السعودية تُطلق أول كلية متخصصة في تعليم الفنون

تضم 3 أقسام في بدايةٍ لتعاون علمي مستمر مع الجامعات الوطنية

حامد فايز نائب وزير الثقافة ود.بدران العمر رئيس الجامعة خلال افتتاح كلية الفنون والمعرض المصاحب لها (وزارة الثقافة)
حامد فايز نائب وزير الثقافة ود.بدران العمر رئيس الجامعة خلال افتتاح كلية الفنون والمعرض المصاحب لها (وزارة الثقافة)
TT

السعودية تُطلق أول كلية متخصصة في تعليم الفنون

حامد فايز نائب وزير الثقافة ود.بدران العمر رئيس الجامعة خلال افتتاح كلية الفنون والمعرض المصاحب لها (وزارة الثقافة)
حامد فايز نائب وزير الثقافة ود.بدران العمر رئيس الجامعة خلال افتتاح كلية الفنون والمعرض المصاحب لها (وزارة الثقافة)

نحو تقديم برامج أكاديمية متخصصة عالية الجودة وفقاً للمعايير الوطنية والدولية، أطلقت وزارة الثقافة السعودية، أول كلية متخصصة في تعليم الفنون في جامعة الملك سعود بالعاصمة الرياض، لتهيئة بيئة تعليمية وفنية داعمة للبحث والابتكار، واستقطاب الطلبة المتميزين والموهوبين وفقاً لمعايير قبول محددة، وإعداد خريجين مؤهلين فنياً وعلمياً ومهنياً، إلى جانب إجراء بحوث ودراسات علمية متخصصة في مجالات الفنون.

يأتي تدشين الكلية الأولى من نوعها في السعودية (الأحد) بشراكة استراتيجية تجمع وزارة الثقافة مع الجامعة، تحقيقاً لمستهدفات «رؤية المملكة 2030» التي تُعنى بالإبداع والتميز في مختلف المجالات الفنية والثقافية، وبهدف تطوير المواهب والكفاءات وخلق فرص مميزة للموهوبين بسوق العمل.

وتضم الكلية ثلاثة أقسام تشمل «التصميم، والفنون الأدائية، والفنون البصرية»، في بدايةٍ لتعاون ثقافي علمي مستمر مع جامعة الملك سعود وغيرها من الجامعات الوطنية المرموقة.

نائب وزير الثقافة السعودي ورئيس جامعة الملك سعود خلال اطلاعهما على محتويات المعرض المصاحب لتدشين الكلية (وزارة الثقافة)

ويُعنى قسم التصميم بتدريس علوم التصميم الغرافيكي، والأزياء، والمجوهرات، فيما سيقدم قسم الفنون الأدائية برامج دراسية في علوم المسرح، والسينما، والموسيقى، بينما سيركّز قسم الفنون البصرية على تدريس علوم الطباعة، والرسم، والنحت، والخط العربي.

وتدعم وزارة الثقافة وهيئاتها الثقافية (الأزياء، والتراث، والموسيقى، والأفلام، والفنون البصرية، والمسرح والفنون الأدائية) كلية الفنون عبر تزويد أقسامها العلمية بالخبراء في هذه المجالات، ودعم إعداد الخطط الدراسية، ودعم أعضاء هيئة التدريس، إضافةً إلى تقديم برامج تدريبية للطلاب والطالبات في هذه الأقسام، وتوفير الاحتياجات الممكنة التي تحتاج إليها الكلية.

وأكد حامد فايز نائب وزير الثقافة السعودي خلال حفل التدشين (الأحد) على مسرح الجامعة، أن كلية الفنون تُترجم اهتمام الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، بالتعليم وبأهميته في النمو الثقافي، وتطوير القطاع الثقافي وتنميته تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».

وأضاف: «في أول يومٍ لي بوزارة الثقافة أكد لي الوزير أنّ التعليم له أولوية قصوى (التعليم أولاً)، وقد عملنا جاهدين في السنوات الماضية مع منظومة التعليم والتدريب لتطوير برامج ومشاريع لبناء القدرات الثقافية عبر مراحل التّعلُّم المختلفة، من التّعليم العام في الصغر، حتى دعم الممارسين في سوق العمل».

