التطعيم باللقاحات ينقذ ملايين الأرواح

أهمية التوعية به في «أسبوع التحصين العالمي»

التطعيم باللقاحات ينقذ ملايين الأرواح
TT

التطعيم باللقاحات ينقذ ملايين الأرواح

التطعيم باللقاحات ينقذ ملايين الأرواح

ينقذ التحصينُ ملايين الأرواح كل عام، ويعد أحد أكثر التدخلات الصحية نجاحاً في العالم؛ ومع ذلك لا يزال هناك ما يقرب من 20 مليون طفل في العالم، اليوم، لا يحصلون على اللقاحات التي يحتاجونها، ويفقد كثير منهم اللقاحات الحيوية خلال فترة المراهقة والبلوغ والشيخوخة، وفقاً لوزارة الصحة السعودية.

أسبوع التحصين العالمي

تحتفل منظمة الصحة العالمية سنوياً، مع كل دول العالم، بـ«أسبوع التحصين العالمي»، بهدف تسليط الضوء على العمل الجماعي اللازم لحماية الناس من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. وتحمل حملة هذا العام 2023 شعار «الاستدراك الكبير» (The Big Catch-Up)، حيث تعمل المنظمة مع شركائها لتسريع التقدم في البلدان للعودة إلى المسار الصحيح، لضمان حماية مزيد من الناس، لا سيما الأطفال، من الأمراض التي يمكن الوقاية منها (WHO).

وبهذه المناسبة، أقامت الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع بالمملكة العربية السعودية، بالتعاون مع شركة «فايزر» السعودية، وبتنظيم من «ملتقى الخبرات»، مؤتمراً صحافياً سلطت الضوء فيه على أهمية التطعيمات ودورها في الوقاية من كثير من الأمراض الخطيرة في مختلف الفئات العمرية. وأكد رئيس المؤتمر الدكتور هاني الهاشمي، استشاري الطب الباطني وأمراض الدم والأورام وزراعة الخلايا الجذعية، المدير الطبي لشركة «فايزر» السعودية على التوصيات العالمية للتطعيمات ودورها الأساسي في الحماية من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.

وقد اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن عام 2023 فرصة عالمية لتعويض التقدم المفقود في التحصين الأساسي. ودعت الأفراد إلى تلقِّي التطعيم باللقاحات الأساسية، كما دعت الحكومات إلى إعادة تأكيد التزامها بالوصول إلى الأطفال الذين فاتهم التطعيم، والذين لم يحصلوا على جرعات كافية، على نحو مستدام ومنهجي، وذلك من خلال اعتماد السياسات الضرورية والاستفادة من الموارد، فهناك حاجة ماسة للوصول إلى ملايين الأطفال الذين فاتتهم اللقاحات، واستعادة تغطية التحصين الأساسي إلى مستويات 2019 على الأقل، وتعزيز الرعاية الصحية الأولية لتقديم التحصين، وبناء حماية دائمة في البلدان والمجتمعات، وحماية مزيد من الأطفال والبالغين - ومجتمعاتهم - مما يتيح لهم العيش حياة أكثر سعادة وبصحة عالية الجودة.

التطعيم وقاية

في حديثها إلى ملحق «صحتك»، أشارت الدكتورة فخر بنت زهير الأيوبي، استشارية صيدلية في جامعة الملك سعود بالرياض وإحدى المتحدثات في المؤتمر، إلى أن التطعيم يمنع 2.5 مليون حالة وفاة كل عام، وإذا تمتعت اللقاحات بقوة تحصين بنسبة 100 في المائة وفاعلية 100 في المائة، فإنه يمكن وقاية وفاة واحدة من بين 7 وفيات بين الأطفال الصغار، معظمهم في البلدان النامية، ما يجعل هذه القضية قضية صحية عالمية مهمة.

