلٍّ من الفئران والرئيسيات التي طوّرت المرض». وقال يوجين تشين، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميشيغان الطبية»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يرتفع مرض (ناش) بمعدل مذهل، ونجاح العلاج باستخدام المركب (DT - 109) مع القرود، يقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة».
ومرض الكبد الدهنية غير الكحولية هو المرحلة الثانية من مرض الكبد الدهنية غير الناجمة عن شرب الكحول، والذي يقدَّر أنه يصيب 32 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم، وبينما يمكن علاج مرض الكبد الدهنية بالتمارين الرياضية والتدخل الغذائي، فإن تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية يكون أكثر ديمومة، وأصبح السبب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة، وأصبح تليف الكبد المرتبط به أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة الكبد.
وطوَّر تشين وفريقه المركَّب (DT - 109) لعلاج مرض «ناش» في الرئيسيات غير البشرية، بعد أن أظهرت التقارير أن ضعف التمثيل الغذائي لـ«الغلايسين» ظهر كسبب للمرض.
وفي حين أن المئات من المركبات قد نجحت في علاج المرض في الفئران، إلا أن نماذج الفئران بهذا المرض، لا تحاكي جميع جوانب المرض البشري بدقة، وهنا تأتي قيمة الدراسة على نماذج الرئيسيات غير البشرية، لأنها الأقرب في محاكاة جوانب المرض البشري، وبالتالي يمكن ترجمة النتائج بشكل سريع إلى التجارب السريرية على البشر. وأكد جيفينغ زانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نتائجنا مع الرئيسيات غير البشرية مشجعة للغاية، حيث نجح المركب في منع تراكم الدهون ومنع تطور التليف عن طريق تحفيز تدهور الأحماض الدهنية وتكوين مضادات الأكسدة، كما منع الدواء إنتاج حمض الليثوكوليك، وهو حمض صفراوي ثانوي سام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية».

أمراض الكبد قد تسبب الاكتئاب!

حذر أخصائي أمراض الكبد الروسي الدكتور أندريه ياكوشيف من أن أمراض الكبد يمكن أن تصبح سببا محتملا للاكتئاب. حيث أنها تتطور من دون اعراض بسبب كون الكبد خاليا من النهايات العصبية، لذلك لا يظهر الألم باستثاء حالات تمدد كبسولاته.
ووفق الأخصائي الروسي يمكن ان تظهر أمراض الكبد على شكل رعشات وحكة جلدية وتقلبات في المزاج. وأكثرها وضوحا هي الحكة الجلدية المستمرة مع عدم وجود البثور والطفح الجلدي. وهذا يظهر عادة لدى النساء اللواتي عمرهن أكثر من 50 عاما، وفق ما ذكرت شبكة «روسيا اليوم» نقلا عن صحيفة «إزفيستيا» الروسية.
ويفيد ياكوشيف بأن العلامة الثانية التي قد تشير إلى إصابة الكبد هي الكآبة التي تلاحظ عادة لدى الأطفال والشباب دون العشرين من العمر. موضحا «غالبا ما تكون هذه أعراض مرض نادر (مرض ولسن) كونوفالوف، الناجم عن تراكم كمية كبيرة من النحاس في الكبد وبقيت دون معالجة».
ولم يستبعد الطبيب الروسي أن يكون المرض دماغيا كون الدماغ هو المتضرر الرئيسي، وقد يكون هناك تطور بتليّف الكبد في سن مبكرة، مؤكدا «في حالة إصابة الدماغ يعاني الكبد أيضا ولكن ليس بنفس مستوى الدماغ الذي تحصل فيه تغيرات محددة تؤدي إلى تقلبات في المزاج وارتعاش». ويستدرك قائلا «ان من الأعراض غير الواضحة لأمراض الكبد ارتفاع مستوى الحديد (الفرّيتين)، وذلك قد يشير لمرض ترسب الأصبغة الدموية الناجم عن ترسب كمية كبيرة من الحديد في الكبد واعضاء أخرى من الجسم، ما يؤدي بالتالي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد».

حكة الجلد قد تشير لمرض الكبد !

الحكة هي إحساس شائع يمكن أن يكون سببه مجموعة من العوامل، بما في ذلك الأمراض الجلدية كالأكزيما والصدفية، وردود الفعل التحسسية تجاه مواد أو أطعمة معينة، ولدغات الحشرات.

ومن المثير للدهشة أنه يمكن أن يكون أيضًا نتيجة لحالات طبية كامنة مثل أمراض الكبد. وفق ما يقول الدكتور أجيتاب سريفاستافا المدير الاستشاري الأول لزراعة الكبد وجراحة الكبد والبنكرياس والقنوات الصفراوية بشركة Aakash Healthcare بنيودلهي، حسب ما نقل موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

أنواع أمراض الكبد وأعراضها

ينتج مرض الكبد الدهني، المعروف طبيًا باسم التنكس الدهني بالكبد، عن تراكم الدهون الزائدة داخل الكبد عندما تشكل الدهون 5-10 % من وزن الكبد.

وهناك فئتان أساسيتان له:

مرض الكبد الدهني الناجم عن الكحول (AFLD):

ينجم هذا النوع عن استهلاك الكحول المستمر. حيث تشير دراسة نشرت بمجلة «أمراض الكبد» إلى أن مرض الكبد الكحولي (ALD) مسؤول عن 4 % من الوفيات و 5 % من سنوات الحياة المعدلة حسب الإعاقة (DALYs)؛ حيث تشهد أوروبا أعلى تأثير.

وتشير الدراسة إلى أن ما يقرب من نصف مليون حالة وفاة عام 2010 كانت مرتبطة بتليف الكبد المرتبط بالكحول.

مرض الكبد الدهني غير المرتبط بالكحول (NAFLD):

وهذا النوع من أمراض الكبد الدهنية لا علاقة له بتناول الكحول.

وبين عامي 2016 و2019، بلغ معدل انتشار مرض الكبد الدهني غير الكحولي 38 % على مستوى العالم، وهو ما يمثل زيادة كبيرة من 25.3 % خلال الأعوام 1990-2006.

ولم يحدد الباحثون بعد السبب الدقيق لهذه الحالة.

لماذا يسبب مرض الكبد الحكة؟

ووفقا لدراسة نشرت بمكتبة وايلي على الإنترنت «فان معدل انتشار الحكة يبلغ 18-77 % في المرضى الذين يعانون من التهاب الأقنية الصفراوية الأولي (PBC)، و5.1-58.4 % في المرضى الذين يعانون من عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي (HCV)،و 8 % في المرضى المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد B».

ويوضح سريفاستافا «يمكن أن يؤدي مرض الكبد إلى الحكة في مناطق معينة من الجسم، ويمكن أن تكون مؤلمة جدًا للأفراد وغالبًا ما تحدث بسبب عوامل مختلفة مرتبطة بضعف وظائف الكبد».

وفيما يلي بعض الأسباب التي يجب ملاحظتها:

- تراكم الصفراء

وفقا للطبيب، يلعب الكبد دورا مهما في إنتاج وإطلاق الصفراء، وهو السائل الذي يساعد على هضم وامتصاص الدهون «ففي أمراض الكبد، وخاصة حالات الكبد الركودي مثل تليف الكبد الصفراوي الأولي، والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي، والركود الصفراوي داخل الكبد أثناء الحمل، يمكن أن يصبح تدفق الصفراء معوقًا أو منخفضًا. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تراكم الأملاح الصفراوية في مجرى الدم، ما يؤدي إلى الحكة. ومن المعروف أن الأملاح الصفراوية تهيج النهايات العصبية في الجلد، ما يسبب الإحساس بالحكة».

- تراكم النفايات الأيضية

عندما لا يعمل الكبد بشكل صحيح، فإنه قد يواجه صعوبة في عملية التمثيل الغذائي والتخلص من الفضلات من الجسم بشكل فعال.

يمكن أن تتراكم هذه النفايات في مجرى الدم، ما يؤدي إلى آثار جانبية مختلفة، بما في ذلك الحكة.

جدير بالذكر ان المواد الدقيقة المسؤولة عن الحكة في هذا السياق ليست مفهومة تمامًا، لكنها من المحتمل أن تلعب دورًا في تهيج النهايات العصبية الجلدية.

إطلاق الهستامين

يشارك الكبد في تنظيم المواد المختلفة في الجسم، بما في ذلك الهستامين، وهي مادة كيميائية موجودة في بعض خلايا الجسم. ففي بعض حالات أمراض الكبد، يمكن أن يكون هناك إطلاق غير طبيعي للهستامين، ما يسبب الحكة عندما يرتبط بمستقبلات الهستامين في الجلد، حسب الدكتور سريفاستافا.

جفاف الجلد

قد يكون الجلد الجاف مشكلة شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد، والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى الحكة.

ويضيف سريفاستافا «أن خلل الكبد يمكن أن يؤثر على إنتاج البروتينات والدهون الأساسية اللازمة للحفاظ على رطوبة الجلد وسلامته. وغالبًا ما يؤدي مرض الكبد المزمن إلى التهاب جهازي، ما يؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الجلد، ولهذا السبب يمكن أن يساهم في الحكة».

يمكن أن تتراوح الحكة في أمراض الكبد من خفيفة إلى شديدة وقد لا تظهر في جميع الحالات. كما يمكن أن تختلف شدتها أيضًا بين الأفراد الذين يعانون من نفس حالة الكبد.

ويخلص الدكتور سريفاستافا «ان إدارة الحكة عادة ما تنطوي على معالجة مرض الكبد الأساسي وتوفير الراحة؛ وقد تشمل خيارات العلاج أدوية لتقليل مستويات الملح الصفراوي ومضادات الهيستامين والمرطبات وتعديلات نمط الحياة».

طبيب يكشف إمكانية مكافحة التهابات الكبد الفيروسية «B» و«C»

أفاد الدكتور الروسي ألكسندر مياسنيكوف بأنه دائما ما يشفى المصاب بالتهاب الكبد A. لكن التهاب الكبد B يعتبر أكبر مشكلة يواجهها الأطباء حتى الآن لعدم وجود علاج فعال ضده؛ إذ انه ينتقل عن طريق الدم والاتصال الجنسي. موضحا «أن التهاب الكبد الفيروسي يقضي سنويا على حياة 900 ألف شخص».

وحسب بيانات لمنظمة الصحة العالمية؛ يعاني 325 مليون شخص في العالم من التهاب الكبد الفيروسي B و C. إلّا ان المثير في الأمر أن 290 مليونا منهم لا يعلمون بذلك، وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن موقع «فيستي. رو» المحلي.

وقال مياسنيكوف «ان 30 في المئة من الحالات سببها الاتصال الجنسي؛ أي عن طريق الدم واللعاب وإفرازات أخرى (الاتصال الوثيق)».

جدير بالذكر، ان التهاب الكبد С ينتقل بنفس طرق انتقال الالتهاب B. علما أن الاتصال الجنسي في هذه الحالة اقل أهمية. لكن يجب الحذر عند تقليم الأظافر في صالونات التجميل وعمل الوشم وحتى عند علاج الأسنان.

ويتابع الطبيب الروسي أنه «لا تظهر أعراض التهاب الكبد B و C لدى الكثيرين. أي أن الشخص قد لا يعلم بإصابته بالمرض خلال عشرات السنين». لكنه يستدرك «يمكن الوقاية من التهاب الكبد B المعدي بالتطعيم. وحاليا يلقح الأطفال بعد ولادتهم مباشرة بهذا اللقاح قبل مغادرته مستشفى الولادة. لكن للأسف لا يوجد لقاح مضاد لالتهاب الكبد С».

وفي هذا الاطار، يبين مياسنيكوف أنه «تم علاج التهاب الكبد С لأول مرة بنسبة 95 في المئة بعد أن شخصه الأطباء. بالطبع كانت التكلفة عالية. لكن هذا يشير إلى ان الخبراء اكتشفوا أو في طريقهم إلى اكتشاف دواء لعلاجه».

ويخلص الدكتور الروسي الى القول «ان التهاب الكبد الفيروسي لا يتسبب في تلف الكبد فقط، بل يتسبب أيضا في تلف الغدة الدرقية والكلى ومنظومة الدم ويؤدي إلى سرطان الدم والتهاب المفاصل. كما أن ألم الركبة هو من الأعراض الشائعة لالتهاب الكبد B».

طبيبة تنفي عدم قابلية شفاء التهاب الكبد «C»

نفت أخصائية الأمراض المعدية الروسية الدكتورة يلينا نور موخاميتوفا، الرأي القائل بأن التهاب الكبد الوبائي С غير قابل للشفاء. مؤكدة «أنه رأي خاطئ». مشيرة الى ان «التهاب الكبد الوبائي С كان لفترة طويلة يعتبر علامة على السلوك الاجتماعي للشخص، وخاصة أولئك الذين يستخدمون المؤثرات العقلية ويمارسون علاقات جنسية غير مشروعة وعشوائية. وهذا ليس صحيحا. فهؤلاء الأشخاص ضمن مجموعة الخطر مثلهم مثل زبائن صالونات تجميل الأظافر والوشم والتثقيب». وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن صحيفة «إزفيستيا» المحلية.

وتشرح موخاميتوفا «تضم مجموعة الخطر العاملين في مجال الطب، لأنهم على تواصل مع مرضى من بينهم أشخاص مصابون بالتهاب الكبد الوبائي С، وهذا يشمل بصورة خاصة الجراحين الذين يمكن أن يصابوا بجرح أثناء إجراء عملية جراحية، وكذلك العاملين في المختبرات الطبية وغيرهم». وفق قولها. مطمئنة «أن هذا المرض لا ينتقل وراثيا». وأضافت «هو مرض معدٍ. أي لكي يصاب الشخص به يجب أن يدخل فيروس من الوسط المحيط إلى جسمه، وحينها يصاب بالعدوى».

وفي هذا الاطار، تبين الأخصائية الروسية «تكمن صعوبة تشخيص التهاب الكبد الوبائي С بكون مدة حضانة المرض قد تستمر نصف سنة، وأن الشخص المصاب لا يشعر خلال فترة طويلة بأي اعراض ويعيش حياته بصورة طبيعية». منوهة بأن «اليرقان من الأعراض النادرة لالتهاب الكبد الوبائي С».

وأفادت الطبيبة الروسية بأن «نتائج دراسات وبائية دولية كبيرة تشير إلى أن عدوى التهاب الكبد الوبائي С أثناء المعاشرة والاتصال المنزلي الوثيق والاتصال الجنسي وحتى الولادة تنتقل بمعدل لا يتجاوز 5 في المئة. وأنه عند اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة فإن العدوى لا تحدث عمليا».

وتخلص موخاميتوفا الى القول «إذا استخدم الشخص المصاب أدوات الحلاقة وفرشاة الأسنان وأدوات النظافة الشخصية الخاصة به فقط دون أن يستخدمها أحد غيره فلن تنتقل العدوى للآخرين».

التهاب الكبد الفيروسي «بي»... مراجعة علمية لمستجدات العلاج

قدّم باحثون من جامعة كوليدج ومن مستشفى كينغز كوليدج ومن معهد المناعة وزراعة الأعضاء، وكلها في لندن، مراجعة علمية وُصفت بأنها أحدث ما تم التوصل إليه، حول التعامل الطبي مع حالات التهاب الكبد المزمن بفيروس «بي» (Chronic Hepatitis B). ووفق ما نشر ضمن عدد 5 يناير (كانون الثاني) الحالي، من مجلة «نيو إنغلند جورنال أوف ميديسن» (NEJM)، وضع الباحثون «المقاربات الجديدة لحالات التهاب الكبد المزمن (بي)» عنواناً لدراستهم الحديثة، التي شملت مراجعة أكثر من 75 دراسة طبية سابقة حول هذا الأمر.

التهاب الكبد

أوضح الباحثون في مقدمة عرضهم العلمي، أن «التهاب الكبد المزمن بفيروس (بي) (HBV) ينتج عن الإصابة بنوعية من الفيروسات الموجهة نحو الكبد (Hepatotropic)، التي يمكن أن تتكاثر بمستويات عالية، ما يُؤدي إلى التسبب إما بالحد الأدنى من المرض (التهاب حاد شديد أو خفيف، لمدة تقل عن ستة أشهر)، أو إصابة الكبد المزمنة (التهابات مزمنة داخل الكبد تستمر لأكثر من 6 أشهر). ولذا يتراوح الطيف الإكلينيكي لالتهاب الكبد (بي) بين عدم وجود أعراض، ووصولاً إلى التليف الكبدي التدريجي، وتليف الكبد المتقدم، وسرطان الخلايا الكبدية».
وأضاف الباحثون البريطانيون: «ولا يزال التهاب الكبد من نوع (بي) سبباً واسع النطاق للوفاة، بسبب عدم كفاية الفحص والاختبار والعلاج، فضلاً عن الإحالة المتأخرة للمعالجة. هذا، بالإضافة إلى الإدراك الصريح بأن البحث عن علاج لالتهاب الكبد المزمن من نوع (بي)، يطرح تحديات لا تعد ولا تحصى».
وأفاد الباحثون بالقول: «لن يخفف التطعيم الوقائي وحده من عبء التهاب الكبد من نوع (بي) (HBV). ويُقدر أن نحو 300 مليون شخص يُعانون التهاب الكبد المزمن بفيروس (بي)، وأن ذروة الوفيات الناجمة عنه ستصل إلى نحو 1.14 مليون بحلول 2035». وتُقدّر منظمة الصحية العالمية (WHO) أن نحو 300 مليون شخص كانوا يعيشون مع عدوى التهاب الكبد «بي» المزمنة في عام 2019، مع مليون ونصف مليون إصابة جديدة كل عام. وأضافت أنه في عام 2019، أدى التهاب الكبد «بي» إلى ما يقدر بنحو 820 ألف حالة وفاة، معظمها بسبب تليف الكبد (Cirrhosis) وسرطان الخلايا الكبدية (Hepatocellular Carcinoma/ سرطان الكبد الأولي). وبالمقارنة التوضيحية بمدى انتشار المصابين بفيروس «بي»، قدرت منظمة الصحة العالمية في عام 2019، أن عدد المُصابين بمرض السكري بنحو 420 مليون شخص. ما قد يعني أن عدد المصابين بفيروس «بي» يقارب ثلاثة أرباع عدد المصابين بالسكري في العالم.

مسارات العلاج

وبالعموم، ووفق ما تشير إليه مصادر طب أمراض الكبد، تتخذ المعالجة الطبية للتعامل مع حالات فيروس «بي»، 4 مسارات، وهي:
- المسار الأول: يتعلّق بالوقاية الاستباقية، حيث يتوفر لقاح ناجع لوقاية عموم الأشخاص، خصوصاً الأعلى عُرضة للإصابة بالفيروس، قبل حصول العدوى لديهم.
- المسار الثاني: يتعلق بالوقاية بعد التعرّض لفيروس «بي». وفي هذه الحالة عند التعرّض لعدوى الفيروس، قد يساعد حقن المصاب بالغلوبولين المناعي (أحد الأجسام المضادة) خلال 24 ساعة من التعرض للفيروس، في وقايته من الإصابة بالفيروس الكبدي الوبائي «بي». ونظراً إلى أن هذا العلاج لا يقدم إلا حماية قصيرة الأجل، فيجب أن يحصل المصاب أيضاً على لقاح التهاب الكبد «بي» في الوقت نفسه، وذلك في حال لم يكن قد تلقى اللقاح من قبل.
- المسار الثالث: يتعلق بالإصابة بالعدوى الحادة لالتهاب الكبد بفيروس «بي». أي الحالة المرضية في الفترة المباشرة للعدوى بفيروس «بي»، التي من المتوقع بالعموم أن تستمر لوقت قصير وتزول من تلقاء نفسها. وآنذاك، إما أن تكون الحالة المرضية خفيفة، بما لا يلزم العلاج، بل يمكن أن يوصي الطبيب بالراحة والتغذية السليمة والإكثار من السوائل، مع المراقبة الطبية الحثيثة لمجريات أحداث مكافحة جسم المُصاب لهذه العدوى الفيروسية. وإما أن تكون الحالة المرضية شديدة، مع ظهور أعراض التهاب كبدي شديد. وحينئذ قد يلزم أخذ عقاقير مضادة للفيروسات، أو البقاء في المستشفى لمنع حدوث مضاعفات.
- المسار الرابع: يتعلق بالتعامل العلاجي مع حالات التهاب الكبد المزمن (أكثر من 6 أشهر) بسبب فيروس «بي». وهنا تحصل العدوى المزمنة، بسبب أن الجسم حاول مقاومة الفيروس والتخلص النهائي منه، ولكن لم يُفلح في تحقيق ذلك. وتُمسي العدوى مزمنة، بمعنى أن الفيروس يبقى في خلايا الكبد ولا يتسبب في إثارة «شديدة» لجهاز مناعة الجسم. ولكنه في الوقت نفسه يستمر في إحداث ضرر بالغ ومتواصل في الكبد.

أدوية متوفرة

وتشمل المعالجات المتوفرة: الأدوية المضادة للفيروسات، وحُقن الإنترفيرون (شكل صناعي من مادة ينتجها الجسم لمحاربة العدوى الفيروسية)، وزراعة الكبد (إذا تعرض الكبد لتلف شديد). والأدوية المضادة للفيروسات تساعد في مكافحة الفيروس وإبطاء قدرته على إتلاف الكبد. وهذه الأدوية تؤخذ عن طريق الفم.
وتوضح منظمة الصحة العالمية قائلة: «يمكن علاج عدوى التهاب الكبد (بي) المزمن بالأدوية، بما في ذلك الأدوية المضادة للفيروسات التي تؤخذ عن طريق الفم. ويمكن أن يبطئ العلاج من تطور تليف الكبد، ويقلل من الإصابة بسرطان الكبد، ويحسن البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل. وفي عام 2021، قدرت منظمة الصحة العالمية أن ما بين 12 في المائة و25 في المائة من المصابين بعدوى التهاب الكبد «بي» المزمن، سيحتاجون إلى العلاج، اعتماداً على معايير الأهلية العلاجية (Eligibility Criteria).
وتوصي منظمة الصحة العالمية باستخدام العلاجات الفموية؛ «تينوفوفير» (Tenofovir)، أو «إنتيكافير» (Entecavir)، كأقوى الأدوية لقمع فيروس التهاب الكبد «بي». ومعظم الأشخاص الذين يبدأون علاج التهاب الكبد «بي»، يجب أن يستمروا في ذلك مدى الحياة.
وهناك 5 أدوية مضادة لفيروس «بي» يتم تناولها عبر الفم، ومعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء بالولايات المتحدة (FDA)، وهي «إنتيكافير، وتينوفوفير ديسوبروكسيل فومارات (TDF)، وتينوفوفير ألافيناميدي (TAF)، ولاميفودين، وأديفوفير». ومن بين هذه، يتم استخدام «إنتيكافير» و«تينوفوفير» بشكل شائع.
كما توضح المصادر الطبية أن «ليس كل مرضى التهاب الكبد (بي) المزمن بحاجة إلى العلاج. ويعتمد قرار علاج الالتهاب الكبدي الوبائي على عدة عوامل، منها: نتائج اختبارات الدم، وعمر المريض، وخطر الإصابة بتليف الكبد أو سرطان الكبد. وفي بعض الأحيان، تكون هناك حاجة إلى خزعة لعينة من نسيج الكبد، لمعرفة ما إذا كان هناك تليف كبير في الكبد (أو تندب)، للمساعدة في اتخاذ قرار نوعية المعالجة. ويوصى باستخدام أدوية التهاب الكبد «بي» للمرضى المصابين بفيروس (HBV) وفق مدى عبء الحمل الفيروسي في فحص الدم، وإثبات وجود تلف في الكبد. ويمكن الكشف عن تلف الكبد باستخدام إنزيم الكبد المعروف باسم (ALT). كما أن الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بتليف الكبد، يجب تلقيهم العلاج حتى لو كانت نسبة إنزيمات الكبد تبدو طبيعية لديهم».

فيروس «بي»... اختلافات في طرق العدوى والمسار الإكلينيكي والفحوصات

> تفيد المصادر الطبية بأن فيروس التهاب الكبد «بي» ينتقل من شخص لآخر عن طريق الدم أو السائل المنوي أو سوائل الجسم الأخرى. ولا ينتشر عن طريق العطس أو السعال. ويقول أطباء «مايو كلينك»: من بين الطرق الشائعة لانتشار فيروس الكبد، ما يلي:
- الاتصال الجنسي. قد تُصاب بعدوى التهاب الكبد «بي» إذا مارست الجنس دون وقاية مع شخصٍ مصاب. قد ينتقل الفيروس إليك في حال دخول دم أو لعاب أو سائل منوي أو إفرازات مهبلية من شخص مصاب إلى جسمك.
- مشاركة الإبر. ينتشر فيروس التهاب الكبد «بي» بسهولة عن طريق الإبر والحُقن الملوثة بالدم المصاب. يمكن أن تزيد مشاركة الأدوات المُستخدَمة في تعاطي المخدرات عبر الوريد من خطر تعرُّضك للإصابة بالتهاب الكبد «بي».
- التعرض عن طريق الخطأ لوخز الإبر. يشكل التهاب الكبد «بي» مصدر قلق للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وأي شخص آخر يلامس دم الإنسان.
- من الأم إلى جنينها. يمكن أن تنقل النساء الحوامل المصابات بفيروس التهاب الكبد «بي» العدوى إلى أطفالهن عند الولادة. ومع ذلك، يمكن تلقيح حديثي الولادة لتجنب الإصابة بالفيروس في جميع الحالات تقريباً. فإذا كنتِ حاملاً أو تخططين للحمل، فتحدثي مع طبيبكِ بشأن الخضوع لفحص للتأكد من عدم إصابتكِ بالتهاب الكبد «بي».
وفي المسار الإكلينيكي، يوضح أطباء «مايو كلينك» هذا الجانب بالقول: «يُشفى مُعظَم البالغين المُصابين بالتِهاب الكبِد (بي) تماماً، حتى إن أُصيبوا بأعراض شديدة. ولكن الأطفال والرضّع يصيبهم التهاب الكبد طويل الأمد أكثر من غيرهم». ويوصَف هذا النوع بأنه عدوى مزمنة. ويضيفون: تستمر عدوى التهاب الكبد «بي» الحاد أقل من 6 أشهر. ومن المحتمل أن يتمكن جهازك المناعي من التخلص من التهاب الكبد «بي» الحاد من جسمك، وسوف تتعافى تماماً في غضون بضعة أشهر. ويعاني معظم الأشخاص الذين يصابون بالتهاب الكبد «بي» كبالغين، من عدوى حادة، لكنها قد تؤدي إلى عدوى مزمنة. كما قد تستمر عدوى التهاب الكبد «بي» المزمن لمدة 6 أشهر أو أكثر. وتستمر العدوى لأن جهاز المناعة لديك لا يستطيع محاربتها.
قد تستمر عدوى التهاب الكبد «بي» المزمن مدى الحياة، ما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل تشمع الكبد وسرطان الكبد. وربما لا تظهر أي أعراض مطلقاً لدى بعض المصابين بالتهاب الكبد «بي» المزمن. وقد يشعر البعض بإرهاق مستمر وأعراض بسيطة لالتهاب الكبد الحاد. وكلما حدثت الإصابة بالتهاب الكبد «بي» في سن صغيرة، خصوصاً لدى الأطفال حديثي الولادة أو الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، زاد احتمال الإصابة بالالتهاب المزمن. وربما يظل الالتهاب المزمن دون اكتشاف لعدة عقود، إلى أن يُصاب الشخص بمرض خطير بسبب أمراض الكبد.
وحول الفحوصات، يقولون: «سوف يفحصك الطبيب باحثاً عن أي مؤشرات تدل على تلف الكبد، مثل اصفرار لون الجلد، أو وجود ألم في البطن. تشمل الاختبارات التي يمكن أن تساعد في تشخيص التهاب الكبد «بي» أو مضاعفاته ما يلي:
- تحاليل الدم. تكشف تحاليل الدم عن مؤشرات فيروس التهاب الكبد «بي» في جسمك، وتبيّن للطبيب ما إذا كانت مزمنة أم حادة. وبإجراء تحليل دم بسيط، يمكن أيضاً تحديد ما إذا كانت لديك مناعة ضد الإصابة بهذا الفيروس، أم لا.
- تصوير الكبد بالموجات فوق الصوتية. يمكن الكشف عن حجم الضرر الواقع على الكبد من خلال نوع خاص من التصوير بالموجات فوق الصوتية يُسمى تصوير مرونة (الخلايا) العابر.
- خزعة الكبد. يمكن أن يلجأ طبيبك إلى أخذ عينة صغيرة من كبدك لفحصها، وتحديد حجم الضرر الواقع على الكبد. ويُسمى هذا الإجراء اختزاع الكبد، ويُدخل الطبيب فيه إبرة رفيعة عبر الجلد وصولاً إلى الكبد، لأخذ عينة نسيجية وفحصها في المختبر.

• استشارية في الباطنية

خطوة واعدة لإنتاج لقاح لفيروس التهاب الكبد الوبائي «سي»

الخطوة الأساسية لإنتاج لقاح لفيروس كورونا، بدأت برسم خرائط عالية الدقة للبروتين السطحي الشائك الذي يرصع سطح الفيروس (بروتين سبايك). إلا أن هذه الإمكانية لم تكن متاحة لفيروس التهاب الكبد الوبائي (سي)، لذلك ظل حلم إنتاج لقاح له بعيد المنال.
الآن، يبدو أن العالم أصبح أقرب خطوة نحو إنتاج لقاح للفيروس، بعد أن تمكن علماء من معهد سكريبس للأبحاث بأميركا، وجامعة أمستردام بهولندا، من رسم خرائط عالية الدقة للبروتينات الحرجة التي ترصع سطح الفيروس، وتمكنه من دخول الخلايا المضيفة، واستطاعوا بمزيد من التفصيل توضيح المواقع الرئيسية للضعف على بروتين الفيروس، والتي يمكن الآن استهدافها بشكل فعال باللقاحات. وجرى الإعلان عن هذا الإنجاز في 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بدورية «ساينس».
ويعاني ما يقرب من 60 مليون شخص على مستوى العالم، من عدوى مزمنة بفيروس التهاب الكبد الوبائي، حيث يصيب الفيروس خلايا الكبد، وعادة ما ينشئ عدوى «صامتة» لعقود، حتى يصبح تلف الكبد شديدا بدرجة كافية لإحداث أعراض، وهو سبب رئيسي لأمراض الكبد المزمنة د وسرطانات الكبد الأولية وعمليات زرع الكبد. إن أصول هذا الفيروس غير مؤكدة، لكن يعتقد أنه ظهر منذ عدة مئات من السنين على الأقل، ثم انتشر في نهاية المطاف عالميا، خاصةً عن طريق عمليات نقل الدم، في النصف الأخير من القرن العشرين.
وفي حين تم القضاء على الفيروس في الغالب من بنوك الدم بعد اكتشافه الأولي عام 1989، فإنه يستمر في الانتشار بشكل رئيسي عن طريق مشاركة الإبر بين متعاطي المخدرات عن طريق الحقن في البلدان المتقدمة، وباستخدام أدوات طبية غير معقمة في البلدان النامية. وتعتبر الأدوية المضادة للفيروسات فعالة، لكنها باهظة الثمن للغاية بالنسبة للعلاج على نطاق واسع.
ويمكن للقاح فعال في نهاية المطاف القضاء على الفيروس باعتباره عبئا على الصحة العامة، ومع ذلك لم يتم تطوير مثل هذا اللقاح، إلى حد كبير بسبب الصعوبة غير العادية في دراسة مركب بروتين غلاف الفيروس، والذي يتكون من بروتينين فيروسيين يسميان (E1) و(E2). وتكون صعوبة التصوير عالي الدقة لمركب هذين البروتينين، هو أنه أشبه بكيس من «السباغيتي الرطب»، دائما ما يغير شكله، ووجد الباحثون أنه يمكنهم استخدام مزيج من ثلاثة أجسام مضادة لفيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) على نطاق واسع لتحقيق الاستقرار في مركب البروتينين في شكل طبيعي. والأجسام المضادة المعادلة على نطاق واسع هي تلك التي تكون قادرة على الحماية من مجموعة واسعة من السلالات الفيروسية، من خلال الارتباط بمواقع غير متغيرة نسبيا على الفيروس بطرق تقطع دورة حياة الفيروس.
وباستخدام المجهر الإلكتروني منخفض الحرارة، قام الباحثون بتصوير مركب البروتينين المثبت بالأجسام المضادة، وبمساعدة برنامج تحليل الصور المتقدم، تمكن الباحثون من إنشاء خريطة هيكلية للبروتينين ذات وضوح ومدى غير مسبوقين، وبدقة المقياس الذري تقريبا.
تضمنت التفاصيل معظم هياكل البروتينين (E1) و(E2)، بما في ذلك واجهة البروتينين الرئيسية، ومواقع ربط الأجسام المضادة الثلاثة، كما سلطت البيانات الهيكلية الضوء على غابة من جزيئات «الجليكان» المرتبطة بالسكر فوق البروتينين.
وغالباً ما تستخدم الفيروسات «الجليكانات» لحماية نفسها من الجهاز المناعي لمضيف مصاب، لكن في هذه الحالة، أظهرت البيانات الهيكلية أن جليكانات فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (سي) لها دور رئيسي آخر على ما يبدو، وهو المساعدة على تثبيت هيكل البروتينين الضعيف معا.
تقول ليزا إيشون ويلسون، باحث ما بعد الدكتوراه بمعهد «سكريبس للأبحاث» في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد، بالتزامن مع الدراسة «الحصول على هذه التفاصيل عن البروتينين سيساعد الباحثين على تصميم لقاح يستخرج الأجسام المضادة بقوة لمنع الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي».

