ارتفاع إصابات السكري لدى الشباب الأميركي أثناء جائحة «كورونا»

1.3 % من الأطفال و6.9 % من البالغين أصيبوا بـ«كوفيد طويل الأمد»

ارتفاع إصابات السكري لدى الشباب الأميركي أثناء جائحة «كورونا»
TT

ارتفاع إصابات السكري لدى الشباب الأميركي أثناء جائحة «كورونا»

ارتفاع إصابات السكري لدى الشباب الأميركي أثناء جائحة «كورونا»

في دراستين منفصلتين حول آثار جائحة «كورونا» على الأطفال والمراهقين والبالغين رصد باحثون أميركيون زيادة في حالات إصابة الصغار والشباب بمرض السكري، فيما أعلنت مؤسسات صحية عن إحصائياتها الحديثة عن نسبة الإصابات بمرض «كوفيد طويل الأمد» بين الأطفال والكبار.

«كورونا» وإصابات السكري

في

الدراسة الأولى التي نُشرت في الإصدار الإلكتروني لمجلة «جاما نتورك أوبن» JAMA Network Open لاحظ الباحثون زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بمرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني بين الشباب الأميركي خلال جائحة «كورونا».

وقدم د. ماثيو تي ميفورد الباحث في مؤسسة «كايزر بيرماننت» في جنوب كاليفورنيا في باسادينا وزملاؤه دراستهم بعد فحص معدلات الإصابة بمرض السكري بين الشباب (من وقت الولادة إلى 19 عاماً) في الولايات المتحدة باستخدام بيانات من مؤسستهم في الفترة ما بين 1 يناير (كانون الثاني) 2016 و31 ديسمبر (كانون الأول) 2021.

وتم حساب معدلات الإصابة السنوية، والربع سنوية، المعيارية حسب العمر والجنس لكل 100 ألف شخص في السنة (PYs) لمرض السكري من النوع 1 والنوع 2.

ارتفاع نسبة الإصابة

ووجد الباحثون أن 1200 شخص مصابين بالسكري من النوع الأول و1100 آخرين بالنوع الثاني منه و63 مريضاً مصابين بأنواع أخرى من المرض، بين عامي 2016 و2021. وزادت حالات الإصابة بالسكري من النوع الأول من 18.5 إلى 22.4 لكل 100 ألف سنة في الفترة 2016 - 2019 إلى 2020 - 2021، مع زيادة نسب الإصابة لمن تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 19 عاماً، وكذلك الذكور، والأشخاص ذوي الأصول الإسبانية.

وارتفع معدل الإصابة بمرض السكري من النوع 2 من 14.8 إلى 24.7 لكل 100.000 شخص في الفترة من 2016 - 2019 إلى 2020 - 2021، مع زيادة معدل الإصابة بمرض السكري بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 19 عاماً، والذكور والإناث، والسود، واللاتينيين، وغيرهم من الأعراق الأخرى غير المعرفة.

وكتب الباحثون الذين مولت دراستهم عدة شركات بينها شركة «ميرك» للأدوية: «إن البحث المستقبلي لفهم عوامل الخطر الفسيولوجية والسلوكية الكامنة المحتملة قبل وأثناء الوباء بين الأفراد المعرضين لخطر كبير للإصابة بمرض السكري، أمر مبرر».

إحصائيات «كوفيد طويل الأمد»

في الدراسة الثانية أوردت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركية الإحصائيات الصحية للمركز الوطني للإحصائيات الصحية في هياتسفيل بولاية ميريلاند في عام 2022، حول الإصابات بمرض «كوفيد - 19» طويل الأمد.

وظهر أن 1.3 في المائة من الأطفال و6.9 في المائة من البالغين أصيبوا بمرض «كوفيد طويل الأمد» وفقا لفحص النسبة المئوية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و17 عاماً الذين أصيبوا فعلا أو أصيبوا حالياً بكوفيد لفترة طويلة في تلك السنة.

الفتيات أكثر عرضة للمرض

وكانت الفتيات أكثر عرضة للإصابة بـ«كوفيد» لفترة طويلة من الأولاد (1.6 مقابل 0.9 في المائة). وكان الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً أكثر عرضة للإصابة بـ«كوفيد - 19» على الإطلاق، أو حالياً، مقارنة بأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 0 إلى 5 ومن 6 إلى 11 عاماً.

وبالمقارنة مع الأطفال الآسيويين والسود غير اللاتينيين، كان الأطفال من أصل إسباني أكثر عرضة للإصابة بـ«كوفيد طويل الأمد» (1.9 في المائة مقابل 0.2 و0.6 في المائة، على التوالي).

