إيران تعلن تسوية جزء من القضايا العالقة مع «وكالة الطاقة»

مدير المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي خلال الاجتماع الفصلي لمجلس المحافظين سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية)
مدير المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي خلال الاجتماع الفصلي لمجلس المحافظين سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية)
TT

إيران تعلن تسوية جزء من القضايا العالقة مع «وكالة الطاقة»

مدير المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي خلال الاجتماع الفصلي لمجلس المحافظين سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية)
مدير المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي خلال الاجتماع الفصلي لمجلس المحافظين سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية)

أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم (الثلاثاء)، بأن طهران قامت بتسوية جزء من القضايا العالقة مع «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» بشأن آثار اليورانيوم في 3 مواقع غير معلنة، وتفسير وجود يورانيوم بنسبة 83.7 في المائة بمنشأة «فوردو»، في خطوة تسبق تقريراً فصلياً لمدير الوكالة، التابعة للأمم المتحدة، ويتناول تطورات الملف النووي الإيراني. وتناقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية بياناً يفيد بأن إيران قدمت ضمانات حول مسألة وجود مواد نووية في موقع «مريوان» غير المعلن عنه، بالقرب من مدينة آباده في محافظة فارس، جنوب البلاد.

ومنذ أكثر من 4 سنوات، تطالب الوكالة التابعة للأمم المتحدة، بتفسيرات «ذات مصداقية» من إيران بشأن أنشطة سرية محتملة في موقع «مريوان»، وموقع سري آخر بمدينة ورامين في ضواحي طهران، وتورقوز آباد في جنوب طهران.

وعلمت الوكالة الدولية بوجود المواقع الثلاثة بعدما نشرت إسرائيل في أبريل (نيسان) 2018، جزءاً من الأرشيف النووي الذي حصلت عليه في عملية معقدة للموساد في قلب طهران، في يناير (كانون الثاني) من العام نفسه. وأفاد الإعلام الرسمي الإيراني، نقلاً عن «مصادر مطلعة» بأنه «مع تحسن العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية (...) تم حل المسألة المتعلقة بأحد المواقع المفترضة». وأضافت: «هذا ينهي تحقيق الوكالة» حول موقع مريوان الواقع بالقرب من بلدة آباده.

وقال البيان الإيراني: «إن حل الخلافات في إطار القوانين الدولية والتعاون الثنائي يمكن أن يثمر عن النتائج، وإن سياسة الضغط الإعلامي وإصدار قرارات ضد إيران لن تكون مثمرة».

وأشارت الوكالة الإيرانية الرسمية، اليوم، إلى أن «إسرائيل حاولت في الأيام الأخيرة نشر أنباء بشأن إنشاء موقع نووي إيراني جديد في جبال زاغروس»، ومن ثم «فإن تسوية إحدى هذه القضايا والملفات تعتبر أمراً جيداً في ظل التفاعلات الثنائية بين إيران والوكالة».

وأفادت وكالة «أسوشييتد برس»، الأسبوع الماضي، بأن إيران تبني موقعاً جديداً في منشأة «نطنز» تحت الأرض في جبال زاغروس ليحل محل مركز مكشوف لتصنيع أجهزة الطرد المركزي تعرض لانفجار وحريق في يوليو (تموز) 2020.

ويسبق الإعلان الإيراني اليوم، تقريراً فصلياً يرسله مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى الدول الأعضاء في مجلس محافظي الوكالة، قبل عقد الاجتماع الفصلي، الذي يبدأ أعماله الاثنين المقبل.

ومن المتوقع أن يشرح غروسي، خلال مؤتمر صحافي يعقده صباح الاثنين، آخر تطورات الاتفاق المبرم بين الوكالة الدولية، وإيران، في مارس (آذار) الماضي، بشأن حل القضايا العالقة حول المواقع غير المعلنة، وتفسير وجود تخصيب اليورانيوم بنسبة 83.7 في المائة، بمنشأة «فوردو» في وقت سابق من هذا العام.

وكانت مصادر إعلامية قد ذكرت الشهر الماضي، أن الوكالة الدولية تخشى تباطؤ إيران في تنفيذ الاتفاق الأخير.

خلال الاجتماع الماضي في مارس، تجنبت إيران قراراً جديداً من المجلس قبل أيام، خلال زيارة غروسي إلى طهران.
وحينها، قالت بريطانيا وألمانيا وفرنسا، في بيان مشترك، إنها غير مقتنعة بالتفسير الإيراني لوجود آثار يورانيوم مخصب بنسبة 83.7 في المائة في منشأة «فوردو». وكانت إيران ألقت باللوم على أحد مفتشي الوكالة الدولية.

غروسي لدى وصوله من طهران إلى مطار فيينا مارس الماضي (الوكالة الدولية)

منذ الاتفاق مع غروسي في مارس، قال مسؤولون إيرانيون إنها قامت بتسوية المسألة المرتبطة برصد جزيئات يورانيوم مخصب بنسبة 83.7 في المائة، وهو المستوى القريب من عتبة صنع قنبلة ذرية، في موقع مصنع «فوردو» تحت الأرض.
من جانب آخر، تم نصب «عدد من الكاميرات» في «أحد المواقع النووية»، لكنها ليست مشغلة حالياً، كما أفادت وسائل الإعلام.
وتعلن طهران أنها تؤيد استئناف المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وأبرمت إيران مع قوى كبرى (الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين، وألمانيا) اتفاقاً بشأن برنامجها النووي أتاح رفع عقوبات عنها لقاء خفض أنشطتها وضمان سلمية برنامجها، إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018، وطالبت باتفاق يعالج أنشطة إيران للصواريخ الباليستية والدور الإقليمي، وأعادت فرض عقوبات على إيران، التي ردت بالتراجع تدريجياً عن معظم التزاماتها.
ومنذ أبريل 2021، خاضت إيران وقوى كبرى مباحثات تهدف لإحياء الاتفاق، شاركت فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر. وعلى الرغم من تحقيق تقدم في هذه المباحثات، فإنها لم تبلغ مرحلة التفاهم لإعادة تفعيل الاتفاق.

