دواء يحمي الكلى والقلب لدى مرضى السكري

عقار «سوتاغليفلوزين» يمكن أن يحمي صحة الكلى والقلب (بابليك دومين)
عقار «سوتاغليفلوزين» يمكن أن يحمي صحة الكلى والقلب (بابليك دومين)
TT

دواء يحمي الكلى والقلب لدى مرضى السكري

عقار «سوتاغليفلوزين» يمكن أن يحمي صحة الكلى والقلب (بابليك دومين)
عقار «سوتاغليفلوزين» يمكن أن يحمي صحة الكلى والقلب (بابليك دومين)

وجدت دراسة كندية، أن دواءً مُعتمداً لعلاج فشل القلب يمكن أن يحمي صحة الكلى والقلب لدى الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني وأمراض الكلى المزمنة.

وعُرضت نتائج الدراسة، الجمعة، أمام المؤتمر السنوي للكلى الذي تنظمه الجمعية الأميركية لأمراض الكلى، في مدينة فيلادلفيا الأميركية.

وأجرى الفريق دراسته لاستكشاف فعالية عقار «سوتاغليفلوزين» (Sotagliflozin)، الذي حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) في مايو (أيار) الماضي لعلاج فشل القلب، حتى بين المرضى الذين لا يعانون من السكري.

وينتمي العقار لفئة من الأدوية تعرف بـ«مثبطات ناقل الصوديوم والغلوكوز 2»، وهي أدوية تخفض مستويات السكر في الدم، عن طريق منع إعادة امتصاص الغلوكوز في الكليتين، كما تستخدم أيضاً في علاج داء السكري من النوع الثاني.

ورصد الباحثون فوائد أخرى لهذه الأدوية تتعلق بتعزيز صحة الكلى والقلب للمرضى المصابين بداء السكري وغير المصابين به.

وخلال الدراسة، راقب الباحثون 10584 مصاباً بداء السكري من النوع الثاني وأمراض الكلى المزمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وقسموهم إلى مجموعتين، الأولى تناولت «سوتاغليفلوزين»، بينما تناولت المجموعة الأخرى دواءً وهمياً.

وخلال فترة متابعة بلغت مدتها 16 شهراً في المتوسط، وجد الباحثون أن «سوتاغليفلوزين» أدى إلى تراجع خطر انخفاض وظائف الكلى بنسبة 50 في المائة، كما أنه قلّل من خطر اللجوء إلى غسيل الكلى أو زراعتها بنسبة 38 في المائة.

وكما وجدوا أن العقار قلّل أيضاً من خطر حدوث اضطرابات القلب والكلى، بالإضافة إلى تقليل معدلات الوفاة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو الكلى بنسبة 23 في المائة، مقارنة بالدواء الوهمي.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة في كلية الطب بجامعة تورنتو الكندية، الدكتور ديفيد تشيرني إن «نتائج الدراسة تضيف إلى الفوائد المرصودة بالفعل لعقار سوتاغليفلوزين في تقليل كلٍّ من قصور القلب واحتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية».

وأضاف لموقع «يورك أليرت»: «لقد حصل سوتاغليفلوزين الآن على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لتقليل مخاطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية وقصور القلب بالنسبة لمجموعة واسعة تشمل المرضى الذين يعانون من قصور القلب أو أمراض الكلى المزمنة، لذا فقد أصبح الدواء الآن خياراً جيداً لأطباء الكلى وأطباء القلب، وكذلك أطباء الرعاية الأولية».


مقالات ذات صلة

كيف يؤثر سكر الدم على صحة الدماغ؟

صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

كيف يؤثر سكر الدم على صحة الدماغ؟

تحدث الدكتور أوستن بيرلموتر، أستاذ الطب الباطني في جامعة ميامي، مع موقع «سايكولوجي توداي»، عن كيفية تأثير سكر الدم على صحة الدماغ والمشاكل التي يسببها للمخ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تناول قطع من الشوكولاته الداكنة خمس مرات أسبوعياً يساهم في الحد من خطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني (د.ب.أ)

تناول الشوكولاته الداكنة 5 مرات أسبوعياً يمكن أن يقلص خطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني

خلص باحثون إلى أن تناول قطع من الشوكولاته الداكنة خمس مرات أسبوعياً وتجنب تناول شوكولاته الحليب ارتبطا بالحد من خطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم أطلس الذكاء الاصطناعي لمرض السكري

أطلس الذكاء الاصطناعي لمرض السكري

عبر توظيف أجهزة الاستشعار البيئية ومسح العين ومقاييس الاكتئاب والعلامات البيولوجية.

