رئيس بلدية إسطنبول: على الجميع أن يرفعوا أصواتهم ضد الظلم

بمن فيهم السياسيون الحكوميون... ودعا إلى عدم التزام الصمت

طلاب جامعيون يشاركون في احتجاج ضد اعتقال أكرم إمام أوغلو في إسطنبول (رويترز)
طلاب جامعيون يشاركون في احتجاج ضد اعتقال أكرم إمام أوغلو في إسطنبول (رويترز)
TT
20

رئيس بلدية إسطنبول: على الجميع أن يرفعوا أصواتهم ضد الظلم

طلاب جامعيون يشاركون في احتجاج ضد اعتقال أكرم إمام أوغلو في إسطنبول (رويترز)
طلاب جامعيون يشاركون في احتجاج ضد اعتقال أكرم إمام أوغلو في إسطنبول (رويترز)

دعا رئيس بلدية إسطنبول المحتجز، أكرم إمام أوغلو، اليوم (الخميس)، أعضاء السلطة القضائية في بلاده إلى عدم التزام الصمت. وقال: «على الجميع بمن فيهم السياسيون الحكوميون أن يرفعوا أصواتهم ضد الظلم».

واعتقلت تركيا إمام أوغلو، أمس (الأربعاء)، بتهم تشمل الفساد ومساعدة جماعة إرهابية، في خطوة انتقدها حزب المعارضة الرئيسي وعدّها «محاولة انقلاب على الرئيس المقبل».

وفي بيان صدر في وقت متأخر أمس، قال مكتب المدعي العام إن التحفظ على شركة «إمام أوغلو للإنشاءات والتجارة والصناعة» تم بناءً على قرار من محكمة استناداً إلى تقارير التحقيق في جرائم مالية.

ويعتزم حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في البرلمان، ترشيح أكرم إمام أوغلو في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وسجلت الأسواق المالية في تركيا انخفاضاً بعد ذلك، فيما قال المحللون إنه يشير إلى مخاوف جدية لدى المستثمرين من أن تكون هذه الخطوة ذات دوافع سياسية.

وصرح متحدث باسم الحزب لوكالة الصحافة الفرنسية، بأنه من المتوقع أن يلقي زعيم حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي، الذي ينتمي إليه رئيس البلدية، كلمة أمام أنصاره خارج مبنى بلدية إسطنبول في الساعة 17:30 بتوقيت غرينتش، الخميس.

كما خطط طلاب الجامعات لمظاهرات في المدينة. ومنع حاكم إسطنبول كل التجمعات والمظاهرات، حتى الأحد، كما قيَّدت السلطات الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي. وكان الوصول إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لا يزال بطيئاً في وقت مبكر الخميس.


مقالات ذات صلة

تركيا: قمع واسع للمحتجين على حبس إمام أوغلو وسط تنديد دولي

شؤون إقليمية الاحتجاجات على حبس رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو مستمرة وسط تصعيد للقمع من جانب الشرطة (إ.ب.أ)

تركيا: قمع واسع للمحتجين على حبس إمام أوغلو وسط تنديد دولي

وسَّعت الشرطة التركية اعتقالاتها في أوساط المحتجين على احتجاز رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وسط إدانات دولية، وتعهد باستمرارها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة ملتقطة في 24 مارس 2025 بالعاصمة التركية أنقرة خلال احتجاجات ضد سجن السياسي المعارض التركي البارز ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو من حزب الشعب الجمهوري (د.ب.أ)

أتراك يتعهدون مواصلة الاحتجاجات... وإردوغان: «الاستعراض» سينتهي

قال الكثير من المحتجين المناهضين للحكومة في تركيا، الثلاثاء، إنهم يستعدون لمواجهة طويلة الأمد بعد ست ليال من الاحتجاجات والاشتباكات المتفرقة مع الشرطة.

شؤون إقليمية استمرار الاحتجاجات الحاشدة على احتجاز رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (د.ب.أ)

تركيا تحاول إقناع المستثمرين بالبقاء بعد أزمة إمام أوغلو

عقد وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك، ورئيس البنك المركزي فاتح كاراهان، مباحثات مع مستثمرين دوليين. في مسعى لتلافي أزمة اعتقال إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية متظاهرون يشعلون مشاعل خلال احتجاجات ضد سجن السياسي المعارض التركي البارز ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (د.ب.أ) play-circle

زعيم المعارضة التركية يزور إمام أوغلو في سجنه

زار أوزغور أوزيل رئيس حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، عمدة إسطنبول المسجون أكرم إمام أوغلو.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية مئات الآلاف تجمعوا أمام بلدية إسطنبول ليل الأحد - الاثنين احتجاجاً على قرار المحكمة بحبس إمام أوغلو احتياطياً (حزب الشعب الجمهوري)

تصاعد الاحتجاجات على حبس إمام أوغلو... وإردوغان ينتقد «تحوّلها إلى عنف»