وسرّعت إيران خطوات الابتعاد من الاتفاق النووي، مع تأكد فوز جو بايدن بالانتخابات الأميركية، رغم أنه تعهد بالتراجع عن الخطوة التي اتخذها سلفه دونالد ترمب، إذا ما عادت طهران لالتزاماتها النووية.

وأشاد المرشد الإيراني علي خامنئي، الأسبوع الماضي، بقانون ملزم للحكومة أقره البرلمان الإيراني، مطلع ديسمبر (كانون الأول) 2020.

حقائق

أبرز انتهاكات إيران للاتفاق النووي في عهد بايدن

  • يناير 2021: تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة بمنشأة «نطنز».
  • فبراير 2021: وقف البروتوكول الملحق بـ«معاهدة حظر الانتشار».
  • أبريل 2021: تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة بمنشأة «نطنز».
  • يوليو 2022: تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة بمنشأة «فوردو».
  • نوفمبر 2022: تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة بمنشأة «فوردو».


مقالات ذات صلة

عبداللهيان: لم يتم أي اتفاق حول فلسطين دون استشارة إيران

شؤون إقليمية عبداللهيان يتحدث أمام مجموعة من طلاب جامعة طهران أمس (الخارجية الإيرانية)

عبداللهيان: لم يتم أي اتفاق حول فلسطين دون استشارة إيران

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنه لم يجر التوصل لأي اتفاق حول فلسطين، من دون استشارة إيران، وحذر من وقوع «انفجار لا يمكن السيطرة عليه».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي الیوم (جماران)

طهران تلوح بالرد على أعمال ضد قواتها في المنطقة

لوحت الخارجية الإيرانية برد على أي أعمال تطول مصالحها أو «القوات الاستشارية»، وذلك بعد يومين من تأكيد «الحرس الثوري» الإيراني مقتل اثنين من ضباطه في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية عبداللهيان يستقبل نظيره العماني بدر البوسعيدي في مقر الخارجية الإيرانية وسط طهران اليوم (أرنا)

وزير خارجية إيران: المنطقة ستدخل مرحلة جديدة عبر «قوى المقاومة»

یناقش وزير الخارجية الإيراني ونظيره العماني تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وسط تكهنات بشأن احتمال إحياء الوساطة العمانية في الملف النووي الإيراني.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومحافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين خلال اجتماع اقتصادي للحكومة في مايو الماضي (الرئاسة الإيرانية)

إيران تنفي تجميد أموالها في قطر

نفى البنك المركزي الإيراني وجود أي قيود على 6 مليارات من الأموال الإيرانية التي نُقلت إلى البنوك القطرية، بموجب صفقة تبادل للسجناء بين إيران وأميركا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية المدير العام للوكالة رافائيل غروسي متحدثاً في فيينا الأربعاء (أرشيفية: «رويترز»)

غروسي: لا تتجاهلوا طموحات إيران النووية

حث رئيس «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» رافائيل غروسي القوى العالمية على استئناف المحادثات مع إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بن غفير  يطالب بعدم السماح للعمال الفلسطينيين بدخول إسرائيل

شرطي فلسطيني يدقق بوثائق العمال الفلسطينيين أثناء دخولهم معبر إيرز (أرشيفية - رويترز)
شرطي فلسطيني يدقق بوثائق العمال الفلسطينيين أثناء دخولهم معبر إيرز (أرشيفية - رويترز)
TT

بن غفير  يطالب بعدم السماح للعمال الفلسطينيين بدخول إسرائيل

شرطي فلسطيني يدقق بوثائق العمال الفلسطينيين أثناء دخولهم معبر إيرز (أرشيفية - رويترز)
شرطي فلسطيني يدقق بوثائق العمال الفلسطينيين أثناء دخولهم معبر إيرز (أرشيفية - رويترز)

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم (الأحد)، أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، دعا حكومة الحرب إلى عدم السماح للعمال الفلسطينيين بدخول إسرائيل من الضفة الغربية للعمل في الوقت الذي تبحث فيه الحكومة هذا الأمر.

وقال عبر منصة (إكس): «السماح بدخول العمال من (مناطق) السلطة الفلسطينية المغرقين في التحريض على إسرائيل استمرار لمفهوم أننا لم نستوعب شيئا من (هجوم) السابع من أكتوبر».

ومنذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تمت الموافقة على دخول خمسة آلاف عامل فلسطيني فقط تم تصنيفهم على أنهم أساسيون من أصل مئة ألف عامل يحملون تأشيرات عمل في إسرائيل.


 الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 5 من جنوده في غزة

جنود إسرائيليون في قطاع غزة بجوار مركبات عسكرية (رويترز)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة بجوار مركبات عسكرية (رويترز)
TT

 الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 5 من جنوده في غزة

جنود إسرائيليون في قطاع غزة بجوار مركبات عسكرية (رويترز)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة بجوار مركبات عسكرية (رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي في بيان في وقت مبكر اليوم (الأحد)، إن خمسة من جنوده قتلوا في الحرب على قطاع غزة.

وذكر بيان الجيش المنشور على منصة «إكس»، أن أربعة جنود قتلوا أثناء القتال في جنوب غزة فيما توفي الخامس متأثراً بجراحه بعد القتال في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).


سلطات تركيا تصدر مذكرة توقيف دولية بحق نجل الرئيس الصومالي

صورة من فيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي من حادث السير في طريق سريع بإسطنبول وتسبب به نجل الرئيس الصومالي
صورة من فيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي من حادث السير في طريق سريع بإسطنبول وتسبب به نجل الرئيس الصومالي
TT

سلطات تركيا تصدر مذكرة توقيف دولية بحق نجل الرئيس الصومالي

صورة من فيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي من حادث السير في طريق سريع بإسطنبول وتسبب به نجل الرئيس الصومالي
صورة من فيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي من حادث السير في طريق سريع بإسطنبول وتسبب به نجل الرئيس الصومالي

أصدرت السلطات التركية مذكرة توقيف دولية بحق نجل الرئيس الصومالي محمد حسن شيخ محمود، المتهم بالقتل غير العمد، وذلك بعدما تبين هروبه خارج البلاد عقب التحقيق معه في حادث دهس مواطن تركي كان يقود دراجة في إسطنبول.

وتسبب نجل الرئيس الصومالي في مقتل قائد الدراجة النارية التركي، يونس إمره غوتشر (38 عاماً)، الذي صدمه بسيارته في منطقة الفاتح في وسط مدينة إسطنبول في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في وضح النهار ولاذ بالفرار، ثم تبين فراره إلى خارج البلاد في 2 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وأفاد تقرير شرطة إسطنبول بأن نجل الرئيس الصومالي صدم سائق الدراجات النارية، حيث كان يقود سيارة تحمل «لوحة دبلوماسية» ما تسبب في الإطاحة به على جانب الطريق السريع، وتوفي في المستشفى الأربعاء الماضي (6 ديسمبر) متأثراً بإصابته.

وأفرجت الشرطة التركية عن نجل الرئيس الصومالي من دون شروط بعد التحقيق معه، بدعوى أنه غير مخطئ وأن الخطأ يقع على قائد الدراجة النارية.

وأصدر مكتب المدعي العام في إسطنبول، الجمعة، قراراً بمنع سفر نجل الرئيس الصومالي، وأرسل ملف الحادث إلى خبير لإجراء تقييم جديد بعدما تم نفي مسؤوليته في التقرير الأول.

وكشف تقرير الخبير الجديد عن أن قائد الدراجة لم يكن مخطئاً، وأن الخطأ يقع على نجل الرئيس الصومالي الذي صدمه بسيارته، ما تسبب في وفاته متأثراً بإصابته.

وأصدر مكتب المدعي العام أمراً بضبط وإحضار نجل الرئيس الصومالي خلال 24 ساعة، للمثول للتحقيق معه بتهمة «التسبب في قتل شخص بسبب الإهمال والقتل غير العمد».

وبعد صدور أمر الضبط والإحضار، توجّهت الشرطة إلى عنوان محمد حسن شيخ محمود في منطقة «أتاشهير» في إسطنبول، لكن لم يتم العثور عليه، وتبين أنه فرّ خارج البلاد بتاريخ 2 ديسمبر الحالي.

وبناء على ذلك أصدرت محكمة الصلح والجزاء في إسطنبول مذكرة توقيف دولية ضد المتهم الهارب، لعدم التمكن من العثور عليه رغم عمليات البحث، بناء على طلب الادعاء العام، بحسب ما أفادت وسائل إعلام تركية، السبت.

وأثار نبأ فرار نجل الرئيس الصومالي إلى خارج البلاد بسبب إطلاق سراحه من دون شروط، غضباً واسعاً في الشارع التركي وعلى منصات التواصل الاجتماعي.

ووجه رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، انتقاداً حاداً لإطلاق سراح نجل الرئيس الصومالي من دون رقابة قضائية، بعد تقرير أولي للشرطة.

وقال إمام أوغلو، على حسابه في «إكس»: «قلنا إننا سنتبع الإجراءات القانونية، لكن المشتبه به غادر تركيا ويداه حرتان». وأضاف: «العقلية التي تغض الطرف وتعطي الفرصة لهذا الهروب تعني للأسف أنها أضعف من أن تدافع عن حقوق مواطنيها في بلدها».


ابنا إيرانية حائزة على «نوبل» للسلام يخشيان ألا يَرياها مجدداً

علي وكيانا 17 عاماً ابنا الناشطة نرجس محمدي الفائزة بجائزة نوبل للسلام خلال مؤتمر صحافي في أوسلو (أ.ف.ب)
علي وكيانا 17 عاماً ابنا الناشطة نرجس محمدي الفائزة بجائزة نوبل للسلام خلال مؤتمر صحافي في أوسلو (أ.ف.ب)
TT

ابنا إيرانية حائزة على «نوبل» للسلام يخشيان ألا يَرياها مجدداً

علي وكيانا 17 عاماً ابنا الناشطة نرجس محمدي الفائزة بجائزة نوبل للسلام خلال مؤتمر صحافي في أوسلو (أ.ف.ب)
علي وكيانا 17 عاماً ابنا الناشطة نرجس محمدي الفائزة بجائزة نوبل للسلام خلال مؤتمر صحافي في أوسلو (أ.ف.ب)

يخشى ابن وابنة الإيرانية السجينة الحائزة على جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي من أنهما لن يلتقيا بأمهما مرة أخرى، لكنهما عبرا عن فخرهما بنضالها من أجل حقوق المرأة، بينما يستعدان لتسلم الجائزة نيابة عنها غداً الأحد.

