ألمانيا تدعو إيران وإسرائيل إلى ممارسة «أقصى درجات ضبط النفس»

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (رويترز)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (رويترز)
TT

ألمانيا تدعو إيران وإسرائيل إلى ممارسة «أقصى درجات ضبط النفس»

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (رويترز)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (رويترز)

قال المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم (الأربعاء)، إنه من المهم ألا يتسبب هجوم إيران على إسرائيل في تصعيد الصراع الحالي، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز».

وأضاف شولتس قبل قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «بالنسبة لنا، من المهم الآن استغلال هذه اللحظة أيضاً في إنهاء التصعيد وألا ترد إسرائيل... بهجوم كبير من تلقاء نفسها».

ويجتمع زعماء دول الاتحاد الأوروبي، اليوم، لبحث تشديد العقوبات على إيران بعد هجومها على إسرائيل بصواريخ وطائرات مسيرة يوم السبت. ويعقد الزعماء قمة في بروكسل في الوقت تحاول فيه قوى عالمية منع اتساع دائرة الصراع في الشرق الأوسط، بعد مرور أكثر من 6 أشهر على الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» المتحالفة مع إيران.

ودعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في وقت سابق اليوم، إيران وإسرائيل، إلى ممارسة «أقصى درجات ضبط النفس» في ظل خطر اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط والشرق الأدنى.

وقبل مشاركتها في اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (مجموعة السبع) المزمع عقده في جزيرة كابري الإيطالية، قالت بيربوك، (اليوم الأربعاء)، إن «دوامة التصعيد لن تخدم أحدا»، مشيرة إلى أن هذا الأمر يسري بالنسبة لأمن إسرائيل «التي لها عشرات الرهائن في قبضة حركة حماس»، وبالنسبة لسكان غزة، وبالنسبة لـ«الكثير من الناس في إيران الذين يعانون هم أنفسهم من نظام الحكم (هناك)» وكذلك بالنسبة لدول أخرى في المنطقة.

يذكر أن اجتماع وزراء خارجية دول «مجموعة السبع» سيستمر حتى بعد غد. وتتولى إيطاليا حاليا الرئاسة الدورية للمجموعة التي تضم الولايات المتحدة وكندا واليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى إيطاليا. ومن المنتظر أن يشارك في الاجتماع أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا حيث ستكون الحرب الدائرة في أوكرانيا ثاني أهم القضايا المطروحة على جدول أعمال الاجتماع.

وفي إشارة إلى الهجوم الإيراني على إسرائيل مطلع الأسبوع الجاري، قالت بيربوك إنها تسعى إلى منع «تحول الوضع شديد الخطورة في الشرق الأوسط إلى حريق إقليمي واسع النطاق».

وأضافت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر: «نحن كمجموعة السبع نتحدث بصوت واحد ندعو كل الأطراف الفاعلة في المنطقة إلى التزام أقصى درجات ضبط النفس».

وكانت بيربوك أجرت محادثات أزمة في إسرائيل قبل توجهها إلى كابري. في الوقت نفسه، دعت بيربوك إلى زيادة المساعدات المقدمة إلى أوكرانيا في مجال الدفاع الجوي، وقالت إن «تعزيز الدفاع الجوي هي مسألة تتعلق بنجاة آلاف الأشخاص في أوكرانيا، وأفضل حماية لأمننا، لهذا يتعين علينا وعلى شركائنا في جميع أنحاء العالم الآن تكثيف الجهود في التصدي للإرهاب الروسي القادم من الجو».

من ناحية أخرى، قالت بيربوك إن السلوك «المتزايد في العدوانية» من جانب الصين في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ، لا تشعر به فقط الدول المطلة على المحيط الهادئ المجاورة لـ«مجموعة السبع» بل تشعر به أوروبا أيضا.

ووفرت السلطات الإيطالية أكثر من 1300 شرطي بالإضافة إلى قوات أمن أخرى لتأمين اجتماع الوزراء في كابري، وجاء معظم أفراد الأمن هؤلاء من البر الإيطالي.

يذكر أن جزيرة كابري الواقعة في خليج نابولي يقطنها نحو 15 ألف نسمة، غير أنها تستقبل يوميا في ذورة الموسم السياحي عددا يقارب أو يفوق عدد سكانها.


مقالات ذات صلة

ميلوني تدافع عن قرار إعادة فتح السفارة الإيطالية في دمشق قبل الإطاحة بالأسد

أوروبا رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (أ.ب)

ميلوني تدافع عن قرار إعادة فتح السفارة الإيطالية في دمشق قبل الإطاحة بالأسد

رفضت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الثلاثاء، الانتقادات الموجهة لقرارها تعيين سفير في دمشق قبل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي احتفالات في دمشق بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (أ.ف.ب)

مجموعة السبع تؤكد ضرورة احترام سلامة أراضي سوريا وسيادتها

اتفق زعماء مجموعة السبع، الجمعة، على ضرورة احترام سلامة أراضي سوريا واستقلالها وسيادتها، فيما دعت بريطانيا إلى توخي الحذر بشأن مستقبل سوريا بعد نهاية حكم الأسد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

كشف قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان الخميس، عن أنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

إيطاليا: هناك كثير من التحديات القانونية حول مذكرة اعتقال نتنياهو

قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الثلاثاء، إن هناك كثيراً من التحديات القانونية حول مذكرة اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (فيوجي (إيطاليا))
أوروبا وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني في مؤتمر صحافي بختام أعمال اجتماع وزراء «مجموعة السبع» في فيوجي الثلاثاء (أ.ف.ب)

«مجموعة السبع» لـ«حل دبلوماسي» في لبنان

أنهى وزراء خارجية «مجموعة السبع» اجتماعها الذي استمر يومين في فيوجي بإيطاليا، وقد بحثوا خلاله القضايا الساخنة في العالم.

«الشرق الأوسط» (روما)

«الخارجية الإيرانية»: قرارنا بإجلاء مستشارينا من سوريا إجراء مسؤول

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي (أرشيفية - وكالة مهر الإيرانية)
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي (أرشيفية - وكالة مهر الإيرانية)
TT

«الخارجية الإيرانية»: قرارنا بإجلاء مستشارينا من سوريا إجراء مسؤول

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي (أرشيفية - وكالة مهر الإيرانية)
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي (أرشيفية - وكالة مهر الإيرانية)

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن وجود المستشارين الإيرانيين في سوريا، جرى منذ البداية بهدف تقديم الدعم للجيش السوري في حربه ضد الإرهاب، والحؤول دون توسع نطاق الفلتان الأمني إلى الجوار السوري والمنطقة برمتها؛ مردفاً بأن قرار إجلاء القوات الاستشارية أيضاً كان إجراءً مسؤولاً، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الأمنية والعسكرية والسياسية التي تسود هذا البلد والمنطقة.

جاء ذلك في تصريح أدلى به المتحدث باسم «الخارجية الإيرانية» لوكالة «إرنا»، في ضوء تصريحات الرئيس الروسي، خلال مؤتمره الصحافي السنوي على «الخط المباشر»؛ حيث أجاب عن أسئلة حول الأوضاع المحلية والعالمية، خصوصاً في أوكرانيا وسوريا والعلاقة المتوترة مع الغرب.

وادعى الرئيس الروسي في مؤتمره الصحافي أنه «عندما دخلت مجموعات المعارضة المسلحة إلى حلب كان هناك 30 ألف مقاتل... وفي السابق كان أصدقاؤنا الإيرانيون يطلبون المساعدة في سوريا، الآن يطلبون المساعدة لإخراجهم من سوريا».

ونوه بقائي بماضي العلاقات والتنسيق بين إيران وروسيا لمكافحة الإرهاب في سوريا، قائلاً: «ليس غريباً أن تكون لدى الأطراف المعنية بالتطورات في سوريا، رواياتها الخاصة حول أسباب التطورات، ودور الأطراف الفاعلة المختلفة في هذا الشأن؛ لكن يبدو في الوقت نفسه، أن بعض القضايا التي أثيرت خلال الأيام الأخيرة بشأن الدور الاستشاري الإيراني في سوريا، والتي سبقت سقوط النظام في دمشق، لم تكن مبنية على معلومات دقيقة».

الرئيسان التركي والإيراني التقيا في القاهرة على هامش قمة «دول الثماني» لبحث الوضع في سوريا (الرئاسة التركية)

وأشار بقائي إلى أن إيران ذهبت إلى سوريا بناءً على دعوة الحكومة الشرعية التي كانت تأخذ بزمام الأمور في البلد؛ مردفاً أن البلدين -إيران وسوريا- رسّخا على مدى السنوات المديدة تعاوناً فاعلاً في مجابهة الإرهاب، وتمكّنا من الحؤول دون تجذير تيار «داعش» داخل سوريا والعراق، ومن ثم توسع نطاق الإرهاب في المنطقة.

وأضاف: «بعد سقوط (داعش) تغيّرت طبيعة الوجود العسكري الإيراني على الخطوط الدفاعية السورية، واقتصرت على تقديم المساعدات الاستشارية إلى هذا البلد لمنع إعادة إحياء (داعش) والإرهاب، وأيضاً تعزيز القوة العسكرية في سوريا مقابل تهورات الكيان الصهيوني. وقد حققت هذه الخطوة نجاحاً؛ حيث شاهد الجميع أنه مع خروج القوات الاستشارية الإيرانية من الأراضي السورية، أقدم الكيان الصهيوني فوراً على احتلال المناطق الإستراتيجية، بالتزامن مع هدم البنى التحتية لهذا البلد».

وردّاً على سؤال حول إحصائية الرعايا الإيرانيين الذين نقلوا من سوريا إلى إيران، قال المتحدث باسم «الخارجية»: «إن هذا العدد ضم عائلات الدبلوماسيين لدى سوريا، وزواراً إيرانيين وغير إيرانيين، والأشخاص الذين كانوا قد ذهبوا لإغاثة النازحين اللبنانيين في سوريا»، مؤكداً أن جميع هؤلاء عادوا إلى البلاد بواسطة الطائرات الإيرانية وعبر مطار حميميم، الذي كان يستخدم بالتعاون مع روسيا مطاراً مساعداً، إلى جانب مطار دمشق.

وختم بقائي، مؤكداً أن «إيران وروسيا تجمع بينهما علاقات استراتيجية مهمة في مختلف المجالات، والمحادثات قائمة على الدوام، وبشتى المستويات بين البلدين، ونحن نفضل أن يجري تبادل وجهات النظر والخبرات من خلال قنواتها الرسمية».