حكة الجلد قد تشير لمرض الكبد !

حكة الجلد قد تشير لمرض الكبد !
TT

حكة الجلد قد تشير لمرض الكبد !

حكة الجلد قد تشير لمرض الكبد !

الحكة هي إحساس شائع يمكن أن يكون سببه مجموعة من العوامل، بما في ذلك الأمراض الجلدية كالأكزيما والصدفية، وردود الفعل التحسسية تجاه مواد أو أطعمة معينة، ولدغات الحشرات.

ومن المثير للدهشة أنه يمكن أن يكون أيضًا نتيجة لحالات طبية كامنة مثل أمراض الكبد. وفق ما يقول الدكتور أجيتاب سريفاستافا المدير الاستشاري الأول لزراعة الكبد وجراحة الكبد والبنكرياس والقنوات الصفراوية بشركة Aakash Healthcare بنيودلهي، حسب ما نقل موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

أنواع أمراض الكبد وأعراضها

ينتج مرض الكبد الدهني، المعروف طبيًا باسم التنكس الدهني بالكبد، عن تراكم الدهون الزائدة داخل الكبد عندما تشكل الدهون 5-10 % من وزن الكبد.

وهناك فئتان أساسيتان له:

مرض الكبد الدهني الناجم عن الكحول (AFLD):

ينجم هذا النوع عن استهلاك الكحول المستمر. حيث تشير دراسة نشرت بمجلة «أمراض الكبد» إلى أن مرض الكبد الكحولي (ALD) مسؤول عن 4 % من الوفيات و 5 % من سنوات الحياة المعدلة حسب الإعاقة (DALYs)؛ حيث تشهد أوروبا أعلى تأثير.

وتشير الدراسة إلى أن ما يقرب من نصف مليون حالة وفاة عام 2010 كانت مرتبطة بتليف الكبد المرتبط بالكحول.

مرض الكبد الدهني غير المرتبط بالكحول (NAFLD):

وهذا النوع من أمراض الكبد الدهنية لا علاقة له بتناول الكحول.

وبين عامي 2016 و2019، بلغ معدل انتشار مرض الكبد الدهني غير الكحولي 38 % على مستوى العالم، وهو ما يمثل زيادة كبيرة من 25.3 % خلال الأعوام 1990-2006.

ولم يحدد الباحثون بعد السبب الدقيق لهذه الحالة.

لماذا يسبب مرض الكبد الحكة؟

ووفقا لدراسة نشرت بمكتبة وايلي على الإنترنت «فان معدل انتشار الحكة يبلغ 18-77 % في المرضى الذين يعانون من التهاب الأقنية الصفراوية الأولي (PBC)، و5.1-58.4 % في المرضى الذين يعانون من عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي (HCV)،و 8 % في المرضى المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد B».

ويوضح سريفاستافا «يمكن أن يؤدي مرض الكبد إلى الحكة في مناطق معينة من الجسم، ويمكن أن تكون مؤلمة جدًا للأفراد وغالبًا ما تحدث بسبب عوامل مختلفة مرتبطة بضعف وظائف الكبد».

وفيما يلي بعض الأسباب التي يجب ملاحظتها:

- تراكم الصفراء

وفقا للطبيب، يلعب الكبد دورا مهما في إنتاج وإطلاق الصفراء، وهو السائل الذي يساعد على هضم وامتصاص الدهون «ففي أمراض الكبد، وخاصة حالات الكبد الركودي مثل تليف الكبد الصفراوي الأولي، والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي، والركود الصفراوي داخل الكبد أثناء الحمل، يمكن أن يصبح تدفق الصفراء معوقًا أو منخفضًا. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تراكم الأملاح الصفراوية في مجرى الدم، ما يؤدي إلى الحكة. ومن المعروف أن الأملاح الصفراوية تهيج النهايات العصبية في الجلد، ما يسبب الإحساس بالحكة».

- تراكم النفايات الأيضية

عندما لا يعمل الكبد بشكل صحيح، فإنه قد يواجه صعوبة في عملية التمثيل الغذائي والتخلص من الفضلات من الجسم بشكل فعال.

يمكن أن تتراكم هذه النفايات في مجرى الدم، ما يؤدي إلى آثار جانبية مختلفة، بما في ذلك الحكة.

جدير بالذكر ان المواد الدقيقة المسؤولة عن الحكة في هذا السياق ليست مفهومة تمامًا، لكنها من المحتمل أن تلعب دورًا في تهيج النهايات العصبية الجلدية.

إطلاق الهستامين

يشارك الكبد في تنظيم المواد المختلفة في الجسم، بما في ذلك الهستامين، وهي مادة كيميائية موجودة في بعض خلايا الجسم. ففي بعض حالات أمراض الكبد، يمكن أن يكون هناك إطلاق غير طبيعي للهستامين، ما يسبب الحكة عندما يرتبط بمستقبلات الهستامين في الجلد، حسب الدكتور سريفاستافا.

