آلية مشتقة من الخلايا الجذعية قد تطوّر علاجات لأضرار القلب

آلية مشتقة من الخلايا الجذعية قد تطوّر علاجات لأضرار القلب
TT
20

آلية مشتقة من الخلايا الجذعية قد تطوّر علاجات لأضرار القلب

آلية مشتقة من الخلايا الجذعية قد تطوّر علاجات لأضرار القلب

وجد علماء بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس آلية مشتقة من الخلايا الجذعية يمكن أن تؤدي إلى علاجات تجديدية لأضرار القلب.

فقد حدد فريق الدراسة الجديدة آلية تحكم داخلية أساسية يمكنها تعزيز نضوج خلايا عضلة القلب المشتقة من الخلايا الجذعية البشرية، ما يوفر فهمًا أعمق لكيفية تطور خلايا عضلة القلب من مرحلة الجنين غير الناضج إلى شكلها البالغ الناضج.

ويمكن أن تؤدي نتائج الدراسة التي نشرت بمجلة «الدورة الدموية»، إلى علاجات جديدة لأمراض القلب وتلفه.

وحددت الجهود التعاونية مع كلية طب Duke-NUS في سنغافورة ومؤسسات أخرى، منظم ربط الحمض النووي الريبي (RNA) المسمى RBFox1، والذي كان أكثر انتشارًا بشكل كبير في خلايا القلب البالغة مقارنة بالأطفال حديثي الولادة، بناءً على النموذج ما قبل السريري.

وتم أيضًا تأكيد الارتفاع الحاد في RBFox1 أثناء نضوج خلايا القلب من خلال تحليل بيانات الخلية المفردة الموجودة.

وقال قائد الدراسة جيجون هوانغ، الذي أجرى هذا البحث خلال تدريبه بعد الدكتوراه في التخدير بالجامعة «هذا هو أول دليل يشير إلى أن التحكم في ربط الحمض النووي الريبي (RNA) يلعب دورًا حيويًا في نضوج خلايا القلب بعد الولادة. ففي حين أن RBFox1 وحده قد لا يكون كافيًا لدفع خلايا عضلة القلب الجنينية الناضجة إلى الخلايا البالغة الناضجة تمامًا، فإن النتائج التي توصلنا إليها تكشف عن شبكة داخلية جديدة قائمة على الحمض النووي الريبي (RNA) يمكنها أن تدفع عملية النضج هذه بشكل كبير إلى ما هو أبعد من الأساليب الأخرى المتاحة»، وذلك وفق ما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

ويتضمن تحول خلايا عضلة القلب منذ الولادة وحتى وصولها إلى مرحلة النضج الكامل تحولات كبيرة في بنيتها ووظيفتها وخصائصها الفسيولوجية.

وكانت الآليات التي تشرف على هذا النضج الشامل غير مفهومة حتى الآن.

وعلى الرغم من أن الآليات الدقيقة التي تربط الحمض النووي الريبي (RNA) بوساطة RBFox1 مع إجراءات وخصائص النضج اللاحقة لا تزال تتطلب مزيدًا من الاستكشاف، إلا أن الدراسة الجديدة توفر دليلاً على المفهوم القائل بأن تعديل ربط الحمض النووي الريبي (RNA) يمكن أن يؤثر بشكل عميق على نضوج الخلايا العضلية القلبية.

وفي هذا الاطار، تشير هذه المعرفة المكتشفة حديثًا إلى تطبيقات علاجية مستقبلية في انتظار إجراء أبحاث إضافية للتوسع بالنتائج الأولية.

ويخلص المؤلف الرئيسي للدراسة ييبين وانغ مدير برنامج اضطرابات القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي بجامعة ديوك الى القول «للمرة الأولى، أظهرنا أنه بمجرد تغيير ربط الحمض النووي الريبي (RNA)، يمكننا تشجيع النضج الكبير لخلايا القلب المشتقة من الخلايا الجذعية البشرية».

من جانبها، قالت جامعة سنغافورة الوطنية «ان نتائج الدراسة تمثل نهجا جزيئيا محتملا لتعزيز نضوج خلايا القلب، والذي يمكن أن يعالج تحديا كبيرا في مجالات العلاج التجديدي للقلب ونمذجة الأمراض».