وأضافت أن منظمة الصحة العالمية اعتبرت 4 أمراض مسؤولة عن 98 في المائة من الوفيات التي يمكن الوقاية منها باللقاحات؛ وهي: الحصبة، والمستدمية النزلية، والسعال الديكي، والكزاز. ومن المعروف أن كل بلد له توصياته الخاصة بالتطعيم استناداً إلى الأمراض الشائعة في منطقته وأولويات الرعاية الصحية، ومرض قابل للوقاية باللقاحات غير شائع في بلد ما، فمن غير المرجح أن يحصل سكان ذلك البلد على لقاح ضده. فمثلاً، لا يحصل سكان كندا والولايات المتحدة بشكل روتيني على لقاحات ضد الحمى الصفراء، مما يجعلهم عرضة للإصابة بها عند السفر إلى المناطق (المتوطنة) التي يشيع فيها خطر الإصابة بهذا المرض.

ويكمن الفرق بين التحصين واللقاح، أن التحصينات حجر الأساس للصحة العامة، وهي وسيلة تتم بواسطتها حماية الشخص من الإصابة بالأمراض المعدية. أما اللقاحات، فهي مستحضرات بيولوجية، ووسيلة سهلة وذكية لتوليد استجابة مناعية في الجسم، دون أن تسبب المرض، وهي آمنة، حيث إنها تخضع لاختبارات السلامة قبل الموافقة عليها، وتتم مراقبة نتائجها باستمرار، وتحتوي على بكتيريا أو فيروسات ميتة أو ضعيفة (بحيث لا تملك القدرة على إحداث المرض)، ويتم إعطاؤها للشخص لتعمل على تحفيز الجهاز المناعي في الجسم للتعرف عليها، وإنتاج أجسام مضادة تتعرف على الميكروب بشكل مبكر، وبالتالي تقوم بمحاربته إذا دخل الجسم مرة أخرى لمنع المرض.

عمل اللقاحات

• كيف تعمل اللقاحات؟ العامل الممرض هو جرثومة أو فيروس أو طفيلي أو فطر يمكن أن يسبب المرض داخل الجسم، ويتكون من عدة أجزاء فرعية، عادة ما تكون مرتبطة تحديداً بذلك العامل الممرض وبالمرض الذي يسببه. ويسمى الجزء الفرعي من العامل الممرض الذي يتسبّب في تكوين الأجسام المضادة (الأضداد) المستضد.

تشكل الأضداد التي تُنتَج استجابةً لمستضد العامل الممرض جزءاً مهماً من الجهاز المناعي. وتعد الأضداد بمثابة جنود في النظام الدفاعي للجسم. ويُدرَّب كل ضدّ أو جندي في نظامنا على التعرف على مستضد معين. وعندما يتعرض جسم الإنسان للمستضد لأول مرة، فإن استجابة الجهاز المناعي لذلك المستضد وإنتاجه لأضداد خاصة به يستغرقان بعض الوقت.

وفي الأثناء، يكون الشخص عرضة للإصابة بالمرض. إذا تعرض الشخص للعامل الممرض الخطير في المستقبل، فإن جهازه المناعي سيكون قادراً على التصدي له فوراً، وبالتالي سيحمي الشخص من المرض.

تعمل الأضداد الخاصة بالمستضد، بمجرد إنتاجها، مع بقية عناصر الجهاز المناعي على تدمير العامل الممرض ووقف المرض. وبشكل عام، فإن أضداد عامل ممرض معين لا تحمي من عامل ممرض آخر إلا إذا كان العاملان الممرضان متشابهين تماماً، مثل أبناء العمومة. وبمجرد أن يُنتج الجسم أضداداً أثناء استجابته الأولية للمستضد، فإنه يكوّن أيضاً خلايا ذاكرة منتجة للأضداد تظل حية حتى بعد تغلّب الأضداد على العامل الممرض.

• كيف تساعد اللقاحات؟ تحتوي اللقاحات على أجزاء مُوَهّنة أو معطلة من كائن حي معين (مستضد) تؤدي إلى استجابة مناعية داخل الجسم. وتحتوي اللقاحات الحديثة على المخطط الأولي لإنتاج المستضدات بدلاً من المستضد نفسه. وبغض النظر عما إذا كان اللقاح يتكون من المستضد نفسه أو من المخطط الأولي الذي يتيح للجسم إنتاج المستضد، فإن هذه النسخة الموهّنة لن تسبّب المرض للشخص الذي يتلقى اللقاح، لكنها ستدفع جهاز المناعة إلى الاستجابة قدر الإمكان، كما لو كانت استجابته الأولى للعامل الممرض الفعلي.

