التهاب إنتان الدم شائع مثل السرطان ومميت مثل النوبة القلبية

يحدث عند الإصابة بعدوى ميكروبية في أحد أعضاء الجسم

إنتان الدم- رسم مجسم لعصيّات البكتريا مع كريات الدم الحمراء والبيضاء
إنتان الدم- رسم مجسم لعصيّات البكتريا مع كريات الدم الحمراء والبيضاء
TT

التهاب إنتان الدم شائع مثل السرطان ومميت مثل النوبة القلبية

إنتان الدم- رسم مجسم لعصيّات البكتريا مع كريات الدم الحمراء والبيضاء
إنتان الدم- رسم مجسم لعصيّات البكتريا مع كريات الدم الحمراء والبيضاء

أفادت نتائج دراسة سويدية حديثة بأن حالات إنتان الدم، هي بالفعل حالات شائعة بما يفوق التوقعات الطبية، وأنها حالات لا تُشَخَّص بشكل كبير، ويمكن تشبيهها بالوباء.

إنتان الدم

وتنشأ حالات إنتان الدم Sepsis عن وجود التهاب ناجم عن عدوى ميكروبية في أحد أعضاء الجسم، ثم لا يتوقف أمر الميكروبات وعمليات تفاعل جهاز مناعة الجسم معها على مكان ذلك العضو، بل يحدث انتقال للميكروبات إلى سائل الدم، أي يحدث تسمم الدم Septicemia، وهو ما يُعد «تدهوراً مرضياً بالغاً»؛ لأن البكتيريا وسمومها يمكن أن تنتقل عبر مجرى الدم إلى أي مكان وعضو آخر في الجسم كله.

وإضافة إلى «تسمم الدم بالميكروبات»، يحدث أيضاً تفاعل غير منضبط لجهاز مناعة الجسم مع هذا الانتشار الميكروبي الواسع النطاق، بمهاجمة جهاز مناعة الجسم لأنسجة وأعضاء الجسم الأخرى المهمة. وبهذا التعقيد، يمكن أن يصبح تسمم الدم مهدداً للحياة بسرعة. وإذا تركت هذه الحالة دون علاج، فإنه يمكن أن يتطور تسمم الدم إلى الإنتان.

وتفيد مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركية، في تعريفها لحالة الإنتان قائلة: «يحدث الإنتان عندما تؤدي العدوى (الميكروبية) التي أصابت (المريض) بالفعل إلى تفاعل (سلبي) متسلسل في جميع أنحاء الجسم. وتبدأ معظم حالات الإنتان قبل ذهاب المريض إلى المستشفى. وغالباً ما تبدأ حالات العدوى التي تؤدي إلى الإنتان، في الرئة أو المسالك البولية أو الجلد أو الجهاز الهضمي. ودون العلاج في الوقت المناسب، يمكن أن يؤدي الإنتان بسرعة إلى تلف الأنسجة، وفشل الأعضاء، والموت».

وبدورهم يوضح أطباء «مايو كلينيك» قائلين: «الإنتان حالة قد تهدد الحياة بسبب تدمير الجسم لأنسجته عند استجابته للعدوى (الميكروبية). وعندما تهاجم عمليات مكافحة العدوى (بالخطأ) الجسم نفسه (وليس الميكروبات)، فإنها تتسبب في عدم قيام الأعضاء بوظائفها بصورة سليمة وطبيعية. وقد تتفاقم حالة الإنتان فتصير صدمة إنتانية Septic Shock. وينتج عن ذلك انخفاض كبير في ضغط الدم يمكن أن يسبب مشكلات شديدة في أعضاء الجسم، وقد يؤدي إلى الوفاة. ويعزز العلاج المبكر بالمضادات الحيوية والمحاليل الوريدية من فرص البقاء على قيد الحياة».

حالة شائعة

ووفق ما نُشر ضمن عدد 29 أغسطس (آب) الماضي من مجلة «شبكة جاما المفتوحة» الطبية JAMA NETWORK OPEN، حاول الباحثون السويديون من جامعة لوند الإجابة عن سؤال: ما معدل حدوث الإنتان؟ وأفادوا في نتائجهم بأنها «حالة شائعة». وقالوا: «لا توجد بيانات موثوق بها حول وبائيات الإنتان. وهذه النتائج تشير إلى أن الإنتان كان عبئاً كبيراً على الصحة العامة».

