«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

إيران تضاعف وتيرة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
TT

«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)

وافقت إيران على تشديد الرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منشأة فوردو الواقعة تحت الجبال، بعدما سرعت على نحو كبير تخصيب اليورانيوم بما يقترب من الدرجة المطلوبة لصناعة أسلحة.

وذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري لدول الأعضاء، أن إيران «وافقت على طلب الوكالة بزيادة وتيرة وكثافة تدابير الرقابة في منشأة فوردو لتخصيب الوقود، وتسهيل تطبيق هذا النهج الرقابي».

والأسبوع الماضي، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران ضاعفت وتيرة تخصيبها إلى نقاء يصل إلى 60 في المائة في منشأة فوردو، وهو مستوى قريب من 90 في المائة المطلوب لصنع الأسلحة النووية، ما اعتبرته القوى الغربية تصعيداً خطيراً في الخلاف مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لفوردو الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.


مقالات ذات صلة

على غرار البيجر... إيران تكتشف جهازاً مفخخاً في برنامجها النووي

شؤون إقليمية ظريف على هامش اجتماع الحكومة الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)

على غرار البيجر... إيران تكتشف جهازاً مفخخاً في برنامجها النووي

كشفت إيران عن إحباط عمل تخريبي في برنامجها لتخصيب اليورانيوم، بواسطة عمود «مفخخ» لأجهزة الطرد المركزي.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية صورة وزعها الجيش الإيراني من مدمرة «زاغروس» اليوم (أ.ب)

الجيش الإيراني يدشن مدمرة للرصد المخابراتي

أعلنت البحرية الإيرانية عن تدشين أول مدمرة للرصد المخابراتي ورصد الذبذبات، وذلك بعد أيام قليلة من تسلم الجيش ألف طائرة مسيرة جديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة وزعتها الرئاسة الإيرانية من مقابلة بزشكيان مع شبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية

بزشكيان: مستعدون للتفاوض مع ترمب ولم نخطط لاغتياله

حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الولايات المتحدة من خطر اندلاع حرب ضد الجمهورية الإسلامية، معلناً استعداد طهران للتفاوض مع الإدارة الأميركية الجديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن)
شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب (أ.ف.ب)

دعوات لترمب لاستثمار «فرصة فريدة» لردع إيران

أوصى تقريران جديدان الرئيس دونالد ترمب باتخاذ خطوات جذرية لإعادة فرض أقصى العقوبات على نظام الحكم في إيران واستغلال حالة الضعف التي يعاني منها.

إيلي يوسف (واشنطن)
شؤون إقليمية بزشكيان ونائبه محمد رضا عارف خلال اجتماع الحكومة... الأحد (الرئاسة الإيرانية)

إيران توجه رسالة «خفض تصعيد» للغرب قبيل اتفاق استراتيجي مع روسيا

يوجِّه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء الأربعاء، «رسالة مهمة» لإجراء مفاوضات «عادلة»، قبل ساعات من التوجه إلى موسكو، حيث سيوقِّع مع بوتين اتفاق شراكة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

نتانياهو يعلن التوصل إلى اتفاق لإطلاق الرهائن وحكومته تجتمع اليوم

تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين نظمها ناشطون سلميون في نيويورك (أ.ف.ب)
تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين نظمها ناشطون سلميون في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

نتانياهو يعلن التوصل إلى اتفاق لإطلاق الرهائن وحكومته تجتمع اليوم

تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين نظمها ناشطون سلميون في نيويورك (أ.ف.ب)
تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين نظمها ناشطون سلميون في نيويورك (أ.ف.ب)

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن» المحتجزين في قطاع غزة، مضيفا أنه من المقرر عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني في وقت لاحق من اليوم.
وقال مكتبه في بيان «أبلِغ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من جانب فريق التفاوض بأنه تم التوصل إلى اتفاقات للإفراج عن الرهائن». وأضاف البيان أنه من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني الجمعة للموافقة على الاتفاق.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكّد أنّ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيدخل حيّز التنفيذ الأحد، كما هو مقرّر، رغم القصف العنيف الذي استهدف القطاع الفلسطيني الخميس وتأخر الحكومة الإسرائيلية في المصادقة على الهدنة.