طبيب: أطعمة وأدوية تضر بالكبد وأخرى تنفعه

الكبد عضو مهم في الجسم يقوم بإزالة السمية من المُستقلَبات المختلفة ويركب البروتينات وينتج المواد الكيميائية الحيوية اللازمة لعملية الهضم. يتموضع في الربع العلوي الأيمن من البطن تحت الحجاب الحاجز.

وتشمل أدوار الكبد اضافة الى الاستقلاب، تنظيم تخزين الجليكوجين وتَفَكُّيك كريات الدم الحمراء وإنتاج الهرمونات. ومن الأمور المهمة التي يساعد الكبد فيها انتاج الصفراء (مركب قلوي يساعد بتحطيم الدهون) وتسهيل عملية الهضم عن طريق استحلاب الشحوم. وتختلف التقديرات المتعلقة بالعدد الكلي لوظائف الكبد. لكن كتب المتخصصين تشير الى أنها حوالى 500 وظيفة تقريبا.

وفي هذا الاطار، فان إصابة الكبد بالضرر وإعاقة عمله يفقد الجسم الكثير من المهام الحيوية التي يحتاجها.

من أجل ذلك، حدد الأخصائي الروسي الدكتور ألكسندر مياسنيكوف مواد غذائية تساهم في الحفاظ على الكبد وأخرى تلحق الضرر به. موضحا «أن العديد من الدراسات العلمية أثبتت أن القهوة هي أفضل المواد فائدة للكبد؛ خاصة إذا كان الشخص يعاني من التهاب الكبد، وإذا كان هناك تلف في الكبد، فإن القهوة تمنع تطوره إلى تليف الكبد. وتليف الكبد إلى سرطان الكبد». وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن صحيفة «فيستي. رو» المحلية.

ويشدد مياسنيكوف ان بعض الأدوية يلحق الضرر بالكبد. إلّا انه يحذر بشدة من الافراط بتناول الباراسيتامول فهو الأكثر خطرا على الكبد وفق قوله. مؤكدا «انه المسؤول عن نصف حالات نخر الكبد المميت؛ إذ تؤدي زيادة جرعته إلى تسمم الكبد. لذلك تذكروا جميعا أن الجرعة اليومية من هذا الدواء يجب ألا تزيد على أربعة غرامات». مضيفا «لا ينصح أبدا بعلاج الصداع الناجم عن التسمم الكحولي بتناول الباراسيتامول. لأن هذا في الواقع سيكون ضربة مزدوجة للكبد، وقد تكون لها عواقب وخيمة جدا». مبينا «أن الباراسيتامول بصورة عامة دواء آمن وغير خطر . لكن مع ذلك يجب تناوله بحذر عند اعطائه للأطفال لأن المساحيق المضادة لأمراض البرد المخصصة للأطفال تحتوي في تركيبها عادة على الباراسيتامول أيضا»، وفق قوله.

أمراض الكبد قد تسبب الاكتئاب!

حذر أخصائي أمراض الكبد الروسي الدكتور أندريه ياكوشيف من أن أمراض الكبد يمكن أن تصبح سببا محتملا للاكتئاب. حيث أنها تتطور من دون اعراض بسبب كون الكبد خاليا من النهايات العصبية، لذلك لا يظهر الألم باستثاء حالات تمدد كبسولاته.
ووفق الأخصائي الروسي يمكن ان تظهر أمراض الكبد على شكل رعشات وحكة جلدية وتقلبات في المزاج. وأكثرها وضوحا هي الحكة الجلدية المستمرة مع عدم وجود البثور والطفح الجلدي. وهذا يظهر عادة لدى النساء اللواتي عمرهن أكثر من 50 عاما، وفق ما ذكرت شبكة «روسيا اليوم» نقلا عن صحيفة «إزفيستيا» الروسية.
ويفيد ياكوشيف بأن العلامة الثانية التي قد تشير إلى إصابة الكبد هي الكآبة التي تلاحظ عادة لدى الأطفال والشباب دون العشرين من العمر. موضحا «غالبا ما تكون هذه أعراض مرض نادر (مرض ولسن) كونوفالوف، الناجم عن تراكم كمية كبيرة من النحاس في الكبد وبقيت دون معالجة».
ولم يستبعد الطبيب الروسي أن يكون المرض دماغيا كون الدماغ هو المتضرر الرئيسي، وقد يكون هناك تطور بتليّف الكبد في سن مبكرة، مؤكدا «في حالة إصابة الدماغ يعاني الكبد أيضا ولكن ليس بنفس مستوى الدماغ الذي تحصل فيه تغيرات محددة تؤدي إلى تقلبات في المزاج وارتعاش». ويستدرك قائلا «ان من الأعراض غير الواضحة لأمراض الكبد ارتفاع مستوى الحديد (الفرّيتين)، وذلك قد يشير لمرض ترسب الأصبغة الدموية الناجم عن ترسب كمية كبيرة من الحديد في الكبد واعضاء أخرى من الجسم، ما يؤدي بالتالي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد».

أول علاج محتمل لمرض الكبد الدهنية

توصلت دراسة إلى أن مركباً من الأحماض الأمينية تم تطويره أخيراً، يعالج بنجاح مرض الكبد الدهنية غير الكحولية في الرئيسيات غير البشرية، مما يجعل العلماء أقرب خطوة إلى أول علاج بشري للحالة التي تتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وطوّر الباحثون في جامعة «ميشيغان الطبية» المركب (DT - 109)، أي ما يُعرف بـ«ثلاثي الببتيد القائم على الغلايسين»، لعلاج الشكل الحاد من مرض الكبد الدهنية الذي يسمى «التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية»، ويُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعاً باسم «ناش NASH»، ويسبب تندباً والتهاباً في الكبد، ويقدَّر أنه يؤثر على ما يصل إلى 6.5 في المائة من سكان العالم.
وكشفت النتائج التي نُشرت (الاثنين) في دورية «سيل ميتابوليزم»، عن أن «المركب الجديد عكس تراكم الدهون ومنع حدوث ندبات في كبد كلٍّ من الفئران والرئيسيات التي طوّرت المرض». وقال يوجين تشين، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميشيغان الطبية»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يرتفع مرض (ناش) بمعدل مذهل، ونجاح العلاج باستخدام المركب (DT - 109) مع القرود، يقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة».
ومرض الكبد الدهنية غير الكحولية هو المرحلة الثانية من مرض الكبد الدهنية غير الناجمة عن شرب الكحول، والذي يقدَّر أنه يصيب 32 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم، وبينما يمكن علاج مرض الكبد الدهنية بالتمارين الرياضية والتدخل الغذائي، فإن تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية يكون أكثر ديمومة، وأصبح السبب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة، وأصبح تليف الكبد المرتبط به أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة الكبد.
وطوَّر تشين وفريقه المركَّب (DT - 109) لعلاج مرض «ناش» في الرئيسيات غير البشرية، بعد أن أظهرت التقارير أن ضعف التمثيل الغذائي لـ«الغلايسين» ظهر كسبب للمرض.
وفي حين أن المئات من المركبات قد نجحت في علاج المرض في الفئران، إلا أن نماذج الفئران بهذا المرض، لا تحاكي جميع جوانب المرض البشري بدقة، وهنا تأتي قيمة الدراسة على نماذج الرئيسيات غير البشرية، لأنها الأقرب في محاكاة جوانب المرض البشري، وبالتالي يمكن ترجمة النتائج بشكل سريع إلى التجارب السريرية على البشر. وأكد جيفينغ زانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نتائجنا مع الرئيسيات غير البشرية مشجعة للغاية، حيث نجح المركب في منع تراكم الدهون ومنع تطور التليف عن طريق تحفيز تدهور الأحماض الدهنية وتكوين مضادات الأكسدة، كما منع الدواء إنتاج حمض الليثوكوليك، وهو حمض صفراوي ثانوي سام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية».

اكتشاف مؤشر بيولوجي يشخّص سرطان الكبد مبكرا

أفادت مجلة «Cancer Research Communications» العلمية، بأن مجموعة من العلماء الأميركيين بجامعة جنوب كارولينا الطبية، اكتشفوا مؤشرا بيولوجيا يعد «الأفضل» لتشخيص سرطان الكبد، ما يسمح بتشخيص الإصابة بصورة مبكرة وسريعة.

وأوضحت المجلة أن سرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد (ورم خبيث ثاني أكثر أنواع سرطان الكبد انتشارا) عدواني جدا. وأنه في حال اكتشافه متأخرا فإن معدل البقاء على قيد الحياة لا تتجاوز الخمس سنوات فقط بـ8 في المائة من المصابين. في حين يمكن أن يساعد التشخيص المبكر بعلاج 50 في المئة من المرضى.

وفي هذا الاطار، كان يعتقد أنه من الصعب تشخيص هذا النوع من السرطان مبكرا؛ لأن أعراضه تشبه أعراض أمراض الكبد الأخرى وأن المؤشرات البيولوجية لسرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد ليست محددة لهذا المرض. لكن الباحثين اكتشفوا جزيئا فريدا بعينات أنسجة ودم المرضى لا يظهر إلا عند الإصابة بهذا النوع من السرطان. وأن هذه التغييرات سمة من سمات N-glycan (هو نوع من السكر الموجود في البروتينات)؛ حيث سيساعد المؤشر البيولوجي المكتشف على تشخيص سرطان الكبد عن طريق اختبارات الدم فقط، دون الحاجة إلى أخذ خزعة وتحليلها.

من جانبهم، قرر الباحثون مواصلة دراسة هذه السكريات وتحديد البروتينات المرتبطة بهذه التغيرات؛ وذلك بسبب عدم تحديد التغير في N-glycan.

تضخم الكبد... الأسباب والأعراض والعلاج

الكبد يعمل كمصنع كيميائي يقوم بمهام مثل استقلاب العناصر الغذائية وإزالة السموم من المواد الضارة وإنتاج الصفراء للهضم وتخزين الفيتامينات والمعادن وتنظيم مستويات السكر في الدم. إنه عضو أساسي يساهم بشكل كبير في صحتنا ورفاهيتنا بشكل عام. لكن الكبد نفسه يتعرض لحالة صحية شائكة تعرف باسم «تضخم الكبد». حسب ما يشرحها الدكتور غوراف جوبتا كبير الاستشاريين والجراحين بزراعة الكبد وجراحة HPB بمستشفى فورتيس بمولوند في مومباي، وفق ما نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

علماء يكتشفون رؤى جديدة لسرطان الكبد

كشف علماء من «مركز الأميرة ماكسيما لأورام الأطفال» ومعهد «هوبريخت» في هولندا عن رؤى علمية جديدة حول سمات سرطان الكبد الليفي (FLC)، وهو نوع نادر من سرطان الكبد في مرحلة الطفولة.
وقد تساعد النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت اليوم (الأربعاء) بمجلة «Nature Communications»، بتطوير علاجات دوائية جديدة في المستقبل. حيث سمحت الأعضاء المصغرة ونظام «المقص الجزيئي» (CRISPR-Cas9) للباحثين بفهم بيولوجيا الورم والعواقب البيولوجية لتغيرات الحمض النووي المختلفة بشكل أفضل. كما كشفت أيضًا عن «خلية منشأ» محتملة لأحد أنواع أورام FLC.
وسرطان الجلد الفيبرولير (FLC) هو نوع من سرطان الكبد، يصيب في الغالب المراهقين والشباب. فيصيب واحدا من كل 5 ملايين شخص سنويًا، ويمكن بالتأكيد تسمية سرطان الخلايا الليفية بأنه نادر. وأن معدل البقاء على قيد الحياة لا يزال منخفضًا. ومن أجل تغيير هذا، هناك حاجة ماسة لأشكال جديدة من العلاج.
وشاركت الدكتورة بينيديتا أرتيجياني قائدة المجموعة البحثية بمركز الأميرة ماكسيما لأورام الأطفال، والدكتورة دليلة هندريكس الباحثة بمعهد هوبريخت بقيادة دراسة جديدة حول سرطان الخلايا الليفية باستخدام التقنيات المبتكرة. إذ سمح هذا للباحثين بفهم النتائج البيولوجية المختلفة للطفرات المختلفة الموجودة في FLC ودراسة بيولوجيا الأورام بشكل أفضل.
وهذه المعلومات الجديدة ضرورية لفهم سبب ظهور الأورام، ولتحديد الأهداف المحتملة لعلاجات أفضل للمرض، وفق ما تقول أرتيجياني، التي توضح «استخدمنا عضيات كبد بشرية صحية لكبد صغير نمت في المختبر، ففي بحثنا. طورنا سلسلة من الكائنات العضوية، مع تغيرات مختلفة في الحمض النووي والطفرات، والتي كانت مرتبطة سابقًا بـ FLC. قمنا بتغيير الجينات خلفية العضويات باستخدام تقنية تعديل الحمض النووي CRISPR-Cas9، والتي تعمل كمقص جزيئي. ونظرًا لندرتها، لا يتوفر الكثير من أنسجة الورم للبحث. وبفضل هذه التقنية تمكنا من دراسة هذا النوع من الورم»، حسب ما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

الطفرات الجينية المختلفة تكمن وراء درجات مختلفة من العدوانية

وقامت أرتيجياني وهندريكس ببناء نماذج عضويات الكبد عن طريق تعديل بروتين كيناز A (PKA) باستخدام CRISPR-Cas9 .PKA (بروتين إشارة معقد قادر على تشغيل البروتينات الأخرى أو إيقاف تشغيلها). إذ يتكون «مفتاح البروتين» هذا من وحدات مختلفة، كل منها مشفر بواسطة جين مختلف. ويبدو أن تغيير وظيفة الوحدات المختلفة من خلال التغييرات الجينية أمر بالغ الأهمية لبداية FLC.
وفي هذا الاطار، احتوت العضيات على ما يسمى بجين الاندماج المتحور «DNAJB1-PRKACA». فغالبًا ما يوجد هذا التغيير في الحمض النووي بأورام FLC.
وتوضح هندريكس «عند إعادة بناء هذه الطفرة في العضيات، رأينا أنها بالفعل قادرة على عكس سمات متعددة للأورام التي نراها في مرضى FLC. ومع ذلك، تسببت هذه الطفرة المفردة في تأثير خفيف نوعًا ما على السلوك الخلوي والجزيئي الكلي من خلايا الكبد. لقد تغير الوضع تمامًا عندما أدخلوا مجموعة أخرى من تغييرات الحمض النووي». حيث وجدت أيضًا بمرضى FLC وفق أرتيجياني؛ التي تشير الى ان «هذه الخلفية الثانية لا تحتوي فقط على طفرة بأحد جينات PKA ، PRKAR2A، ولكن أيضًا في جين إضافي يسمى BAP1. وفي هذه الحالة، قدمت العضويات ميزات نموذجية للسرطان العدواني. وهذا ينبئ أن FLC جيني مختلف الخلفيات يؤدي لدرجات مختلفة من عدوانية الورم. وبجانب ذلك، فإن تأثير التحويل المعزز بشكل كبير الناجم عن تغييرات الحمض النووي BAP1 و PRKAR2A يسمح للخلايا بالتكيف مع البيئات المختلفة. وربما يفسر هذا النمو غير المنضبط للخلايا أثناء تكوين ورم FLC».
وخلص الباحثون إلى أنه على الرغم من أن الطفرات في جينات PKA ضرورية، إلا أنها قد لا تكون كافية لتطوير FLC.
وفي هذا تقول هندريكس «ان هذه النتائج تفتح إمكانية البحث عن عوامل أخرى تحدث جنبًا إلى جنب مع طفرات PKA في أورام FLC. ويمكن استغلال ذلك في العلاجات المستقبلية المحتملة لهذا النوع من سرطان الأطفال».

الكشف عن خلية المنشأ بسرطان الخلايا الليفية

لتكون قادرًا على تطوير علاجات جديدة، من الضروري أيضًا فهم بيولوجيا السرطان نفسه. حيث تتمثل إحدى الخطوات الأولى في فهم نوع الخلية التي ينشأ منها السرطان؛ تسمى «خلية المنشأ». وقد يكون فهم أهمية أخطاء الجينات المحددة في بدء FLC والخلية الأصلية أمرًا حاسمًا لفهم كيف يمكن أن يتصرف الورم لاحقًا.
ومع ذلك، أثناء الدراسة، تبين أن هذا صعب بشكل خاص على FLC؛ حيث ان «السبب الرئيسي هو أن هذه الأورام تقدم سمات كل من خلايا الكبد وخلايا الأقنية، وهما أهم خليتين في الكبد. وقد أظهرت عضوياتنا أن تعاون PRKAR2A و BAP1 حوّل خلايا الكبد السليمة في الأصل إلى خلية أقنية، مع زيادة جذعية سرطانية لميزات الخلية»، حسب أرتجياني؛ التي تؤكد «ان هذا التحول من نوع خلية إلى نوع آخر يسمى التمايز التبادلي ظاهرة مثيرة للاهتمام بشكل خاص يمكن أن تحدث في أورام مختلفة تجعل تحديد الخلية الأصلية أمرًا صعبًا بشكل خاص. ومع ذلك، باستخدام نماذجنا، تمكنا من الكشف عن خلايا الكبد على أنها خلية منشأ محتملة».
وفي الإجمال تعزز هذه الدراسة بشكل كبير فهم FLC وتمهد الطريق لمزيد من البحث حول كيفية علاج هذا النوع من السرطان النادر بشكل أفضل. إذ يمكن أن تؤدي الأفكار المتعمقة في العيوب الوراثية إلى علاجات جديدة للأطفال المصابين بهذا المرض. وفهم أهمية أخطاء جينية معينة في بدء FLC مستقبلا يمكن أن يساعد أيضًا في فهم عدم تجانس الورم والاستجابة بين المرضى بشكل أفضل.

ما هو تضخم الكبد؟

تضخم الكبد يشير إلى تضخم غير طبيعي للكبد يتجاوز حجمه ووزنه المعياريين. هذه الحالة ليست مرضًا في حد ذاتها، بل هي مظهر من مظاهر حالة طبية أساسية.

يزن الكبد السليم حوالى 3 أرطال (1.3 كلغم)، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ويحدث تضخم الكبد عندما يزداد حجم الكبد لأسباب مختلفة.

أسباب تضخم الكبد

يمكن أن يحدث تضخم الكبد بسبب العديد من العوامل، بما في ذلك، الالتهابات الفيروسية والتهاب الكبد الكحولي أو مرض الكبد الدهني أو الأدوية المعينة والاضطرابات الوراثية وظروف المناعة الذاتية واضطرابات التمثيل الغذائي وحتى قصور القلب، فتكون استجابة الكبد لهذه الحالات الأساسية هي زيادة الحجم، في محاولة للتعويض عن الاضطرابات والحفاظ على وظائفه.

أعراض تضخم الكبد

أعراض تضخم الكبد قد تشمل ما يلي:

- وجع البطن

- التعب

- اليرقان

- الغثيان

- نقص الوزن غير المقصود

وفي بعض الحالات، قد يكون تضخم الكبد بدون أعراض تمامًا، ما يجعل تشخيصه دون تقييم طبي مناسب أمرًا صعبًا.

التشخيص والعلاج

عند الاشتباه بتضخم الكبد، قد يوصي أخصائي الرعاية الصحية بمجموعة من الاختبارات التشخيصية. يمكن أن تشمل هذه الاختبارات عمل الدم لتقييم وظائف الكبد ودراسات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وأحيانًا خزعة الكبد لتحديد السبب الأساسي للتضخم. وبمجرد تحديد السبب، فإن خطة العلاج هي معالجة السبب الجذري مع إدارة الأعراض.

قد يشمل العلاج تغيير نمط الحياة أو الأدوية أو التدخلات الجراحية أو في الحالات الشديدة زرع الكبد.

ما وراء التدخل الطبي

في حين أن التدخل الطبي أمر بالغ الأهمية لإدارة تضخم الكبد، إلّا ان من المهم بنفس القدر التأكيد على التدابير الوقائية وتعديلات نمط الحياة. وقد يشمل ذلك الحفاظ على نظام غذائي صحي والحد من استهلاك الكحول وتجنب التعرض للمواد الضارة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وإدارة الظروف الصحية الأساسية.

فمن خلال اعتماد نهج شامل، يمكن للأفراد تقليل مخاطر تضخم الكبد والمضاعفات المرتبطة به بشكل كبير.

أول علاج محتمل لمرض الكبد الدهنية

توصلت دراسة إلى أن مركباً من الأحماض الأمينية تم تطويره أخيراً، يعالج بنجاح مرض الكبد الدهنية غير الكحولية في الرئيسيات غير البشرية، مما يجعل العلماء أقرب خطوة إلى أول علاج بشري للحالة التي تتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وطوّر الباحثون في جامعة «ميشيغان الطبية» المركب (DT - 109)، أي ما يُعرف بـ«ثلاثي الببتيد القائم على الغلايسين»، لعلاج الشكل الحاد من مرض الكبد الدهنية الذي يسمى «التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية»، ويُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعاً باسم «ناش NASH»، ويسبب تندباً والتهاباً في الكبد، ويقدَّر أنه يؤثر على ما يصل إلى 6.5 في المائة من سكان العالم.
وكشفت النتائج التي نُشرت (الاثنين) في دورية «سيل ميتابوليزم»، عن أن «المركب الجديد عكس تراكم الدهون ومنع حدوث ندبات في كبد كلٍّ من الفئران والرئيسيات التي طوّرت المرض». وقال يوجين تشين، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميشيغان الطبية»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يرتفع مرض (ناش) بمعدل مذهل، ونجاح العلاج باستخدام المركب (DT - 109) مع القرود، يقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة».
ومرض الكبد الدهنية غير الكحولية هو المرحلة الثانية من مرض الكبد الدهنية غير الناجمة عن شرب الكحول، والذي يقدَّر أنه يصيب 32 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم، وبينما يمكن علاج مرض الكبد الدهنية بالتمارين الرياضية والتدخل الغذائي، فإن تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية يكون أكثر ديمومة، وأصبح السبب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة، وأصبح تليف الكبد المرتبط به أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة الكبد.
وطوَّر تشين وفريقه المركَّب (DT - 109) لعلاج مرض «ناش» في الرئيسيات غير البشرية، بعد أن أظهرت التقارير أن ضعف التمثيل الغذائي لـ«الغلايسين» ظهر كسبب للمرض.
وفي حين أن المئات من المركبات قد نجحت في علاج المرض في الفئران، إلا أن نماذج الفئران بهذا المرض، لا تحاكي جميع جوانب المرض البشري بدقة، وهنا تأتي قيمة الدراسة على نماذج الرئيسيات غير البشرية، لأنها الأقرب في محاكاة جوانب المرض البشري، وبالتالي يمكن ترجمة النتائج بشكل سريع إلى التجارب السريرية على البشر. وأكد جيفينغ زانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نتائجنا مع الرئيسيات غير البشرية مشجعة للغاية، حيث نجح المركب في منع تراكم الدهون ومنع تطور التليف عن طريق تحفيز تدهور الأحماض الدهنية وتكوين مضادات الأكسدة، كما منع الدواء إنتاج حمض الليثوكوليك، وهو حمض صفراوي ثانوي سام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية».

الكبد الدهني أكثر الأمراض شيوعاً في العالم

الكبد هو أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان. ويؤدي هذا العضو، الذي يبلغ حجمه حجم كرة قدم ويزن نحو ثلاثة أرطال (الرطل يساوي 453 غراماً تقريباً)، أكثر من 500 وظيفة. وتشمل بعض مهامه اليومية إنتاج الكولسترول، وإفراز «الصفراء» للمساعدة في هضم الدهون، وتنقية الدم من المواد السامة المميتة. كذلك يحمل الكبد نصف لتر من الدم الموجود في الجسم في أي لحظة.
الكبد الدهني غير الكحولي
رغم براعة الكبد ومهارته، فإنه ليس محصناً ضد المرض. ومن أكبر التهديدات التي تواجهه هو مرض الكبد الدهني غير الكحولي nonalcoholic fatty liver disease (NAFLD)، وهو أكثر أمراض الكبد شيوعاً على مستوى العالم. ويقول الدكتور هوارد ليوين، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، والمحرر الطبي الرئيسي لقسم الإعلام والنشر لكلية الطب بجامعة هارفارد: «يصيب مرض الكبد الدهني غير الكحولي نحو 24 في المائة من الأميركيين البالغين، لكن أكثرهم لا يدركون إصابتهم به، ومن أسباب ذلك أنه نادراً ما يسبب الأعراض في مرحلة مبكرة». وأضاف قائلاً: «يعدّ مرض السكري والبدانة العاملين الأساسيين للإصابة بكل أشكال مرض الكبد الدهني، حيث يعاني نحو 75 في المائة من الأشخاص المصابين بإحدى هاتين الحالتين أو كليهما شكلاً من أشكال الكبد الدهني غير الكحولي».
أنواع المرض
مرض الكبد الدهني غير الكحولي هو مصطلح شامل يتضمن أشكالا عديدة من مرض الكبد:
- التنكّس الدهني للكبد: يعاني أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي نوعاً يُعرف باسم الكبد الدهني البسيط simple fatty liver or، أو التنكّس الدهني steatosis، وهو تراكم الدهون بشكل زائد في الكبد دون أن يكون السبب هو الإفراط في تناول الكحول، أو آثار جانبية لعقاقير، أو مرض وراثي.
- التهاب الكبد الدهني: يصاب نحو 20 في المائة من مرضى الكبد الدهني غير الكحولي بالتهاب في الكبد، يعرف باسم «التهاب الكبد الدهني غير الكحولي» nonalcoholic steatohepatitis (NASH). إذا لم يتم علاج تلك الحالة، فيمكن أن يتطور هذا الشكل الأخطر إلى تليف الكبد fibrosis، (التندّب scarring)، وربما التشمع الكبدي cirrhosis، وهو جرح خطير، وتلف يصيب الكبد.
وقال الدكتور ليوين: «الأسباب المحددة لتطور حالة بعض الأشخاص إلى هذه المرحلة من الالتهاب غير معلومة، لكن يبدو أن حجم الخصر الكبير بشكل غير عادي، الذي يشير إلى زيادة كمية دهون الأحشاء، وهي دهون البطن التي تحيط بالأعضاء الموجودة في منطقة البطن، عامل خطر مهم».
كثيراً ما يتم اكتشاف حالة الكبد الدهني البسيط، والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، لا من خلال شكل الأعراض، لكن من خلال فحص تصويري مثل تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية، أو فحص التصوير المقطعي الذي يتم إجراؤه لسبب آخر مثل الكشف عن حصوات المرارة. كذلك توضح فحوص الدم أحياناً قيماً غير اعتيادية خاصة بالكبد، وهو عادة ما يعني وجود التهاب كبد غير كحولي. مع ذلك تكون فحوص الدم لدى نسبة من الأشخاص تصل إلى نحو 50 في المائة طبيعية فيما يتعلق بوظائف الكبد.
- رصد الحالات: لدى معالجي الرعاية الأولية الإكلينيكيين حالياً طرق لا تتضمن التدخل الجراحي، تتيح معرفة الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد المبكر. ومن بين تلك الطرق قياسات المؤشرات الحيوية، وأنظمة التقييم القائمة على فحوص الدم، مثل درجة تليف الكبد الدهني غير الكحولي NAFLD fibrosis score، ومؤشر تليف الكبد 4، Fibrosis - 4 index. يقول دكتور ليوين: «مؤشر تليف الكبد 4 هو حساب بسيط قائم على نتائج فحص دم شائع وعمر الشخص. يقدم المؤشر توجيهاً بشأن العلاج، والمرحلة التي ينبغي عندها مراجعة اختصاصي كبد». وهناك تكنولوجيا أخرى تسمى التصوير الإلستوغرافي elastography التي توظف الموجات الصوتية لتقدير التهاب الكبد استناداً إلى مقدار تيبسه.
خطوات وقائية
لا توجد عقاقير محددة حاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج أي مرحلة من مراحل مرض الكبد الدهني غير الكحولي. لذا يعدّ إدخال تغييرات على نمط الحياة هو النهج الأفضل.
- التحكّم في الوزن: ولأن أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي يعانون الوزن الزائد، أو حتى البدانة، يعدّ التحكم في الوزن هو الخطوة الأولى التي يمكن لهم اتخاذها لتفادي الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، ومنع تطور حالة الكبد الدهني البسيط إلى التهاب الكبد غير الكحولي، على حد قول دكتور ليوين.
كذلك يمكن أن يحمي فقدان الوزن الأشخاص من مخاطر صحية أخرى شائعة لدى المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، مثل داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، وأمراض الأوعية الدموية. يوضح دكتور ليوين قائلاً: «ينبغي حتى على الرجال الذين يعانون زيادة طفيفة في الوزن الانتباه لوزنهم، حيث يمكن أن تقودهم أي زيادة تدريجية في الوزن في الاتجاه الخاطئ، وتزيد خطر إصابتهم بمرض الكبد الدهني غير الكحولي».
إذا كنت تعاني زيادة في الوزن، ربما يكون فقدان نحو 5 في المائة من وزن جسمك كافياً لخفض الدهون في الكبد. ويمكن أن يخفض فقدان ما يتراوح بين 7 و10 في المائة من وزن الجسم مقدار التهاب وإصابة خلايا الكبد، وربما يؤدي إلى حدوث قدر من التعافي من تليف الكبد. يمكن استهداف فقدان تدريجي للوزن يتراوح بين رطل (153 غراماً تقريباً) ورطلين أسبوعياً. بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بداء السكري، والأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الوزن المثالي، ربما يوصي طبيبك بتناول عقاقير تُعرف بقدرتها على خفض الوزن، مثل ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالغلوكاجون - 1
GLP - 1 agonist عقار «ويغوفي» semaglutide (Wegovy).
- محيط الخصر: ينبغي الانتباه أيضاً إلى احتمال إصابة الأشخاص ذوي الأوزان الطبيعية بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. يقول دكتور ليوين: «تعدّ منطقة تراكم دهون الجسم، خصوصاً حول البطن، مؤشراً قوياً على خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي». ومن طرق قياس الخطر المحتمل قياس حجم الخصر، حيث يوضح الدكتور ليوين قائلاً: «لا يزيد حجم الخصر المثالي بالنسبة للرجال على نصف طولهم، بمعنى أنه لا ينبغي أن يزيد خصر رجل يبلغ طوله ست أقدام على 36 بوصة».
- الطعام: رغم أن أي نظام غذائي يعزز فقدان الوزن يساعد في التعافي من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، فإن نظام البحر المتوسط الغذائي ذو السعرات الحرارية المنخفضة يعدّ اختياراً ممتازاً. تركز هذه الخطة الغذائية على الفواكه والخضراوات والحبوب والبقوليات والمكسرات وزيت الزيتون. ينبغي الحد من تناول اللحوم الحمراء، والإكثار من تناول الأسماك الدهنية والدواجن عوضاً عنها.
وعند التفكير في الأطعمة التي تودّ إضافتها إلى نظامك الغذائي، اتبع نصيحة الأمهات بتناول الخضراوات، حيث أشارت دراسة تم إجراؤها عام 2020، إلى وجود صلة بين اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات التي تنتمي إلى فصيلة الصليبيات، مثل الكرنب (الملفوف)، والقرنبيط، والبروكولي، وبراعم كرنب البروكسل، وبين تراجع مخاطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
كذلك ربما يساعد تناول القهوة أيضاً في الوقاية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، حيث اكتشفت بعض الدراسات وجود علاقة بين تناول القهوة بشكل منتظم (من ثلاثة إلى أربعة فناجين يومياً) وبين تراجع خطر تطور حالة الكبد الدهني إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد.
- الرياضة: توضح الأبحاث أن ممارسة الرياضة بانتظام، بعيداً عن خسارة الوزن، يمكن أن تساعد أيضاً بشكل غير مباشر في الوقاية من الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، والسيطرة عليه. وقد وجد تحليل ورد في عدد أكتوبر (تشرين الأول) 2021 من دورية «فرونتيرز إن نيوتريشين» أن ممارسة التمرينات الرياضية يمكن أن تخفض دهون الجسم، خصوصاً الدهون الحشوية، وهي الطبقة العميقة الأكثر خطورة من الدهون المرتبطة بالتهاب الكبد.
وتشير الأبحاث إلى أن التمرينات الرياضية الهوائية واللاهوائية، مثل التدريب المتواتر عالي الكثافة، مفيدة للأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. كذلك اكتشفت دراسة أن ممارسة التمرينات الرياضية المعتدلة، سواء كانت هوائية أو لاهوائية، لمدة تتراوح بين 20 و60 دقيقة لثلاث أو أربع مرات أسبوعياً، قد ساعدت في خفض دهون الكبد، وعلاج التلف الذي لحق بالكبد، لدى المرضى المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»
- خدمات «تريبيون ميديا»

8 علاجات طبيعية لمرض الكبد الدهني

يلعب الكبد (أكبر عضو داخلي بجسم الإنسان) دورًا مهمًا في معالجة الطعام وإزالة السموم من الجسم؛ إذ يحتوي على بعض الدهون وهو أمر طبيعي؛ ولكن عندما تزيد كمية الدهون في الكبد على 5 إلى 10 % من وزنه فيشار لهذه الحالة باسم «الكبد الدهني» أو «التنكس الدهني الكبدي»؛ عندما يكون الكبد غير قادر على تكسير الدهون في الجسم واستقلابها فتتراكم الدهون وتؤدي إلى الكبد الدهني.
يمكن أن تحدث هذه الحالة بسبب الإفراط بتناول الكحول أو سوء التغذية أو نمط الحياة غير الصحي. قد لا يلاحظ الشخص أي أعراض. لكنها قد تسبب مضاعفات صحية خطيرة. فالأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد الدهنية، وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص؛ والذي كشف 8 علاجات طبيعية لعلاج الكبد الدهني جاءت على الشكل التالي:

1 - خل التفاح

يجب أن يستهلك الأشخاص المصابون بمرض الكبد الدهني خل التفاح لأنه يساعد على تقليل تراكم الدهون في الكبد. كما أنه يساعد في تقليل الوزن والالتهابات في الجسم. قبل كل وجبة، اشرب كوبًا من الماء الدافئ يحتوي على ملعقة كبيرة من خل التفاح.