مقالات ذات صلة

6 معلومات حول تناول البروتينات لبناء العضلات

صحتك 6 معلومات حول تناول البروتينات لبناء العضلات

6 معلومات حول تناول البروتينات لبناء العضلات

عضلات جسمك إما أن تستخدمها، فتحافظ على وجودها، أو تهمل استخدامها، فتفقدها.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك المراهقون لا يفضلون أدوية إنقاص الوزن

المراهقون لا يفضلون أدوية إنقاص الوزن

على الرغم من الشهرة الكبيرة التي تتمتع بها أدوية إنقاص الوزن، فإن المخاوف من استخدامها والتشكك في فاعليتها ما زالت كبيرة بين المراهقين الأميركيين

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك تعزيز استراتيجيات إدارة اضطرابات الدهون في الدم

تعزيز استراتيجيات إدارة اضطرابات الدهون في الدم

تُعد اضطرابات الدهون في الدم من أبرز عوامل الخطر القابلة للتعديل، لا سيّما في الأمراض القلبية الوعائية، ولدى مرضى السكري، وفرط ضغط الدم.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك أفكار جديدة حول اختبارات الدم المهمة

أفكار جديدة حول اختبارات الدم المهمة

لا تتفاجأ إذا رأيت طبيبك يدخل بعض التغييرات على فحوصات الدم الروتينية الخاصة بك. إذ قد تُضاف بعض الفحوصات إلى قائمة الفحوصات المختبرية أو تُحذف منه هذا العام

هايدي غودمان (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك تساعد قهوة الفطر على الوقاية من السرطان (أ.ب)

بديل صحي للكافيين... ما هي قهوة الفطر ذات الفوائد الهائلة

تكتسب قهوة الفطر شعبية متزايدة بوصفها بديلاً لجرعة الكافيين الصباحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

المراهقون لا يفضلون أدوية إنقاص الوزن

المراهقون لا يفضلون أدوية إنقاص الوزن
TT
20

المراهقون لا يفضلون أدوية إنقاص الوزن

المراهقون لا يفضلون أدوية إنقاص الوزن

على الرغم من الشهرة الكبيرة التي تتمتع بها أدوية إنقاص الوزن، وبشكل خاص دواء أوزمبيك (Ozempic) بوصفه نوعاً من العلاجات الفعَّالة له، فإن المخاوف من استخدامها والتشكك في فاعليتها ما زالت كبيرة بين المراهقين الأميركيين، حسب نتائج أحدث دراسة نُشرت في مجلة «صحة المراهقين» (the Journal of Adolescent Health) في النصف الثاني من شهر أبريل (نيسان) الحالي.

وتجدر الإشارة إلى أن أوزمبيك (الاسم التجاري والإعلامي لعقار سيماغلوتيد «semaglutide») أثبت بالفعل فاعلية كبيرة في إنقاص الوزن، على الرغم من أنه كان في الأصل علاجاً لمرض السكري من النوع الثاني. ولكن لفاعليته الكبيرة في محاربة البدانة أصبح أكثر انتشاراً وشهرة بوصفه علاجاً للسمنة؛ حيث تؤكد التجارب السريرية هذه الفاعلية السريعة للدواء إذا تم الانتظام في تناوله بشكل أسبوعي، خاصة في مرحلة المراهقة.

أدوية إنقاص الوزن

قام الباحثون في الولايات المتحدة بعمل استطلاع لآراء المراهقين، أُجري في مارس (آذار) 2024 فيما يتعلَّق باستخدام هذه الأدوية التي تُساعد في إنقاص الوزن؛ لأن البدانة أصبحت تُمثل مشكلة صحية عالمية؛ حيث تُقدر منظمة الصحة العالمية (WHO) عدد المصابين بالسمنة بأكثر من مليار شخص بداية من عام 2022، ومن المتوقع أن العدد في ازدياد مستمر.

وحلل الباحثون البيانات الخاصة بالدراسة التي أُجريت على 753 من المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عاماً، ومعظمهم من البيض عبر الرسائل النصية.

وتضمَّنت هذه البيانات معلومات ديموغرافية حول كل ما يتعلق بالمشاركين، مثل العمر والجنس ومستوى التعليم والمكان الجغرافي والعرق والوضع الاجتماعي أو الاقتصادي، بالإضافة إلى 5 أسئلة مفتوحة مصممة لتقييم معارف المشاركين وآرائهم حول أشهر دواءين لإنقاص الوزن بالمادة الفعَّالة نفسها، وهما أوزمبيك، وأيضاً ويغوفي (Wegovy).

