5 أخطاء قد تؤذي البشرة عند الاستحمام بفصل الشتاء

منها الماء الساخن والتجفيف الشديد

5 أخطاء قد تؤذي البشرة عند الاستحمام بفصل الشتاء
TT

5 أخطاء قد تؤذي البشرة عند الاستحمام بفصل الشتاء

5 أخطاء قد تؤذي البشرة عند الاستحمام بفصل الشتاء

الاستحمام عادة يومية نقوم بها، وربما لا نفكر فيها كثيراً؛ بل نظل نقوم بها بالطريقة نفسها والخطوات نفسها طوال السنة؛ حيث نقوم بتشغيل تدفق الماء (الذي يكون أكثر دفئاً قليلاً في الشتاء) ليبتل به شعرنا وجسمنا، ثم نستخدم الصابون ليعطينا رغوة منعشة، ونفرك به الجلد، ثم نشطفه، ونجففه بمنشفة.

إلا أن الخبراء الصحيين يُذكروننا بأن هناك، فيما بين السطور، ما هو أكثر من ذلك بقليل. وبأنه يجدر أن تكون طريقة وخطوات الاستحمام «موسمية»، لتختلف باختلاف فصول السنة وتغيرات الطقس والظروف الصحية التي نمر بها خلالها.

أخطاء الاستحمام الشائعة

والأساس عند الاستحمام في فصل الشتاء وظروف البرودة والجفاف، ومع التغيرات التي تعتري بشرتنا، هو أن نحقق نظافة الجسم، دون أن نؤذي بشرتنا وشعرنا، ودون أن نتسبب في أي مشكلات صحية لأنفسنا.

ودون الحديث عن أخطاء العناية بالشعر وتنظيفه، إليك الأخطاء الخمسة الأكثر شيوعاً التي قد تؤذي البشرة عند الاستحمام في فصل الشتاء، وهي:

1. الاستحمام كثيراً: ليس سراً أن درجات الحرارة الباردة والرياح الباردة يمكن أن تؤثر سلباً على بشرتنا، ولكن الاستحمام كثيراً قد يجعل ذلك التأثير السلبي مُضاعفاً.

صحيح أن بعض الناس يرغبون في الاستحمام يومياً لعدد من الأسباب، بما في ذلك: تطييب رائحة الجسم، والمساعدة على تمام الاستيقاظ والانتعاش بعد النوم، وكروتين يومي بعد ممارسة الرياضة. ولكن من الناحية الصحية، يقول الدكتور روبرت هـ. شميرلينغ، استشاري أمراض الروماتزم وكبير محرري هيئة التدريس في دار النشر الصحية بجامعة هارفارد، في مقالته الصحية بعنوان «الاستحمام يومياً– هل هو ضروري؟»: «ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان الاستحمام اليومي يحقق الكثير صحياً؛ بل في الواقع قد يكون الاستحمام اليومي ضاراً بصحتك».

وتوضح الدكتورة ديان مراز روبنسون، طبيبة الأمراض الجلدية في كونيتيكت، قائلة: «يمكن أن يؤدي الإفراط في الاستحمام إلى جفاف الجلد واحمراره وتهيجه؛ بل وقد يؤدي إلى الإصابة بأمراض جلدية مثل الأكزيما». وبناءً على مستوى نشاط الشخص بدنياً، قد يكون الاستحمام يومياً أمراً مبالغاً فيه للبعض. وقد يكون الاستحمام كل يومين كافياً لتنظيف البشرة، دون تجريد البشرة من رطوبتها الطبيعية، ودون التسبب في تداعيات التعرض للبرودة بعد الاستحمام؛ خصوصاً إن كان ذلك لفترة طويلة.

ويفترض الخبراء الصحيون أن الاستحمام عدة مرات في الأسبوع قد يكون كثيراً لمعظم الأشخاص، إلا إذا كنت متسخاً أو متعرقاً أو لديك أسباب أخرى للاستحمام كثيراً. وقد يكفي الاستحمام لفترة قصيرة (لمدة 3 أو 4 دقائق) مع التركيز على الإبطين وما بين الفخذين.