2 - الشاي الأخضر

يساعد الكاتيكين عالي الكثافة الموجود في الشاي الأخضر على تحسين وظائف الكبد ويمنع تراكم الدهون لدى مرضى الكبد الدهني غير الكحولي. كما أنه يعزز وظائف الكبد مع تقليل كمية الدهون المخزنة هناك. أضف الشاي الأخضر إلى نظامك الغذائي اليومي لضمان أقصى قدر من الفوائد.

3 - الليمون

يساعد الليمون على إزالة السموم من الكبد عن طريق إنتاج الإنزيمات التي تحيد السموم في الكبد. إنه غني بفيتامين C ومضادات الأكسدة التي تساعد على منع الجذور الحرة من إتلاف خلايا الكبد وأجزاء أخرى من الجسم. للحصول على أفضل الفوائد امزج ملعقة صغيرة من عصير الليمون مع كوب من الماء الدافئ واشربه في الصباح.

4 - أملا

يحتوي Amla على العديد من الخصائص الطبية وهو عنصر فعال في علاج أمراض الكبد الدهنية. حيث يشمل فيتامين (سي) الذي يساعد في تعزيز صحة الكبد. يمكنك تناوله طازجا أو شرب عصيره أو إضافته إلى وجباتك لاستهلاكه.

5 - السيطرة على السمنة

يجب تقليل الوزن الزائد وتجنب السمنة للسيطرة على مرض الكبد الدهني. فوفقًا للدليل الذي نشرته الجمعية الأميركية لدراسة أمراض الكبد، يعد فقدان الوزن جزءًا مهمًا من علاج أمراض الكبد الدهنية. فهو يساعد بتقليل تراكم الدهون في الكبد وتحسين أعراضه. حافظ على وزن صحي ومارس الرياضة يوميًا للتحكم بوزنك.

6 - الحفاظ على نظام غذائي صحي

يجب أن تركز على الحفاظ على نظام غذائي صحي واستهلاك الأطعمة التي تساعد على تقليل تراكم الدهون في الكبد. استهلك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والبقوليات. يجب أن يشتمل نظامك الغذائي على فيتامين (سي) ومضادات الأكسدة وأحماض أوميغا 3 الدهنية والدهون الأحادية غير المشبعة والكربوهيدرات المعقدة. تجنب تناول الأطعمة السكرية والمعالجة واللحوم الحمراء وما إلى ذلك.

7 - تجنب الكحول

السبب الرئيسي لمرض الكبد الدهني الكحولي هو الاستهلاك المفرط للكحول. لذلك، من المهم الإقلاع عن استهلاك الكحول لتجنب تراكم الدهون في الكبد.

8 - ممارسة الرياضة

من الضروري الحفاظ على لياقتك البدنية وممارسة الرياضة لإزالة الدهون من الكبد. استهدف التمارين الهوائية وتمارين القوة ورفع الأثقال لتحسين صحة الكبد.

أول علاج محتمل لمرض الكبد الدهنية

توصلت دراسة إلى أن مركباً من الأحماض الأمينية تم تطويره أخيراً، يعالج بنجاح مرض الكبد الدهنية غير الكحولية في الرئيسيات غير البشرية، مما يجعل العلماء أقرب خطوة إلى أول علاج بشري للحالة التي تتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وطوّر الباحثون في جامعة «ميشيغان الطبية» المركب (DT - 109)، أي ما يُعرف بـ«ثلاثي الببتيد القائم على الغلايسين»، لعلاج الشكل الحاد من مرض الكبد الدهنية الذي يسمى «التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية»، ويُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعاً باسم «ناش NASH»، ويسبب تندباً والتهاباً في الكبد، ويقدَّر أنه يؤثر على ما يصل إلى 6.5 في المائة من سكان العالم.
وكشفت النتائج التي نُشرت (الاثنين) في دورية «سيل ميتابوليزم»، عن أن «المركب الجديد عكس تراكم الدهون ومنع حدوث ندبات في كبد كلٍّ من الفئران والرئيسيات التي طوّرت المرض». وقال يوجين تشين، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميشيغان الطبية»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يرتفع مرض (ناش) بمعدل مذهل، ونجاح العلاج باستخدام المركب (DT - 109) مع القرود، يقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة».
ومرض الكبد الدهنية غير الكحولية هو المرحلة الثانية من مرض الكبد الدهنية غير الناجمة عن شرب الكحول، والذي يقدَّر أنه يصيب 32 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم، وبينما يمكن علاج مرض الكبد الدهنية بالتمارين الرياضية والتدخل الغذائي، فإن تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية يكون أكثر ديمومة، وأصبح السبب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة، وأصبح تليف الكبد المرتبط به أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة الكبد.
وطوَّر تشين وفريقه المركَّب (DT - 109) لعلاج مرض «ناش» في الرئيسيات غير البشرية، بعد أن أظهرت التقارير أن ضعف التمثيل الغذائي لـ«الغلايسين» ظهر كسبب للمرض.
وفي حين أن المئات من المركبات قد نجحت في علاج المرض في الفئران، إلا أن نماذج الفئران بهذا المرض، لا تحاكي جميع جوانب المرض البشري بدقة، وهنا تأتي قيمة الدراسة على نماذج الرئيسيات غير البشرية، لأنها الأقرب في محاكاة جوانب المرض البشري، وبالتالي يمكن ترجمة النتائج بشكل سريع إلى التجارب السريرية على البشر. وأكد جيفينغ زانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نتائجنا مع الرئيسيات غير البشرية مشجعة للغاية، حيث نجح المركب في منع تراكم الدهون ومنع تطور التليف عن طريق تحفيز تدهور الأحماض الدهنية وتكوين مضادات الأكسدة، كما منع الدواء إنتاج حمض الليثوكوليك، وهو حمض صفراوي ثانوي سام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية».

أمراض الكبد قد تسبب الاكتئاب!

حذر أخصائي أمراض الكبد الروسي الدكتور أندريه ياكوشيف من أن أمراض الكبد يمكن أن تصبح سببا محتملا للاكتئاب. حيث أنها تتطور من دون اعراض بسبب كون الكبد خاليا من النهايات العصبية، لذلك لا يظهر الألم باستثاء حالات تمدد كبسولاته.
ووفق الأخصائي الروسي يمكن ان تظهر أمراض الكبد على شكل رعشات وحكة جلدية وتقلبات في المزاج. وأكثرها وضوحا هي الحكة الجلدية المستمرة مع عدم وجود البثور والطفح الجلدي. وهذا يظهر عادة لدى النساء اللواتي عمرهن أكثر من 50 عاما، وفق ما ذكرت شبكة «روسيا اليوم» نقلا عن صحيفة «إزفيستيا» الروسية.
ويفيد ياكوشيف بأن العلامة الثانية التي قد تشير إلى إصابة الكبد هي الكآبة التي تلاحظ عادة لدى الأطفال والشباب دون العشرين من العمر. موضحا «غالبا ما تكون هذه أعراض مرض نادر (مرض ولسن) كونوفالوف، الناجم عن تراكم كمية كبيرة من النحاس في الكبد وبقيت دون معالجة».
ولم يستبعد الطبيب الروسي أن يكون المرض دماغيا كون الدماغ هو المتضرر الرئيسي، وقد يكون هناك تطور بتليّف الكبد في سن مبكرة، مؤكدا «في حالة إصابة الدماغ يعاني الكبد أيضا ولكن ليس بنفس مستوى الدماغ الذي تحصل فيه تغيرات محددة تؤدي إلى تقلبات في المزاج وارتعاش». ويستدرك قائلا «ان من الأعراض غير الواضحة لأمراض الكبد ارتفاع مستوى الحديد (الفرّيتين)، وذلك قد يشير لمرض ترسب الأصبغة الدموية الناجم عن ترسب كمية كبيرة من الحديد في الكبد واعضاء أخرى من الجسم، ما يؤدي بالتالي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد».

طبيب يحذر: لا تتجاهل أعراض الكبد الدهني

يقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية، بدءا من إزالة السموم من المواد الضارة واستقلاب العناصر الغذائية إلى إنتاج الصفراء للهضم. إنه أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان، ما يجعله عرضة للتلف. وعندما يتلف الكبد، تتأثر قدرته على العمل بشكل صحيح، ما يؤدي إلى تراكم السموم وفضلات المنتجات في مجرى الدم، الأمر الذي قد يتسبب بمشاكل صحية خطيرة مثل اليرقان وفشل الكبد وغيرها من الحالات التي تهدد الحياة. ويمكن أن تختلف الأعراض من خفيفة إلى شديدة، حسب مرحلة تلف الكبد.

بدوره يشرح الدكتور أجاي كومار رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتنظير بمستشفى «BLK-Max Super» التخصصي بنيودلهي، الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض الكبد الدهني وطرق الوقاية منه، وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

ما هو مرض الكبد الدهني؟

يحدث مرض الكبد الدهني، المعروف أيضًا باسم التنكس الدهني الكبدي، عندما تتراكم الدهون الزائدة في الكبد.

يمكن أن يحدث تراكم الدهون هذا بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك السمنة والإفراط في استهلاك الكحول ومقاومة الأنسولين.

مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)

هو الشكل الأكثر شيوعًا، وإذا ترك دون علاج، يمكن أن يتطور إلى مراحل أكثر خطورة مثل التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، ما قد يؤدي إلى التهاب وتليف وتشمع الكبد المحتمل.

يقول الدكتور كومار «إن معدل حدوث التهاب الكبد المزمن B و C قد انخفض ولكن NAFLD ظهر كسبب مهم لتليف الكبد في الهند. حيث يعاني واحد من كل 3 هنود من مرض الكبد الدهني. ونظرًا لكون الهند عاصمة لمرضى السكري، فإن المشكلة تزداد سوءًا، إذ يتعرض مرضى السكري لخطر الإصابة بدرجات متقدمة من مرض الكبد الدهني؛ وهي تليف الكبد».

ووفقًا لدراسة نُشرت بالمجلة الطبية البريطانية (BMJ)، فقد زادت حالات NAFLD بين عام 1990 و 2017، مع زيادة معدل الانتشار خلال نفس الفترة. كما كانت الاتجاهات المتزايدة متسقة عبر الجنسين.

وأضافت الورقة البحثية أن أرقام الحالات كانت الأعلى في شرق آسيا، تليها جنوب آسيا، ثم شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

الأعراض الشائعة للكبد الدهني

فيما يلي بعض الأعراض المصاحبة لدهون الكبد:

- التعب مع أو بدون تورم القدمين

- امتلاء البطن بسبب تراكم السوائل في تجويف البطن (الاستسقاء)

- تورم معمم في الجسم كله (anasarca)

- فقر دم

لماذا تؤدي مضاعفات مرض الكبد الدهني إلى التورم؟

قد لا يسبب مرض الكبد في مرحلة مبكرة أي ضرر ويمكن أن يظل بدون أعراض. ومع ذلك، إذا تقدم المرض، فقد يتسبب في ضرر دائم.

المرحلة الأخيرة من مرض الكبد تسمى تليف الكبد، والتي تشير إلى تندب شديد في الكبد.

ووفقًا لـ«مايو كلينك»، لا يمكن التراجع عن تلف الكبد الناجم عن تليف الكبد بشكل عام ويمكن أن يبدأ في إحداث علامات أكثر وضوحًا.

وأصبح التورم في أجزاء معينة من الجسم أكثر شيوعًا.

وقد تشمل هذه المناطق الكاحلين «إذ يمكن أن يؤدي الضغط المتزايد في الوريد البابي إلى تراكم السوائل في الساقين، وتسمى الوذمة، وفي البطن، وهو ما يسمى الاستسقاء. وقد تحدث الوذمة والاستسقاء أيضًا إذا كان الكبد غير قادر على إنتاج ما يكفي من بروتينات معينة في الدم، مثل الألبومين، حسب «هيئة البحوث الصحية».

ويضيف كومار إنه يمكن الوقاية من تلف الكبد والأمراض مثل NAFLD من خلال اتباع أسلوب حياة صحي. وهو يوصي بـ«ممارسة التمارين الرياضية بانتظام (التمارين الرياضية والمقاومة) واتباع نظام غذائي قليل الدسم وقليل السكر وغني بالألياف، بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب شرب الكحول والتدخين والعادات الضارة الأخرى. وأيضا احصل على لقاح ضد التهاب الكبد وتجنب ملامسة دماء الآخرين وسوائل أجسامهم، لأن بعض أشكال التهاب الكبد يمكن أن تنتشر من شخص لآخر».

الكبد الدهني أكثر الأمراض شيوعاً في العالم

الكبد هو أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان. ويؤدي هذا العضو، الذي يبلغ حجمه حجم كرة قدم ويزن نحو ثلاثة أرطال (الرطل يساوي 453 غراماً تقريباً)، أكثر من 500 وظيفة. وتشمل بعض مهامه اليومية إنتاج الكولسترول، وإفراز «الصفراء» للمساعدة في هضم الدهون، وتنقية الدم من المواد السامة المميتة. كذلك يحمل الكبد نصف لتر من الدم الموجود في الجسم في أي لحظة.
الكبد الدهني غير الكحولي
رغم براعة الكبد ومهارته، فإنه ليس محصناً ضد المرض. ومن أكبر التهديدات التي تواجهه هو مرض الكبد الدهني غير الكحولي nonalcoholic fatty liver disease (NAFLD)، وهو أكثر أمراض الكبد شيوعاً على مستوى العالم. ويقول الدكتور هوارد ليوين، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، والمحرر الطبي الرئيسي لقسم الإعلام والنشر لكلية الطب بجامعة هارفارد: «يصيب مرض الكبد الدهني غير الكحولي نحو 24 في المائة من الأميركيين البالغين، لكن أكثرهم لا يدركون إصابتهم به، ومن أسباب ذلك أنه نادراً ما يسبب الأعراض في مرحلة مبكرة». وأضاف قائلاً: «يعدّ مرض السكري والبدانة العاملين الأساسيين للإصابة بكل أشكال مرض الكبد الدهني، حيث يعاني نحو 75 في المائة من الأشخاص المصابين بإحدى هاتين الحالتين أو كليهما شكلاً من أشكال الكبد الدهني غير الكحولي».
أنواع المرض
مرض الكبد الدهني غير الكحولي هو مصطلح شامل يتضمن أشكالا عديدة من مرض الكبد:
- التنكّس الدهني للكبد: يعاني أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي نوعاً يُعرف باسم الكبد الدهني البسيط simple fatty liver or، أو التنكّس الدهني steatosis، وهو تراكم الدهون بشكل زائد في الكبد دون أن يكون السبب هو الإفراط في تناول الكحول، أو آثار جانبية لعقاقير، أو مرض وراثي.
- التهاب الكبد الدهني: يصاب نحو 20 في المائة من مرضى الكبد الدهني غير الكحولي بالتهاب في الكبد، يعرف باسم «التهاب الكبد الدهني غير الكحولي» nonalcoholic steatohepatitis (NASH). إذا لم يتم علاج تلك الحالة، فيمكن أن يتطور هذا الشكل الأخطر إلى تليف الكبد fibrosis، (التندّب scarring)، وربما التشمع الكبدي cirrhosis، وهو جرح خطير، وتلف يصيب الكبد.
وقال الدكتور ليوين: «الأسباب المحددة لتطور حالة بعض الأشخاص إلى هذه المرحلة من الالتهاب غير معلومة، لكن يبدو أن حجم الخصر الكبير بشكل غير عادي، الذي يشير إلى زيادة كمية دهون الأحشاء، وهي دهون البطن التي تحيط بالأعضاء الموجودة في منطقة البطن، عامل خطر مهم».
كثيراً ما يتم اكتشاف حالة الكبد الدهني البسيط، والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، لا من خلال شكل الأعراض، لكن من خلال فحص تصويري مثل تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية، أو فحص التصوير المقطعي الذي يتم إجراؤه لسبب آخر مثل الكشف عن حصوات المرارة. كذلك توضح فحوص الدم أحياناً قيماً غير اعتيادية خاصة بالكبد، وهو عادة ما يعني وجود التهاب كبد غير كحولي. مع ذلك تكون فحوص الدم لدى نسبة من الأشخاص تصل إلى نحو 50 في المائة طبيعية فيما يتعلق بوظائف الكبد.
- رصد الحالات: لدى معالجي الرعاية الأولية الإكلينيكيين حالياً طرق لا تتضمن التدخل الجراحي، تتيح معرفة الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد المبكر. ومن بين تلك الطرق قياسات المؤشرات الحيوية، وأنظمة التقييم القائمة على فحوص الدم، مثل درجة تليف الكبد الدهني غير الكحولي NAFLD fibrosis score، ومؤشر تليف الكبد 4، Fibrosis - 4 index. يقول دكتور ليوين: «مؤشر تليف الكبد 4 هو حساب بسيط قائم على نتائج فحص دم شائع وعمر الشخص. يقدم المؤشر توجيهاً بشأن العلاج، والمرحلة التي ينبغي عندها مراجعة اختصاصي كبد». وهناك تكنولوجيا أخرى تسمى التصوير الإلستوغرافي elastography التي توظف الموجات الصوتية لتقدير التهاب الكبد استناداً إلى مقدار تيبسه.
خطوات وقائية
لا توجد عقاقير محددة حاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج أي مرحلة من مراحل مرض الكبد الدهني غير الكحولي. لذا يعدّ إدخال تغييرات على نمط الحياة هو النهج الأفضل.
- التحكّم في الوزن: ولأن أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي يعانون الوزن الزائد، أو حتى البدانة، يعدّ التحكم في الوزن هو الخطوة الأولى التي يمكن لهم اتخاذها لتفادي الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، ومنع تطور حالة الكبد الدهني البسيط إلى التهاب الكبد غير الكحولي، على حد قول دكتور ليوين.
كذلك يمكن أن يحمي فقدان الوزن الأشخاص من مخاطر صحية أخرى شائعة لدى المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، مثل داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، وأمراض الأوعية الدموية. يوضح دكتور ليوين قائلاً: «ينبغي حتى على الرجال الذين يعانون زيادة طفيفة في الوزن الانتباه لوزنهم، حيث يمكن أن تقودهم أي زيادة تدريجية في الوزن في الاتجاه الخاطئ، وتزيد خطر إصابتهم بمرض الكبد الدهني غير الكحولي».
إذا كنت تعاني زيادة في الوزن، ربما يكون فقدان نحو 5 في المائة من وزن جسمك كافياً لخفض الدهون في الكبد. ويمكن أن يخفض فقدان ما يتراوح بين 7 و10 في المائة من وزن الجسم مقدار التهاب وإصابة خلايا الكبد، وربما يؤدي إلى حدوث قدر من التعافي من تليف الكبد. يمكن استهداف فقدان تدريجي للوزن يتراوح بين رطل (153 غراماً تقريباً) ورطلين أسبوعياً. بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بداء السكري، والأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الوزن المثالي، ربما يوصي طبيبك بتناول عقاقير تُعرف بقدرتها على خفض الوزن، مثل ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالغلوكاجون - 1
GLP - 1 agonist عقار «ويغوفي» semaglutide (Wegovy).
- محيط الخصر: ينبغي الانتباه أيضاً إلى احتمال إصابة الأشخاص ذوي الأوزان الطبيعية بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. يقول دكتور ليوين: «تعدّ منطقة تراكم دهون الجسم، خصوصاً حول البطن، مؤشراً قوياً على خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي». ومن طرق قياس الخطر المحتمل قياس حجم الخصر، حيث يوضح الدكتور ليوين قائلاً: «لا يزيد حجم الخصر المثالي بالنسبة للرجال على نصف طولهم، بمعنى أنه لا ينبغي أن يزيد خصر رجل يبلغ طوله ست أقدام على 36 بوصة».
- الطعام: رغم أن أي نظام غذائي يعزز فقدان الوزن يساعد في التعافي من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، فإن نظام البحر المتوسط الغذائي ذو السعرات الحرارية المنخفضة يعدّ اختياراً ممتازاً. تركز هذه الخطة الغذائية على الفواكه والخضراوات والحبوب والبقوليات والمكسرات وزيت الزيتون. ينبغي الحد من تناول اللحوم الحمراء، والإكثار من تناول الأسماك الدهنية والدواجن عوضاً عنها.
وعند التفكير في الأطعمة التي تودّ إضافتها إلى نظامك الغذائي، اتبع نصيحة الأمهات بتناول الخضراوات، حيث أشارت دراسة تم إجراؤها عام 2020، إلى وجود صلة بين اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات التي تنتمي إلى فصيلة الصليبيات، مثل الكرنب (الملفوف)، والقرنبيط، والبروكولي، وبراعم كرنب البروكسل، وبين تراجع مخاطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
كذلك ربما يساعد تناول القهوة أيضاً في الوقاية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، حيث اكتشفت بعض الدراسات وجود علاقة بين تناول القهوة بشكل منتظم (من ثلاثة إلى أربعة فناجين يومياً) وبين تراجع خطر تطور حالة الكبد الدهني إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد.
- الرياضة: توضح الأبحاث أن ممارسة الرياضة بانتظام، بعيداً عن خسارة الوزن، يمكن أن تساعد أيضاً بشكل غير مباشر في الوقاية من الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، والسيطرة عليه. وقد وجد تحليل ورد في عدد أكتوبر (تشرين الأول) 2021 من دورية «فرونتيرز إن نيوتريشين» أن ممارسة التمرينات الرياضية يمكن أن تخفض دهون الجسم، خصوصاً الدهون الحشوية، وهي الطبقة العميقة الأكثر خطورة من الدهون المرتبطة بالتهاب الكبد.
وتشير الأبحاث إلى أن التمرينات الرياضية الهوائية واللاهوائية، مثل التدريب المتواتر عالي الكثافة، مفيدة للأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. كذلك اكتشفت دراسة أن ممارسة التمرينات الرياضية المعتدلة، سواء كانت هوائية أو لاهوائية، لمدة تتراوح بين 20 و60 دقيقة لثلاث أو أربع مرات أسبوعياً، قد ساعدت في خفض دهون الكبد، وعلاج التلف الذي لحق بالكبد، لدى المرضى المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»
- خدمات «تريبيون ميديا»

طبيب: أطعمة وأدوية تضر بالكبد وأخرى تنفعه

الكبد عضو مهم في الجسم يقوم بإزالة السمية من المُستقلَبات المختلفة ويركب البروتينات وينتج المواد الكيميائية الحيوية اللازمة لعملية الهضم. يتموضع في الربع العلوي الأيمن من البطن تحت الحجاب الحاجز.

وتشمل أدوار الكبد اضافة الى الاستقلاب، تنظيم تخزين الجليكوجين وتَفَكُّيك كريات الدم الحمراء وإنتاج الهرمونات. ومن الأمور المهمة التي يساعد الكبد فيها انتاج الصفراء (مركب قلوي يساعد بتحطيم الدهون) وتسهيل عملية الهضم عن طريق استحلاب الشحوم. وتختلف التقديرات المتعلقة بالعدد الكلي لوظائف الكبد. لكن كتب المتخصصين تشير الى أنها حوالى 500 وظيفة تقريبا.

وفي هذا الاطار، فان إصابة الكبد بالضرر وإعاقة عمله يفقد الجسم الكثير من المهام الحيوية التي يحتاجها.

من أجل ذلك، حدد الأخصائي الروسي الدكتور ألكسندر مياسنيكوف مواد غذائية تساهم في الحفاظ على الكبد وأخرى تلحق الضرر به. موضحا «أن العديد من الدراسات العلمية أثبتت أن القهوة هي أفضل المواد فائدة للكبد؛ خاصة إذا كان الشخص يعاني من التهاب الكبد، وإذا كان هناك تلف في الكبد، فإن القهوة تمنع تطوره إلى تليف الكبد. وتليف الكبد إلى سرطان الكبد». وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن صحيفة «فيستي. رو» المحلية.

ويشدد مياسنيكوف ان بعض الأدوية يلحق الضرر بالكبد. إلّا انه يحذر بشدة من الافراط بتناول الباراسيتامول فهو الأكثر خطرا على الكبد وفق قوله. مؤكدا «انه المسؤول عن نصف حالات نخر الكبد المميت؛ إذ تؤدي زيادة جرعته إلى تسمم الكبد. لذلك تذكروا جميعا أن الجرعة اليومية من هذا الدواء يجب ألا تزيد على أربعة غرامات». مضيفا «لا ينصح أبدا بعلاج الصداع الناجم عن التسمم الكحولي بتناول الباراسيتامول. لأن هذا في الواقع سيكون ضربة مزدوجة للكبد، وقد تكون لها عواقب وخيمة جدا». مبينا «أن الباراسيتامول بصورة عامة دواء آمن وغير خطر . لكن مع ذلك يجب تناوله بحذر عند اعطائه للأطفال لأن المساحيق المضادة لأمراض البرد المخصصة للأطفال تحتوي في تركيبها عادة على الباراسيتامول أيضا»، وفق قوله.

أمراض الكبد قد تسبب الاكتئاب!

حذر أخصائي أمراض الكبد الروسي الدكتور أندريه ياكوشيف من أن أمراض الكبد يمكن أن تصبح سببا محتملا للاكتئاب. حيث أنها تتطور من دون اعراض بسبب كون الكبد خاليا من النهايات العصبية، لذلك لا يظهر الألم باستثاء حالات تمدد كبسولاته.
ووفق الأخصائي الروسي يمكن ان تظهر أمراض الكبد على شكل رعشات وحكة جلدية وتقلبات في المزاج. وأكثرها وضوحا هي الحكة الجلدية المستمرة مع عدم وجود البثور والطفح الجلدي. وهذا يظهر عادة لدى النساء اللواتي عمرهن أكثر من 50 عاما، وفق ما ذكرت شبكة «روسيا اليوم» نقلا عن صحيفة «إزفيستيا» الروسية.
ويفيد ياكوشيف بأن العلامة الثانية التي قد تشير إلى إصابة الكبد هي الكآبة التي تلاحظ عادة لدى الأطفال والشباب دون العشرين من العمر. موضحا «غالبا ما تكون هذه أعراض مرض نادر (مرض ولسن) كونوفالوف، الناجم عن تراكم كمية كبيرة من النحاس في الكبد وبقيت دون معالجة».
ولم يستبعد الطبيب الروسي أن يكون المرض دماغيا كون الدماغ هو المتضرر الرئيسي، وقد يكون هناك تطور بتليّف الكبد في سن مبكرة، مؤكدا «في حالة إصابة الدماغ يعاني الكبد أيضا ولكن ليس بنفس مستوى الدماغ الذي تحصل فيه تغيرات محددة تؤدي إلى تقلبات في المزاج وارتعاش». ويستدرك قائلا «ان من الأعراض غير الواضحة لأمراض الكبد ارتفاع مستوى الحديد (الفرّيتين)، وذلك قد يشير لمرض ترسب الأصبغة الدموية الناجم عن ترسب كمية كبيرة من الحديد في الكبد واعضاء أخرى من الجسم، ما يؤدي بالتالي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد».

أول علاج محتمل لمرض الكبد الدهنية

توصلت دراسة إلى أن مركباً من الأحماض الأمينية تم تطويره أخيراً، يعالج بنجاح مرض الكبد الدهنية غير الكحولية في الرئيسيات غير البشرية، مما يجعل العلماء أقرب خطوة إلى أول علاج بشري للحالة التي تتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وطوّر الباحثون في جامعة «ميشيغان الطبية» المركب (DT - 109)، أي ما يُعرف بـ«ثلاثي الببتيد القائم على الغلايسين»، لعلاج الشكل الحاد من مرض الكبد الدهنية الذي يسمى «التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية»، ويُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعاً باسم «ناش NASH»، ويسبب تندباً والتهاباً في الكبد، ويقدَّر أنه يؤثر على ما يصل إلى 6.5 في المائة من سكان العالم.
وكشفت النتائج التي نُشرت (الاثنين) في دورية «سيل ميتابوليزم»، عن أن «المركب الجديد عكس تراكم الدهون ومنع حدوث ندبات في كبد كلٍّ من الفئران والرئيسيات التي طوّرت المرض». وقال يوجين تشين، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميشيغان الطبية»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يرتفع مرض (ناش) بمعدل مذهل، ونجاح العلاج باستخدام المركب (DT - 109) مع القرود، يقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة».
ومرض الكبد الدهنية غير الكحولية هو المرحلة الثانية من مرض الكبد الدهنية غير الناجمة عن شرب الكحول، والذي يقدَّر أنه يصيب 32 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم، وبينما يمكن علاج مرض الكبد الدهنية بالتمارين الرياضية والتدخل الغذائي، فإن تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية يكون أكثر ديمومة، وأصبح السبب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة، وأصبح تليف الكبد المرتبط به أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة الكبد.
وطوَّر تشين وفريقه المركَّب (DT - 109) لعلاج مرض «ناش» في الرئيسيات غير البشرية، بعد أن أظهرت التقارير أن ضعف التمثيل الغذائي لـ«الغلايسين» ظهر كسبب للمرض.
وفي حين أن المئات من المركبات قد نجحت في علاج المرض في الفئران، إلا أن نماذج الفئران بهذا المرض، لا تحاكي جميع جوانب المرض البشري بدقة، وهنا تأتي قيمة الدراسة على نماذج الرئيسيات غير البشرية، لأنها الأقرب في محاكاة جوانب المرض البشري، وبالتالي يمكن ترجمة النتائج بشكل سريع إلى التجارب السريرية على البشر. وأكد جيفينغ زانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نتائجنا مع الرئيسيات غير البشرية مشجعة للغاية، حيث نجح المركب في منع تراكم الدهون ومنع تطور التليف عن طريق تحفيز تدهور الأحماض الدهنية وتكوين مضادات الأكسدة، كما منع الدواء إنتاج حمض الليثوكوليك، وهو حمض صفراوي ثانوي سام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية».

اكتشاف مؤشر بيولوجي يشخّص سرطان الكبد مبكرا

أفادت مجلة «Cancer Research Communications» العلمية، بأن مجموعة من العلماء الأميركيين بجامعة جنوب كارولينا الطبية، اكتشفوا مؤشرا بيولوجيا يعد «الأفضل» لتشخيص سرطان الكبد، ما يسمح بتشخيص الإصابة بصورة مبكرة وسريعة.