أعلن حزب «الشعب الجمهوري» المعارض في تركيا أن الاحتجاجات على احتجاز أكرم إمام أوغلو ستتواصل في الوقت الذي تصاعدت فيه المطالبات الأوروبية بمحاكمة عادلة له.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إيران تجهّز ردها على رسالة ترمب وتراهن على «المقاومة المستمرة»

عراقجي في مؤتمر صحافي مشترك في بريفان مع نظيره الأرميني أرارات ميرزويان (د.ب.أ)
عراقجي في مؤتمر صحافي مشترك في بريفان مع نظيره الأرميني أرارات ميرزويان (د.ب.أ)
TT
20

إيران تجهّز ردها على رسالة ترمب وتراهن على «المقاومة المستمرة»

عراقجي في مؤتمر صحافي مشترك في بريفان مع نظيره الأرميني أرارات ميرزويان (د.ب.أ)
عراقجي في مؤتمر صحافي مشترك في بريفان مع نظيره الأرميني أرارات ميرزويان (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن إيران تعكف على إعداد ردّ على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن إجراء محادثات نووية، فيما قلّل المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، من إمكانية تحريك القوى الأوروبية آلية لإعادة العقوبات الأممية.

وتلقت طهران هذا الشهر رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يُمهل فيها إيران شهرين لاتخاذ قرار بشأن الدخول في مفاوضات جديدة بشأن برنامجها النووي، أو مواجهة تحرّك عسكري محتمل.

ورفض المرشد الإيراني علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في السياسة الخارجية والبرنامج النووي، عرض المحادثات، ووصفه بأنه مُضلّل، وقال إن التفاوض مع إدارة ترمب «سيؤدي إلى تشديد العقوبات وزيادة الضغوط على إيران».

وتخشى القوى الغربية من تغيير مسار البرنامج النووي الإيراني، بعدما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون إيران من اليورانيوم بنسبة 60 في المائة بات يكفي لإنتاج 6 قنابل، إذا أرادت طهران رفع نسبة التخصيب إلى 90 في المائة المطلوب لإنتاج الأسلحة.

وذكر تقرير نشرته وكالات المخابرات الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، أن إيران لا تصنع سلاحاً نووياً في الوقت الحالي.

في وقت متزامن، قال عراقجي، في مؤتمر صحافي مشترك في بريفان مع نظيره الأرميني أرارات ميرزويان، إنه «لم نردّ بعد على رسالة رئيس الولايات المتحدة، والردّ قيد الإعداد، وسيتم تقديمه قريباً بالطريقة المناسبة».

وكرّر عراقجي موقف طهران الرافض للتفاوض المباشر، في ظل استراتيجية «الضغوط القصوى والظروف الحالية التي تشهد تهديدات عسكرية وزيادة العقوبات الاقتصادية من واشنطن»، على ما أفادت وكالة «إرنا» الرسمية.

وصرّح عراقجي: «كنّا دائماً على استعداد للتفاوض حول برنامجنا النووي السلمي لتعزيز الشفافية في هذا الصدد. وفي هذا الإطار، نجري الآن مشاورات مع الدول الأوروبية الثلاث ودول أخرى مهتمة بهذا الشأن». وتابع: «لم نترك أبداً طاولة المفاوضات بشأن برنامجنا النووي السلمي، ولن نفعل ذلك».

التوقيت المناسب

على نقيض تصريحات عراقجي، لمّحت وكالة «نور نيوز» منصة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى إرسال ردّ إيراني إلى ترمب.

وكتبت الوكالة، في منشور على منصة «إكس»، أن «رسالة ترمب إلى إيران، وما رافقها من ترويج إعلامي، كانت جزءاً من لعبة مزدوجة تجمع بين (الرجل القوي) و(رجل السلام) بهدف تصعيد الضغوط. لكن الرد الإيراني: (دعنا نرى أي غلطة يمكنك ارتكابها؟) أظهر تمسك طهران باستراتيجية (المقاومة المستمرة)». وأضافت: «نتائج هذا الصراع ستُحسم وفقاً للمهارة في استخدام الأدوات والتحرك في التوقيت المناسب».

وحذّر علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، الولايات المتحدة من التفكير بالسيناريو العسكري، قائلاً: «إذا كانت تهديدات ترمب جدية، فهو يغامر بحياة الجنود الأميركيين». ونقلت مواقع إيرانية عن لاريجاني قوله في مقابلة صحافية: «إذا التزم ترمب بالسلام بدلاً من لغته الحالية، وأحدث تغييراً في سلوك الولايات المتحدة، فبإمكانه فتح مسار جديد مع إيران»، لكنه أضاف أن «سلوك ترمب متناقض».

وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، الأحد، أن واشنطن تسعى إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، مضيفاً أن «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، وحان الوقت لإيران للتخلي تماماً عن طموحاتها النووية بطريقة يراها العالم أجمع».

