دراسة: شرب الأطفال المياه الغازية يسبب زيادة الوزن في العشرينات

الأطفال الذين تناولوا عصير التفاح النقي يستهلكون كميات أقل من الدهون والسكر (أرشيفية - صحيفة إندبندنت)
الأطفال الذين تناولوا عصير التفاح النقي يستهلكون كميات أقل من الدهون والسكر (أرشيفية - صحيفة إندبندنت)
TT

دراسة: شرب الأطفال المياه الغازية يسبب زيادة الوزن في العشرينات

الأطفال الذين تناولوا عصير التفاح النقي يستهلكون كميات أقل من الدهون والسكر (أرشيفية - صحيفة إندبندنت)
الأطفال الذين تناولوا عصير التفاح النقي يستهلكون كميات أقل من الدهون والسكر (أرشيفية - صحيفة إندبندنت)

كشفت دراسة جديدة أن تناول المشروبات الغازية قبل سن الثانية يمكن أن يسبب زيادة الوزن في العشرينات من العمر، في حين أن الأطفال الذين يشربون عصير الفاكهة يميلون إلى اتباع نظام غذائي صحي في المستقبل.

وقد تتبع بحث في جامعة سوانسي البريطانية 14 ألف طفل بريطاني منذ الولادة وحتى البلوغ، ويُعتقد أنه الأضخم من نوعه على الإطلاق.

وأظهرت النتائج، التي نشرت في المجلة الأوروبية للتغذية الإكلينيكية، أن الأطفال الذين شربوا المشروبات الغازية أو عصائر الفاكهة المحلاة بالسكر قبل سن الثانية اكتسبوا وزناً أكبر عندما كانوا في سن 24 عاماً.

وجدت الدراسة أن الأطفال الذين شربوا عصير الفاكهة بدلاً من المشروبات الغازية في سن مبكرة يميلون إلى اتباع نظام غذائي صحي في وقت لاحق من الحياة.

وفي عمر ثلاث سنوات، لوحظ أن الأطفال الصغار الذين شربوا المشروبات الغازية يستهلكون المزيد من السعرات الحرارية والدهون والبروتين والسكر، ولكن لديهم كمية أقل من الألياف، في حين أن أولئك الذين تناولوا عصير التفاح النقي يستهلكون كميات أقل من الدهون والسكر، ولكن كميات أكبر من الألياف.

وكشفت الدراسة أن هناك صلة بين مشروبات الأطفال والخيارات الغذائية المختلفة، حيث تناول الأطفال الذين تناولوا عصير التفاح النقي المزيد من الأسماك والفواكه والخضراوات الخضراء والسلطة - مقارنة بالأطفال الذين تناولوا المشروبات الغازية فإنهم تناولوا المزيد من البرغر والنقانق والبيتزا والبطاطا المقلية واللحوم. والشوكولاته، والحلويات.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة البروفسور ديفيد بنتون: «إن النظام الغذائي المبكر يؤسس لنمط غذائي يؤثر، طوال الحياة، على ما إذا كان الوزن يزداد أم لا»، وتابع: «إن التحدي المهم هو التأكد من أن الطفل يكتسب عادة غذائية جيدة: تلك التي تقدم كمية أقل من الدهون والسكر، فمثلاً يقدم عصير الفاكهة النقي، واحد من خمسة يومياً، يضيف فيتامين «سي»، والبوتاسيوم، وحمض الفوليك، والبوليفينول النباتي».

ويأمل الباحثون أن تشجع النتائج التي توصلوا إليها الآباء على إيلاء المزيد من الاهتمام للنظام الغذائي لأطفالهم في السنوات الأولى من الحياة.

وأضافت الدكتورة هايلي يونغ: «السمنة مشكلة صحية خطيرة، وتزيد من خطر الإصابة بالعديد من الحالات الأخرى». وأردفت «تظهر دراستنا أن الأسباب الغذائية للسمنة لدى البالغين تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة، وإذا أردنا السيطرة عليها، يجب إعطاء المزيد من الاهتمام لنظامنا الغذائي في السنوات الأولى من الحياة».


مقالات ذات صلة

«أطباء بلا حدود»: انتشار «سريع» للكوليرا في جنوب السودان

أفريقيا أشخاص يتلقون جرعات من اللقاح المضاد لـ«الكوليرا» في جنوب السودان (أرشيفية - منظمة الصحة العالمية)

«أطباء بلا حدود»: انتشار «سريع» للكوليرا في جنوب السودان

حذّرت منظمة «أطباء بلا حدود»، في بيان اليوم (الجمعة)، من أن وباء الكوليرا «ينتشر سريعاً» في شمال جنوب السودان الذي يضم آلاف اللاجئين.

«الشرق الأوسط» (جوبا)
صحتك الأزمة القلبية حالة طارئة تتطلب علاجاً فورياً (جامعة أكسفورد)

6 علامات تشير لمشكلة صحية في القلب

ست علامات يجب أن تكون على دراية بها لمعرفة إذا كانت هناك خطورة على عضلة قلبك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الزنك... وهرمون الذكورة

الزنك... وهرمون الذكورة

في رسالة إلكترونية وصلت إلى بريد «استشارات» في «الشرق الأوسط»، سأل القارئ عبد الإله يقول: «نصحني أحدهم بتناول حبوب الزنك من الصيدلية واستخدامها بشكل يومي

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك المضاد الحيوي... البديل الأفضل في علاج التهاب الزائدة الدودية

المضاد الحيوي... البديل الأفضل في علاج التهاب الزائدة الدودية

منذ اعتماد المضادات الحيوية في علاج التهاب الزائدة الدودية البسيطة، التي لا تصاحبها المضاعفات، بديلاً للجراحة العاجلة، لم يحسم حتى الآن الجدل الكثير...

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 8 معلومات يجدر بك أن تعرفها عن أظافرك

8 معلومات يجدر بك أن تعرفها عن أظافرك

توجد لدى الإنسان خمسة أظافر في كل يد، وخمسة أخرى في كل قدم. وهي وإن كانت تُوصف على أنها أجزاء إضافية في الجلد لديك، إلاّ أنها تؤدي عدة أدوار مهمة في جسمك.

د. عبير مبارك (الرياض)

العلاج العظمي للأطفال في فرنسا يلاقي إقبالاً من الأهالي... ويقلق الأطباء

تتنوع أسباب استشارة الأهل معالجي عظام الأطفال بين الإمساك والمغص (أ.ف.ب)
تتنوع أسباب استشارة الأهل معالجي عظام الأطفال بين الإمساك والمغص (أ.ف.ب)
TT

العلاج العظمي للأطفال في فرنسا يلاقي إقبالاً من الأهالي... ويقلق الأطباء

تتنوع أسباب استشارة الأهل معالجي عظام الأطفال بين الإمساك والمغص (أ.ف.ب)
تتنوع أسباب استشارة الأهل معالجي عظام الأطفال بين الإمساك والمغص (أ.ف.ب)

على جدران أقسام الولادة في المستشفيات الفرنسية، تتكاثر الملصقات التي تنصح الآباء الجدد بأخذ أطفالهم المولودين حديثاً إلى معالج عظمي عندما يعانون عدداً من الأعراض، لكنّ كثيراً من العاملين في القطاع الصحي ينتقدون هذه الدعوات، ويرون عدم جدوى هذه الاستشارات، لا بل خطورتها، وفق تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتتنوع أسباب استشارة الأهل معالجي عظام الأطفال، بين الإمساك والمغص والانتفاخ وصعوبات الرضاعة والبكاء أثناء الليل، لكنّ هذه الأعراض عادية جداً ومألوفة، وخصوصاً إذا كان الأطفال حديثي الولادة.

وقالت طبيبة الأطفال والناطقة باسم جمعية «طب الأطفال الفرنسية»، كريستيل غرا لو غين: «هذه المعاينات عديمة الفائدة، إذ إن كل هذه الأعراض فيزيولوجية وتزول بصورة طبيعية بعد أربعة أشهر».

وتحظى مقاطع الفيديو التي تُظهر معالجي عظام يعاينون أطفالاً بإقبال كبير على شبكات التواصل الاجتماعي.

فعلى «تيك توك»، شوهدت نحو 40 مليون مرة مقاطع فيديو دافيد يعيش، المعروف باسم «موسيو بروت» Monsieur Prout في إشارة إلى كونه «يحرر الطفل من الغازات».

ويبدو الطفل مرتاحاً، ووالداه راضيين، مع أن رئيسة المجلس الوطني لنقابة المدلكين وأخصائيي العلاج الطبيعي، باسكال ماتيو، أكدت أن ما فعله المُعالِج ليس معجزة، بل هو تقنية معروفة.

وشرحت أنه «مجرّد تدليك للبطن، تفرضه الفطرة السليمة، نشرحه للأم في جناح الولادة. ليست هناك حاجة للجوء إلى استشارة تكلف 60 يورو في المتوسط لإراحة طفل من الغازات».

