ما مخاطر مسكنات الألم على الحوامل؟

سعيٌ لفهم أفضل للضرر والفوائد

تعاطي الحامل المسكنات قد يؤثر على مناعة الجنين (أونسبلاش)
تعاطي الحامل المسكنات قد يؤثر على مناعة الجنين (أونسبلاش)
TT

ما مخاطر مسكنات الألم على الحوامل؟

تعاطي الحامل المسكنات قد يؤثر على مناعة الجنين (أونسبلاش)
تعاطي الحامل المسكنات قد يؤثر على مناعة الجنين (أونسبلاش)

أظهرت دراسة جديدة، أنّ تعاطي الحوامل العقاقير الأفيونية (مسكنات الألم) الموصوفة طبياً قبل الولادة، يرتبط بزيادة خطر إصابة أبنائهن بعدد من الأمراض المناعية، بما فيها الإصابة بالأمراض المُعدية، والإكزيما، (التهاب الجلد)، والربو في مرحلة الطفولة.

وكشفت نتائج الدراسة المنشورة في دورية «جاما»، الأربعاء، عن أنّ تعاطي الحامل العقاقير الأفيونية قبل الولادة قد يؤثر على تطوّر جهاز المناعة لدى الجنين؛ ما قد ينعكس على صحة الطفل على المدى الطويل، خصوصاً بما يتعلق بقدرته على مواجهة الظروف الصحية المرتبطة بالمناعة، وردّ فعل الجهاز المناعي تجاه الأمراض ومسبباتها.

تقول الباحثة الرئيسية للدراسة من كلية السكان والصحة العالمية بجامعة ويسترن الأسترالية، الدكتورة إيرين كيلتي: «تقدّم النتائج دليلاً علمياً على أنّ تعاطي العقاقير الأفيونية قبل الولادة يمكن أن يضرّ كثيراً بصحة الأطفال، وهو أمر شديد الأهمية، خصوصاً أنّ استخدامها أثناء الحمل أمر شائع في بلدان عدّة».

وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «ارتبط تعاطي الحامل العقاقير الأفيونية قبل الولادة أيضاً بزيادة معدلات الإصابة بمتلازمة الامتناع عند الأطفال حديثي الولادة، وزيادة خطر انخفاض الوزن عند الولادة، والولادات المبكرة».

ومتلازمة الامتناع هي مجموعة من الأعراض المرضية الناتجة من حرمان الجسم من أحد أنواع المسكنات بعد التعود عليه.

وتساعد العقاقير الأفيونية في تخفيف الألم الحاد، خصوصاً آلام العمليات الجراحية، كما قد يكون ثمة حاجة إلى استخدامها لعلاج بعض الحالات المرضية أثناء الحمل؛ لذلك قد يكون التوقّف عن استخدامها أثناء الحمل مشكلة أيضاً، كما أنّ استخدامها بشكل غير صحيح ينطوي على مخاطر عدة.

ووفق «منظمة الصحة العالمية»، تشمل المواد الأفيونية: الهيروين، والمورفين، والكوديين، والفنتانيل، والميثادون، والترامادول، وغيرها.

وتضيء تجارب الدراسة التي شملت أكثر من 400 ألف طفل حديث الولادة، على أهمية إجراء مزيد من البحوث حول التغيرات المناعية الناجمة عن تعاطي العقاقير الأفيونية أثناء الحمل، والتأثير المحتمل لها في صحة الأطفال على المدى الطويل، وآليات حدوث أي خلل ناجم عن ذلك في التنظيم المناعي بالجسم.

وعن خطوات الفريق البحثي المقبلة، تؤكد كيلتي: «نهتم بمواصلة التحقيق في الاختلافات بين أنواع العقاقير الأفيونية لجهة التأثير على الجهاز المناعي. ونسعى أيضاً إلى دراسة تأثير التوقّف عن تناولها أثناء الحمل؛ للحصول على فهم أفضل لمخاطر ذلك وفوائده».


مقالات ذات صلة

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك الحمل قد ينشط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات (رويترز)

الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي

اكتشفت مجموعة من الباحثين أن الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات، وذلك لزيادة الاستجابة المناعية التي تزيد من إنتاج كرات الدم الحمراء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مريضة بالسرطان (رويترز)

وسيلة لمنع الحمل قد تزيد خطر إصابة النساء بسرطان الثدي

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يستخدمن اللولب الرحمي الهرموني وسيلةً لمنع الحمل قد يكون لديهن خطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
صحتك توصي الإرشادات الدولية النساء الحوامل بالحد من كمية القهوة التي يقمن بتناولها (أ.ب)

هل يتسبب شرب النساء الحوامل للقهوة في إصابة أطفالهن بفرط الحركة؟

هل يتسبب شرب النساء الحوامل للقهوة -حقّاً- في إصابة الأطفال ببعض الاضطرابات العصبية، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.