الجيش الإسرائيلي: التطورات «السلبية» للبرنامج الإيراني قد تدفعنا للرد

قال رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، إن التطورات «السلبية» في البرنامج النووي الإيراني قد تدفع إسرائيل إلى الرد، في الوقت الذي قلل فيه مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من شأن أي تهديد فوري قد تشكله منشأة نووية جديدة تقيمها طهران تحت الأرض. وباءت بالفشل حتى الآن جهود القوى العالمية للتفاوض بشأن فرض قيود جديدة على تخصيب اليورانيوم ومشروعات أخرى يمكن أن تُستخدم في تصنيع القنابل، ما دفع إسرائيل للتهديد باللجوء إلى القوة إذا رأت أن الدبلوماسية قد وصلت إلى طريق مسدود. وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي في كلمة خلال مؤتمر أمني استضافه معهد السياسات والاستراتيجيات في جامعة رايشمان إن إيران «تقدمت في تخصيب اليورانيوم أكثر من أي وقت مضى... هناك تطورات سلبية تلوح في الأفق، وقد تستدعي إجراءً (عسكرياً)»، حسب «رويترز».

وقال هاليفي إن إسرائيل لديها قدرات «جيدة» في مواجهة إيران، مشدداً على ضرورة تعزيزها أكثر حتى تكون قادرة على «خوض معركة واسعة مع إيران.

وصرح هاليفي أن إسرائيل تتابع من كثب هذا التطور، دون أن يذكر بالتفصيل طبيعة هذه التطورات، أو ماهية الإجراء الذي قد يُتخذ ومن سيقوم به. وذكر هاليفي: «لدينا قدرات، ولدى آخرين قدرات أيضاً»، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة حليفة إسرائيل. وينقسم الخبراء حول ما إذا كان للجيش الإسرائيلي نفوذ يستطيع من خلاله إلحاق ضرر دائم بالمنشآت النووية الإيرانية التي تقع في أماكن نائية ومتفرقة وحصينة. وتنفي إيران سعيها لامتلاك قنبلة نووية، وتعهدت برد مدمر على أي هجوم.

وأفادت وكالة «أسوشيتد برس» للأنباء أمس الاثنين بأن إيران تبني موقعاً جديداً تحت الأرض في جبال زاغروس ليحل محل مركز مكشوف لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز النووية القريبة التي تعرضت لانفجار وحريق في يوليو (تموز) 2020.

وفي حديثه أمام رئيس الجيش الإسرائيلي في المؤتمر نفسه، قال مستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي، إن إسرائيل لم تتفاجأ بتقارير حول منشأة نووية إيرانية جديدة تحت الأرض، من المحتمل أن تكون منيعة أمام القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات.

وقال هنغبي: «هذا يحد بالطبع من القدرة على شن هجوم بالمقارنة مع المنشآت الموجودة فوق الأرض، إنها أسهل بالطبع. لكن ما يمكن قوله في هذا الأمر هو أنه لا يوجد مكان لا يمكن الوصول إليه»، مشدداً على أن إسرائيل تفضل كبح البرنامج النووي الإيراني عن طريق إبرام اتفاق، وليس عسكرياً، ولكنه استدرك قائلاً إن بلاده «ستتخذ إجراءات إذا لزم الأمر»، وفق ما نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وفي أعقاب حادثة عام 2020، أعلنت إيران في عام 2021 أنها تعمل على نقل بعض تجهيزات تصنيع أجهزة الطرد المركزي إلى «قلب الجبل بالقرب من نطنز»، وهي منطقة يجري فيها المهندسون الإيرانيون أعمال حفر منذ فترة طويلة. ورفض هنغبي التهديد بشن هجوم إسرائيلي بشكل صريح، بل أشار إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الولايات المتحدة حين أوضح أن لديها قنابل ضخمة من طراز «جي بي يو-43/بي» ليست في ترسانة إسرائيل. وقال: «هذه (المنشأة التي تقع تحت الأرض بالقرب من نطنز) سيستغرق اكتمالها سنوات» على أي حال. وأضاف أنه رغم أن واشنطن تفضل اتباع الدبلوماسية مع إيران، لا يوجد اختلاف كبير بين الحلفاء بشأن «الخطوط الحمراء» المحتملة للجوء للعمل العسكري كملاذ أخير.

