كلية الفنون تؤسس لمستقبل الفن السعودي أكاديمياً

نهى قطان: وزارة الثقافة تهتم بالتعليم «أولويةً قصوى»

مبنى كلية الفنون في جامعة الملك سعود (موقع الجامعة)
مبنى كلية الفنون في جامعة الملك سعود (موقع الجامعة)
TT

كلية الفنون تؤسس لمستقبل الفن السعودي أكاديمياً

مبنى كلية الفنون في جامعة الملك سعود (موقع الجامعة)
مبنى كلية الفنون في جامعة الملك سعود (موقع الجامعة)

تعزيزاً للثقافة ولدعم الفنون في السعودية أطلقت جامعة الملك سعود بالعاصمة الرياض، أول كلية للفنون في تاريخ البلاد، في خطوة تهدف لتعزيز المكانة الثقافية في السعودية وتطوير القطاع الفني «أكاديمياً» بالشراكة مع وزارة الثقافة.

الكلية التي انطلقت مؤخراً بثلاثة أقسام هي التصميم، والفنون الأدائية، والفنون البصرية، تهدف إلى توفير بيئة تعليمية متطورة مجهزة بأحدث التقنيات والمرافق تدعم وتعزز المواهب الفنية في السعودية وتساهم في تنمية المشهد الفني السعودي لتشكل المنصة المثلى لتوفير التعليم العالي في مجالات الفنون المختلفة.

وستعمل الكلية على استقطاب الطلبة المتميزين والموهوبين بشروط قبول محددة وتقديم برامج أكاديمية متخصصة عالية الجودة وفقاً للمعايير الوطنية والدولية وإجراء بحوث ودراسات علمية متخصصة في مجالات الفنون، وإعداد خريجين مؤهلين فنياً وعلمياً ومهنياً، وتهيئة بيئة تعليمية وفنية داعمة للبحث والابتكار.

عدد من مسؤولي وزارة الثقافة وجامعة الملك سعود خلال تدشين الكلية (وزارة الثقافة)

وبهذا الصدد قالت وكيلة وزارة الثقافة للشراكات الوطنية والتطوير نهى قطان لـ«الشرق الأوسط» إن الوزارة ستتولى مع الهيئات الثقافية التابعة لها تقديم الدّعم بوصفها بيوت خبرة في مجالاتها من خلال 9 محاور وهي التخصصات والمناهج، وشؤون الطالب، والأبحاث والمنشورات، وأعضاء هيئة التدريس، والفعاليات والملتقيات، والمهن الثقافية، والبرامج الثقافية، وحاضنات ومسرعات الأعمال، وتفعيل الأصول الثقافية.

وعن الشراكات المستقبلية مع الجامعات السعودية الأخرى قالت نهى قطان إن الوزارة لديها أكثر من 50 مشروعاً ضمن أربع مبادرات تخص التعليم العالي في استراتيجية تنمية القدرات الثقافية، ولهذا يأتي الحرص على التعاون مع الجامعات لتخريج الكوادر المطلوبة لسوق العمل الثقافي، بشراكات مع القطاع الحكومي والخاص.

وأكدت نهى قطان أن الشراكات تختلف حسب احتياج الجامعة، فبعضها يأتي الهدف منها إنشاء كلية تخرج متخصصين في قطاعات ثقافية، والبعض الآخر يعمل على استحداث أو تحسين تخصصات معينة موجودة مسبقاً.

وتقول نهى قطان إن الوزارة تعطي التعليم أولوية قصوى، وقد عملت في السنوات الماضية مع منظومة التعليم والتدريب لتطوير برامج ومشاريع لبناء القدرات الثقافية عبر مراحل التّعلُّم المختلفة، من التّعليم العام في الصغر وحتى دعم الممارسين.

نهى قطان

مضيفه أن الوزارة تسعى للمساهمة في زيادة أعداد المتخصصين في المجالات الثقافية وتلبية احتياج سوق العمل من المهن الثقافية بكفاءات عالية متمكنة، وصناعة قيادات وطنية مؤهلة، وذلك تحقيقاً لاستراتيجية تنمية القدرات الثقافية المنبثقة من الاستراتيجية الوطنية للثقافة تحت مظلة رؤية السعودية 2030.