جفاف الجلد

قد يكون الجلد الجاف مشكلة شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد، والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى الحكة.

ويضيف سريفاستافا «أن خلل الكبد يمكن أن يؤثر على إنتاج البروتينات والدهون الأساسية اللازمة للحفاظ على رطوبة الجلد وسلامته. وغالبًا ما يؤدي مرض الكبد المزمن إلى التهاب جهازي، ما يؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الجلد، ولهذا السبب يمكن أن يساهم في الحكة».

يمكن أن تتراوح الحكة في أمراض الكبد من خفيفة إلى شديدة وقد لا تظهر في جميع الحالات. كما يمكن أن تختلف شدتها أيضًا بين الأفراد الذين يعانون من نفس حالة الكبد.

ويخلص الدكتور سريفاستافا «ان إدارة الحكة عادة ما تنطوي على معالجة مرض الكبد الأساسي وتوفير الراحة؛ وقد تشمل خيارات العلاج أدوية لتقليل مستويات الملح الصفراوي ومضادات الهيستامين والمرطبات وتعديلات نمط الحياة».


مقالات ذات صلة

دراسة: أدمغة المراهقين ازدادت شيخوخة بسبب «كورونا»

صحتك مراهقات يرتدين أقنعة واقية خلال فترة كورونا في اليابان (أرشيفية - رويترز)

دراسة: أدمغة المراهقين ازدادت شيخوخة بسبب «كورونا»

وثَّقت دراسة حديثة وجود مشاكل في صحة المراهقين العقلية وحياتهم الاجتماعية بسبب وباء «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك عبوات من مشروبات الطاقة على رف متجر في بروكلين بنيويورك (أرشيفية - رويترز)

ماذا تفعل مشروبات الطاقة بجسمك؟

يُحذر كثير من الخبراء من أن مشروبات الطاقة قد تكون لها مخاطر صحية كبيرة، خصوصاً عند استهلاكها بشكل منتظم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك التشخيص المَرضي ليس المعيار الوحيد لتوقع عمر كبار السن (Public Domain)

من صحة القلب للتغذية والرياضة... بماذا ينصح الخبراء كبارَ السن؟

يتغير الجسد مع العمر، ولا يحتاج إلى روتين تمارين رياضية شاقة أو الشروع في حميات غذائية مجنونة تتخطى مجموعات غذائية كاملة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك نصائح «جمعية القلب الأميركية» لموسم العودة إلى المدرسة

نصائح «جمعية القلب الأميركية» لموسم العودة إلى المدرسة

تغيير العادات الغذائية ومراقبة ضغط الدم

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك عبوات «أوزمبيك» و«ويغوفي» تظهر داخل إحدى الصيدليات (رويترز)

تقرير: «أوزمبيك» و«ويغوفي» ساهما في 162 حالة وفاة بأميركا في آخر 6 سنوات

كشف تقرير جديد أن دواءَي إنقاص الوزن الشهيرين «أوزمبيك» و«ويغوفي» ساهما في 162 حالة وفاة بالولايات المتحدة، على مدى السنوات الست الماضية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دراسة: أدمغة المراهقين ازدادت شيخوخة بسبب «كورونا»

مراهقات يرتدين أقنعة واقية خلال فترة كورونا في اليابان (أرشيفية - رويترز)
مراهقات يرتدين أقنعة واقية خلال فترة كورونا في اليابان (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة: أدمغة المراهقين ازدادت شيخوخة بسبب «كورونا»

مراهقات يرتدين أقنعة واقية خلال فترة كورونا في اليابان (أرشيفية - رويترز)
مراهقات يرتدين أقنعة واقية خلال فترة كورونا في اليابان (أرشيفية - رويترز)

وثَّقت دراسة حديثة وجود مشاكل في صحة المراهقين العقلية وحياتهم الاجتماعية بسبب وباء «كورونا».

وتشير دراسة جديدة إلى أن هذه الظواهر تسببت في نمو أدمغة بعض المراهقين في السن بشكل أسرع بكثير مما كانت عليه في العادة - أسرع بنحو 4.2 سنة لدى الفتيات و1.4 سنة أسرع لدى الأولاد في المتوسط، وفقاً للدراسة التي نُشرت الاثنين في مجلة «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم».

وتعدّ الدراسة أول من ساهم بتفاصيل حول الاختلافات في الشيخوخة حسب الجنس، كما تضيف الدراسة إلى دراستين سابقتين حول جائحة «كوفيد - 19» وتسارع شيخوخة الدماغ بين المراهقين.

وتقول الدكتورة باتريشيا ك. كول، مؤلفة الدراسة الرئيسية والمديرة المشاركة لمعهد التعلم وعلوم الدماغ في جامعة واشنطن في سياتل، عبر البريد الإلكتروني لشبكة «سي إن إن»: «إن النتائج هي جرس إنذار مهم بشأن هشاشة دماغ المراهقين. يحتاج المراهقون إلى دعمنا الآن أكثر من أي وقت مضى».