وجاء تحذير والتز بعدما قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الجمعة، إنّ هدف ترمب هو تجنّب نزاع عسكري عبر إقامة علاقة ثقة مع إيران. وشدّد على أنّ الرسالة لم تكن تهديداً.

وأضاف لقناة «فوكس نيوز»: «لسنا بحاجة إلى حلّ كل شيء عسكرياً». وأضاف: «رسالتنا لإيران هي: دعونا نجلس معاً ونرى ما إذا كان بإمكاننا، من خلال الحوار والدبلوماسية، الوصول إلى الحل الصحيح. إذا استطعنا، فنحن مستعدون لذلك. إذا استطعنا، فنحن مستعدون لذلك. وإذا لم نستطع، فإن البديل ليس خياراً جيداً».

وقال ويتكوف إن «الإيرانيين ردّوا علينا، لكن ليس لديّ إذن للكشف عن تفاصيل ذلك»، وتابع أن «المفاوضات مع إيران مستمرة عبر قنوات سرية ومن خلال عدة دول ووسائل أخرى».

«سناب باك»

وقال المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، الثلاثاء، إن التهديد باستخدام «سناب باك» هو «تهديد وهمي وغير مجدٍ». وأضاف: «حتى في عهد حكومة جو بايدن، تم الردّ على مثل هذه التهديدات بأن أي استخدام غير قانوني لآلية الزناد سيواجه بردّ فعل إيراني مناسب وقوي».

وأضاف: «للأسف، إحدى أدوات الضغط التي يتم الترويج لها هذه الأيام من قبل الدول الغربية هو استخدام آلية الزناد أو ما يسمى بـ(سناب باك)»، موضحاً أن طهران «تعدّ الآلية أداة ضغط مثل غيرها من التهديدات الاقتصادية والعسكرية، وأنها ستقف بحزم في مواجهة هذه القضايا وستدافع عن حقوق البلاد».

وأضاف: «نصيحتنا هي أن يسعوا، بدلاً من اللجوء إلى مناقشات مثل استخدام آلية الزناد، إلى البحث عن كيفية تعويض الأضرار. إيران مستعدة دائماً للتفاعل، لكن هذا التفاعل لا يعني بأي حال من الأحوال قبول الضغوط».

وزاد كمالوندي: «السياسات العامة لبلادنا تحددها القيادة العليا، ونحن بالطبع نتابع مصالح البلاد في إطار هذه السياسات، وإيران لن تستسلم للضغوط».

وتخشى طهران احتمال لجوء القوى الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) إلى آلية «سناب باك» المنصوص عليها في الاتفاق النووي، التي تتيح إعادة فرض العقوبات الأممية عليها تلقائياً.

ومن المقرر أن تنتهي صلاحية هذه الآلية مع انقضاء مفعول القرار 2231، الذي يتبنى الاتفاق النووي، في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وبموجب الآلية المعقدة لحلّ النزاعات في الاتفاق النووي التي تستغرق شهرين، فإن أمام الأطراف الأوروبية المُوقِّعة على الاتفاق حتى أوائل أغسطس (آب) لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.

وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا أرسلت بالفعل رسالة بهذا المعنى إلى مجلس الأمن الدولي في ديسمبر (كانون الأول).

واستدعت الخارجية الإيرانية، في 13 مارس (آذار) الحالي، دبلوماسيين وسفراء الدول الثلاث، بعدما أثارت القوى الغربية مخاوفها أمام مجلس الأمن من تقدم برنامج إيران النووي.

وحذَّرت بريطانيا من أنها ستُثير تفعيل «سناب باك» على إيران إذا لزم الأمر لمنعها من الحصول على سلاح نووي.

تسريع تخصيب اليورانيوم

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الشهر الماضي، إن الوقت ينفد أمام التوصل إلى اتفاق لكبح البرنامج النووي الإيراني، وذلك مع مواصلة طهران تسريع تخصيب اليورانيوم إلى ما يقرب من درجة صنع الأسلحة.

وبينما تقول إيران إن أهدافها سلمية تماماً، وإن لها الحق في التخصيب إلى مستويات عالية لأغراض مدنية، تقول القوى الغربية إنه لا يوجد تفسيرٌ مدنيٌّ موثوقٌ للتخصيب إلى هذا المستوى، وتقول «الذرية الدولية» إنه لم تفعل أي دولة ذلك دون إنتاج قنبلة نووية.

وحذَّرت أجهزة الاستخبارات الأميركية من أن إسرائيل تدرس تنفيذ ضرباتٍ كبيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية، خلال النصف الأول من العام الحالي، مستغلّة حالة الضعف التي تمر بها إيران، نتيجة انتكاسات إقليمية، نتيجة تفكك حلفائها، وسقوط الأسد، وضربات استهدفت «حزب الله» اللبناني، وسخط داخلي مزداد بسبب تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي.