مدير «الذرية الدولية» أطلع بوتين على تطورات «النووي» الإيراني

بوتين يلتقي غروسي بحضور مدير شركة روساتوم الروسية للطاقة والصناعات النووية أليكسي ليخاتشوف في سوتشي (د.ب.أ)
بوتين يلتقي غروسي بحضور مدير شركة روساتوم الروسية للطاقة والصناعات النووية أليكسي ليخاتشوف في سوتشي (د.ب.أ)
TT

مدير «الذرية الدولية» أطلع بوتين على تطورات «النووي» الإيراني

بوتين يلتقي غروسي بحضور مدير شركة روساتوم الروسية للطاقة والصناعات النووية أليكسي ليخاتشوف في سوتشي (د.ب.أ)
بوتين يلتقي غروسي بحضور مدير شركة روساتوم الروسية للطاقة والصناعات النووية أليكسي ليخاتشوف في سوتشي (د.ب.أ)

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إنه ناقش البرنامج النووي الإيراني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، في توقيت متزامن مع اجتماعات جرت في فيينا ناقشت تطورات برنامج طهران النووي، بما في ذلك اقترابها من مستويات إنتاج الأسلحة النووية.

واجتمع غروسي مع بوتين، أربعاء الأسبوع الماضي، في سوتشي بجنوب روسيا، حيث ناقشا الأوضاع بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا. ونشر الكرملين تصريحات مبدئية أدلى بها بوتين وغروسي في الاجتماع، لكنه لم يقدم تفاصيل حول الاجتماع المغلق الذي أعقب ذلك.

وقال غروسي، في طوكيو، اليوم، إنه ناقش مع بوتين عدة قضايا دولية مهمة، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني، وفق ما نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء.

وجاء اللقاء بعد أسبوع من اجتماع فصلي لمجلس المحافظين، التابع لـ«الذرية الدولية» المؤلف من 35 دولة، والذي شهد نقاشاً محتدماً حول تطورات البرنامج النووي الإيراني مع تسارع اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60 في المائة، من نسبة 90 في المائة المطلوبة لتطوير أسلحة نووية.

وقال غروسي، الأسبوع الماضي، إن إيران هي الوحيدة خارج نادي الدول الممتلكة سلاحاً نووياً، تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة وتخزينه بكميات كبيرة.

وجددت «الذرية الدولية»، الأسبوع الماضي، مطالبها لطهران بتقديم تفسيرات حول أنشطة نووية في مواقع غير معلَنة، وكذلك التراجع عن سحب تعيينات للمفتشين الدوليين، وبالتعاون «الكامل والشفاف» مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

وأحجمت القوى الغربية عن إصدار قرار يدين طهران، وعزا دبلوماسيون القرار إلى التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط والعالم، بما في ذلك تطورات الحرب بقطاع غزة، واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وهدّدت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، باتخاذ إجراء مستقبلي ضد إيران في وكالة الأمم المتحدة إذا استمرت طهران في «عرقلة» عمل الوكالة برفض التعاون معها، وعدم تقديم إجابات بشأن الأنشطة في مواقع غير معلَنة.

وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في بيان مشترك، إن انتهاكات إيران «تُلقي بظلال من الشك المعقول على استعداد إيران للوفاء الكامل بالتزاماتها في التعاون الكامل مع وكالة الطاقة الذرية». وأكدت أن ذلك يتجلى «في عدم قدرة الوكالة الأممية على تقديم ضمانات بشأن الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي».

وتُعوّل إيران على موقف روسيا والصين، المشاركتين في الاتفاق النووي، ضد القوى الغربية المشارِكة في الاتفاق.

وقال المبعوث الروسي إلى «الذرية الدولية»، ميخائيل أوليانوف، في حديث لقناة «بي بي سي الفارسية»، الأسبوع الماضي، إن روسيا «تشعر بالقلق إزاء توسع البرنامج النووي الإيراني»، محذراً من أن الوضع الخارج «مليء بالخطر، هناك احتمال الخروج عن نطاق السيطرة».

وإذ ألقى أوليانوف باللوم على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، قال: «لا توجد جهود دبلوماسية، لقد حلّت مكبرات الصوت محل الدبلوماسية الواقعية. لا يمكن التنبؤ بالوضع».

وأثارت تصريحات مسؤولين إيرانيين عن امتلاك إيران قدرات إنتاج الأسلحة النووية، قلق الوكالة الدولية من عدم شفافية البرنامج الإيراني.

وقال غروسي، الأسبوع الماضي: «ليست لديّ معلومات تؤشر إلى أن إيران تقوم بصنع قنبلة نووية. لكنني أسمع تصريحاتها وأطرح أسئلة»؛ في إشارة إلى تصريحات أدلى بها في فبراير (شباط)، علي أكبر صالحي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

وقال صالحي إن إيران «اكتسبت القدرات العلمية والتقنية» لتطوير سلاح نووي. وفي المقابل، أكد غروسي أنه يأخذ تصريحات أكبر صالحي ومسؤولين آخرين على «محمل الجِد للغاية».


مقالات ذات صلة

دوافع إيران لطرح برنامجها النووي على طاولة الحوار الأوروبية

تحليل إخباري رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً للصحافة يوم 20 نوفمبر بمناسبة اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي ندد بفقدان التعاون من قبل إيران (أ.ف.ب)

دوافع إيران لطرح برنامجها النووي على طاولة الحوار الأوروبية

7 أسباب رئيسية تدفع إيران اليوم لتغليب الحوار مع «الترويكا» الأوروبية على السير بسياسة المواجهة مع الولايات المتحدة والغرب بشكل عام.

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية مجلس الأمن يصوت بالإجماع على القرار «2231» بعد أسبوع على توقيع الاتفاق النووي بفيينا في 20 يوليو 2015 (أرشيفية - الأمم المتحدة)

«سناب باك»... إيران تواجه شبح العقوبات الأممية

لوّحت بريطانيا، الأحد، بتفعيل آلية «سناب باك» لمواجهة الخروقات الإيرانية في الاتفاق النووي لعام 2015؛ ما يعرض طهران لخطر العودة التلقائية إلى العقوبات الأممية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي

لاريجاني: تحضيراتنا مستمرة للرد على إسرائيل

أكد علي لاريجاني، أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، استمرار التحضيرات لهجوم ثالث على إسرائيل، وذلك بعد تراجع نسبي في تهديدات طهران بتوجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي

إيران وأوروبا تجتمعان لمحادثات نووية في جنيف الجمعة

تعتزم إيران إجراء محادثات نووية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في جنيف.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

يمثل الصعود العسكري النووي للصين هاجساً قوياً لدى دوائر صناعة القرار والتحليل السياسي والاستراتيجي بأميركا في ظل التقارب بكين وموسكو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بوريل: لا عذر لإسرائيل لرفض اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

صورة تظهر الدمار في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية استهدفت مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
صورة تظهر الدمار في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية استهدفت مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

بوريل: لا عذر لإسرائيل لرفض اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

صورة تظهر الدمار في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية استهدفت مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
صورة تظهر الدمار في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية استهدفت مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

 

طالب جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء إسرائيل بالموافقة على اتفاق مقترح لوقف إطلاق النار في لبنان قال إنه يشتمل على كل الضمانات الأمنية اللازمة لإسرائيل.

وقال بوريل في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع إنه لا يوجد عذر يبرر عدم تنفيذ الاتفاق مع جماعة «حزب الله» المدعومة من إيران، مضيفاً أنه يتعين ممارسة ضغط على إسرائيل للموافقة عليه اليوم.

وذكر مسؤول إسرائيلي كبير أن إسرائيل تبدو مستعدة للموافقة على خطة أميركية لوقف إطلاق النار مع «حزب الله» اليوم الثلاثاء.

وأعلن في الولايات المتحدة وفرنسا أمس (الاثنين) أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح وأن الدولتين توشكان على إصدار بيان مشترك تعلنان فيه وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وبينما تضاربت التصريحات ومعلومات المصادر حول موعد إعلان البيان، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر واسعة الاطلاع في واشنطن أن الجانبين الأميركي والفرنسي يستعدان لإعلان هدنة بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً تتضمن بدءاً فورياً بإجلاء عناصر «حزب الله» وأسلحتهم من المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني «بشكل يمكن التحقق منه»، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو البري المحدود للأراضي اللبنانية. وسيستند الإعلان المرتقب إلى القرار 1701 وسيتضمن إنشاء «آلية مراقبة».