محمود درويش... حاضر في ذكرى غيابه

15 عاماً على رحيل صاحب «لماذا تركت الحصان وحيداً»

محمود درويش... حاضر في ذكرى غيابه
TT

محمود درويش... حاضر في ذكرى غيابه

محمود درويش... حاضر في ذكرى غيابه

تصادف اليوم الذكرى الخامسة عشرة لرحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش. وفي هذه المناسبة، تنشر «الشرق الأوسط» ملفاً موسعاً عن الشاعر تشارك فيه مجموعة من الشعراء والكتّاب والنقاد من مختلف أنحاء العالم العربي، يتناولون فيه ما يمكن أن نسميه «الظاهرة الدرويشية».

حقق درويش في حياته جماهيرية واسعة؛ فقد كانت القاعات في بلدان عربية كثيرة تضيق بجمهوره، ووصلت مبيعات شعره إلى مليون نسخة، وهو رقم غير مسبوق في السوق العربية، خاصة بالنسبة للشعر. وبعد رحيله، لم يخفت وهج حضوره، على عكس كثير من الشعراء بعد رحيلهم الجسدي.

ما السر في ذلك؟ يرى كل المشاركين في الملف، على اختلافهم، أن درويش حقق قفزة كبرى في تجربته الشعرية بعد مرحلة «سجل أنا عربي»، وخروجه من فلسطين، على الرغم من أن القضية الفلسطينية ظلت ركيزته الأساسية، ونجح في الجمع بين معادلة الشخصي بالجماعي، والمحلي بالكوني، واليومي بالأسطوري في مجموعاته «أحد عشر كوكباً»، و«ورد أقل»، و«لماذا تركت الحصان وحيداً؟»، و«سرير الغريبة»، و«جدارية»، وصولاً إلى مجموعته الأخيرة «لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي».

وبذلك، تمكَّن محمود درويش من تحويل قضية فلسطين من قضية سياسية مباشرة إلى مصافّ القضايا الإنسانية الكبرى، وحوّل أغاني اللجوء ومواويل المنفى إلى ملحمة للعودة المؤجلة، وبذلك «صنع في هذا الخلاء العربي أملاً»، كما يقول أحد الكتّاب المشاركين في الملف.


مقالات ذات صلة

دراسة: الذكاء الاصطناعي يكتب قصائد أفضل من البشر

تكنولوجيا غالبية القُرَّاء يرون أن الذكاء الاصطناعي يكتب قصائد شعر أفضل من البشر (رويترز)

دراسة: الذكاء الاصطناعي يكتب قصائد أفضل من البشر

أكدت دراسة جديدة أن قصائد الشعر التي تكتب بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي أفضل من تلك التي يكتبها البشر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
ثقافة وفنون «اخترعت الشعر»... مختارات لأفضال أحمد سيد

«اخترعت الشعر»... مختارات لأفضال أحمد سيد

«اخترعت الشعر» عنوان لافت لمختارات نقلها عن الأردية المترجم هاني السعيد للشاعر الباكستاني أفضال أحمد سيد الذي يُعد أحد رواد قصيدة النثر في باكستان.

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة (صور الفنانة)

جاهدة وهبة «تعيش مع الضوء» وتجول العواصم بصوتها دعماً للبنان

كان لا بد أن تعود الأغنية لتنبض في حنجرة جاهدة وهبة بعد صمت صدمة الحرب. وها هي الفنانة اللبنانية تحمل أغنيتها وتجول العواصم الأوروبية والعربية رافعةً صوت وطنها.

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون الشعر حين يتحول إلى فعل مقاومة

الشعر حين يتحول إلى فعل مقاومة

يحتضن الشاعر المصري كريم عبد السلام، فلسطين، في ديوانه الذي وسمه باسمها «أكتب فلسطين - متجاهلاً ما بعد الحداثة»، ويكشف أقنعة المواقف والسياسات المتخاذلة.....

جمال القصاص
ثقافة وفنون قصيدتان

قصيدتان

متحف العائلة رغم رحيلها لم تخسر الفتاة غرفتها في بيت العائلة المزدحم لم تسمح الأم أن يتوارث الباقون مكانها، حولت غرفتها إلى متحف: احتفظت بالبوسترات…


«سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد

هدى حمد
هدى حمد
TT

«سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد

هدى حمد
هدى حمد

صدرت حديثاً عن «منشورات تكوين» في الكويت متوالية قصصية بعنوان «سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد. وتأتي هذه المتوالية بعد عدد من الروايات والمجموعات القصصية، منها: «نميمة مالحة» (قصص)، و«ليس بالضبط كما أريد» (قصص)، و«الأشياء ليست في أماكنها» (رواية)، و«الإشارة برتقاليّة الآن» (قصص)، «التي تعدّ السلالم» (رواية)، «سندريلات في مسقط» (رواية)، «أسامينا» (رواية)، و«لا يُذكَرون في مَجاز» (رواية).

في أجواء المجموعة نقرأ:

لم يكن ثمّة ما يُبهجُ قلبي أكثر من الذهاب إلى المصنع المهجور الذي يتوسطُ حلّتنا. هنالك حيث يمكن للخِرق البالية أن تكون حشوة للدُّمى، ولقطع القماش التي خلّفها الخياط «أريان» أن تكون فساتين، وللفتية المُتسخين بالطين أن يكونوا أمراء.

في المصنع المهجور، ينعدمُ إحساسنا بالزمن تماماً، نذوب، إلا أنّ وصول أسرابٍ من عصافير الدوري بشكلٍ متواترٍ لشجر الغاف المحيط بنا، كان علامة جديرة بالانتباه، إذ سرعان ما يعقبُ عودتها صوتُ جدي وهو يرفع آذان المغرب. تلك العصافير الضئيلة، التي يختلطُ لونها بين البني والأبيض والرمادي، تملأ السماء بشقشقاتها الجنائزية، فتعلنُ انتهاء اليوم من دون مفاوضة، أو مساومة، هكذا تتمكن تلك الأجنحة بالغة الرهافة من جلب الظُلمة البائسة دافعة الشمس إلى أفولٍ حزين.

في أيامٍ كثيرة لم أعد أحصيها، تحتدُّ أمّي ويعلو صوتها الغاضب عندما أتأخر: «الغروبُ علامة كافية للعودة إلى البيت»، فأحبسُ نشيجي تحت بطانيتي البنية وأفكر: «ينبغي قتل كلّ عصافير الدوري بدمٍ بارد».

وهدى حمد كاتبة وروائيّة عُمانيّة، وتعمل حالياً رئيسة تحرير مجلة «نزوى» الثقافية.