تترقب تركيا، الاثنين، إعلان تحالف «أتا» (الأجداد) هوية المرشح الذي سيدعمه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، المرتقبة في 28 مايو (أيار). وبعد فشلهما في تأمين أكثر من 50 في المائة من الأصوات، سيواجه مرشح تحالف «الشعب» الرئيس رجب طيب إردوغان، مرشح تحالف «الأمة» المعارض رئيس حزب «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو، في اقتراع يتوقّع أن يشهد إقبالاً واسعاً.
تنافس محموم... وخيار الحياد
وتحولّ مرشح تحالف «أتا» اليميني، سنان أوغان، الذي حصل على 5.17 في المائة من أصوات الناخبين في الجولة الأولى، إلى محور تنافس بين إردوغان وكليتشدار أوغلو. فبعد اللقاء الذي جمع إردوغان وأوغان، في إسطنبول الجمعة، سيعقد نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية»، نعمان كورتولموش، لقاء الاثنين، مع رئيس حزب «النصر»، الذي يقود تحالف «أتا»، أوميت أوزداغ، ما يشير في رأي مراقبين إلى أن المفاوضات ستتواصل حتى اللحظات الأخيرة قبل إعلان موقف التحالف اليميني.
من جانبه، سيلتقي كليتشدار أوغلو، الاثنين، وجدت أوز رئيس حزب «العدالة»، وهو ثاني أكبر الشركاء في تحالف «أتا». وحسم أوز موقف حزبه بإعلان دعمه كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة.
وقال أوز، في بيان على «تويتر»، إن القرار جاء بعد اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب، المؤلفة من 50 عضواً، وإنه سيُعلن رسمياً أثناء زيارة كليتشدار أوغلو مقر الحزب (الاثنين). وفيما يعدّ إشارة إلى احتمال أن يعلن تحالف «أتا» البقاء على الحياد بين إردوغان وكليتشدار أوغلو، قال أوز إن «البقاء على الحياد هو وسيلة غير مباشرة لدعم الحكومة الحالية، التي كان الهدف من البداية التخلص منها».
مناطق الزلزال
في سياق متصل، واصل إردوغان هجومه على المعارضة خلال زيارتين لولايتي أديامان وكهرمان ماراش، اللتين ضربتهما كارثة زلزال 6 فبراير (شباط) الماضي، واتهمها بـ«إهانة ضحايا الكارثة». وحثّ إردوغان الناخبين في الولايات الـ11 المنكوبة بالزلزال على تكرار «درس 14 مايو، الذي لقنوه للمعارضة في صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية، والجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، في جولة إعادة انتخابات الرئاسة في 28 مايو».
وكان إردوغان أعلن أن حكومته تهدف إلى البدء بتسليم مساكن دائمة للمواطنين المتضررين من الزلزال بين أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين. كما تعهّد بالعمل، دون انقطاع، حتى يحصل المواطنون الذين فقدوا منازلهم جراء الزلزال جميعاً، على مساكن جديدة، فضلاً عن ضمان عودة نحو 13 ألف مكان عمل لممارسة الأنشطة التجارية. ولفت إلى إقامة أكثر من 905 آلاف خيمة، وأكثر من 112 ألف مسكن سابقة التجهيز في أنحاء منطقة الزلزال جميعها.
في غضون ذلك، استنكر حزب «الشعوب الديمقراطية» المؤيد للأكراد، استخدام تحالف «الشعب» الحزب بوصفه وسيلة في الحملة التي يشنها ضد تحالف «الأمة» المعارض، على خلفية تمسّك مرشحه كليتشدار أوغلو بإطلاق سراح السجناء المعتقلين ظلماً جميعهم، بمَن فيهم الرئيس المشارك السابق للحزب، صلاح الدين دميرطاش.
وقال الحزب، في بيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «إن سياسيَي الحزب؛ صلاح الدين دميرطاش، وفيجان يوكسكداغ، وسجناء سياسيين آخرين، يقفون صامدين دون أن يتراجعوا ولو خطوة إلى الوراء، رغم أنهم سُجنوا ظلماً. هذا ما يخشاه (تحالف الشعب)».