كارمن بصيبص لـ«الشرق الأوسط»: استمتعت بتجربة درامية سوريالية المذاق

في «نظرة حب» قدّمت دوراً ذا خطوط فلسفية

تكمل بصيبص قريباً تصوير الفيلم السينمائي المصري {حدوتة الأيام الباقية} (حسابها على انستغرام)
تكمل بصيبص قريباً تصوير الفيلم السينمائي المصري {حدوتة الأيام الباقية} (حسابها على انستغرام)
TT

كارمن بصيبص لـ«الشرق الأوسط»: استمتعت بتجربة درامية سوريالية المذاق

تكمل بصيبص قريباً تصوير الفيلم السينمائي المصري {حدوتة الأيام الباقية} (حسابها على انستغرام)
تكمل بصيبص قريباً تصوير الفيلم السينمائي المصري {حدوتة الأيام الباقية} (حسابها على انستغرام)

يعدّ مسلسل «نظرة حب» من الأعمال الدرامية التي كان ينتظرها المشاهد العربي بحماس. فكاتبه رافي وهبي صاحب قلم مميز. ومخرجه هو المصري حسام علي الذي سبق ووقّع أكثر من مسلسل جيد.

أما بطلاه كارمن بصيبص وباسل خياط فعقد عليهما المشاهد آمالاً كثيرة. فهما متناغمان من حيث شخصيتهما الهادئة وحرفيتهما ذائعة الصيت. والاثنان يمتلكان تجارب درامية حصدت نجاحات في لبنان والعالم العربي.

تجسد بصيبص شخصية الفتاة قمر التي تجتمع مع بطل المسلسل باسل خياط تحت سقف حكاية رومانسية خارجة عن المألوف. وفي هذا الدور غردت خارج سرب أدوارها السابقة، فقدمت لأول مرة دوراً مركباً تطلب منها الجهد والتفاني بأدق تفصيل له، كي تستطيع إيصاله للمشاهد على أفضل وجه.

{نظرة حب} يتناول قصة حب تحمل أبعاداً فلسفية (حسابها على انستغرام)

واستطاعت بصيبص أن تحفّز المشاهد على التفاعل معها فشعر بمعاناتها، وتعاطف معها بعد أن صدق أداءها المتقن والصعب في آن.

وتحت عنوان «توأم الشعلة» يتابع مشاهد العمل قصة رومانسية تقوم على الفلسفة والماورائيات. فيبذل جهداً كي يستوعب عقد العمل وخصائصه، وكي يفهم أبعاد رواية حب غير عادية تستوجب منه التركيز التام. فتفويت أي مشهد من مشاهد العمل قد يصيب متابعه بالضياع. ولذلك حصد نسبة مشاهدة تقتصر على هواة هذا النوع من الأعمال الصعبة.

وتقول بصيبص لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أنهكني دور قمر وقد تم البناء للشخصية في أول قسم منه، فتعرف المشاهد إلى ملامحها وطبيعة عملها وأفراد عائلتها. وهو ما سهل استيعابه القسم الثاني للقصة الذي تتحول فيه قمر إلى مريضة تدخل مصحاً نفسياً».

قدمت بصيبص دوراً مشوقاً اعتمدت فيه على أداءً محترفاً (حسابها على انستغرام)

وتصف كارمن بصيبص هذا الجزء بأنه كان صعباً، إذ لم يسبق أن قدمت ما يشبهه. «لقد كان بمثابة تحدٍّ لي كي أستطيع ترجمته بمصداقية وعفوية. فأنا أحب هذا النوع من الأدوار المركبة غير السهلة التي تتطلب الغوص فيها إلى آخر حدود كي تبدو حقيقية. وهذا الصراع الذي تدور فيه الشخصية فرض عليّ خلطة متناقضة وقوية من المشاعر والأحاسيس. فقمر وعلى أثر تناولها حبوباً مهدئة رغماً عنها، وصلت إلى حد الجنون والهلوسة. ومن ناحية ثانية هذا الأمر ساعدها على تذكر مواقف وأحداث أساسية في حياتها. وهو ما تطلب مني قدرات ترتكز على جهد كبير وعمل دؤوب ومضنٍّ».