جاء ذلك بعد يوم من تصريحات رئيس الاستخبارات الإسرائيلية، الذي أكد أن إيران لم تتخذ قراراً بعد إزاء تصنيع أسلحة نووية، من ناحية التخصيب ومن ناحية الأسلحة، لكنه قال إن «هناك استعداداً لليوم الذي يتخذ فيه الزعيم الإيراني أو خليفته هذا القرار».

وفي أبريل (نيسان) الماضي، قال هاليفي إن بلاده مستعدة لشن هجوم استباقي على إيران، من دون مساعدة أميركية. وأبلغت إسرائيل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ودولاً أوروبية عدة بأنها قد توجه ضربة عسكرية لإيران إذا خصبت اليورانيوم فوق مستوى 60 في المائة.

وأثيرت تكهنات بأن إسرائيل قد تعتمد على دول على حدود إيران كنقاط انطلاق لشن ضربات. ورفضت إحدى هذه الدول، وهي أذربيجان، هذه الفكرة رغم علاقاتها القوية مع إسرائيل. وقال نائب وزير الخارجية الأذربيجاني فريد رزاييف في المؤتمر: «نمتنع عن التدخل في نزاعات أو مشكلات (الدول الأخرى)، بما يشمل السماح باستخدام أراضينا في بعض العمليات أو المغامرات».

طهران توسِّع منشأة «نطنز» في عمق كبير تحت الأرض

بالقرب من قمة جبال زاغروس في وسط إيران، يشيّد عمال منشأةً نوويةً على عُمقٍ كبيرٍ تحت الأرض، مما يجعلها بعيدة عن مدى سلاح أميركي حديث مصمَّم لتدمير مثل تلك المواقع، حسب خبراء وصور ملتقَطة بواسطة القمر الصناعي نشرتها وكالة «أسوشييتد برس».

توضح الصور والمقاطع المصورة من جانب شركة «بلانيت لابس» أن إيران تحفر أنفاقاً في الجبل بالقرب من موقع «نطنز» النووي، الذي تعرض لهجمات تخريبية متكررة في ظل مواجهة طهران للغرب بسبب برنامجها النووي.

تعقّد تلك المنشأة جهود الغرب المبذولة لمنع إيران من تصنيع قنبلة نووية كما هو محتمل، مع استمرار تعثر الجهود الدبلوماسية فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ومواصلة إيران تخصيب اليورانيوم بدرجة تقترب من مستويات تصنيع الأسلحة.

كابوس التصعيد

حذرت مديرة سياسة منع انتشار الأسلحة النووية في «جمعية الحد من الانتشار» ومقرها واشنطن، كيلسي دافنبورت، من أن الانتهاء من تشييد تلك المنشأة سوف يمثل «سيناريو كابوسياً ينذر بحدوث مسار حلزوني تصعيدي جديد». وأوضحت قائلة: «بالنظر إلى مدى اقتراب إيران من تصنيع قنبلة نووية، لا يوجد سوى احتمال ضئيل أن تعزز برنامجها دون التقيد بالخطوط الحمراء الأميركية والإسرائيلية. عند هذه المرحلة، سوف يزيد أي تصعيد آخر خطر نشوب صراع».

تأتي أعمال البناء في موقع «نطنز» بعد 5 سنوات من انسحاب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، من الاتفاق النووي، بعدما انتقد عدم معالجة الاتفاق برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، وأنشطتها الإقليمية المتمثلة بدور «الحرس الثوري».

مع ذلك كان ما نجح فيه الاتفاق هو تقييد نسبة تخصيب اليورانيوم في إيران بـ3.67 في المائة، وهي درجة كافية لتشغيل محطات توليد الكهرباء المدنية، مع تحديد كمية المخزون بـ300 كلغ تقريباً (660 رطلاً).

باشرت إيران تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مع انطلاق الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي في أبريل (نيسان) 2021، لكنّ المخاوف زادت مع عثور المفتشين مؤخراً على جزيئات يورانيوم بدرجة 83.7 في المائة. لم يتبقَّ بذلك أمامها سوى خطوة قصيرة للوصول إلى مستوى التخصيب اللازم لتصنيع سلاح نووي الذي تبلغ نسبته 90 في المائة.

بات مخزون إيران منذ فبراير (شباط) أكبر مما كان عليه في إطار الاتفاق، الذي تم إبرامه خلال فترة حكم إدارة الرئيس أوباما، بمقدار 10 أمثال، حسب تقدير مفتشين دوليين، مع الوصول إلى درجة تخصيب يورانيوم تسمح لطهران بتصنيع «عدة» قنابل نووية، حسب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

كذلك، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنهما لن يسمحا لإيران بتصنيع سلاح نووي. وقال مسؤولون أميركيون مؤخراً إن « الدبلوماسية هي أفضل طريقة لتحقيق ذلك الهدف، لكن أوضح الرئيس أيضاً أننا لم نستبعد أي خيار من على الطاولة».