الجدير بالذكر أن إنشاء الكلية جاء ضمن مبادرات استراتيجية «تنمية القدرات الثقافية»، التي تعد مظلة وطنية شاملة، تأتي بدعمٍ من برامج تحقيق «رؤية المملكة 2030»، وبرنامج تنمية القدرات البشرية، وبرنامج جودة الحياة، وتعمل وزارة الثقافة ووزارة التعليم ومنظومات التعليم والتدريب الأخرى من خلال هذه الاستراتيجية على تنمية القدرات الثقافية في القطاعات التعليمية والتدريبية بمشاركة جميع أطراف المنظومتين التعليمية والتدريبية، وذلك لتوفير فرص أفضل لمواهب الطلاب والطالبات، وخلق جيل مبدع يخدم القطاعات الثقافية الــ16، والإسهام في تهيئة البيئة المناسبة لصناعة ثقافية متطورة ومستدامة.


مقالات ذات صلة

شراكة سعودية – أميركية لدعم تعليم اللغتين العربية والإنجليزية بين البلدين

يوميات الشرق حظي المنتدى بجلسات علمية بين الجانبين (وزارة التعليم)

شراكة سعودية – أميركية لدعم تعليم اللغتين العربية والإنجليزية بين البلدين

السفير الأميركي مايكل راتني: المنتدى هو نتيجة عامٍ من التعاون بين سفارتنا ووزارة التّعليم السعودية.

عمر البدوي (الرياض)
الاقتصاد مسؤولو الذراع الاستثمارية لشركة «إي إف جي هيرميس» ومجموعة «جي إف إتش» المالية خلال إطلاق صندوق التعليم السعودي (إكس)

«هيرميس» تطلق صندوقاً للتعليم بـ300 مليون دولار في السعودية

أطلقت شركة «إي إف جي هيرميس» صندوقاً للتعليم السعودي (SEF) بقيمة 300 مليون دولار لبناء مشغل تعليمي عالمي المستوى في السعودية

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية جانب من اجتماع الوفدين المصري والتركي في مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالقاهرة (من حساب رئيس مجلس العليم العالي التركي في «إكس»)

مصر وتركيا تتفقان على إنشاء جامعة مشتركة في القاهرة

تم الاتفاق على إنشاء جامعة مصرية - تركية مشتركة بالقاهرة تنفيذاً لمذكرة تفاهم وُقِّعت بين الجانبين خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنقرة في سبتمبر.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)

مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

تجدد الحديث عن وقائع العنف بين طلاب المدارس في مصر، مع حادثة مقتل طالب في محافظة بورسعيد طعناً على يد زميله، ما أثار مخاوف من انتشاره.

محمد عجم (القاهرة)

الصراع بين المنطق والعاطفة... لماذا لا نستطيع مقاومة التسوق في «بلاك فرايداي»؟

«بلاك فرايداي» لديه طريقة فريدة لإثارة سلوكيات غير عقلانية (رويترز)
«بلاك فرايداي» لديه طريقة فريدة لإثارة سلوكيات غير عقلانية (رويترز)
TT

الصراع بين المنطق والعاطفة... لماذا لا نستطيع مقاومة التسوق في «بلاك فرايداي»؟

«بلاك فرايداي» لديه طريقة فريدة لإثارة سلوكيات غير عقلانية (رويترز)
«بلاك فرايداي» لديه طريقة فريدة لإثارة سلوكيات غير عقلانية (رويترز)

هل شعرت يوماً بصراع بين المنطق والعاطفة أثناء البحث عن تنزيلات للتبضع، خصوصاً فيما يعرف بـ«يوم الجمعة الأسود» (Black Friday)؟

وفق تقرير لموقع «سايكولوجي توداي»، فإن «بلاك فرايداي» لديه طريقة فريدة لإثارة سلوكيات تبدو غير عقلانية تماماً.

وأشار التقرير إلى أن هذه التفاعلات ليست عشوائية؛ فهي متجذرة بعمق في علم النفس البشري.

فلماذا إذن يمتلك هذا الحدث السنوي للتسوق القدرة على جعل ملايين الناس يتصرفون وكأن الحصول على أداة مخفضة السعر مسألة حياة أو موت؟

وتحدث التقرير عن أنه غالباً ما لا تكون عروض «بلاك فرايداي» أفضل الخصومات في العام. تستخدم العديد من الشركات التسعير الديناميكي القائم على الخوارزميات استناداً إلى بيانات المستهلكين؛ مما يعني أن بعض العناصر قد تكون أسعارها مماثلة - أو حتى أقل - خلال مبيعات أخرى طوال العام.

ومع ذلك، سنة بعد سنة، نصطف بفارغ الصبر خارج المتاجر عند الفجر، أو نعطل خوادم التجارة الإلكترونية بنقراتنا المحمومة. هذا لا يتعلق بالمنطق، بل يتعلق بالعاطفة. «بلاك فرايداي» ليس مجرد حدث تسوق، إنه ساحة معركة نفسية حيث تتولى غرائزنا زمام الأمور.