يحدث تطور اجتماعي وعاطفي كبير أثناء فترة المراهقة، جنباً إلى جنب مع تغييرات كبيرة في بنية الدماغ ووظيفته. وكتب المؤلفون في الدراسة أن سُمك القشرة المخية يبلغ ذروته بشكل طبيعي أثناء الطفولة، وينخفض ​​بشكل مطرد طوال فترة المراهقة ويستمر في الانخفاض طوال عمر الفرد.

كان الباحثون يعتزمون في الأصل تتبع نمو دماغ المراهقين العاديين بمرور الوقت، بدءاً من التصوير بالرنين المغناطيسي الذي أجراه المؤلفون على أدمغة المشاركين في عام 2018. وخططوا لمتابعتهم لإجراء فحص آخر في عام 2020.

وأدى الوباء إلى تأخير التصوير بالرنين المغناطيسي الثاني لمدة تتراوح بين ثلاث وأربع سنوات - عندما كان المشاركون البالغ عددهم 130 في ولاية واشنطن تتراوح أعمارهم بين 12 و20 عاماً. استبعد المؤلفون المراهقين الذين تم تشخيصهم باضطراب في النمو أو أي اضطراب نفسي أو الذين كانوا يتناولون أدوية نفسية.

استخدم الفريق بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي قبل الوباء لإنشاء «نموذج معياري» لكيفية تطور 68 منطقة من الدماغ على الأرجح خلال فترة المراهقة النموذجية، والتي يمكنهم مقارنة بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي بعد الوباء بها ومعرفة ما إذا كانت تنحرف عن التوقعات.

وقال المؤلفون إن هذا النموذج المعياري يشبه مخططات النمو المعيارية المستخدمة في مكاتب طب الأطفال لتتبع الطول والوزن عند الأطفال الصغار. كما استخدمه باحثون آخرون لدراسة آثار الظروف مثل الحرمان الاجتماعي والاقتصادي، والتوحد، والاكتئاب، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، أو الإجهاد الصادم.

وكشفت الدراسة عن تسارع ترقق القشرة المخية في أدمغة المراهقين بعد الجائحة، حيث حدث ذلك في 30 منطقة من المخ عبر نصفي الكرة المخية وجميع الفصوص لدى الفتيات، وفي منطقتين فقط لدى الأولاد. وبلغت نسبة انتشار الترقق 43 في المائة و6 في المائة من مناطق المخ المدروسة لدى الفتيات والفتيان على التوالي.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور ماكس ويزنيتزر، أستاذ طب الأطفال وعلم الأعصاب في كلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف، عبر البريد الإلكتروني، والذي لم يشارك في البحث، لشبكة «سي إن إن» إن الدراسة «ليست كشفاً كبيراً، كما يعترف المؤلفون»، لكنها تضيف إلى معرفتنا بالموضوع.

وقال المؤلفون إنهم لم يكن لديهم أيضاً بيانات عن وظائف أسر المشاركين أو الأمن المالي أو الغذائي أو عن تمارين المشاركين أو نومهم أو عاداتهم الغذائية. كما أنه من غير المعروف ما إذا كان المشاركون الذين ربما أصيبوا بـ«كوفيد - 19» قد ساهموا في النتائج.

قال الدكتور إيان غوتليب، مؤلف دراسة أجريت عام 2022 حول هذا الموضوع ومدير مختبر ستانفورد للنمو العصبي والعاطفي والأمراض النفسية في جامعة ستانفورد، عبر البريد الإلكتروني: «دراستهم جيدة، لكن حتى في هذه الحالة ربما لا تحتوي على عينة كبيرة بما يكفي للقول إن الاختلاف بين الجنسين في شيخوخة الدماغ هو نتيجة موثوقة».

ومع ذلك، أضاف غوتليب، الذي لم يشارك في الدراسة: «بعد قراءة هذه الورقة، فحصنا الاختلافات بين الجنسين في البيانات التي استخدمناها في دراستنا - اتجاه الاختلافات نفسه بين الجنسين كما ذكر المؤلفون، لكن ليس له دلالة إحصائية مع عينة أصغر قليلاً».

وقالت كول إن هناك عاملاً آخر لا يعرفه الباحثون بعد وهو ما إذا كانت هذه التأثيرات على الدماغ دائمة. وأضافت كول: «لا يتعافى الدماغ ويصبح أكثر سُمكاً، ونحن نعلم ذلك، ولكن أحد المقاييس التي تحدد ما إذا كان المراهقون يظهرون التعافي بعد انتهاء الوباء وعودة الحياة الاجتماعية الطبيعية تماماً، هو ما إذا كانت أدمغتهم ترقق بشكل أبطأ». وأردفت: «إذا كانت هذه هي الحالة، فيمكننا القول إن أدمغة المراهقين أظهرت بعض التعافي. هذه دراسة يمكننا إجراؤها بالفعل في المستقبل».