نقاش في طهران

على الجانب الآخر، تنكر طهران سعيها وراء تصنيع أسلحة نووية، رغم مناقشة مسؤولين إيرانيين الآن بشكل علني قدرتهم على السعي وراء تحقيق ذلك.

ورداً على سؤال بشأن أعمال تشييد تلك المنشأة المذكورة في منشأة «نطنز»، قالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة إن «أنشطة إيران النووية السلمية شفافة وخاضعة لضوابط السلامة الخاصة بالوكالة الدولية للطاقة النووية».

لكنّ إيران التي تقيد عمل المفتشين الدوليين منذ فترة طويلة، تقول إن المنشأة الجديدة سوف تحلّ محل مركز تصنيع أجهزة طرد مركزي فوق سطح الأرض في موقع «نطنز» تعرّض لانفجار وحريق في يوليو (تموز) 2020.

وقد حمّلت طهران إسرائيل، التي لطالما كان يشتبه في تدبيرها حملات تخريبية لبرنامجها النووي، مسؤولية تلك الواقعة.

لم تعترف طهران بأي خطط أخرى خاصة بالمنشأة، رغم أن عليها الإفصاح عن الموقع لوكالة «الطاقة الذرية» التابعة للأمم المتحدة إذا كانوا يخططون لاستخدام اليورانيوم داخله.

ولم يصدر تعليق من الوكالة التي تتخذ من فيينا مقراً لها، على تقرير «أسوشييتد برس» بشأن المنشأة الجديدة المقامة تحت الأرض.

يتم إنشاء المشروع الجديد بجوار «نطنز»، وتحديداً على مسافة 225 كم تقريباً (140 ميلاً) جنوب طهران.

لطالما كان موقع «نطنز» مثار قلق دولي منذ الكشف عن وجوده منذ عقدين. وتمتد المنشأة، المحمية بمدفعية مضادة للطائرات تابعة «الحرس الثوري»، على مساحة 2.7 كم مربع (ميل مربع) في الهضبة الإيرانية الوسطى القاحلة.

وتُظهر الصور، التي تم التقاطها بواسطة القمر الصناعي في أبريل (نيسان) من جانب «بلانيت لابس»، قيام إيران بالحفر في جبل «كولانغ غازلا»، أو «جبل الفأس»، خلف السياج الجنوبي لـ«نطنز».

كذلك تكشف مجموعة أخرى من الصور حللها مركز «جيمس مارتين» للدراسات الخاصة بمنع انتشار الأسلحة النووية عن حفر 4 مداخل في موقع الجبل، اثنان منها في جهة الشرق، والاثنان الآخران في جهة الغرب. ويبلغ عرض كل مدخل 6 أمتار (20 قدماً)، وطوله 8 أمتار (26 قدماً).

يمكن قياس نطاق العمل بأكوام التراب الكبيرة، وهي اثنان جهة الغرب، وواحد جهة الشرق. استناداً إلى حجم أكوام الحفر، وغيرها من البيانات الأخرى، التي تم التقاطها بواسطة القمر الصناعي.

يقول خبراء مركز «جيمس مارتين» إن إيران تبني على الأرجح منشأة تقع على عُمق يتراوح بين 80 و100 متر. ويعدّ تحليل المركز الأول من نوعه الذي يقدّر عمق نظام الأنفاق، استناداً إلى الصور الملتقَطة بواسطة القمر الصناعي.

وقد أشار معهد العلوم والأمن الدولي، الذي يتخذ من واشنطن مقراً، والذي لطالما ركّز على برنامج إيران النووي، خلال العام الماضي، إلى أن الأنفاق قد تكون على عمق أكبر.

يقول خبراء إن حجم مشروع البناء يرجّح أن إيران سوف تمتلك القدرة على استخدام المنشأة التي تقع تحت الأرض لتخصيب اليورانيوم وليس فقط لتصنيع أجهزة طرد مركزي.

وتدير أجهزة الطرد المركزي، التي تتخذ شكل أنبوب، ويتم ترتيبها على هيئة عشرات الآلات المتتالية، غاز اليورانيوم بسرعة كبيرة لتخصيبه. وسوف يسمح تشغيل تلك الآلات الإضافية لإيران بتخصيب اليورانيوم تحت حماية الجبل.

