روحاني: حالة إيران خطيرة... وموقف خامنئي قد يتغير

قال إن بلاده تخسر 100 مليار دولار سنوياً

الرئيس الإيراني الأسبق حاضراً في اجتماع مع المرشد علي خامنئي بطهران (موقع المرشد)
الرئيس الإيراني الأسبق حاضراً في اجتماع مع المرشد علي خامنئي بطهران (موقع المرشد)
TT
20

روحاني: حالة إيران خطيرة... وموقف خامنئي قد يتغير

الرئيس الإيراني الأسبق حاضراً في اجتماع مع المرشد علي خامنئي بطهران (موقع المرشد)
الرئيس الإيراني الأسبق حاضراً في اجتماع مع المرشد علي خامنئي بطهران (موقع المرشد)

أحصى الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، خسائر بلاده المالية من عدم تنفيذ الاتفاق النووي، وفي حين وصف الأوضاع في بلاده بـ«الخطيرة»، رجح أن يقوم المرشد علي خامنئي بتغيير موقفه من المفاوضات مع واشنطن «تأثراً بالظروف».

وقال روحاني، خلال لقائه وزراء سابقين، إن «المرشد (علي خامنئي) لا يعارض المفاوضات حول البرنامج النووي، تأثراً بالظروف الراهنة، ولكن بعد بضعة أشهر قد يوافق مع ظروف مختلفة».

وأضاف الرئيس الإيراني الأسبق: «ألم نتفاوض مع أميركا بشأن العراق وأفغانستان؟ وكان المرشد أيضاً شاهداً ومراقباً».

صورة لمفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على بُعد 1200 كيلومتر جنوب طهران (أرشيفية - رويترز)
صورة لمفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على بُعد 1200 كيلومتر جنوب طهران (أرشيفية - رويترز)

خسائر إيران «الكبيرة»

وصف روحاني العقوبات بأنها مشكلة كبيرة للاقتصاد الإيراني، قائلاً: «نخسر سنوياً ما لا يقل عن 100 مليار (دولار) منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي».

ووصف روحاني الحالة في البلاد بـ«الخطيرة»، لا سيما مع «ضعف قدرة الردع العسكري، والتي تعمقت بعد أن منعت خلافات داخلية شراء منظومات دفاعية متقدمة».

وانتقد الرئيس السابق «فوضى نظام صنع القرار في إيران في مختلف المجالات»، قائلاً: «أي شخص ينظر من الخارج يفهم ما يجري في هذا البلد، ويرى أننا نبدو وكأننا لا نملك أي خطة على الإطلاق».

وقال روحاني إن حل المشاكل الاقتصادية الإيرانية غير ممكن دون مشاركة بناءة مع العالم، وفق مقطع فيديو نشره موقع الرئيس الأسبق.

وظهر في الفيديو محمد جواد ظريف، الذي استقال أخيراً من منصبه نائباً للرئيس مسعود بزشكيان، بسبب ضغوط من التيار المحافظ في البرلمان الإيراني.

وفي وقت سابق، قال ظريف إنه تفاوض مع الجانب الأميركي بشأن العراق بالتنسيق مع قاسم سليماني، القائد السابق لـ«فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني.

صورة من فيديو نشره موقع روحاني ويظهر ظريف في أقصى اليمين
صورة من فيديو نشره موقع روحاني ويظهر ظريف في أقصى اليمين

ويتعرض بزشكيان لضغوط من حلفائه الإصلاحيين والمعتدلين - على رأسهم الرئيس الأسبق الإصلاحي محمد خاتمي، والمعتدل نسبياً حسن روحاني - بشأن الدفع لخوض مفاوضات مع الولايات المتحدة.

وفي 7 فبراير (شباط) الحالي، قال المرشد علي خامنئي إن المحادثات مع الولايات المتحدة «ليست من الفطنة أو الحكمة أو الشرف»، في تصريحات تفسَّر في الفضاء السياسي الإيراني بأنها أوامر لحظر أي محادثات مباشرة مع ترمب.

ودعا خاتمي إلى إجراء مفاوضات، لكنه قال إن «المفاوضات والحوار لا يعنيان الرضوخ لابتزاز العدو وسلطته». وقال روحاني إن «البعض يستشهدون بأن مرشد الثورة معارض للمفاوضات».

وأضاف خاتمي: «المرشد ليس معارضاً لمبدأ المفاوضات، لكن وفقاً للظروف الزمنية، قد يعارض اليوم، لكن بعد بضعة أشهر ومع تغير الظروف، قد يوافق. لا توجد معارضة مطلقة».

«لا جدوى من المفاوضات»

استبعد رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني «أي جدوى من المفاوضات، ما لم تحقق مصالح إيران».

