إنتاج خلية مناعية في الرئة يمهد لإنتاج أدوية جديدة

أحد أعضاء الفريق البحثي يستخدم «الكوكتيل السحري» لإنتاج الخلايا (معهد تكساس لبحوث الطب الحيوي)
أحد أعضاء الفريق البحثي يستخدم «الكوكتيل السحري» لإنتاج الخلايا (معهد تكساس لبحوث الطب الحيوي)
TT

إنتاج خلية مناعية في الرئة يمهد لإنتاج أدوية جديدة

أحد أعضاء الفريق البحثي يستخدم «الكوكتيل السحري» لإنتاج الخلايا (معهد تكساس لبحوث الطب الحيوي)
أحد أعضاء الفريق البحثي يستخدم «الكوكتيل السحري» لإنتاج الخلايا (معهد تكساس لبحوث الطب الحيوي)

نجح باحثون من معهد تكساس لبحوث الطب الحيوي بأميركا، في إنتاج أهم خلية مناعية بالرئة، وهي «الضامة السنخية» في المختبر، وتم الإعلان عن ذلك، الاثنين، في دورية «إمبيو» (mBio)، مما يمهد لإنتاج أدوية جديدة لبعض الأمراض التنفسية.

و«الضامة السنخية» أو ما يطلق عليها «البلاعم السنخية»، هي «باك مان» للجهاز المناعي؛ حيث تلتهم المخلفات في جميع أنحاء أنسجة الجسم، وتعيش على وجه التحديد في بطانة الأكياس الهوائية في الرئة؛ حيث يحدث تبادل الهواء، وعادة ما تكون الخلايا المناعية الأولى التي تواجه مسببات الأمراض التي تدخل الرئتين العميقة، مثل «كورونا المستجد»، أو البكتيريا المسببة لمرض السل.

ويقول لاري شليزنغر، الباحث الرئيسي في الدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمعهد تكساس لبحوث الطب الحيوي، بالتزامن مع نشر الدراسة: «من الأهمية بمكان دراسة الخلايا الخاصة بالأنسجة لفهم آليات الصحة والمرض بشكل أفضل، وفحص العلاجات الجديدة المحتملة، وسيوفر إنجازنا الجديد إمكانية لذلك».

وكانت دراسة «الضامة البشرية السنخية» صعبة؛ لأنها تعيش في أعماق الرئتين، ويصعب الوصول إليها، وعادة ما يتم جمعها من خلال عمليات غسل الرئة التي تستغرق وقتاً طويلاً وتكاليف باهظة الثمن، وتتضمن استخدام منظار القصبات للتنقل عبر الحلق وفي المجاري الهوائية لجمع عينات السوائل.

غير أن فكرتنا الجديدة تبدأ بسحب دم بسيط، ويتم عزل خلايا الدم البيضاء ووضعها في جرار «تفلون» مع مكونات زراعة الخلايا المتخصصة، وتضاف مادة تساعد على تقليل التوتر السطحي لسائل مذاب، مع 3 بروتينات مختلفة للسيتوكين المناعي، والتي توجد عادة في سائل البطانة السنخية.

وتقول سوزانتا باهاري، وهي باحثة ما بعد الدكتوراه في معهد تكساس لبحوث الطب الحيوي، والباحثة المشاركة في الدراسة: «نسمي هذه الخلطة (الكوكتيل السحري)، فنحن نحاكي البيئة السنخية في زراعة الخلايا، وهذا يجعل الخلايا تعتقد أنها في الرئتين».

وفي غضون 6 أيام، تتمايز الخلايا أو تتحول إلى خلايا تشبه البلاعم السنخية، وتتشابه الخلايا المولدة وراثياً بنسبة 94 في المائة مع الخلايا البلعمية السنخية البشرية التي تم جمعها من غسولات الرئة.

وتوضح باهاري أن هذا النموذج يمكن استخدامه بسهولة للتحقيق في مرض السل و«كوفيد- 19»؛ حيث تمتص الخلايا مسببات الأمراض بسهولة.


مقالات ذات صلة

لاصقة جلدية تساعد على علاج السكري

يوميات الشرق اللاصقة توفر نهجاً أكثر دقة في تنظيم السكر (المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا)

لاصقة جلدية تساعد على علاج السكري

طوّر باحثون في المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا لاصقة تُوضع على الجلد للمساعدة في تنظيم نسبة السكر بالدم وزيادة إفراز الإنسولين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك زيادة دهون البطن في منتصف العمر تؤثر بشكل كبير على الوظيفة الإدراكية (أ.ب)

كيف تؤثر دهون البطن على صحة الدماغ؟

هناك أدلة متزايدة على أن زيادة دهون البطن، في منتصف العمر، تؤثر بشكل كبير على الوظيفة الإدراكية واحتمال الإصابة بأمراض التنكس العصبي على المدى الطويل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تُطهى البطاطس المقلية في زيوت نباتية «مسببة للالتهابات» (رويترز)