الأسلحة التقليدية غير فعالة

قال ستيفن دي لا فوينتي، مساعد أبحاث في المركز الذي تولى قيادة تحليل أعمال الأنفاق: «يمثل عمق المنشأة مثار قلق وخوف لأنه سيزيد صعوبة الأمر بالنسبة إلينا. سيكون من الأصعب تدميره باستخدام الأسلحة التقليدية مثل القنابل المخترقة للتحصينات».

ومن المرجح أن تقع منشأة «نطنز» الجديدة على عمق أكبر من عمق منشأة «فوردو» النووية الإيرانية، وهي موقع تخصيب آخر تم كشف أمره من جانب الولايات المتحدة الأميركية ودول كبرى أخرى عام 2009. وقد أثارت المنشأة المخاوف في الغرب من قيام إيران بتحصين برنامجها من الهجمات الجوية.

دفع وجود مثل تلك المنشآت النووية المقامة تحت الأرض الولايات المتحدة الأميركية نحو تصنيع قنبلة «جي بي يو-57» التي تستطيع اختراق 60 متراً (200 قدم) من الأرض قبل انفجارها، حسب الجيش الأميركي.

ويُقال إن مسؤولين أميركيين قد ناقشوا استخدام قنبلتين من تلك القنابل المذكورة بشكل متتابع لضمان تدمير الموقع تماماً. ومن غير الواضح ما إذا كانت تلك المحاولة سوف تدمّر منشأة بعمق تلك الموجودة في «نطنز».

مع احتمال استبعاد استخدام تلك القنابل، لن يتبقى للولايات المتحدة وحلفائها سوى القليل من الخيارات لاستهداف الموقع. في حال فشل الجهود الدبلوماسية، ربما يتم استئناف الهجمات التخريبية.

وتعرَّض «نطنز» لهجوم بفيروس «ستاكسنت»، الذي يُعتقد أنه تم تخليقه من جانب إسرائيل وأميركا، ودمّر أجهزة الطرد المركزي الإيرانية.

وتواجه إسرائيل تهماً بالوقوف وراء اغتيال علماء مشاركين في البرنامج النووي، وقصف منشآت بطائرات مسيّرة تحمل قنابل، فضلاً عن هجمات أخرى. ورفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على الأمر.

يقول خبراء إن تلك الأعمال المعرقلة قد تدفع طهران بشكل أكبر نحو تصنيع القنبلة، وتجعلها تحمي برنامجها داخل الجبل على عمق أكبر يجعله عصياً على الهجمات الجوية وأعمال التخريب والجواسيس. قالت دافنبورت، خبيرة منع انتشار الأسلحة النووية: «ربما تحجّم أعمال التخريب برنامج إيران النووي على المدى القصير، لكنها ليست استراتيجية عملية ناجعة طويلة الأمد قادرة على منع تحوّل إيران إلى دولة مسلّحة نووياً». وأضافت قائلة: «يزيد وضع برنامج إيران النووي على عُمق أكبر تحت الأرض خطر انتشار الأسلحة النووية».

تقرير: إيران تحفر أنفاقاً قرب منشأة نطنز لتسريع تخصيب اليورانيوم (صور)

في الوقت الذي تسعى فيه إيران بتكثيف خططها لاستكمال مشروعها النووي، بعد أن أعلنت عن خطط لتركيب أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا لتخصيب اليورانيوم في منشأة تحت الأرض في انتهاك لاتفاقها مع القوى الكبرى، ذكر تقرير لـ«المعهد الدولي للعلوم والأمن» أنه تم حديثا حفر ثلاثة أنفاق في جبل بالقرب من منشأة نطنز النووية، وفقاً لما رصدته صور بالأقمار الصناعية.

وذكر المعهد في تقريره، أن السلطات تبني منشآت جديدة تحت الجبل لتسريع عمليات تخصيب اليورانيوم.
والتقطت الصور في الخامس من يناير الجاري، وأوضحت التقدم المستمر في أعمال البناء في الموقع المحتمل لأعمال التخصيب النووية تحت الأرض، ووفقاً للتقرير فإن أعمال البناء شملت موقعاً للدعم الهندسي المستقبلي، وثلاثة أنفاق مرتبطة بخطوط الطاقة الكهربائية، وأسساً لمكاتب إدارية وهندسية.
كما أوضحت الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية، مستودعات للبناء وشاحنات وثلاثة مخازن محاطة بسياج أمني.

