أظهرت دراسة جديدة، أنّ تعاطي الحوامل العقاقير الأفيونية (مسكنات الألم) الموصوفة طبياً قبل الولادة، يرتبط بزيادة خطر إصابة أبنائهن بعدد من الأمراض المناعية، بما فيها الإصابة بالأمراض المُعدية، والإكزيما، (التهاب الجلد)، والربو في مرحلة الطفولة.
وكشفت نتائج الدراسة المنشورة في دورية «جاما»، الأربعاء، عن أنّ تعاطي الحامل العقاقير الأفيونية قبل الولادة قد يؤثر على تطوّر جهاز المناعة لدى الجنين؛ ما قد ينعكس على صحة الطفل على المدى الطويل، خصوصاً بما يتعلق بقدرته على مواجهة الظروف الصحية المرتبطة بالمناعة، وردّ فعل الجهاز المناعي تجاه الأمراض ومسبباتها.
تقول الباحثة الرئيسية للدراسة من كلية السكان والصحة العالمية بجامعة ويسترن الأسترالية، الدكتورة إيرين كيلتي: «تقدّم النتائج دليلاً علمياً على أنّ تعاطي العقاقير الأفيونية قبل الولادة يمكن أن يضرّ كثيراً بصحة الأطفال، وهو أمر شديد الأهمية، خصوصاً أنّ استخدامها أثناء الحمل أمر شائع في بلدان عدّة».
وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «ارتبط تعاطي الحامل العقاقير الأفيونية قبل الولادة أيضاً بزيادة معدلات الإصابة بمتلازمة الامتناع عند الأطفال حديثي الولادة، وزيادة خطر انخفاض الوزن عند الولادة، والولادات المبكرة».
ومتلازمة الامتناع هي مجموعة من الأعراض المرضية الناتجة من حرمان الجسم من أحد أنواع المسكنات بعد التعود عليه.
وتساعد العقاقير الأفيونية في تخفيف الألم الحاد، خصوصاً آلام العمليات الجراحية، كما قد يكون ثمة حاجة إلى استخدامها لعلاج بعض الحالات المرضية أثناء الحمل؛ لذلك قد يكون التوقّف عن استخدامها أثناء الحمل مشكلة أيضاً، كما أنّ استخدامها بشكل غير صحيح ينطوي على مخاطر عدة.
ووفق «منظمة الصحة العالمية»، تشمل المواد الأفيونية: الهيروين، والمورفين، والكوديين، والفنتانيل، والميثادون، والترامادول، وغيرها.
وتضيء تجارب الدراسة التي شملت أكثر من 400 ألف طفل حديث الولادة، على أهمية إجراء مزيد من البحوث حول التغيرات المناعية الناجمة عن تعاطي العقاقير الأفيونية أثناء الحمل، والتأثير المحتمل لها في صحة الأطفال على المدى الطويل، وآليات حدوث أي خلل ناجم عن ذلك في التنظيم المناعي بالجسم.
وعن خطوات الفريق البحثي المقبلة، تؤكد كيلتي: «نهتم بمواصلة التحقيق في الاختلافات بين أنواع العقاقير الأفيونية لجهة التأثير على الجهاز المناعي. ونسعى أيضاً إلى دراسة تأثير التوقّف عن تناولها أثناء الحمل؛ للحصول على فهم أفضل لمخاطر ذلك وفوائده».