السعودية: تأهيل آلاف المعلمات في الفنون الموسيقية

خطة لتأسيس النشء في المهارات الموسيقية وتأهيلهم عبر المناهج الدراسية (وزارة الثقافة)
خطة لتأسيس النشء في المهارات الموسيقية وتأهيلهم عبر المناهج الدراسية (وزارة الثقافة)
TT

السعودية: تأهيل آلاف المعلمات في الفنون الموسيقية

خطة لتأسيس النشء في المهارات الموسيقية وتأهيلهم عبر المناهج الدراسية (وزارة الثقافة)
خطة لتأسيس النشء في المهارات الموسيقية وتأهيلهم عبر المناهج الدراسية (وزارة الثقافة)

فتحت وزارتا «الثقافة» و«التعليم» في السعودية، الأحد، التسجيل للمرحلة الثانية من برنامج تأهيل معلمات رياض الأطفال للتدريب على مهارات الفنون الموسيقية.

ويُنفذ البرنامج تحت مظلة استراتيجية تنمية القدرات الثقافية التي أطلقتها الوزارتان في ديسمبر (كانون الأول) 2022 ضمن الشراكة القائمة بينهما، بإشراف هيئة الموسيقى، وبالتعاون مع مختصين في التعليم والتدريب لرياض الأطفال.

وتأتي هذه الخطوة استكمالاً للنجاح الذي حققته المرحلة الأولى، والتي أسهمت في تدريب أكثر من 12 ألف معلمة في مدارس رياض الأطفال الحكومية والأهلية.

السعودية تهدف إلى تطوير القطاع الموسيقي في البلاد على الأصعدة كافة (واس)

وتهدف المرحلة الجديدة لتقديم برنامج تدريبي شامل لنحو 17 ألف معلمة، ودعم جاهزية اللواتي اجتزن السابقة، لضمان استمرارية الأثر التعليمي. وسيعمل الفريق المعني على قياس أثر التدريب، وتطوير محتواه الحالي بما يضمن تحقيق أعلى معايير الجودة.

ويأتي تدريس الموسيقى ضمن الإطار الوطني للثقافة الذي تعمل عليه الوزارتان، ويتعلق بإدراجها والفنون الأخرى في مناهج التعليم العام، حيث يبدأ تدريجياً من مراحل رياض الأطفال، وصفوف التعليم الابتدائية الأولية، وسيشمل جميع المدارس.

وأكد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، في تعليق سابق له على منصة «إكس»، أن «التعليم أساس البناء وتطوير القدرات الثقافية»، وذلك عقب إطلاق أول برنامج بكالوريوس للسينما والمسرح، الذي تزامن مع اعتماد «مجلس شؤون الجامعات» إنشاء أول كلية للفنون.

كانت وزارة الثقافة قد أطلقت في فبراير (شباط) 2024، أول كلية للفنون بجامعة الملك سعود في الرياض، لتهيئة بيئة تعليمية وفنية داعمة للبحث والابتكار، واستقطاب الطلبة المتميزين والموهوبين وفقاً لمعايير قبول محددة، وإعداد خريجين مؤهلين فنياً وعلمياً ومهنياً، وإجراء بحوث ودراسات علمية متخصصة.

وجاء تدشين الكلية بشراكة استراتيجية تجمع الوزارة مع الجامعة، تحقيقاً لمستهدفات «رؤية السعودية 2030» التي تُعنى بالإبداع والتميز في مختلف المجالات الفنية والثقافية، وبهدف تطوير المواهب والكفاءات، وخلق فرص مميزة للموهوبين بسوق العمل.

وضمّت الكلية 3 أقسام، بينها «الفنون الأدائية» الذي يقدم برامج دراسية في علوم «المسرح، والسينما، والموسيقى»، لتلبية احتياج سوق العمل من المهن الثقافية بكفاءاتٍ عالية مُتمكِنة، تقودُ مستقبل القطاع نحو تحقيق المستهدفات الوطنية الطموحة.

الكلية تسهم في تطوير وتنمية المشهد الفني السعودي (وزارة الثقافة)

وأعلن وزير الثقافة السعودي، في ديسمبر 2020، الترخيص لأول معهدين للموسيقى في المملكة. ودعا جميع المهتمين في القطاعين الخاص وغير الربحي «لتقديم طلبات تراخيص المعاهد في المجالات الثقافية المختلفة، على منصة متخصصة».

وفي سبتمبر (أيلول) 2023، دشن معهد البيت الموسيقي في الرياض أول برنامج دبلوم معتمَد من نوعه في السعودية، لتأهيل الخريجين للعمل بصفتهم معلمي موسيقى بالمدارس، دعماً لاستراتيجية التنمية الثقافية، وتطوير الهواة أكاديمياً ليتمكنوا من نقل معارفهم إلى الآخرين؛ كجزء من خطة تعليمها في مختلف القطاعات التعليمية.

وتسعى وزارة الثقافة من خلال الهيئة إلى تنظيم وتطوير قطاع الموسيقى في السعودية، ودعم وتشجيع الممارسين فيه، كما ستعمل مع الجهات المختصة على دعم حماية حقوق الملكية الفكرية في المجالات ذات العلاقة به، وإقامة الدورات التدريبية، واعتماد البرامج المهنية ذات العلاقة، وتشجيع الناشطين في المجال على إنتاج وتطوير المحتوى الموسيقي.


مقالات ذات صلة

«اجتماع الرياض»: العقوبات تعرقل التنمية... ومستقبل سوريا يصوغه السوريون

الخليج الأمير فيصل بن فرحان مترئساً الاجتماع الوزاري الموسَّع بشأن سوريا في الرياض (الخارجية السعودية) play-circle 01:52

«اجتماع الرياض»: العقوبات تعرقل التنمية... ومستقبل سوريا يصوغه السوريون

أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، أهمية رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وأن استمرارها يعرقل طموحات الشعب السوري في تحقيق التنمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق نال الراشد منحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتاريخ الجزيرة العربية عام 2017 (واس)

«سعد الراشد» حياة في الآثار ودراسة حضارات الجزيرة العربية

مسيرة مهنية فذّة للبروفيسور سعد الراشد في مجال الآثار ودراسات الحضارة والنقوش في الجزيرة العربية انطلاقاً من جوهرة أعماله في استكشاف طريق الحج من الكوفة إلى مكة

عمر البدوي (الرياض)
الخليج المهندس وليد الخريجي يرحب بالوزير أسعد الشيباني لدى وصوله إلى الرياض (الخارجية السعودية) play-circle 00:42

الرياض تستقبل المشاركين في الاجتماع الوزاري بشأن سوريا

بدأ، مساء السبت، توافد المشاركين في الاجتماع الموسّع لوزراء خارجية دول عربية وغربية بشأن سوريا، الذي تستضيفه العاصمة السعودية الأحد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج كاميرات المراقبة تظهر مسلحين حاولوا اقتحام القصر الرئاسي في إنجامينا (أ.ف.ب)

السعودية تدين استهداف القصر الرئاسي في تشاد

دانت السعودية، السبت، هجوماً استهدف القصر الرئاسي في العاصمة التشادية إنجامينا، وأسفر عن مقتل جندي وإصابة آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق جاءت القفزة الكبرى في عدد الزوار تزامناً مع إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني (واس)

«موسم الرياض» يستقبل 16 مليون زائر

أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية، عن تحقيق «موسم الرياض 2024» إنجازاً كبيراً في عدد الزوار بلغ 16 مليوناً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«فلسفة هيوم»... زيارة جديدة لأحد أهم مفكري القرن الثامن عشر

«فلسفة هيوم»... زيارة جديدة لأحد أهم مفكري القرن الثامن عشر
TT

«فلسفة هيوم»... زيارة جديدة لأحد أهم مفكري القرن الثامن عشر

«فلسفة هيوم»... زيارة جديدة لأحد أهم مفكري القرن الثامن عشر

عن دار «أقلام عربية» بالقاهرة، صدرت طبعة جديدة من كتاب «فلسفة هيوم: بين الشك والاعتقاد» الذي ألفه الباحث والأكاديمي المصري د. محمد فتحي الشنيطي عام 1956، ويعد بمثابة زيارة جديدة إلى أحد أهم مفكري أوروبا عموماً في القرن الثامن عشر. ولد ديفيد هيوم في أبريل (نيسان) 1711، وهو فيلسوف اسكوتلندي ومؤرخ وكاتب مقالات معروف بشكوكه الفلسفية الراديكالية والتجريبية، وصفه المفكر المصري زكي نجيب محمود قائلاً: «وحسب القارئ ليعلم مكانة هيوم في الفلسفة أن يعلم أنه شق في أرضها طريقاً جديداً وعزف على أوتارها نغمة لم تألفها الأسماع قبله؛ نغمة أيقظت جبار الفلسفة الحديثة عمانوئيل كانط من سباته».

