تركيا: احتدام التنافس على أصوات القوميين في جولة الإعادة

انقسام وسط تحالف «أتا»... والحياد خيار مطروح

حشد من أنصار إردوغان خلال فعالية انتخابية في كهرمان ماراش في 20 مايو (رويترز)
حشد من أنصار إردوغان خلال فعالية انتخابية في كهرمان ماراش في 20 مايو (رويترز)
TT

تركيا: احتدام التنافس على أصوات القوميين في جولة الإعادة

حشد من أنصار إردوغان خلال فعالية انتخابية في كهرمان ماراش في 20 مايو (رويترز)
حشد من أنصار إردوغان خلال فعالية انتخابية في كهرمان ماراش في 20 مايو (رويترز)

تترقب تركيا، الاثنين، إعلان تحالف «أتا» (الأجداد) هوية المرشح الذي سيدعمه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، المرتقبة في 28 مايو (أيار). وبعد فشلهما في تأمين أكثر من 50 في المائة من الأصوات، سيواجه مرشح تحالف «الشعب» الرئيس رجب طيب إردوغان، مرشح تحالف «الأمة» المعارض رئيس حزب «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو، في اقتراع يتوقّع أن يشهد إقبالاً واسعاً.

تنافس محموم... وخيار الحياد

وتحولّ مرشح تحالف «أتا» اليميني، سنان أوغان، الذي حصل على 5.17 في المائة من أصوات الناخبين في الجولة الأولى، إلى محور تنافس بين إردوغان وكليتشدار أوغلو. فبعد اللقاء الذي جمع إردوغان وأوغان، في إسطنبول الجمعة، سيعقد نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية»، نعمان كورتولموش، لقاء الاثنين، مع رئيس حزب «النصر»، الذي يقود تحالف «أتا»، أوميت أوزداغ، ما يشير في رأي مراقبين إلى أن المفاوضات ستتواصل حتى اللحظات الأخيرة قبل إعلان موقف التحالف اليميني.

من جانبه، سيلتقي كليتشدار أوغلو، الاثنين، وجدت أوز رئيس حزب «العدالة»، وهو ثاني أكبر الشركاء في تحالف «أتا». وحسم أوز موقف حزبه بإعلان دعمه كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة.

وقال أوز، في بيان على «تويتر»، إن القرار جاء بعد اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب، المؤلفة من 50 عضواً، وإنه سيُعلن رسمياً أثناء زيارة كليتشدار أوغلو مقر الحزب (الاثنين). وفيما يعدّ إشارة إلى احتمال أن يعلن تحالف «أتا» البقاء على الحياد بين إردوغان وكليتشدار أوغلو، قال أوز إن «البقاء على الحياد هو وسيلة غير مباشرة لدعم الحكومة الحالية، التي كان الهدف من البداية التخلص منها».

مناطق الزلزال

في سياق متصل، واصل إردوغان هجومه على المعارضة خلال زيارتين لولايتي أديامان وكهرمان ماراش، اللتين ضربتهما كارثة زلزال 6 فبراير (شباط) الماضي، واتهمها بـ«إهانة ضحايا الكارثة». وحثّ إردوغان الناخبين في الولايات الـ11 المنكوبة بالزلزال على تكرار «درس 14 مايو، الذي لقنوه للمعارضة في صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية، والجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، في جولة إعادة انتخابات الرئاسة في 28 مايو».

وكان إردوغان أعلن أن حكومته تهدف إلى البدء بتسليم مساكن دائمة للمواطنين المتضررين من الزلزال بين أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين. كما تعهّد بالعمل، دون انقطاع، حتى يحصل المواطنون الذين فقدوا منازلهم جراء الزلزال جميعاً، على مساكن جديدة، فضلاً عن ضمان عودة نحو 13 ألف مكان عمل لممارسة الأنشطة التجارية. ولفت إلى إقامة أكثر من 905 آلاف خيمة، وأكثر من 112 ألف مسكن سابقة التجهيز في أنحاء منطقة الزلزال جميعها.

في غضون ذلك، استنكر حزب «الشعوب الديمقراطية» المؤيد للأكراد، استخدام تحالف «الشعب» الحزب بوصفه وسيلة في الحملة التي يشنها ضد تحالف «الأمة» المعارض، على خلفية تمسّك مرشحه كليتشدار أوغلو بإطلاق سراح السجناء المعتقلين ظلماً جميعهم، بمَن فيهم الرئيس المشارك السابق للحزب، صلاح الدين دميرطاش.