السؤال الأول للمراهقين كان: «هل سمعت عن هذين الدواءين؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فماذا سمعت تحديداً؟»، والسؤال الثاني كان: «هل تعرف أي شخص تناول هذين الدواءين من قبل؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فهل يمكنك أن تخبرنا عنه؟»، والسؤال الثالث كان: «هل تعتقد أن الأشخاص في مثل عمرك يجب أن يتناولوا مثل هذه الأدوية لإنقاص الوزن؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فلماذا؟ وإذا كانت الإجابة لا فلماذا أيضاً؟»، والسؤال الرابع كان: «ما هو برأيك تأثير محتوى وسائل الإعلام المختلفة مثل الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي والبودكاست وغيرها على استخدام مثل هذه الأدوية؟»، والسؤال الخامس كان: «ما المعلومات التي ترغب في أن تكون متاحة للأشخاص في مثل عمرك حول هذه الأدوية؟».

وجرى عمل رموز كمبيوترية لكل إجابة لمعرفة أوجه التشابه والاختلاف في الإجابات والأفكار والآراء، وعمل إحصاءات لتسهيل التحليلات الكمية؛ حيث جرى تحليل الإجابات كلها، وأُعيد تحليلها باستخدام البيانات الديموغرافية بوصفها فئات فرعية.

وأظهرت النتائج أن معظم المشاركين كانوا على دراية بأسماء الدواءين، وعند سؤالهم عن مدى معرفتهم لطبيعة استخدامهما، أوضح ما يقرب من نصف المشاركين بمعرفتهم باستخدامهما لإنقاص الوزن، وكذلك آثارهما الجانبية المحتملة، وفي المقابل كانت نسبة الذين سمعوا عن استخدامهما لعلاج مرض السكري أقل قليلاً من خمس العينة.

وكان الوعي الصحي أكثر انتشاراً بين المشاركين من ذوي العرقيات المتعددة وذوي البشرة البيضاء، وأقل انتشاراً بين الآسيويين وذوي البشرة السمراء. كذلك اختلف الوعي باختلاف المستوى التعليمي؛ حيث كان أعلى مستوى للوعي بين المراهقين الذين يسعون إلى الحصول على شهادات عليا، في حين كان أدنى مستوى للوعي بين الذين تخرجوا في المدرسة الثانوية فقط دون الحصول على شهادات جامعية.

انطباع سلبي وآثار جانبية

أعرب أكثر من نصف المشاركين (57.5 في المائة) عن ترددهم في استخدام أدوية إنقاص الوزن عندما تم سؤالهم عما «إذا كان يجب على المراهقين استخدام مثل هذه الأدوية»، وكذلك كان انطباعهم سلبياً عنها. وكانت هناك نسبة أقل من النصف رأت إمكانية استخدامها عند الضرورة الطبية فقط. وشملت أسباب عدم الاستخدام وجود مخاوف تتعلَّق بمدى السلامة، ومعظم المشاركين فضلوا الالتزام بنوع من النظم الغذائية للتحكم في الوزن بشكل طبيعي.

وتركَّزت مخاوف المراهقين على احتمالية حدوث آثار جانبية خطيرة لهذه الأدوية، سواء بشكل مباشر عند تناولها، أو التسبب في مشكلات صحية وخيمة على المدى الطويل، وأيضاً الخوف من حدوث اضطرابات الطعام بجانب المخاوف من التحول إلى النحافة الشديدة.

وعلى الرغم من أن الدراسة سلَّطت الضوء على الوعي الصحي المرتفع (بشكل مفاجئ) بين المراهقين الأميركيين فيما يتعلق باستخدام أدوية إنقاص الوزن، لكنها في الوقت نفسه تكشف عن أن التصورات العامة للمراهقين عن استخدامها سلبية ومتشككة إلى حد كبير، على الرغم من فاعلية هذه الأدوية في هذه المرحلة العمرية، وإمكانية تناولها من دون الخوف من آثارها الجانبية.

وأوضح الباحثون أن وسائل التواصل الاجتماعي هي السبب الرئيسي في الآراء السلبية المتعلقة بأدوية إنقاص الوزن؛ لأنها تُركز عليها بصفتها غير مناسبة للمراهقين، وأيضاً تُضخم من آثارها الجانبية؟ وفي المقابل تُروج هذه الوسائل لما يُسمى «منتجات طبيعية» لخفض الوزن من دون أساس علمي، ما يُفسر مخاوف المراهقين من مواجهة الوصم من الأقران في حالة تناول الأدوية، على الرغم من أن النتائج العلمية تُشير إلى استفادة المراهقين طبياً بشكل كبير من هذه الأدوية.

في النهاية، أكد الباحثون أن هذه الدراسة تهدف إلى معالجة الفجوة المعرفية للمراهقين وإمدادهم بالمعلومات الصحية السليمة والكاملة، من خلال تحديد مدى إلمام الشباب بالمعلومات الكافية عن هذه الأدوية، وترك حرية الاختيار لهم.

• استشاري طب الأطفال.