سمنة وسكري وقلق واكتئاب... هكذا يؤثر التوتر على صحتك

من المهم صحياً معرفة كيفية تقليل مستويات التوتر بطرق عملية (رويترز)
من المهم صحياً معرفة كيفية تقليل مستويات التوتر بطرق عملية (رويترز)
TT

سمنة وسكري وقلق واكتئاب... هكذا يؤثر التوتر على صحتك

من المهم صحياً معرفة كيفية تقليل مستويات التوتر بطرق عملية (رويترز)
من المهم صحياً معرفة كيفية تقليل مستويات التوتر بطرق عملية (رويترز)

يعدّ التوتر من المشاعر الشائعة حالياً مع تحملنا كثيراً من المسؤوليات المتعلقة بالحياة الشخصية والعائلية والعملية، وللتوتر كثير من التأثيرات على صحتنا.

ويقول الدكتور جامين براهمبات، طبيب المسالك البولية والأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة سنترال فلوريدا، في مقال بشبكة «سي إن إن» الأميركية: «هناك فرق بين التوتر الحاد والمزمن، ومن المفيد التمييز بين النوعين».

وذكر أن «التوتر الحاد هو رد فعل فوري لجسمك تجاه تهديد مُتصوّر؛ مثلما يخفق قلبك قبل عرض تقديمي مهم، أو القفز عند سماع صوت عالٍ، وهذا التوتر شديد ولكنه عادةً ما يكون قصير الأمد وأجسامنا مُصمّمة للتعامل معه، وعادةً ما تعود إلى طبيعتها بعده».

وأضاف أن «التوتر المزمن مُستمر، وهو عبارة عن العبء اليومي للمشكلات المُستمرة، مثل المشكلات المالية، والعلاقات، وضغوط العمل، أو الضغوط الصحية... وعلى عكس التوتر الحاد، يُبقيك التوتر المزمن في حالة تأهب قصوى مُستمرة، مُضرّاً بصحتك، غالباً دون أن تُلاحظ».

يمكن أن يكون الصداع خلف العين ناتجاً عن أسباب مختلفة بدءاً من التوتر إلى التهابات الجيوب الأنفية وإجهاد العين (رويترز)

وذكر أنك عندما تشعر بالتوتر، يُطلق جسمك استجابةً مُنسّقةً بعناية تُعرف باسم «رد فعل القتال» أو «الهروب»؛ حيث يبدأ كل شيء في منطقة ما تحت المهاد، مركز القيادة في الدماغ، والذي يُنشّط نظامَين متوازيَين في الغدد الكظرية: الجهاز العصبي الودي، والمحور تحت المهاد - الغدة النخامية - الكظرية، ويُحفّز الجهاز العصبي الودي إطلاق الأدرينالين، الذي يُهيئ جسمك للتصرف بسرعة.

ويزيد هذا الهرمون سريع المفعول من معدل ضربات القلب وضغط الدم، ويفتح مجاري الهواء، ويُنشّط حواسك، ويُرسل مزيداً من الدم إلى عضلاتك، ويُفرز الكورتيزول بعد ذلك بقليل عبر المحور تحت المهاد - الغدة النخامية - الكظرية.

وعلى عكس مفعول الأدرينالين السريع، يلعب الكورتيزول دوراً طويل الأمد في مساعدة الجسم على التأقلم مع التوتر المُستمر.

ويرفع الكورتيزول نسبة السكر في الدم، ويُعزز تركيز الدماغ وذاكرته، ويُؤخّر وظائف مثل الهضم والخصوبة والمناعة؛ لأنه في الأزمات، يُركّز جسمك على البقاء.

ويعمل الأدرينالين والكورتيزول معاً بسلاسة لمساعدة الجسم على مواجهة التهديدات قصيرة المدى.

ومع ذلك، إذا أصبح التوتر مزمناً، فقد يؤدي ارتفاع مستويات الكورتيزول إلى التعب، ومشكلات النوم، وزيادة الوزن، ومشكلات صحية أخرى.

وفي اللحظات الحرجة، لا تكون استجابة التوتر مُفيدةً فحسب، بل ضرورية أيضاً ولكن عندما تكون المُحفزات مُستمرةً مثل فواتير غير مدفوعة أو مواعيد عمل مُحددة فقد يُصبح جسمك عالقاً في تلك الحالة المُفرطة.

ومع مرور الوقت، تُعطل مستويات الكورتيزول المرتفعة باستمرار جهاز المناعة، وتُضعف عملية الأيض، وتُؤثر على تنظيم المزاج، بل وتُسهم في الالتهاب المُزمن - وكل ذلك يُمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية طويلة الأمد.

وكذلك طرح جامين براهمبات سؤالاً: «هل لاحظت يوماً كيف يجعلك القلق بحاجة مُفاجئة إلى الحمام، خصوصاً قبل خطاب أو اجتماع مهم؟». أجاب أن «التوتر يؤثر بشكل مباشر على التحكم في المثانة، من خلال تحفيز الأعصاب المسؤولة عن تنظيم وظيفتها بشكل مفرط، مما يؤدي إلى زيادة الحاجة الملحة للتبول، وزيادة مرات الذهاب إلى الحمام، وحتى التسريب أحياناً».

وربطت الأبحاث باستمرار ارتفاع مستويات التوتر والقلق بأعراض فرط نشاط المثانة؛ حيث لا تستجيب مثانتك فقط لكمية السوائل التي شربتها؛ بل تتفاعل أيضاً بشكل كبير مع حالتك النفسية.

ويقول الخبراء إن عدد مرات التبول خلال اليوم قد يشير إلى أمور مختلفة تتعلق بصحتك.

ولفت براهمبات إلى أن التوتر المزمن ليس صديقاً لحياتك الجنسية، فعندما يغمر التوتر الجسم بهرمونات مثل الكورتيزول، فإنه يُخلّ بتوازن الهرمونات الطبيعية لديك، مما يُخفّض بشكل كبير مستويات هرمونَي التستوستيرون لدى الرجال والإستروجين لدى النساء، ومع ارتفاع هرمونات التوتر، تنخفض الهرمونات الجنسية. وتكون النتيجة انخفاض الرغبة الجنسية، وضعف الانتصاب لدى الرجال، وصعوبة الإثارة لدى النساء، وصعوبة الوصول إلى النشوة الجنسية.

وسلّطت الدراسات الضوء على التوتر النفسي بوصفه أحد الأسباب الرئيسية للضعف الجنسي لدى البالغين الأصحاء، مُؤكّدةً على مدى عمق الارتباط بين العقل والجسم فيما يتعلق بالصحة الجنسية.

ولكن الهرمونات ليست العامل الوحيد، فالتوتر المزمن يُمكن أن يؤثر أيضاً على تدفق الدم، وهو أمر حيوي للاستجابة الجنسية. وعندما يُؤثّر التوتر على نومك، فإنه يُفاقم المشكلة؛ لأن النوم ضروري لإنتاج الهرمونات بشكل صحي، وللأداء الجنسي.

كما أن التأثير العاطفي لا يقلّ أهمية فعندما تكون متوتراً، غالباً ما تتراجع الحميمية والتواصل مع الآخرين، حيث ينشغل عقلك بالمخاوف، ومع مرور الوقت يُمكن أن يُؤثّر هذا النمط على العلاقات، مما يُضعف الرغبة الجنسية أكثر.

وكذلك يمكن للتوتر المزمن أيضاً أن يسلبك نومك، فارتفاع مستويات الكورتيزول والقلق المستمر يمنعانك من النوم العميق والمنعش، مما يجعلك تشعر بالإرهاق حتى بعد ليلة كاملة في السرير ثم يزيد قلة النوم من مستويات التوتر، مما يخلق حلقةً مفرغةً من الإحباط والتكرار، التي يمكن أن تؤثر سلباً على صحتك.

وقد يُسبب التوتر المزمن مشكلات صحية خطرة، فإلى جانب تأثيره على النوم، يُعدّ التوتر المزمن مُحفزاً قوياً لكثير من الحالات الصحية الخطرة، فالتعرض المُستمر للكورتيزول وهرمونات التوتر الأخرى يُعزز الالتهاب، ويُثبط المناعة، ويُهيئ ظروفاً في الجسم تُهيئ الظروف للأمراض.