وأوضحت المجلة أن سرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد (ورم خبيث ثاني أكثر أنواع سرطان الكبد انتشارا) عدواني جدا. وأنه في حال اكتشافه متأخرا فإن معدل البقاء على قيد الحياة لا تتجاوز الخمس سنوات فقط بـ8 في المائة من المصابين. في حين يمكن أن يساعد التشخيص المبكر بعلاج 50 في المئة من المرضى.

وفي هذا الاطار، كان يعتقد أنه من الصعب تشخيص هذا النوع من السرطان مبكرا؛ لأن أعراضه تشبه أعراض أمراض الكبد الأخرى وأن المؤشرات البيولوجية لسرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد ليست محددة لهذا المرض. لكن الباحثين اكتشفوا جزيئا فريدا بعينات أنسجة ودم المرضى لا يظهر إلا عند الإصابة بهذا النوع من السرطان. وأن هذه التغييرات سمة من سمات N-glycan (هو نوع من السكر الموجود في البروتينات)؛ حيث سيساعد المؤشر البيولوجي المكتشف على تشخيص سرطان الكبد عن طريق اختبارات الدم فقط، دون الحاجة إلى أخذ خزعة وتحليلها.

من جانبهم، قرر الباحثون مواصلة دراسة هذه السكريات وتحديد البروتينات المرتبطة بهذه التغيرات؛ وذلك بسبب عدم تحديد التغير في N-glycan.

تضخم الكبد... الأسباب والأعراض والعلاج

الكبد يعمل كمصنع كيميائي يقوم بمهام مثل استقلاب العناصر الغذائية وإزالة السموم من المواد الضارة وإنتاج الصفراء للهضم وتخزين الفيتامينات والمعادن وتنظيم مستويات السكر في الدم. إنه عضو أساسي يساهم بشكل كبير في صحتنا ورفاهيتنا بشكل عام. لكن الكبد نفسه يتعرض لحالة صحية شائكة تعرف باسم «تضخم الكبد». حسب ما يشرحها الدكتور غوراف جوبتا كبير الاستشاريين والجراحين بزراعة الكبد وجراحة HPB بمستشفى فورتيس بمولوند في مومباي، وفق ما نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

علماء يكتشفون رؤى جديدة لسرطان الكبد

كشف علماء من «مركز الأميرة ماكسيما لأورام الأطفال» ومعهد «هوبريخت» في هولندا عن رؤى علمية جديدة حول سمات سرطان الكبد الليفي (FLC)، وهو نوع نادر من سرطان الكبد في مرحلة الطفولة.
وقد تساعد النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت اليوم (الأربعاء) بمجلة «Nature Communications»، بتطوير علاجات دوائية جديدة في المستقبل. حيث سمحت الأعضاء المصغرة ونظام «المقص الجزيئي» (CRISPR-Cas9) للباحثين بفهم بيولوجيا الورم والعواقب البيولوجية لتغيرات الحمض النووي المختلفة بشكل أفضل. كما كشفت أيضًا عن «خلية منشأ» محتملة لأحد أنواع أورام FLC.
وسرطان الجلد الفيبرولير (FLC) هو نوع من سرطان الكبد، يصيب في الغالب المراهقين والشباب. فيصيب واحدا من كل 5 ملايين شخص سنويًا، ويمكن بالتأكيد تسمية سرطان الخلايا الليفية بأنه نادر. وأن معدل البقاء على قيد الحياة لا يزال منخفضًا. ومن أجل تغيير هذا، هناك حاجة ماسة لأشكال جديدة من العلاج.
وشاركت الدكتورة بينيديتا أرتيجياني قائدة المجموعة البحثية بمركز الأميرة ماكسيما لأورام الأطفال، والدكتورة دليلة هندريكس الباحثة بمعهد هوبريخت بقيادة دراسة جديدة حول سرطان الخلايا الليفية باستخدام التقنيات المبتكرة. إذ سمح هذا للباحثين بفهم النتائج البيولوجية المختلفة للطفرات المختلفة الموجودة في FLC ودراسة بيولوجيا الأورام بشكل أفضل.
وهذه المعلومات الجديدة ضرورية لفهم سبب ظهور الأورام، ولتحديد الأهداف المحتملة لعلاجات أفضل للمرض، وفق ما تقول أرتيجياني، التي توضح «استخدمنا عضيات كبد بشرية صحية لكبد صغير نمت في المختبر، ففي بحثنا. طورنا سلسلة من الكائنات العضوية، مع تغيرات مختلفة في الحمض النووي والطفرات، والتي كانت مرتبطة سابقًا بـ FLC. قمنا بتغيير الجينات خلفية العضويات باستخدام تقنية تعديل الحمض النووي CRISPR-Cas9، والتي تعمل كمقص جزيئي. ونظرًا لندرتها، لا يتوفر الكثير من أنسجة الورم للبحث. وبفضل هذه التقنية تمكنا من دراسة هذا النوع من الورم»، حسب ما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

الطفرات الجينية المختلفة تكمن وراء درجات مختلفة من العدوانية

وقامت أرتيجياني وهندريكس ببناء نماذج عضويات الكبد عن طريق تعديل بروتين كيناز A (PKA) باستخدام CRISPR-Cas9 .PKA (بروتين إشارة معقد قادر على تشغيل البروتينات الأخرى أو إيقاف تشغيلها). إذ يتكون «مفتاح البروتين» هذا من وحدات مختلفة، كل منها مشفر بواسطة جين مختلف. ويبدو أن تغيير وظيفة الوحدات المختلفة من خلال التغييرات الجينية أمر بالغ الأهمية لبداية FLC.
وفي هذا الاطار، احتوت العضيات على ما يسمى بجين الاندماج المتحور «DNAJB1-PRKACA». فغالبًا ما يوجد هذا التغيير في الحمض النووي بأورام FLC.
وتوضح هندريكس «عند إعادة بناء هذه الطفرة في العضيات، رأينا أنها بالفعل قادرة على عكس سمات متعددة للأورام التي نراها في مرضى FLC. ومع ذلك، تسببت هذه الطفرة المفردة في تأثير خفيف نوعًا ما على السلوك الخلوي والجزيئي الكلي من خلايا الكبد. لقد تغير الوضع تمامًا عندما أدخلوا مجموعة أخرى من تغييرات الحمض النووي». حيث وجدت أيضًا بمرضى FLC وفق أرتيجياني؛ التي تشير الى ان «هذه الخلفية الثانية لا تحتوي فقط على طفرة بأحد جينات PKA ، PRKAR2A، ولكن أيضًا في جين إضافي يسمى BAP1. وفي هذه الحالة، قدمت العضويات ميزات نموذجية للسرطان العدواني. وهذا ينبئ أن FLC جيني مختلف الخلفيات يؤدي لدرجات مختلفة من عدوانية الورم. وبجانب ذلك، فإن تأثير التحويل المعزز بشكل كبير الناجم عن تغييرات الحمض النووي BAP1 و PRKAR2A يسمح للخلايا بالتكيف مع البيئات المختلفة. وربما يفسر هذا النمو غير المنضبط للخلايا أثناء تكوين ورم FLC».
وخلص الباحثون إلى أنه على الرغم من أن الطفرات في جينات PKA ضرورية، إلا أنها قد لا تكون كافية لتطوير FLC.
وفي هذا تقول هندريكس «ان هذه النتائج تفتح إمكانية البحث عن عوامل أخرى تحدث جنبًا إلى جنب مع طفرات PKA في أورام FLC. ويمكن استغلال ذلك في العلاجات المستقبلية المحتملة لهذا النوع من سرطان الأطفال».

الكشف عن خلية المنشأ بسرطان الخلايا الليفية

لتكون قادرًا على تطوير علاجات جديدة، من الضروري أيضًا فهم بيولوجيا السرطان نفسه. حيث تتمثل إحدى الخطوات الأولى في فهم نوع الخلية التي ينشأ منها السرطان؛ تسمى «خلية المنشأ». وقد يكون فهم أهمية أخطاء الجينات المحددة في بدء FLC والخلية الأصلية أمرًا حاسمًا لفهم كيف يمكن أن يتصرف الورم لاحقًا.
ومع ذلك، أثناء الدراسة، تبين أن هذا صعب بشكل خاص على FLC؛ حيث ان «السبب الرئيسي هو أن هذه الأورام تقدم سمات كل من خلايا الكبد وخلايا الأقنية، وهما أهم خليتين في الكبد. وقد أظهرت عضوياتنا أن تعاون PRKAR2A و BAP1 حوّل خلايا الكبد السليمة في الأصل إلى خلية أقنية، مع زيادة جذعية سرطانية لميزات الخلية»، حسب أرتجياني؛ التي تؤكد «ان هذا التحول من نوع خلية إلى نوع آخر يسمى التمايز التبادلي ظاهرة مثيرة للاهتمام بشكل خاص يمكن أن تحدث في أورام مختلفة تجعل تحديد الخلية الأصلية أمرًا صعبًا بشكل خاص. ومع ذلك، باستخدام نماذجنا، تمكنا من الكشف عن خلايا الكبد على أنها خلية منشأ محتملة».
وفي الإجمال تعزز هذه الدراسة بشكل كبير فهم FLC وتمهد الطريق لمزيد من البحث حول كيفية علاج هذا النوع من السرطان النادر بشكل أفضل. إذ يمكن أن تؤدي الأفكار المتعمقة في العيوب الوراثية إلى علاجات جديدة للأطفال المصابين بهذا المرض. وفهم أهمية أخطاء جينية معينة في بدء FLC مستقبلا يمكن أن يساعد أيضًا في فهم عدم تجانس الورم والاستجابة بين المرضى بشكل أفضل.

ما هو تضخم الكبد؟

تضخم الكبد يشير إلى تضخم غير طبيعي للكبد يتجاوز حجمه ووزنه المعياريين. هذه الحالة ليست مرضًا في حد ذاتها، بل هي مظهر من مظاهر حالة طبية أساسية.

يزن الكبد السليم حوالى 3 أرطال (1.3 كلغم)، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ويحدث تضخم الكبد عندما يزداد حجم الكبد لأسباب مختلفة.

أسباب تضخم الكبد

يمكن أن يحدث تضخم الكبد بسبب العديد من العوامل، بما في ذلك، الالتهابات الفيروسية والتهاب الكبد الكحولي أو مرض الكبد الدهني أو الأدوية المعينة والاضطرابات الوراثية وظروف المناعة الذاتية واضطرابات التمثيل الغذائي وحتى قصور القلب، فتكون استجابة الكبد لهذه الحالات الأساسية هي زيادة الحجم، في محاولة للتعويض عن الاضطرابات والحفاظ على وظائفه.

أعراض تضخم الكبد

أعراض تضخم الكبد قد تشمل ما يلي:

- وجع البطن

- التعب

- اليرقان

- الغثيان

- نقص الوزن غير المقصود

وفي بعض الحالات، قد يكون تضخم الكبد بدون أعراض تمامًا، ما يجعل تشخيصه دون تقييم طبي مناسب أمرًا صعبًا.

التشخيص والعلاج

عند الاشتباه بتضخم الكبد، قد يوصي أخصائي الرعاية الصحية بمجموعة من الاختبارات التشخيصية. يمكن أن تشمل هذه الاختبارات عمل الدم لتقييم وظائف الكبد ودراسات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وأحيانًا خزعة الكبد لتحديد السبب الأساسي للتضخم. وبمجرد تحديد السبب، فإن خطة العلاج هي معالجة السبب الجذري مع إدارة الأعراض.

قد يشمل العلاج تغيير نمط الحياة أو الأدوية أو التدخلات الجراحية أو في الحالات الشديدة زرع الكبد.

ما وراء التدخل الطبي

في حين أن التدخل الطبي أمر بالغ الأهمية لإدارة تضخم الكبد، إلّا ان من المهم بنفس القدر التأكيد على التدابير الوقائية وتعديلات نمط الحياة. وقد يشمل ذلك الحفاظ على نظام غذائي صحي والحد من استهلاك الكحول وتجنب التعرض للمواد الضارة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وإدارة الظروف الصحية الأساسية.

فمن خلال اعتماد نهج شامل، يمكن للأفراد تقليل مخاطر تضخم الكبد والمضاعفات المرتبطة به بشكل كبير.

أول علاج محتمل لمرض الكبد الدهنية

توصلت دراسة إلى أن مركباً من الأحماض الأمينية تم تطويره أخيراً، يعالج بنجاح مرض الكبد الدهنية غير الكحولية في الرئيسيات غير البشرية، مما يجعل العلماء أقرب خطوة إلى أول علاج بشري للحالة التي تتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وطوّر الباحثون في جامعة «ميشيغان الطبية» المركب (DT - 109)، أي ما يُعرف بـ«ثلاثي الببتيد القائم على الغلايسين»، لعلاج الشكل الحاد من مرض الكبد الدهنية الذي يسمى «التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية»، ويُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعاً باسم «ناش NASH»، ويسبب تندباً والتهاباً في الكبد، ويقدَّر أنه يؤثر على ما يصل إلى 6.5 في المائة من سكان العالم.
وكشفت النتائج التي نُشرت (الاثنين) في دورية «سيل ميتابوليزم»، عن أن «المركب الجديد عكس تراكم الدهون ومنع حدوث ندبات في كبد كلٍّ من الفئران والرئيسيات التي طوّرت المرض». وقال يوجين تشين، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميشيغان الطبية»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يرتفع مرض (ناش) بمعدل مذهل، ونجاح العلاج باستخدام المركب (DT - 109) مع القرود، يقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة».
ومرض الكبد الدهنية غير الكحولية هو المرحلة الثانية من مرض الكبد الدهنية غير الناجمة عن شرب الكحول، والذي يقدَّر أنه يصيب 32 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم، وبينما يمكن علاج مرض الكبد الدهنية بالتمارين الرياضية والتدخل الغذائي، فإن تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية يكون أكثر ديمومة، وأصبح السبب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة، وأصبح تليف الكبد المرتبط به أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة الكبد.
وطوَّر تشين وفريقه المركَّب (DT - 109) لعلاج مرض «ناش» في الرئيسيات غير البشرية، بعد أن أظهرت التقارير أن ضعف التمثيل الغذائي لـ«الغلايسين» ظهر كسبب للمرض.
وفي حين أن المئات من المركبات قد نجحت في علاج المرض في الفئران، إلا أن نماذج الفئران بهذا المرض، لا تحاكي جميع جوانب المرض البشري بدقة، وهنا تأتي قيمة الدراسة على نماذج الرئيسيات غير البشرية، لأنها الأقرب في محاكاة جوانب المرض البشري، وبالتالي يمكن ترجمة النتائج بشكل سريع إلى التجارب السريرية على البشر. وأكد جيفينغ زانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نتائجنا مع الرئيسيات غير البشرية مشجعة للغاية، حيث نجح المركب في منع تراكم الدهون ومنع تطور التليف عن طريق تحفيز تدهور الأحماض الدهنية وتكوين مضادات الأكسدة، كما منع الدواء إنتاج حمض الليثوكوليك، وهو حمض صفراوي ثانوي سام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية».

الكبد الدهني أكثر الأمراض شيوعاً في العالم

الكبد هو أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان. ويؤدي هذا العضو، الذي يبلغ حجمه حجم كرة قدم ويزن نحو ثلاثة أرطال (الرطل يساوي 453 غراماً تقريباً)، أكثر من 500 وظيفة. وتشمل بعض مهامه اليومية إنتاج الكولسترول، وإفراز «الصفراء» للمساعدة في هضم الدهون، وتنقية الدم من المواد السامة المميتة. كذلك يحمل الكبد نصف لتر من الدم الموجود في الجسم في أي لحظة.
الكبد الدهني غير الكحولي
رغم براعة الكبد ومهارته، فإنه ليس محصناً ضد المرض. ومن أكبر التهديدات التي تواجهه هو مرض الكبد الدهني غير الكحولي nonalcoholic fatty liver disease (NAFLD)، وهو أكثر أمراض الكبد شيوعاً على مستوى العالم. ويقول الدكتور هوارد ليوين، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، والمحرر الطبي الرئيسي لقسم الإعلام والنشر لكلية الطب بجامعة هارفارد: «يصيب مرض الكبد الدهني غير الكحولي نحو 24 في المائة من الأميركيين البالغين، لكن أكثرهم لا يدركون إصابتهم به، ومن أسباب ذلك أنه نادراً ما يسبب الأعراض في مرحلة مبكرة». وأضاف قائلاً: «يعدّ مرض السكري والبدانة العاملين الأساسيين للإصابة بكل أشكال مرض الكبد الدهني، حيث يعاني نحو 75 في المائة من الأشخاص المصابين بإحدى هاتين الحالتين أو كليهما شكلاً من أشكال الكبد الدهني غير الكحولي».
أنواع المرض
مرض الكبد الدهني غير الكحولي هو مصطلح شامل يتضمن أشكالا عديدة من مرض الكبد:
- التنكّس الدهني للكبد: يعاني أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي نوعاً يُعرف باسم الكبد الدهني البسيط simple fatty liver or، أو التنكّس الدهني steatosis، وهو تراكم الدهون بشكل زائد في الكبد دون أن يكون السبب هو الإفراط في تناول الكحول، أو آثار جانبية لعقاقير، أو مرض وراثي.
- التهاب الكبد الدهني: يصاب نحو 20 في المائة من مرضى الكبد الدهني غير الكحولي بالتهاب في الكبد، يعرف باسم «التهاب الكبد الدهني غير الكحولي» nonalcoholic steatohepatitis (NASH). إذا لم يتم علاج تلك الحالة، فيمكن أن يتطور هذا الشكل الأخطر إلى تليف الكبد fibrosis، (التندّب scarring)، وربما التشمع الكبدي cirrhosis، وهو جرح خطير، وتلف يصيب الكبد.
وقال الدكتور ليوين: «الأسباب المحددة لتطور حالة بعض الأشخاص إلى هذه المرحلة من الالتهاب غير معلومة، لكن يبدو أن حجم الخصر الكبير بشكل غير عادي، الذي يشير إلى زيادة كمية دهون الأحشاء، وهي دهون البطن التي تحيط بالأعضاء الموجودة في منطقة البطن، عامل خطر مهم».
كثيراً ما يتم اكتشاف حالة الكبد الدهني البسيط، والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، لا من خلال شكل الأعراض، لكن من خلال فحص تصويري مثل تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية، أو فحص التصوير المقطعي الذي يتم إجراؤه لسبب آخر مثل الكشف عن حصوات المرارة. كذلك توضح فحوص الدم أحياناً قيماً غير اعتيادية خاصة بالكبد، وهو عادة ما يعني وجود التهاب كبد غير كحولي. مع ذلك تكون فحوص الدم لدى نسبة من الأشخاص تصل إلى نحو 50 في المائة طبيعية فيما يتعلق بوظائف الكبد.
- رصد الحالات: لدى معالجي الرعاية الأولية الإكلينيكيين حالياً طرق لا تتضمن التدخل الجراحي، تتيح معرفة الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد المبكر. ومن بين تلك الطرق قياسات المؤشرات الحيوية، وأنظمة التقييم القائمة على فحوص الدم، مثل درجة تليف الكبد الدهني غير الكحولي NAFLD fibrosis score، ومؤشر تليف الكبد 4، Fibrosis - 4 index. يقول دكتور ليوين: «مؤشر تليف الكبد 4 هو حساب بسيط قائم على نتائج فحص دم شائع وعمر الشخص. يقدم المؤشر توجيهاً بشأن العلاج، والمرحلة التي ينبغي عندها مراجعة اختصاصي كبد». وهناك تكنولوجيا أخرى تسمى التصوير الإلستوغرافي elastography التي توظف الموجات الصوتية لتقدير التهاب الكبد استناداً إلى مقدار تيبسه.
خطوات وقائية
لا توجد عقاقير محددة حاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج أي مرحلة من مراحل مرض الكبد الدهني غير الكحولي. لذا يعدّ إدخال تغييرات على نمط الحياة هو النهج الأفضل.
- التحكّم في الوزن: ولأن أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي يعانون الوزن الزائد، أو حتى البدانة، يعدّ التحكم في الوزن هو الخطوة الأولى التي يمكن لهم اتخاذها لتفادي الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، ومنع تطور حالة الكبد الدهني البسيط إلى التهاب الكبد غير الكحولي، على حد قول دكتور ليوين.
كذلك يمكن أن يحمي فقدان الوزن الأشخاص من مخاطر صحية أخرى شائعة لدى المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، مثل داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، وأمراض الأوعية الدموية. يوضح دكتور ليوين قائلاً: «ينبغي حتى على الرجال الذين يعانون زيادة طفيفة في الوزن الانتباه لوزنهم، حيث يمكن أن تقودهم أي زيادة تدريجية في الوزن في الاتجاه الخاطئ، وتزيد خطر إصابتهم بمرض الكبد الدهني غير الكحولي».
إذا كنت تعاني زيادة في الوزن، ربما يكون فقدان نحو 5 في المائة من وزن جسمك كافياً لخفض الدهون في الكبد. ويمكن أن يخفض فقدان ما يتراوح بين 7 و10 في المائة من وزن الجسم مقدار التهاب وإصابة خلايا الكبد، وربما يؤدي إلى حدوث قدر من التعافي من تليف الكبد. يمكن استهداف فقدان تدريجي للوزن يتراوح بين رطل (153 غراماً تقريباً) ورطلين أسبوعياً. بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بداء السكري، والأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الوزن المثالي، ربما يوصي طبيبك بتناول عقاقير تُعرف بقدرتها على خفض الوزن، مثل ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالغلوكاجون - 1
GLP - 1 agonist عقار «ويغوفي» semaglutide (Wegovy).
- محيط الخصر: ينبغي الانتباه أيضاً إلى احتمال إصابة الأشخاص ذوي الأوزان الطبيعية بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. يقول دكتور ليوين: «تعدّ منطقة تراكم دهون الجسم، خصوصاً حول البطن، مؤشراً قوياً على خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي». ومن طرق قياس الخطر المحتمل قياس حجم الخصر، حيث يوضح الدكتور ليوين قائلاً: «لا يزيد حجم الخصر المثالي بالنسبة للرجال على نصف طولهم، بمعنى أنه لا ينبغي أن يزيد خصر رجل يبلغ طوله ست أقدام على 36 بوصة».
- الطعام: رغم أن أي نظام غذائي يعزز فقدان الوزن يساعد في التعافي من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، فإن نظام البحر المتوسط الغذائي ذو السعرات الحرارية المنخفضة يعدّ اختياراً ممتازاً. تركز هذه الخطة الغذائية على الفواكه والخضراوات والحبوب والبقوليات والمكسرات وزيت الزيتون. ينبغي الحد من تناول اللحوم الحمراء، والإكثار من تناول الأسماك الدهنية والدواجن عوضاً عنها.
وعند التفكير في الأطعمة التي تودّ إضافتها إلى نظامك الغذائي، اتبع نصيحة الأمهات بتناول الخضراوات، حيث أشارت دراسة تم إجراؤها عام 2020، إلى وجود صلة بين اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات التي تنتمي إلى فصيلة الصليبيات، مثل الكرنب (الملفوف)، والقرنبيط، والبروكولي، وبراعم كرنب البروكسل، وبين تراجع مخاطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
كذلك ربما يساعد تناول القهوة أيضاً في الوقاية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، حيث اكتشفت بعض الدراسات وجود علاقة بين تناول القهوة بشكل منتظم (من ثلاثة إلى أربعة فناجين يومياً) وبين تراجع خطر تطور حالة الكبد الدهني إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد.
- الرياضة: توضح الأبحاث أن ممارسة الرياضة بانتظام، بعيداً عن خسارة الوزن، يمكن أن تساعد أيضاً بشكل غير مباشر في الوقاية من الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، والسيطرة عليه. وقد وجد تحليل ورد في عدد أكتوبر (تشرين الأول) 2021 من دورية «فرونتيرز إن نيوتريشين» أن ممارسة التمرينات الرياضية يمكن أن تخفض دهون الجسم، خصوصاً الدهون الحشوية، وهي الطبقة العميقة الأكثر خطورة من الدهون المرتبطة بالتهاب الكبد.
وتشير الأبحاث إلى أن التمرينات الرياضية الهوائية واللاهوائية، مثل التدريب المتواتر عالي الكثافة، مفيدة للأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. كذلك اكتشفت دراسة أن ممارسة التمرينات الرياضية المعتدلة، سواء كانت هوائية أو لاهوائية، لمدة تتراوح بين 20 و60 دقيقة لثلاث أو أربع مرات أسبوعياً، قد ساعدت في خفض دهون الكبد، وعلاج التلف الذي لحق بالكبد، لدى المرضى المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»
- خدمات «تريبيون ميديا»

8 علاجات طبيعية لمرض الكبد الدهني

يلعب الكبد (أكبر عضو داخلي بجسم الإنسان) دورًا مهمًا في معالجة الطعام وإزالة السموم من الجسم؛ إذ يحتوي على بعض الدهون وهو أمر طبيعي؛ ولكن عندما تزيد كمية الدهون في الكبد على 5 إلى 10 % من وزنه فيشار لهذه الحالة باسم «الكبد الدهني» أو «التنكس الدهني الكبدي»؛ عندما يكون الكبد غير قادر على تكسير الدهون في الجسم واستقلابها فتتراكم الدهون وتؤدي إلى الكبد الدهني.
يمكن أن تحدث هذه الحالة بسبب الإفراط بتناول الكحول أو سوء التغذية أو نمط الحياة غير الصحي. قد لا يلاحظ الشخص أي أعراض. لكنها قد تسبب مضاعفات صحية خطيرة. فالأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد الدهنية، وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص؛ والذي كشف 8 علاجات طبيعية لعلاج الكبد الدهني جاءت على الشكل التالي:

1 - خل التفاح

يجب أن يستهلك الأشخاص المصابون بمرض الكبد الدهني خل التفاح لأنه يساعد على تقليل تراكم الدهون في الكبد. كما أنه يساعد في تقليل الوزن والالتهابات في الجسم. قبل كل وجبة، اشرب كوبًا من الماء الدافئ يحتوي على ملعقة كبيرة من خل التفاح.

2 - الشاي الأخضر

يساعد الكاتيكين عالي الكثافة الموجود في الشاي الأخضر على تحسين وظائف الكبد ويمنع تراكم الدهون لدى مرضى الكبد الدهني غير الكحولي. كما أنه يعزز وظائف الكبد مع تقليل كمية الدهون المخزنة هناك. أضف الشاي الأخضر إلى نظامك الغذائي اليومي لضمان أقصى قدر من الفوائد.

3 - الليمون

يساعد الليمون على إزالة السموم من الكبد عن طريق إنتاج الإنزيمات التي تحيد السموم في الكبد. إنه غني بفيتامين C ومضادات الأكسدة التي تساعد على منع الجذور الحرة من إتلاف خلايا الكبد وأجزاء أخرى من الجسم. للحصول على أفضل الفوائد امزج ملعقة صغيرة من عصير الليمون مع كوب من الماء الدافئ واشربه في الصباح.

4 - أملا

يحتوي Amla على العديد من الخصائص الطبية وهو عنصر فعال في علاج أمراض الكبد الدهنية. حيث يشمل فيتامين (سي) الذي يساعد في تعزيز صحة الكبد. يمكنك تناوله طازجا أو شرب عصيره أو إضافته إلى وجباتك لاستهلاكه.

5 - السيطرة على السمنة

يجب تقليل الوزن الزائد وتجنب السمنة للسيطرة على مرض الكبد الدهني. فوفقًا للدليل الذي نشرته الجمعية الأميركية لدراسة أمراض الكبد، يعد فقدان الوزن جزءًا مهمًا من علاج أمراض الكبد الدهنية. فهو يساعد بتقليل تراكم الدهون في الكبد وتحسين أعراضه. حافظ على وزن صحي ومارس الرياضة يوميًا للتحكم بوزنك.

6 - الحفاظ على نظام غذائي صحي

يجب أن تركز على الحفاظ على نظام غذائي صحي واستهلاك الأطعمة التي تساعد على تقليل تراكم الدهون في الكبد. استهلك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والبقوليات. يجب أن يشتمل نظامك الغذائي على فيتامين (سي) ومضادات الأكسدة وأحماض أوميغا 3 الدهنية والدهون الأحادية غير المشبعة والكربوهيدرات المعقدة. تجنب تناول الأطعمة السكرية والمعالجة واللحوم الحمراء وما إلى ذلك.

7 - تجنب الكحول

السبب الرئيسي لمرض الكبد الدهني الكحولي هو الاستهلاك المفرط للكحول. لذلك، من المهم الإقلاع عن استهلاك الكحول لتجنب تراكم الدهون في الكبد.

8 - ممارسة الرياضة

من الضروري الحفاظ على لياقتك البدنية وممارسة الرياضة لإزالة الدهون من الكبد. استهدف التمارين الهوائية وتمارين القوة ورفع الأثقال لتحسين صحة الكبد.

أول علاج محتمل لمرض الكبد الدهنية

توصلت دراسة إلى أن مركباً من الأحماض الأمينية تم تطويره أخيراً، يعالج بنجاح مرض الكبد الدهنية غير الكحولية في الرئيسيات غير البشرية، مما يجعل العلماء أقرب خطوة إلى أول علاج بشري للحالة التي تتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وطوّر الباحثون في جامعة «ميشيغان الطبية» المركب (DT - 109)، أي ما يُعرف بـ«ثلاثي الببتيد القائم على الغلايسين»، لعلاج الشكل الحاد من مرض الكبد الدهنية الذي يسمى «التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية»، ويُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعاً باسم «ناش NASH»، ويسبب تندباً والتهاباً في الكبد، ويقدَّر أنه يؤثر على ما يصل إلى 6.5 في المائة من سكان العالم.
وكشفت النتائج التي نُشرت (الاثنين) في دورية «سيل ميتابوليزم»، عن أن «المركب الجديد عكس تراكم الدهون ومنع حدوث ندبات في كبد كلٍّ من الفئران والرئيسيات التي طوّرت المرض». وقال يوجين تشين، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميشيغان الطبية»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يرتفع مرض (ناش) بمعدل مذهل، ونجاح العلاج باستخدام المركب (DT - 109) مع القرود، يقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة».
ومرض الكبد الدهنية غير الكحولية هو المرحلة الثانية من مرض الكبد الدهنية غير الناجمة عن شرب الكحول، والذي يقدَّر أنه يصيب 32 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم، وبينما يمكن علاج مرض الكبد الدهنية بالتمارين الرياضية والتدخل الغذائي، فإن تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية يكون أكثر ديمومة، وأصبح السبب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة، وأصبح تليف الكبد المرتبط به أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة الكبد.
وطوَّر تشين وفريقه المركَّب (DT - 109) لعلاج مرض «ناش» في الرئيسيات غير البشرية، بعد أن أظهرت التقارير أن ضعف التمثيل الغذائي لـ«الغلايسين» ظهر كسبب للمرض.
وفي حين أن المئات من المركبات قد نجحت في علاج المرض في الفئران، إلا أن نماذج الفئران بهذا المرض، لا تحاكي جميع جوانب المرض البشري بدقة، وهنا تأتي قيمة الدراسة على نماذج الرئيسيات غير البشرية، لأنها الأقرب في محاكاة جوانب المرض البشري، وبالتالي يمكن ترجمة النتائج بشكل سريع إلى التجارب السريرية على البشر. وأكد جيفينغ زانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نتائجنا مع الرئيسيات غير البشرية مشجعة للغاية، حيث نجح المركب في منع تراكم الدهون ومنع تطور التليف عن طريق تحفيز تدهور الأحماض الدهنية وتكوين مضادات الأكسدة، كما منع الدواء إنتاج حمض الليثوكوليك، وهو حمض صفراوي ثانوي سام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية».

أمراض الكبد قد تسبب الاكتئاب!