حقائق

من 14.8 إلى 24.7 لكل 100.000 شخص

ارتفع معدل الإصابة بمرض السكري من النوع 2 في الفترة من 2016-2019 إلى 2020-2021

حقائق

1.6 مقابل 0.9 في المائة

الفتيات أكثر عرضة للإصابة بـ«كوفيد» لفترة طويلة مقارنة بالأولاد


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية
TT

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ماريلاند بالولايات المتحدة، ونُشرت في النصف الثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة «الرابطة الطبية الأميركية» (JAMA Network Open) أن المراهقين الذين يعانون من أعراض الشخير (snoring) باستمرار، أكثر عرضة لمشاكل السلوك، مثل: عدم الانتباه، وخرق القواعد المتبعة، والعدوانية. وأكدت أن هذه السلوكيات ليست نتيجة لمرض عضوي عصبي في المخ، وبالتالي فإنهم لا يعانون من أي تراجع في قدراتهم المعرفية.

أسباب الشخير

يحدث الشخير بسبب صعوبة التنفس بشكل طبيعي من الأنف، لكثير من الأسباب، أشهرها تضخم اللوز واللحمية. ونتيجة لذلك يتنفس الطفل من الفم، وفي بعض الأحيان يحدث توقف مؤقت في التنفس أثناء النوم يجبر الطفل على الاستيقاظ. وعادة ما يكون ذلك بسبب ضيق مجرى الهواء أو انسداده. وفي الأغلب تؤدي مشاكل التنفس أثناء الليل إلى تقليل إمداد المخ بالأكسجين بشكل بسيط. وعلى المدى الطويل يؤدي ذلك إلى تغييرات طفيفة في المخ؛ خصوصاً أثناء التكوين في فترة الطفولة.

تتبع أثر الشخير لسنوات طويلة

تُعد هذه الدراسة هي الأكبر حتى الآن في تتبع عرض الشخير وأثره على الأطفال، بداية من مرحلة الدراسة الابتدائية وحتى منتصف مرحلة المراهقة؛ حيث قام الباحثون بتحليل البيانات الخاصة بنحو 12 ألف طالب مسجلين في دراسة خاصة بالتطور المعرفي للمخ في المراهقين (ABCD) في الولايات المتحدة.

وتم عمل مسح كامل للتاريخ المرضي لعرض الشخير عن طريق سؤال الآباء عن بداية ظهوره، ومعدل تكراره، سواء في مرحلة الطفولة أو المراهقة. وكانت سن الأطفال وقت بداية الدراسة يتراوح بين 9 و10 سنوات. وكانت هناك زيارات سنوية لهم حتى سن 15 سنة، لتقييم تطور عرض الشخير، وكذلك لمتابعة قدراتهم المعرفية ومعرفة مشاكلهم السلوكية.

عدوانية وفشل اجتماعي

وجد الباحثون أن المراهقين الذين يعانون من عرض الشخير 3 مرات أو أكثر في الأسبوع، كانوا أكثر عرضة لمشاكل سلوكية، مثل عدم الانتباه في الفصل، وافتعال المشكلات مع الآخرين، وفي المجمل اتسم سلوكهم بالعدوانية والعنف، ومعظمهم عانوا من الفشل الاجتماعي وعدم القدرة على تكوين أصدقاء، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التعبير عن عواطفهم أو أفكارهم بشكل كافٍ.

وجدت الدراسة أيضاً أن هذه المشاكل السلوكية لم ترتبط بمشاكل إدراكية، وهؤلاء الأطفال لم يظهروا أي اختلافات في قدرتهم على القراءة والكتابة أو التواصل اللغوي، وأيضاً لم يكن هناك أي اختلاف في اختبارات الذاكرة والمهارات المعرفية والقدرة على استدعاء المعلومات، مقارنة بأقرانهم الذين لا يعانون من الشخير. ووجد الباحثون أيضاً أن معدلات الشخير انخفضت مع تقدم الأطفال في السن، حتى من دون أي علاج.

علاج الشخير لتقويم السلوك

تُعد نتائج هذه الدراسة شديدة الأهمية؛ لأنها تربط بين الشخير ومشاكل السلوك، وبالتالي يمكن أن يؤدي علاج سبب اضطراب التنفس (الذي يؤدي إلى الشخير) إلى تقويم سلوك المراهق، وعلى وجه التقريب هناك نسبة من الأطفال الأميركيين تصل إلى 15 في المائة، تعاني من شكل من أشكال اضطراب التنفس أثناء النوم. وفي كثير من الأحيان يتم تشخيص نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال خطأ على أنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويتم علاجهم بالأدوية المنشطة، رغم عدم احتياجهم لهذه الأدوية.

في النهاية، نصحت الدراسة الآباء بضرورة متابعة عرَض الشخير باهتمام. وفي حالة ارتباط العرض بمشاكل سلوكية يجب عرض الطفل على الطبيب لتحديد السبب، إذا كان نتيجة لمشاكل في التنفس أو مشكلة عصبية، ويتم العلاج تبعاً للحالة المرضية.