واتّهمت الدولة العبرية حركة حماس بـ«التراجع» عن بنود من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنت الدول الوسيطة الأربعاء التوصل إليه بعد أكثر من 15 شهرا من حرب خلّفت عشرات آلاف القتلى ودمارا واسعا وكارثة إنسانية في القطاع الفلسطيني، الأمر الذي نفته حماس. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّ «مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لن ينعقد حتى يؤكد الوسطاء أنّ حماس وافقت على كل عناصر الاتفاق»، متّهما الحركة بـ«محاولة الابتزاز للحصول على تنازلات في اللحظات الأخيرة». ومساء الخميس، قال مسؤول إسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ الحكومة الإسرائيلية ستصوّت الجمعة على اتفاق الهدنة.

وحضّت القاهرة التي شاركت إلى جانب الدوحة وواشنطن في التوسّط للتوصل الى الاتفاق، على ضرورة «البدء من دون تأخير» بتطبيق وقف النار. في المقابل أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير مساء الخميس أنّه سيستقيل من الحكومة إذا أقرّت الاتفاق «غير المسؤول» الذي توصّلت إليه مع حماس لوقف إطلاق النار في غزة بدءا من الأحد، لكن من دون أن يهدّد بالانسحاب من الائتلاف الحاكم. وقال بن غفير «إذا تمّت الموافقة على هذا الاتفاق غير المسؤول وجرى تنفيذه، فإنّ حزب القوة اليهودية لن يكون بعد الآن جزءا من الحكومة». لكنّه أوضح أنّ حزبه «لن يطيح نتانياهو ولن يعمل مع اليسار (...) ضد الحكومة».

في واشنطن، قال بلينكن في مؤتمر صحافي "أنا واثق وأتوقع أنّ التنفيذ سيبدأ، كما قلنا، يوم الأحد". وينصّ الاتفاق على ثلاث مراحل، على أن تشمل مرحلته الأولى التي ستمتدّ على ستة أسابيع، على وقف العمليات العسكرية والإفراج عن 33 من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ بدء الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وذلك مقابل إطلاق مئات من المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وسيتم التفاوض على إنهاء الحرب بالكامل خلال هذه المرحلة الأولى. كما تنصّ هذه المرحلة الأولى من الاتفاق على إدخال مساعدات إنسانية مكثفة الى قطاع غزة. ورحبّت الأمم المتحدة ودول عدّة في كل أنحاء العالم بإعلان الاتفاق.

وتسبّب هجوم حماس على إسرائيل بمقتل 1210 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا ما زال 94 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم. وقُتل أكثر من 46788 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة في غزة تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وبحسب آخر تقييم للأضرار أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، فقد تضرّر، حتى الأول من ديسمبر (كانون الأول)، أو دُمّر ما يقرب من 69% من مباني القطاع، أي ما مجموعه 170,812 مبنى.

وأعلن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن الخميس أنّ إعادة بناء النظام الصحي في قطاع غزة تتطلب 10 مليارات دولار على الأقل خلال الأعوام المقبلة. وأعلنت مصر استعدادها لاستضافة مؤتمر دولي من أجل إعادة إعمار غزة. ودعت الخارجية المصرية «المجتمع الدولي لدعم الجهد الإنساني وتقديم المساعدات لقطاع غزة، والبدء في مشروعات التعافي المبكر» تمهيدا لإعادة الإعمار.

وأعلن الاتحاد الاوروبي الخميس مساعدة إنسانية للقطاع بقيمة 120 مليون يورو، هدفها مواجهة «الوضع الكارثي» فيه.