حذر أخصائي أمراض الكبد الروسي الدكتور أندريه ياكوشيف من أن أمراض الكبد يمكن أن تصبح سببا محتملا للاكتئاب. حيث أنها تتطور من دون اعراض بسبب كون الكبد خاليا من النهايات العصبية، لذلك لا يظهر الألم باستثاء حالات تمدد كبسولاته.
ووفق الأخصائي الروسي يمكن ان تظهر أمراض الكبد على شكل رعشات وحكة جلدية وتقلبات في المزاج. وأكثرها وضوحا هي الحكة الجلدية المستمرة مع عدم وجود البثور والطفح الجلدي. وهذا يظهر عادة لدى النساء اللواتي عمرهن أكثر من 50 عاما، وفق ما ذكرت شبكة «روسيا اليوم» نقلا عن صحيفة «إزفيستيا» الروسية.
ويفيد ياكوشيف بأن العلامة الثانية التي قد تشير إلى إصابة الكبد هي الكآبة التي تلاحظ عادة لدى الأطفال والشباب دون العشرين من العمر. موضحا «غالبا ما تكون هذه أعراض مرض نادر (مرض ولسن) كونوفالوف، الناجم عن تراكم كمية كبيرة من النحاس في الكبد وبقيت دون معالجة».
ولم يستبعد الطبيب الروسي أن يكون المرض دماغيا كون الدماغ هو المتضرر الرئيسي، وقد يكون هناك تطور بتليّف الكبد في سن مبكرة، مؤكدا «في حالة إصابة الدماغ يعاني الكبد أيضا ولكن ليس بنفس مستوى الدماغ الذي تحصل فيه تغيرات محددة تؤدي إلى تقلبات في المزاج وارتعاش». ويستدرك قائلا «ان من الأعراض غير الواضحة لأمراض الكبد ارتفاع مستوى الحديد (الفرّيتين)، وذلك قد يشير لمرض ترسب الأصبغة الدموية الناجم عن ترسب كمية كبيرة من الحديد في الكبد واعضاء أخرى من الجسم، ما يؤدي بالتالي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد».

انتبه... هذا الألم قد يدل على الإصابة بمرض الكبد الدهني!

نشرت صحيفة "إكسبريس" البريطانية خبرا أفادت فيه بأن مرض الكبد الدهن قد يدل عليه عرض بسيط يتجلى بألم خفيف بالجانب اليمين الأعلى من البطن؛ فقد يصاب من لديهم العلامات المبكرة للحالة بتليف الكبد (تندب في الكبد يمنع العضو من العمل بشكل صحيح). وقد تشمل الأعراض المبكرة لهذا النوع من أمراض الكبد ألما خفيفا أو مؤلما فوق الجانب الأيمن السفلي من الضلوع اضافة للشعور بالضعف والتعب الشديد وفقدان الوزن غير المبرر.
وفي هذا الاطار، يُعرف مرض الكبد الدهني غير المرتبط بالكحول (NAFLD) بأنه مصطلح شامل لعدد من الحالات يسببها تراكم الدهون في الكبد؛ وهذه الحالة أذا تُركت بلا علاج يمكن أن تسبب عددا من المضاعفات تبدأ أعراضها بآلام أعلى البطن. لكن مع تطور الحالة تصبح الأعراض أشد حتى تصل لليرقان (اصفرار الجلد والعينين) ومن ثم حكة الجلد وتورم في الساقين والكاحلين والقدمين والبطن وأخيرا تشمع الكبد (المرحلة الأكثر تقدما) الذي تؤدي لفشل الكبد ومضاعفات تهدد الحياة في بعض الأحيان.

حكة الجلد قد تشير لمرض الكبد !

الحكة هي إحساس شائع يمكن أن يكون سببه مجموعة من العوامل، بما في ذلك الأمراض الجلدية كالأكزيما والصدفية، وردود الفعل التحسسية تجاه مواد أو أطعمة معينة، ولدغات الحشرات.

ومن المثير للدهشة أنه يمكن أن يكون أيضًا نتيجة لحالات طبية كامنة مثل أمراض الكبد. وفق ما يقول الدكتور أجيتاب سريفاستافا المدير الاستشاري الأول لزراعة الكبد وجراحة الكبد والبنكرياس والقنوات الصفراوية بشركة Aakash Healthcare بنيودلهي، حسب ما نقل موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

أنواع أمراض الكبد وأعراضها

ينتج مرض الكبد الدهني، المعروف طبيًا باسم التنكس الدهني بالكبد، عن تراكم الدهون الزائدة داخل الكبد عندما تشكل الدهون 5-10 % من وزن الكبد.

وهناك فئتان أساسيتان له:

مرض الكبد الدهني الناجم عن الكحول (AFLD):

ينجم هذا النوع عن استهلاك الكحول المستمر. حيث تشير دراسة نشرت بمجلة «أمراض الكبد» إلى أن مرض الكبد الكحولي (ALD) مسؤول عن 4 % من الوفيات و 5 % من سنوات الحياة المعدلة حسب الإعاقة (DALYs)؛ حيث تشهد أوروبا أعلى تأثير.

وتشير الدراسة إلى أن ما يقرب من نصف مليون حالة وفاة عام 2010 كانت مرتبطة بتليف الكبد المرتبط بالكحول.

مرض الكبد الدهني غير المرتبط بالكحول (NAFLD):

وهذا النوع من أمراض الكبد الدهنية لا علاقة له بتناول الكحول.

وبين عامي 2016 و2019، بلغ معدل انتشار مرض الكبد الدهني غير الكحولي 38 % على مستوى العالم، وهو ما يمثل زيادة كبيرة من 25.3 % خلال الأعوام 1990-2006.

ولم يحدد الباحثون بعد السبب الدقيق لهذه الحالة.

لماذا يسبب مرض الكبد الحكة؟

ووفقا لدراسة نشرت بمكتبة وايلي على الإنترنت «فان معدل انتشار الحكة يبلغ 18-77 % في المرضى الذين يعانون من التهاب الأقنية الصفراوية الأولي (PBC)، و5.1-58.4 % في المرضى الذين يعانون من عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي (HCV)،و 8 % في المرضى المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد B».

ويوضح سريفاستافا «يمكن أن يؤدي مرض الكبد إلى الحكة في مناطق معينة من الجسم، ويمكن أن تكون مؤلمة جدًا للأفراد وغالبًا ما تحدث بسبب عوامل مختلفة مرتبطة بضعف وظائف الكبد».

وفيما يلي بعض الأسباب التي يجب ملاحظتها:

- تراكم الصفراء

وفقا للطبيب، يلعب الكبد دورا مهما في إنتاج وإطلاق الصفراء، وهو السائل الذي يساعد على هضم وامتصاص الدهون «ففي أمراض الكبد، وخاصة حالات الكبد الركودي مثل تليف الكبد الصفراوي الأولي، والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي، والركود الصفراوي داخل الكبد أثناء الحمل، يمكن أن يصبح تدفق الصفراء معوقًا أو منخفضًا. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تراكم الأملاح الصفراوية في مجرى الدم، ما يؤدي إلى الحكة. ومن المعروف أن الأملاح الصفراوية تهيج النهايات العصبية في الجلد، ما يسبب الإحساس بالحكة».

- تراكم النفايات الأيضية

عندما لا يعمل الكبد بشكل صحيح، فإنه قد يواجه صعوبة في عملية التمثيل الغذائي والتخلص من الفضلات من الجسم بشكل فعال.

يمكن أن تتراكم هذه النفايات في مجرى الدم، ما يؤدي إلى آثار جانبية مختلفة، بما في ذلك الحكة.

جدير بالذكر ان المواد الدقيقة المسؤولة عن الحكة في هذا السياق ليست مفهومة تمامًا، لكنها من المحتمل أن تلعب دورًا في تهيج النهايات العصبية الجلدية.

إطلاق الهستامين

يشارك الكبد في تنظيم المواد المختلفة في الجسم، بما في ذلك الهستامين، وهي مادة كيميائية موجودة في بعض خلايا الجسم. ففي بعض حالات أمراض الكبد، يمكن أن يكون هناك إطلاق غير طبيعي للهستامين، ما يسبب الحكة عندما يرتبط بمستقبلات الهستامين في الجلد، حسب الدكتور سريفاستافا.

جفاف الجلد

قد يكون الجلد الجاف مشكلة شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد، والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى الحكة.

ويضيف سريفاستافا «أن خلل الكبد يمكن أن يؤثر على إنتاج البروتينات والدهون الأساسية اللازمة للحفاظ على رطوبة الجلد وسلامته. وغالبًا ما يؤدي مرض الكبد المزمن إلى التهاب جهازي، ما يؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الجلد، ولهذا السبب يمكن أن يساهم في الحكة».

يمكن أن تتراوح الحكة في أمراض الكبد من خفيفة إلى شديدة وقد لا تظهر في جميع الحالات. كما يمكن أن تختلف شدتها أيضًا بين الأفراد الذين يعانون من نفس حالة الكبد.

ويخلص الدكتور سريفاستافا «ان إدارة الحكة عادة ما تنطوي على معالجة مرض الكبد الأساسي وتوفير الراحة؛ وقد تشمل خيارات العلاج أدوية لتقليل مستويات الملح الصفراوي ومضادات الهيستامين والمرطبات وتعديلات نمط الحياة».

طبيب يكشف إمكانية مكافحة التهابات الكبد الفيروسية «B» و«C»

أفاد الدكتور الروسي ألكسندر مياسنيكوف بأنه دائما ما يشفى المصاب بالتهاب الكبد A. لكن التهاب الكبد B يعتبر أكبر مشكلة يواجهها الأطباء حتى الآن لعدم وجود علاج فعال ضده؛ إذ انه ينتقل عن طريق الدم والاتصال الجنسي. موضحا «أن التهاب الكبد الفيروسي يقضي سنويا على حياة 900 ألف شخص».

وحسب بيانات لمنظمة الصحة العالمية؛ يعاني 325 مليون شخص في العالم من التهاب الكبد الفيروسي B و C. إلّا ان المثير في الأمر أن 290 مليونا منهم لا يعلمون بذلك، وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن موقع «فيستي. رو» المحلي.

وقال مياسنيكوف «ان 30 في المئة من الحالات سببها الاتصال الجنسي؛ أي عن طريق الدم واللعاب وإفرازات أخرى (الاتصال الوثيق)».

جدير بالذكر، ان التهاب الكبد С ينتقل بنفس طرق انتقال الالتهاب B. علما أن الاتصال الجنسي في هذه الحالة اقل أهمية. لكن يجب الحذر عند تقليم الأظافر في صالونات التجميل وعمل الوشم وحتى عند علاج الأسنان.

ويتابع الطبيب الروسي أنه «لا تظهر أعراض التهاب الكبد B و C لدى الكثيرين. أي أن الشخص قد لا يعلم بإصابته بالمرض خلال عشرات السنين». لكنه يستدرك «يمكن الوقاية من التهاب الكبد B المعدي بالتطعيم. وحاليا يلقح الأطفال بعد ولادتهم مباشرة بهذا اللقاح قبل مغادرته مستشفى الولادة. لكن للأسف لا يوجد لقاح مضاد لالتهاب الكبد С».

وفي هذا الاطار، يبين مياسنيكوف أنه «تم علاج التهاب الكبد С لأول مرة بنسبة 95 في المئة بعد أن شخصه الأطباء. بالطبع كانت التكلفة عالية. لكن هذا يشير إلى ان الخبراء اكتشفوا أو في طريقهم إلى اكتشاف دواء لعلاجه».

ويخلص الدكتور الروسي الى القول «ان التهاب الكبد الفيروسي لا يتسبب في تلف الكبد فقط، بل يتسبب أيضا في تلف الغدة الدرقية والكلى ومنظومة الدم ويؤدي إلى سرطان الدم والتهاب المفاصل. كما أن ألم الركبة هو من الأعراض الشائعة لالتهاب الكبد B».

طبيبة تنفي عدم قابلية شفاء التهاب الكبد «C»

نفت أخصائية الأمراض المعدية الروسية الدكتورة يلينا نور موخاميتوفا، الرأي القائل بأن التهاب الكبد الوبائي С غير قابل للشفاء. مؤكدة «أنه رأي خاطئ». مشيرة الى ان «التهاب الكبد الوبائي С كان لفترة طويلة يعتبر علامة على السلوك الاجتماعي للشخص، وخاصة أولئك الذين يستخدمون المؤثرات العقلية ويمارسون علاقات جنسية غير مشروعة وعشوائية. وهذا ليس صحيحا. فهؤلاء الأشخاص ضمن مجموعة الخطر مثلهم مثل زبائن صالونات تجميل الأظافر والوشم والتثقيب». وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن صحيفة «إزفيستيا» المحلية.

وتشرح موخاميتوفا «تضم مجموعة الخطر العاملين في مجال الطب، لأنهم على تواصل مع مرضى من بينهم أشخاص مصابون بالتهاب الكبد الوبائي С، وهذا يشمل بصورة خاصة الجراحين الذين يمكن أن يصابوا بجرح أثناء إجراء عملية جراحية، وكذلك العاملين في المختبرات الطبية وغيرهم». وفق قولها. مطمئنة «أن هذا المرض لا ينتقل وراثيا». وأضافت «هو مرض معدٍ. أي لكي يصاب الشخص به يجب أن يدخل فيروس من الوسط المحيط إلى جسمه، وحينها يصاب بالعدوى».

وفي هذا الاطار، تبين الأخصائية الروسية «تكمن صعوبة تشخيص التهاب الكبد الوبائي С بكون مدة حضانة المرض قد تستمر نصف سنة، وأن الشخص المصاب لا يشعر خلال فترة طويلة بأي اعراض ويعيش حياته بصورة طبيعية». منوهة بأن «اليرقان من الأعراض النادرة لالتهاب الكبد الوبائي С».

وأفادت الطبيبة الروسية بأن «نتائج دراسات وبائية دولية كبيرة تشير إلى أن عدوى التهاب الكبد الوبائي С أثناء المعاشرة والاتصال المنزلي الوثيق والاتصال الجنسي وحتى الولادة تنتقل بمعدل لا يتجاوز 5 في المئة. وأنه عند اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة فإن العدوى لا تحدث عمليا».

وتخلص موخاميتوفا الى القول «إذا استخدم الشخص المصاب أدوات الحلاقة وفرشاة الأسنان وأدوات النظافة الشخصية الخاصة به فقط دون أن يستخدمها أحد غيره فلن تنتقل العدوى للآخرين».

التهاب الكبد الفيروسي «بي»... مراجعة علمية لمستجدات العلاج

قدّم باحثون من جامعة كوليدج ومن مستشفى كينغز كوليدج ومن معهد المناعة وزراعة الأعضاء، وكلها في لندن، مراجعة علمية وُصفت بأنها أحدث ما تم التوصل إليه، حول التعامل الطبي مع حالات التهاب الكبد المزمن بفيروس «بي» (Chronic Hepatitis B). ووفق ما نشر ضمن عدد 5 يناير (كانون الثاني) الحالي، من مجلة «نيو إنغلند جورنال أوف ميديسن» (NEJM)، وضع الباحثون «المقاربات الجديدة لحالات التهاب الكبد المزمن (بي)» عنواناً لدراستهم الحديثة، التي شملت مراجعة أكثر من 75 دراسة طبية سابقة حول هذا الأمر.

التهاب الكبد

أوضح الباحثون في مقدمة عرضهم العلمي، أن «التهاب الكبد المزمن بفيروس (بي) (HBV) ينتج عن الإصابة بنوعية من الفيروسات الموجهة نحو الكبد (Hepatotropic)، التي يمكن أن تتكاثر بمستويات عالية، ما يُؤدي إلى التسبب إما بالحد الأدنى من المرض (التهاب حاد شديد أو خفيف، لمدة تقل عن ستة أشهر)، أو إصابة الكبد المزمنة (التهابات مزمنة داخل الكبد تستمر لأكثر من 6 أشهر). ولذا يتراوح الطيف الإكلينيكي لالتهاب الكبد (بي) بين عدم وجود أعراض، ووصولاً إلى التليف الكبدي التدريجي، وتليف الكبد المتقدم، وسرطان الخلايا الكبدية».
وأضاف الباحثون البريطانيون: «ولا يزال التهاب الكبد من نوع (بي) سبباً واسع النطاق للوفاة، بسبب عدم كفاية الفحص والاختبار والعلاج، فضلاً عن الإحالة المتأخرة للمعالجة. هذا، بالإضافة إلى الإدراك الصريح بأن البحث عن علاج لالتهاب الكبد المزمن من نوع (بي)، يطرح تحديات لا تعد ولا تحصى».
وأفاد الباحثون بالقول: «لن يخفف التطعيم الوقائي وحده من عبء التهاب الكبد من نوع (بي) (HBV). ويُقدر أن نحو 300 مليون شخص يُعانون التهاب الكبد المزمن بفيروس (بي)، وأن ذروة الوفيات الناجمة عنه ستصل إلى نحو 1.14 مليون بحلول 2035». وتُقدّر منظمة الصحية العالمية (WHO) أن نحو 300 مليون شخص كانوا يعيشون مع عدوى التهاب الكبد «بي» المزمنة في عام 2019، مع مليون ونصف مليون إصابة جديدة كل عام. وأضافت أنه في عام 2019، أدى التهاب الكبد «بي» إلى ما يقدر بنحو 820 ألف حالة وفاة، معظمها بسبب تليف الكبد (Cirrhosis) وسرطان الخلايا الكبدية (Hepatocellular Carcinoma/ سرطان الكبد الأولي). وبالمقارنة التوضيحية بمدى انتشار المصابين بفيروس «بي»، قدرت منظمة الصحة العالمية في عام 2019، أن عدد المُصابين بمرض السكري بنحو 420 مليون شخص. ما قد يعني أن عدد المصابين بفيروس «بي» يقارب ثلاثة أرباع عدد المصابين بالسكري في العالم.

مسارات العلاج

وبالعموم، ووفق ما تشير إليه مصادر طب أمراض الكبد، تتخذ المعالجة الطبية للتعامل مع حالات فيروس «بي»، 4 مسارات، وهي:
- المسار الأول: يتعلّق بالوقاية الاستباقية، حيث يتوفر لقاح ناجع لوقاية عموم الأشخاص، خصوصاً الأعلى عُرضة للإصابة بالفيروس، قبل حصول العدوى لديهم.
- المسار الثاني: يتعلق بالوقاية بعد التعرّض لفيروس «بي». وفي هذه الحالة عند التعرّض لعدوى الفيروس، قد يساعد حقن المصاب بالغلوبولين المناعي (أحد الأجسام المضادة) خلال 24 ساعة من التعرض للفيروس، في وقايته من الإصابة بالفيروس الكبدي الوبائي «بي». ونظراً إلى أن هذا العلاج لا يقدم إلا حماية قصيرة الأجل، فيجب أن يحصل المصاب أيضاً على لقاح التهاب الكبد «بي» في الوقت نفسه، وذلك في حال لم يكن قد تلقى اللقاح من قبل.
- المسار الثالث: يتعلق بالإصابة بالعدوى الحادة لالتهاب الكبد بفيروس «بي». أي الحالة المرضية في الفترة المباشرة للعدوى بفيروس «بي»، التي من المتوقع بالعموم أن تستمر لوقت قصير وتزول من تلقاء نفسها. وآنذاك، إما أن تكون الحالة المرضية خفيفة، بما لا يلزم العلاج، بل يمكن أن يوصي الطبيب بالراحة والتغذية السليمة والإكثار من السوائل، مع المراقبة الطبية الحثيثة لمجريات أحداث مكافحة جسم المُصاب لهذه العدوى الفيروسية. وإما أن تكون الحالة المرضية شديدة، مع ظهور أعراض التهاب كبدي شديد. وحينئذ قد يلزم أخذ عقاقير مضادة للفيروسات، أو البقاء في المستشفى لمنع حدوث مضاعفات.
- المسار الرابع: يتعلق بالتعامل العلاجي مع حالات التهاب الكبد المزمن (أكثر من 6 أشهر) بسبب فيروس «بي». وهنا تحصل العدوى المزمنة، بسبب أن الجسم حاول مقاومة الفيروس والتخلص النهائي منه، ولكن لم يُفلح في تحقيق ذلك. وتُمسي العدوى مزمنة، بمعنى أن الفيروس يبقى في خلايا الكبد ولا يتسبب في إثارة «شديدة» لجهاز مناعة الجسم. ولكنه في الوقت نفسه يستمر في إحداث ضرر بالغ ومتواصل في الكبد.

أدوية متوفرة

وتشمل المعالجات المتوفرة: الأدوية المضادة للفيروسات، وحُقن الإنترفيرون (شكل صناعي من مادة ينتجها الجسم لمحاربة العدوى الفيروسية)، وزراعة الكبد (إذا تعرض الكبد لتلف شديد). والأدوية المضادة للفيروسات تساعد في مكافحة الفيروس وإبطاء قدرته على إتلاف الكبد. وهذه الأدوية تؤخذ عن طريق الفم.
وتوضح منظمة الصحة العالمية قائلة: «يمكن علاج عدوى التهاب الكبد (بي) المزمن بالأدوية، بما في ذلك الأدوية المضادة للفيروسات التي تؤخذ عن طريق الفم. ويمكن أن يبطئ العلاج من تطور تليف الكبد، ويقلل من الإصابة بسرطان الكبد، ويحسن البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل. وفي عام 2021، قدرت منظمة الصحة العالمية أن ما بين 12 في المائة و25 في المائة من المصابين بعدوى التهاب الكبد «بي» المزمن، سيحتاجون إلى العلاج، اعتماداً على معايير الأهلية العلاجية (Eligibility Criteria).
وتوصي منظمة الصحة العالمية باستخدام العلاجات الفموية؛ «تينوفوفير» (Tenofovir)، أو «إنتيكافير» (Entecavir)، كأقوى الأدوية لقمع فيروس التهاب الكبد «بي». ومعظم الأشخاص الذين يبدأون علاج التهاب الكبد «بي»، يجب أن يستمروا في ذلك مدى الحياة.
وهناك 5 أدوية مضادة لفيروس «بي» يتم تناولها عبر الفم، ومعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء بالولايات المتحدة (FDA)، وهي «إنتيكافير، وتينوفوفير ديسوبروكسيل فومارات (TDF)، وتينوفوفير ألافيناميدي (TAF)، ولاميفودين، وأديفوفير». ومن بين هذه، يتم استخدام «إنتيكافير» و«تينوفوفير» بشكل شائع.
كما توضح المصادر الطبية أن «ليس كل مرضى التهاب الكبد (بي) المزمن بحاجة إلى العلاج. ويعتمد قرار علاج الالتهاب الكبدي الوبائي على عدة عوامل، منها: نتائج اختبارات الدم، وعمر المريض، وخطر الإصابة بتليف الكبد أو سرطان الكبد. وفي بعض الأحيان، تكون هناك حاجة إلى خزعة لعينة من نسيج الكبد، لمعرفة ما إذا كان هناك تليف كبير في الكبد (أو تندب)، للمساعدة في اتخاذ قرار نوعية المعالجة. ويوصى باستخدام أدوية التهاب الكبد «بي» للمرضى المصابين بفيروس (HBV) وفق مدى عبء الحمل الفيروسي في فحص الدم، وإثبات وجود تلف في الكبد. ويمكن الكشف عن تلف الكبد باستخدام إنزيم الكبد المعروف باسم (ALT). كما أن الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بتليف الكبد، يجب تلقيهم العلاج حتى لو كانت نسبة إنزيمات الكبد تبدو طبيعية لديهم».

فيروس «بي»... اختلافات في طرق العدوى والمسار الإكلينيكي والفحوصات

> تفيد المصادر الطبية بأن فيروس التهاب الكبد «بي» ينتقل من شخص لآخر عن طريق الدم أو السائل المنوي أو سوائل الجسم الأخرى. ولا ينتشر عن طريق العطس أو السعال. ويقول أطباء «مايو كلينك»: من بين الطرق الشائعة لانتشار فيروس الكبد، ما يلي:
- الاتصال الجنسي. قد تُصاب بعدوى التهاب الكبد «بي» إذا مارست الجنس دون وقاية مع شخصٍ مصاب. قد ينتقل الفيروس إليك في حال دخول دم أو لعاب أو سائل منوي أو إفرازات مهبلية من شخص مصاب إلى جسمك.
- مشاركة الإبر. ينتشر فيروس التهاب الكبد «بي» بسهولة عن طريق الإبر والحُقن الملوثة بالدم المصاب. يمكن أن تزيد مشاركة الأدوات المُستخدَمة في تعاطي المخدرات عبر الوريد من خطر تعرُّضك للإصابة بالتهاب الكبد «بي».
- التعرض عن طريق الخطأ لوخز الإبر. يشكل التهاب الكبد «بي» مصدر قلق للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وأي شخص آخر يلامس دم الإنسان.
- من الأم إلى جنينها. يمكن أن تنقل النساء الحوامل المصابات بفيروس التهاب الكبد «بي» العدوى إلى أطفالهن عند الولادة. ومع ذلك، يمكن تلقيح حديثي الولادة لتجنب الإصابة بالفيروس في جميع الحالات تقريباً. فإذا كنتِ حاملاً أو تخططين للحمل، فتحدثي مع طبيبكِ بشأن الخضوع لفحص للتأكد من عدم إصابتكِ بالتهاب الكبد «بي».
وفي المسار الإكلينيكي، يوضح أطباء «مايو كلينك» هذا الجانب بالقول: «يُشفى مُعظَم البالغين المُصابين بالتِهاب الكبِد (بي) تماماً، حتى إن أُصيبوا بأعراض شديدة. ولكن الأطفال والرضّع يصيبهم التهاب الكبد طويل الأمد أكثر من غيرهم». ويوصَف هذا النوع بأنه عدوى مزمنة. ويضيفون: تستمر عدوى التهاب الكبد «بي» الحاد أقل من 6 أشهر. ومن المحتمل أن يتمكن جهازك المناعي من التخلص من التهاب الكبد «بي» الحاد من جسمك، وسوف تتعافى تماماً في غضون بضعة أشهر. ويعاني معظم الأشخاص الذين يصابون بالتهاب الكبد «بي» كبالغين، من عدوى حادة، لكنها قد تؤدي إلى عدوى مزمنة. كما قد تستمر عدوى التهاب الكبد «بي» المزمن لمدة 6 أشهر أو أكثر. وتستمر العدوى لأن جهاز المناعة لديك لا يستطيع محاربتها.
قد تستمر عدوى التهاب الكبد «بي» المزمن مدى الحياة، ما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل تشمع الكبد وسرطان الكبد. وربما لا تظهر أي أعراض مطلقاً لدى بعض المصابين بالتهاب الكبد «بي» المزمن. وقد يشعر البعض بإرهاق مستمر وأعراض بسيطة لالتهاب الكبد الحاد. وكلما حدثت الإصابة بالتهاب الكبد «بي» في سن صغيرة، خصوصاً لدى الأطفال حديثي الولادة أو الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، زاد احتمال الإصابة بالالتهاب المزمن. وربما يظل الالتهاب المزمن دون اكتشاف لعدة عقود، إلى أن يُصاب الشخص بمرض خطير بسبب أمراض الكبد.
وحول الفحوصات، يقولون: «سوف يفحصك الطبيب باحثاً عن أي مؤشرات تدل على تلف الكبد، مثل اصفرار لون الجلد، أو وجود ألم في البطن. تشمل الاختبارات التي يمكن أن تساعد في تشخيص التهاب الكبد «بي» أو مضاعفاته ما يلي:
- تحاليل الدم. تكشف تحاليل الدم عن مؤشرات فيروس التهاب الكبد «بي» في جسمك، وتبيّن للطبيب ما إذا كانت مزمنة أم حادة. وبإجراء تحليل دم بسيط، يمكن أيضاً تحديد ما إذا كانت لديك مناعة ضد الإصابة بهذا الفيروس، أم لا.
- تصوير الكبد بالموجات فوق الصوتية. يمكن الكشف عن حجم الضرر الواقع على الكبد من خلال نوع خاص من التصوير بالموجات فوق الصوتية يُسمى تصوير مرونة (الخلايا) العابر.
- خزعة الكبد. يمكن أن يلجأ طبيبك إلى أخذ عينة صغيرة من كبدك لفحصها، وتحديد حجم الضرر الواقع على الكبد. ويُسمى هذا الإجراء اختزاع الكبد، ويُدخل الطبيب فيه إبرة رفيعة عبر الجلد وصولاً إلى الكبد، لأخذ عينة نسيجية وفحصها في المختبر.

• استشارية في الباطنية

خطوة واعدة لإنتاج لقاح لفيروس التهاب الكبد الوبائي «سي»

الخطوة الأساسية لإنتاج لقاح لفيروس كورونا، بدأت برسم خرائط عالية الدقة للبروتين السطحي الشائك الذي يرصع سطح الفيروس (بروتين سبايك). إلا أن هذه الإمكانية لم تكن متاحة لفيروس التهاب الكبد الوبائي (سي)، لذلك ظل حلم إنتاج لقاح له بعيد المنال.
الآن، يبدو أن العالم أصبح أقرب خطوة نحو إنتاج لقاح للفيروس، بعد أن تمكن علماء من معهد سكريبس للأبحاث بأميركا، وجامعة أمستردام بهولندا، من رسم خرائط عالية الدقة للبروتينات الحرجة التي ترصع سطح الفيروس، وتمكنه من دخول الخلايا المضيفة، واستطاعوا بمزيد من التفصيل توضيح المواقع الرئيسية للضعف على بروتين الفيروس، والتي يمكن الآن استهدافها بشكل فعال باللقاحات. وجرى الإعلان عن هذا الإنجاز في 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بدورية «ساينس».
ويعاني ما يقرب من 60 مليون شخص على مستوى العالم، من عدوى مزمنة بفيروس التهاب الكبد الوبائي، حيث يصيب الفيروس خلايا الكبد، وعادة ما ينشئ عدوى «صامتة» لعقود، حتى يصبح تلف الكبد شديدا بدرجة كافية لإحداث أعراض، وهو سبب رئيسي لأمراض الكبد المزمنة د وسرطانات الكبد الأولية وعمليات زرع الكبد. إن أصول هذا الفيروس غير مؤكدة، لكن يعتقد أنه ظهر منذ عدة مئات من السنين على الأقل، ثم انتشر في نهاية المطاف عالميا، خاصةً عن طريق عمليات نقل الدم، في النصف الأخير من القرن العشرين.
وفي حين تم القضاء على الفيروس في الغالب من بنوك الدم بعد اكتشافه الأولي عام 1989، فإنه يستمر في الانتشار بشكل رئيسي عن طريق مشاركة الإبر بين متعاطي المخدرات عن طريق الحقن في البلدان المتقدمة، وباستخدام أدوات طبية غير معقمة في البلدان النامية. وتعتبر الأدوية المضادة للفيروسات فعالة، لكنها باهظة الثمن للغاية بالنسبة للعلاج على نطاق واسع.
ويمكن للقاح فعال في نهاية المطاف القضاء على الفيروس باعتباره عبئا على الصحة العامة، ومع ذلك لم يتم تطوير مثل هذا اللقاح، إلى حد كبير بسبب الصعوبة غير العادية في دراسة مركب بروتين غلاف الفيروس، والذي يتكون من بروتينين فيروسيين يسميان (E1) و(E2). وتكون صعوبة التصوير عالي الدقة لمركب هذين البروتينين، هو أنه أشبه بكيس من «السباغيتي الرطب»، دائما ما يغير شكله، ووجد الباحثون أنه يمكنهم استخدام مزيج من ثلاثة أجسام مضادة لفيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) على نطاق واسع لتحقيق الاستقرار في مركب البروتينين في شكل طبيعي. والأجسام المضادة المعادلة على نطاق واسع هي تلك التي تكون قادرة على الحماية من مجموعة واسعة من السلالات الفيروسية، من خلال الارتباط بمواقع غير متغيرة نسبيا على الفيروس بطرق تقطع دورة حياة الفيروس.
وباستخدام المجهر الإلكتروني منخفض الحرارة، قام الباحثون بتصوير مركب البروتينين المثبت بالأجسام المضادة، وبمساعدة برنامج تحليل الصور المتقدم، تمكن الباحثون من إنشاء خريطة هيكلية للبروتينين ذات وضوح ومدى غير مسبوقين، وبدقة المقياس الذري تقريبا.
تضمنت التفاصيل معظم هياكل البروتينين (E1) و(E2)، بما في ذلك واجهة البروتينين الرئيسية، ومواقع ربط الأجسام المضادة الثلاثة، كما سلطت البيانات الهيكلية الضوء على غابة من جزيئات «الجليكان» المرتبطة بالسكر فوق البروتينين.
وغالباً ما تستخدم الفيروسات «الجليكانات» لحماية نفسها من الجهاز المناعي لمضيف مصاب، لكن في هذه الحالة، أظهرت البيانات الهيكلية أن جليكانات فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (سي) لها دور رئيسي آخر على ما يبدو، وهو المساعدة على تثبيت هيكل البروتينين الضعيف معا.
تقول ليزا إيشون ويلسون، باحث ما بعد الدكتوراه بمعهد «سكريبس للأبحاث» في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد، بالتزامن مع الدراسة «الحصول على هذه التفاصيل عن البروتينين سيساعد الباحثين على تصميم لقاح يستخرج الأجسام المضادة بقوة لمنع الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي».

طبيب: أطعمة وأدوية تضر بالكبد وأخرى تنفعه

الكبد عضو مهم في الجسم يقوم بإزالة السمية من المُستقلَبات المختلفة ويركب البروتينات وينتج المواد الكيميائية الحيوية اللازمة لعملية الهضم. يتموضع في الربع العلوي الأيمن من البطن تحت الحجاب الحاجز.