وعقّب الدكتور آدم ليندر، الباحث في علاج الإنتان والأستاذ المشارك في قسم طب العدوى بجامعة لوند، قائلاً: «وهذا يجعل الإنتان شائعاً مثل السرطان، مع عواقب سلبية مماثلة طويلة المدى، ومميتاً مثل احتشاء عضلة القلب الحاد في النوبة القلبية. ومن بين الناجين من الإنتان، يعاني ثلاثة أرباعهم أيضاً من مضاعفات طويلة الأمد مثل النوبات القلبية، ومشكلات الكلى، والصعوبات الإدراكية».

وتضيف مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركية قائلة: «يمكن لأي شخص أن يصاب بالعدوى، وأي عدوى تقريباً يمكن أن تؤدي إلى الإنتان. وفي سنة نموذجية يُصاب ما لا يقل عن 1.7 (واحد فاصلة سبعة) مليون بالغ في أميركا بالإنتان. ويموت ما لا يقل عن 350 ألفاً من البالغين الذين يصابون بالإنتان في أثناء دخولهم المستشفى، أو يُخْرَجون من المستشفى إلى دور العجزة. وإن من بين كل 3 أشخاص يموتون في المستشفى، يكون 1 منهم بالفعل مصاباً بالإنتان أثناء العلاج في المستشفى».

ولفهم الأمر بشكل أعمق، يبدأ حصول حالة إنتان (تسمم) الدم، عندما يُصاب المريض بالتهاب ميكروبي في أحد أعضاء جسمه. وحينما تكون «وطأة» تلك العدوى الميكروبية ثقيلة على الجسم، فإن الأمر يتطور إلى حالة الإنتان لدى المريض.

و«وطأة» العدوى الميكروبية تعتمد على عوامل عدة، منها ما له علاقة بشراسة الميكروبات نفسها، ومنها ما له علاقة بتدني قدرات الجسم على مقاومة الميكروبات التي نفذت إلى جسمه. والملاحظ إكلينيكياً أن أي نوع من أنواع العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية يُمكن أن يؤدي إلى حالة الإنتان، مثل عدوى التهاب الرئة أو عدوى الكلى والمثانة وأجزاء أخرى من الجهاز البولي، أو عدوى الجهاز الهضمي، أو عدوى مجرى الدم (تجرثم الدم)، أو العدوى في مواقع القسطرة الوريدية، أو عدوى الجروح (الجراحية أو نتيجة الحوادث) أو الحروق.

وترتفع احتمالات تسبب تلك الأنواع من العدوى الميكروبية بحالة الإنتان لدى المرضى المتقدمين في العمر، أو الأطفال الصغار جداً، أو الذين لديهم ضعف في قدرات جهاز المناعة، أو مرضى السكري، أو المُصابين بضعف الكلى المزمن، أو ضعف الكبد، أو مرض السدد المزمن في الرئتين، أو الذين هم مرضى في أقسام العناية المركزة، وجرى تثبيت أجهزة وقساطر وريدية أو أنابيب للتنفس.

أعراض خطيرة

ومن أهم الأعراض التي تظهر على الحالة الإكلينيكية للمريض، والتي يجدر التنبه لها عند «بدء» ملاحظة حصولها، هو انخفاض ضغط الدم الانقباضي (الرقم العالي) إلى أقل من 100 ملم زئبقي أو أقل، وأن يسجل معدل التنفس 22 نفساً في الدقيقة أو أكثر، مع تغيُر وتشوش في الحالة العقلية والذهنية لوعي المريض وإدراكه ما يدور حوله.

وتذكر المصادر الطبية أنه إذا لم يُتَنَبَّه لدلالات هذه الأعراض على الحالة الإكلينيكية للمريض، فإن من المحتمل جداً أن يتطور التدهور وصولاً إلى حالة «الصدمة الإنتانية»، التي من أهم علاماتها وأعراضها حدوث انخفاض حاد في ضغط الدم، ينتج عنه حدوث مشكلات شاذة جداً في طريقة عمل الخلايا وإنتاج الطاقة، ما يرفع من احتمالية الوفاة. كما تشير حينها تحاليل الدم إلى ارتفاع مستويات حمض اللاكتيك في الدم. وللتوضيح، ارتفاع مستويات حمض اللاكتيك بشكل كبير في الدم يعني أن مستوى عمل خلايا الجسم قد تدهور بشكل بالغ، لدرجة أنها لا تستخدم الأكسجين كما ينبغي.

ثم في مراحل متطورة من تدهور الحالة وتفاقم حالة الإنتان، يتدنى تدفق الدم إلى الدماغ والقلب والكليتين، والتي تعد الأعضاء الحيوية في الجسم. ووفق ما يقوله أطباء «مايو كلينيك»: «يتعافى معظم الأشخاص من الإنتان الخفيف، ولكن يبلغ معدل الوفيات بسبب الصدمة الإنتانية 40 بالمائة تقريبًا. وقد يسبب التعرض لنوبة إنتان حادة من زيادة فرص التعرض للعدوى في المستقبل». ويضيف أطباء «جونز هوبكنز»: «الإنتان الذي يتطور إلى صدمة إنتانية يصل معدل الوفيات فيه إلى 50 بالمائة، اعتمادًا على نوع الميكروب. الإنتان هو حالة طبية طارئة، ويحتاج إلى علاج طبي عاجل».

مسارات التعامل العلاجي لحالات إنتان الدم

المتابعة الإكلينيكية الدقيقة للمريض تُمكن الطاقم الطبي من ملاحظة أي تغيرات تطرأ عليه، خصوصاً المرضى المُصابين بالتهاب ميكروبي، والذين بدأ يلاحَظ عليهم انخفاض ضغط الدم، أو الحمى، أو زيادة معدل ضربات القلب، أو زيادة معدل التنفس، أو تدهور مستوى الوعي الذهني.

وحينها، وعند الاشتباه بحدوث تسمم في الدم، وتحسباً لمنع مزيد من التدهور في الحالة الصحية للمريض، تتخذ المعالجة مسارين يجري العمل بهما في الوقت نفسه.

المسار الأول يتجه نحو إجراء مجموعة متنوعة من التحاليل والاختبارات المختبرية التي تتحقق من البحث عن «وجود علامات العدوى الميكروبية»، وتُقيّم مدى حدوث «تلف في عمل الأعضاء».

ويقول أطباء «مايو كلينيك»: «نظراً لأن بعض أعراض الإنتان (مثل الحمى وصعوبة التنفس) يمكن رؤيتها غالباً في حالات أخرى، فقد يكون من الصعب تشخيص الإنتان في مراحله الأولية». ولذا عادة ما يطلب الأطباء اختبارات عدة لمحاولة تحديد العدوى الكامنة.

وفحوصات الدم، عبر أخذ عينات من الدم لتحليلها، تهدف إلى الكشف عن «دلائل العدوى»، كاضطرابات تعداد كريات الدم البيضاء مثلاً، والكشف عن مؤشرات مشكلات تجلط الدم، وتقييم أي اضطرابات في مؤشرات وظائف الكبد أو الكُلى، ومستويات غازات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم، ودرجة حموضة الدم. ومدى اختلال معدلات الصوديوم والبوتاسيوم وغيره من الكهارل.

يضاف إلى ذلك إجراء فحوصات مختبرية أخرى خصوصاً بمحاولة تحديد مصدر العدوى التي تعتمد على تحليل وزراعة عينات من البول والدم وإفرازات الجروح (إن وُجدت) وإفرازات الجهاز التنفسي.

كما تُجرى فحوصات تصوير بالأشعة السينية للصدر لتقييم الرئتين، والتصوير بالموجات فوق الصوتية أو المقطعية لمنطقة البطن لرؤية مناطق الالتهاب في الكبد أو البنكرياس أو أعضاء البطن الأخرى. وقد يكون التصوير بالرنين المغناطيسي مفيداً في الكشف عن التهابات الأنسجة الرخوة أو التهابات العظام.

وفي الوقت نفسه يتم في المسار العلاجي العمل بشكل مبكّر؛ لأن العلاج «المبكر والمكثف» في وحدة الرعاية المركزة يرفع بشكل كبير من احتمال التعافي، خصوصاً اتخاذ تدابير إنقاذ الحياة للمحافظة على استقرار التنفس ووظيفة القلب. وذلك بزيادة أكسجين هواء التنفس، والبدء بحقن السوائل من خلال الوريد بأسرع وقت ممكن، للحفاظ على ضغط الدم. وإذا ظل ضغط الدم منخفضًا جداً، حتى بعد إعطاء السوائل من خلال الوريد، فقد تُعطى أدوية تُسمى «رافعات التوتر الوعائي»، للمساعدة في زيادة مقدار ضغط الدم.

