«الحرس الثوري»: قواتنا في أفضل حالاتها العملياتية بمضيق هرمز

قائد «البحرية» تفقد قواته في الجزر الإماراتية المحتلة

صورة نشرها إعلام «الحرس الثوري» من جولة تنغسيري بجزيرة أبو موسى اليوم
صورة نشرها إعلام «الحرس الثوري» من جولة تنغسيري بجزيرة أبو موسى اليوم
TT

«الحرس الثوري»: قواتنا في أفضل حالاتها العملياتية بمضيق هرمز

صورة نشرها إعلام «الحرس الثوري» من جولة تنغسيري بجزيرة أبو موسى اليوم
صورة نشرها إعلام «الحرس الثوري» من جولة تنغسيري بجزيرة أبو موسى اليوم

قال قائد «الوحدة البحرية» في «الحرس الثوري»، علي رضا تنغسيري، إن قواته بمضيق هرمز «في أفضل حالاتها العملياتية»، وذلك بعدما أبقت الولايات المتحدة على مجموعتين من حاملات الطائرات في مياه المنطقة وسط تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل.

وتفقد تنغسيري الجاهزية القتالية لقواته المتمركزة في الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة؛ طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى، وجزيرة سيري، وكذلك مضيق هرمز، وفق ما أوردته وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري».

وتطلق إيران تسمية «جزر نازعات» على الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة وجزيرة سيري، في إشارة إلى المنطقة الخاضعة لمقر «القيادة البحرية الخامسة» لـ«الحرس الثوري»، التي تعدّ موازية لبحرية الجيش الإيراني.

وقال تنغسيري للتلفزيون الرسمي إن «أحد الأهداف الرئيسية للزيارة هو تقييم الجاهزية التشغيلية للمعدات المضافة إلى الخطوط الدفاعية في الجزر ومضيق هرمز»؛ بما في ذلك «أنظمة الصواريخ والطائرات المسيرة، وأحدث أنظمة الرصد والإشراف الاستخباراتي». وأضاف: «حالتها التشغيلية في أفضل وضع ممكن».

وذكرت وكالة «فارس» أن تنغسيري «وجه رسالة إلى الجيران ودول الخليج (...) وفي خليج عمان»، وقال: «لقد أكدنا مراراً أن رسالتنا إلى الجيران والدول الإسلامية هي الصداقة والوحدة»، مضيفاً في الوقت نفسه أن «وجود الأعداء في هذه المنطقة يهدف إلى التفرقة والفتنة». وأكد في السياق نفسه: «سنقف بقوة وصلابة في مواجهة (عالم الأعداء بأسره)».

يأتي ذلك في وقت عادت فيه قيادات من «الحرس الثوري» إلى تكرار التهديدات بمهاجمة إسرائيل رداً على اغتيال رئيس حركة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران، كما هدد «حزب الله» اللبناني بشن هجوم مماثل للانتقام لقتل قياديه فؤاد شكر في بيروت.

مقاتلة من طراز «إف 18 سوبر هورنيت» تستعد للإقلاع من على متن حاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت» بمنطقة مسؤوليات «القيادة المركزية الأميركية» أمس الأربعاء (سنتكوم)

وقال نائب رئيس الأركان للشؤون التنسيقية، الجنرال علي عبداللهي، الأربعاء: «على النظام الصهيوني أن يأخذ وهم عدم رد إيران على جرائمه إلى القبر» وأضاف: «الرد حتمي ومؤكد، ولكن توقيته غير محدد ويخضع لقرار إيران». ودعا إلى «عدم الانخداع بدعاية العدو».

ودافع عبداللهي عن هجمات تشنها جماعة الحوثي الموالية لإيران في البحر الأحمر، وقال: «وقوفهم أمام جرائم النظام الصهيوني وأميركا بمثابة شوكة في عين الأعداء... إنهم مثل إيران في بداية الثورة، يصمدون بأقل قدر من القوة العسكرية ضد الطائرات المسيّرة والسفن الأميركية المسلحة».