وتشمل أدوار الكبد اضافة الى الاستقلاب، تنظيم تخزين الجليكوجين وتَفَكُّيك كريات الدم الحمراء وإنتاج الهرمونات. ومن الأمور المهمة التي يساعد الكبد فيها انتاج الصفراء (مركب قلوي يساعد بتحطيم الدهون) وتسهيل عملية الهضم عن طريق استحلاب الشحوم. وتختلف التقديرات المتعلقة بالعدد الكلي لوظائف الكبد. لكن كتب المتخصصين تشير الى أنها حوالى 500 وظيفة تقريبا.

وفي هذا الاطار، فان إصابة الكبد بالضرر وإعاقة عمله يفقد الجسم الكثير من المهام الحيوية التي يحتاجها.

من أجل ذلك، حدد الأخصائي الروسي الدكتور ألكسندر مياسنيكوف مواد غذائية تساهم في الحفاظ على الكبد وأخرى تلحق الضرر به. موضحا «أن العديد من الدراسات العلمية أثبتت أن القهوة هي أفضل المواد فائدة للكبد؛ خاصة إذا كان الشخص يعاني من التهاب الكبد، وإذا كان هناك تلف في الكبد، فإن القهوة تمنع تطوره إلى تليف الكبد. وتليف الكبد إلى سرطان الكبد». وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن صحيفة «فيستي. رو» المحلية.

ويشدد مياسنيكوف ان بعض الأدوية يلحق الضرر بالكبد. إلّا انه يحذر بشدة من الافراط بتناول الباراسيتامول فهو الأكثر خطرا على الكبد وفق قوله. مؤكدا «انه المسؤول عن نصف حالات نخر الكبد المميت؛ إذ تؤدي زيادة جرعته إلى تسمم الكبد. لذلك تذكروا جميعا أن الجرعة اليومية من هذا الدواء يجب ألا تزيد على أربعة غرامات». مضيفا «لا ينصح أبدا بعلاج الصداع الناجم عن التسمم الكحولي بتناول الباراسيتامول. لأن هذا في الواقع سيكون ضربة مزدوجة للكبد، وقد تكون لها عواقب وخيمة جدا». مبينا «أن الباراسيتامول بصورة عامة دواء آمن وغير خطر . لكن مع ذلك يجب تناوله بحذر عند اعطائه للأطفال لأن المساحيق المضادة لأمراض البرد المخصصة للأطفال تحتوي في تركيبها عادة على الباراسيتامول أيضا»، وفق قوله.

أمراض الكبد قد تسبب الاكتئاب!

حذر أخصائي أمراض الكبد الروسي الدكتور أندريه ياكوشيف من أن أمراض الكبد يمكن أن تصبح سببا محتملا للاكتئاب. حيث أنها تتطور من دون اعراض بسبب كون الكبد خاليا من النهايات العصبية، لذلك لا يظهر الألم باستثاء حالات تمدد كبسولاته.
ووفق الأخصائي الروسي يمكن ان تظهر أمراض الكبد على شكل رعشات وحكة جلدية وتقلبات في المزاج. وأكثرها وضوحا هي الحكة الجلدية المستمرة مع عدم وجود البثور والطفح الجلدي. وهذا يظهر عادة لدى النساء اللواتي عمرهن أكثر من 50 عاما، وفق ما ذكرت شبكة «روسيا اليوم» نقلا عن صحيفة «إزفيستيا» الروسية.
ويفيد ياكوشيف بأن العلامة الثانية التي قد تشير إلى إصابة الكبد هي الكآبة التي تلاحظ عادة لدى الأطفال والشباب دون العشرين من العمر. موضحا «غالبا ما تكون هذه أعراض مرض نادر (مرض ولسن) كونوفالوف، الناجم عن تراكم كمية كبيرة من النحاس في الكبد وبقيت دون معالجة».
ولم يستبعد الطبيب الروسي أن يكون المرض دماغيا كون الدماغ هو المتضرر الرئيسي، وقد يكون هناك تطور بتليّف الكبد في سن مبكرة، مؤكدا «في حالة إصابة الدماغ يعاني الكبد أيضا ولكن ليس بنفس مستوى الدماغ الذي تحصل فيه تغيرات محددة تؤدي إلى تقلبات في المزاج وارتعاش». ويستدرك قائلا «ان من الأعراض غير الواضحة لأمراض الكبد ارتفاع مستوى الحديد (الفرّيتين)، وذلك قد يشير لمرض ترسب الأصبغة الدموية الناجم عن ترسب كمية كبيرة من الحديد في الكبد واعضاء أخرى من الجسم، ما يؤدي بالتالي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد».

أول علاج محتمل لمرض الكبد الدهنية

توصلت دراسة إلى أن مركباً من الأحماض الأمينية تم تطويره أخيراً، يعالج بنجاح مرض الكبد الدهنية غير الكحولية في الرئيسيات غير البشرية، مما يجعل العلماء أقرب خطوة إلى أول علاج بشري للحالة التي تتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وطوّر الباحثون في جامعة «ميشيغان الطبية» المركب (DT - 109)، أي ما يُعرف بـ«ثلاثي الببتيد القائم على الغلايسين»، لعلاج الشكل الحاد من مرض الكبد الدهنية الذي يسمى «التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية»، ويُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعاً باسم «ناش NASH»، ويسبب تندباً والتهاباً في الكبد، ويقدَّر أنه يؤثر على ما يصل إلى 6.5 في المائة من سكان العالم.
وكشفت النتائج التي نُشرت (الاثنين) في دورية «سيل ميتابوليزم»، عن أن «المركب الجديد عكس تراكم الدهون ومنع حدوث ندبات في كبد كلٍّ من الفئران والرئيسيات التي طوّرت المرض». وقال يوجين تشين، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميشيغان الطبية»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يرتفع مرض (ناش) بمعدل مذهل، ونجاح العلاج باستخدام المركب (DT - 109) مع القرود، يقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة».
ومرض الكبد الدهنية غير الكحولية هو المرحلة الثانية من مرض الكبد الدهنية غير الناجمة عن شرب الكحول، والذي يقدَّر أنه يصيب 32 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم، وبينما يمكن علاج مرض الكبد الدهنية بالتمارين الرياضية والتدخل الغذائي، فإن تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية يكون أكثر ديمومة، وأصبح السبب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة، وأصبح تليف الكبد المرتبط به أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة الكبد.
وطوَّر تشين وفريقه المركَّب (DT - 109) لعلاج مرض «ناش» في الرئيسيات غير البشرية، بعد أن أظهرت التقارير أن ضعف التمثيل الغذائي لـ«الغلايسين» ظهر كسبب للمرض.
وفي حين أن المئات من المركبات قد نجحت في علاج المرض في الفئران، إلا أن نماذج الفئران بهذا المرض، لا تحاكي جميع جوانب المرض البشري بدقة، وهنا تأتي قيمة الدراسة على نماذج الرئيسيات غير البشرية، لأنها الأقرب في محاكاة جوانب المرض البشري، وبالتالي يمكن ترجمة النتائج بشكل سريع إلى التجارب السريرية على البشر. وأكد جيفينغ زانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نتائجنا مع الرئيسيات غير البشرية مشجعة للغاية، حيث نجح المركب في منع تراكم الدهون ومنع تطور التليف عن طريق تحفيز تدهور الأحماض الدهنية وتكوين مضادات الأكسدة، كما منع الدواء إنتاج حمض الليثوكوليك، وهو حمض صفراوي ثانوي سام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية».

اكتشاف مؤشر بيولوجي يشخّص سرطان الكبد مبكرا

أفادت مجلة «Cancer Research Communications» العلمية، بأن مجموعة من العلماء الأميركيين بجامعة جنوب كارولينا الطبية، اكتشفوا مؤشرا بيولوجيا يعد «الأفضل» لتشخيص سرطان الكبد، ما يسمح بتشخيص الإصابة بصورة مبكرة وسريعة.

وأوضحت المجلة أن سرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد (ورم خبيث ثاني أكثر أنواع سرطان الكبد انتشارا) عدواني جدا. وأنه في حال اكتشافه متأخرا فإن معدل البقاء على قيد الحياة لا تتجاوز الخمس سنوات فقط بـ8 في المائة من المصابين. في حين يمكن أن يساعد التشخيص المبكر بعلاج 50 في المئة من المرضى.

وفي هذا الاطار، كان يعتقد أنه من الصعب تشخيص هذا النوع من السرطان مبكرا؛ لأن أعراضه تشبه أعراض أمراض الكبد الأخرى وأن المؤشرات البيولوجية لسرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد ليست محددة لهذا المرض. لكن الباحثين اكتشفوا جزيئا فريدا بعينات أنسجة ودم المرضى لا يظهر إلا عند الإصابة بهذا النوع من السرطان. وأن هذه التغييرات سمة من سمات N-glycan (هو نوع من السكر الموجود في البروتينات)؛ حيث سيساعد المؤشر البيولوجي المكتشف على تشخيص سرطان الكبد عن طريق اختبارات الدم فقط، دون الحاجة إلى أخذ خزعة وتحليلها.

من جانبهم، قرر الباحثون مواصلة دراسة هذه السكريات وتحديد البروتينات المرتبطة بهذه التغيرات؛ وذلك بسبب عدم تحديد التغير في N-glycan.

تضخم الكبد... الأسباب والأعراض والعلاج

الكبد يعمل كمصنع كيميائي يقوم بمهام مثل استقلاب العناصر الغذائية وإزالة السموم من المواد الضارة وإنتاج الصفراء للهضم وتخزين الفيتامينات والمعادن وتنظيم مستويات السكر في الدم. إنه عضو أساسي يساهم بشكل كبير في صحتنا ورفاهيتنا بشكل عام. لكن الكبد نفسه يتعرض لحالة صحية شائكة تعرف باسم «تضخم الكبد». حسب ما يشرحها الدكتور غوراف جوبتا كبير الاستشاريين والجراحين بزراعة الكبد وجراحة HPB بمستشفى فورتيس بمولوند في مومباي، وفق ما نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

علماء يكتشفون رؤى جديدة لسرطان الكبد

كشف علماء من «مركز الأميرة ماكسيما لأورام الأطفال» ومعهد «هوبريخت» في هولندا عن رؤى علمية جديدة حول سمات سرطان الكبد الليفي (FLC)، وهو نوع نادر من سرطان الكبد في مرحلة الطفولة.
وقد تساعد النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت اليوم (الأربعاء) بمجلة «Nature Communications»، بتطوير علاجات دوائية جديدة في المستقبل. حيث سمحت الأعضاء المصغرة ونظام «المقص الجزيئي» (CRISPR-Cas9) للباحثين بفهم بيولوجيا الورم والعواقب البيولوجية لتغيرات الحمض النووي المختلفة بشكل أفضل. كما كشفت أيضًا عن «خلية منشأ» محتملة لأحد أنواع أورام FLC.
وسرطان الجلد الفيبرولير (FLC) هو نوع من سرطان الكبد، يصيب في الغالب المراهقين والشباب. فيصيب واحدا من كل 5 ملايين شخص سنويًا، ويمكن بالتأكيد تسمية سرطان الخلايا الليفية بأنه نادر. وأن معدل البقاء على قيد الحياة لا يزال منخفضًا. ومن أجل تغيير هذا، هناك حاجة ماسة لأشكال جديدة من العلاج.
وشاركت الدكتورة بينيديتا أرتيجياني قائدة المجموعة البحثية بمركز الأميرة ماكسيما لأورام الأطفال، والدكتورة دليلة هندريكس الباحثة بمعهد هوبريخت بقيادة دراسة جديدة حول سرطان الخلايا الليفية باستخدام التقنيات المبتكرة. إذ سمح هذا للباحثين بفهم النتائج البيولوجية المختلفة للطفرات المختلفة الموجودة في FLC ودراسة بيولوجيا الأورام بشكل أفضل.
وهذه المعلومات الجديدة ضرورية لفهم سبب ظهور الأورام، ولتحديد الأهداف المحتملة لعلاجات أفضل للمرض، وفق ما تقول أرتيجياني، التي توضح «استخدمنا عضيات كبد بشرية صحية لكبد صغير نمت في المختبر، ففي بحثنا. طورنا سلسلة من الكائنات العضوية، مع تغيرات مختلفة في الحمض النووي والطفرات، والتي كانت مرتبطة سابقًا بـ FLC. قمنا بتغيير الجينات خلفية العضويات باستخدام تقنية تعديل الحمض النووي CRISPR-Cas9، والتي تعمل كمقص جزيئي. ونظرًا لندرتها، لا يتوفر الكثير من أنسجة الورم للبحث. وبفضل هذه التقنية تمكنا من دراسة هذا النوع من الورم»، حسب ما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

الطفرات الجينية المختلفة تكمن وراء درجات مختلفة من العدوانية

وقامت أرتيجياني وهندريكس ببناء نماذج عضويات الكبد عن طريق تعديل بروتين كيناز A (PKA) باستخدام CRISPR-Cas9 .PKA (بروتين إشارة معقد قادر على تشغيل البروتينات الأخرى أو إيقاف تشغيلها). إذ يتكون «مفتاح البروتين» هذا من وحدات مختلفة، كل منها مشفر بواسطة جين مختلف. ويبدو أن تغيير وظيفة الوحدات المختلفة من خلال التغييرات الجينية أمر بالغ الأهمية لبداية FLC.
وفي هذا الاطار، احتوت العضيات على ما يسمى بجين الاندماج المتحور «DNAJB1-PRKACA». فغالبًا ما يوجد هذا التغيير في الحمض النووي بأورام FLC.
وتوضح هندريكس «عند إعادة بناء هذه الطفرة في العضيات، رأينا أنها بالفعل قادرة على عكس سمات متعددة للأورام التي نراها في مرضى FLC. ومع ذلك، تسببت هذه الطفرة المفردة في تأثير خفيف نوعًا ما على السلوك الخلوي والجزيئي الكلي من خلايا الكبد. لقد تغير الوضع تمامًا عندما أدخلوا مجموعة أخرى من تغييرات الحمض النووي». حيث وجدت أيضًا بمرضى FLC وفق أرتيجياني؛ التي تشير الى ان «هذه الخلفية الثانية لا تحتوي فقط على طفرة بأحد جينات PKA ، PRKAR2A، ولكن أيضًا في جين إضافي يسمى BAP1. وفي هذه الحالة، قدمت العضويات ميزات نموذجية للسرطان العدواني. وهذا ينبئ أن FLC جيني مختلف الخلفيات يؤدي لدرجات مختلفة من عدوانية الورم. وبجانب ذلك، فإن تأثير التحويل المعزز بشكل كبير الناجم عن تغييرات الحمض النووي BAP1 و PRKAR2A يسمح للخلايا بالتكيف مع البيئات المختلفة. وربما يفسر هذا النمو غير المنضبط للخلايا أثناء تكوين ورم FLC».
وخلص الباحثون إلى أنه على الرغم من أن الطفرات في جينات PKA ضرورية، إلا أنها قد لا تكون كافية لتطوير FLC.
وفي هذا تقول هندريكس «ان هذه النتائج تفتح إمكانية البحث عن عوامل أخرى تحدث جنبًا إلى جنب مع طفرات PKA في أورام FLC. ويمكن استغلال ذلك في العلاجات المستقبلية المحتملة لهذا النوع من سرطان الأطفال».

الكشف عن خلية المنشأ بسرطان الخلايا الليفية

لتكون قادرًا على تطوير علاجات جديدة، من الضروري أيضًا فهم بيولوجيا السرطان نفسه. حيث تتمثل إحدى الخطوات الأولى في فهم نوع الخلية التي ينشأ منها السرطان؛ تسمى «خلية المنشأ». وقد يكون فهم أهمية أخطاء الجينات المحددة في بدء FLC والخلية الأصلية أمرًا حاسمًا لفهم كيف يمكن أن يتصرف الورم لاحقًا.
ومع ذلك، أثناء الدراسة، تبين أن هذا صعب بشكل خاص على FLC؛ حيث ان «السبب الرئيسي هو أن هذه الأورام تقدم سمات كل من خلايا الكبد وخلايا الأقنية، وهما أهم خليتين في الكبد. وقد أظهرت عضوياتنا أن تعاون PRKAR2A و BAP1 حوّل خلايا الكبد السليمة في الأصل إلى خلية أقنية، مع زيادة جذعية سرطانية لميزات الخلية»، حسب أرتجياني؛ التي تؤكد «ان هذا التحول من نوع خلية إلى نوع آخر يسمى التمايز التبادلي ظاهرة مثيرة للاهتمام بشكل خاص يمكن أن تحدث في أورام مختلفة تجعل تحديد الخلية الأصلية أمرًا صعبًا بشكل خاص. ومع ذلك، باستخدام نماذجنا، تمكنا من الكشف عن خلايا الكبد على أنها خلية منشأ محتملة».
وفي الإجمال تعزز هذه الدراسة بشكل كبير فهم FLC وتمهد الطريق لمزيد من البحث حول كيفية علاج هذا النوع من السرطان النادر بشكل أفضل. إذ يمكن أن تؤدي الأفكار المتعمقة في العيوب الوراثية إلى علاجات جديدة للأطفال المصابين بهذا المرض. وفهم أهمية أخطاء جينية معينة في بدء FLC مستقبلا يمكن أن يساعد أيضًا في فهم عدم تجانس الورم والاستجابة بين المرضى بشكل أفضل.

ما هو تضخم الكبد؟

تضخم الكبد يشير إلى تضخم غير طبيعي للكبد يتجاوز حجمه ووزنه المعياريين. هذه الحالة ليست مرضًا في حد ذاتها، بل هي مظهر من مظاهر حالة طبية أساسية.

يزن الكبد السليم حوالى 3 أرطال (1.3 كلغم)، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ويحدث تضخم الكبد عندما يزداد حجم الكبد لأسباب مختلفة.

أسباب تضخم الكبد

يمكن أن يحدث تضخم الكبد بسبب العديد من العوامل، بما في ذلك، الالتهابات الفيروسية والتهاب الكبد الكحولي أو مرض الكبد الدهني أو الأدوية المعينة والاضطرابات الوراثية وظروف المناعة الذاتية واضطرابات التمثيل الغذائي وحتى قصور القلب، فتكون استجابة الكبد لهذه الحالات الأساسية هي زيادة الحجم، في محاولة للتعويض عن الاضطرابات والحفاظ على وظائفه.

أعراض تضخم الكبد

أعراض تضخم الكبد قد تشمل ما يلي:

- وجع البطن

- التعب

- اليرقان

- الغثيان

- نقص الوزن غير المقصود

وفي بعض الحالات، قد يكون تضخم الكبد بدون أعراض تمامًا، ما يجعل تشخيصه دون تقييم طبي مناسب أمرًا صعبًا.

التشخيص والعلاج

عند الاشتباه بتضخم الكبد، قد يوصي أخصائي الرعاية الصحية بمجموعة من الاختبارات التشخيصية. يمكن أن تشمل هذه الاختبارات عمل الدم لتقييم وظائف الكبد ودراسات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وأحيانًا خزعة الكبد لتحديد السبب الأساسي للتضخم. وبمجرد تحديد السبب، فإن خطة العلاج هي معالجة السبب الجذري مع إدارة الأعراض.

قد يشمل العلاج تغيير نمط الحياة أو الأدوية أو التدخلات الجراحية أو في الحالات الشديدة زرع الكبد.

ما وراء التدخل الطبي

في حين أن التدخل الطبي أمر بالغ الأهمية لإدارة تضخم الكبد، إلّا ان من المهم بنفس القدر التأكيد على التدابير الوقائية وتعديلات نمط الحياة. وقد يشمل ذلك الحفاظ على نظام غذائي صحي والحد من استهلاك الكحول وتجنب التعرض للمواد الضارة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وإدارة الظروف الصحية الأساسية.

فمن خلال اعتماد نهج شامل، يمكن للأفراد تقليل مخاطر تضخم الكبد والمضاعفات المرتبطة به بشكل كبير.

أول علاج محتمل لمرض الكبد الدهنية

توصلت دراسة إلى أن مركباً من الأحماض الأمينية تم تطويره أخيراً، يعالج بنجاح مرض الكبد الدهنية غير الكحولية في الرئيسيات غير البشرية، مما يجعل العلماء أقرب خطوة إلى أول علاج بشري للحالة التي تتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وطوّر الباحثون في جامعة «ميشيغان الطبية» المركب (DT - 109)، أي ما يُعرف بـ«ثلاثي الببتيد القائم على الغلايسين»، لعلاج الشكل الحاد من مرض الكبد الدهنية الذي يسمى «التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية»، ويُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعاً باسم «ناش NASH»، ويسبب تندباً والتهاباً في الكبد، ويقدَّر أنه يؤثر على ما يصل إلى 6.5 في المائة من سكان العالم.
وكشفت النتائج التي نُشرت (الاثنين) في دورية «سيل ميتابوليزم»، عن أن «المركب الجديد عكس تراكم الدهون ومنع حدوث ندبات في كبد كلٍّ من الفئران والرئيسيات التي طوّرت المرض». وقال يوجين تشين، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميشيغان الطبية»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يرتفع مرض (ناش) بمعدل مذهل، ونجاح العلاج باستخدام المركب (DT - 109) مع القرود، يقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة».
ومرض الكبد الدهنية غير الكحولية هو المرحلة الثانية من مرض الكبد الدهنية غير الناجمة عن شرب الكحول، والذي يقدَّر أنه يصيب 32 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم، وبينما يمكن علاج مرض الكبد الدهنية بالتمارين الرياضية والتدخل الغذائي، فإن تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية يكون أكثر ديمومة، وأصبح السبب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة، وأصبح تليف الكبد المرتبط به أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة الكبد.
وطوَّر تشين وفريقه المركَّب (DT - 109) لعلاج مرض «ناش» في الرئيسيات غير البشرية، بعد أن أظهرت التقارير أن ضعف التمثيل الغذائي لـ«الغلايسين» ظهر كسبب للمرض.
وفي حين أن المئات من المركبات قد نجحت في علاج المرض في الفئران، إلا أن نماذج الفئران بهذا المرض، لا تحاكي جميع جوانب المرض البشري بدقة، وهنا تأتي قيمة الدراسة على نماذج الرئيسيات غير البشرية، لأنها الأقرب في محاكاة جوانب المرض البشري، وبالتالي يمكن ترجمة النتائج بشكل سريع إلى التجارب السريرية على البشر. وأكد جيفينغ زانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نتائجنا مع الرئيسيات غير البشرية مشجعة للغاية، حيث نجح المركب في منع تراكم الدهون ومنع تطور التليف عن طريق تحفيز تدهور الأحماض الدهنية وتكوين مضادات الأكسدة، كما منع الدواء إنتاج حمض الليثوكوليك، وهو حمض صفراوي ثانوي سام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية».

الكبد الدهني أكثر الأمراض شيوعاً في العالم

الكبد هو أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان. ويؤدي هذا العضو، الذي يبلغ حجمه حجم كرة قدم ويزن نحو ثلاثة أرطال (الرطل يساوي 453 غراماً تقريباً)، أكثر من 500 وظيفة. وتشمل بعض مهامه اليومية إنتاج الكولسترول، وإفراز «الصفراء» للمساعدة في هضم الدهون، وتنقية الدم من المواد السامة المميتة. كذلك يحمل الكبد نصف لتر من الدم الموجود في الجسم في أي لحظة.
الكبد الدهني غير الكحولي
رغم براعة الكبد ومهارته، فإنه ليس محصناً ضد المرض. ومن أكبر التهديدات التي تواجهه هو مرض الكبد الدهني غير الكحولي nonalcoholic fatty liver disease (NAFLD)، وهو أكثر أمراض الكبد شيوعاً على مستوى العالم. ويقول الدكتور هوارد ليوين، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، والمحرر الطبي الرئيسي لقسم الإعلام والنشر لكلية الطب بجامعة هارفارد: «يصيب مرض الكبد الدهني غير الكحولي نحو 24 في المائة من الأميركيين البالغين، لكن أكثرهم لا يدركون إصابتهم به، ومن أسباب ذلك أنه نادراً ما يسبب الأعراض في مرحلة مبكرة». وأضاف قائلاً: «يعدّ مرض السكري والبدانة العاملين الأساسيين للإصابة بكل أشكال مرض الكبد الدهني، حيث يعاني نحو 75 في المائة من الأشخاص المصابين بإحدى هاتين الحالتين أو كليهما شكلاً من أشكال الكبد الدهني غير الكحولي».
أنواع المرض
مرض الكبد الدهني غير الكحولي هو مصطلح شامل يتضمن أشكالا عديدة من مرض الكبد:
- التنكّس الدهني للكبد: يعاني أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي نوعاً يُعرف باسم الكبد الدهني البسيط simple fatty liver or، أو التنكّس الدهني steatosis، وهو تراكم الدهون بشكل زائد في الكبد دون أن يكون السبب هو الإفراط في تناول الكحول، أو آثار جانبية لعقاقير، أو مرض وراثي.
- التهاب الكبد الدهني: يصاب نحو 20 في المائة من مرضى الكبد الدهني غير الكحولي بالتهاب في الكبد، يعرف باسم «التهاب الكبد الدهني غير الكحولي» nonalcoholic steatohepatitis (NASH). إذا لم يتم علاج تلك الحالة، فيمكن أن يتطور هذا الشكل الأخطر إلى تليف الكبد fibrosis، (التندّب scarring)، وربما التشمع الكبدي cirrhosis، وهو جرح خطير، وتلف يصيب الكبد.
وقال الدكتور ليوين: «الأسباب المحددة لتطور حالة بعض الأشخاص إلى هذه المرحلة من الالتهاب غير معلومة، لكن يبدو أن حجم الخصر الكبير بشكل غير عادي، الذي يشير إلى زيادة كمية دهون الأحشاء، وهي دهون البطن التي تحيط بالأعضاء الموجودة في منطقة البطن، عامل خطر مهم».
كثيراً ما يتم اكتشاف حالة الكبد الدهني البسيط، والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، لا من خلال شكل الأعراض، لكن من خلال فحص تصويري مثل تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية، أو فحص التصوير المقطعي الذي يتم إجراؤه لسبب آخر مثل الكشف عن حصوات المرارة. كذلك توضح فحوص الدم أحياناً قيماً غير اعتيادية خاصة بالكبد، وهو عادة ما يعني وجود التهاب كبد غير كحولي. مع ذلك تكون فحوص الدم لدى نسبة من الأشخاص تصل إلى نحو 50 في المائة طبيعية فيما يتعلق بوظائف الكبد.
- رصد الحالات: لدى معالجي الرعاية الأولية الإكلينيكيين حالياً طرق لا تتضمن التدخل الجراحي، تتيح معرفة الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد المبكر. ومن بين تلك الطرق قياسات المؤشرات الحيوية، وأنظمة التقييم القائمة على فحوص الدم، مثل درجة تليف الكبد الدهني غير الكحولي NAFLD fibrosis score، ومؤشر تليف الكبد 4، Fibrosis - 4 index. يقول دكتور ليوين: «مؤشر تليف الكبد 4 هو حساب بسيط قائم على نتائج فحص دم شائع وعمر الشخص. يقدم المؤشر توجيهاً بشأن العلاج، والمرحلة التي ينبغي عندها مراجعة اختصاصي كبد». وهناك تكنولوجيا أخرى تسمى التصوير الإلستوغرافي elastography التي توظف الموجات الصوتية لتقدير التهاب الكبد استناداً إلى مقدار تيبسه.
خطوات وقائية
لا توجد عقاقير محددة حاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج أي مرحلة من مراحل مرض الكبد الدهني غير الكحولي. لذا يعدّ إدخال تغييرات على نمط الحياة هو النهج الأفضل.
- التحكّم في الوزن: ولأن أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي يعانون الوزن الزائد، أو حتى البدانة، يعدّ التحكم في الوزن هو الخطوة الأولى التي يمكن لهم اتخاذها لتفادي الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، ومنع تطور حالة الكبد الدهني البسيط إلى التهاب الكبد غير الكحولي، على حد قول دكتور ليوين.
كذلك يمكن أن يحمي فقدان الوزن الأشخاص من مخاطر صحية أخرى شائعة لدى المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، مثل داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، وأمراض الأوعية الدموية. يوضح دكتور ليوين قائلاً: «ينبغي حتى على الرجال الذين يعانون زيادة طفيفة في الوزن الانتباه لوزنهم، حيث يمكن أن تقودهم أي زيادة تدريجية في الوزن في الاتجاه الخاطئ، وتزيد خطر إصابتهم بمرض الكبد الدهني غير الكحولي».
إذا كنت تعاني زيادة في الوزن، ربما يكون فقدان نحو 5 في المائة من وزن جسمك كافياً لخفض الدهون في الكبد. ويمكن أن يخفض فقدان ما يتراوح بين 7 و10 في المائة من وزن الجسم مقدار التهاب وإصابة خلايا الكبد، وربما يؤدي إلى حدوث قدر من التعافي من تليف الكبد. يمكن استهداف فقدان تدريجي للوزن يتراوح بين رطل (153 غراماً تقريباً) ورطلين أسبوعياً. بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بداء السكري، والأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الوزن المثالي، ربما يوصي طبيبك بتناول عقاقير تُعرف بقدرتها على خفض الوزن، مثل ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالغلوكاجون - 1
GLP - 1 agonist عقار «ويغوفي» semaglutide (Wegovy).
- محيط الخصر: ينبغي الانتباه أيضاً إلى احتمال إصابة الأشخاص ذوي الأوزان الطبيعية بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. يقول دكتور ليوين: «تعدّ منطقة تراكم دهون الجسم، خصوصاً حول البطن، مؤشراً قوياً على خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي». ومن طرق قياس الخطر المحتمل قياس حجم الخصر، حيث يوضح الدكتور ليوين قائلاً: «لا يزيد حجم الخصر المثالي بالنسبة للرجال على نصف طولهم، بمعنى أنه لا ينبغي أن يزيد خصر رجل يبلغ طوله ست أقدام على 36 بوصة».
- الطعام: رغم أن أي نظام غذائي يعزز فقدان الوزن يساعد في التعافي من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، فإن نظام البحر المتوسط الغذائي ذو السعرات الحرارية المنخفضة يعدّ اختياراً ممتازاً. تركز هذه الخطة الغذائية على الفواكه والخضراوات والحبوب والبقوليات والمكسرات وزيت الزيتون. ينبغي الحد من تناول اللحوم الحمراء، والإكثار من تناول الأسماك الدهنية والدواجن عوضاً عنها.
وعند التفكير في الأطعمة التي تودّ إضافتها إلى نظامك الغذائي، اتبع نصيحة الأمهات بتناول الخضراوات، حيث أشارت دراسة تم إجراؤها عام 2020، إلى وجود صلة بين اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات التي تنتمي إلى فصيلة الصليبيات، مثل الكرنب (الملفوف)، والقرنبيط، والبروكولي، وبراعم كرنب البروكسل، وبين تراجع مخاطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
كذلك ربما يساعد تناول القهوة أيضاً في الوقاية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، حيث اكتشفت بعض الدراسات وجود علاقة بين تناول القهوة بشكل منتظم (من ثلاثة إلى أربعة فناجين يومياً) وبين تراجع خطر تطور حالة الكبد الدهني إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد.
- الرياضة: توضح الأبحاث أن ممارسة الرياضة بانتظام، بعيداً عن خسارة الوزن، يمكن أن تساعد أيضاً بشكل غير مباشر في الوقاية من الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، والسيطرة عليه. وقد وجد تحليل ورد في عدد أكتوبر (تشرين الأول) 2021 من دورية «فرونتيرز إن نيوتريشين» أن ممارسة التمرينات الرياضية يمكن أن تخفض دهون الجسم، خصوصاً الدهون الحشوية، وهي الطبقة العميقة الأكثر خطورة من الدهون المرتبطة بالتهاب الكبد.
وتشير الأبحاث إلى أن التمرينات الرياضية الهوائية واللاهوائية، مثل التدريب المتواتر عالي الكثافة، مفيدة للأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. كذلك اكتشفت دراسة أن ممارسة التمرينات الرياضية المعتدلة، سواء كانت هوائية أو لاهوائية، لمدة تتراوح بين 20 و60 دقيقة لثلاث أو أربع مرات أسبوعياً، قد ساعدت في خفض دهون الكبد، وعلاج التلف الذي لحق بالكبد، لدى المرضى المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»
- خدمات «تريبيون ميديا»

8 علاجات طبيعية لمرض الكبد الدهني

يلعب الكبد (أكبر عضو داخلي بجسم الإنسان) دورًا مهمًا في معالجة الطعام وإزالة السموم من الجسم؛ إذ يحتوي على بعض الدهون وهو أمر طبيعي؛ ولكن عندما تزيد كمية الدهون في الكبد على 5 إلى 10 % من وزنه فيشار لهذه الحالة باسم «الكبد الدهني» أو «التنكس الدهني الكبدي»؛ عندما يكون الكبد غير قادر على تكسير الدهون في الجسم واستقلابها فتتراكم الدهون وتؤدي إلى الكبد الدهني.
يمكن أن تحدث هذه الحالة بسبب الإفراط بتناول الكحول أو سوء التغذية أو نمط الحياة غير الصحي. قد لا يلاحظ الشخص أي أعراض. لكنها قد تسبب مضاعفات صحية خطيرة. فالأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد الدهنية، وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص؛ والذي كشف 8 علاجات طبيعية لعلاج الكبد الدهني جاءت على الشكل التالي:

1 - خل التفاح

يجب أن يستهلك الأشخاص المصابون بمرض الكبد الدهني خل التفاح لأنه يساعد على تقليل تراكم الدهون في الكبد. كما أنه يساعد في تقليل الوزن والالتهابات في الجسم. قبل كل وجبة، اشرب كوبًا من الماء الدافئ يحتوي على ملعقة كبيرة من خل التفاح.

