إيران تدرس إرسال قوات إلى لبنان في حال هاجمتها إسرائيل

طهران انتقدت بيان مجموعة السبع واستدعت السفيرين الألماني والنمساوي

لوحة دعائية معلقة على مبنى بطهران ومكتوب عليها بالفارسية «بداية النهاية للصهاينة» اليوم (إ.ب.أ)
لوحة دعائية معلقة على مبنى بطهران ومكتوب عليها بالفارسية «بداية النهاية للصهاينة» اليوم (إ.ب.أ)
TT

إيران تدرس إرسال قوات إلى لبنان في حال هاجمتها إسرائيل

لوحة دعائية معلقة على مبنى بطهران ومكتوب عليها بالفارسية «بداية النهاية للصهاينة» اليوم (إ.ب.أ)
لوحة دعائية معلقة على مبنى بطهران ومكتوب عليها بالفارسية «بداية النهاية للصهاينة» اليوم (إ.ب.أ)

قال قياديان في «الحرس الثوري»، إن طهران تدرس إرسال قوات «متطوعة» إلى لبنان والجولان، وتوعّدا بالقضاء على «العملاء» في صفوف «حزب الله»، وذلك في وقتٍ انتقد فيه طهران بيان مجموعة السبع الكبرى بشأن هجومها على إسرائيل.

وأطلقت إيران أكثر من 180 صاروخاً على إسرائيل، يوم الثلاثاء، في حين قالت إنه ثأر لمقتل قادة في حركة «حماس» وجماعة «حزب الله»، وكذلك العدوان على قطاع غزة ولبنان.

وقُتل أيضاً عباس نيلفروشان، نائب قائد «الحرس الثوري» الإيراني، في غارة جوية إسرائيلية على بيروت، قبل أسبوع، أسفرت عن مقتل أمين عام جماعة «حزب الله» اللبنانية، حسن نصر الله.

وندَّد زعماء مجموعة السبع، في بيان صادر، أمس الأربعاء، بهجوم طهران، وعبّروا عن «قلقهم البالغ» إزاء الأزمة في الشرق الأوسط، لكنهم قالوا إن الحل الدبلوماسي لا يزال قائماً، وإن اندلاع صراع على مستوى المنطقة ليس في مصلحة أحد.

وقال المتحدث الجديد باسم «الخارجية» الإيرانية، إسماعيل بقائي، في بيان، الخميس، إن إيران ترى أن تنديد مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى بهجومها على إسرائيل «متحيز وغير مسؤول».

وورد في البيان الصادر عن وزارة الخارجية الإيرانية أن المتحدث باسم الوزارة «أشار إلى المسؤولية المؤكدة لدول مجموعة السبع، ولا سيما الولايات المتحدة، عن زيادة انعدام الأمن وانعدام الاستقرار في غرب آسيا، عن طريق تقديم الدعم التسليحي والمالي والسياسي للطرف المعتدي»؛ في إشارة إلى إسرائيل.

وذكرت الوزارة أنها استدعت السفيرين الألماني والنمساوي، بعدما استدعت برلين وفيينا ممثلي إيران لإدانة هجوم طهران الصاروخي على إسرائيل.

وأضافت: «نعتقد أن الدول الأوروبية لو كانت قد اتخذت إجراءات فعالة وعملية في الوقت المناسب، ومن بينها قطع الدعم بالمال والسلاح، لأوقفت آلة القتل والإبادة الجماعية للكيان الصهيوني، ولَمَا شهدنا مثل هذه المآسي».

صورة التقطها طائرة مُسيرة تُظهر أشخاصاً يقفون حول بقايا صاروخ باليستي بالصحراء بعد هجوم إيران على إسرائيل (رويترز)

إرسال قوات

وقال القيادي السابق في «الحرس الثوري»، محسن رفيق دوست، إن «إرسال قوات عسكرية إلى لبنان والجولان مطروح على طاولة إيران».

وأوضح رفيق دوست، في حديث لموقع «إيران أوبزرفر» الإخباري، أن كل الخيارات مطروحة على طاولة القوات المسلحة الإيرانية، بما في ذلك إرسال قوات عسكرية من إيران لمواجهة إسرائيل، إذا ردّت على الهجوم الصاروخي لـ«الحرس الثوري».