بدوره، قال نائب قائد غرفة عمليات «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، الجنرال محسن تشيذري، إن رد قواته «سيكون مختلفاً، وينبغي عدم الكشف عن كيفية الرد»، مضيفاً أن «نوعية وكيفية تنفيذ الرد الإيراني تعتمدان على الظروف والموقع اللذين يمكن من خلالهما تحقيق الأهداف». وأضاف: «حتى تتحقق أهداف إيران في الوقت المناسب، وبالعنصر المفاجئ المطلوب، فقد يتم التحلي بالصبر وضبط النفس».

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، الميجور جنرال بات رايدر، أكد الثلاثاء أن حاملات الطائرات الأميركية ستبقى في المنطقة نظراً إلى عزم إيران شن هجمات انتقامية. وقال: «نأخذ هذا التهديد على محمل الجد».

وكان وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أمر مجموعتين من حاملات الطائرات بالبقاء في المنطقة في جزء من دعم إسرائيل وردع إيران.

ووصلت حاملة الطائرات «يو إس إس أبراهام لينكولن» والمدمرات المرافقة لها إلى المنطقة الشهر الماضي، وكان من المفترض أن تحل محل حاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت»، لكن أوستن أمر ببقائهما معاً في الشرق الأوسط.


مقالات ذات صلة

الفرقاطة الإيرانية «سهند» تغرق بالكامل رغم جهود إعادة توازنها

شؤون إقليمية صورة نشرتها وسائل إعلام إيرانية لفرقاطة «سهند» الأحد الماضي قبل أن تغرق بالكامل قبالة ميناء بندر عباس

الفرقاطة الإيرانية «سهند» تغرق بالكامل رغم جهود إعادة توازنها

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الفرقاطة «سهند» غرقت بالكامل في مياه ضحلة، اليوم الثلاثاء، قبالة مضيق هرمز، بميناء بندر عباس جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
الاقتصاد سفينة تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس (الموقع الإلكتروني لقناة السويس المصرية)

الاضطرابات في الممرات البحرية تُلقي بظلالها على أمن الطاقة العالمي

بينما تتجه الأنظار إلى البحر الأحمر للوقوف على حركة التجارة بعد ازدياد الهجمات على السفن العابرة، حذَّر متخصصون من التحديات التي تحيط بالممرات المائية بالمنطقة.

صبري ناجح (القاهرة)
شؤون إقليمية قوارب سريعة تابعة لـ«الحرس الثوري» خلال مناورات في جزيرة أبو موسى أغسطس الماضي (تسنيم)

«الحرس الثوري» يعلن استعراضا لـ«الباسيج البحري في محور المقاومة»

أعلن قائد بحرية «الحرس الثوري» علي رضا تنغسيري عن استعراض لـ«الباسيج البحري» في «دول محور المقاومة» الجمعة المقبل، لافتاً إلى أن قواته ستشارك بـ3 آلاف سفينة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية سفينة حربية للجيش الإيراني على متنها مسيّرات خلال تدريبات بالمحيط الهندي في يوليو 2022 (أ.ف.ب)

سفن حربية روسية ـ صينية ـ إيرانية لمناورات مشتركة في خليج عمان

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة من السفن الحربية الروسية وصلت إلى إيران لإجراء مناورات عسكرية مع إيران والصين في خليج عمان وبحر العرب.

«الشرق الأوسط» (موسكو - طهران)
شؤون إقليمية الناقلة «أدفانتدج سويت» المحتجزة لدى إيران، أثناء إبحارها بالقرب من إسطنبول في يناير العام الماضي (رويترز)

إيران تقرر مصادرة شحنة ناقلة نفط أميركية محتجزة

ستصادر إيران ما قيمته 50 مليون دولار تقريبا من النفط الخام من الناقلة «أدفانتج سويت» التي احتجزها الجيش الإيراني العام الماضي في مضيق هرمز.


إيران تدفع ملايين الدولارات لإنهاء هجوم سيبراني على نظامها المصرفي

إيرانيون في فرع بنك بطهران (إرنا)
إيرانيون في فرع بنك بطهران (إرنا)
TT

إيران تدفع ملايين الدولارات لإنهاء هجوم سيبراني على نظامها المصرفي

إيرانيون في فرع بنك بطهران (إرنا)
إيرانيون في فرع بنك بطهران (إرنا)

نقلت صحيفة «بوليتيكو» عن مصادر مطلعة أن السلطات الإيرانية دفعت فدية قدرها ملايين الدولارات لمتسللين، بعدما هدّد هجوم سيبراني واسع النطاق، استقرار نظامها المصرفي الشهر الماضي.