تطور اللقاحات

• المرحلة (1): يُعطى اللقاح لعدد صغير من المتطوعين لتقييم مأمونيته وتأكيد توليده للاستجابة المناعية وتحديد الجرعة المناسبة. عموماً، تُختبر اللقاحات في هذه المرحلة لدى متطوعين من الشباب البالغين والمتمتعين بصحة جيدة.

• المرحلة (2): يُعطى اللقاح بعد ذلك لعدة مئات من المتطوعين لمواصلة تقييم مأمونيته وقدرته على توليد الاستجابة المناعية. ويتمتع المشاركون في هذه المرحلة من الاختبار بخصائص مماثلة (مثل السن والجنس) لخصائص الأشخاص الذين يستهدفهم اللقاح. وتُجرى عادة تجارب متعددة في هذه المرحلة لتقييم مختلف الفئات العمرية ومختلف تركيبات اللقاح. وتُدرج عادة مجموعة من الأشخاص غير المطعمين باللقاح في هذه المرحلة كمجموعة للمقارنة من أجل تحديد ما إذا كانت التغييرات الطارئة في مجموعة الأشخاص المطعمين تعزى إلى اللقاح أو ما إذا حدثت بالصدفة.

• المرحلة (3): يُعطى اللقاح في هذه المرحلة لآلاف المتطوعين، ويُقارن بمجموعة مماثلة من الأشخاص الذين لم يطعَّموا باللقاح، لكنهم تلقوا منتجاً مستخدماً كأساس للمقارنة، لتحديد مدى نجاعة اللقاح ضد المرض الذي يستهدف الوقاية منه، ولدراسة مأمونيته لدى مجموعة أكبر بكثير من الأشخاص. وتُجرى التجارب في ظل المرحلة الثالثة في معظم الأحيان على نطاق عدة بلدان وعدة مواقع داخل بلد معين لضمان انطباق نتائج أداء اللقاح على عدة فئات سكانية مختلفة.

أنواع اللقاحات

تقول الدكتورة فخر الأيوبي إن هناك عدة أنواع من اللقاحات، ويعمل كل نوع منها على تنشيط الجهاز المناعي لمحاربة نوع معين من الميكروبات والأمراض التي تسببها، وتشمل:

• اللقاحات الحية المضعفة: استخدام عينات خاملة (تم إضعافها) من الميكروب المسبب للمرض، تكون مشابهة جداً للعدوى الطبيعية مما يساعد في الوقاية منها. هذه اللقاحات تسبب ردة فعل مناعية قوية وتستمر لمدة طويلة، حيث إن جرعة واحدة (أو جرعتين فقط من معظم اللقاحات الحية) تستطيع أن تكوّن مناعة ضد الميكروب أو المرض المسبب طوال فترة الحياة.

من أمثلتها: اللقاح الثلاثي الفيروسي (الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية)، وفيروس الروتا (عجلي)، والجدري، والجدري المائي (العنقز)، والحمى الصفراء، والحزام الناري، وشلل الأطفال الفموي.

• اللقاحات غير النشطة: هي استخدام عينات ميتة من الميكروب المسبب للمرض، وهي عادة لا توفر المناعة (الحصانة) القوية كاللقاحات الحية المضعفة، لذلك قد تحتاج إلى عدة جرعات أو جرعات تنشيطية مع مرور الوقت؛ للحصول على مناعة مستمرة ضد الأمراض. من أمثلتها: التهاب الكبد الفيروسي-أ، والإنفلونزا، وشلل الأطفال المعطل، وداء الكلب.

• اللقاحات الفرعية - المترافقة: استخدام أجزاء معينة من الميكروب (مثل البروتين أو السكر أو غلاف الميكروب)، وبما أن اللقاح مكون من جزء معين من الميكروب، فإنه يعطي ردة فعل مناعية قوية جداً تستهدف أجزاء رئيسية من الميكروب، ويمكن استخدام هذا النوع من اللقاحات على جميع من يحتاج إليه ذلك، بمن فيهم الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة والمشاكل الصحية المزمنة. وللحصول على حماية مستمرة ضد الأمراض، قد نحتاج إلى جرعات تنشيطية.

من أمثلتها: المستدمية النزلية بي، والتهاب الكبد الفيروسي بي، وفيروس الورم الحليمي البشري، والسعال الديكي، وعدوى المكورة الرئوية، ومرض المكورات السحائية.

• تطعيمات التسمم (السمية): استخدام الجزء الضار الذي صنعه الميكروب المسبب للمرض، ليتمكن الجهاز المناعي من محاربته بدلاً من الميكروب. وهذه قد تحتاج إلى جرعات تنشيطية للحصول على حماية مستمرة ضد الأمراض. من أمثلتها: الخناق (الدفيتيريا)، والكزاز (التيتانوس).

أما الفئات المستهدفة بالتطعيم، فهي: الرضع والأطفال والنساء الحوامل وكبار السن والمصابون بضعف في الجهاز المناعي بسبب الخضوع لعلاج السرطان والمصابون بأمراض مزمنة والحجاج والمسافرون لمناطق موبوءة.

المناعة المجتمعية

وتسمى أيضاً «مناعة القطيع». وعندما يتلقّى شخص ما التطعيم، فإن من المحتمل جداً أن يتمتع بالحماية ضد المرض المستهدف. ولكن، لا يمكن تطعيم الجميع. فقد يتعذّر أخذ التطعيم على الأشخاص المصابين باعتلالات صحية كامنة (مثل السرطان أو فيروس العوز المناعي البشري)، أو الذين يعانون من حساسية شديدة لبعض مكونات اللقاحات.

لا يزال من الممكن حماية هؤلاء الأشخاص إذا كانوا يعيشون بين أشخاص آخرين تلقّوا التطعيم. وعندما يتلقّى عدد كبير من أفراد المجتمع المحلي التطعيم، فإنه سيصعب على العامل الممرض الانتشار، لأن معظم الأفراد الذين يتعرضون له يتمتعون بالمناعة.

وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يتلقّون التطعيم، قلّ احتمال تعرّض الأشخاص الذين تتعذّر حمايتهم باللقاحات لخطر العوامل الممرضة الضارة. ويُطلق على ذلك المناعة المجتمعية، أو ما يُعرف عموماً بمناعة القطيع (Herd immunity).

ولا يوجد لقاح واحد يوفر حماية بنسبة 100 في المائة، كما أن المناعة المجتمعية لا توفر الحماية الكاملة للأشخاص الذين لا يمكن تطعيمهم بشكل مأمون. ولكن، من خلال المناعة الجماعية، سيتمتع هؤلاء الأشخاص بقدر كبير من الحماية بفضل تطعيم الأشخاص الذين من حولهم.

وأخيراً تؤكد د. فخر الأيوبي أنّ التطعيم لا يحميك وحدك، وإنما يحمي أيضاً أفراد المجتمع المحلي الذين يتعذّر تطعيمهم. فلا تتردد في تلقّي التطعيم إذا تسنّى لك ذلك.



شعبية حليب الحمير تزداد في ألبانيا لخصائصه الغذائية والجمالية

يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)
يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)
TT

شعبية حليب الحمير تزداد في ألبانيا لخصائصه الغذائية والجمالية

يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)
يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)

تؤكد فاتيكو باشا وهي تداعب بلطف حمارتها «ليزا» قبل أن تجمع حليبها أنّ «حليب الحمير له طعم الحب»... منه تصنّع المزارعة من منطقة جيروكاستر الألبانية مصل اللبن أو اللبن الرائب أو نوعاً من الجبن هو الأغلى في العالم.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، فإن فوائد حليب الحمير معروفة منذ آلاف السنين. تقول الأسطورة إن كليوباترا كانت تستحم في حوض مليء بحليب الحمير؛ للمحافظة على جمالها وشبابها.

بالإضافة إلى الخصائص الجمالية لملكة مصر، من شأن حليب الحمير أن «يشفي الأطفال، إذ هو علاج طبيعي للجهاز التنفسي والحساسية والجهاز المناعي»، على ما تقول فاتيكو.