وعدَّ نائب وزير الثقافة إطلاق الكلية خطوة مهمة في تطوير التعليم العالي الثقافي في المملكة، مشيراً إلى أنها ستكون ذات أثر بالغ في التنمية الثقافية الوطنية، وستؤسس لمسارٍ أكاديمي تحتاج إليه المواهب الإبداعية، والمجال الثقافي عموماً.

وأوضح أن تدشين الكلية يأتي ضمن شراكة وزارة الثقافة الاستراتيجية مع جامعة الملك سعود، ومن أولى ثمرات الجهود العملية المبذولة مع الجامعات المحلية التي يتم من خلالها السعي إلى تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة، واستراتيجية تنمية القدرات الثقافية المنبثقة منها، لسد احتياج سوق العمل، وتلبية احتياجها من المهن الثقافية بكفاءاتٍ عالية مُتمكِنة، تقودُ مستقبل القطاع نحو تحقيق المستهدفات الوطنية الطموحة.

نائب وزير الثقافة ورئيس الجامعة إلى جانب المهتمين بالثقافة والفنون خلال حفل تدشين الكلية (وزارة الثقافة)

وأفاد بأن الكلية التي تنطلق بثلاثة أقسام جديدة هي: قسم التصميم، وقسم الفنون الأدائية، وقسم الفنون البصرية، «ليست سوى البداية لتعاونٍ ثقافي علمي مستمرٍ مع جامعة الملك سعود، وغيرها من جامعاتنا الوطنية المرموقة».

ورأى متخصصون في مجال الإنتاج السينمائي والمسرحي أن إنشاء الكلية نقلة نوعية؛ لما ستقدمه من تدريس التخصصات الفنية التي تخدم الوطن وتنمّي الفرص الوظيفية وتشجع على التميز والإبداع.

وقال ممدوح سالم، المنتج والمخرج السعودي في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن إنشاء كلية متخصصة في تعليم الفنون سيسهم في تأهيل الكوادر الوطنية وصقل مواهبهم أكاديمياً، مما سيساعد على تعزيز صناعة المحتوى السعودي.

وأضاف: «في فترات سابقة كان أغلب السعوديين يتوجهون إلى الخارج لدراسة تخصص الفنون أو الالتحاق ببعض الجامعات الخاصة التي تقدم بعض الدراسات في ذات الشأن»، مؤكداً «الآن مع وجود كلية متخصصة سيكون هناك وجود أكبر للكوادر السعودية في هذا المجال في المستقبل القريب».

وأشار المنتج والمخرج السعودي إلى أن مجالات الفنون عادةً هي ممارسة عملية، وهو الأمر الذي سيتطلب الاستعانة بخبراء ومختصين لتدريب الطلاب وصقل مواهبهم في المجال التطبيقي، متابعاً: «رغم أن الموهبة مطلب أساسي، فإن وجود بيئة تعليمية ستساعد على تعزيز المفهوم الثقافي والفني وسيخلق كوادر جديدة في مختلف التخصصات».

وزاد: «ينقصنا وجود كوادر وطنية في عدة تخصصات، وعلى سبيل المثال: سينوغرافيا المسرح، وكذلك في الأزياء الخاصة بالعمل المسرحي، إذ نلجأ إلى الاستعانة بأشخاص من الخارج»، لافتاً إلى أن «وجود الكلية سيسهم في تعزيز هذه التخصصات بكوادر وطنية مبدعة».

وتهدف الوزارة من خلال شراكتها مع الجامعة إلى إرساء مسارات تعليمية متخصصة في المجالات الثقافية والفنية، تُسهم في سد احتياج القطاع الثقافي للكوادر الوطنية المؤهلة، وتعمل على زيادة أعداد المتخصصين الأكاديميين في مختلف المهن الثقافية، وصناعة قيادات وكفاءات وطنية مؤهلة، وذلك ضمن مشروعها للنهوض بالقطاع الثقافي السعودي، وفي إطار سعيها لتنفيذ استراتيجية تنمية القدرات الثقافية، وتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية الثقافية تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».

ويأتي إطلاق كلية الفنون ضمن عدة مشاريع تندرج تحت اتفاقية التعاون الموقَّعة في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2021م بين الجانبين، التي تتولى فيها الوزارة مع الهيئات الثقافية (مثل: هيئة الأزياء، وهيئة التراث، وهيئة الموسيقى، وهيئة الأفلام، وهيئة الفنون البصرية، وهيئة المسرح والفنون الأدائية) بوصفها بيوتِ خبرة في مجالاتها، تقديم الدعم في 9 محاور للتعاون مع الجامعة، هي: التخصصات والمناهج، وشؤون الطالب، والأبحاث والمنشورات، وأعضاء هيئة التدريس، والفعاليات والملتقيات، والمهن الثقافية، والبرامج الثقافية، وحاضنات ومسرعات الأعمال، وتفعيل الأصول الثقافية.