2. الاستحمام بالماء الساخن: قد تبدو فكرة جيدة لنا أن نستحم بالماء الساخن، ليلتف حولنا البخار اللطيف، ويبعث فينا الشعور بالاسترخاء، بعد يوم طويل من العمل، أو عند الاستيقاظ في درجات حرارة باردة. ولكن هذه المتعة تأتي بتكلفة سلبية مرافقة.

وتذكِّرنا المصادر الطبية بضرورة الامتناع تماماً عن الاستحمام بماء تتجاوز درجة حرارته 40 درجة مئوية بالنسبة للبالغين، أو تتجاوز درجة حرارته 37 درجة مئوية بالنسبة للأطفال. والأفضل للعموم هو 37 درجة مئوية أو أقل من ذلك بكثير إن تحمّل المرء. وتشير إلى ضرورة ضبط تلك الرغبة في الاستحمام بالماء الساخن، لمنع تسبب ذلك في احمرار الجلد والحروق الجلدية؛ خصوصاً لدى كبار السن ومرضى السكري الذين لديهم انخفاض في قدرة الشعور في أعصاب القدمين، ومرضى الحساسية الذين قد يتسبب الماء الحار لديهم في مزيد من التهيّج في القروح الجلدية. وتقول الدكتورة ديان مراز روبنسون: «حافظ على درجة الحرارة أقل من 37 درجة مئوية؛ إذ إن أي شيء أعلى يمكن أن يجرد البشرة من رطوبتها الأساسية، ويستنزف حاجز الحماية الطبيعي لبشرتك، ما قد يؤدي إلى ضعف رطوبة البشرة. هذه هي درجة الحرارة الأكثر صحة للاستحمام، وفقاً للعلم».

فترة الاستحمام

3. الاستحمام لفترة طويلة: تنصح الأكاديمية الأميركية لطب الجلدية (AAD) بألا تتجاوز مدة الاستحمام أكثر من 10 دقائق. وتقول الدكتورة ديان مراز روبنسون: «إن الاستحمام لفترة طويلة يمكن أن يجفف بشرتنا ويؤدي إلى الحكة». وتضيف: «حاول أن تحدد وقت الاستحمام بخمس إلى 7 دقائق». ويوضح الدكتور ستايسي سالوب، المتخصص في طب الأمراض الجلدية بكلية الطب بجامعة كورنيل في نيويورك، قائلاً: «إن الدش الساخن، وخصوصاً الدش الساخن الطويل، يؤدي إلى جفاف الجلد والتهابه».

كما أن طول تعرض الجسم للماء الحار، وحتى الدافئ، في ظروف الشتاء الباردة، قد يتسبب في انخفاض ضغط الدم، نتيجة توسع الأوعية الدموية في الجلد، وسحب الدم إليه من الأعضاء الداخلية والدماغ، ما قد يُؤدي إلى انخفاض الضغط أو اختلال التوازن أو تدني درجة الوعي. وبالتالي احتمال الانزلاق والسقوط في مكان الاستحمام، مع وجود رغوة الصابون على أرضيته.

وهذا أمر «مهم جداً» لكبار السن والذين يتناولون أدوية تتسبب في انخفاض ضغط الدم، أو المُصابين بأمراض في المفاصل أو الأعصاب أو الأذن أو اختلال التوازن، وغيرها. إضافة إلى ذلك، فإن الخروج المباشر إلى الهواء البارد أو الطبيعي، بعد الاستحمام بالماء الحار أو الدافئ لفترة طويلة، قد يُصعِّب على الجسم التأقلم وبشكل سريع، لحفظ المستوى الطبيعي لحرارته الداخلية، نتيجة توسّع الأوعية الدموية في الجلد، وبالتالي تحصل حالات انخفاض حرارة الجسم.

حماية البشرة

4. إتلاف البشرة والبكتيريا الصديقة: في فصل الشتاء، نحن أحوج ما نكون لوجود بشرة صحية تحمينا من البرودة، وتساعدنا على مقاومتها. والسلوك الأسوأ الذي قد نقوم به هو الاستحمام بطرق خاطئة تتسبب في زوال تلك الخصائص الصحية للجلد.