الإثارة والخوف من تفويت الفرصة

على سبيل المثال: أنت تتطلع إلى ساعة ذكية محدودة الإصدار، ولا يوجد سوى «ساعتين متبقيتين في المخزون». ينبض قلبك بسرعة، وتتعرق راحتا يديك، وتنقر فوق «اشترِ الآن» أسرع مما تتخيل.

يتم هندسة هذا المزيج الغامض من الإثارة والقلق بعناية من قبل المسوقين. تخلق إشارات الندرة - مثل تحذيرات انخفاض المخزون ومؤقتات العد التنازلي - إلحاحاً؛ مما يؤدي إلى إثارة خوفنا من تفويت الفرصة.

والخوف من تفويت الفرصة ليس مجرد اختصار جذاب، بل هو استجابة نفسية متجذرة في نفور الخسارة. وهو يصف كيف أن الألم الناتج عن فقدان الفرصة أقوى بكثير من فرحة الحصول على شيء ما. ولكن هناك المزيد من العوامل التي تلعب دوراً هنا؛ إذ يستغل يوم «بلاك فرايداي» أيضاً رغبتنا في الشعور بالنصر. فالحصول على صفقة يشبه الفوز بلعبة ــ وهو الشعور الذي يتضخم بفعل الأجواء الاحتفالية والحشود والديناميكيات التنافسية. فنحن لا نشتري المنتجات فحسب، بل «نتفوق» على الآخرين في الفوز بجائزة.

مبدأ الندرة

يفترض مبدأ الندرة أن الناس يعطون قيمة أكبر لأقل الفرص توفراً. وفي يوم «الجمعة السوداء»، يستغل تجار التجزئة هذا من خلال تقديم صفقات «محدودية الوقت» ومنتجات «حصرية». وعندما ندرك أن شيئاً ما نادر، تشتد رغبتنا في الحصول عليه. غالباً ما يؤدي هذا الاستعجال إلى اتخاذ قرارات شراء متهورة؛ إذ نخشى أن يؤدي التأخير إلى تفويت الفرصة بالكامل.

الدليل الاجتماعي

يشير مفهوم الدليل الاجتماعي إلى أن الأفراد ينظرون إلى سلوك الآخرين لتحديد أفعالهم الخاصة.

خلال «بلاك فرايداي» يخلق مشهد المتاجر المزدحمة والطوابير الطويلة ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تعرض المشتريات، تأثيراً يشبه تأثير عربة الموسيقى.

ونفترض أنه إذا شارك الكثير من الأشخاص، فيجب أن تكون الصفقات تستحق العناء. يعزز هذا السلوك الجماعي قرارنا بالانضمام، حتى لو لم نخطط للتسوق في البداية.

نظرية السعر المرجعي

وفقاً لنظرية السعر المرجعي، يقيم المستهلكون الأسعار بناءً على «سعر مرجعي» داخلي - وهو معيار يعتقدون أنه عادل. يتلاعب تجار التجزئة بهذا من خلال عرض أسعار أصلية مبالغ فيها إلى جانب أسعار مخفضة. حتى لو لم يكن السعر النهائي صفقة حقيقية، فإن التباين يجعل الخصم يبدو أكثر أهمية؛ مما يجبرنا على إجراء عملية شراء قد نتخطاها بخلاف ذلك.

قرارات مبنيّة على العاطفة

تلعب العواطف دوراً محورياً في قرارات الشراء الخاصة بنا. إن عقوداً من أبحاث المستهلكين تخبرنا أن الاستجابات العاطفية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على سلوك المستهلك. فالأجواء الاحتفالية في «الجمعة السوداء» ــ بما في ذلك موسيقى الأعياد والعروض النابضة بالحياة وإثارة المنافسة ــ تثير ردود فعل عاطفية قوية.

ويمكن لهذه المشاعر أن تتغلب على التفكير العقلاني؛ مما يدفعنا إلى إجراء عمليات شراء مدفوعة بالإثارة وليس الضرورة. فما هو الاستهلاك في نهاية المطاف إن لم يكن تجربة مثيرة؟!

تأثير الهِبَة

بمجرد أن نضيف عنصراً إلى عربة التسوق ــ سواء كان موجوداً في عربة تسوق مادية أو في تجاويف رقمية لعربة تسوق على الإنترنت ــ يبدأ الشعور وكأنه ملك لنا بالفعل. ويطلق علماء النفس على هذا تأثير الهبة؛ ولهذا السبب يصبح التخلي عنه أكثر صعوبة.