دراسة: فقدان الوزن السريع يعكس أمراض الكبد الحادة

دراسة: فقدان الوزن السريع يعكس أمراض الكبد الحادة
TT

دراسة: فقدان الوزن السريع يعكس أمراض الكبد الحادة

دراسة: فقدان الوزن السريع يعكس أمراض الكبد الحادة

يعاني حوالى 2 في المائة من البالغين بجميع أنحاء العالم من حالة تسمى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (ناش)؛ وهو شكل متقدم من مرض الكبد الدهني غير الكحولي.

يحدث هذا عندما تتراكم الدهون في الكبد مسببة الالتهاب والتندب.

وبدون علاج هذه الحالة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تليف الكبد. كما يمكن أن تزيد أيضًا من خطر الإصابة بحالات صحية خطيرة أخرى، مثل أمراض القلب.

لا يوجد حاليا دواء لعلاج ناش. ونظرًا لأن الدهون الزائدة في الكبد هي التي تسبب الالتهاب والتندب الذي يميز الحالة، فإن العلاج الأساسي الحالي للمرضى هو فقدان الوزن.

ومع ذلك، فإن نوع فقدان الوزن الذي يستطيع معظم الناس تحقيقه بمفردهم هو متواضع وغير كافٍ لتخفيضات كبيرة في دهون الكبد وتغيير الالتهاب والتندب.

لكن دراسة جديدة أظهرت أن فقدان الوزن السريع الذي يتم تحقيقه من خلال نظام «الحساء والمخفوق»؛ الذي يشيع استخدامه لعلاج السمنة ومرض السكري من النوع 2 ، قد يكون قادرًا على تقليل شدة مرض ناش.

ولإجراء الدراسة، قام الباحثون بتوظيف 16 مشاركًا يعانون من السمنة وناش وندبات الكبد المتوسطة إلى المتقدمة؛ خمسة من المشاركين كانوا من الإناث و 11 من الذكور. وكان معظم المشاركين من البيض. وقد شارك جميع المشاركين في برنامج إنقاص الوزن «الحساء والمخفوقات»؛ حيث استبدلوا وجباتهم المعتادة بشوربات مُعدّة خصيصًا ومخفوقات وألواح لمدة 12 أسبوعًا. فكانوا يستهلكون أربعة منتجات من اختيارهم يوميًا، ما وفر لهم حوالى 880 سعرة حرارية وجميع الفيتامينات والمعادن الأساسية. وبعد فترة الـ 12 أسبوعًا الأولى، بدأوا تدريجياً بإعادة إدخال الطعام المنتظم إلى نظامهم الغذائي على مدار الـ 12 أسبوعًا التالية. كما تم إعطاؤهم دعمًا منتظمًا من اختصاصي تغذية لإبقائهم على المسار الصحيح وتحفيزهم طوال فترة الدراسة التي استمرت 24 أسبوعًا.

وفي بداية الدراسة، تم وزن المشاركين وقياس ضغط الدم وإجراء فحوصات الدم وفحصين لقياس صحة الكبد. وقد قدرت هذه الفحوصات مدى تقدم التهاب الكبد والتندب وكمية الدهون في الكبد. كما تم تكرار هذه الاختبارات أيضًا في الأسبوعين 12 و 24؛ مع إجراء فحص دم إضافي في غضون أربعة أسابيع. إذ أكمل أربعة عشر من المشاركين الدراسة لمدة 24 أسبوعًا. ففقد المشاركون 15 % في المتوسط من وزن أجسامهم، ما يدل على أنهم ملتزمون إلى حد كبير ببرنامج إنقاص الوزن. كما أظهرت الدراسة أيضًا أن فقدان الوزن السريع كان آمنًا للمشاركين، وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي عن موقع «The Conversation» العلمي المرموق.

وفي هذا الاطار، لم يُنصح بهذا النوع من برامج النظام الغذائي لمرضى ناش في الماضي بسبب مخاوف بشأن مدى سلامته. وكانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا التي عانى منها المرضى هي الإمساك؛ لكن هذا كان مؤقتًا وعادة ما يكون خفيفًا فقط. وقد أظهرت عمليات المسح أيضًا أن معظم المشاركين لديهم تحسن كبير في دهون الكبد وعلامات التهاب الكبد وتندبه. وهذه من أكبر التحسينات بعلاج مرض الكبد التي تم الإبلاغ عنها في البحث حتى الآن؛ حيث تقترب من مستوى التحسن الملحوظ مع فقدان الوزن بعد جراحة علاج البدانة؛ حيث لم يظهر أي دواء تمت تجربته مثل هذا التحسن الكبير.

وفي حين أنه من المحتمل حدوث بعض استعادة للوزن، إذا كان المشاركون قادرين على الحفاظ على ما لا يقل عن معظم فقدان الوزن بعد انتهاء الدراسة، فقد يؤدي ذلك إلى عكس مسار مرض الكبد لديهم.

علاوة على ذلك، تحسّن ضغط الدم الانقباضي والهيموغلوبين A1C (علامة للتحكم بنسبة السكر في الدم) بشكل ملحوظ لدى المشاركين الذين عانوا من ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع 2 في بداية الدراسة. وقد يشير هذا إلى أنه يمكن استخدام البرنامج لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وهو السبب الأكثر شيوعًا للوفاة لدى الأشخاص المصابين بمرض ناش.

ونظرًا لأن النتائج مأخوذة من دراسة صغيرة فقط، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاختبار هذا البرنامج في تجربة أكبر مع مشاركين أكثر تنوعًا ومجموعة تحكم.

سيكون من المثير للاهتمام أيضًا معرفة ما إذا كان هذا البرنامج مفيدًا للمرضى الذين يعانون من أشكال أكثر تقدمًا من أمراض الكبد مثل تليف الكبد، وفق باحثي الدراسة؛ الذين يرجحون أنه «من الواعد أن نرى من دراستنا أن النظام الغذائي يبدو آمنًا للأشخاص الذين يعانون من ناش وفعال في تحسين صحة الكبد».


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

باحثون يكتشفون «نقطة ساخنة» للشيخوخة في الدماغ

تصوير مقطعي لمخ مريض مصاب بألزهايمر (أرشيفية - رويترز)
تصوير مقطعي لمخ مريض مصاب بألزهايمر (أرشيفية - رويترز)
TT

باحثون يكتشفون «نقطة ساخنة» للشيخوخة في الدماغ

تصوير مقطعي لمخ مريض مصاب بألزهايمر (أرشيفية - رويترز)
تصوير مقطعي لمخ مريض مصاب بألزهايمر (أرشيفية - رويترز)

يلعب الدماغ دوراً كبيراً في عملية الشيخوخة، ويعتقد العلماء أنهم حددوا الخلايا التي تتحكم فيها. في دراسة أجريت على الفئران، حدد الباحثون في معهد ألين خلايا معينة أظهرت «تغيرات كبيرة» مع تقدم العمر، وخاصة في «نقطة ساخنة» محددة، وفقاً لبيان صحافي أوردته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

وتم اختيار الفئران لأن أدمغتها تشترك في «العديد من أوجه التشابه» مع أدمغة البشر. كما تشير الدراسة إلى أن الأصدقاء والعائلة قد يحمون من النوبات القلبية والسكتات الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني.

وفي هذا الصدد، قال هونغكوي زينغ، المؤلف المشارك في الدراسة ومدير معهد ألين لعلوم الدماغ في سياتل، لشبكة «فوكس نيوز»: «يتكون دماغنا من آلاف الأنواع من الخلايا، والتي تؤدي وظائف مختلفة. تُظهر دراستنا أن أنواع الخلايا المختلفة معرضة بشكل مختلف لعملية الشيخوخة». وتم نشر البحث، الممول من المعاهد الوطنية للصحة، في مجلة «ناتشر».

واستخدم الباحثون أدوات تسلسل الحمض النووي الريبي ورسم خرائط الدماغ لتحليل أكثر من 1.2 مليون خلية دماغية من الفئران الصغيرة (يبلغ عمرها شهرين) والفئران الأكبر سناً (18 شهراً).

وأشار الباحثون إلى أن الفئران التي يبلغ عمرها 18 شهراً تعادل تقريباً «إنساناً في منتصف العمر المتأخر». وقال زينغ إن الباحثين قاموا بتقسيم الخلايا إلى 847 نوعاً مختلفاً وحددوا أيضاً ما يقرب من 2500 جين تغيرت مع تقدم العمر.

وأظهرت الخلايا المرتبطة بالشيخوخة زيادة في الالتهاب وانخفاضاً في «الوظيفة العصبية». وأوضح زينغ بالتفصيل: «تشير التغييرات في هذه الجينات إلى تدهور البنية العصبية ووظيفتها في العديد من أنواع الخلايا العصبية والدبقية، فضلاً عن زيادة الاستجابة المناعية والالتهاب في أنواع الخلايا المناعية والأوعية الدموية في الدماغ».

وأشار الباحثون إلى أن الخلايا التي شهدت أكبر التغيرات كانت تلك الموجودة في منطقة ما تحت المهاد، وهو الجزء من الدماغ المرتبط بتناول الطعام وتوازن الطاقة والتمثيل الغذائي. وأضاف زينغ إلى أن هذا يشير إلى أن هذه المنطقة هي «نقطة ساخنة للشيخوخة»، وأنه قد يكون هناك ارتباط بين النظام الغذائي وعوامل نمط الحياة وشيخوخة الدماغ وخطر الاضطرابات المعرفية المرتبطة بالعمر.

وأضاف أن «نتائج الدراسة تعزز فكرة أن الحفاظ على نمط حياة صحي، وتعزيز حالة التمثيل الغذائي الصحي، وتقليل الالتهاب في الجسم والدماغ يمكن أن يبطئ أو يؤخر عملية الشيخوخة ويقلل من مخاطر الإصابة بأمراض الدماغ المرتبطة بالشيخوخة».

ويأمل الباحثون أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى علاجات جديدة مرتبطة بالعمر لتحسين وظيفة هذه الخلايا والمساعدة في منع الأمراض العصبية التنكسية.

وأشار زينغ إلى أن «الشيخوخة هي عامل الخطر الأكثر أهمية للعديد من أمراض الدماغ». وتابع: «تقدم دراستنا خريطة جينية مفصلة للغاية لأنواع خلايا الدماغ التي قد تتأثر بالشيخوخة بشكل أكبر، وتقترح أهدافاً جديدة للجينات والخلايا لتطوير علاجات جديدة لأمراض الدماغ المرتبطة بالشيخوخة».