ويقول الدكتور روبرت شميرلينغ: «يحافظ الجلد الطبيعي والصحي على وجود طبقة من الدهون، وعلى توازن للبكتيريا الجيدة على سطحه. ويزيل الغسيل والفرك هذا كله؛ خصوصاً إذا كان الماء ساخناً. ونتيجةً لذلك قد يصبح الجلد جافاً أو متهيجاً أو مثيراً للحكة. وقد يسمح الجلد الجاف والمتشقق للبكتيريا والمواد المسببة للحساسية، باختراق الحاجز الذي من المفترض أن يوفره الجلد، ما يسمح بحدوث التهابات الجلد وردود الفعل التحسسية. كما يمكن للصابون المضاد للبكتيريا أن يقتل البكتيريا الطبيعية. وهذا يُخلّ بتوازن الكائنات الحية الدقيقة على الجلد، ويشجع على ظهور ميكروبات أكثر شراسة وأقل صداقة، وأكثر مقاومة للمضادات الحيوية».

ويضيف قائلاً ما ملخصه أن: «أهمية هذه البكتيريا الصديقة على الجلد هو لدورها في تحفيز جهاز مناعة الجسم لإنتاج أجسام مضادة واقية، ولتكوين ذاكرة مناعية أفضل. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل بعض أطباء الأطفال وأطباء الجلد ينصحون بعدم الاستحمام اليومي للأطفال؛ لأن الاستحمام بشكل متكرر طوال العمر قد يؤدي إلى تقليل قدرة الجهاز المناعي على أداء وظيفته. هذا بالإضافة إلى تسبب الاستحمام اليومي دونما ضرورة، في هدر الماء، كما تسبب الزيوت والعطور والمواد المضافة الأخرى في الشامبو والبلسم والصابون مشكلات خاصة بها، مثل الحساسية، هذا غير تكلفتها».

5. التجفيف بشكل قاسٍ جداً: كما يُقال: «مرة أخرى، هذا هو جسمك، عليك أن تعتني به، لماذا ترغب في تجفيف نفسك بشدة لدرجة تؤدي إلى إتلاف بشرتك بالفعل». والمصادر الصحية تنصح بالتجفيف بمنشفة ناعمة دون الفرك بقوة، بدلاً من أخرى خشنة.

وإن كان البعض يرغب في تلك المنشفة الجافة والخشنة، لاعتقاده أنها ستعمل بكفاءة أفضل في تجفيف الجسم وإعطاء ذلك الشعور الشبيه بالمساج (التدليك)، فإن ذلك غير مفيد صحياً.

استخدام المنشفة الخشنة، والفرك بقوة، هو مخاطرة قد لا يشعر بضررها المرء مباشرة، في التسبب بتهيج البشرة والتقشير الزائد والمتلف لطبقات ومكونات البشرة الخارجية. كما يجدر عدم نسيان أن ترطيب البشرة مباشرة بعد التنشيف هو ضروري للحفاظ على نضارة البشرة وقوة تحملها للبرودة وعزلها عن الجسم. ولكن هذا الترطيب باستخدام المرطبات يعمل بكفاءة أفضل عندما لا تكون البشرة جافة بالتنشيف الشديد بعد الاستحمام.

والمرطب الصحي هو ذلك الذي يعمل بالفعل على إصلاح الحاجز الطبيعي للبشرة. وهنا يجدر سؤال طبيب الجلدية حول أفضل أنواعها المتوفرة بقرب الشخص. وأفضل وقت لترطيب البشرة هو بعد الاستحمام مباشرة، عندما تكون البشرة رطبة ببلل قليل جداً من الماء.

نصائح طبية للحفاظ على بشرة صحية في الشتاء

تقول الأكاديمية الأميركية لطب الجلدية: «يحرص مزيد من الناس على الحفاظ على بشرة أكثر صحة ونضارة، ما يفرض تقييم روتين العناية بالبشرة الذي يقومون به، ومعرفة المزيد عن كيفية العناية بالعضو الأكبر في الجسم، أي الجلد.

وأولى الخطوات هي: معرفة نوعية البشرة التي يُمكن أن تكون (بشرة حساسة) أو (بشرة طبيعية) أو (بشرة جافة) أو (بشرة دهنية) أو (بشرة مختلطة)، فيها مناطق دهنية وأخرى جافة. إن معرفة نوعية البشرة تُساعد في تعلّم كيفية العناية بالجلد وانتقاء المستحضرات الملائمة لاستخدامها في تنظيفه».

وللعناية بتلطيف الجلد وترطيبه في فصل الشتاء، تنصح الأكاديمية الأميركية لطب الجلدية بالخطوات التالية:

- توقف عن استخدام قطعة الصابون العادية لتنظيف الجسم، واستبدل بها سائل المنظف الجلدي، ذا القوام الكريمي وذا التأثير اللطيف الخالي من العطور.

- استخدم الماء الدافئ وليس الساخن؛ لأن الماء الساخن يجرد البشرة من زيوتها الطبيعية، ما يمكن أن يزيد من جفاف الجلد.

- استخدم قطعة قماش ناعمة للفرك خلال غسل الجلد، ودع استخدام الليفة الخشنة أو فرشاة الاستحمام لأنها تهيج جلدك.

- احرص على أن يكون وقت الاستحمام قصيراً، أي أقل من 10 دقائق، وليس بالضرورة أن يكون الاستحمام لكامل الجسم في كل يوم.

- جفف الماء عن الجلد برفق بعد الاستحمام، واترك القليل من الماء على بشرتك. إن وجود بعض الماء على بشرتك عند وضع مرطب الجلد يساعد على فاعليته في ترطيب بشرتك.

- استخدم مرطباً كريمياً وخالياً من العطور، وخصوصاً للبشرة الجافة، خلال الثلاث دقائق التالية للاستحمام. هذا يساعد على تخفيف جفاف الجلد، ويسهل استعادة الحاجز الواقي لبشرتك. وكرر استخدام المرطب عندما يكون الهواء جافاً أو الرطوبة في الأجواء متدنية.

- حاول ارتداء القفازات خلال القيام بالأعمال المنزلية وأعمال العناية بالحدائق. وذلك لتقليل تعرّض البشرة للمواد الكيميائية القاسية، وأشعة الشمس، وخطر إصابة البشرة بالخدوش والجروح.

* استشارية في الباطنية



استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول
TT

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

المغنيسيوم والنوم

• ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

- هذا ملخص أسئلتك. والواقع أن إحدى الدراسات الطبية الواسعة النطاق قد كشفت أن تناول المغنيسيوم بكميات صحية يرتبط بنوم عدد طبيعي من الساعات. وعلى النقيض من ذلك، فإن تناول المغنيسيوم بكميات أقل ارتبط إما بمدة نوم أقصر أو أطول من الطبيعي.

ولكن تجدر ملاحظة أن الجرعة المثلى من المغنيسيوم للنوم تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك العمر والأمراض المصاحبة التي قد تكون لدى الشخص.

وبالأساس، ووفقاً للمبادئ التوجيهية الطبية الحديثة، يوصى بتناول ما بين 310 و360 مليغراماً يومياً من المغنيسيوم للنساء، وما بين 400 و420 مليغراماً للرجال. وتحتاج النساء الحوامل إلى ما بين 350 و360 مليغراماً من المغنيسيوم يومياً.

وأشارت إحدى الدراسات الإكلينيكية إلى أن تناول 500 مليغرام يومياً من مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم، لمدة 8 أسابيع، يزيد من مدة النوم (Sleep Duration)، ويقلل من زمن فترة «كمون بدء النوم» (Sleep Latency)، وذلك لدى كبار السن. وتُعرّف فترة «كمون بدء النوم» بأنها الفترة الزمنية اللازمة للانتقال من حالة اليقظة التامة إلى حالة النوم وفقدان الوعي.

ومع ذلك، يجدر أيضاً ملاحظة أن هناك أنواعاً مختلفة من مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم في الصيدليات، بما في ذلك أكسيد المغنيسيوم، وسترات المغنيسيوم، وهيدروكسيد المغنيسيوم، وغلوكونات المغنيسيوم، وكلوريد المغنيسيوم، وأسبارتات المغنيسيوم. وكل نوع من هذه الأنواع من مكملات المغنيسيوم له معدل امتصاص مختلف.

ولذا يُنصح كبار السن (وفق ما تسمح به حالتهم الصحية والأمراض المرافقة لديهم) الذين يعانون من الأرق، بتناول ما بين 320 و729 مليغراماً من المغنيسيوم يومياً من نوع أكسيد المغنيسيوم أو سترات المغنيسيوم. وهذا يمكن التأكد منه عبر سؤال الصيدلي.

وللتوضيح، استخدمت العديد من الدراسات مؤشر جودة النوم في بيتسبرغ (PSQI) كمقياس أساسي للنوم لتقييم تأثير مكملات المغنيسيوم المختلفة. وتمت مقارنة تأثيرات أنواع أكسيد المغنيسيوم وكلوريد المغنيسيوم وسترات المغنيسيوم وأسبارتات المغنيسيوم، على جودة النوم.

وأشارت هذه الدراسات إلى أنه من بين جميع مكملات المغنيسيوم، تعمل أقل جرعة من أكسيد المغنيسيوم على تحسين جودة النوم. وعلى النقيض من ذلك، لم يُظهر كلوريد المغنيسيوم أي تحسن كبير في النوم. ويمكن لمكملات حبوب أسبارتات المغنيسيوم أن تعزز النوم فقط عند تركيز مرتفع للغاية يبلغ 729 مليغراماً.

كما يجدر كذلك ملاحظة أنه ليس من الضروري الحصول على المغنيسيوم من خلال تناول مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم فقط؛ لأنه أيضاً موجود في أنواع مختلفة من الأطعمة، وبكميات وفيرة تلبي حاجة الجسم وزيادة. ولذا يمكن أن يلبي الاستهلاك المنتظم للأطعمة الغنية بالمغنيسيوم المتطلبات اليومية. وعلى سبيل المثال، يمكن للمرأة غير الحامل البالغة من العمر 40 عاماً تلبية توصيات تناول المغنيسيوم اليومية، بتناول كوب واحد من الكينوا المطبوخة أو كوب واحد من السبانخ المطبوخة أو نحو 30 غراماً من مكسرات اللوز.

ورابعاً، تجدر ملاحظة ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول مكملات المغنيسيوم، لسببين رئيسيين. الأول: أن تناول مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم قد يتفاعل مع أدوية أخرى. وعلاوة على ذلك، فإن تناول جرعة عالية من مكملات المغنيسيوم يمكن أن يسبب الغثيان والإسهال والتشنج العضلي لدى بعض الأشخاص. وعلى النقيض من ذلك، فإن تناول كميات أكبر من المغنيسيوم من مصادر غذائية يعد آمناً إلى حد كبير لأنه يتم هضمه ببطء أكبر ويفرز الزائد منه عن طريق الكلى.

ولا توجد إجابة محددة حتى اليوم لتفسير ذلك الدور الدقيق للمغنيسيوم في تنظيم النوم. وعلى الرغم من أن الأمر غير مفهوم بشكل جيد، فقد اقترح العلماء كثيراً من الآليات التي يمكن من خلالها التأثير على النوم. ومن ذلك الدور النشط للمغنيسيوم في «ضبط» مدى استثارة الجهاز العصبي المركزي. وتحديداً دوره في «خفض» استثارة الجهاز العصبي عبر تأثير المغنيسيوم على النوم من خلال مشاركته في تنظيم نظام جابا (GABA) في الدماغ.

وأيضاً الدور النشط للمغنيسيوم في تحفيز استرخاء العضلات من خلال خفض تركيز الكالسيوم داخل خلايا العضلات. وكذلك تأثيره على مناطق تشابك الأعصاب بالعضلات.

كما يُطرح علمياً تأثير المغنيسيوم على تنظيم الساعة البيولوجية وعلى إفراز هرمون الميلاتونين، وهو هرمون النوم الذي يفرزه الدماغ بكميات متصاعدة من بعد غروب الشمس وانخفاض تعرّض الجسم للضوء. وقد أظهرت دراسات أن نقص المغنيسيوم يقلل من تركيز الميلاتونين في البلازما، ما قد يعيق سهولة الخلود إلى النوم.

كما أشارت الأبحاث الحالية إلى أن مكملات المغنيسيوم تقلل من تركيز الكورتيزول في الدم (هرمون التوتر)، وبالتالي تُهدئ الجهاز العصبي المركزي وتتحسن جودة النوم.

عدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

• تناولت دواء خفض الكوليسترول، وتسبب لي بالتعب وآلام العضلات... بمَ تنصح؟

- هذا ملخص أسئلتك عن تناولك أحد أنواع أدوية خفض الكوليسترول من فئة أدوية الستاتين، وتسببه لك بآلام عضلية. وأول جانب من النصيحة هو التأكد من وجود هذه المشكلة المرتبطة بأدوية الستاتين بالفعل؛ لأن من المهم تناول أدوية خفض الكوليسترول وعدم التوقف عنها، إلا لضرورة.

ولذا لاحظ معي أن أدوية فئة ستاتين (مثل ليبيتور أو كرستور) تُعد الخط الأول لمعالجة ارتفاع الكوليسترول. إلا أن بعض المرضى قد يعانون من آثار جانبية، إما أن تمنعهم من استخدام أحد أدوية الستاتين على الإطلاق، أو تحد من قدرتهم على تحمل الجرعة اللازمة منها لخفض الكوليسترول كما هو مطلوب ومُستهدف علاجياً. وهو ما يُطلق عليه طبياً حالة «عدم تحمّل الستاتين».

ووفق ما تشير إليه الإحصاءات الطبية، فإن «عدم تحمّل الستاتين» قد يطول 30 في المائة من المرضى الذين يتناولون أحد أنواع هذه الفئة من أدوية خفض الكوليسترول. وعدم تحمل الستاتين يشير إلى مجموعة من الأعراض والعلامات الضارة التي يعاني منها المرضى وتتخذ عدة مظاهر. والشكوى الأكثر شيوعاً هي أعراض: إما آلام (دون اللمس والضغط) أو أوجاع (عند اللمس والضغط) أو ضعف أو تشنجات عضلية مختلفة. وتؤثر عادةً على مجموعات العضلات المتناظرة (على الجانبين) والكبيرة والدانية في القرب إلى منتصف الجسم.

وقد يرافق ذلك ارتفاع أنزيم العضلات أو عدم حصول ذلك. كما قد يتسبب بمشاكل في الكلى، أو لا يتسبب بذلك.

ولذا يحتاج الأمر تشخيص وجودها والتعامل الطبي معها لدى مريض ما، وأيضاً تنبه المرضى إلى «بوادر» ظهورها ووضوح في كيفية تعاملهم معها.

ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، تم تحديد عوامل خطر الإصابة بالألم العضلي المرتبط بالستاتين، بما في ذلك التقدم في السن، والجنس الأنثوي، والتاريخ العائلي للإصابة بالألم العضلي المرتبط بالستاتين، وتعاطي الكحول، والأمراض الروماتيزمية، ونقص فيتامين دي المُصاحب. كما أن بعض الأدوية يمكن أن تزيد من المخاطر: الكولشيسين (مضاد التهابات)، فيراباميل أو ديلتيازيم (أدوية قلبية)، الفايبريت (لخفض الدهون الثلاثية)، كلاريثروميسين والإريثروميسين (مضادات حيوية).

ولكن التشخيص الإكلينيكي لهذه الحالة قد يَصعُب على الطبيب. ومع ذلك قد يكون ارتفاع مستوى أنزيم العضلات (الكرياتين كيناز) مشيراً إلى وجود هذه المشكلة. إلا أنه عادة ما يكون مستوى أنزيم العضلات (الكرياتين كيناز) طبيعياً؛ أي دون وجود التهاب وتحلل في الخلايا العضلية. وهنا يلجأ الطبيب إلى مدى وجود العوامل التي ترجح التشخيص الإكلينيكي للاعتلال العضلي المرتبط بالستاتين، والتي منها:

· ألم أو ضعف في العضلات الكبيرة القريبة، يتفاقم بسبب ممارسة الرياضة.

· تبدأ الأعراض بعد 2 إلى 4 أسابيع من بدء تناول الستاتين.

· زوال الأعراض خلال أسبوعين من التوقف.

· تعود الأعراض خلال أسبوعين بعد إعادة تناول الستاتين.

· ظهور الأعراض عند تعاقب تناول نوعين مختلفين أو أكثر من الستاتينات؛ حيث يتم وصف واحدة منها على الأقل بأقل جرعة.

ووفق عدة مُعطيات، يتعامل الطبيب المتابع لحالة الشخص المعين مع هذه المشكلة لكل مريض على حدة.