وقالت المصادر إن إيران دفعت على الأقل 3 ملايين دولار فدية، الشهر الماضي، لوقف مجموعة مجهولة من القراصنة من نشر بيانات حسابات فردية لنحو 20 بنكاً محلياً، فيما يبدو أنه أسوأ هجوم سيبراني شهدته البلاد، وفقاً لمحللين ومسؤولين غربيين مطلعين على الأمر.

وكانت مجموعة تدعى «آي آر ليكس»، التي لديها تاريخ في اختراق الشركات الإيرانية، هي المسؤولة على الأرجح عن الخرق، وفقاً للمسؤولين.

وقالت المصادر إن القراصنة هددوا في البداية ببيع البيانات التي جمعوها، والتي تضمنت بيانات الحسابات الشخصية وبطاقات الائتمان لملايين الإيرانيين، على شبكة الإنترنت المظلمة ما لم يتلقوا 10 ملايين دولار من العملات الرقمية، لكنهم وافقوا لاحقاً على مبلغ أقل.

ووافق المسؤولون الإيرانيون على إبرام صفقة؛ خوفاً من أن يؤدي كشف سرقة البيانات إلى زعزعة استقرار النظام المالي المتداعي في البلاد، الذي يتعرض لضغوط شديدة بسبب العقوبات الدولية، وفقاً للمسؤولين.

وأشار مسؤولون ومحللون غربيون إلى أن شركة «توسن» الإيرانية، التي تقدم خدمات بيانات للقطاع المالي، دفعت الفدية نيابة عن النظام الإيراني.

ولم تعترف إيران مطلقاً بالخرق الذي حدث في منتصف أغسطس (آب)، والذي أجبر البنوك على إغلاق ماكينات الصرف الآلي في جميع أنحاء البلاد.

وقد استخدم المتسللون «توسن» مدخلاً لاختراق بيانات 20 بنكاً إيرانياً، منها بنك الصناعة والتعدين، وبنك البريد الإيراني، والبنك المركزي.

ويُعتقد أن إيران اضطرت لدفع الفدية خوفاً من أن يؤدي نشر البيانات إلى زعزعة استقرار النظام المالي المتأزم في ظل العقوبات الدولية المستمرة.

ومع تضخم يصل إلى 40 في المائة، يعتمد الإيرانيون على التعاملات الرقمية، ما يجعل أي هزة في النظام المالي مصدراً كبيراً للقلق.

وعلى الرغم من أن الهجوم جرى الإبلاغ عنه في ذلك الوقت من قبل قناة «إيران إنترناشيونال» المعارضة، لكن لم يتم الكشف عن القراصنة المشتبه بهم أو مطالب الفدية.

ووجّه المرشد الإيراني، علي خامنئي، رسالة غامضة في أعقاب الهجوم، متهماً الولايات المتحدة وإسرائيل بـ«نشر الخوف بين الشعب»، دون الاعتراف بأن البنوك في البلاد كانت تحت الهجوم السيبراني.

ورغم التوترات المتصاعدة في المنطقة، قالت المصادر إن الهجوم «لا يرتبط لا بالولايات المتحدة ولا بإسرائيل».

الهجوم الأخير ليس الأول من نوعه في إيران، فقد سبق لـ«آي آر ليكس» أن نفذت اختراقات أخرى، مثل سرقة بيانات شركات التأمين الإيرانية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ومع تزايد مثل هذه العمليات حول العالم، تُطرح تساؤلات حول مدى استعداد البنوك والشركات الإيرانية للتصدي لهذه التهديدات في المستقبل.

والقطاع المالي الإيراني يعاني بالفعل من أزمات هيكلية، ويواجه تحديات تتعلق بنقص رأس المال والقروض المتعثرة. ومع تهديدات جديدة كالتي ظهرت من خلال هذا الهجوم السيبراني، يبدو أن النظام المصرفي الإيراني سيظل عرضة للمزيد من الهجمات ما لم يتم تعزيز قدراته الدفاعية بشكل جدي.