تقدم بصيبص القسم الأكبر من مشاهدها من دون أي «روتوش»، فتؤدي الشخصية بصورة طبيعية وبشكل خارجي يعتمد على البساطة. فهي اشتهرت بجمالها الطبيعي على الشاشة عكس ممثلات كثيرات يتمسكن بالعكس. وتعلق: «لكل شخصية طبيعتها التي تفرض على صاحبها الشكل الخارجي المطلوب. وبشخصية قمر وهي في المصح كان من غير المنطقي الذهاب إلى ماكياج ومساحيق تجميل نظراً لحالتها النفسية المتدهورة. وفي (عروس بيروت) كان (الكاركتر) بسيطاً أيضاً والتزمت بهذا الأمر. أما في (نظرة حب) فالماكياج اقتصر على إبراز تعبي وورم واحمرار في عيني».

أسئلة كثيرة تركها المسلسل عند متابعه خصوصاً أنه لم يفهم مرات استسلام قمر لمصيرها. وترد بصيبص: «في المرة الأولى التي تنقل فيها إلى المصح النفسي تذهب بكامل إرادتها لأنها رغبت بالعزلة. ولكن في المرة الثانية أصبح مغلوباً على أمرها وهنا استسلمت وفقدت قوتها».

منذ قراءتها لنص معالجة المسلسل أدركت بصيبص أن دورها صعب. «لقد تملكني هاجس واحد منذ تلك اللحظة. كيف عليّ أن أقدم الدور كي أجعله ثلاثي الأبعاد كما هو مكتوب ومحبوك في نصّه. واستطعت بالفعل الوصول إلى هذه التركيبة بعيد نجاحنا في البناء للدور. فأحياناً تحرص بعض القصص الدرامية على تقديم شخصية ما بوضوح منذ اللحظة الأولى. ولكن في (نظرة حب) كان الأمر مغايراً لأن المشاهد عليه الانتظار حتى الحلقة الثالثة كي يتفاعل مع أحداث العمل وشخصية قمر بالذات».

اكتنف العمل صراعات كثيرة بين قمر وعائلتها وبينها وبين نفسها. وهو ما وطد لنمط تصاعدي تحلى به العمل وأسهم في تشويق مشاهده. فالبحث عن الحقيقة شكّل محور القصة. وتوصلت قمر في النهاية إلى كشف المستور ووضع الأمور في نصابها. ولكن كيف تصف تجربتها مع المخرج حسام علي؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «استمتعت بكل لحظة تصوير من المسلسل. وحسام علي يملك رؤية إخراجية قريبة إلى السينمائية. ومرات كنت أحس بالفعل أنني بصدد تصوير مشهد سينمائي. كما أنه يزود الممثل بمساحة إبداع تاركاً له القرار لإخراجها إلى النور بأسلوبه. يهتم بالممثل إلى آخر حد ويحرص على أن يكون مرتاحاً بالتعامل معه. فأحفظ من تعاملي مع حسام علي، تجربة جميلة سعدت بها».

تدور قصة «نظرة حب» في أجواء تتلون برومانسية تذكرنا بقصص حب خيالية. فالبطلان يقعان في حب بعضهما منذ النظرة الأولى. ويتشابك قلبيهما بمعالم حب صادق ولو أنه مستحيل. ويحكم قصتهما أفكار وخواطر مشتركة وكأنهما يتواصلان عبر عالم خاص بهما. وتعلق بصيبص: «هي قصة حب من النادر أن تحصل على أرض الواقع. ولكنها ذات مذاق ماورائي تربط الأرواح ببعضها وتسمح للقلوب بالتحليق في سماء شاسعة لا حدود لها. فالخروج عن المألوف يملك دائماً مذاقه ونكهته الخاصين. وهو باختصار ما رافقني طيلة هذه التجربة التي أحمل منها ذكريات جميلة لن أنساها طيلة حياتي».

وعن تعاونها مع باسل خياط تقول: «ذروة المتعة في العمل تجلت في تعاوني مع خياط. فهو ممثل محترف بشكل لافت يهتم بأدق تفاصيل المشهد الواحد. لا يدخله من دون أن يشعر بالشغف نحوه. وسرت كيمياء سريعة بيننا منذ اللحظة الأولى مما انعكس إيجاباً على أدائنا. يبرع في ترجمة العطاء بكل معانيه التمثيلية. يصغي ويستمع ويناقش انطلاقاً من هذه النقطة. إنه فنان من الطراز الرفيع واستطعنا معاً تشريح دور الحب في الحياة بطريقة فلسفية، وبأسلوب نسافر معه إلى ما وراء الحب».

أحب الأدوار المركبة غير السهلة التي تتطلب الغوص فيها إلى آخر حدود

وتشيد بصيبص بفريق الممثلين الذين شاركوا في العمل. «لقد كانوا جميعاً من المحترفين وأساتذة التمثيل. وأعتقد أن هذا الأمر زاد المسلسل توهجاً، وأعطاه ثقله الفني. فبمعية نهلة داود وبيار داغر وغبريال يمين ورندة كعدي وغيرهم احتفظ العمل بعناصر إيجابية لخطوط درامية مشوقة. وجميعهم قدموا مشاهد رائعة حفرت في ذهن المشاهد».

ذروة المتعة في العمل تجلت في تعاوني مع باسل خياط وسرت كيمياء سريعة بيننا منذ اللحظة الأولى

كررت كارمن بصيبص أكثر من مرة أن ما يهمها في أعمالها هو اقتناعها بالقصة والدور الذي تتقمصه. ولذلك عندما نستوضحها عما إذا عرض «نظرة حب» في موسم رمضان زادها حماساً ترد: «ولا مرة أفكر بأعمالي من هذا المنطلق ولا حتى أركز على توقيت عرضها. الأهم هو أن أكون مقتنعة وأدرك أبعاد العمل ورسائله. مسلسل «نظرة حب» حمل لي الإحساس بالمغامرة. وبالتالي وضعني أمام مكان غير آمن يستأهل مني تحدي نفسي. وأنا شخصياً أصنفه من الأعمال التي لا تروق إلا لمن يهواها. ولكنني استمتعت بهذه التجربة إلى حد كبير وأنا سعيدة بها».

ما لفتني في موضوع فيلم «حدوتة الأيام الباقية» هو دورانه في العالم الافتراضي

صعوبة موضوع وقصة «نظرة حب» قد يتطلب مشاهدته بعيداً عن حمى موسم رمضان الذي تتنافس فيه أعمال كثيرة. وتعلق بصيبص: «ربما إذا ما أعيد عرضه في وقت آخر، قد يستطيع مشاهده أن يتحلى بالصبر والتركيز بشكل أكبر. عندها يستطيع الغوص في شخصياته وحكايته كما يهدف نصّه. ويستمتع حينها المشاهد بحواراته وبنطاقه الدرامي الخاص بالمجتمعين السوري واللبناني معاً».

قريبا تكمل كارمن بصيبص تصوير الفيلم السينمائي المصري «حدوتة الأيام الباقية» تحت إدارة المخرج ماندو العدل. وتدور قصة الفيلم في أجواء سوريالية، وتتحدث فيه باللهجة المصرية للمرة الأولى. فهي سبق وشاركت في أعمال مصرية درامية وسينمائية ولكنها احتفظت فيها بلكنتها اللبنانية. «لقد أنجزنا قسماً من الفيلم ونحن اليوم على موعد لإتمام الجزء الأكبر منه قريباً. وما لفتني في موضوع الفيلم هو دورانه في العالم الافتراضي. مما يطبعه بقصة سينمائية نادراً ما نرى لها مثيلاً في صناعاتنا العربية هذه».


مقالات ذات صلة

«ساعته وتاريخه» مسلسل مصري يجذب الاهتمام بدراما حول جرائم حقيقية

يوميات الشرق مريم الجندي في مشهد يجمعها بأحد أبطال المسلسل (لقطة من برومو العمل)

«ساعته وتاريخه» مسلسل مصري يجذب الاهتمام بدراما حول جرائم حقيقية

في أجواء لا تخلو من التشويق والإثارة جذب المسلسل المصري «ساعته وتاريخه» الاهتمام مع الكشف عن «البرومو» الخاص به الذي تضمن أجزاء من مشاهد مشوقة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مع أبطال «العميل» الذين ألفوا عائلة حقيقية (إنستغرام الفنان)

جاد خاطر لـ«الشرق الأوسط»: تفاجأت بالشهرة التي حققتها مع «العميل»

يُبدي جاد خاطر حبّه للأدوار المركبّة فهي تسمح له بأن يجتهد ويستخدم تجاربه ودروسه في كلية الفنون.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق مسلسل «موعد مع الماضي» يعتمد على التشويق (نتفليكس)

«موعد مع الماضي»... دراما تشويقية تعتمد على الغموض

يعيد المسلسل المصري «موعد مع الماضي» الأحداث التشويقية والبوليسية والغموض مجدداً إلى الدراما المصرية والعربية، من خلال قصة مكوّنة من 8 حلقات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )

خالد الكمار: مقارنة الأجيال الجديدة بالكبار ظالمة

لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})
لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})
TT

خالد الكمار: مقارنة الأجيال الجديدة بالكبار ظالمة

لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})
لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})

قال الموسيقار المصري، خالد الكمار، إن التطور التكنولوجي الكبير في تقنيات الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية ساعد صُنَّاع الدراما على الاستفادة من تلك التقنيات وتوظيفها درامياً بصورة أكبر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن التعقيدات التقنية قبل نحو 3 عقود كانت تعوق تحقيق هذا الأمر، الذي انعكس بشكل إيجابي على جودة الموسيقى ودورها في الأحداث.

وقال الكمار لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن شارات الأعمال الدرامية لم تعد تحظى بفرص الاستماع والعرض مع العمل بالشكل الأفضل، فإن هذا لم يقلل من أهميتها».

وأضاف أن «منصات العرض الحديثة قد تؤدي لتخطي المقدمة عند مشاهدة الأعمال الدرامية على المنصات، أو عدم إذاعتها كاملة؛ بسبب الإعلانات عند العرض على شاشات التلفزيون، على عكس ما كان يحدث قبل سنوات بوصف الموسيقى التصويرية أو الأغنية الموجودة في الشارة بمنزلة جزء من العمل لا يمكن حذفه».

يسعى الكمار لإقامة حفل خلال قيادة أوركسترا كامل لتقديم الموسيقى التصويرية على المسرح مع الجمهور (حسابه على {فيسبوك})

وعدَّ الكمار أن «عقد مقارنات بين جيل الشباب والكبار أمر ظالم؛ لأنه لا تصح مقارنة ما يقدِّمه الموسيقيون الشباب من أعمال في بداية حياتهم، بما قدَّمه موسيقيون عظماء على غرار عمار الشريعي بعد سنوات طويلة من خبرات اكتسبها، ونضجٍ فنيٍّ وظَّفه في أعماله».

ولفت إلى أن «الفنان يمرُّ في حياته بمراحل عدة يكتسب فيها خبرات، وتتراكم لديه مواقف حياتية، بالإضافة إلى زيادة مخزونه من المشاعر والأفكار والخبرات، وهو أمر يأتي مع كثرة التجارب والأعمال التي ينخرط فيها الفنان، يصيب أحياناً ويخطئ في أحيان أخرى».

وأضاف أن «تعدد الخيارات أمام المشاهدين، واختيار كل شخص الانحياز لذوقه شديد الخصوصية، مع التنوع الكبير المتاح اليوم، أمور تجعل من الصعب إيجاد عمل فني يحظى بتوافق كما كان يحدث حتى مطلع الألفية الحالية»، مؤكداً أن «الأمر لا يقتصر على الموسيقى التصويرية فحسب، ولكن يمتد لكل أشكال الفنون».

خالد الكمار (حسابه على {فيسبوك})

وأوضح أن فيلماً على غرار «إسماعيلية رايح جاي»، الذي عُرض في نهاية التسعينات وكان الأعلى إيراداً في شباك التذاكر «أحدث تأثيراً كبيراً في المجتمع المصري، لكن بالنظر إلى الفيلم الأعلى إيراداً خلال العام الحالي بالصالات وهو (ولاد رزق 3) فإن تأثيره لم يكن مماثلاً، لوجود تفضيلات أكثر ذاتية لدى الجمهور، وهو ما لم يكن متاحاً من قبل».

لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها، مؤكداً أن اسم كل من المخرج والكاتب يكون له دور كبير في حماسه للتجارب الفنية، خصوصاً بعض الأسماء التي عمل معها من قبل على غرار مريم نعوم وكريم الشناوي وبيتر ميمي؛ لثقته بأن الموسيقى التي سيقدمها سيكون لها دور في الأحداث.

وذكر الكمار أنه «يفضِّل قراءة المسلسلات وليس مجرد الاستماع إلى قصتها من صُنَّاعها، لكن في النهاية يبدأ العمل وفق المتاح الاطلاع عليه سواء الحلقات كاملة أو الملفات الخاصة بالشخصيات»، مشيراً إلى أنه «يكون حريصاً على النقاش مع المخرج فيما يريده بالضبط من الموسيقى التصويرية، ورؤيته لطريقة تقديمها؛ حتى يعمل وفق التصور الذي سيخرج به العمل».

ورغم أن أحداث مسلسل «مطعم الحبايب» الذي عُرض أخيراً دارت في منطقة شعبية؛ فإن مخرج العمل أراد الموسيقى في إطار من الفانتازيا لأسباب لها علاقة بإيقاع العمل، وهو ما جرى تنفيذه بالفعل، وفق الكمار الذي أكد أنه «يلتزم برؤية المخرج في التنفيذ لكونه أكثر شخص على دراية بتفاصيل المسلسل أو الفيلم».

لا ينكر خالد الكمار وجود بعض الأعمال التي لم يجد لديه القدرة على تقديم الموسيقى الخاصة بها؛ الأمر الذي جعله يعتذر عن عدم تقديمها، في مقابل مقطوعات موسيقية قدَّمها لأعمال لم تكن مناسبة لصُنَّاعها ليحتفظ بها لديه لسنوات ويقدِّمها في أعمال أخرى وتحقق نجاحاً مع الجمهور، مؤكداً أنه يقرِّر الاعتذار عن عدم تقديم موسيقى ببعض الأعمال التي يشعر بأن الموسيقى لن تلعب دوراً فيها، ولكن ستكون من أجل الوجود لاستكمال الإطار الشكلي فحسب.

وعن الاختلاف الموجود في الموسيقى التصويرية بين الأعمال الفنية في مصر ونظيرتها في السعودية، قال الموسيقار المصري الذي قدَّم تجارب عدة بالمملكة من بينها الموسيقى التصويرية لفيلم «حوجن»: «صُنَّاع الدراما والسينما السعوديون يفضِّلون استخدام الموسيقى بشكل أكبر في الأحداث أكثر مما يحدث في مصر».

ولفت إلى حرصه على الانغماس في الثقافة الموسيقية السعودية بشكل أكبر من خلال متابعتها عن قرب، الأمر الذي انعكس على إعجاب صُنَّاع الأعمال بما يقدِّمه من أعمال معهم دون ملاحظات.

وحول تجربة الحفلات الموسيقية بعد الحفل الذي قدَّمه في أغسطس (آب) الماضي بمكتبة الإسكندرية، قال الكمار إنه يسعى لإقامة حفل كبير في القاهرة «من خلال قيادة أوركسترا كامل لتقديم الموسيقى التصويرية على المسرح مع الجمهور بشكل يمزج بين الحفل الموسيقي والمحاضرة، عبر شرح وتفصيل المقامات والآلات الموسيقية المستخدَمة في كل لحن قبل عزفه، بصورة يستطيع من خلالها المستمع فهم فلسفة الألحان».

وأوضح أن «هذه الفكرة مستوحاة من تجربة الموسيقار عمار الشريعي في برنامج (غواص في بحر النغم) الذي قدَّمه على مدار سنوات، وكان إحدى التجارب الملهمة بالنسبة له، واستفاد منه كثيراً»، مشيراً إلى أنه فكَّر في تقديم فكرته عبر «يوتيوب» لكنه وجد أن تنفيذها على المسرح بحضور الجمهور سيكون أفضل.