وأضاف القيادي البارز في الحرب الإيرانية العراقية: «لدينا القدرة على إرسال قوات عسكرية إلى لبنان والجولان. يجب أن يعرف العدو أننا لا يمكن هزيمتنا؛ لأن نظامنا لديه احتياطات وقوات كافية لمواجهة كل القوى لمدة عشرات السنين».

وأشار رفيق دوست إلى أن الهجوم الصاروخي الأخير «لم يمثل حتى واحداً في المائة من قدراتنا»، لافتاً إلى أن الأراضي الإسرائيلية «تبلغ نحو 20 ألف كيلومتر مربع، ولدى إيران القدرة على هزيمة إسرائيل، لكننا نعمل وفق توجيهات عسكرية خاصة، وسنقوم بعمليات بشكل انتقائي عندما نرى ذلك مناسباً».

ورأى رفيق دوست أن عملية «الوعد الصادق 2» كانت في وقتها المناسب. وفي رد على سؤال حول ما إذا كانت الصين وروسيا ستساند طهران إذا هاجمتها إسرائيل، قال: «إذا حدثت حرب، فلن نحتاج إلى مساعدة الآخرين، ولم نعتمد على مساعدة أي شخص». وأضاف: «إذا دخلنا في حرب، فسنعتمد على أنفسنا، دون الحاجة لدعم روسيا أو أي دولة أخرى».

وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، وهو عميد في «الحرس الثوري»، إن إيران ترحب بإعلان المتطوعين استعدادهم للذهاب إلى لبنان لدعم «حزب الله»، مضيفاً أن الحزب قادر على مواجهة إسرائيل بمفرده.

وأشار كوثري، في تصريحات لموقع «إيران أوبزرفر» الإخباري، إلى أن «حزب الله» أظهر قوته في الحروب السابقة، وخصوصاً في حرب الـ33 يوماً، وأنه الآن يمتلك القوة والقدرات الكافية للتصدي لأي هجوم إسرائيلي. كما عَدّ تهديدات إسرائيل بشن هجوم بري مجرد «بلف سياسي»، مشدداً على أن الشعب الإيراني وشعوب العالم الحرة ستدعم «حزب الله» عند الضرورة.

وقال المتحدث السابق باسم «الخارجية» الإيرانية، ناصر كنعاني، الاثنين، إن «إيران ليست لديها قوات وكيلة في المنطقة»، لافتاً إلى أن «لبنان وفلسطين يمتلكان القدرة والقوة اللازمتين، ولا حاجة لإرسال قوات مساندة أو متطوعين من الجمهورية الإسلامية».

وفي وقت سابق، ناقش مسؤولون إيرانيون إرسال القوات والمُعدات إلى جنوب لبنان والجولان في سوريا، وفق موقع «إيران أوبزرفر».

وقال عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان، النائب أحمد عجم، الثلاثاء، إن إيران «أرسلت دائماً قوات استشارية لمساعدة (حزب الله)، وهو ما ستفعله الآن»، مضيفاً أنه «سيعتمد قرار إرسال قوات تطوعية إلى جبهة لبنان على توجيهات القائد»، في إشارة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي. وقال أيضاً إن «قواتنا الاستشارية في هذه البلدان بناءً على طلب حكومات مثل سوريا ولبنان».

اختراق «حزب الله»

وعزا رفيق دوست تفجيرات أجهزة البيجر إلى اختراق في صفوف «حزب الله». ودعا المسؤولين إلى توخي الحذر، وقال: «لحسن الحظ، إن قواتنا الأمنية اتخذت التدابير اللازمة لمواجهة أي نفوذ»، معرباً عن أمله ألا تتكرر هذه الأحداث.

وتابع: «مسألة انفجار أجهزة البث حدثت بسبب خطأ ارتكبه بعض الأفراد في (حزب الله)، ونأمل ألا يحدث مثل ذلك في إيران أبداً».

وأضاف كوثري أن «عملاء إسرائيل في لبنان سيجري التعرف عليهم ومعاقبتهم».