يُذكر أن حفل التدشين شهد حضور نائب وزير الثقافة إلى جانب د.بدر العمر، رئيس الجامعة، والمهتمين بالثقافة والفنون في المملكة، حيث تجولوا في المعرض المصاحب للحفل واطّلعوا على ما يقدمه المعرض من معلومات ثريّة حول القطاع الثقافي السعودي، والفرص المتاحة للطلاب من وزارة الثقافة في تنمية قدراتهم والعمل بالمهن الثقافية، والأهداف المرجوة من إطلاق أول كلية فنون على مستوى المملكة.



جورج كلوني: «أسافر دوماً بالقطار»

النجم الأميركي جورج كلوني (رويترز)
النجم الأميركي جورج كلوني (رويترز)
TT

جورج كلوني: «أسافر دوماً بالقطار»

النجم الأميركي جورج كلوني (رويترز)
النجم الأميركي جورج كلوني (رويترز)

عزز الممثل الأميركي جورج كلوني من صورته فيما يتعلق بالبيئة عن طريق السفر بالقطار، سواء كان ذلك أسفل القنال الإنجليزي إلى لندن أو بين باريس وقصره جنوب فرنسا.

وقال النجم السينمائي (64 عاماً) لنسخة نهاية الأسبوع من صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ» الألمانية: «غالباً ما أستقل القطار بين لندن وباريس، وأسافر بالقطار قطعاً بين إكس-أون- بروفانس وباريس كل أسبوعين».

وأوضح كلوني، الذي أبدى من قبل انحيازه لحماية البيئة: «أسافر دائماً بالقطار».

ويعيش كلوني، الحاصل على جائزتي أوسكار والعديد من الجوائز الأخرى، مع زوجته المحامية الحقوقية أمل كلوني، وابناهما التوأمان إيلا وألكسندر في مزرعة في بروفانس.

وصدر فيلمه «جاي كيلي» على منصة «نتفليكس» الجمعة. ومن بين أشهر أفلامه «أوشنز إليفن» و«سيريانا».


رقصة هندية تلهم الروبوتات تعلّم حركات اليد المعقدة

عرضٌ تجريبيٌّ في المختبر (جامعة ماريلاند)
عرضٌ تجريبيٌّ في المختبر (جامعة ماريلاند)
TT

رقصة هندية تلهم الروبوتات تعلّم حركات اليد المعقدة

عرضٌ تجريبيٌّ في المختبر (جامعة ماريلاند)
عرضٌ تجريبيٌّ في المختبر (جامعة ماريلاند)

استخلص باحثون في جامعة ماريلاند الأميركية بمقاطعة بالتيمور (UMBC) العناصر الأساسية لإيماءات اليد الدقيقة التي يستخدمها الراقصون في رقصة «بهاراتاناتيام» الهندية الكلاسيكية، ووجدوا «أبجدية» للحركة أغنى وأكثر ثراء مقارنةً بمسكات اليد الطبيعية.

ووفق دراستهم المنشورة في مجلة «ساينتفيك ريبورتس» (Scientific Reports)، يمكن لهذا العمل أن يُحسّن كيفية تعليم الروبوتات حركات اليد المعقدة، وأن يُوفر للبشر أدوات أفضل للعلاج الطبيعي.

ركّز رامانا فينجاموري، الأستاذ في جامعة ماريلاند بمقاطعة بالتيمور والباحث الرئيسي في هذا العمل، مختبره على فهم كيفية تحكم الدماغ في حركات اليد المعقدة.

ابتكر فينجاموري نهجاً جديداً لاستخلاص العناصر الأساسية من مجموعة واسعة من إيماءات اليد الدقيقة، المسماة «مودرا»، المستخدمة في الرقص الكلاسيكي الهندي لتعزيز عنصر سرد القصص في هذا الإطار الفني.

ويُطور الفريق البحثي حالياً تقنيات «لتعليم» الأيدي الروبوتية أبجديات الحركات وكيفية دمجها لإنشاء إيماءات يد جديدة، وهو ما يُمثل انحرافاً عن الأساليب التقليدية لتعليم الروبوتات تقليد إيماءات اليد، ويتجه نحو أسلوب جديد لكيفية عمل جسم الإنسان ودماغه معاً.

ويختبر الباحثون هذه التقنيات على يد روبوتية مستقلة وروبوت بشري، يعمل كل منهما بطريقة مختلفة ويتطلَّب نهجاً فريداً لترجمة التمثيلات الرياضية للتآزر إلى حركات جسدية.

يقول فينجاموري: «الأبجدية المُشتقة من مودرا أفضل بالتأكيد من أبجدية الفهم الطبيعي لأنها تُظهر قدراً أعلى من البراعة والمرونة».

وأضاف في بيان نُشر الخميس: «عندما بدأنا هذا النوع من الأبحاث قبل أكثر من 15 عاماً، تساءلنا: هل يُمكننا إيجاد أبجدية ذهبية يُمكن استخدامها لإعادة بناء أي شيء؟».

ووفق نتائج الدراسة يمكن استخدام هذا المفهوم لتفكيك تنوع مذهل من الحركات إلى عدد محدود من الوحدات الأساسية.

بحث الفريق عن العناصر الأساسية لحركات اليد وفهرستها (ساينتفيك ريبورتس)

وقبل أكثر من عقد من الزمان، بحث فينجاموري وشركاؤه عن العناصر الأساسية لحركات اليد وفهرستها، بالاعتماد على مفهوم يُسمى التآزر الحركي، إذ يُنسّق الدماغ حركات مفاصل متعددة باليد في آنٍ واحد لتبسيط الحركات المعقدة.

بدأ فينجاموري وطلابه بتحليل مجموعة بيانات تضم 30 مسكة يد طبيعية، تُستخدم لالتقاط أشياء تتراوح أحجامها بين زجاجات المياه الكبيرة وحبات الخرز الصغير.

اختبر الفريق بعد ذلك مدى قدرة التآزرات المستمدة من الإمساك الطبيعي على الجمع لإنشاء حركات يد غير مرتبطة مقارنةً بالتآزرات المستمدة من المودرا. وقد تفوقت التآزرات المستمدة من المودرا بشكل ملحوظ على تآزرات الإمساك الطبيعي باليد، وفق نتائج الدراسة.

يقول بارثان أوليكال، العضو المخضرم في مختبر فينجاموري الذي يسعى حالياً للحصول على درجة الدكتوراه في علوم الحاسوب: «عندما تعرَّفت على مفهوم التآزر، أصبح لدي فضول كبير لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا استخدامه لجعل اليد الروبوتية تستجيب وتعمل بطريقة اليد البشرية نفسها».

ويضيف: «لقد كان من دواعي سروري أن أُضيف عملي الخاص إلى جهود البحث، وأن أرى النتائج».

يستخدم الفريق كاميرا بسيطة ونظاماً برمجياً للتعرُّف على الحركات وتسجيلها وتحليلها، وهو ما يُسهم بشكل كبير في تطوير تقنيات فعالة من حيث التكلفة يمكن للناس استخدامها في منازلهم.

في نهاية المطاف، يتصوَّر فينجاموري ابتكار مكتبات من الأبجديات المُخصصة لمهام روبوتية مُحددة، يُمكن استخدامها حسب الاحتياجات، سواءَ كان ذلك إنجاز الأعمال المنزلية اليومية من بينها الطهي أو طيّ الملابس، أو أي شيء أكثر تعقيداً ودقة، مثل العزف على آلة موسيقية.


تكريم عمر خيرت في الدورة الأولى لـ«مهرجان الأوبرا» بقطر

الموسيقار المصري عمر خيرت (وزارة الثقافة المصرية)
الموسيقار المصري عمر خيرت (وزارة الثقافة المصرية)
TT

تكريم عمر خيرت في الدورة الأولى لـ«مهرجان الأوبرا» بقطر

الموسيقار المصري عمر خيرت (وزارة الثقافة المصرية)
الموسيقار المصري عمر خيرت (وزارة الثقافة المصرية)

يستهل «مهرجان الأوبرا العربية» فعاليات دورته الأولى في قطر بتكريم الموسيقار المصري عمر خيرت، وذلك برعاية وتنظيم «المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم» (الألكسو)، حيث اختيرت مصر ضيف شرف المهرجان بوصفها صاحبة أقدم دار أوبرا في العالم العربي.

وتنطلق الدورة الأولى للمهرجان بالتعاون مع المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) خلال الفترة من 8 حتى 10 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقد تقرَّر تكريم عمر خيرت «تقديراً لعطائه وعرفاناً بدوره الرائد في إثراء ساحة الإبداع العربي»، وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية. ويقدِّم «أوركسترا القاهرة السيمفوني» بقيادة المايسترو أحمد عاطف حفلاً يتضمن مجموعة من المؤلفات المصرية لكل من علي إسماعيل، وفؤاد الظاهري، ويوسف شوقي، وعمار الشريعي، وحسن أبو السعود، وعمر خيرت، وأندريا رايدر.

وعدَّ الدكتور علاء عبد السلام، رئيس «دار الأوبرا المصرية»، اختيار الأوبرا المصرية ضيف شرف الدورة الأولى «تأكيداً لأعرقيَّتها عربياً»، مشيراً إلى أن ذلك «يُبرز عمق العلاقات بين الأشقاء ويعكس التطلعات إلى مستقبل أكثر إشراقاً للفنون في المنطقة». وأضاف أن «احتضان دولة قطر للمهرجان خطوة ثقافية رائدة تعكس تقديرها للمسار الفني العربي، وتُبرز أهمية تلاقي التجارب والمؤسسات الفنية في فضاء واحد تُصاغ فيه مشروعات جديدة وتُفتح آفاق رحبة للتعاون والإبداع».

«دار الأوبرا المصرية» ضيف شرف «مهرجان الأوبرا» بقطر (وزارة الثقافة المصرية)

وقال الناقد الفني المصري أحمد السماحي إن «عمر خيرت يستحق هذا التكريم عن جدارة؛ فهو منذ بداياته يقدِّم نغمة مختلفة ومتجددة، وعمل على تطوير الموسيقى المصرية من خلال توزيعاته أولاً ثم من خلال مؤلفاته». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «خيرت من أوائل من ساهموا في تطوير التوزيع الموسيقي في الوطن العربي، ونجح في جذب أجيال واسعة، خصوصاً من الشباب، إلى الموسيقى، وقدّم ألبومات موسيقية خالصة بأسلوب متفرد حظيت بنجاح وانتشار كبيرين».

وقدّم عمر خيرت عدداً كبيراً من الألبومات والمقطوعات التي ارتبطت بالدراما والسينما، وغنَّى من أعماله نجوم الطرب في مصر والعالم العربي، مثل علي الحجار، ومحمد الحلو، ومدحت صالح، وحنان ماضي، ولطيفة. ومن أشهر مقطوعاته السينمائية «قضية عم أحمد»، و«إعدام ميت»، و«ليلة القبض على فاطمة»، و«عفواً أيها القانون»، ومن موسيقاه في الدراما «ضمير أبلة حكمت»، و«البخيل وأنا»، و«غوايش».

وكان مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية، الذي عقد دورته الـ24 في الرباط (المغرب)، قد أقر إقامة «مهرجان الأوبرا العربية» في قطر، واختيرت «دار الأوبرا المصرية» ضيف شرف دورته الأولى بالنظر إلى أسبقيتها التاريخية، إذ أسَّست مصر أول دار أوبرا في الوطن العربي، وفق بيان وزارة الثقافة.

ويرى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين أن «تكريم عمر خيرت في (مهرجان الأوبرا العربية) الأول يعكس القيمة الكبيرة التي يُمثِّلها في الموسيقى العربية، وليس المصرية فقط»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الاختيار موفَّق جداً، سواء في تكريم خيرت أو في اختيار (دار الأوبرا المصرية) ضيفَ شرفٍ بوصفها الأقدم عربياً».

أُنشئت «دار الأوبرا المصرية» عام 1869 على يد الخديو إسماعيل ضمن احتفالات افتتاح قناة السويس. وبعد أكثر من قرن كانت فيه الأوبرا الخديوية المنارة الثقافية الأبرز في الشرق الأوسط وأفريقيا؛ احترق مبناها في أكتوبر (تشرين الأول) 1971. ومن ثَمَّ اختيرت أرض الجزيرة مقراً للمبنى الجديد بالتنسيق مع هيئة التعاون الدولية اليابانية (JICA) والاتفاق على تصميم معماري إسلامي حديث، ليُفتتح المبنى الجديد في 10 أكتوبر 1988.