وفي بداية الشهر الجاري، ذكر تقرير سري وفقاً لوكالة رويترز، أن إيران تعتزم تركيب عدة مجموعات إضافية من أجهزة الطرد المركزي المتطورة من نوع آي.آر - 2 إم في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض التي صممت على ما يبدو لمقاومة القصف الجوي.
وينص الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية على أنه يمكن لطهران استخدام أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول آي.آر - 1 فقط داخل المنشأة، وهي أقل كفاءة، وأن هذه الأجهزة هي الأدوات الوحيدة التي يمكن لإيران استخدامها في التخصيب.

ونقلت إيران مؤخراً مجموعة واحدة من المعدات من طراز آي.آر - 2 إم في نطنز.
وكتبت الوكالة في تقريرها الموجه للدول الأعضاء «في خطاب بتاريخ الثاني من ديسمبر كانون الثاني 2020، أخطرت إيران الوكالة أن الشركة المشغلة لمحطة تخصيب الوقود في نطنز تعتزم بدء تركيب ثلاث مجموعات من أجهزة الطرد المركزي آي.آر - 2 إم في المحطة».
وانتهكت إيران بالفعل الكثير من القيود الأساسية على أنشطتها النووية المنصوص عليها في الاتفاق ردا على انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب منه وقراراه التالي بإعادة فرض عقوبات اقتصادية أميركية. وتقول طهران إن من الممكن العدول سريعا عن الانتهاكات إذا ألغت واشنطن إجراءاتها.

«البنتاغون» ينشر قنابل خارقة للتحصينات ردعاً لإيران

كشف مسؤولون أميركيون أن وزارة الدفاع (البنتاغون) نقلت للمرة الأولى قنابل «خارقة للتحصينات» موجهة بدقة وتزن كل منها 250 رطلاً لوضعها على طائرات هجومية أُرسلت حديثاً إلى الشرق الأوسط، في خطوة هي الأحدث من نوعها لردع إيران. فيما أكد بحث جديد أن طهران لا تزال تعتمد على التكنولوجيا الغربية لتطوير أسلحة قوية، مثل المسيّرات التي تستخدمها روسيا ضد المدن في أوكرانيا.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين في واشنطن أن الجيش الأميركي أرسل أخيراً سرب طائرات من طراز «إيه 10 وارتهوغز» يمكنها حمل القنابل الموجهة بدقة. وجرى تجديد هذه الطائرات حديثاً لتمكينها من حمل ما يصل إلى 16 قنبلة صاعقة للتحصينات، تُعرف رسمياً باسم «جي بي يو 39 بي».
وأوضح المسؤولون أن القرار بوضع أسلحة أكثر قوة على طائرات «إيه 10 وارتهوغز» اتخذ لمنح الطيارين فرصة أكبر للنجاح في تدمير مخازن الذخيرة والأهداف الثابتة الأخرى في العراق وسوريا، حيث استهدفت القوات الأميركية مراراً من مقاتلين مدعومين من إيران.
وتصل هذه القنابل إلى المنطقة في وقت تصاعدت فيه التوترات مع إيران، التي احتجز «حرسها الثوري»، الخميس، ناقلة نفط في خليج عمان أثناء نقلها النفط الخام من الكويت إلى الولايات المتحدة.
وأفاد قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأميركية اللفتنانت جنرال أليكسوس غرينكويتش، الذي يشرف على العمليات العسكرية في سماء سوريا و20 دولة أخرى في الشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا، بأن «طائرات (إيه 10 إس) فعالة للغاية في بعض الأمور التي نحتاج إلى القيام بها». وأوضح أن السرب الجديد يمثل زيادة بنسبة 50 في المائة في عدد الطائرات الهجومية في المنطقة.
وأرسلت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سرب «وارتهوغز»، المؤلف عادة من 12 طائرة، إلى الشرق الأوسط، الشهر الماضي، بعدما نفذت القوات المدعومة من إيران سلسلة هجمات على القواعد الأميركية في سوريا، بما فيها ضربة بمسيّرة انتحارية قتلت متعاقداً أميركياً. ورد الرئيس جو بايدن على الهجمات بإصدار أوامر بشن غارات جوية على المسلحين المدعومين من إيران هناك.
ونقلت هذه الطائرات في إطار جهد أوسع لتعزيز الوجود العسكري الأميركي وسط مخاوف متزايدة من الهجمات التي تشنها إيران وحلفاؤها في كل أنحاء المنطقة.
وتمنح هذه الطائرات قوة نيران أكثر من مقاتلات «إف 15»، كما تمثل تقدماً في جهود الجيش لإثبات قيمة أسطول «وارتهوغز» المتقادم الذي يريد مسؤولو البنتاغون إحالته إلى التقاعد.
وكان الجيش الأميركي أعلن وصول غواصة تعمل بصواريخ موجهة الشهر الماضي إلى الشرق الأوسط، في عرض عام للقوة. وأفاد مسؤولون أميركيون آنذاك بأن لديهم معلومات استخبارية تفيد بأن إيران تستعد لشن هجوم بمسيرة على سفينة تجارية في المنطقة.
وأوضحوا أن هذه المخاوف تراجعت بعد وصول حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس فلوريدا»، التي يمكنها حمل 150 صاروخاً من طراز «توماهوك»، إلى البحر الأحمر.
في غضون ذلك، كشف منظمة «أبحاث تسليح النزاعات»، وهي منظمة تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، أن الطائرات المسيرة الإيرانية من «شاهد 136» التي باعتها إيران لروسيا تعمل بمحرك يعتمد على تكنولوجيا ألمانية، وهي تقنية «حصلت عليها إيران بشكل غير مشروع منذ نحو 20 عاماً».
وتؤكد هذه النتائج، التي جرى التوصل إليها من خلال الفحص التفصيلي لمكونات جلبت من أوكرانيا، قدرة إيران على محاكاة التكنولوجيا العسكرية التي حصلت عليها «بشكل غير شرعي وبراعة»، وفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية للتلفزيون، التي نقلت عن مسؤولين غربيين أنهم «يشعرون بالقلق من احتمال مشاركة روسيا في الأسلحة والمعدات الغربية الصنع التي استردت في ساحة المعركة الأوكرانية مع الإيرانيين»، علماً بأنه «حتى الآن، لا يوجد دليل قاطع على حدوث ذلك».