مقالات ذات صلة

ترقب إيراني لـ«رسائل السوداني» حول سوريا

شؤون إقليمية السوداني مستقبلاً الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في القصر الحكومي ببغداد سبتمبر الماضي (أ.ب)

ترقب إيراني لـ«رسائل السوداني» حول سوريا

رجَّح نائب إيراني بارز أن يحمل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني رسائل «خاصة» حول التطورات التي شهدتها سوريا.

شؤون إقليمية الصحافية تشيتشيليا سالا لشركة تنتج برامج إذاعية صوتية رقمية «بودكاست» (رويترز)

إيطاليا تضغط للإفراج عن صحافية معتقلة في إيران

أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أنه استدعى، اليوم الخميس، السفير الإيراني في روما، بشأن توقيف الصحافية تشيتشيليا سالا قبل أسبوعين بطهران.

«الشرق الأوسط» (روما)
شؤون إقليمية خامنئي يلقي خطاباً في مراسم الذكرى الخامسة للجنرال قاسم سليماني (موقع المرشد)

خامنئي يتوعد القواعد الأميركية في سوريا

توعّد المرشد الإيراني علي خامنئي، القوات الأميركية الموجودة في سوريا، مشيراً إلى أن بقاء قواعدها سيكون «أمراً مستحيلاً».

عادل السالمي (لندن)
شؤون إقليمية خامنئي يلقي خطاباً في مراسم الذكرى الخامسة للجنرال قاسم سليماني (موقع المرشد)

خامنئي: استمرار القواعد الأميركية في سوريا مستحيل

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن استمرار حضور القوات الأميركية في سوريا «أمر مستحيل»، وحذرها من «الدهس تحت أقدام الشباب السوري».

عادل السالمي (لندن)
شؤون إقليمية صورة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية من محادثات غروسي وغريب آبادي نهاية أكتوبر الماضي

محادثات إيرانية - أوروبية تسبق تنصيب ترمب

أعلن نائب لوزير الخارجية الإيراني أن جولة جديدة من المحادثات بين إيران ودول مجموعة «الترويكا» الأوروبية الثلاث، ستُعقد يوم 13 يناير (كانون الثاني) في جنيف.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

ترقب إيراني لـ«رسائل السوداني» حول سوريا

السوداني مستقبلاً الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في القصر الحكومي ببغداد سبتمبر الماضي (أ.ب)
السوداني مستقبلاً الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في القصر الحكومي ببغداد سبتمبر الماضي (أ.ب)
TT

ترقب إيراني لـ«رسائل السوداني» حول سوريا

السوداني مستقبلاً الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في القصر الحكومي ببغداد سبتمبر الماضي (أ.ب)
السوداني مستقبلاً الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في القصر الحكومي ببغداد سبتمبر الماضي (أ.ب)

رجَّح نائب إيراني بارز أن يحمل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني رسائل «خاصة» حول التطورات التي شهدتها سوريا، ذلك خلال زيارته المزمعة إلى طهران نهاية الأسبوع.

وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، النائب علاء الدين بروجردي إن «زيارة السوداني تحظى بأهمية خاصة فيما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمي؛ نظراً للتهديدات الأمنية التي تواجهها بعض دول المنطقة، بما في ذلك العراق».

وأفاد بروجردي في تصريح لوكالة «إيلنا» الإصلاحية بأن «هناك أموراً خاصة قيلت للأصدقاء العراقيين يرغبون في نقلها إلى إيران».

وصرح: «نأمل أن تسهم هذه المناقشات في إحباط مؤامرات الأعداء وتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، وأن نلعب دوراً مؤثراً بالتعاون مع جارنا المهم العراق».

ولفت بروجردي إلى مشاورات بين طهران ودول المنطقة بعد الإطاحة بنظام البعث في سوريا ورئيسه بشار الأسد. وقال: «مع تطورات سوريا، يجب تكثيف تبادل الآراء مع دول المنطقة، خصوصاً الأردن والإمارات، وتحليل التطورات بدقة لمنع تكرار التعديات على أمن المنطقة كما حدث سابقاً»، وأضاف: «لا ينبغي أن تتكرر الإجراءات التي وقعت في سوريا مرة أخرى».

ومع ذلك، أعرب بروجردي عن اعتقاده أن «نقل الرسالة يحظى بمكانة مهمة في هذه الزيارة».