يراقب حمار صغير كيف تنظّف فاتيكو ضرعي أمّه. ولإنتاج الحليب، ينبغي أن تكون أنثى الحمار في فترة رضاعة، ويبدأ حلبها عندما يبلغ صغيرها 3 أشهر.

زادت شهرة حليب الحمير خلال جائحة «كوفيد - 19»، فقررت فاتيكو وزوجها إحضار مجموعة صغيرة من الحمير وإناث الحمير إلى مزرعتهما، لكنّهما لم يتخيّلا أنهما سيبيعان حليب هذه الحيوانات في ألبانيا ومقدونيا الشمالية ومونتينيغرو واليونان.

في نهاية عام 2024، بات لديهما نحو ثلاثين أنثى حمار و4 ذكور حمير، ويرغبان بدءاً من يناير (كانون الثاني) في زيادة عدد هذه الحيوانات، مستفيديْن من المراعي الطبيعية عند سفح جبال جيروكاستر الغنية بالتنوع البيولوجي.

وباتت هذه المنطقة من جنوب ألبانيا تضم 15 مزرعة للحمير.

ذهب أبيض

يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي، نادراً. في يوم الحلب، يمكن جمع نصف لتر من الحليب من كل حيوان. وتُباع هذه الكمية بسعر مرتفع يراوح بين 52 و63 دولاراً للتر الواحد.

ويقول زوج فاتيكو إنّ «حليب الحمير هو ذهب أبيض».

بدأ وعائلته منذ عام بإنتاج الجبن اللذيذ والطازج والقشدي، بالإضافة إلى اللبن الرائب ومصل اللبن. ويرتفع الطلب على هذه المنتجات بشكل كبير، لدرجة أنهم يشترون الحليب من المزارعين في محيطهم.

توضح المنتجة شيكو باشا، وهي تحضّر الجبن لتوفيره لأحد المطاعم في المنطقة «إنّ جبن الحمير مطلوب جداً، ويصعب تحضيره».

يتطلّب إنتاج كيلوغرام من الجبن 25 لتراً على الأقل من حليب الحمير، وهي كمية يصل سعرها إلى 1049 دولاراً.

يباع الكيلوغرام الواحد من الجبن بأكثر من 1573 دولاراً، ويشتهر بأنه أغلى نوع جبن في العالم.

يقول جاكو ميسي، وهو طبيب بيطري ومنتج جبن حمير تقدّمه مطاعم فاخرة في تيرانا إنّ «الفرنسيين يقولون إن وجبة خالية من الجبن كامرأة جميلة من دون عين، لكنّ التفصيل الأهم في الطبق هو جبن الحمير».

يقول إليو تروكي، رئيس مطعم «أوكسهاكيت» في العاصمة إنّ «الزبائن يفضلون الجبن الطازج، أي بعد 48 ساعة من تحضيره لا أكثر»، مضيفاً أنّ «سعره مرتفع لكنه لذيذ جداً، فهو يضفي نكهة شهية على الوجبة مع نبيذ جيّد».

جمال

في مختبرها الصغير، لا تخمّر الصيدلانية الشابة فابجولا ميسي الحليب لصنع الجبن، بل لتوفير مجموعة من مستحضرات التجميل المصنوعة من حليب الحمير والتي اكتسبت شعبية أيضاً خلال السنوات الأخيرة.

تقول المرأة التي أسست ماركتها «ليفا ناتشرل» وهي تستعجل لإنهاء طلبية أخيرة تتألف من مستحضر للبشرة مخصص للنهار يوفر نعومة، «إن حليب الحمير هو سر الجمال الفعلي». وفي هذه الفترة التي تقترب فيها أعياد نهاية العام، تصف منتجاتها بأنها تتمتع بـ«رائحة الحب».

وترغب في أن تتمكن قريباً من تصدير هذه المنتجات المصنّعة من حليب الحمير، حتى تصبح معروفة في مختلف أنحاء العالم.

وتقول إنّ «مستحضر الوجه المصنوع من حليب الحمير يعزز الجمال، ويتغلغل بسرعة في البشرة، ويعطيها نعومة. رائحته الخفيفة تعطي شعوراً بالراحة والانتعاش، وبمجرد استخدامه يصعب التخلي عنه».