الجيش الإسرائيلي: قادرون ومستعدون لضرب إيران دون مساعدة أميركية

قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هيرسي هاليفي الأربعاء، إن بلاده يمكنها ،وهي مستعدة ، لشن هجوم استباقي على إيران، حتى بدون مساعدة الولايات المتحدة. وأضاف هاليفي "نحن مستعدون للعمل ضد إيران، والجيش الإسرائيلي لديه القدرة على الضرب في كل من البلدان البعيدة والقريبة من الوطن"،حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن وسائل إعلام إسرائيلية.
وأكد هاليفي أنه "في السنوات المقبلة، سيعزز الجيش الإسرائيلي بشكل كبير قدراته من أجل (ضربة استباقية على إيران)،وعلى الرغم من بعد المسافة،فإن مثل هذه الضربة ستكون ساحقة" . وأشار إلى أنه "إذا كانت الدولة اليهودية قادرة على مواجهة أي تحد أمني، فمن الأفضل دائمًا أن تكون الولايات المتحدة إلى جانبنا". وقال "نحن نعرف كيف نتصرف بمفردنا. نحن دولة ذات سيادة تحتفظ بالحق في اتخاذ قراراتها. سيكون من الجيد أن تكون الولايات المتحدة إلى جانبنا، لكن هذا ليس التزاما". ويقول قادة إسرائيليون مرارا وتكرارا إنهم لن يسمحوا لإيران بأن تصبح قوة نووية لأن ذلك يهدد وجود دولتهم .
في الأثناء، أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري إن تصريحات رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي حول برنامج إيران النووي أزعجت مسؤولين إسرائيليين ودفعتهم إلى طلب توضيحات من الإدارة الأميركية. وكان ميلي قد قال في إفادة أمام اللجنة الفرعية للمخصصات الدفاعية في مجلس النواب إن الولايات المتحدة "تظل ملتزمة كسياسة بمنع إيران من نشر سلاح نووي في الميدان".
ونقل أكسيوس عن أربعة مصادر قولها إن استخدام ميلي لتعبير "في الميدان" خلق انطباعا لدى المسؤولين الإسرائيليين بأن الولايات المتحدة غيرت سياستها تجاه إيران وإنها ستتسامح مع امتلاك طهران لبرنامج أسلحة نووية. وقال ميلي أيضا إن إيران تحتاج إلى أسبوعين لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لصنع سلاح نووي. وأضاف أن الأمر "سيستغرق منها عندئذ عدة أشهر فقط لإنتاج سلاح نووي فعلي".
وقال موقع أكسيوس إن هذا التقييم أزعج أيضا المسؤولين الإسرائيليين، إذ أن عبارة "عدة أشهر" تشير إلى مدى زمني أقصر بكثير مقارنة مع تقييم المخابرات الإسرائيلية، فضلا عن قلق الإسرائيليين من عدم إبلاغ الولايات المتحدة لهم بهذا التقييم. وبعد عدة أيام من إفادته أمام اللجنة الفرعية للمخصصات الدفاعية في مجلس النواب، قال ميلي في اجتماع للجنة القوات المسلحة بالمجلس إن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان عدم حصول إيران أبدا على سلاح نووي.
ولم يستخدم هذه المرة عبارة "نشر سلاح نووي في الميدان"، غير أنه كرر تصريحاته بأن إيران سوف تحتاج بضعة أشهر لانتاج سلاح نووي فعلي إذا خصبت ما يكفي من اليورانيوم إلى مستوى 90 في المائة. واعتبر المسؤولون الإسرائيلييون تصريحات ميلي أمام لجنة القوات المسلحة بمثابة التوضيح الذي كانوا يأملون فيه. وقال مسؤول إسرائيلي "طلبنا من إدارة بايدن إصلاحها (التصريحات) وقد فعلوا ذلك".
 