واتهمت «أخصائيي تقويم العظام الذين يوفرون هذه الجلسات» بأنهم «يسعون فقط إلى تعزيز حجم عملهم من خلال استغلال قلق الوالدين».

ليست تشخيصاً طبياً

في فرنسا، لا يُعد مقوّمو العظام متخصصين في مجال الصحة، ولا يغطي التأمين الصحي معايناتهم، ولكن بعض المؤسسات التعاونية تغطيها.

وفي حالة الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، يُحظر تماماً المساس بالجمجمة والوجه والعمود الفقري من دون شهادة طبية بعدم وجود موانع.

لكنّ هذا الشرط «لا يطبق على الإطلاق عملياً»، بحسب رئيس جمعية مقوّمي العظام في فرنسا، دومينيك بلان، الذي عزا ذلك إلى أن «الأطباء لا يرغبون في تحمل المسؤولية» عن هذا الأمر.

ولاحظ مع ذلك أن الأهل «يحضرون أطفالهم قبل بلوغهم ستة أشهر»، مؤكداً أن «أي مشكلة على الإطلاق لم تسجَّل».

إلاّ أنّ طبيبة الأطفال كريستيل غرا لوغين شدّدت على أن بعض ما ينفذه مقوّمو العظام قد يكون خطيراً، مشيرة إلى حالات عدة لأطفال تعرضوا لتوعكات صحية «خلال جلسات العلاج العظمي أو بعدها».

وشددت المفتشية العامة للشؤون الاجتماعية في فرنسا في تقريرها الأخير عن العلاج العظمي على ضرورة إنشاء «سجلّ للحوادث الجسيمة الناجمة عن هذه الممارسات».

وأكّد بعض معالجي تقويم العظام للأطفال، على مواقعهم الإلكترونية، أنهم قادرون على علاج متلازمة Kiss syndrome التي تتجلى في البكاء المتكرر ووضعية مقوسة، مرتبطة بانسداد في الرقبة.

لكنّ طبيبة الأطفال والرئيسة السابقة للجمعية الفرنسية لطب الأطفال الخارجي، فابيين كوشير، أكدت: «هذه المتلازمة غير موجودة. إنها ليست تشخيصاً طبياً... يطلقون تسمية متلازمة لأعراض مألوفة عند الرضّع».

«تأثير الدواء الوهمي»

في ظل بعض التجاوزات في المهنة، ذكّرت الأكاديمية الفرنسية للطب هذا الأسبوع بأن ممارسات العلاج العظمي الحشوية والجمجمية لا تستند «إلى أي أساس علمي مثبت»، ولم يثبت أنها فاعلة وآمنة.

وفيما يتعلق بانتحال الرأس، وهو تَشوُّه في رأس الرضيع ومن أبرز أسباب استشارة مقوّمي العظام، أكدت الأكاديمية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «البيانات العلمية لا تتيح التوصية بالعلاج العظمي».

ونددت الأكاديمية الفرنسية للطب التي ليس لآرائها أي صفة قانونية ولكن لها قيمة مرجعية طبية، «بالإعلانات» التي تروج لهذه الممارسات في أقسام الولادة.

وقالت رئيسة المجلس الوطني لنقابة المدلكين وأخصائيي العلاج الطبيعي، باسكال ماتيو: «إذا كان الطفل يتمتع بصحة جيدة، فهو لا يحتاج إلى معالج عظام، وإذا كان يعاني مرضاً ما، فهو يحتاج إلى أخصائي صحي».

ورغم عدم وجود أدلة على فاعلية العلاج العظمي، فهو يشهد إقبالاً كبيراً في فرنسا. ويصل عدد الممارسين الحصريين إلى 15 ألفاً، مقارنة بأقل من 6 آلاف في المملكة المتحدة.

ورأى دومينيك بلان في ذلك دليلاً «على رضا» الأهل الذين يراجعون المعالجين العظميين، وعلى تزايد عدد هذه الاستشارات.

غير أن فابيين كوشير رأت أن هذا «النجاح» هو قبل كل شيء نتيجة لاتساع ما وصفته بـ«الصحارى الطبية».

وقالت: «لدينا نقص في المتخصصين في مجال الصحة الذين يعتنون بالأطفال، في حين أن الأهل القلقين بشكل متزايد يلجأون إلى معالجي العظام، لكنّ معاينات هؤلاء أشبه بتأثير دواء وهمي».