وفازت نرجس (51 عاماً) بالجائزة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، فيما مثّل توبيخاً لقادة طهران، وأثار تنديداً من السلطات. وكانت قد صدرت بحقها عدة أحكام بالسجن وتقضي عقوبتها في سجن إيفين سيئ السمعة بطهران، بعد إدانتها بتهم منها نشر دعاية ضد الدولة.

ومن المقرر أن يتسلم ابنها وابنتها التوأمان علي وكيانا رحماني، البالغان من العمر 17 عاماً، واللذان يعيشان في المنفى في باريس، الجائزة في مجلس مدينة أوسلو ويلقيان كلمة نيابة عنها بمناسبة تسلم جائزة نوبل للسلام.

وفي رسالة تم تهريبها من السجن ونشرها التلفزيون السويدي قبل أيام، قالت نرجس إنها ستواصل النضال من أجل حقوق الإنسان حتى لو أدى ذلك إلى وفاتها. لكنها أضافت أن ابنها وابنتها هما أكثر شيء تفتقده.

وقالت كيانا، التي رأت والدتها آخر مرة منذ ثماني سنوات: «عندما يتعلق الأمر برؤيتها مرة أخرى، فأنا شخصياً متشائمة جداً».

وأضافت خلال مؤتمر صحافي عبر مترجم: «ربما أراها بعد 30 أو 40 عاماً، لكني أعتقد أنني لن أراها مجدداً... هذا لا يهم لأن والدتي ستعيش دائماً في قلبي».

وحصلت نرجس على جائزة السلام بعد ما يزيد قليلاً على عام من وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في حجز شرطة الأخلاق الإيرانية بدعوى سوء الحجاب.

نرجس محمدي في طهران 2021 (أ.ب)

وأثارت وفاة أميني احتجاجات على مستوى البلاد استمرت شهوراً، وشكلت أكبر تحد للمؤسسة الحاكمة منذ سنوات، وقوبلت الاحتجاجات بحملة أمنية دامية أودت بحياة عدة مئات من الأشخاص.

وقال علي نجل نرجس إنه قَبِل منذ الطفولة المبكرة بأن تعيش الأسرة متفرقة، ​​لكنه أضاف أنه سيظل متفائلاً بأنه قد يراها مجدداً. وأضاف: «إذا لم نرها مرة أخرى، فسنظل دوماً نفتخر بها وسنواصل نضالنا».

الكاتب السياسي الإيراني تقي رحماني يتحدث خلال مؤتمر صحافي عشية تسلم جائزة زوجته نرجس محمدي الفائزة بنوبل للسلام في أوسلو (أ.ف.ب)

وقال تقي رحماني، زوج نرجس، إن الجائزة ستمنحها صوتاً أعلى حتى إذا صارت ظروف احتجازها أصعب.

وأضاف رحماني الذي سيحضر مراسم الأحد: «إنها جائزة سياسية، وبالتالي سيكون هناك المزيد من الضغط على نرجس، لكنها في الوقت نفسه ستخلق مساحة لترديد صوت الناس».

ونرجس هي المرأة التاسعة عشرة التي تفوز بالجائزة التي تبلغ قيمتها حالياً 11 مليون كرونة سويدية أو نحو مليون دولار، وهي خامس الفائزين بالجائزة في أثناء قضاء عقوبة السجن.

وتمنح الجائزة في العاشر من ديسمبر (كانون الأول)، وهو ذكرى وفاة السويدي ألفريد نوبل الذي أسس للجائزة في وصيته عام 1895.


عشية تسلمها جائزة نوبل للسلام... الناشطة نرجس محمدي تضرب عن الطعام

نرجس محمدي (رويترز)
نرجس محمدي (رويترز)
TT

عشية تسلمها جائزة نوبل للسلام... الناشطة نرجس محمدي تضرب عن الطعام

نرجس محمدي (رويترز)
نرجس محمدي (رويترز)

تبدأ الناشطة الإيرانية نرجس محمدي المسجونة حالياً في بلادها، إضراباً جديداً عن الطعام الأحد، في يوم تسليمها جائزة نوبل للسلام في أوسلو، حيث من المقرر أن يمثلها أبناؤها، وفق ما أعلنت عائلتها السبت.

ومحمدي التي تناضل من أجل حقوق الإنسان منذ سنوات، خصوصاً ضد عقوبة الإعدام وفرض الحجاب، تبدأ إضراباً عن الطعام «تضامناً مع الأقلية الدينية البهائية»، على ما أوضح شقيقها وزوجها خلال مؤتمر صحافي في العاصمة النرويجية عشية حفل توزيع جوائز نوبل.

تقي رحماني زوج نرجس محمدي مع ابنيهما علي وكيانا خلال مراسم تسلم جائزة نوبل للسلام في أوسلو اليوم (إ.ب.أ)

وقال شقيقها الأصغر حميد رضا محمدي في تصريح مقتضب: «إنها ليست معنا اليوم، إنها في السجن وستضرب عن الطعام تضامناً مع أقلية دينية».