وأفادت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، الخميس، بأن السوداني سيبدأ زيارة إلى طهران الأربعاء، وذلك بعدما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الثلاثاء، إن زيارة السوداني ستكون نهاية الأسبوع المقبل، لافتاً إلى أن الزيارة تأتي في إطار المشاورات بين البلدين لتعزيز علاقاتهما وتبادل وجهات النظر حول التطورات الإقليمية، حسبما أوردت وكالة «مهر» الحكومية.

وكانت صحيفة «همشهري» التابعة لبلدية طهران، قد أشارت إلى فرضيتين حول زيارة السوداني.

وقالت إن الفرضية الأولى تتعلق بتبادل الرسائل بين الحكام الجدد في دمشق والجمهورية الإسلامية في إيران. وذلك بناءً على زيارة الوفد الأمني العراقي إلى دمشق ولقائه القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، والموقف الجديد للشرع تجاه إيران.

أما الفرضية الثانية، فهي «تتعلق بمحاور زيارة السوداني، وتتعلق بالمشاورات حول الضغوط الغربية على بغداد لحل (الحشد الشعبي)»، وأضافت الصحيفة في هذا السياق: «أفادت بعض المصادر العراقية عن الضغوط السياسية والإعلامية الأميركية والغربية على الحكومة العراقية لحل منظمة الحشد الشعبي؛ هذه الضغوط يُقال إنها واجهت معارضة من المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني ورئيس وزراء العراق أيضاً».

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم بشار الأسد خلال الحرب، ونشرت قوات «الحرس الثوري» في سوريا لإبقاء حليفها في السلطة منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011.

وتعرَّض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وأثارت التطورات السورية غضب كبار المسؤولين الإيرانيين. وتوعد المرشد الإيراني علي خامنئي في أحدث خطاباته القواعد الأميركية في سوريا.

وقال إن سوريا «تعيش حالة فوضى، وتتعرض أراضيها للاحتلال من قِبل القوى الأجنبية؛ أميركا من جهة، والكيان الصهيوني من جهة أخرى، وبعض الدول المتعدّية من جهة ثالثة». وتابع: «يجب على المعتدي أن يخرج من أرض الأمة، وإلا سيتم طرده؛ لذا فإن القواعد العسكرية الأميركية ستُداس تحت أقدام الشباب السوري».

ولم تختلف الصورة التي رسمها خامنئي عن تصريحات المسؤولين الإيرانيين، وتغطية الإعلام الحكومي بشأن وجود فوضى في سوريا، ومخاوف من احتمال حرب داخلية.

وفي 11 ديسمبر (كانون الأول)، عزا خامنئي سقوط الأسد إلى «خطة أميركية - إسرائيلية»، و«دولة جارة لسوريا»، في إشارة ضمنية إلى تركيا.

وفي 17 ديسمبر، قال خامنئي إنه «من خلال التحرك الذي حدث في سوريا، والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني وأميركا (...)، ظنوا أن قضية المقاومة قد انتهت في المنطقة». وصرح: «مخطئون بشدة».

والأسبوع الماضي، قال خامنئي إن إيران ليس لديها «وكلاء» في المنطقة، و«لن تحتاج إلى قوات تعمل بالنيابة إذا ما أرادت اتخاذ إجراء في المنطقة».

وتوقع خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».

وحضّ وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية، أسعد الشيباني، إيران، على احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها، قائلاً في منشور على منصة «إكس»: «نحذّرهم من بث الفوضى في سوريا، ونحمّلهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة».

وأدلى القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، بتصريحات لـ«الشرق الأوسط» انتقد فيها الدور الذي لعبته إيران في سوريا على مدى السنوات الماضية.

وقال الشرع إن سوريا تحولت منبراً لإيران تدير منه 4 عواصم عربية أساسية، و«عاثت حروباً وفساداً في الدول التي دخلتها، وهي نفسها التي زعزعت أمن الخليج وأغرقت المنطقة بالمخدرات والكبتاغون».

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: إن «عدم الاستقرار والفوضى في سوريا ليسا في مصلحة إيران أو أي من دول المنطقة»، مؤكداً أن «طهران تدعم تشكيل حكومة شاملة تمثل الجميع».