ما علاقة دهون البطن بمرض ألزهايمر؟

تراكم دهون البطن يزيد خطر الإصابة بألزهايمر (موقع كليفلاند هارت لاب)
تراكم دهون البطن يزيد خطر الإصابة بألزهايمر (موقع كليفلاند هارت لاب)
TT

ما علاقة دهون البطن بمرض ألزهايمر؟

تراكم دهون البطن يزيد خطر الإصابة بألزهايمر (موقع كليفلاند هارت لاب)
تراكم دهون البطن يزيد خطر الإصابة بألزهايمر (موقع كليفلاند هارت لاب)

حذّرت دراسة أميركية من أن تراكم الدهون الحشوية في منطقة البطن خلال مرحلة منتصف العمر مرتبط بتطور مرض ألزهايمر.

وأوضح الباحثون، أن هذه الدهون المخفية في البطن مرتبطة بالتغيرات في الدماغ لمدة تصل إلى 15 عاماً قبل ظهور أعراض فقدان الذاكرة المبكرة لمرض ألزهايمر، ونُشرت النتائج، الاثنين، ضمن فعاليات الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية لأميركا الشمالية.

والدهون الحشوية هي الدهون التي تحيط بالأعضاء الداخلية في عمق البطن. ووفقاً لجمعية ألزهايمر الأميركية، هناك أكثر من 6 ملايين أميركي يعيشون مع ألزهايمر، وبحلول عام 2050 من المتوقع أن يرتفع العدد هذا لما يقرب من 13 مليوناً. وهناك واحدة من كل 5 نساء وواحد من كل 10 رجال سيصابون بمرض ألزهايمر في حياتهم.

للوصول إلى النتائج، راقب الباحثون 54 مشاركاً يتمتعون بصحة معرفية جيدة، وتتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً.

الأصفر يشير إلى زيادة الالتهاب في الدماغ المرتبط بدهون البطن الحشوية (جامعة واشنطن)

وخضع المشاركون لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي في الدماغ، لرصد مستويات بروتينَي «الأميلويد» و«تاو»، بالإضافة لقياسات مؤشر كتلة الجسم، ومستويات الغلوكوز والإنسولين في الدم.

و«الأميلويد» هو بروتين طبيعي موجود في الدماغ. ورغم ذلك، في مرض ألزهايمر، يتجمع هذا البروتين في شكل لويحات صفراء على خلايا الدماغ، ويُعتقد أن هذه اللويحات تضرّ بالخلايا العصبية وتؤدي لفقدان الذاكرة والوظائف المعرفية الأخرى.

أما بروتين «تاو»، فإنه يساعد في استقرار الأنابيب الدقيقة في الخلايا العصبية، لكن في مرض ألزهايمر، يتراكم هذا البروتين في شكل خيوط تمنع نقل المعلومات بين الخلايا العصبية وتؤدي لتلف الخلايا العصبية.

وقيس حجم الدهون تحت الجلد والدهون الحشوية باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي في البطن، ووجد الباحثون أن ارتفاع نسبة الدهون الحشوية كان مرتبطاً بارتفاع امتصاص «الأميلويد» في منطقة بالدماغ معروفة بتأثرها مبكراً بألزهايمر. وكانت هذه العلاقة أسوأ عند الرجال منها عند النساء. ووجد الباحثون أيضاً أن قياسات الدهون الحشوية المرتفعة ترتبط بزيادة عبء الالتهاب في الدماغ.

من جانبه، قال الدكتور سايروس راجي الباحث الرئيسي للدراسة بكلية الطب في جامعة واشنطن، إن هذه النتائج لها العديد من الآثار الرئيسية للتشخيص والتدخل المبكر لمرض ألزهايمر. وأضاف عبر موقع «يوريك أليرت»، الاثنين: «تظهر الدراسة أن دهون البطن الحشوية يمكن أن تُحدث تغييرات في الدماغ بوقت مبكر من عمر الـ50، في المتوسط؛ أي ما يصل إلى 15 عاماً قبل ظهور أعراض فقدان الذاكرة المبكرة المرتبط بألزهايمر». وأشار إلى أن النتائج قد تشير إلى الدهون الحشوية كهدف علاجي للوقاية من خطر الإصابة بالتهاب الدماغ والخرف في المستقبل.


مقالات ذات صلة

خبراء يحذرون من إجبار الأطفال على إنهاء وجباتهم

صحتك إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة (رويترز)

خبراء يحذرون من إجبار الأطفال على إنهاء وجباتهم

حذر خبراء التغذية من أن إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية يعاني 3.8 % من سكان العالم من الاكتئاب ما يؤثر على نحو 280 مليون شخص (رويترز)

اكتشاف المئات من عوامل الخطر الوراثي المسببة للاكتئاب

حددت دراسة عالمية 300 عامل خطر جيني غير معروفة سابقاً للاكتئاب لأنها شملت عينة سكانية واسعة جداً، ما يوسّع فهم العلم لمسببات الاكتئاب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك رجل يعاني من زيادة في الوزن (رويترز)

تقرير عالمي يدعو للتوصل إلى تعريف جديد للسمنة

أكد تقرير جديد صادر عن خبراء عالميين الحاجة إلى التوصل لتعريف جديد «أكثر دقة» للسمنة، ولـ«إصلاح جذري» لكيفية تشخيص هذه المشكلة الصحية في جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يحذر العلماء من مخاطر تناول بعض الأطعمة بسبب تأثيرها المحتمل على الصحة (دورية ميديكال نيوز توداي)

هل تؤثر الأطعمة فائقة المعالجة على شكل الفك؟

يحذر العلماء حالياً من مخاطر تناول الأطعمة فائقة المعالجة بسبب تأثيرها المحتمل على صحة الإنسان، لكن، الأخطر من ذلك هو تأثيرها المحتمل على كيفية تطور أجسامنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شرب الشاي الأخضر يخفض عدد آفات الدماغ المرتبطة بالخرف (أرشيفية - رويترز)

الشاي الأخضر قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف

ربطت دراسة يابانية جديدة بين شرب الشاي الأخضر وانخفاض عدد آفات الدماغ المرتبطة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«الارتباط المباشر» بين تناول الألياف وتأثيرات مكافحة السرطان - أي الأطعمة هي الأفضل؟

توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)
توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)
TT

«الارتباط المباشر» بين تناول الألياف وتأثيرات مكافحة السرطان - أي الأطعمة هي الأفضل؟

توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)
توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)

تؤكد دراسة جديدة أجريت في كلية الطب بجامعة ستانفورد الأميركية على أهمية الألياف الغذائية، حيث قد تقلل من خطر الإصابة بالسرطان بتغيير نشاط الجينات. ووفقا لموقع «نيويورك بوست» الأميركي، عندما نستهلك الألياف، تقوم البكتيريا في أمعائنا بتفكيكها إلى جزيئات صغيرة تسمى الأحماض الدهنية القصيرة.

فحص باحثو جامعة ستانفورد اثنين من هذه المنتجات الثانوية ووجدوا أن هذه المركبات يمكن أن تساعد في تغليف الحمض النووي، مما يجعل الحمض النووي أكثر سهولة في الوصول إليه ويؤثر على التعبير الجيني. هذا يعني أنه من الممكن قمع الجينات التي تعزز السرطان وتنشيط الجينات الكابتة للأورام.

ويوضح أستاذ علم الوراثة بجامعة ستانفورد مايكل سنايدر: «لقد وجدنا رابطاً مباشراً بين تناول الألياف وتعديل وظيفة الجينات التي لها تأثيرات مضادة للسرطان، نعتقد أن هذه الآلية عالمية على الأرجح لأن الأحماض الدهنية القصيرة الناتجة عن هضم الألياف يمكن أن تنتقل إلى جميع أنحاء الجسم». وتتبع فريق سنايدر التأثيرات على خلايا القولون السليمة والسرطانية وخلايا أمعاء الفئران التي تتغذى على أنظمة غذائية غنية بالألياف. وقال سنايدر: «يمكننا أن نفهم كيف تمارس الألياف تأثيراتها المفيدة وما الذي يسبب السرطان».

ونظراً لارتفاع حالات سرطان القولون والمستقيم، خاصة بين الشباب، يقترح سنايدر تحسين الأنظمة الغذائية بالألياف لتحسين الصحة وتقليل خطر الإصابة بالأورام، فالألياف تعزز حركة الأمعاء المنتظمة، وتساعد في استقرار مستويات السكر في الدم، وخفض الكوليسترول، وتساهم في صحة القلب بشكل عام. وتوصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 25 إلى 30 غراماً من الألياف يومياً من الطعام.

يضيف سنايدر: «النظام الغذائي للأغلبية حاليا فقير جداً بالألياف، وهذا يعني أنه لا يتم تغذية ميكروبيوم المعدة بشكل صحيح ولا يمكن صنع العديد من الأحماض الدهنية القصيرة كما ينبغي وهذا لا يفيد صحتنا بأي شكل من الأشكال».

خمسة أطعمة أساسية للحصول على المزيد من الألياف في نظامك الغذائي:

  • الحبوب الكاملة: مثل دقيق الشوفان والشعير والبرغل.
  • الفاصوليا والبازلاء والبقوليات: مثل الفاصوليا السوداء والفاصوليا البحرية والعدس والبازلاء المجففة.
  • الفواكه: التوت والتوت الأسود والكمثرى والتفاح.
  • الخضراوات: مثل البروكلي والهليون والخرشوف وبراعم بروكسل.
  • المكسرات والبذور: مثل بذور الشيا وبذور الكتان وبذور اليقطين واللوز.