د. وفا جاسم الرجب
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تقرير: تحذيرات في بريطانيا من المخاطر الصحية للفطر «السحري»

أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
TT

تقرير: تحذيرات في بريطانيا من المخاطر الصحية للفطر «السحري»

أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)

ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية أن الخبراء حذروا من زيادة استخدام فطر السيلوسيبين الذي يعرف بالفطر «السحري»، الذي انتشر بعد تقارير عن أنه يمكن أن يساعد في علاج بعض الحالات الصحية العقلية.

وأضافت أن فطر السيلوسيبين شهد نمواً سريعاً في شعبيته، مما أثار «نهضة» في المخدرات حيث أصبح الناس أكثر اهتماماً بفوائده على الصحة العقلية، لكن الخبراء حذروا من أن استخدامه الترفيهي يخاطر بإحداث ضرر أكثر من نفعه.

وأدت التجارب التي تستكشف السيلوسيبين كعلاج إلى انتشار شركات له في البلدان التي يكون فيها استخدامه قانونياً.

وتظهر أحدث بيانات مكتب الإحصاء الوطني ببريطانيا أن السيلوسيبين كان المخدر غير القانوني الوحيد الذي زادت شعبيته في عام 2024، حيث زاد بنسبة 37.5 في المائة ليصل إلى 1.1 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 59 عاماً، وهو ما يمثل نحو 300000 شخص ويجعل المخدر شائعاً تقريباً مثل الإكستاسي.

وقال الخبراء إنه في حين أظهرت التجارب السريرية نتائج واعدة، فإن الأدلة تشير إلى أن الأشخاص الذين يتناولون السيلوسيبين خارج هذه الظروف يمكن أن يتعرضوا للأذى، بما في ذلك القلق والصدمات والأرق والتشوهات البصرية.

وأضاف الخبراء أن الأطباء العامين والأطباء النفسيين والمعالجين يفتقرون إلى المعرفة اللازمة لعلاج هذا الأمر وأحياناً يخطئون في تشخيص المرضى بالذهان أو الهوس.

وعلى الرغم من صعوبة تحديد انتشار الأشخاص الذين يواجهون أضرار ما بعد الإدمان على المواد المخدرة، فقد وجدت الأبحاث الحديثة أن 8.9 في المائة من المستجيبين الذين استخدموا المواد المخدرة بانتظام طوال حياتهم أفادوا بضعف يستمر لأكثر من يوم واحد.

وقال توميسلاف ماجيتش، وهو طبيب نفسي، إن الناس لديهم تجارب سيئة مع الأطباء الذين لم يكونوا على دراية بـ«التأثيرات والمخاطر والمضاعفات للمواد المخدرة».

وأضاف أن «معظم المرضى يستخدمونها علاجاً ذاتياً ويحتاجون إلى دعم نفسي، على الرغم من أن البعض يحتاجون إلى مساعدة نفسية».

شخص يدخن (أرشيفية - جامعة آرهوس)

وقال: «لقد حدثت زيادة في المشاكل المتعلقة بالسيلوسيبين والمواد المخدرة التقليدية الأخرى، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الشعبية المتزايدة والتصوير المفرط لهذه المواد في وسائل الإعلام، وفي بعض الحالات، في الخطاب العلمي، وإحصائياً، كانت هناك زيادة في حالات المواد المخدرة في أقسام الطوارئ في بعض البلدان».

وذكر ريت زوي، الأستاذ المشارك في أبحاث المواد المخدرة في إمبريال كوليدج لندن، أن «نقطة الضعف في المواد المخدرة هي أن التجارب يمكن أن تكون أشبه بالأحلام وتشعر بأنها حقيقية للغاية، ويستنتجون خطأً أنهم يجب أن يستخدموها لفهم أنفسهم وعلاقاتهم وصعوباتهم».

وقال: «نحن بحاجة إلى المزيد من الاستراتيجيات لإعلام الناس بهذه الظواهر وتقديم الدعم عندما يحدث هذا»، مضيفاً أن حقيقة أن الاستخدام الترفيهي أصبح الآن «شائعاً للغاية» تشير إلى أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يجب أن يتلقوا توجيهات لمعالجة هذه الظاهرة.