2 - الشاي الأخضر

يساعد الكاتيكين عالي الكثافة الموجود في الشاي الأخضر على تحسين وظائف الكبد ويمنع تراكم الدهون لدى مرضى الكبد الدهني غير الكحولي. كما أنه يعزز وظائف الكبد مع تقليل كمية الدهون المخزنة هناك. أضف الشاي الأخضر إلى نظامك الغذائي اليومي لضمان أقصى قدر من الفوائد.

3 - الليمون

يساعد الليمون على إزالة السموم من الكبد عن طريق إنتاج الإنزيمات التي تحيد السموم في الكبد. إنه غني بفيتامين C ومضادات الأكسدة التي تساعد على منع الجذور الحرة من إتلاف خلايا الكبد وأجزاء أخرى من الجسم. للحصول على أفضل الفوائد امزج ملعقة صغيرة من عصير الليمون مع كوب من الماء الدافئ واشربه في الصباح.

4 - أملا

يحتوي Amla على العديد من الخصائص الطبية وهو عنصر فعال في علاج أمراض الكبد الدهنية. حيث يشمل فيتامين (سي) الذي يساعد في تعزيز صحة الكبد. يمكنك تناوله طازجا أو شرب عصيره أو إضافته إلى وجباتك لاستهلاكه.

5 - السيطرة على السمنة

يجب تقليل الوزن الزائد وتجنب السمنة للسيطرة على مرض الكبد الدهني. فوفقًا للدليل الذي نشرته الجمعية الأميركية لدراسة أمراض الكبد، يعد فقدان الوزن جزءًا مهمًا من علاج أمراض الكبد الدهنية. فهو يساعد بتقليل تراكم الدهون في الكبد وتحسين أعراضه. حافظ على وزن صحي ومارس الرياضة يوميًا للتحكم بوزنك.

6 - الحفاظ على نظام غذائي صحي

يجب أن تركز على الحفاظ على نظام غذائي صحي واستهلاك الأطعمة التي تساعد على تقليل تراكم الدهون في الكبد. استهلك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والبقوليات. يجب أن يشتمل نظامك الغذائي على فيتامين (سي) ومضادات الأكسدة وأحماض أوميغا 3 الدهنية والدهون الأحادية غير المشبعة والكربوهيدرات المعقدة. تجنب تناول الأطعمة السكرية والمعالجة واللحوم الحمراء وما إلى ذلك.

7 - تجنب الكحول

السبب الرئيسي لمرض الكبد الدهني الكحولي هو الاستهلاك المفرط للكحول. لذلك، من المهم الإقلاع عن استهلاك الكحول لتجنب تراكم الدهون في الكبد.

8 - ممارسة الرياضة

من الضروري الحفاظ على لياقتك البدنية وممارسة الرياضة لإزالة الدهون من الكبد. استهدف التمارين الهوائية وتمارين القوة ورفع الأثقال لتحسين صحة الكبد.

أول علاج محتمل لمرض الكبد الدهنية

توصلت دراسة إلى أن مركباً من الأحماض الأمينية تم تطويره أخيراً، يعالج بنجاح مرض الكبد الدهنية غير الكحولية في الرئيسيات غير البشرية، مما يجعل العلماء أقرب خطوة إلى أول علاج بشري للحالة التي تتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وطوّر الباحثون في جامعة «ميشيغان الطبية» المركب (DT - 109)، أي ما يُعرف بـ«ثلاثي الببتيد القائم على الغلايسين»، لعلاج الشكل الحاد من مرض الكبد الدهنية الذي يسمى «التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية»، ويُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعاً باسم «ناش NASH»، ويسبب تندباً والتهاباً في الكبد، ويقدَّر أنه يؤثر على ما يصل إلى 6.5 في المائة من سكان العالم.
وكشفت النتائج التي نُشرت (الاثنين) في دورية «سيل ميتابوليزم»، عن أن «المركب الجديد عكس تراكم الدهون ومنع حدوث ندبات في كبد كلٍّ من الفئران والرئيسيات التي طوّرت المرض». وقال يوجين تشين، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميشيغان الطبية»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يرتفع مرض (ناش) بمعدل مذهل، ونجاح العلاج باستخدام المركب (DT - 109) مع القرود، يقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة».
ومرض الكبد الدهنية غير الكحولية هو المرحلة الثانية من مرض الكبد الدهنية غير الناجمة عن شرب الكحول، والذي يقدَّر أنه يصيب 32 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم، وبينما يمكن علاج مرض الكبد الدهنية بالتمارين الرياضية والتدخل الغذائي، فإن تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية يكون أكثر ديمومة، وأصبح السبب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة، وأصبح تليف الكبد المرتبط به أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة الكبد.
وطوَّر تشين وفريقه المركَّب (DT - 109) لعلاج مرض «ناش» في الرئيسيات غير البشرية، بعد أن أظهرت التقارير أن ضعف التمثيل الغذائي لـ«الغلايسين» ظهر كسبب للمرض.
وفي حين أن المئات من المركبات قد نجحت في علاج المرض في الفئران، إلا أن نماذج الفئران بهذا المرض، لا تحاكي جميع جوانب المرض البشري بدقة، وهنا تأتي قيمة الدراسة على نماذج الرئيسيات غير البشرية، لأنها الأقرب في محاكاة جوانب المرض البشري، وبالتالي يمكن ترجمة النتائج بشكل سريع إلى التجارب السريرية على البشر. وأكد جيفينغ زانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نتائجنا مع الرئيسيات غير البشرية مشجعة للغاية، حيث نجح المركب في منع تراكم الدهون ومنع تطور التليف عن طريق تحفيز تدهور الأحماض الدهنية وتكوين مضادات الأكسدة، كما منع الدواء إنتاج حمض الليثوكوليك، وهو حمض صفراوي ثانوي سام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية».

أمراض الكبد قد تسبب الاكتئاب!

حذر أخصائي أمراض الكبد الروسي الدكتور أندريه ياكوشيف من أن أمراض الكبد يمكن أن تصبح سببا محتملا للاكتئاب. حيث أنها تتطور من دون اعراض بسبب كون الكبد خاليا من النهايات العصبية، لذلك لا يظهر الألم باستثاء حالات تمدد كبسولاته.
ووفق الأخصائي الروسي يمكن ان تظهر أمراض الكبد على شكل رعشات وحكة جلدية وتقلبات في المزاج. وأكثرها وضوحا هي الحكة الجلدية المستمرة مع عدم وجود البثور والطفح الجلدي. وهذا يظهر عادة لدى النساء اللواتي عمرهن أكثر من 50 عاما، وفق ما ذكرت شبكة «روسيا اليوم» نقلا عن صحيفة «إزفيستيا» الروسية.
ويفيد ياكوشيف بأن العلامة الثانية التي قد تشير إلى إصابة الكبد هي الكآبة التي تلاحظ عادة لدى الأطفال والشباب دون العشرين من العمر. موضحا «غالبا ما تكون هذه أعراض مرض نادر (مرض ولسن) كونوفالوف، الناجم عن تراكم كمية كبيرة من النحاس في الكبد وبقيت دون معالجة».
ولم يستبعد الطبيب الروسي أن يكون المرض دماغيا كون الدماغ هو المتضرر الرئيسي، وقد يكون هناك تطور بتليّف الكبد في سن مبكرة، مؤكدا «في حالة إصابة الدماغ يعاني الكبد أيضا ولكن ليس بنفس مستوى الدماغ الذي تحصل فيه تغيرات محددة تؤدي إلى تقلبات في المزاج وارتعاش». ويستدرك قائلا «ان من الأعراض غير الواضحة لأمراض الكبد ارتفاع مستوى الحديد (الفرّيتين)، وذلك قد يشير لمرض ترسب الأصبغة الدموية الناجم عن ترسب كمية كبيرة من الحديد في الكبد واعضاء أخرى من الجسم، ما يؤدي بالتالي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد».

طبيب يحذر: لا تتجاهل أعراض الكبد الدهني

يقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية، بدءا من إزالة السموم من المواد الضارة واستقلاب العناصر الغذائية إلى إنتاج الصفراء للهضم. إنه أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان، ما يجعله عرضة للتلف. وعندما يتلف الكبد، تتأثر قدرته على العمل بشكل صحيح، ما يؤدي إلى تراكم السموم وفضلات المنتجات في مجرى الدم، الأمر الذي قد يتسبب بمشاكل صحية خطيرة مثل اليرقان وفشل الكبد وغيرها من الحالات التي تهدد الحياة. ويمكن أن تختلف الأعراض من خفيفة إلى شديدة، حسب مرحلة تلف الكبد.

بدوره يشرح الدكتور أجاي كومار رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتنظير بمستشفى «BLK-Max Super» التخصصي بنيودلهي، الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض الكبد الدهني وطرق الوقاية منه، وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

ما هو مرض الكبد الدهني؟

يحدث مرض الكبد الدهني، المعروف أيضًا باسم التنكس الدهني الكبدي، عندما تتراكم الدهون الزائدة في الكبد.

يمكن أن يحدث تراكم الدهون هذا بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك السمنة والإفراط في استهلاك الكحول ومقاومة الأنسولين.

مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)

هو الشكل الأكثر شيوعًا، وإذا ترك دون علاج، يمكن أن يتطور إلى مراحل أكثر خطورة مثل التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، ما قد يؤدي إلى التهاب وتليف وتشمع الكبد المحتمل.

يقول الدكتور كومار «إن معدل حدوث التهاب الكبد المزمن B و C قد انخفض ولكن NAFLD ظهر كسبب مهم لتليف الكبد في الهند. حيث يعاني واحد من كل 3 هنود من مرض الكبد الدهني. ونظرًا لكون الهند عاصمة لمرضى السكري، فإن المشكلة تزداد سوءًا، إذ يتعرض مرضى السكري لخطر الإصابة بدرجات متقدمة من مرض الكبد الدهني؛ وهي تليف الكبد».

ووفقًا لدراسة نُشرت بالمجلة الطبية البريطانية (BMJ)، فقد زادت حالات NAFLD بين عام 1990 و 2017، مع زيادة معدل الانتشار خلال نفس الفترة. كما كانت الاتجاهات المتزايدة متسقة عبر الجنسين.

وأضافت الورقة البحثية أن أرقام الحالات كانت الأعلى في شرق آسيا، تليها جنوب آسيا، ثم شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

الأعراض الشائعة للكبد الدهني

فيما يلي بعض الأعراض المصاحبة لدهون الكبد:

- التعب مع أو بدون تورم القدمين

- امتلاء البطن بسبب تراكم السوائل في تجويف البطن (الاستسقاء)

- تورم معمم في الجسم كله (anasarca)

- فقر دم

لماذا تؤدي مضاعفات مرض الكبد الدهني إلى التورم؟

قد لا يسبب مرض الكبد في مرحلة مبكرة أي ضرر ويمكن أن يظل بدون أعراض. ومع ذلك، إذا تقدم المرض، فقد يتسبب في ضرر دائم.

المرحلة الأخيرة من مرض الكبد تسمى تليف الكبد، والتي تشير إلى تندب شديد في الكبد.

ووفقًا لـ«مايو كلينك»، لا يمكن التراجع عن تلف الكبد الناجم عن تليف الكبد بشكل عام ويمكن أن يبدأ في إحداث علامات أكثر وضوحًا.

وأصبح التورم في أجزاء معينة من الجسم أكثر شيوعًا.

وقد تشمل هذه المناطق الكاحلين «إذ يمكن أن يؤدي الضغط المتزايد في الوريد البابي إلى تراكم السوائل في الساقين، وتسمى الوذمة، وفي البطن، وهو ما يسمى الاستسقاء. وقد تحدث الوذمة والاستسقاء أيضًا إذا كان الكبد غير قادر على إنتاج ما يكفي من بروتينات معينة في الدم، مثل الألبومين، حسب «هيئة البحوث الصحية».

ويضيف كومار إنه يمكن الوقاية من تلف الكبد والأمراض مثل NAFLD من خلال اتباع أسلوب حياة صحي. وهو يوصي بـ«ممارسة التمارين الرياضية بانتظام (التمارين الرياضية والمقاومة) واتباع نظام غذائي قليل الدسم وقليل السكر وغني بالألياف، بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب شرب الكحول والتدخين والعادات الضارة الأخرى. وأيضا احصل على لقاح ضد التهاب الكبد وتجنب ملامسة دماء الآخرين وسوائل أجسامهم، لأن بعض أشكال التهاب الكبد يمكن أن تنتشر من شخص لآخر».

الكبد الدهني أكثر الأمراض شيوعاً في العالم

الكبد هو أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان. ويؤدي هذا العضو، الذي يبلغ حجمه حجم كرة قدم ويزن نحو ثلاثة أرطال (الرطل يساوي 453 غراماً تقريباً)، أكثر من 500 وظيفة. وتشمل بعض مهامه اليومية إنتاج الكولسترول، وإفراز «الصفراء» للمساعدة في هضم الدهون، وتنقية الدم من المواد السامة المميتة. كذلك يحمل الكبد نصف لتر من الدم الموجود في الجسم في أي لحظة.
الكبد الدهني غير الكحولي
رغم براعة الكبد ومهارته، فإنه ليس محصناً ضد المرض. ومن أكبر التهديدات التي تواجهه هو مرض الكبد الدهني غير الكحولي nonalcoholic fatty liver disease (NAFLD)، وهو أكثر أمراض الكبد شيوعاً على مستوى العالم. ويقول الدكتور هوارد ليوين، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، والمحرر الطبي الرئيسي لقسم الإعلام والنشر لكلية الطب بجامعة هارفارد: «يصيب مرض الكبد الدهني غير الكحولي نحو 24 في المائة من الأميركيين البالغين، لكن أكثرهم لا يدركون إصابتهم به، ومن أسباب ذلك أنه نادراً ما يسبب الأعراض في مرحلة مبكرة». وأضاف قائلاً: «يعدّ مرض السكري والبدانة العاملين الأساسيين للإصابة بكل أشكال مرض الكبد الدهني، حيث يعاني نحو 75 في المائة من الأشخاص المصابين بإحدى هاتين الحالتين أو كليهما شكلاً من أشكال الكبد الدهني غير الكحولي».
أنواع المرض
مرض الكبد الدهني غير الكحولي هو مصطلح شامل يتضمن أشكالا عديدة من مرض الكبد:
- التنكّس الدهني للكبد: يعاني أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي نوعاً يُعرف باسم الكبد الدهني البسيط simple fatty liver or، أو التنكّس الدهني steatosis، وهو تراكم الدهون بشكل زائد في الكبد دون أن يكون السبب هو الإفراط في تناول الكحول، أو آثار جانبية لعقاقير، أو مرض وراثي.
- التهاب الكبد الدهني: يصاب نحو 20 في المائة من مرضى الكبد الدهني غير الكحولي بالتهاب في الكبد، يعرف باسم «التهاب الكبد الدهني غير الكحولي» nonalcoholic steatohepatitis (NASH). إذا لم يتم علاج تلك الحالة، فيمكن أن يتطور هذا الشكل الأخطر إلى تليف الكبد fibrosis، (التندّب scarring)، وربما التشمع الكبدي cirrhosis، وهو جرح خطير، وتلف يصيب الكبد.
وقال الدكتور ليوين: «الأسباب المحددة لتطور حالة بعض الأشخاص إلى هذه المرحلة من الالتهاب غير معلومة، لكن يبدو أن حجم الخصر الكبير بشكل غير عادي، الذي يشير إلى زيادة كمية دهون الأحشاء، وهي دهون البطن التي تحيط بالأعضاء الموجودة في منطقة البطن، عامل خطر مهم».
كثيراً ما يتم اكتشاف حالة الكبد الدهني البسيط، والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، لا من خلال شكل الأعراض، لكن من خلال فحص تصويري مثل تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية، أو فحص التصوير المقطعي الذي يتم إجراؤه لسبب آخر مثل الكشف عن حصوات المرارة. كذلك توضح فحوص الدم أحياناً قيماً غير اعتيادية خاصة بالكبد، وهو عادة ما يعني وجود التهاب كبد غير كحولي. مع ذلك تكون فحوص الدم لدى نسبة من الأشخاص تصل إلى نحو 50 في المائة طبيعية فيما يتعلق بوظائف الكبد.
- رصد الحالات: لدى معالجي الرعاية الأولية الإكلينيكيين حالياً طرق لا تتضمن التدخل الجراحي، تتيح معرفة الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد المبكر. ومن بين تلك الطرق قياسات المؤشرات الحيوية، وأنظمة التقييم القائمة على فحوص الدم، مثل درجة تليف الكبد الدهني غير الكحولي NAFLD fibrosis score، ومؤشر تليف الكبد 4، Fibrosis - 4 index. يقول دكتور ليوين: «مؤشر تليف الكبد 4 هو حساب بسيط قائم على نتائج فحص دم شائع وعمر الشخص. يقدم المؤشر توجيهاً بشأن العلاج، والمرحلة التي ينبغي عندها مراجعة اختصاصي كبد». وهناك تكنولوجيا أخرى تسمى التصوير الإلستوغرافي elastography التي توظف الموجات الصوتية لتقدير التهاب الكبد استناداً إلى مقدار تيبسه.
خطوات وقائية
لا توجد عقاقير محددة حاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج أي مرحلة من مراحل مرض الكبد الدهني غير الكحولي. لذا يعدّ إدخال تغييرات على نمط الحياة هو النهج الأفضل.
- التحكّم في الوزن: ولأن أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي يعانون الوزن الزائد، أو حتى البدانة، يعدّ التحكم في الوزن هو الخطوة الأولى التي يمكن لهم اتخاذها لتفادي الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، ومنع تطور حالة الكبد الدهني البسيط إلى التهاب الكبد غير الكحولي، على حد قول دكتور ليوين.
كذلك يمكن أن يحمي فقدان الوزن الأشخاص من مخاطر صحية أخرى شائعة لدى المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، مثل داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، وأمراض الأوعية الدموية. يوضح دكتور ليوين قائلاً: «ينبغي حتى على الرجال الذين يعانون زيادة طفيفة في الوزن الانتباه لوزنهم، حيث يمكن أن تقودهم أي زيادة تدريجية في الوزن في الاتجاه الخاطئ، وتزيد خطر إصابتهم بمرض الكبد الدهني غير الكحولي».
إذا كنت تعاني زيادة في الوزن، ربما يكون فقدان نحو 5 في المائة من وزن جسمك كافياً لخفض الدهون في الكبد. ويمكن أن يخفض فقدان ما يتراوح بين 7 و10 في المائة من وزن الجسم مقدار التهاب وإصابة خلايا الكبد، وربما يؤدي إلى حدوث قدر من التعافي من تليف الكبد. يمكن استهداف فقدان تدريجي للوزن يتراوح بين رطل (153 غراماً تقريباً) ورطلين أسبوعياً. بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بداء السكري، والأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الوزن المثالي، ربما يوصي طبيبك بتناول عقاقير تُعرف بقدرتها على خفض الوزن، مثل ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالغلوكاجون - 1
GLP - 1 agonist عقار «ويغوفي» semaglutide (Wegovy).
- محيط الخصر: ينبغي الانتباه أيضاً إلى احتمال إصابة الأشخاص ذوي الأوزان الطبيعية بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. يقول دكتور ليوين: «تعدّ منطقة تراكم دهون الجسم، خصوصاً حول البطن، مؤشراً قوياً على خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي». ومن طرق قياس الخطر المحتمل قياس حجم الخصر، حيث يوضح الدكتور ليوين قائلاً: «لا يزيد حجم الخصر المثالي بالنسبة للرجال على نصف طولهم، بمعنى أنه لا ينبغي أن يزيد خصر رجل يبلغ طوله ست أقدام على 36 بوصة».
- الطعام: رغم أن أي نظام غذائي يعزز فقدان الوزن يساعد في التعافي من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، فإن نظام البحر المتوسط الغذائي ذو السعرات الحرارية المنخفضة يعدّ اختياراً ممتازاً. تركز هذه الخطة الغذائية على الفواكه والخضراوات والحبوب والبقوليات والمكسرات وزيت الزيتون. ينبغي الحد من تناول اللحوم الحمراء، والإكثار من تناول الأسماك الدهنية والدواجن عوضاً عنها.
وعند التفكير في الأطعمة التي تودّ إضافتها إلى نظامك الغذائي، اتبع نصيحة الأمهات بتناول الخضراوات، حيث أشارت دراسة تم إجراؤها عام 2020، إلى وجود صلة بين اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات التي تنتمي إلى فصيلة الصليبيات، مثل الكرنب (الملفوف)، والقرنبيط، والبروكولي، وبراعم كرنب البروكسل، وبين تراجع مخاطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
كذلك ربما يساعد تناول القهوة أيضاً في الوقاية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، حيث اكتشفت بعض الدراسات وجود علاقة بين تناول القهوة بشكل منتظم (من ثلاثة إلى أربعة فناجين يومياً) وبين تراجع خطر تطور حالة الكبد الدهني إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد.
- الرياضة: توضح الأبحاث أن ممارسة الرياضة بانتظام، بعيداً عن خسارة الوزن، يمكن أن تساعد أيضاً بشكل غير مباشر في الوقاية من الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، والسيطرة عليه. وقد وجد تحليل ورد في عدد أكتوبر (تشرين الأول) 2021 من دورية «فرونتيرز إن نيوتريشين» أن ممارسة التمرينات الرياضية يمكن أن تخفض دهون الجسم، خصوصاً الدهون الحشوية، وهي الطبقة العميقة الأكثر خطورة من الدهون المرتبطة بالتهاب الكبد.
وتشير الأبحاث إلى أن التمرينات الرياضية الهوائية واللاهوائية، مثل التدريب المتواتر عالي الكثافة، مفيدة للأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. كذلك اكتشفت دراسة أن ممارسة التمرينات الرياضية المعتدلة، سواء كانت هوائية أو لاهوائية، لمدة تتراوح بين 20 و60 دقيقة لثلاث أو أربع مرات أسبوعياً، قد ساعدت في خفض دهون الكبد، وعلاج التلف الذي لحق بالكبد، لدى المرضى المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»
- خدمات «تريبيون ميديا»

طبيب: أطعمة وأدوية تضر بالكبد وأخرى تنفعه

الكبد عضو مهم في الجسم يقوم بإزالة السمية من المُستقلَبات المختلفة ويركب البروتينات وينتج المواد الكيميائية الحيوية اللازمة لعملية الهضم. يتموضع في الربع العلوي الأيمن من البطن تحت الحجاب الحاجز.

وتشمل أدوار الكبد اضافة الى الاستقلاب، تنظيم تخزين الجليكوجين وتَفَكُّيك كريات الدم الحمراء وإنتاج الهرمونات. ومن الأمور المهمة التي يساعد الكبد فيها انتاج الصفراء (مركب قلوي يساعد بتحطيم الدهون) وتسهيل عملية الهضم عن طريق استحلاب الشحوم. وتختلف التقديرات المتعلقة بالعدد الكلي لوظائف الكبد. لكن كتب المتخصصين تشير الى أنها حوالى 500 وظيفة تقريبا.

وفي هذا الاطار، فان إصابة الكبد بالضرر وإعاقة عمله يفقد الجسم الكثير من المهام الحيوية التي يحتاجها.

من أجل ذلك، حدد الأخصائي الروسي الدكتور ألكسندر مياسنيكوف مواد غذائية تساهم في الحفاظ على الكبد وأخرى تلحق الضرر به. موضحا «أن العديد من الدراسات العلمية أثبتت أن القهوة هي أفضل المواد فائدة للكبد؛ خاصة إذا كان الشخص يعاني من التهاب الكبد، وإذا كان هناك تلف في الكبد، فإن القهوة تمنع تطوره إلى تليف الكبد. وتليف الكبد إلى سرطان الكبد». وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن صحيفة «فيستي. رو» المحلية.

ويشدد مياسنيكوف ان بعض الأدوية يلحق الضرر بالكبد. إلّا انه يحذر بشدة من الافراط بتناول الباراسيتامول فهو الأكثر خطرا على الكبد وفق قوله. مؤكدا «انه المسؤول عن نصف حالات نخر الكبد المميت؛ إذ تؤدي زيادة جرعته إلى تسمم الكبد. لذلك تذكروا جميعا أن الجرعة اليومية من هذا الدواء يجب ألا تزيد على أربعة غرامات». مضيفا «لا ينصح أبدا بعلاج الصداع الناجم عن التسمم الكحولي بتناول الباراسيتامول. لأن هذا في الواقع سيكون ضربة مزدوجة للكبد، وقد تكون لها عواقب وخيمة جدا». مبينا «أن الباراسيتامول بصورة عامة دواء آمن وغير خطر . لكن مع ذلك يجب تناوله بحذر عند اعطائه للأطفال لأن المساحيق المضادة لأمراض البرد المخصصة للأطفال تحتوي في تركيبها عادة على الباراسيتامول أيضا»، وفق قوله.

أمراض الكبد قد تسبب الاكتئاب!

حذر أخصائي أمراض الكبد الروسي الدكتور أندريه ياكوشيف من أن أمراض الكبد يمكن أن تصبح سببا محتملا للاكتئاب. حيث أنها تتطور من دون اعراض بسبب كون الكبد خاليا من النهايات العصبية، لذلك لا يظهر الألم باستثاء حالات تمدد كبسولاته.
ووفق الأخصائي الروسي يمكن ان تظهر أمراض الكبد على شكل رعشات وحكة جلدية وتقلبات في المزاج. وأكثرها وضوحا هي الحكة الجلدية المستمرة مع عدم وجود البثور والطفح الجلدي. وهذا يظهر عادة لدى النساء اللواتي عمرهن أكثر من 50 عاما، وفق ما ذكرت شبكة «روسيا اليوم» نقلا عن صحيفة «إزفيستيا» الروسية.
ويفيد ياكوشيف بأن العلامة الثانية التي قد تشير إلى إصابة الكبد هي الكآبة التي تلاحظ عادة لدى الأطفال والشباب دون العشرين من العمر. موضحا «غالبا ما تكون هذه أعراض مرض نادر (مرض ولسن) كونوفالوف، الناجم عن تراكم كمية كبيرة من النحاس في الكبد وبقيت دون معالجة».
ولم يستبعد الطبيب الروسي أن يكون المرض دماغيا كون الدماغ هو المتضرر الرئيسي، وقد يكون هناك تطور بتليّف الكبد في سن مبكرة، مؤكدا «في حالة إصابة الدماغ يعاني الكبد أيضا ولكن ليس بنفس مستوى الدماغ الذي تحصل فيه تغيرات محددة تؤدي إلى تقلبات في المزاج وارتعاش». ويستدرك قائلا «ان من الأعراض غير الواضحة لأمراض الكبد ارتفاع مستوى الحديد (الفرّيتين)، وذلك قد يشير لمرض ترسب الأصبغة الدموية الناجم عن ترسب كمية كبيرة من الحديد في الكبد واعضاء أخرى من الجسم، ما يؤدي بالتالي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد».

أول علاج محتمل لمرض الكبد الدهنية

توصلت دراسة إلى أن مركباً من الأحماض الأمينية تم تطويره أخيراً، يعالج بنجاح مرض الكبد الدهنية غير الكحولية في الرئيسيات غير البشرية، مما يجعل العلماء أقرب خطوة إلى أول علاج بشري للحالة التي تتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وطوّر الباحثون في جامعة «ميشيغان الطبية» المركب (DT - 109)، أي ما يُعرف بـ«ثلاثي الببتيد القائم على الغلايسين»، لعلاج الشكل الحاد من مرض الكبد الدهنية الذي يسمى «التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية»، ويُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعاً باسم «ناش NASH»، ويسبب تندباً والتهاباً في الكبد، ويقدَّر أنه يؤثر على ما يصل إلى 6.5 في المائة من سكان العالم.
وكشفت النتائج التي نُشرت (الاثنين) في دورية «سيل ميتابوليزم»، عن أن «المركب الجديد عكس تراكم الدهون ومنع حدوث ندبات في كبد كلٍّ من الفئران والرئيسيات التي طوّرت المرض». وقال يوجين تشين، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميشيغان الطبية»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يرتفع مرض (ناش) بمعدل مذهل، ونجاح العلاج باستخدام المركب (DT - 109) مع القرود، يقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة».
ومرض الكبد الدهنية غير الكحولية هو المرحلة الثانية من مرض الكبد الدهنية غير الناجمة عن شرب الكحول، والذي يقدَّر أنه يصيب 32 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم، وبينما يمكن علاج مرض الكبد الدهنية بالتمارين الرياضية والتدخل الغذائي، فإن تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية يكون أكثر ديمومة، وأصبح السبب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة، وأصبح تليف الكبد المرتبط به أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة الكبد.
وطوَّر تشين وفريقه المركَّب (DT - 109) لعلاج مرض «ناش» في الرئيسيات غير البشرية، بعد أن أظهرت التقارير أن ضعف التمثيل الغذائي لـ«الغلايسين» ظهر كسبب للمرض.
وفي حين أن المئات من المركبات قد نجحت في علاج المرض في الفئران، إلا أن نماذج الفئران بهذا المرض، لا تحاكي جميع جوانب المرض البشري بدقة، وهنا تأتي قيمة الدراسة على نماذج الرئيسيات غير البشرية، لأنها الأقرب في محاكاة جوانب المرض البشري، وبالتالي يمكن ترجمة النتائج بشكل سريع إلى التجارب السريرية على البشر. وأكد جيفينغ زانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نتائجنا مع الرئيسيات غير البشرية مشجعة للغاية، حيث نجح المركب في منع تراكم الدهون ومنع تطور التليف عن طريق تحفيز تدهور الأحماض الدهنية وتكوين مضادات الأكسدة، كما منع الدواء إنتاج حمض الليثوكوليك، وهو حمض صفراوي ثانوي سام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية».

اكتشاف مؤشر بيولوجي يشخّص سرطان الكبد مبكرا

أفادت مجلة «Cancer Research Communications» العلمية، بأن مجموعة من العلماء الأميركيين بجامعة جنوب كارولينا الطبية، اكتشفوا مؤشرا بيولوجيا يعد «الأفضل» لتشخيص سرطان الكبد، ما يسمح بتشخيص الإصابة بصورة مبكرة وسريعة.

وأوضحت المجلة أن سرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد (ورم خبيث ثاني أكثر أنواع سرطان الكبد انتشارا) عدواني جدا. وأنه في حال اكتشافه متأخرا فإن معدل البقاء على قيد الحياة لا تتجاوز الخمس سنوات فقط بـ8 في المائة من المصابين. في حين يمكن أن يساعد التشخيص المبكر بعلاج 50 في المئة من المرضى.

وفي هذا الاطار، كان يعتقد أنه من الصعب تشخيص هذا النوع من السرطان مبكرا؛ لأن أعراضه تشبه أعراض أمراض الكبد الأخرى وأن المؤشرات البيولوجية لسرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد ليست محددة لهذا المرض. لكن الباحثين اكتشفوا جزيئا فريدا بعينات أنسجة ودم المرضى لا يظهر إلا عند الإصابة بهذا النوع من السرطان. وأن هذه التغييرات سمة من سمات N-glycan (هو نوع من السكر الموجود في البروتينات)؛ حيث سيساعد المؤشر البيولوجي المكتشف على تشخيص سرطان الكبد عن طريق اختبارات الدم فقط، دون الحاجة إلى أخذ خزعة وتحليلها.

من جانبهم، قرر الباحثون مواصلة دراسة هذه السكريات وتحديد البروتينات المرتبطة بهذه التغيرات؛ وذلك بسبب عدم تحديد التغير في N-glycan.

تضخم الكبد... الأسباب والأعراض والعلاج

الكبد يعمل كمصنع كيميائي يقوم بمهام مثل استقلاب العناصر الغذائية وإزالة السموم من المواد الضارة وإنتاج الصفراء للهضم وتخزين الفيتامينات والمعادن وتنظيم مستويات السكر في الدم. إنه عضو أساسي يساهم بشكل كبير في صحتنا ورفاهيتنا بشكل عام. لكن الكبد نفسه يتعرض لحالة صحية شائكة تعرف باسم «تضخم الكبد». حسب ما يشرحها الدكتور غوراف جوبتا كبير الاستشاريين والجراحين بزراعة الكبد وجراحة HPB بمستشفى فورتيس بمولوند في مومباي، وفق ما نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

علماء يكتشفون رؤى جديدة لسرطان الكبد

كشف علماء من «مركز الأميرة ماكسيما لأورام الأطفال» ومعهد «هوبريخت» في هولندا عن رؤى علمية جديدة حول سمات سرطان الكبد الليفي (FLC)، وهو نوع نادر من سرطان الكبد في مرحلة الطفولة.
وقد تساعد النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت اليوم (الأربعاء) بمجلة «Nature Communications»، بتطوير علاجات دوائية جديدة في المستقبل. حيث سمحت الأعضاء المصغرة ونظام «المقص الجزيئي» (CRISPR-Cas9) للباحثين بفهم بيولوجيا الورم والعواقب البيولوجية لتغيرات الحمض النووي المختلفة بشكل أفضل. كما كشفت أيضًا عن «خلية منشأ» محتملة لأحد أنواع أورام FLC.
وسرطان الجلد الفيبرولير (FLC) هو نوع من سرطان الكبد، يصيب في الغالب المراهقين والشباب. فيصيب واحدا من كل 5 ملايين شخص سنويًا، ويمكن بالتأكيد تسمية سرطان الخلايا الليفية بأنه نادر. وأن معدل البقاء على قيد الحياة لا يزال منخفضًا. ومن أجل تغيير هذا، هناك حاجة ماسة لأشكال جديدة من العلاج.
وشاركت الدكتورة بينيديتا أرتيجياني قائدة المجموعة البحثية بمركز الأميرة ماكسيما لأورام الأطفال، والدكتورة دليلة هندريكس الباحثة بمعهد هوبريخت بقيادة دراسة جديدة حول سرطان الخلايا الليفية باستخدام التقنيات المبتكرة. إذ سمح هذا للباحثين بفهم النتائج البيولوجية المختلفة للطفرات المختلفة الموجودة في FLC ودراسة بيولوجيا الأورام بشكل أفضل.
وهذه المعلومات الجديدة ضرورية لفهم سبب ظهور الأورام، ولتحديد الأهداف المحتملة لعلاجات أفضل للمرض، وفق ما تقول أرتيجياني، التي توضح «استخدمنا عضيات كبد بشرية صحية لكبد صغير نمت في المختبر، ففي بحثنا. طورنا سلسلة من الكائنات العضوية، مع تغيرات مختلفة في الحمض النووي والطفرات، والتي كانت مرتبطة سابقًا بـ FLC. قمنا بتغيير الجينات خلفية العضويات باستخدام تقنية تعديل الحمض النووي CRISPR-Cas9، والتي تعمل كمقص جزيئي. ونظرًا لندرتها، لا يتوفر الكثير من أنسجة الورم للبحث. وبفضل هذه التقنية تمكنا من دراسة هذا النوع من الورم»، حسب ما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

الطفرات الجينية المختلفة تكمن وراء درجات مختلفة من العدوانية

وقامت أرتيجياني وهندريكس ببناء نماذج عضويات الكبد عن طريق تعديل بروتين كيناز A (PKA) باستخدام CRISPR-Cas9 .PKA (بروتين إشارة معقد قادر على تشغيل البروتينات الأخرى أو إيقاف تشغيلها). إذ يتكون «مفتاح البروتين» هذا من وحدات مختلفة، كل منها مشفر بواسطة جين مختلف. ويبدو أن تغيير وظيفة الوحدات المختلفة من خلال التغييرات الجينية أمر بالغ الأهمية لبداية FLC.
وفي هذا الاطار، احتوت العضيات على ما يسمى بجين الاندماج المتحور «DNAJB1-PRKACA». فغالبًا ما يوجد هذا التغيير في الحمض النووي بأورام FLC.
وتوضح هندريكس «عند إعادة بناء هذه الطفرة في العضيات، رأينا أنها بالفعل قادرة على عكس سمات متعددة للأورام التي نراها في مرضى FLC. ومع ذلك، تسببت هذه الطفرة المفردة في تأثير خفيف نوعًا ما على السلوك الخلوي والجزيئي الكلي من خلايا الكبد. لقد تغير الوضع تمامًا عندما أدخلوا مجموعة أخرى من تغييرات الحمض النووي». حيث وجدت أيضًا بمرضى FLC وفق أرتيجياني؛ التي تشير الى ان «هذه الخلفية الثانية لا تحتوي فقط على طفرة بأحد جينات PKA ، PRKAR2A، ولكن أيضًا في جين إضافي يسمى BAP1. وفي هذه الحالة، قدمت العضويات ميزات نموذجية للسرطان العدواني. وهذا ينبئ أن FLC جيني مختلف الخلفيات يؤدي لدرجات مختلفة من عدوانية الورم. وبجانب ذلك، فإن تأثير التحويل المعزز بشكل كبير الناجم عن تغييرات الحمض النووي BAP1 و PRKAR2A يسمح للخلايا بالتكيف مع البيئات المختلفة. وربما يفسر هذا النمو غير المنضبط للخلايا أثناء تكوين ورم FLC».
وخلص الباحثون إلى أنه على الرغم من أن الطفرات في جينات PKA ضرورية، إلا أنها قد لا تكون كافية لتطوير FLC.
وفي هذا تقول هندريكس «ان هذه النتائج تفتح إمكانية البحث عن عوامل أخرى تحدث جنبًا إلى جنب مع طفرات PKA في أورام FLC. ويمكن استغلال ذلك في العلاجات المستقبلية المحتملة لهذا النوع من سرطان الأطفال».

الكشف عن خلية المنشأ بسرطان الخلايا الليفية

لتكون قادرًا على تطوير علاجات جديدة، من الضروري أيضًا فهم بيولوجيا السرطان نفسه. حيث تتمثل إحدى الخطوات الأولى في فهم نوع الخلية التي ينشأ منها السرطان؛ تسمى «خلية المنشأ». وقد يكون فهم أهمية أخطاء الجينات المحددة في بدء FLC والخلية الأصلية أمرًا حاسمًا لفهم كيف يمكن أن يتصرف الورم لاحقًا.
ومع ذلك، أثناء الدراسة، تبين أن هذا صعب بشكل خاص على FLC؛ حيث ان «السبب الرئيسي هو أن هذه الأورام تقدم سمات كل من خلايا الكبد وخلايا الأقنية، وهما أهم خليتين في الكبد. وقد أظهرت عضوياتنا أن تعاون PRKAR2A و BAP1 حوّل خلايا الكبد السليمة في الأصل إلى خلية أقنية، مع زيادة جذعية سرطانية لميزات الخلية»، حسب أرتجياني؛ التي تؤكد «ان هذا التحول من نوع خلية إلى نوع آخر يسمى التمايز التبادلي ظاهرة مثيرة للاهتمام بشكل خاص يمكن أن تحدث في أورام مختلفة تجعل تحديد الخلية الأصلية أمرًا صعبًا بشكل خاص. ومع ذلك، باستخدام نماذجنا، تمكنا من الكشف عن خلايا الكبد على أنها خلية منشأ محتملة».
وفي الإجمال تعزز هذه الدراسة بشكل كبير فهم FLC وتمهد الطريق لمزيد من البحث حول كيفية علاج هذا النوع من السرطان النادر بشكل أفضل. إذ يمكن أن تؤدي الأفكار المتعمقة في العيوب الوراثية إلى علاجات جديدة للأطفال المصابين بهذا المرض. وفهم أهمية أخطاء جينية معينة في بدء FLC مستقبلا يمكن أن يساعد أيضًا في فهم عدم تجانس الورم والاستجابة بين المرضى بشكل أفضل.

ما هو تضخم الكبد؟

تضخم الكبد يشير إلى تضخم غير طبيعي للكبد يتجاوز حجمه ووزنه المعياريين. هذه الحالة ليست مرضًا في حد ذاتها، بل هي مظهر من مظاهر حالة طبية أساسية.

يزن الكبد السليم حوالى 3 أرطال (1.3 كلغم)، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ويحدث تضخم الكبد عندما يزداد حجم الكبد لأسباب مختلفة.

أسباب تضخم الكبد

يمكن أن يحدث تضخم الكبد بسبب العديد من العوامل، بما في ذلك، الالتهابات الفيروسية والتهاب الكبد الكحولي أو مرض الكبد الدهني أو الأدوية المعينة والاضطرابات الوراثية وظروف المناعة الذاتية واضطرابات التمثيل الغذائي وحتى قصور القلب، فتكون استجابة الكبد لهذه الحالات الأساسية هي زيادة الحجم، في محاولة للتعويض عن الاضطرابات والحفاظ على وظائفه.

أعراض تضخم الكبد

أعراض تضخم الكبد قد تشمل ما يلي:

- وجع البطن

- التعب

- اليرقان

- الغثيان

- نقص الوزن غير المقصود

وفي بعض الحالات، قد يكون تضخم الكبد بدون أعراض تمامًا، ما يجعل تشخيصه دون تقييم طبي مناسب أمرًا صعبًا.

التشخيص والعلاج

عند الاشتباه بتضخم الكبد، قد يوصي أخصائي الرعاية الصحية بمجموعة من الاختبارات التشخيصية. يمكن أن تشمل هذه الاختبارات عمل الدم لتقييم وظائف الكبد ودراسات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وأحيانًا خزعة الكبد لتحديد السبب الأساسي للتضخم. وبمجرد تحديد السبب، فإن خطة العلاج هي معالجة السبب الجذري مع إدارة الأعراض.

قد يشمل العلاج تغيير نمط الحياة أو الأدوية أو التدخلات الجراحية أو في الحالات الشديدة زرع الكبد.

ما وراء التدخل الطبي

في حين أن التدخل الطبي أمر بالغ الأهمية لإدارة تضخم الكبد، إلّا ان من المهم بنفس القدر التأكيد على التدابير الوقائية وتعديلات نمط الحياة. وقد يشمل ذلك الحفاظ على نظام غذائي صحي والحد من استهلاك الكحول وتجنب التعرض للمواد الضارة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وإدارة الظروف الصحية الأساسية.

فمن خلال اعتماد نهج شامل، يمكن للأفراد تقليل مخاطر تضخم الكبد والمضاعفات المرتبطة به بشكل كبير.

أول علاج محتمل لمرض الكبد الدهنية

توصلت دراسة إلى أن مركباً من الأحماض الأمينية تم تطويره أخيراً، يعالج بنجاح مرض الكبد الدهنية غير الكحولية في الرئيسيات غير البشرية، مما يجعل العلماء أقرب خطوة إلى أول علاج بشري للحالة التي تتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وطوّر الباحثون في جامعة «ميشيغان الطبية» المركب (DT - 109)، أي ما يُعرف بـ«ثلاثي الببتيد القائم على الغلايسين»، لعلاج الشكل الحاد من مرض الكبد الدهنية الذي يسمى «التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية»، ويُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعاً باسم «ناش NASH»، ويسبب تندباً والتهاباً في الكبد، ويقدَّر أنه يؤثر على ما يصل إلى 6.5 في المائة من سكان العالم.
وكشفت النتائج التي نُشرت (الاثنين) في دورية «سيل ميتابوليزم»، عن أن «المركب الجديد عكس تراكم الدهون ومنع حدوث ندبات في كبد كلٍّ من الفئران والرئيسيات التي طوّرت المرض». وقال يوجين تشين، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميشيغان الطبية»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يرتفع مرض (ناش) بمعدل مذهل، ونجاح العلاج باستخدام المركب (DT - 109) مع القرود، يقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة».
ومرض الكبد الدهنية غير الكحولية هو المرحلة الثانية من مرض الكبد الدهنية غير الناجمة عن شرب الكحول، والذي يقدَّر أنه يصيب 32 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم، وبينما يمكن علاج مرض الكبد الدهنية بالتمارين الرياضية والتدخل الغذائي، فإن تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية يكون أكثر ديمومة، وأصبح السبب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة، وأصبح تليف الكبد المرتبط به أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة الكبد.
وطوَّر تشين وفريقه المركَّب (DT - 109) لعلاج مرض «ناش» في الرئيسيات غير البشرية، بعد أن أظهرت التقارير أن ضعف التمثيل الغذائي لـ«الغلايسين» ظهر كسبب للمرض.
وفي حين أن المئات من المركبات قد نجحت في علاج المرض في الفئران، إلا أن نماذج الفئران بهذا المرض، لا تحاكي جميع جوانب المرض البشري بدقة، وهنا تأتي قيمة الدراسة على نماذج الرئيسيات غير البشرية، لأنها الأقرب في محاكاة جوانب المرض البشري، وبالتالي يمكن ترجمة النتائج بشكل سريع إلى التجارب السريرية على البشر. وأكد جيفينغ زانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نتائجنا مع الرئيسيات غير البشرية مشجعة للغاية، حيث نجح المركب في منع تراكم الدهون ومنع تطور التليف عن طريق تحفيز تدهور الأحماض الدهنية وتكوين مضادات الأكسدة، كما منع الدواء إنتاج حمض الليثوكوليك، وهو حمض صفراوي ثانوي سام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية».

الكبد الدهني أكثر الأمراض شيوعاً في العالم

الكبد هو أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان. ويؤدي هذا العضو، الذي يبلغ حجمه حجم كرة قدم ويزن نحو ثلاثة أرطال (الرطل يساوي 453 غراماً تقريباً)، أكثر من 500 وظيفة. وتشمل بعض مهامه اليومية إنتاج الكولسترول، وإفراز «الصفراء» للمساعدة في هضم الدهون، وتنقية الدم من المواد السامة المميتة. كذلك يحمل الكبد نصف لتر من الدم الموجود في الجسم في أي لحظة.
الكبد الدهني غير الكحولي
رغم براعة الكبد ومهارته، فإنه ليس محصناً ضد المرض. ومن أكبر التهديدات التي تواجهه هو مرض الكبد الدهني غير الكحولي nonalcoholic fatty liver disease (NAFLD)، وهو أكثر أمراض الكبد شيوعاً على مستوى العالم. ويقول الدكتور هوارد ليوين، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، والمحرر الطبي الرئيسي لقسم الإعلام والنشر لكلية الطب بجامعة هارفارد: «يصيب مرض الكبد الدهني غير الكحولي نحو 24 في المائة من الأميركيين البالغين، لكن أكثرهم لا يدركون إصابتهم به، ومن أسباب ذلك أنه نادراً ما يسبب الأعراض في مرحلة مبكرة». وأضاف قائلاً: «يعدّ مرض السكري والبدانة العاملين الأساسيين للإصابة بكل أشكال مرض الكبد الدهني، حيث يعاني نحو 75 في المائة من الأشخاص المصابين بإحدى هاتين الحالتين أو كليهما شكلاً من أشكال الكبد الدهني غير الكحولي».
أنواع المرض
مرض الكبد الدهني غير الكحولي هو مصطلح شامل يتضمن أشكالا عديدة من مرض الكبد:
- التنكّس الدهني للكبد: يعاني أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي نوعاً يُعرف باسم الكبد الدهني البسيط simple fatty liver or، أو التنكّس الدهني steatosis، وهو تراكم الدهون بشكل زائد في الكبد دون أن يكون السبب هو الإفراط في تناول الكحول، أو آثار جانبية لعقاقير، أو مرض وراثي.
- التهاب الكبد الدهني: يصاب نحو 20 في المائة من مرضى الكبد الدهني غير الكحولي بالتهاب في الكبد، يعرف باسم «التهاب الكبد الدهني غير الكحولي» nonalcoholic steatohepatitis (NASH). إذا لم يتم علاج تلك الحالة، فيمكن أن يتطور هذا الشكل الأخطر إلى تليف الكبد fibrosis، (التندّب scarring)، وربما التشمع الكبدي cirrhosis، وهو جرح خطير، وتلف يصيب الكبد.
وقال الدكتور ليوين: «الأسباب المحددة لتطور حالة بعض الأشخاص إلى هذه المرحلة من الالتهاب غير معلومة، لكن يبدو أن حجم الخصر الكبير بشكل غير عادي، الذي يشير إلى زيادة كمية دهون الأحشاء، وهي دهون البطن التي تحيط بالأعضاء الموجودة في منطقة البطن، عامل خطر مهم».
كثيراً ما يتم اكتشاف حالة الكبد الدهني البسيط، والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، لا من خلال شكل الأعراض، لكن من خلال فحص تصويري مثل تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية، أو فحص التصوير المقطعي الذي يتم إجراؤه لسبب آخر مثل الكشف عن حصوات المرارة. كذلك توضح فحوص الدم أحياناً قيماً غير اعتيادية خاصة بالكبد، وهو عادة ما يعني وجود التهاب كبد غير كحولي. مع ذلك تكون فحوص الدم لدى نسبة من الأشخاص تصل إلى نحو 50 في المائة طبيعية فيما يتعلق بوظائف الكبد.
- رصد الحالات: لدى معالجي الرعاية الأولية الإكلينيكيين حالياً طرق لا تتضمن التدخل الجراحي، تتيح معرفة الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد المبكر. ومن بين تلك الطرق قياسات المؤشرات الحيوية، وأنظمة التقييم القائمة على فحوص الدم، مثل درجة تليف الكبد الدهني غير الكحولي NAFLD fibrosis score، ومؤشر تليف الكبد 4، Fibrosis - 4 index. يقول دكتور ليوين: «مؤشر تليف الكبد 4 هو حساب بسيط قائم على نتائج فحص دم شائع وعمر الشخص. يقدم المؤشر توجيهاً بشأن العلاج، والمرحلة التي ينبغي عندها مراجعة اختصاصي كبد». وهناك تكنولوجيا أخرى تسمى التصوير الإلستوغرافي elastography التي توظف الموجات الصوتية لتقدير التهاب الكبد استناداً إلى مقدار تيبسه.
خطوات وقائية
لا توجد عقاقير محددة حاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج أي مرحلة من مراحل مرض الكبد الدهني غير الكحولي. لذا يعدّ إدخال تغييرات على نمط الحياة هو النهج الأفضل.
- التحكّم في الوزن: ولأن أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي يعانون الوزن الزائد، أو حتى البدانة، يعدّ التحكم في الوزن هو الخطوة الأولى التي يمكن لهم اتخاذها لتفادي الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، ومنع تطور حالة الكبد الدهني البسيط إلى التهاب الكبد غير الكحولي، على حد قول دكتور ليوين.
كذلك يمكن أن يحمي فقدان الوزن الأشخاص من مخاطر صحية أخرى شائعة لدى المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، مثل داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، وأمراض الأوعية الدموية. يوضح دكتور ليوين قائلاً: «ينبغي حتى على الرجال الذين يعانون زيادة طفيفة في الوزن الانتباه لوزنهم، حيث يمكن أن تقودهم أي زيادة تدريجية في الوزن في الاتجاه الخاطئ، وتزيد خطر إصابتهم بمرض الكبد الدهني غير الكحولي».
إذا كنت تعاني زيادة في الوزن، ربما يكون فقدان نحو 5 في المائة من وزن جسمك كافياً لخفض الدهون في الكبد. ويمكن أن يخفض فقدان ما يتراوح بين 7 و10 في المائة من وزن الجسم مقدار التهاب وإصابة خلايا الكبد، وربما يؤدي إلى حدوث قدر من التعافي من تليف الكبد. يمكن استهداف فقدان تدريجي للوزن يتراوح بين رطل (153 غراماً تقريباً) ورطلين أسبوعياً. بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بداء السكري، والأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الوزن المثالي، ربما يوصي طبيبك بتناول عقاقير تُعرف بقدرتها على خفض الوزن، مثل ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالغلوكاجون - 1
GLP - 1 agonist عقار «ويغوفي» semaglutide (Wegovy).
- محيط الخصر: ينبغي الانتباه أيضاً إلى احتمال إصابة الأشخاص ذوي الأوزان الطبيعية بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. يقول دكتور ليوين: «تعدّ منطقة تراكم دهون الجسم، خصوصاً حول البطن، مؤشراً قوياً على خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي». ومن طرق قياس الخطر المحتمل قياس حجم الخصر، حيث يوضح الدكتور ليوين قائلاً: «لا يزيد حجم الخصر المثالي بالنسبة للرجال على نصف طولهم، بمعنى أنه لا ينبغي أن يزيد خصر رجل يبلغ طوله ست أقدام على 36 بوصة».
- الطعام: رغم أن أي نظام غذائي يعزز فقدان الوزن يساعد في التعافي من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، فإن نظام البحر المتوسط الغذائي ذو السعرات الحرارية المنخفضة يعدّ اختياراً ممتازاً. تركز هذه الخطة الغذائية على الفواكه والخضراوات والحبوب والبقوليات والمكسرات وزيت الزيتون. ينبغي الحد من تناول اللحوم الحمراء، والإكثار من تناول الأسماك الدهنية والدواجن عوضاً عنها.
وعند التفكير في الأطعمة التي تودّ إضافتها إلى نظامك الغذائي، اتبع نصيحة الأمهات بتناول الخضراوات، حيث أشارت دراسة تم إجراؤها عام 2020، إلى وجود صلة بين اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات التي تنتمي إلى فصيلة الصليبيات، مثل الكرنب (الملفوف)، والقرنبيط، والبروكولي، وبراعم كرنب البروكسل، وبين تراجع مخاطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
كذلك ربما يساعد تناول القهوة أيضاً في الوقاية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، حيث اكتشفت بعض الدراسات وجود علاقة بين تناول القهوة بشكل منتظم (من ثلاثة إلى أربعة فناجين يومياً) وبين تراجع خطر تطور حالة الكبد الدهني إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد.
- الرياضة: توضح الأبحاث أن ممارسة الرياضة بانتظام، بعيداً عن خسارة الوزن، يمكن أن تساعد أيضاً بشكل غير مباشر في الوقاية من الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، والسيطرة عليه. وقد وجد تحليل ورد في عدد أكتوبر (تشرين الأول) 2021 من دورية «فرونتيرز إن نيوتريشين» أن ممارسة التمرينات الرياضية يمكن أن تخفض دهون الجسم، خصوصاً الدهون الحشوية، وهي الطبقة العميقة الأكثر خطورة من الدهون المرتبطة بالتهاب الكبد.
وتشير الأبحاث إلى أن التمرينات الرياضية الهوائية واللاهوائية، مثل التدريب المتواتر عالي الكثافة، مفيدة للأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. كذلك اكتشفت دراسة أن ممارسة التمرينات الرياضية المعتدلة، سواء كانت هوائية أو لاهوائية، لمدة تتراوح بين 20 و60 دقيقة لثلاث أو أربع مرات أسبوعياً، قد ساعدت في خفض دهون الكبد، وعلاج التلف الذي لحق بالكبد، لدى المرضى المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»
- خدمات «تريبيون ميديا»

8 علاجات طبيعية لمرض الكبد الدهني

يلعب الكبد (أكبر عضو داخلي بجسم الإنسان) دورًا مهمًا في معالجة الطعام وإزالة السموم من الجسم؛ إذ يحتوي على بعض الدهون وهو أمر طبيعي؛ ولكن عندما تزيد كمية الدهون في الكبد على 5 إلى 10 % من وزنه فيشار لهذه الحالة باسم «الكبد الدهني» أو «التنكس الدهني الكبدي»؛ عندما يكون الكبد غير قادر على تكسير الدهون في الجسم واستقلابها فتتراكم الدهون وتؤدي إلى الكبد الدهني.
يمكن أن تحدث هذه الحالة بسبب الإفراط بتناول الكحول أو سوء التغذية أو نمط الحياة غير الصحي. قد لا يلاحظ الشخص أي أعراض. لكنها قد تسبب مضاعفات صحية خطيرة. فالأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد الدهنية، وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص؛ والذي كشف 8 علاجات طبيعية لعلاج الكبد الدهني جاءت على الشكل التالي:

1 - خل التفاح

يجب أن يستهلك الأشخاص المصابون بمرض الكبد الدهني خل التفاح لأنه يساعد على تقليل تراكم الدهون في الكبد. كما أنه يساعد في تقليل الوزن والالتهابات في الجسم. قبل كل وجبة، اشرب كوبًا من الماء الدافئ يحتوي على ملعقة كبيرة من خل التفاح.

2 - الشاي الأخضر

يساعد الكاتيكين عالي الكثافة الموجود في الشاي الأخضر على تحسين وظائف الكبد ويمنع تراكم الدهون لدى مرضى الكبد الدهني غير الكحولي. كما أنه يعزز وظائف الكبد مع تقليل كمية الدهون المخزنة هناك. أضف الشاي الأخضر إلى نظامك الغذائي اليومي لضمان أقصى قدر من الفوائد.

3 - الليمون

يساعد الليمون على إزالة السموم من الكبد عن طريق إنتاج الإنزيمات التي تحيد السموم في الكبد. إنه غني بفيتامين C ومضادات الأكسدة التي تساعد على منع الجذور الحرة من إتلاف خلايا الكبد وأجزاء أخرى من الجسم. للحصول على أفضل الفوائد امزج ملعقة صغيرة من عصير الليمون مع كوب من الماء الدافئ واشربه في الصباح.

4 - أملا

يحتوي Amla على العديد من الخصائص الطبية وهو عنصر فعال في علاج أمراض الكبد الدهنية. حيث يشمل فيتامين (سي) الذي يساعد في تعزيز صحة الكبد. يمكنك تناوله طازجا أو شرب عصيره أو إضافته إلى وجباتك لاستهلاكه.

5 - السيطرة على السمنة

يجب تقليل الوزن الزائد وتجنب السمنة للسيطرة على مرض الكبد الدهني. فوفقًا للدليل الذي نشرته الجمعية الأميركية لدراسة أمراض الكبد، يعد فقدان الوزن جزءًا مهمًا من علاج أمراض الكبد الدهنية. فهو يساعد بتقليل تراكم الدهون في الكبد وتحسين أعراضه. حافظ على وزن صحي ومارس الرياضة يوميًا للتحكم بوزنك.

6 - الحفاظ على نظام غذائي صحي

يجب أن تركز على الحفاظ على نظام غذائي صحي واستهلاك الأطعمة التي تساعد على تقليل تراكم الدهون في الكبد. استهلك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والبقوليات. يجب أن يشتمل نظامك الغذائي على فيتامين (سي) ومضادات الأكسدة وأحماض أوميغا 3 الدهنية والدهون الأحادية غير المشبعة والكربوهيدرات المعقدة. تجنب تناول الأطعمة السكرية والمعالجة واللحوم الحمراء وما إلى ذلك.

7 - تجنب الكحول

السبب الرئيسي لمرض الكبد الدهني الكحولي هو الاستهلاك المفرط للكحول. لذلك، من المهم الإقلاع عن استهلاك الكحول لتجنب تراكم الدهون في الكبد.

8 - ممارسة الرياضة

من الضروري الحفاظ على لياقتك البدنية وممارسة الرياضة لإزالة الدهون من الكبد. استهدف التمارين الهوائية وتمارين القوة ورفع الأثقال لتحسين صحة الكبد.

أول علاج محتمل لمرض الكبد الدهنية

توصلت دراسة إلى أن مركباً من الأحماض الأمينية تم تطويره أخيراً، يعالج بنجاح مرض الكبد الدهنية غير الكحولية في الرئيسيات غير البشرية، مما يجعل العلماء أقرب خطوة إلى أول علاج بشري للحالة التي تتزايد بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وطوّر الباحثون في جامعة «ميشيغان الطبية» المركب (DT - 109)، أي ما يُعرف بـ«ثلاثي الببتيد القائم على الغلايسين»، لعلاج الشكل الحاد من مرض الكبد الدهنية الذي يسمى «التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية»، ويُعرف هذا المرض بشكل أكثر شيوعاً باسم «ناش NASH»، ويسبب تندباً والتهاباً في الكبد، ويقدَّر أنه يؤثر على ما يصل إلى 6.5 في المائة من سكان العالم.
وكشفت النتائج التي نُشرت (الاثنين) في دورية «سيل ميتابوليزم»، عن أن «المركب الجديد عكس تراكم الدهون ومنع حدوث ندبات في كبد كلٍّ من الفئران والرئيسيات التي طوّرت المرض». وقال يوجين تشين، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «ميشيغان الطبية»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يرتفع مرض (ناش) بمعدل مذهل، ونجاح العلاج باستخدام المركب (DT - 109) مع القرود، يقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة».
ومرض الكبد الدهنية غير الكحولية هو المرحلة الثانية من مرض الكبد الدهنية غير الناجمة عن شرب الكحول، والذي يقدَّر أنه يصيب 32 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم، وبينما يمكن علاج مرض الكبد الدهنية بالتمارين الرياضية والتدخل الغذائي، فإن تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية يكون أكثر ديمومة، وأصبح السبب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة، وأصبح تليف الكبد المرتبط به أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة الكبد.
وطوَّر تشين وفريقه المركَّب (DT - 109) لعلاج مرض «ناش» في الرئيسيات غير البشرية، بعد أن أظهرت التقارير أن ضعف التمثيل الغذائي لـ«الغلايسين» ظهر كسبب للمرض.
وفي حين أن المئات من المركبات قد نجحت في علاج المرض في الفئران، إلا أن نماذج الفئران بهذا المرض، لا تحاكي جميع جوانب المرض البشري بدقة، وهنا تأتي قيمة الدراسة على نماذج الرئيسيات غير البشرية، لأنها الأقرب في محاكاة جوانب المرض البشري، وبالتالي يمكن ترجمة النتائج بشكل سريع إلى التجارب السريرية على البشر. وأكد جيفينغ زانغ، الباحث المشارك بالدراسة: «نتائجنا مع الرئيسيات غير البشرية مشجعة للغاية، حيث نجح المركب في منع تراكم الدهون ومنع تطور التليف عن طريق تحفيز تدهور الأحماض الدهنية وتكوين مضادات الأكسدة، كما منع الدواء إنتاج حمض الليثوكوليك، وهو حمض صفراوي ثانوي سام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية».

أمراض الكبد قد تسبب الاكتئاب!

حذر أخصائي أمراض الكبد الروسي الدكتور أندريه ياكوشيف من أن أمراض الكبد يمكن أن تصبح سببا محتملا للاكتئاب. حيث أنها تتطور من دون اعراض بسبب كون الكبد خاليا من النهايات العصبية، لذلك لا يظهر الألم باستثاء حالات تمدد كبسولاته.
ووفق الأخصائي الروسي يمكن ان تظهر أمراض الكبد على شكل رعشات وحكة جلدية وتقلبات في المزاج. وأكثرها وضوحا هي الحكة الجلدية المستمرة مع عدم وجود البثور والطفح الجلدي. وهذا يظهر عادة لدى النساء اللواتي عمرهن أكثر من 50 عاما، وفق ما ذكرت شبكة «روسيا اليوم» نقلا عن صحيفة «إزفيستيا» الروسية.
ويفيد ياكوشيف بأن العلامة الثانية التي قد تشير إلى إصابة الكبد هي الكآبة التي تلاحظ عادة لدى الأطفال والشباب دون العشرين من العمر. موضحا «غالبا ما تكون هذه أعراض مرض نادر (مرض ولسن) كونوفالوف، الناجم عن تراكم كمية كبيرة من النحاس في الكبد وبقيت دون معالجة».
ولم يستبعد الطبيب الروسي أن يكون المرض دماغيا كون الدماغ هو المتضرر الرئيسي، وقد يكون هناك تطور بتليّف الكبد في سن مبكرة، مؤكدا «في حالة إصابة الدماغ يعاني الكبد أيضا ولكن ليس بنفس مستوى الدماغ الذي تحصل فيه تغيرات محددة تؤدي إلى تقلبات في المزاج وارتعاش». ويستدرك قائلا «ان من الأعراض غير الواضحة لأمراض الكبد ارتفاع مستوى الحديد (الفرّيتين)، وذلك قد يشير لمرض ترسب الأصبغة الدموية الناجم عن ترسب كمية كبيرة من الحديد في الكبد واعضاء أخرى من الجسم، ما يؤدي بالتالي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد».