«تجويع وتعذيب»... منظمات حقوقية إسرائيلية تفضح طرق التنكيل بالأسرى الفلسطينيين

تقدمت بتقرير إلى المحكمة العليا بالقدس... وآخر للجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب

محمود أبو فول أسير فلسطيني سابق في مُعتقل «سدي تيمان» الإسرائيلي فقد بصره بسبب التعذيب (الشرق الأوسط)
محمود أبو فول أسير فلسطيني سابق في مُعتقل «سدي تيمان» الإسرائيلي فقد بصره بسبب التعذيب (الشرق الأوسط)
TT

«تجويع وتعذيب»... منظمات حقوقية إسرائيلية تفضح طرق التنكيل بالأسرى الفلسطينيين

محمود أبو فول أسير فلسطيني سابق في مُعتقل «سدي تيمان» الإسرائيلي فقد بصره بسبب التعذيب (الشرق الأوسط)
محمود أبو فول أسير فلسطيني سابق في مُعتقل «سدي تيمان» الإسرائيلي فقد بصره بسبب التعذيب (الشرق الأوسط)

أعدَّت منظمات حقوقية إسرائيلية تقريرين خطيرين، لفضح سياسة التجويع والتعذيب التي تتبعها السلطات الإسرائيلية إزاء الأسرى الفلسطينيين؛ الأول قُدِّم إلى لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، والثاني تم توجيهه إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية في القدس الغربية.

وكلا التقريرين يشكل إدانة صارخة للحكومة الإسرائيلية ومخابراتها ومصلحة السجون فيها، تدل على انتهاك فظ لكل المواثيق الدولية بهذا الشأن، وتشير إلى خطر تهديد حياة الأسرى وإعدامهم دون محاكمة.

ويقول التقرير الأول إنه منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تفاقمت انتهاكات إسرائيل لاتفاقية مناهضة التعذيب. ووقَّع على التقرير عدد كبير من المنظمات الحقوقية والإنسانية، هي: «عدالة»، و«لجنة مناهضة التعذيب»، و«آباء ضد احتجاز الأطفال»، و«هموكيد» لحماية الأفراد، و«أطباء من أجل حقوق الإنسان». وأُرسل التقرير في إطار المراجعة الدورية التي تُجريها اللجنة للدول الموقِّعة على «اتفاقية مناهضة التعذيب».

صورة لأسرى فلسطينيين معصوبي الأعين في قاعدة «سدي تيمان» العسكرية نشرتها منظمة «كسر الصمت» الإسرائيلية (أ.ب)

ويذكر التقرير أن «إسرائيل فككت آليات الحماية التي كانت قائمة سابقاً للسجناء. ويجري حالياً التعذيب وسوء المعاملة طوال مراحل الاحتجاز، ومن جميع قوات الأمن المشاركة في الاحتجاز. ويتم ذلك بموافقة من مستويات عليا، دون إشراف أو تدخل من آليات قانونية أو إدارية، وبمشاركة فرق طبية».

اعتقالات إدارية مكثفة

ووفقاً لمعدي التقرير، تُعرِّف إسرائيل الأسرى الفلسطينيين بأنهم «مقاتلون غير شرعيين»، وهذا التعريف غير مقبول في القانون الدولي.

ويؤكد أن إسرائيل اعتقلت خلال الحرب أكثر من 4 آلاف من سكان غزة بموجب هذا التعريف، واستخدمت بشكل مكثف نظام الاعتقال الإداري. ومع بداية الحرب؛ بلغ عدد المعتقلين الإداريين في السجون الإسرائيلية 1100 معتقل. وفي سبتمبر (أيلول) 2025، وصل العدد إلى 3500 معتقل.

وقد احتُجز المعتقلون من غزة في مراكز عسكرية، في ظروف قاسية للغاية: «في زنزانات خارجية مسيَّجة، معرضين لعوامل الطقس، مكبَّلين ومعصوبي الأعين. وأُجبروا على الركوع معظم اليوم، والنوم على الأرض في ظروف صحية سيئة، مع نقص حاد في الرعاية الطبية وانتهاكات مستمرة. ولا يزال مئات السجناء محتجزين في هذه الظروف القاسية».

كما أُشير إلى أن المعتقلين تلقوا علاجاً طبياً وهم مكبَّلون ومعصوبو الأعين، وأُجبروا على استخدام الحفاظات للتغوط.

وكانت سياسة الطعام في مراكز الاحتجاز -وفقاً للتقرير- سياسة تجويع: «الكمية الغذائية الرسمية المسموح بها تبلغ نحو ألف سعر حراري يومياً، مع نحو 40 غراماً من البروتين».

ويشير معدو التقرير إلى أن «مجمل الأدلة تُظهر انتهاكات جسيمة طوال فترة الاحتجاز، بما في ذلك الضرب بالهراوات، وسكب الماء المغلي، والتسبب في حروق بالغة، وهجمات الكلاب، واستخدام (قاعة ديسكو) تصدر موسيقى صاخبة للغاية، والاغتصاب باستخدام أدوات، وغيرها من العنف الجنسي، وحتى التبول على المعتقلين».

وفيات تحت الاحتجاز

ويشير التقرير إلى أنه نتيجة لهذه الإجراءات، تم توثيق ما لا يقل عن 94 حالة وفاة في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية منذ بداية الحرب، كما لوحظت عشرات حالات الأضرار الصحية التي لا رجعة فيها. وارتفع عدد الشكاوى المتعلقة بالتعذيب في أثناء الاستجواب من 66 شكوى في العشرين عاماً التي سبقت الحرب إلى 238 شكوى في العامين الماضيين في المخابرات، من بينها تم فتح تحقيق في شكويين فقط، ولم تُقدَّم أي لائحة اتهام في النهاية.

وفي الجيش الإسرائيلي، فُتح 58 تحقيقاً ضد جنود بسبب معاملتهم للمعتقلين، 44 منها تتعلق بوفاة معتقلين، ولم يُفضِ سوى تحقيقين بشأن الانتهاكات إلى توجيه لوائح اتهام؛ أحدهما لائحة الاتهام الشهيرة المرفوعة ضد الجنود الخمسة الذين خدموا في «سدي تيمان»، وفي القضية الثانية، أُدين جندي بالإساءة، وحُكم عليه بالسجن 7 أشهر.

وفي مصلحة السجون، فُتح 36 تحقيقاً بشأن إساءة معاملة المعتقلين، 6 منها أسفرت عن توجيه لوائح اتهام. ولم يتعلق أي من التحقيقات بوفاة أو عنف جنسي ضد المعتقلين.

ووفقاً للتقرير: «تؤيد المحكمة العليا الوضع المروع في نظام السجون». فمن بين 20 التماساً قُدِّم إلى محكمة العدل العليا بشأن ظروف السجون، رُفض 18 التماساً، معظمها لأسباب إجرائية، أو بقبول القضاة موقف الدولة دون استئناف.

يذكر أنه خلال مناقشة هذا الموضوع في لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب قبل نحو أسبوعين، أنكر ممثلون عن إسرائيل أنهم ينتهكون القانون الدولي في كل ما يتعلق بمعاملة المعتقلين.

شهادات على التجويع

وأما التقرير الثاني، فجاء بمبادرة جمعية «حقوق المواطن في إسرائيل»، وجمعية «غيشا– مسلك» وقُدم إلى المحكمة العليا، هذا الأسبوع.

وشدد الالتماس على أنه رغم مرور 3 أشهر على قرار المحكمة العليا بإلزام مصلحة السجون بتزويد الأسرى الفلسطينيين بكميات طعام ملائمة، من أجل الحفاظ على صحتهم، فإنها لم تنفذ قرار المحكمة، والأسرى ما زالوا يعانون تجويعاً شديداً.

أسير فلسطيني محرر (يسار) يُقبِّله شقيقه لدى وصوله بالحافلة إلى رام الله بالضفة الغربية قادماً من سجن «عوفر» الإسرائيلي الشهر الماضي (أ.ف.ب)

وجاء في التصريح الذي استند إلى زيارة محامي الجمعيتين 53 أسيراً، أن جميعهم أبلغوه بأن كمية الطعام المقدمة لهم ضئيلة وبجودة متدنية، وقسم من الأسرى شكوا من شعور دائم بالجوع، وأن «أحد المعتقلين أبلغني بأنهم يموتون جوعاً ويحلمون بالطعام».

وأضاف المحامي أن قسماً من الأسرى أفادوا بأنهم «تلقوا طعاماً انتهت صلاحيته، وخضراوات قذرة، وقليلاً من الطحينة أضاف الأسرى إليها مزيداً من الماء كي تكفيهم».

ووفقاً للمحامي، فإن جميع زبائنه «فقدوا نصف أوزانهم منذ أن سُجنوا بسبب كمية الطعام غير الكافية، وحتى أكثر من ذلك».

وأفاد المحامي بأنه التقى مؤخراً في سجن كتسيعوت، في النقب، مع معتقل إداري كان وزنه لدى اعتقاله 130 كيلوغراماً، ويزن الآن نحو 60 كيلوغراماً: «والتقيت أسرى انخفض وزنهم إلى أقل من 49 كيلوغراماً».


مقالات ذات صلة

محادثات أممية - كندية حول سبل تنفيذ «خريطة الطريق» الليبية

شمال افريقيا الدبيبة مستقبلاً المبعوثة الأممية في مكتبه بطرابلس الأربعاء (مكتب الدبيبة)

محادثات أممية - كندية حول سبل تنفيذ «خريطة الطريق» الليبية

ناقشت المبعوثة الأممية إلى ليبيا مع الدبيبة آليات تطبيق «خريطة الطريق»، بما في ذلك إطلاق «الحوار المهيكل» وقضايا أخرى تتعلق بتطورات العملية السياسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الممثل الدائم لسلوفينيا ورئيس مجلس الأمن الحالي صمويل زبوغار يتحدث خلال مؤتمر صحافي في دمشق الخميس (رويترز)

رئيس مجلس الأمن: زيارتنا لدمشق دعم لسوريا ووحدة أراضيها

قال رئيس وفد مجلس الأمن إلى دمشق، صامويل زبوغار، خلال مؤتمر صحفي، اليوم، إن ما ترمي لتحقيقه من هذه البعثة، هو تضامن المجتمع الدولي في دعمه لسوريا ووحدتها.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي جانب من زيارة وفد مجلس الأمن إلى الجامع الأموي في دمشق (سانا)

وفد مجلس الأمن في أول زيارة من نوعها لدمشق

استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، الخميس، وفد ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في قصر الشعب بدمشق.

العالم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث مع رئيسة تحرير وكالة «رويترز» أليساندرا غالوني خلال مؤتمر «رويترز نيكست» في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)

غوتيريش: إنهاء الحرب في أوكرانيا يجب أن يتوافق مع القانون الدولي

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، إن إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا يجب أن يتم وفقاً للقانون الدولي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي محمد الحسّان رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي» (الأمم المتحدة)

قبل إغلاق بعثة «يونامي»... الأمم المتحدة تشيد بـ«فصل جديد» لعراق «يمتلك قراره»

أشاد رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) التي ستُغادر البلاد نهاية ديسمبر، بعد مهمة دامت أكثر من 20 عاماً، بـ«فصل جديد» لعراق «يمتلك قراره»

«الشرق الأوسط» (بغداد)

لجنة نزع أسلحة «الكردستاني» تنهي جلسات الاستماع حول عملية السلام

اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)
اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)
TT

لجنة نزع أسلحة «الكردستاني» تنهي جلسات الاستماع حول عملية السلام

اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)
اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)

اختتمت لجنة «التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية» البرلمانية المعنية بوضع الإطار القانوني لنزع أسلحة حزب العمال الكردستاني وعملية السلام في تركيا جلسات الاستماع الخاصة بالعملية.

وقال رئيس البرلمان التركي رئيس اللجنة، نعمان كورتولموش: «من الآن فصاعداً، سنُنجز أخيراً بعض واجباتنا الأساسية، وسنعرض النتائج التي حققناها على البرلمان»، مُعرباً عن أمله أن تثمر جهود اللجنة عن نتائج إيجابية. وأضاف كورتولموش، في مستهل أعمال الجلسة 19 للجنة التي عقدت بالبرلمان التركي، الخميس، أن عملية «تركيا خالية من الإرهاب» (الاسم الذي تستخدمه الحكومة التركية للإشارة إلى «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي» كما يسميها الأكراد)، لا تقتصر على عمل اللجنة، لكنه جزء منها فقط.

رئيس البرلمان التركي نعمان كوتولموش (حساب البرلمان في إكس)

وأشار كورتولموش إلى أنه «بعد إعلان المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) قرارها بحلّ نفسها - في 12 مايو (أيار) الماضي - وبدء عملية تسليم أسلحتها بمراسم رمزية، تسارعت وتيرة هذه العملية»، وأن «اللجنة البرلمانية، المؤلفة من 11 حزباً بالبرلمان، أوفت بمسؤولياتها، حتى وصلت العملية إلى المرحلة الحالية».

مرحلة حساسة

وذكر كورتولموش أن اللجنة استمعت، منذ تأسيسها في 5 أغسطس (آب) حتى الآن، إلى 134 فرداً ومنظمة من المجتمع المدني.

وتابع كورتولموش: «من الواضح أننا دخلنا مرحلة تتطلب من الجميع توخي المزيد من الحذر والتصرف بحساسية أكبر من الآن فصاعداً، واختيار الكلمات والأسلوب بعناية، لأن أي كلمة ممكن أن تؤثر على هذه العملية سلباً أو إيجاباً».

وخلال الاجتماع، استمع أعضاء اللجنة، في الجلسة التي عقدت بشكل مغلق أمام الصحافة، إلى إحاطة من وفدها الذي زار زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان في سجن إيمرالي في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

امرأة كردية ترفع صورة لأوجلان وهو يقرأ نداءه لحزب العمال الكردستاني في 27 فبراير الماضي خلال احتفالات عيد النوروز في تركيا في 21 مارس (رويترز)

وقال كورتولموش، خلال كلمته الافتتاحية، إنه «بهذه الزيارة، اختتمت لجنة التحقيق مرحلة الاستماع، وانتقلت إلى مرحلة إعداد التقارير»، مُعرباً عن أمله في إعداد تقرير نهائي يعكس رؤية اللجنة لتحقيق هدف «تركيا خالية من الإرهاب»، من خلال مراعاة الحساسيات والآراء المشتركة.

وأضاف أنه بإعداد هذا التقرير تكون هذه العملية «التاريخية» تجاوزت مرحلة حاسمة أخرى، وتكون اللجنة أوفت بمسؤولياتها، لافتاً إلى أنها «ليست عملية تفاوض، بل سياسة دولة».

موقف أوجلان

وفي تصريحات سبقت اجتماع اللجنة، قال كورتولموش إن اجتماع وفد اللجنة مع أوجلان كان قراراً اتخذ بالأغلبية المطلقة داخل اللجنة، ولن يبقى مضمونه سراً.

وأكّد كورتولموش ضرورة اختتام العملية بنجاح، نظراً للظروف الإيجابية في تركيا وسوريا والعراق. ولفت إلى أن أوجلان لم يتخل عن الإطار العام المتمثل في «تلبية مطالب مواطنينا الأكراد بمعايير ديمقراطية أكثر تقدماً»، لكنه لم يقدّم أيّ مطالباتٍ بفيدرالية أو كونفدرالية أو دولة مستقلة، أو مناقشة المواد الأربع الأولى من الدستور التركي، التي تحدد شكل الجمهورية وهويتها وعلمها ولغتها.

بروين بولدان ومدحدت سانجار عضوا وفد إيمرالي (حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب - إكس)

وعشية اجتماع اللجنة، أكّد أوجلان إرادته القوية وموقفه الحازم تجاه عملية السلام، رغم كل محاولات «الانقلاب» عليها، فيما يُعدّ رداً على إعلان قياديين في الحزب تجميد أي خطوات جديدة بإقرار قانون للمرحلة الانتقالية لـ«عملية السلام» التي بدأت في تركيا عقب دعوته لحل الحزب ونزع أسلحته.

وقال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، في بيان حول زيارة وفده لأوجلان، الثلاثاء، إن الأخير أكد ضرورة وضع قانون انتقالي لعملية السلام. وطالب الرئيس المشارك للحزب، تونجر باكيرهان، ضرورة الكشف عن محاضر اجتماع وفد اللجنة مع أوجلان.

وزير العدل التركي يلماظ تونتش (من حسابه في إكس)

في السياق، حذر وزير العدل، يلماظ تونتش، من أنه «في هذه المرحلة، قد يكون هناك من يسعى لتخريب العملية، ومن لا يريدها أن تستمر، ومن يريد عودة الإرهاب كما حدث في الماضي، ومن يريد نصب الفخاخ لتركيا وشعبها»، مؤكداً أن الدولة ستواصل توخي اليقظة.


«إكس» تكشف عن «الإنترنت الخاص» لكبار المسؤولين الإيرانيين

بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)
TT

«إكس» تكشف عن «الإنترنت الخاص» لكبار المسؤولين الإيرانيين

بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)

يواجه الإيرانيون العاديون عقوبة قد تصل إلى السجن 10 سنوات أو حتى الإعدام إذا استخدموا منصة «إكس» لكتابة أي شيء تراه الحكومة انتقاداً لها. لكن ما لم يكن المواطنون يدركونه هو أنّ المسؤولين الحكوميين ومؤيدي النظام يستخدمون الموقع نفسه، رغم أنّه محظور داخل إيران.

وقد كُشف عن هذا الأمر بعد أن أطلقت منصة «إكس»، التي يملكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، تحديثاً يُظهر موقع كل مستخدم.

وفضح التحديث وزراء حكوميين، وشخصيات في وسائل الإعلام الرسمية، ومسؤولين سياسيين، وحسابات موالية للنظام، إذ ظهر أنهم يدخلون إلى المنصة المحظورة من داخل إيران باستخدام شرائح «وايت سيم» (الشرائح البيضاء) الخاصة.

كان من المفترض أن تساعد ميزة تحديد الموقع الجديدة على رصد الحسابات الوهمية، لكنها بدلاً من ذلك كشفت عن الفجوة الرقمية في إيران، التي تُعد إحدى أكثر دول العالم خضوعاً للرقابة، وفق ما ذكرت صحيفة «التلغراف» البريطانية.

ويصف منتقدو النظام هذه الفجوة بأنها نوع من «الفصل العنصري الرقمي»، حيث لا يستطيع الوصول الحر إلى الإنترنت إلا مجموعات معينة.

الإيرانيون العاديون

متسوقون في بازار بشمال طهران (أرشيفية - أ.ف.ب)

في المقابل، يضطر الإيرانيون العاديون إلى استخدام تطبيقات «في بي إن» (VPN) التي تُخفي موقعهم الحقيقي، لتجاوز الحظر. وإذا ضُبطوا وهم ينشرون على منصة «إكس» فإن السلطات الإيرانية تعاقبهم، وإن كانت منشوراتهم مناهضة لإيران أو مؤيدة لإسرائيل، فهم يواجهون الإعدام أو أحكاماً بالسجن.

أما الحسابات الحكومية والموالية للنظام فتستخدم شرائح الـ«وايت سيم» للحصول على دخول غير مقيّد إلى الإنترنت وتجاوز القيود التي يفرضونها هم أنفسهم.

أحمد بخشايش أردستاني، وهو سياسي إيراني وعضو في لجنة الأمن القومي، انتقد استخدام هذه الشرائح، قائلاً: «كثير من الناس يريدون استمرار الحجب لأنهم يريدون تطبيقات (في بي إن) والمتاجرة فيها».

وأضاف أن سوق هذه التطبيقات المستخدمة من قبل المواطنين العاديين «حجمها المالي كبير، وتتحكم به عصابات مافيا».

وعند الدخول إلى منصة «إكس» باستخدام تطبيقات «في بي إن»، يظهر الموقع الجغرافي للدولة التي يوجد فيها الخادم (Server) وليس الموقع الحقيقي للشخص المستخدم.

ومن المنصات المحظورة الأخرى في إيران: «فيسبوك»، و«يوتيوب»، و«تلغرام». وقال أحد المواطنين الإيرانيين لصحيفة البريطانية إن «هذا تمييز واضح في الحقوق العامة ويتعارض مع النص الصريح للدستور»، في إشارة إلى ضمان الدستور الإيراني للمساواة بين المواطنين.

وقال آخر: «عندما تستخدمون أنتم أنفسكم شرائح (وايت سيم) الخاصة، فكيف يمكن أن نتوقع منكم أن تفهموا معاناتنا مع الحجب؟ وكيف نتوقع منكم السعي لرفعه؟».

شخصيات وحسابات مستثناة

أرشيفية لوزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف خلال حضوره تأبيناً لدبلوماسيين إيرانيين (تسنيم)

وزير الاتصالات ستّار هاشمي، ووزير الخارجية السابق جواد ظريف، والمتحدثة الحكومية فاطمة مهاجراني، إضافة إلى عشرات الصحافيين العاملين في وسائل إعلام رسمية.

كما كُشف أيضاً عن شخصيات سياسية، ومنشدين دينيين يمدحون النظام الإيراني في المناسبات الرسمية، وحسابات ادّعت عبر الإنترنت أنها معارضة، بما في ذلك صفحات مَلَكية وانفصالية تعمل من داخل إيران على ما يبدو بموافقة رسمية.

ويقول محللون إن الهدف هو إبقاء أجزاء من الخطاب المعارض - الصفحات المَلَكية والانفصالية - تحت سيطرة المؤسسة الدينية الحاكمة. وكانت الفضيحة محرجة بشكل خاص للمسؤولين الذين سبق أن عارضوا علناً الامتيازات في الوصول إلى الإنترنت.

فقد ادّعت مهاجراني أنها تستخدم برامج «في بي إن»، مثلها مثل المواطنين العاديين، قائلة: «الإنترنت الطبقي لا أساس قانونياً له، ولن يكون أبداً على جدول أعمال الحكومة».

وقال مهدي طباطبائي، نائب وزير الاتصالات وله دور في متابعة رفع حجب الإنترنت، إن «تقسيم المجتمع إلى أبيض وأسود هو لعب في ملعب العدو». وشبّه الصحافي ياشار سلطاني الوضع برواية جورج أورويل «مزرعة الحيوان»، قائلاً: «عندما تُقنّن الحرية، فهي لم تعد حرية – إنها تمييز بنيوي».


تركيا تستدعي سفير أوكرانيا والقائم بالأعمال الروسي بشأن الهجمات في البحر الأسود

نيران ودخان كثيف يتصاعدان من ناقلة النفط «كايروس» التابعة لأسطول الظل الروسي والتي استهدفتها أوكرانيا في البحر الأسود 29 نوفمبر (أ.ف.ب)
نيران ودخان كثيف يتصاعدان من ناقلة النفط «كايروس» التابعة لأسطول الظل الروسي والتي استهدفتها أوكرانيا في البحر الأسود 29 نوفمبر (أ.ف.ب)
TT

تركيا تستدعي سفير أوكرانيا والقائم بالأعمال الروسي بشأن الهجمات في البحر الأسود

نيران ودخان كثيف يتصاعدان من ناقلة النفط «كايروس» التابعة لأسطول الظل الروسي والتي استهدفتها أوكرانيا في البحر الأسود 29 نوفمبر (أ.ف.ب)
نيران ودخان كثيف يتصاعدان من ناقلة النفط «كايروس» التابعة لأسطول الظل الروسي والتي استهدفتها أوكرانيا في البحر الأسود 29 نوفمبر (أ.ف.ب)

قال نائب وزير الخارجية التركي بيريس إكينجي، الخميس، إن أنقرة استدعت سفير أوكرانيا والقائم بالأعمال الروسي بالإنابة إلى وزارة الخارجية للتعبير عن قلقها إزاء سلسلة من الهجمات على سفن مرتبطة بروسيا داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة في البحر الأسود.

وقال إكينجي، أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان: «شهدنا تصعيداً خطيراً للغاية في الأسابيع القليلة الماضية في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث شهدنا هجمات متبادلة. وأخيراً، وقعت هجمات محددة في البحر الأسود داخل منطقتنا الاقتصادية الخالصة أيضاً».

وأضاف، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء: «استدعينا أمس واليوم القائم بالأعمال الروسي بالإنابة وسفير أوكرانيا للتعبير عن قلقنا».

كان مسؤول من جهاز الأمن الأوكراني قال، السبت الماضي، إن أوكرانيا استهدفت ناقلتين من «أسطول الظل» الروسي بطائرات مسيَّرة في البحر الأسود.

وذكر المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن العملية المشتركة نفذها جهاز الأمن والبحرية الأوكرانية، وفق ما نقلته «رويترز».

وتابع: «تُظهِر لقطات الفيديو أن أضراراً جسيمة لحقت بالناقلتين بعد استهدافهما، وخرجتا من الخدمة فعلياً. وهذا سيوجه ضربة كبيرة لعمليات نقل النفط الروسي».

وذكر مسؤول تركي بارز، الأسبوع الماضي، أن ناقلتي نفط تردد أنهما جزء من «أسطول الظل»الروسي، اللتين اشتعلت فيهما النار، قبالة ساحل تركيا على البحر الأسود، ربما تعرضتا لهجوم بألغام أو طائرات مسيَّرة أو صواريخ.