ويرتبط التوتر المزمن ارتباطاً مباشراً بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.

وتُؤكد «جمعية القلب الأميركية» أن التوتر لا يرفع ضغط الدم بشكل مباشر فحسب، بل يُسهم أيضاً بشكل غير مباشر في العادات غير الصحية، بما في ذلك التدخين، وسوء التغذية، وأنماط الحياة الخاملة.

يصبح التوتر ضاراً فقط عندما يكون مزمناً أو خارج السيطرة... أما عندما يكون معتدلاً وهادفاً فإنه يحفز نمو الشخصية ويعزز الصحة النفسية والجسدية (رويترز)

ولا تقتصر مخاطر التوتر على القلب فحسب، بل تشير الأبحاث إلى أنه قد يُسرّع من تطور السرطان من خلال إضعاف دفاعات الجسم المناعية، وتهيئة ظروف تُشجع على نمو الخلايا السرطانية، كما يزيد التوتر المزمن من خطر الإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي مثل السمنة وداء السكري، بالإضافة إلى حالات الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب.

وينصح جامين براهمبات بألا تدع التوتر يتغلب عليك. وقال: «مع أن التوتر أمر لا مفر منه، فإن فهم تأثيره على مثانتك، وصحتك الجنسية، وهرموناتك، ونومك، وصحتك العامة يمنحك القدرة على إدراكه وإدارته قبل أن يسيطر عليك».

وأوضح: «ليس كل التوتر ضاراً. بل إن التوتر الحاد قد يحفزك ويساعدك على مواجهة التحديات بشكل مباشر، لكن التوتر المزمن ذلك النوع الذي يتراكم بهدوء نتيجة الضغوط اليومية كالقلق المالي أو مشكلات الأسرة هو ما يُضعف صحتك تدريجياً، وغالباً ما يمر دون أن يُلاحظ حتى تصبح الأعراض غير قابلة للتجاهل».

وذكر: «لذا، في المرة المقبلة التي تجد نفسك فيها تُعاني من الأرق بسبب مستقبل أطفالك، خذ لحظة وابتعد، تمدّد، تمشَّ قليلاً أو تنفس ببساطة، فهذه الأفعال الصغيرة يُمكن أن تُخفّض مستويات التوتر، وتُعيد ضبط جهازك العصبي، وتحمي صحتك على المدى الطويل».


مقالات ذات صلة

قشر الموز للعناية بالبشرة... 7 استخدامات مفيدة

صحتك قشر الموز يُستخدم عادةً على الوجه لتفتيح لونه ومعالجة مشاكل حب الشباب (رويترز)

قشر الموز للعناية بالبشرة... 7 استخدامات مفيدة

 بعد الانتهاء من تناول الموز، يتخلص الناس عادة من قشره. ولكن، هل تعلم أن للقشر فوائد عديدة للعناية بالبشرة يجب الاستفادة منها؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعرضت البطاطس لانتقادات لاذعة من قِبل محبي البروتين ومعارضي الكربوهيدرات (رويترز)

رغم سمعتها السيئة لدى محبي الرشاقة... 7 أسباب تجعل البطاطس غذاءً خارقاً

لطالما كانت البطاطس؛ مسلوقة أو مقلية أو «مخبوزة»، صنفاً محبوباً لدى الغالبية العظمى من البشر. وهي تُعدّ من الأطباق الكلاسيكية التي تحظى بشعبية واسعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تنتشر الأمراض التي ينقلها البعوض إلى مناطق جديدة في أعقاب تغير المناخ (رويترز)

للمرة الأولى... اكتشاف فيروس غرب النيل في بعوض المملكة المتحدة

أفادت وكالة الأمن الصحي البريطانية باكتشاف فيروس غرب النيل لأول مرة، في المادة الوراثية للبعوض الذي جُمِع في بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق طبق أرز (الشرق الأوسط)

فوائد غير متوقعة للقهوة والأرز

رغم أهمية الدواء في حياتنا المعاصرة، فإن كثيرين ما زالوا يفضلون توظيف النظام الغذائي بديلاً للدواء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك نوعية الكربوهيدرات التي تستهلكها النساء خلال منتصف العمر يمكن أن يكون لها تأثير كبير على شيخوختهن الصحية (رويترز)

كيف يؤثر تناول النساء للكربوهيدرات على صحتهن في الشيخوخة؟

كشفت دراسة جديدة عن أن نوعية الكربوهيدرات المستهلكة خلال منتصف العمر يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الشيخوخة الصحية لدى النساء الأكبر سناً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

قشر الموز للعناية بالبشرة... 7 استخدامات مفيدة

قشر الموز يُستخدم عادةً على الوجه لتفتيح لونه ومعالجة مشاكل حب الشباب (رويترز)
قشر الموز يُستخدم عادةً على الوجه لتفتيح لونه ومعالجة مشاكل حب الشباب (رويترز)
TT

قشر الموز للعناية بالبشرة... 7 استخدامات مفيدة

قشر الموز يُستخدم عادةً على الوجه لتفتيح لونه ومعالجة مشاكل حب الشباب (رويترز)
قشر الموز يُستخدم عادةً على الوجه لتفتيح لونه ومعالجة مشاكل حب الشباب (رويترز)

بعد الانتهاء من تناول الموز، يتخلص الناس عادة من قشره. ولكن، هل تعلم أن للقشر فوائد عديدة للعناية بالبشرة يجب الاستفادة منها؟ تماماً مثل العديد من منتجات العناية بالبشرة الطبيعية الأخرى المستوحاة من المطبخ، لقشر الموز فوائد مذهلة أيضاً. يُستخدم عادةً على الوجه لتفتيح لونه، ومعالجة مشاكل حب الشباب، وترطيب البشرة، والعناية بالتجاعيد لضمان بشرة ناعمة وموحدة الملمس.

فما فوائد قشر الموز للوجه؟ ولماذا يجب إضافته إلى روتين العناية ببشرتك؟

مكافحة الشيخوخة

يُعدّ وضع قشر الموز على الوجه من الممارسات الجيدة للعناية بالبشرة، إذ يُساعد على علاج مشكلة الشيخوخة المبكرة. قشر الموز غني بالفيتامينات والمعادن التي تُساعد على تقليل الخطوط الدقيقة والتجاعيد في الوجه.

تفتيح البشرة

افرك قشر الموز على وجهك بعد الانتهاء من تناوله، فهو يُضفي إشراقة على بشرتك. يقول الخبراء إن فرك الجزء الداخلي من قشر الموز يُساعد في تقليل البقع الداكنة وفرط التصبغ.

علاج حب الشباب

بعد ذلك، فكّر في استخدام قشر الموز لعلاج مشاكل حب الشباب. فمضادات الأكسدة والخصائص المضادة للبكتيريا الموجودة فيه تساعد في تقليل حب الشباب والالتهابات، ما يمنح وجهك مظهراً أكثر نظافة ونعومة.

تقليل التجاعيد

نظراً لغناه بالبوتاسيوم والفيتامينات الأساسية، يمكن أن يساعد القشر على جعل البشرة تبدو أكثر امتلاءً، مما يقلل من ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد المبكرة.

ترطيب

يحتوي قشر الموز على زيوت طبيعية تساعد على ترطيب البشرة وجعلها أكثر نعومةً عند اللمس.

معالجة تهيج الجلد

يجب على الأشخاص المعرضين لتهيج الجلد فرك قشور الموز على وجوههم بشكل خاص، لما لها من خصائص مضادة للالتهابات يمكن أن تساعد في تهدئة الجلد والحكة.

قناع للوجه

يمكن استخدام قشور الموز أيضاً كقناع للوجه. قم بهرسها وخلطها مع العسل أو الزبادي للحصول على قناع مغذٍّ للوجه. وزعها بالتساوي على كامل الوجه، خاصةً تحت العينين.