وقال الحزب، في بيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «إن سياسيَي الحزب؛ صلاح الدين دميرطاش، وفيجان يوكسكداغ، وسجناء سياسيين آخرين، يقفون صامدين دون أن يتراجعوا ولو خطوة إلى الوراء، رغم أنهم سُجنوا ظلماً. هذا ما يخشاه (تحالف الشعب)».


مقالات ذات صلة

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

شؤون إقليمية كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

قدم رئيس «الشعب الجمهوري» المرشح السابق لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو دفاعه في قضية «إهانة رئيس الجمهورية» المرفوعة من الرئيس رجب طيب إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان وبهشلي خلال الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية التركية في 29 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)

تركيا: انقسام حول المشكلة الكردية... وإردوغان قد يختار الانتخابات المبكرة

تعمق الجدل والانقسام حول احتمالات انطلاق عملية جديدة لحل المشكلة الكردية في تركيا... وذهبت المعارضة إلى وجود أزمة داخل «تحالف الشعب» الحاكم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية يسود جدل واسع في تركيا حول خلافات غير معلنة بين إردوغان وحليفه دولت بهشلي (الرئاسة التركية)

بهشلي جدد دعوة أوجلان للبرلمان وأكد عدم وجود خلاف مع إردوغان

جدد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي تمسكه بدعوته لحضور زعيم حزب العمال الكردستاني السجين للحديث أمام البرلمان مشدداً على عدم وجود خلاف مع إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الشرطة تمنع أعضاء مجلس بلدية أسنيورت في إسطنبول من حزب «الشعب الجمهوري» من دخول مبناها بعد عزل رئيسها أحمد أوزرا (موقع الحزب)

خلاف مبطن بين إردوغان وبهشلي قد يقود لانتخابات مبكرة في تركيا

تصاعدت حدة الجدل في تركيا حول تصريحات رئيس حزب «الحركة القومية» بأن هدف الدستور الجديد الذي يجري إعداده هو ترشيح الرئيس رجب طيب إردوغان للرئاسة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان وبهشلي خلال احتفال تركيا بذكرى تأسيس الجمهورية في 29 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)

بهشلي يشعل جدلاً جديداً: دستور تركيا الجديد هدفه إبقاء إردوغان رئيساً

فجر رئيس حزب "الحركة القومية" جدلا جديدا في تركيا بإعلانه أن هدف الدستور الجديد للبلاد سيكون تمكين الرئيس رجب طيب إردوغان من الترشح للرئاسة مجددا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

بوريل: لا عذر لإسرائيل لرفض اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

صورة تظهر الدمار في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية استهدفت مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
صورة تظهر الدمار في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية استهدفت مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

بوريل: لا عذر لإسرائيل لرفض اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

صورة تظهر الدمار في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية استهدفت مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
صورة تظهر الدمار في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية استهدفت مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

 

طالب جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء إسرائيل بالموافقة على اتفاق مقترح لوقف إطلاق النار في لبنان قال إنه يشتمل على كل الضمانات الأمنية اللازمة لإسرائيل.

وقال بوريل في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع إنه لا يوجد عذر يبرر عدم تنفيذ الاتفاق مع جماعة «حزب الله» المدعومة من إيران، مضيفاً أنه يتعين ممارسة ضغط على إسرائيل للموافقة عليه اليوم.

وذكر مسؤول إسرائيلي كبير أن إسرائيل تبدو مستعدة للموافقة على خطة أميركية لوقف إطلاق النار مع «حزب الله» اليوم الثلاثاء.

وأعلن في الولايات المتحدة وفرنسا أمس (الاثنين) أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح وأن الدولتين توشكان على إصدار بيان مشترك تعلنان فيه وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وبينما تضاربت التصريحات ومعلومات المصادر حول موعد إعلان البيان، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر واسعة الاطلاع في واشنطن أن الجانبين الأميركي والفرنسي يستعدان لإعلان هدنة بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً تتضمن بدءاً فورياً بإجلاء عناصر «حزب الله» وأسلحتهم من المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني «بشكل يمكن التحقق منه»، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو البري المحدود للأراضي اللبنانية. وسيستند الإعلان المرتقب إلى القرار 1701 وسيتضمن إنشاء «آلية مراقبة».