والأساس علاج المريض بالمضادات الحيوية بأسرع وقت ممكن. وتُستخدم عادةً المضادات الحيوية واسعة الطَّيف التي تكون فعالة ضد مجموعة متنوعة من البكتيريا، أولاً. وبعد معرفة نتائج فحوصات الدم، قد يلجأ الطبيب إلى مضاد حيوي مختلف، يستهدف محاربة البكتيريا التي تسبب العدوى على وجه التحديد.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)
TT

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم، لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين. وذكر أنه، مع التقدُّم في العمر، قد تصبح حالات، مثل الخرف أو مرض ألزهايمر، مصدر قلق أكبر، وهناك طرق لدعم صحة الدماغ، منها الحصول على قدر كافٍ من التمارين الرياضية والنوم والنظام الغذائي.

ولفت إلى بعض الأشخاص قد يلجأون للمكملات الغذائية لسد الفجوات الغذائية في نظامهم الغذائي وتعزيز صحتهم الإدراكية.

وفي حين يتم تسويق العديد من المكملات الغذائية لصحة الدماغ، حيث تلعب بعض العناصر الغذائية دوراً في الوظيفة الإدراكية، فإن الأدلة التي تدعم استخدام وفعالية المكملات الغذائية لصحة الدماغ لا تزال محدودة. وقدَّم الموقع مجموعة من المكملات الغذائية وصفها بأنها الأفضل لدعم صحة الدماغ:

1. أشواغاندا:

هي عشبة شائعة في الطب التقليدي قد تفيد في علاج العديد من الحالات المرتبطة بالدماغ، بما في ذلك القلق والأرق والتوتر والشيخوخة. ووجدت إحدى الدراسات التي أُجريَت على أشخاص تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عاماً أن تناول 600 ملليغرام من أشواغاندا يومياً لمدة 12 أسبوعاً أدى إلى تحسين الصحة العامة وجودة النوم واليقظة العقلية مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوها. ووفقاً للموقع، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم فوائد أشواغاندا للدماغ.

2. فيتامينات «ب»

فيتامينات مثل «ب6» (بيريدوكسين)، و«ب9» (حمض الفوليك)، و«ب12» (كوبالامين) هي فيتامينات أساسية تلعب دوراً في العديد من الوظائف في الجسم والدماغ. وتم ربط مشاكل الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة ومهارات التفكير العامة، بانخفاض مستويات فيتامين «ب»، خصوصاً فيتامين «ب12». ووجد الباحثون أيضاً علاقة بين مستويات فيتامين «ب» والخرف ومرض ألزهايمر، وخلصت إحدى الدراسات إلى أن انخفاض مستويات فيتامين «ب12»، وارتفاع مستويات فيتامين «ب9» مرتبطان بارتفاع خطر ضعف الإدراك. ومع ذلك، لم تجد دراسات أخرى نتائج مماثلة، ولم تتمكن من استنتاج أن مستويات فيتامين «ب» تؤثر على صحة الدماغ. وهناك حاجة إلى دراسات إضافية لفهم دور فيتامينات «ب» في صحة الدماغ. ويمكن تناول فيتامينات «ب»، من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية، والحد الأقصى الموصى به لفيتامين «ب6» 100 ملليغرام يومياً؛ بالنسبة لفيتامين «ب9»، الحد الأقصى هو 1000 ميكروغرام يومياً.

الدراسات السابقة قالت إن المكملات تدعم صحة الدماغ والقلب (رويترز)

3- الكافيين

منبه يوقظك ويعزز الطاقة، ويبدو أن تناوله يحسن القدرة الإدراكية واليقظة العقلية طوال اليوم، ولا يؤثر على الأداء العقلي أو الدقة، ومن المحتمل ألا تكون له فوائد طويلة الأمد لصحة الدماغ. ويمكن تناول الكافيين في المشروبات، مثل القهوة والشاي، ولكن الكافيين متوفر أيضاً في شكل مسحوق أو أقراص. وتتراوح الجرعات غالباً من 50 إلى 260 ملليغراماً يومياً وبالمقارنة، يوفر كوب واحد من القهوة عادة 95 إلى 200 ملليغرام من الكافيين.

4- الكولين

عنصر غذائي يساعد دماغك على إنتاج الأستيل كولين، وهو ناقل عصبي ضروري لإشارات الخلايا والذاكرة والمزاج والإدراك. وقامت إحدى الدراسات بتقييم تناول الكولين من خلال النظام الغذائي والمكملات الغذائية والوظيفة الإدراكية لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً في الولايات المتحدة. ووجد الباحثون أن تناول 188 - 399 ملليغراماً من الكولين يومياً يقلل من خطر انخفاض الوظيفة الإدراكية بنحو 50 في المائة مقارنةً بتناول أقل من 188 ملليغراماً. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين تناول الكولين والوظيفة الإدراكية. وتبلغ مستويات الكمية الكافية اليومية من الكولين لدى البالغين 550 ملليغراماً لدى الذكور والمرضعات، و425 ملليغراماً لدى الإناث، و450 ملليغراماً لدى الحوامل.

والحد الأقصى المسموح به للكولين لدى البالغين هو 3500 ملليغرام. ويوصى بهذه المستويات بناءً على خطر تلف الكبد وانخفاض ضغط الدم ورائحة الجسم السمكية التي تظهر مع مستويات تناول أعلى. ويحتوي البيض واللحوم والدجاج ومنتجات الألبان بشكل طبيعي على الكولين، وتتوفر أيضاً مكملات غذائية، تتراوح عادة من 10 إلى 250 ملليغراماً.

5- الكرياتين

هو حمض أميني يوجد بشكل طبيعي في أنسجة العضلات والدماغ، وهو مهم للطاقة والوظائف الخلوية. وغالباً ما يُستخدم الكرياتين كمكمل للمساعدة في بناء العضلات الهيكلية. تشير الأبحاث الحديثة إلى أنه قد يحسن أيضاً صحة الدماغ. ووجدت مراجعة للدراسات أن مكملات الكرياتين أثبتت أنها تعمل على تحسين الذاكرة والإدراك والاكتئاب، فضلاً عن وظائف الدماغ بعد الارتجاج أو الإصابة. هناك فائدة محدودة تُرى في الأمراض التي تؤثر على الدماغ، مثل مرض باركنسون أو التصلُّب المتعدد. والجرعة الأكثر استخداماً من الكرياتين في الدراسات هي 20 غراماً يومياً لمدة 5 - 7 أيام، تليها 2.25 - 10 غرام يومياً لمدة تصل إلى 16 أسبوعاً.

6- بيلوبا

مكمل شائع نشأ في الطب الصيني التقليدي، وقد وجدت دراسات أن مستخلص أوراق الجنكة قد يحسن الذاكرة والدماغ.

دماغ (رويترز)

7. المغنيسيوم

معدن أساسي موجود في الأطعمة والمكملات الغذائية، ويلعب دوراً في صحة الدماغ، ويساعد في نقل الإشارات عبر الأعصاب والدماغ. وتشير بعض الأدلة إلى أن انخفاض مستويات المغنيسيوم يرتبط بالتهاب الدماغ وارتفاع خطر الإصابة بضعف الإدراك والأمراض العصبية. وهناك تقارير متضاربة حول ما إذا كان تناول المغنيسيوم بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر مرتبطاً بتحسين الوظيفة الإدراكية. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيف يمكن للمغنيسيوم أن يفيد صحة الدماغ. ويمكن العثور على المغنيسيوم بشكل طبيعي في الأطعمة، مثل الخضراوات الورقية الخضراء والحبوب الكاملة والمكملات الغذائية متوفرة أيضاً. وتتراوح الكمية اليومية الموصى بها من المغنيسيوم للبالغين من 310 إلى 420 ملليغراماً بناءً على العمر والجنس وما إذا كنت حاملاً أو مرضعة، والحد الأقصى لمكملات المغنيسيوم للبالغين هو 350 ملليغراماً.

النظام الغذائي المتوازن هو الأفضل لصحة الدماغ (أ.ف.ب)

8. أحماض «أوميغا 3» الدهنية

تلعب أحماض «أوميغا 3» الدهنية دوراً في العديد من وظائف الجسم التي تدعم صحة الدماغ، فعلى سبيل المثال، تساعد الأحماض الدهنية في بناء الخلايا ولها خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة.

وتشير الدراسات إلى أن دمج أحماض «أوميغا 3» الدهنية في نظامك الغذائي أو روتين المكملات الغذائية قد يساعد في صحة الدماغ، بما في ذلك الحالة المزاجية والذاكرة. وارتبطت الأنظمة الغذائية الغنية بأحماض «أوميغا 3» الدهنية بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وضعف الإدراك. وتحتوي الأسماك الدهنية (مثل السلمون) وفول الصويا والمكسرات على أحماض «أوميغا 3» الدهنية، ويتوفر أيضاً مكملاً غذائياً، وغالباً ما يكون في شكل كبسولات.

9- البروبيوتيك والبريبايوتيك

يتواصل الجهاز الهضمي والدماغ لمراقبة وظائف الجسم، بما في ذلك الجوع وحركة محتويات الطعام عبر الجهاز الهضمي. يعتقد الباحثون أن الأمعاء الصحية تساعد في تعزيز وظائف المخ الصحية.

تساعد البروبيوتيك والبريبايوتيك في تنظيم محور الأمعاء والدماغ عن طريق تقليل الالتهاب وزيادة كمية البكتيريا المفيدة في الجسم.

قد تمنع البروبيوتيك والبريبايوتيك المشكلات المعرفية الخفيفة أو تعكسها. ووجدت العديد من الدراسات أن كلا المكملين يمكن أن يحسن الوظيفة الإدراكية والمزاج. وتحدث هذه النتائج بشكل أقل شيوعاً لدى كبار السن الأصحاء والنشطين جسدياً والأفراد الأصغر سناً الذين لا يعانون من حالات صحية.

10- الثيانين

حمض أميني طبيعي موجود في الشاي قد يحسِّن الأداء العقلي، خصوصاً عند دمجه مع الكافيين، ويحتوي الشاي الأخضر بشكل طبيعي على الثيانين والكافيين. ووجدت دراسة أن جرعة واحدة من الثيانين بمقدار 100 ملليغرام تعمل على تحسين الانتباه ومع ذلك، عندما تم إعطاء المشاركين 200 ملليغرام من الثيانين يومياً لمدة أربعة أسابيع، لم يُلاحظ أي تحسن في الذاكرة أو سرعة الحركة أو اتخاذ القرار أو المهارات اللفظية. وتأثيرات الثيانين على التدهور المعرفي المرتبط بالعمر والانتباه ومرض ألزهايمر ليست واضحة، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات. وجد بعض الباحثين أن تناول الثيانين والكافيين معاً يحسن اليقظة والدقة، ولكنه لا يحسِّن وقت رد الفعل. ومن غير الواضح ما إذا كان الثيانين أو الكافيين يسبِّب هذا التحسن. ويعتبر الثيانين آمناً بجرعات تصل إلى 900 ملليغرام يومياً لمدة 8 أسابيع، يمكن العثور عليه في الشاي أو الأقراص أو المسحوق.

11- فيتامين «د»

هو فيتامين أساسي مهم لصحة العظام والعضلات والأعصاب، وقد يلعب أيضاً دوراً كبيراً في صحة الدماغ. وربطت العديد من الدراسات بين انخفاض مستويات فيتامين «د» وارتفاع خطر الإصابة بالتدهور المعرفي والخرف. وقامت إحدى الدراسات بتقييم مستويات فيتامين «د» في أدمغة الأشخاص بعد وفاتهم. وارتبطت المستويات الأعلى في الدماغ بانخفاض احتمالات الإصابة بالخرف أو ضعف الإدراك بنسبة 25 – 33 في المائة. وخلص الباحثون إلى أن تركيزات فيتامين «د» الأعلى في الدماغ كانت مرتبطة بصحة الدماغ والوظيفة الإدراكية الأفضل. ويمكنك الحصول على فيتامين «د» من التعرض المباشر لأشعة الشمس أو من خلال بعض الأطعمة، مثل الأسماك الدهنية، مثل السلمون والفطر والحليب. وللحصول على تناول فيتامين «د» بشكل ثابت، يمكنك تناول كبسولة أو مسحوق أو مكمل سائل. والجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين «د» هي 15 ميكروغراماً، للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و70 عاماً، بما في ذلك الأشخاص الحوامل أو المرضعات. ويجب أن يحصل الأشخاص فوق سن 70 عاماً على 20 ميكروغراماً.