ويشير المؤلف إلى أن هيوم ساهم بشكل كبير في تطور مدرستين فلسفيّتين حديثتين، هما «مذهب الشكوكية» و«مذهب التجريبية»، حيث ذهب إلى أن كل معرفة ظاهرة إنسانية، وكي نحكم على فاعلية تلك المعرفة لا بد أولاً من فهم الطبيعة البشرية التي تعد ملكة الإدراك الحسي مفتاحها، ومن هنا كانت رحلة هيوم بين الشك والاعتقاد.

وينتمي ديفيد هيوم إلى أسرة برجوازية اسكوتلندية، وأصبح يتيم الأب وهو لم يبلغ الثالثة من عمره، وفي 1721 التحق مع أخيه بالمعهد العام في أدنبره، وهو الذي يُعد نواة لجامعتها فيما بعد، وكان هيوم شغوفاً بدروس أستاذه في الطبيعة الذي كان متحمساً إلى حد كبير لمنهج نيوتن. وكان هيوم منذ شبابه الباكر باحثاً عن المعرفة، فهو يذكر في خطاب له سنة 1751 أنه كتب وهو في العشرين كراسة كبيرة ضمنت تأملات وخواطر في مسائل فلسفية ودينية واجتماعية. وفي نسخة خطية لخطاب كان يزمع إرساله إلى طبيب مشهور - هو جورج شايان - ما يدل على أن هيوم كان مدركاً، وهو في سن العشرين، للتدهور الذي آلت إليه العلوم الأخلاقية نتيجة استنادها إلى فروض خاوية وصيغ فارغة، وهو يشير في خطابه هذا إلى ضرورة السعي لبناء هذه العلوم من جديد على أساس دراسة علمية للطبيعة البشرية.

وكانت أسرة هيوم تهيئه ليسلك طريق المحاماة، إلا أنه كان غير راغب فيها، وحاول في مجال التجارة فلم يمكث بها مدة طويلة واتبع هيوم هواه فسافر إلى فرنسا 1734؛ حيث انكبّ على كتابة إنتاجه الأول «رسالة في الطبيعة البشرية». وبعودته إلى لندن في سبتمبر (أيلول) 1737، أخذ يبحث عن ناشر حتى عثر عليه ولكن الكتاب لم يصادف من الرواج والنجاح ما توقّعه له، حيث ظهر الجزآن الأولان منه 1739، ومع أن ظهورهما قد أثار انتباه النقاد الإنجليز، بل الأوربيين عموماً، فإنه لم يكن راضياً عن مصير كتابه، وبلغ به السخط إلى حد أنه ذكر أن هذا الكتاب «خرج سقطاً من المطبعة».

وفي سنة 1744 رشح هيوم نفسه لكرسي «الأخلاق والفلسفة» بجامعة غلاسكو، ولكنه استُبعد لسخط رجال الدين والفكر عليه، وكان لفشله هذا وقع مرير في نفسه ظلّ ملازماً له طوال حياته. وفي 1749 كانت شهرته قد ذاعت في القارة الأوروبية حيث أهدى إليه مونتسيكو نسخة من كتابه «روح القوانين»، وكان للملاحظات التي أبداها هيوم على هذا الكتاب تقدير عظيم لدى صاحبه. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 1751، ظهر كتاب هيوم «بحث في أصول الأخلاق» وهو أقرب مؤلفاته إلى نفسه. وفي مستهل 1752 ظهر كتابه «مقالات سياسية» وقد أقبل الجمهور على قراءة هذه المؤلفات وأثارت حركة نقدية عظيمة ولقيت معارضة عنيفة من بعض المفكرين، وقد أضفى عليه الكتاب شهرة واسعة كعالم اقتصادي، ربما غطّت على شهرة معاصره وصديقه النابغة، آدم سميث.

ومن الأفكار الرئيسية التي ناقشها هيوم حقيقة الأحكام التي نميز بها الخير من الشر، والتي هي من قبيل الإدراك، شأنها شأن أي عملية أخرى من عمليات الذهن البشري. وكان يرى أن الإدراكات قسمان: أفكار وانطباعات، وهذا يدعونا إلى التساؤل: هل تصدر أحكامنا في تمييز الرذيلة من الفضيلة عن أفكارنا أم عن انطباعاتنا؟ وهل نرجع في إطراء فعل أو ذمه إلى عقلنا أم إلى شعورنا؟