من أجل صحة قلبك... تخلص من 3 أطعمة في نظامك الغذائي

ينصح أطباء القلب بالتخلص من بعض الأطعمة التي تضر بصحة قلبك بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك التأمل يؤثر على مناطق رئيسية بالدماغ مسؤولة عن التنظيم العاطفي والذاكرة (أ.ف.ب)

حيلة تُمكنك من تغيير الموجات الدماغية المرتبطة بالاكتئاب والقلق

أكدت دراسة جديدة أن هناك حيلة مميزة يمكن أن تساعد في تغيير الموجات الدماغية المرتبطة بالاكتئاب والقلق؛ وهي التأمل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يعاني كثير من الأطفال حول العالم حساسية الطعام (أ.ب)

8 علامات قد تشير إلى إصابة طفلك بحساسية الطعام

يعاني كثير من الأطفال حول العالم من حساسية الطعام، إلا أن بعضهم قد لا يكتشف ذلك قبل تعرضه لأزمة مفاجئة نتيجة لهذا الأمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أول دواء يقلل خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية

عقار سوتاغليفلوزين يمكن أن يقلل أيضًا بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية (رويترز)
عقار سوتاغليفلوزين يمكن أن يقلل أيضًا بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية (رويترز)
TT

أول دواء يقلل خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية

عقار سوتاغليفلوزين يمكن أن يقلل أيضًا بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية (رويترز)
عقار سوتاغليفلوزين يمكن أن يقلل أيضًا بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية (رويترز)

أشارت دراسة جديدة إلى أن عقار سوتاغليفلوزين، الذي تمت الموافقة عليه مؤخراً لعلاج مرض السكري من النوع الثاني وأمراض الكلى، يمكن أن يقلِّل أيضاً بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ويقول الخبراء إن عقار سوتاغليفلوزين، المعروف تجارياً باسم «Inpefa» هو أول دواء من نوعه يقدم هذه الفوائد الفريدة للقلب والأوعية الدموية، مما يمهِّد الطريق لاستخدام أوسع للدواء، بحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.

ويعتبر سوتاغليفلوزين مثبطاً لناقلات الصوديوم والغلوكوز (SGLT)؛ فهو يعوق عمل بروتينين مسؤولين عن نقل الغلوكوز والصوديوم عبر الأغشية الخلوية، هما SGLT1 وSGLT2.، مما يساعد في التحكُّم بمستويات السكر في الدم.

وأشار الباحثون في الدراسة التي نشرت في «مجلة لانسيت للسكري والغدد الصماء» إلى أن «سوتاغليفلوزين» هو أول مثبط لـSGLT يساعد في تقليل فرص حدوث سكتة دماغية واحتشاء في عضلة القلب؛ فقد أثبتت دراستنا أن فوائد الدواء في هذا الشأن فريدة من نوعها.

وشملت الدراسة أكثر من 10 آلاف مريض يعانون من أمراض الكلى المزمنة ومرض السكري من النوع الثاني وعوامل خطر قلبية وعائية.

وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، الأولى تناولت سوتاغليفلوزين، في حين تناولت الأخرى دواء وهمياً. وتمت متابعتهم لمدة 16 شهراً في المتوسط.

وقد شهد أولئك الذين تناولوا سوتاغليفلوزين انخفاضاً بنسبة 23 في المائة في النوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً بالمجموعة التي تناولت الدواء الوهمي.

وقال الدكتور ديباك إل بات، مدير مستشفى ماونت سيناي فوستر للقلب، الذي قاد فريق الدراسة، في بيان: «أظهرت هذه النتائج آلية عمل جديدة لتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وهي الحصار المشترك لمستقبلات SGLT1 الموجودة في الكلى والأمعاء والقلب والدماغ (ومستقبلات SGLT2) الموجودة في الكلى، باستخدام هذا الدواء».

ويرتبط مرض السكري وأمراض الكلى المزمنة وأمراض القلب ارتباطاً وثيقاً، وفقاً لـ«المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها».

وبمرور الوقت، يمكن أن تؤدي مستويات السكر المرتفعة في الدم إلى إتلاف الكلى، مما يضعف قدرتها على تصفية الدم؛ الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بمرض الكلى المزمن.

ومع كفاح الكلى للعمل، فإنها تضع ضغطاً إضافياً على القلب، مما يجبره على العمل بجهد أكبر لضخ الدم. ويمكن أن يؤدي هذا العبء المتزايد إلى أمراض القلب.

كما أن الجمع بين مرض السكري وأمراض الكلى يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؛ حيث يمكن أن تؤدي كلتا الحالتين إلى إتلاف الأوعية الدموية.