وأوضح تقي رحماني، زوج الناشطة البالغة 51 عاماً، أن هذه الخطوة تهدف إلى التضامن مع الأقلية البهائية التي بدأ اثنان من شخصياتها البارزة أيضاً إضراباً عن الطعام.

وأضاف خلال المؤتمر الصحافي: «قالت: سأبدأ إضرابي عن الطعام في يوم تسليمي الجائزة، وربما يسمع العالم المزيد عنها».

وبدأت الناشطتان مهوش ثابت وفريبا كمال آبادي المعتقلتان في سجن أفين، إضراباً عن الطعام، احتجاجاً على موجة اعتقالات استهدفت البهائيين الشهر الماضي.

الناشطتان مهوش ثابت وفريبا كمال آبادي المعتقلتان في سجن أفين (شبكات التواصل)

ويشكو أتباع النزعة البهائية في إيران من التمييز في حياتهم اليومية، ما يجعل من الصعب عليهم مزاولة أعمال تجارية، وحتى دفن موتاهم. كما يشتكون من حرمانهم بشكل منهجي من الوصول إلى التعليم العالي في إيران.

وكانت محمدي قد أنهت في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) إضراباً عن الطعام بدأته في السادس منه.

وبعدما أوقفت للمرة الأولى قبل 22 عاماً، أمضت نرجس محمدي القسم الأكبر من العقدين الماضيين بين السجن وخارجه بسبب نشاطها من أجل حقوق الإنسان في إيران.

وتقبع منذ نوفمبر 2021 في السجن بطهران، ولم ترَ أولادها المقيمين حالياً في فرنسا منذ 8 أعوام.

ونالت جائزة نوبل للسلام في أكتوبر (تشرين الأول)، «لنضالها ضد اضطهاد المرأة في إيران وكفاحها من أجل ضمان حقوق الإنسان والحرية للجميع».

وهي من أبرز وجوه الحراك الذي رفع شعار «امرأة، حياة، حرية» في إيران.

وبدأ التحرك الذي شهد قيام نساء بخلع الحجاب وقص شعرهن والتظاهر في الشارع بعد وفاة مهسا أميني الكردية الإيرانية البالغة 22 عاماً، إثر اعتقالها في طهران العام الماضي بدعوى سوء الحجاب. وعمدت السلطات إلى قمع حركة الاحتجاج.


أميركا توافق على بيع خراطيش دبابات لإسرائيل مقابل 106.5 مليون دولار

مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي في طريقها إلى قطاع غزة (إ.ب.أ)
مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي في طريقها إلى قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

أميركا توافق على بيع خراطيش دبابات لإسرائيل مقابل 106.5 مليون دولار

مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي في طريقها إلى قطاع غزة (إ.ب.أ)
مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي في طريقها إلى قطاع غزة (إ.ب.أ)

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اليوم السبت، إن وزارة الخارجية وافقت على إمكانية إبرام صفقة لبيع خراطيش دبابات ومعدات ذات صلة لإسرائيل بمبلغ يُقدَّر بنحو 106.5 مليون دولار.

وأضاف «البنتاغون»، في بيان، أن البيع سيكون من مخزون الجيش الأميركي، ويتكون من خراطيش «إم 830 إيه 1» شديدة الانفجار متعددة الأغراض والمضادة للدبابات مع جهاز تتبع «إم بي إيه تي» ومعدات ذات صلة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقصفت إسرائيل قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب، اليوم السبت، في مرحلة موسعة من حربها المستمرة ضد حركة «حماس» منذ شهرين، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لحماية حليفتها من مطلب عالمي بوقف إطلاق النار.

وصوت 13 من أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر لصالح القرار الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وهو القرار الذي عرقلته واشنطن. في حين امتنعت بريطانيا عن التصويت.

ومنذ انهيار الهدنة، مطلع الشهر الحالي، وسّعت إسرائيل حملتها البرية في النصف الجنوبي من قطاع غزة باقتحام مدينة خان يونس الرئيسية. وفي الوقت نفسه، أعلن الجانبان عن تصاعد كبير في القتال شمالاً.


عبداللهيان: لم يتم أي اتفاق حول فلسطين دون استشارة إيران

عبداللهيان يتحدث أمام مجموعة من طلاب جامعة طهران أمس (الخارجية الإيرانية)
عبداللهيان يتحدث أمام مجموعة من طلاب جامعة طهران أمس (الخارجية الإيرانية)
TT

عبداللهيان: لم يتم أي اتفاق حول فلسطين دون استشارة إيران

عبداللهيان يتحدث أمام مجموعة من طلاب جامعة طهران أمس (الخارجية الإيرانية)
عبداللهيان يتحدث أمام مجموعة من طلاب جامعة طهران أمس (الخارجية الإيرانية)

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنه لم يجر التوصل لأي اتفاق حول فلسطين، من دون استشارة إيران، وحذر من وقوع «انفجار لا يمكن السيطرة عليه» في الشرق الأوسط، إذا واصلت الولايات المتحدة دعم إسرائيل في الحرب ضدّ «حماس» في غزة، وذلك في أعقاب استخدام واشنطن الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي.

وقال عبداللهيان، في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: «طالما أنّ أميركا تدعم جرائم النظام الصهيوني واستمرار الحرب... فهناك احتمال حدوث انفجار لا يمكن السيطرة عليه في وضع المنطقة»، وذلك وفقاً لبيان أصدرته وزارة الخارجية، السبت.

وأتى بيان الخارجية الإيرانية بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، الجمعة، ضدّ مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى «وقف إطلاق نار إنساني فوري» في قطاع غزة.

وقال الوزير الإيراني لغوتيريش إنّ «استخدام المادة 99 يعدّ عملاً شجاعاً من جانبكم للحفاظ على السلم، ويؤيده الرأي العام الدولي»، مضيفاً أنّ «تأكيد الإسرائيليين» أنّ «حماس هي التي انتهكت» الهدنة التي انتهت في الأول من ديسمبر (كانون الأول) «كاذب تماماً»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

الدبلوماسية والميدان

وقال عبداللهيان، السبت، في خطاب أمام طلبة جامعة طهران، إنه لم يجرِ التوصل لأي اتفاق حول فلسطين، من دون استشارة إيران، مشدداً علی التنسيق الوثيق بين الدبلوماسية والميدان، في إشارة إلى تعاون وزارة الخارجية، و«فيلق القدس» الموكل بالعمليات الخارجية لـ«الحرس الثوري».

وقال عبداللهيان، خلال مشاركته في ملتقى «صلة إيران بحركات التحرر»، بجامعة طهران إن «الخطاب الثوري» من سمات السياسة الخارجية الإيرانية، ودافع بذلك عن سياسة طهران في رعاية جماعات مسلحة تدين بالولاء الآيديولوجي للمؤسسة الحاكمة في إيران.

لكن عبداللهيان نأى ببلاده مرة أخرى عن توجيه تلك الجماعات التي توصف بـ«وكلاء إيران». وقال إنها «لا تتلقى الأوامر من إيران، لكنها تقبل مبادئ وأفكار الجمهورية الإسلامية»، مضيفاً أن الإجراءات لمواجهة إسرائيل ودعم غزة «يعود جزء منها إلى مجال المقاومة في المنطقة».

وقال عبداللهيان: «نحن ندعم جماعات المقاومة، وهذا في إطار قيمنا، لكنهم يتخذون القرار وفق مصالحهم وأوضاعهم». وقال: «كان قرار المقاومة مهاجمة القواعد الأميركية في المنطقة بسبب دعمها الصريح (لإسرائيل)». وأضاف: «المقاومة قررت اتخاذ إجراءات من عدة جبهات لكي تستمر لأبعد فترة، وتخلق أوضاعاً خاصة بفتح عدة جبهات».

وكرر عبداللهيان أقواله السابقة عن تلقي بلاده رسائل أميركية، وقال: «في واحدة من هذه الرسائل طلبوا منا أن يقولوا لجماعات المقاومة، أوقفوا الهجمات على قواعدنا». وأضاف: «كانت إجابتنا واضحة، لن نصدر أي أوامر لأنهم مستقلون، وإيران تحترم قراراتها وتواصل دعمها».

وقال عبداللهيان: «هناك تنسيق وثيق بين الدبلوماسية والميدان، في توفير أقصى الأمن للمنطقة». وأضاف: «الكلمة الأخيرة ستكون للمقاومة... عندما يحين وقت الهدنة يجب على الجماعات المقاومة أن تتخذ القرار»، ونفى في الوقت نفسه أي تأثير للسياسة الإقليمية في تحسين العلاقات مع دول الجوار، على دعم الجماعات المسلحة.

وبشأن دور بلاده في فلسطين، زعم عبداللهيان أنه «لن تتم أي قضية حول فلسطين حتى الآن دون التشاور مع إيران». وأضاف: «الجماعات في العراق لا تتلقى الأوامر منا لكنها تقبل مبادئ وأفكار الجمهورية الإسلامية في إيران (...)». وتابع: «العثور على الأسلحة في ظل كثرة السماسرة من أبسط الأعمال، وأغلب (هذه الجماعات) توفر أسلحتها من الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا بسبب الخطأ الاستراتيجي الأميركي».

وتطلق تسمية «الميدان» خلال السنوات الأخيرة على أنشطة «فيلق القدس» ذراع العمليات الخارجية لـ«الحرس الثوري»، والجماعات التي يرعاها بالمال والسلاح في عدد من دول المنطقة. وكانت التسمية قد وردت في شهادة أدلى بها وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف للأرشيف الخاصة بالحكومة وجرى تسريبها في أبريل (نيسان) 2021. ويشكو ظريف في المقابلة من تأثير أنشطة الميدان على السياسة الخارجية الإقليمية.

بلا جدوى

بشأن الاتفاق النووي، قال الوزير الإيراني: «رغم كل عيوبه، إذا وفّر مصالحنا فسنستخدمه». وأضاف: «حتى هذه اللحظة لسنا على طريق توقيع اتفاق للعودة إلى الاتفاق النووي بسبب عدم مراعاة خطوطنا الحمراء من الطرف المقابل في فترة ما»، وتابع: «هذا لا يعني أننا نبعد الاتفاق النووي من الطاولة، لكن كلما تقدم الوقت أصبح بلا جدوى». وأضاف: «لن نبقى في النفق الضيق للاتفاق النووي إلى الأبد».

وكان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قد دعا في وقت سابق من هذا الشهر إلى مفاوضات جديدة بين القوى الكبرى والبرنامج النووي الإيراني.

وقال غروسي، الشهر الماضي، إن سحب إيران لترخيص عدد من المفتشين الدوليين في الصيف الماضي، وجه ضربة خطيرة لعمل وكالة الطاقة الذرية. وتخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، منذ أبريل 2021، هي نسبة قريبة من 90 في المائة المطلوبة لصنع الأسلحة.