وقال رئيس اللجنة النائب إبراهيم عزيزي قوله، السبت، إن «طهران لا ترفض مبدأ الحوار والتفاوض»، وأضاف أن «على إيران تجنب أي خطوات غير مفيدة لها».

من جهته، قال عضو «مجمع تشخيص مصلحة النظام»، علي لاريجاني، أن المسؤولين الأميركيين أمام خيارين: «التعامل باحترام على أساس المصالح الاقتصادية المشتركة، أو الوقوع في فخ الاعتقاد بأن المواجهة مع إيران ستكون قليلة التكلفة».

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن لاريجاني، أن «الشعب الإيراني يعتمد في قراراته على نهج عادل، فهو محبٌّ للسلام لكنه لا يتنازل عن مصالحه».

وزير الخارجية الصيني وانغ يي لدى لقائه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ونظيره الإيراني كاظم غريب آبادي في بكين 14 مارس 2025 (رويترز)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي لدى لقائه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ونظيره الإيراني كاظم غريب آبادي في بكين 14 مارس 2025 (رويترز)

الوساطة الروسية

في موسكو، قال ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في جنيف ميخائيل أوليانوف، السبت، إنه بحث مع المدير العام لوكالة الطاقة الذرية، رافائيل غروسي، القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. ولم يذكر أوليانوف تفاصيل عما دار في الاجتماع.

وشكل دخول روسيا على الخط عبر اقتراح وساطة لدفع المفاوضات حول النووي الإيراني، تحولاً مهماً عكس وجود قناعة لدى الكرملين، بأن العلاقات الجديدة مع إدارة ترمب يمكن أن تفضي إلى «صفقة شاملة» لملفات على أجندة البلدين.

وكانت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة قد أعلنت، في وقت سابق من الشهر الحالي، أن واشنطن ملتزمة بمواصلة تنفيذ استراتيجية «الضغوط القصوى» التي ينتهجها الرئيس دونالد ترمب. وأضافت البعثة في بيان بشأن اجتماع لمجلس الأمن بخصوص إيران «أوضح الرئيس ترمب أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين».


مقالات ذات صلة

«يجب أن نتحدث»... واشنطن تخفف اللهجة مع طهران

شؤون إقليمية المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف (أ.ب)

«يجب أن نتحدث»... واشنطن تخفف اللهجة مع طهران

خفف ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، لهجة بلاده مع إيران، وقال إن رسالة دونالد ترمب إلى المرشد علي خامنئي «لم تكن تهديداً»؛ بل دعوة للحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر (تايمز أوف إسرائيل) play-circle

«أكسيوس»: محادثات إسرائيلية - أميركية عن الملف النووي الإيراني الأسبوع المقبل

أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي (الخميس) بأن الولايات المتحدة وإسرائيل ستعقدان محادثات استراتيجية بشأن البرنامج النووي الإيراني في البيت الأبيض، الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

واشنطن «تجر» طهران إلى المفاوضات... والخيار العسكري وارد

تضغط إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على السلطات في إيران لإظهار موقف أكثر وضوحاً ولـ«جرها» إلى التفاوض المباشر، دون استبعاد الخيار العسكري.

إيلي يوسف (واشنطن)
شؤون إقليمية إيرانية تقفز فوق شعلة نار احتفالاً بآخر أسبوع من العام الفارسي في طهران (أ.ب)

إيران: وراء تهديد ترمب فرصة

وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مضمون رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأنه «تهديد ينطوي على فرصة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ف.ب)

إيران: سندرس التهديدات والفرص في رسالة ترمب

إيران ستدرس التهديدات والفرص الواردة في رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي حث فيها طهران على التوصل إلى اتفاق نووي جديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بريطانيا وفرنسا وألمانيا تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

جثامين ضحايا غارة جوية إسرائيلية شمال قطاع غزة أمس الخميس (ا.ب)
جثامين ضحايا غارة جوية إسرائيلية شمال قطاع غزة أمس الخميس (ا.ب)
TT
20

بريطانيا وفرنسا وألمانيا تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

جثامين ضحايا غارة جوية إسرائيلية شمال قطاع غزة أمس الخميس (ا.ب)
جثامين ضحايا غارة جوية إسرائيلية شمال قطاع غزة أمس الخميس (ا.ب)

دعت حكومات ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة في بيان مشترك، إلى العودة إلى وقف إطلاق النار في غزة على الفور، وطالبت إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وجاء في البيان المشترك لوزراء خارجية الدول الثلاث: «ندعو إسرائيل إلى إعادة إنفاذ المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الماء والكهرباء وضمان توفير الرعاية الطبية والإجلاء الطبي المؤقت وفقاً للقانون الإنساني الدولي».

وطالب البيان أيضا حركة «حماس» بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.