رئيسي يهدد بتدمير حيفا وتل أبيب رداً على «أدنى عمل» إسرائيلي

هدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بمحو حيفا وتل أبيب إذا ما أقدمت إسرائيل على «أدنى» تحرك ضد بلاده، وطالب في الوقت نفسه القوات الأجنبية، خصوصاً القوات الأميركية، بمغادرة المنطقة «على وجه السرعة».
جاء ذلك ضمن عدة رسائل وجهها رئيسي إلى الأطراف الإقليمية والدولية، خلال حضوره عرضاً عسكرياً سنوياً بمناسبة «يوم الجيش». وفي رسالته إلى دول المنطقة، دافع رئيسي عن تنامي القدرات العسكرية الإيرانية، وقال إن «القوات المسلحة الإيرانية ستجلب الأمن للمنطقة».
وقال رئيسي: «رسالة هذا الحضور و(يوم الجيش) رسالة سلام وصداقة لدول المنطقة، ستشد على يد من يريد حفظ الأمن للمنطقة»، قبل أن يهاجم القوات الأجنبية في المنطقة. وقال: «رسالة الجيش والقوات المسلحة للقوى الأجنبية، خصوصاً القوات الأميركية، هي أن تغادر المنطقة على وجه السرعة؛ لأن وجود إيران بالمنطقة يضمن الأمن ووجود القوات الأجنبية يهدده». وقال: «لا يخفى على أحد كيف قامت قواتنا المسلحة بحماية وحدة أراضي وأمن دول المنطقة».
وكان رئيسي يتحدث من مقصورة رئيسية في طهران للعرض العسكري، حيث مرت أمامه مختلف طرازات المسيّرات والصواريخ «الباليستية»، لقوات الجيش والقوات الموازية له في «الحرس الثوري».
وتعهد رئيسي بتقديم دعم حكومي متزايد لتجهيز ودعم القوات المسلحة. وقال: «الحكومة ترى نفسها ملزمة بإزالة هواجس القوات المسلحة في هذا المجال». وأشار إلى تجهيز الجيش بمعدات «متقدمة»، في إشارة إلى تزويد الجيش أخيراً بطائرات مسيّرة وصواريخ «باليستية» قصيرة المدى، وذلك بعد تفوق لسنوات لـ«الحرس الثوري» الذي يملك معدات حديثة مقارنة بالجيش الذي يعتمد بشكل أساسي على إرث نظام الشاه.
ووجّه رئيسي رسالة إلى إسرائيل، قائلاً: «تلقى الأعداء، وخاصة إسرائيل، هذه الرسالة؛ أن أدنى تحرك وعمل ضد الجمهورية الإسلامية، سيقابل برد قاسٍ وسيصاحب ذلك تدمير حيفا وتل أبيب».
واكبت رسائل رئيسي، تصريحات من قيادة في «الحرس الثوري» والجيش لوسائل الإعلام الإيرانية، حول تنامي القوة والتسلح والدور الإقليمي. وقال المنسق العام للجيش الإيراني، حبيب الله سياري، إن قواته لديها «أخبار جديدة عن المسيّرات»، وأضاف: «لن نستخدم قدراتنا ضد الدول الصديقة ودول المنطقة». وقال قائد القوة البحرية في الجيش، شهرام إيراني، إن «تحرك السفن الحربية الأميركية تسبب في تعب المنطقة، وقواتنا تراقب أعمالهم المؤذية». وبدوره، قال قائد قوات «الحرس الثوري» للصحافيين: «لا نريد شيئاً سوى أمن ورفاه دول المنطقة»، معتبراً أن العرض العسكري يوجه رسالة لدول المنطقة. وعن مفادها، قال: «رسالتنا لجيراننا أننا نحمي الشعوب المسلمة، ولن نتركها في الظروف الصعبة». واعتبر بلاده «مرساة الثبات والأمن في المنطقة».
في وقت سابق من هذا الأسبوع، طالب المرشد الإيراني علي خامنئي، كبار قادة القوات المسلحة، بـ«عدم الاكتفاء بأي مستوى من القوة»، وحض على التقدم في «ردع الأعداء». وقال: «يجب رصد خطط الأعداء على المدى المتوسط والطويل».
يأتي تحذير رئيسي لإسرائيل، بعدما حذر المتحدث باسم «الحرس الثوري»، رمضان شريف، السبت الماضي، إسرائيل من أي عمل عسكري إسرائيلي ضد طهران.
قبل نحو أسبوعين قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هيرسي هاليفي، إن بلاده يمكنها، وهي مستعدة، لشن هجوم استباقي على إيران، حتى من دون مساعدة الولايات المتحدة. وفي مارس (آذار) الماضي، قال مسؤول إسرائيلي رفيع لموقع «أكسيوس» الإخباري، إن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وعدة دول أوروبية أنها قد توجه ضربة عسكرية لإيران إذا خصبت اليورانيوم فوق مستوى 60 في المائة، وذلك بعدما وردت تقارير بشأن عثور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على يورانيوم مخصب بدرجة 83.7 في المائة، في نسبة قريبة من الـ90 في المائة المطلوبة لتطوير أسلحة نووية.
جاءت تهديدات إيران لإسرائيل، في وقت حض فيه وزراء خارجية مجموعة «السبع»، أمس، إيران على وقف التصعيد النووي، ودعوها إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية فيما يتعلق بعدم انتشار الأسلحة النووية.
وقال الوزراء في البيان: «نؤكد عزمنا الواضح ألا تطور إيران أبداً سلاحاً نووياً». وقال البيان: «ما زلنا نشعر بقلق عميق إزاء تصعيد إيران بلا هوادة لبرنامجها النووي، والذي ليس له أي مبرر مدني موثوق به ويقربها بشكل خطير من الأنشطة الفعلية المتعلقة بالأسلحة». وأشار البيان إلى عثور الوكالة الدولية على جزيئات يورانيوم مخصبة بنسبة 83.7 في المائة.
ودعت هذه المجموعة التي تضم كلاً من كندا وفرنسا وألمانيا واليابان وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة، إيران إلى الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالضمانات (عدم الانتشار النووي) والتعهدات المعلنة باتخاذ إجراءات فورية وملموسة، في إشارة ضمنية إلى الاتفاق الأخير بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وطهران حول التحقيق بشأن ثلاثة مواقع سرية غير معلنة، وكذلك جزيئات اليورانيوم عالية التخصيب.
وشدد البيان على أن الحل الدبلوماسي «يبقى طريقتنا المفضلة لحل المخاوف الدولية بشأن برنامج إيران النووي. وفي هذا السياق، تواصل خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) توفير مرجع مفيد».
وعبر البيان عن قلق وزراء خارجية المجموعة إزاء أنشطة إيران التي وصفها بالمزعزعة للاستقرار، والتي قال إنها تشمل نقل صواريخ وطائرات مسيّرة وتقنيات مرتبطة بها، داعياً طهران إلى التوقف عن نقل الطائرات المسيّرة التي يتم استخدامها في أوكرانيا.
ويشدد جزء من البيان على أهمية ضمان الأمن البحري في الممرات المائية في الشرق الأوسط، بما في ذلك مضيق هرمز وباب المندب، ودعت المجموعة إيران إلى عدم التدخل في حرية الملاحة لجميع السفن.
كما كررت المجموعة قلقها العميق إزاء الانتهاكات والتجاوزات المنهجية لحقوق الإنسان في إيران، خصوصاً قمع المعارضة من خلال التهديدات والترهيب. وأدانوا استهداف الأفراد، لا سيما النساء والأقليات العِرقية. كما طالبوا إيران بوقف استهداف مزدوجي الجنسية والرعايا الأجانب، وإنهاء جميع الاعتقالات التعسفية.