وكان من بين المفتشين خبير روسي في مجال التخصيب، سحب اعتماده بعد أشهر من ملاحظته لتغيير جوهري في مجموعة من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو، ما أدى إلى زيادة مستوى التخصيب إلى 83.7 في المائة، وهو رقم قياسي لم تبلغ إيران وكالة الطاقة الذرية به.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، حذر غروسي المجتمع الدولي من الفشل في الجهود المتعلقة بإيران كما حدث مع كوريا الشمالية التي طردت مفتشي الوكالة وعملت على تطوير أسلحة نووية.


طهران وسوريا تتفقان على إلغاء الدولار في التعامل بينهما

اجتماع اللجنة العليا للتعاون الاقتصادي الإيراني - السوري في طهران... السبت (إرنا)
اجتماع اللجنة العليا للتعاون الاقتصادي الإيراني - السوري في طهران... السبت (إرنا)
TT

طهران وسوريا تتفقان على إلغاء الدولار في التعامل بينهما

اجتماع اللجنة العليا للتعاون الاقتصادي الإيراني - السوري في طهران... السبت (إرنا)
اجتماع اللجنة العليا للتعاون الاقتصادي الإيراني - السوري في طهران... السبت (إرنا)

أعلن النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر، (السبت)، توقيع اتفاق مع رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس، بشأن التجارة الحرة، وإلغاء الرسوم التجارية، وإنشاء حركة ملاحة بحرية منتظمة، وتطوير وسائل النقل بين البلدين، بحسب ما ذكرت وكالة «إرنا» الرسمية، في حين نقل تلفزيون «العالم» عن مخبر، عبر ترجمة رسمية، قوله إن البلدين توصلا أيضاً إلى «اتفاق بشأن استخدام العملات المحلية، والتخلي عن الدولار في التعاملات بينهما».

وعقد مخبر وعرنوس مؤتمراً صحافياً مشتركاً في مجمع «سعد آباد الثقافي» بطهران، شغل الوضع في غزة حيزاً واسعاً من كلام المسؤولين خلاله، حيث عدّ المسؤول الإيراني «أن الأميركيين والصهاينة قد لجأوا إلى قتل النساء والأطفال تعويضاً عن فشلهم الذريع في تحقيق أغراضهم بعد عملية (طوفان الأقصى)».

وقال مخبر إن «عملية (طوفان الأقصى) استطاعت أن تعيد تضافر وتماسك نهج حركات المقاومة إلى الواجهة، وإظهار وحدة أطراف جبهة المقاومة، وستكون أصعب هزيمة للصهاينة وداعميهم الغربيين».

وأشار إلى أن «العلاقة مع سوريا هي إحدى استراتيجيات إيران، التي يؤكد عليها» قائد الثورة الإسلامية دائماً، كما أن رئيس الجمهورية يصر عليها أيضاً، موضحاً أنه «خلال زيارة آية الله رئيسي إلى سوريا، فقد تحققت انفتاحات جيدة في العلاقات الثنائية، وأن هذه الاتفاقيات تتابع بقوة حالياً».

وأفاد النائب الأول للرئيس الإيراني بأن الاجتماع الـ15 للجنة العليا للتعاون الاقتصادي بين البلدين، قد انعقد بنجاح بعد انقطاع طويل، وتم خلاله التوقيع على 6 وثائق بين الطرفين، تشمل اتفاقيات التجارة الحرة، ومذكرات التفاهم في مجالات السياحة، والمتاحف، والإعلام والمكتبات.

وأضاف: «بين الإنجازات المهمة التي حققتها مشاورات اليوم، يشار إلى الاتفاق على إنشاء حركة ملاحة بحرية منتظمة، وتطوير وسائل النقل بين البلدين».

وأكد مخبر أنه تم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة الثنائية التي تميزت بإلغاء التعريفة التجارية بين البلدين.

وكان رئيس الوزراء السوري وصل إلى طهران على رأس وفد رفيع المستوى، (الجمعة)، في زيارة تستمر 3 أيام.

ورأى عرنوس في المؤتمر الصحافي المشترك أن «هذا اللقاء من أنجح اللقاءات التي عُقدت بين البلدين؛ لأنه اتسم بالصراحة والصدق والتفاهم المتبادل».

وقال: «إن المعاناة والألم اللذين يعيشهما الشعب الفلسطيني حالياً، والحرب القاسية والمروعة التي تشنها الدول الغربية على غزة، تتم بسلسلة من الأهداف الكاذبة والمزيفة وانتهاكات حقوق الإنسان... موقف إيران وسوريا بهذا الخصوص داعم لمحور المقاومة» مؤكداً أنه «لن يتم السماح لأميركا والكيان الصهيوني بتحقيق أهدافهما، وسوف يضطران بالتأكيد إلى الاستسلام لمطالب الشعب الفلسطيني».

وأفاد عرنوس بأن زيارته «تتم في إطارين وهدفين؛ الأول لمتابعة نتائج التفاهمات والاتفاقيات التي تمت خلال زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى دمشق في 3 و4 مايو (أيار) الماضي، حيث تم التوقيع على الاتفاقيات والتفاهمات بشأن سلسلة من الأعمال المشتركة التي تخدم مصالح البلدين والشعبين... والهدف الثاني هو المشاركة في الاجتماع الـ15 للجنة العليا المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، التي عُقد آخر اجتماعاتها عام 2019».

وأثنى عرنوس على «الدعم الإيراني حكومة وشعباً، الذي لا يمكن أن يُنسى في الحرب القاسية ضد الشعب السوري»، معرباً عن امتنانه وتقديره لقيادة ومسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها. وثمّن «مواقف إيران ودعمها الاقتصادي، خصوصاً في مجال المنتجات النفطية»، مؤكداً أن «الحكومة السورية جادة في تنفيذ الاتفاقيات بحسب النظرة الاستراتيجية لرئيسي البلدين فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي».

وقال: «ينبغي بذل مزيد من الجهود من قبل الحكومتين في العلاقات الاقتصادية، على الرغم من توفر الوضع السياسي المميز والترتيبات الأمنية».

كما أثنى عرنوس على أهمية الدور الإيراني في مرحلة إعادة إعمار سوريا، مشيراً إلى أن دمشق ستحاول بالتأكيد أن تجعل إيران الشريك الرئيسي، والدولة الأولى في إعادة الإعمار.


السلطات الإيرانية تمنع عائلة أميني من مغادرة البلاد

متظاهرة تحمل صورة مهسا أميني خلال مظاهرة أمام السفارة الإيرانية في بروكسل، 23 سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)
متظاهرة تحمل صورة مهسا أميني خلال مظاهرة أمام السفارة الإيرانية في بروكسل، 23 سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)
TT

السلطات الإيرانية تمنع عائلة أميني من مغادرة البلاد

متظاهرة تحمل صورة مهسا أميني خلال مظاهرة أمام السفارة الإيرانية في بروكسل، 23 سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)
متظاهرة تحمل صورة مهسا أميني خلال مظاهرة أمام السفارة الإيرانية في بروكسل، 23 سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)

منعت السلطات الإيرانية أفراد عائلة مهسا أميني، التي أثارت وفاتها في سبتمبر (أيلول) 2022 موجةَ احتجاجات واسعة في إيران، من مغادرة البلاد لتسلّم «جائزة ساخاروف» التي منحها البرلمان الأوروبي للشابة، وفق ما أفادت محاميتهم في فرنسا السبت.

وقالت شيرين أردكاني إن والدي أميني وشقيقها «مُنعوا من الصعود على متن الطائرة التي كانت من المقرر أن تنقلهم إلى فرنسا لتسلّم جائزة ساخاروف... منتصف ليل أمس على الرغم من حيازتهم تأشيرة دخول».

وأضافت: «تمّت مصادرة جوازات سفرهم»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان البرلمان الأوروبي منح أميني في أكتوبر (تشرين الأول)، «جائزة ساخاروف لحرية الفكر»، وهي أهم جائزة في مجال حقوق الإنسان من الاتحاد الأوروبي.

وتوفيت الشابة الكردية أميني عن عمر 22 عاماً في 16 سبتمبر (أيلول) 2022 بعد ثلاثة أيام على تدهور حالتها الصحية أثناء توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران بدعوى سوء الحجاب. وتقول عائلة الشابة إنها توفيت من ضربة تلقتها على الرأس، إلا أن السلطات تنفي ذلك.

وأطلقت وفاتها احتجاجات واسعة رفع المشاركون فيها شعار «امرأة.. حياة.. حرية».

وقتل المئات خلال الاحتجاجات إثر حملة أطلقتها قوات الأمن لإخماد الاحتجاجات، بينما أوقفت السلطات آلاف الأشخاص.

وعدت أردكاني أن السلطات الإيرانية تسعى جاهدة في هذه الفترة «للحؤول دون إيصال عائلات الضحايا صوتها إلى المجتمع الدولي»، خصوصاً وأن تسليم «جائزة ساخاروف» المقرر الثلاثاء يأتي بعد يومين من تسليم جائزة نوبل للسلام التي منحت للناشطة الحقوقية الإيرانية نرجس محمدي المسجونة حالياً في طهران.

آلاف شاركوا في مراسم أربعين مهسا أميني يشقون طريقهم نحو مقبرة في سقز الكردية غرب إيران في 26 أكتوبر 2022 (أ.ف.ب)

وكانت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، عدّت لدى الإعلان عن اسم الفائزة بـ«جائزة ساخاروف»، أن «قتل... أميني الوحشي شكل منعطفاً»، وأطلق «حركة قادتها نساء دخلت التاريخ وبات شعار (امرأة حياة حرية) شعاراً يجمع خلفه كل الذين يدافعون عن المساواة والكرامة والحرية في إيران».

ورغم توقف الاحتجاجات بشكل شبه كامل في إيران بعد ستة أشهر من اندلاعها في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، فإن السلطات لا تزال تمارس قيوداً على أسر الضحايا والمعتقلين، وتمنع إقامة مراسم لإحياء ذكراهم.


إردوغان: مجلس الأمن بحاجة إلى إصلاح

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)
TT

إردوغان: مجلس الأمن بحاجة إلى إصلاح

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)

دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم السبت، إلى إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، منددا بتمكن الولايات المتحدة من استخدام حق النقض (فيتو) ضد اقتراح لوقف إطلاق النار في غزة على الرغم من الدعم الكبير من دول أخرى.

وقال إردوغان في مؤتمر لحقوق الإنسان يُعقد في إسطنبول «طلب مجلس الأمن وقف إطلاق النار لم يعرقله إلا الفيتو الأميركي. هل هذه عدالة؟». وأضاف «مجلس الأمن بحاجة إلى إصلاح»، وفق ما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء.