مع تصاعد التوترات التجارية... «مايكروسوفت» تتعهد باحترام القوانين الأوروبية

شعار شركة «مايكروسوفت» (د.ب.أ)
شعار شركة «مايكروسوفت» (د.ب.أ)
TT

مع تصاعد التوترات التجارية... «مايكروسوفت» تتعهد باحترام القوانين الأوروبية

شعار شركة «مايكروسوفت» (د.ب.أ)
شعار شركة «مايكروسوفت» (د.ب.أ)

تعهدت شركة التكنولوجيا والبرمجيات الأميركية العملاقة «مايكروسوفت» لعملائها الأوروبيين باحترام قوانين الاتحاد الأوروبي في محاولة لطمأنة إحدى أسواقها الرئيسية مع تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية على مستوى العالم في ظل وجود الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وكتب براد سميث، رئيس «مايكروسوفت»، في تدوينة نشرت اليوم الأربعاء: «بصفتنا شركة متعددة الجنسيات، نؤمن بالروابط عبر الأطلسي التي تعزز النمو الاقتصادي والازدهار المتبادل»، مؤكداً أن شركة التكنولوجيا الأميركية تخضع للقوانين واللوائح والحكومات المحلية.

وأضاف سميث: «مثل أي مواطن وشركة، لا نتفق دائماً مع كل سياسة لكل حكومة. ولكن حتى عندما خسرنا قضايا في المحاكم الأوروبية، كانت (مايكروسوفت) تحترم القوانين الأوروبية وتلتزم بها».

كما قال إن الشركة ستواصل حماية خصوصية البيانات الأوروبية وتدعم تطوير نظام واسع النطاق لحلول الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الحوسبة السحابية في مختلف أنحاء أوروبا.

وشدد سميث على أن هذا الالتزام يشمل قانون المنافسة الأوروبية وقانون الأسواق الرقمية للاتحاد الأوروبي.

ومنذ تولي الرئيس ترمب مهام منصبه في يناير (كانون الثاني)، يفقد العملاء الأوروبيون ثقتهم في شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة مثل «مايكروسوفت» و«غوغل» و«أمازون».

وأقال الرئيس الأميركي تقريباً جميع أعضاء لجنة رئيسية مسؤولة عن مراقبة إطار عمل خصوصية البيانات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الذي يحكم التبادل الآمن للبيانات الشخصية عبر المحيط الأطلسي.

ويخشى العديد من عملاء «مايكروسوفت» الآن من أن خدمات الشركة الأميركية لم تعد متوافقة مع أحكام اللائحة العامة لحماية البيانات الأوروبية.

وللتغلب على المخاوف من إمكانية وصول إدارة ترمب إلى البيانات الأوروبية، أكد سميث أن «مايكروسوفت» ستقدم خيارات أمان وتشفير إضافية في المستقبل لمنع الجهات الخارجية من الوصول إلى بيانات العملاء.


مقالات ذات صلة

من الوفد المرافق للرئيس ترمب في زيارته التاريخية إلى السعودية؟

الخليج الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى وصوله إلى الرياض في مستهل زيارة رسمية (رويترز)

من الوفد المرافق للرئيس ترمب في زيارته التاريخية إلى السعودية؟

يرافق الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى السعودية، وفد كبير يضم العديد من وزراء الحكومة وكبار المسؤولين والمستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمطار الملك خالد في الرياض (واس) play-circle 01:32

محمد بن سلمان وترمب يعقدان مباحثات في الرياض

عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ظهر الثلاثاء، مباحثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والذي أقيمت له مراسم استقبال رسمية بقصر اليمامة في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأميركي جاميسون غرير خلال مؤتمر صحافي في جنيف (رويترز)

الاتفاق التجاري الأميركي - الصيني يرطب العلاقات ويلوّن الأسواق العالمية بالأخضر

أدى الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين إلى ترطيب العلاقات بينهما وإلى إعادة اللون الأخضر إلى الأسواق المالية العالمية التي ارتفعت مؤشراتها بنسب عالية.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مجموعة من المتظاهرين البيض يرفعون لافتات شكر لترمب لمنحهم اللجوء إلى أميركا (أ.ف.ب)

مواطنون من ذوي البشرة البيضاء من جنوب أفريقيا يصلون إلى أميركا بعد منحهم وضع اللجوء

توجهت المجموعة الأولى المكونة من 49 مواطناً أبيض من جنوب أفريقيا، الذين منحهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب وضع اللجوء، إلى الولايات المتحدة اليوم (الاثنين).

«الشرق الأوسط» (جوهانسبرغ)
خاص شعار شركة «بوينغ» (رويترز) play-circle 00:57

خاص «بوينغ»: استثماراتنا في السعودية تتوسع... والتوطين محور رئيس للشراكة

أكد كيرك شولتز، المدير الإقليمي الأول لتطوير الأعمال الدولية لدى شركة «بوينغ» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن استثمارات الشركة في السعودية تشهد توسعاً.

مساعد الزياني (الرياض)

«هيوماين» تطلق ثورة الذكاء الاصطناعي: رؤية سعودية تعانق العالمية

المملكة العربية السعودية تبدأ ريادة الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات
المملكة العربية السعودية تبدأ ريادة الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات
TT

«هيوماين» تطلق ثورة الذكاء الاصطناعي: رؤية سعودية تعانق العالمية

المملكة العربية السعودية تبدأ ريادة الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات
المملكة العربية السعودية تبدأ ريادة الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات

في خطوة طموحة تعكس رؤية المملكة العربية السعودية في قطاع التقنية، تم خلال الأسبوع الماضي الإعلان عن إطلاق شركة «هيوماين» Humain (مزيج من كلمتي «الإنسان» Human والذكاء الاصطناعي AI)، وهي شركة جديدة مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، تهدف إلى أن تكون رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير وإدارة تقنيات وحلول الذكاء الاصطناعي المتطورة، والاستثمار في البنية التحتية اللازمة لدعم هذا القطاع الحيوي.

وتسعى الشركة إلى تحقيق الريادة في هذا المجال من خلال نهج شامل ومتكامل يغطي جميع جوانب الذكاء الاصطناعي، بدءاً من تطوير مراكز البيانات المتطورة وتدريب الموهوبين، وصولاً إلى تقديم التطبيقات والحلول الذكية التي تلبي احتياجات مختلف القطاعات. وتحدثت «الشرق الأوسط» حصرياً مع ممثلي الشركة يوم الإعلان عنها للحصول على المزيد من التفاصيل.

إطلاق «هيوماين»: رؤية سعودية عالمية

تتبنى «هيوماين» نموذج عمل فريد من نوعه، حيث تعمل بصفتها شركة تشغيل متكاملة تغطي كامل سلسلة الذكاء الاصطناعي التي تشمل أربع وحدات أعمال رئيسية تعمل بتناغم وتكامل لتحقيق أهداف الشركة.

وتتمثل هذه الوحدات في تطوير وتشغيل مراكز البيانات المتطورة التي توفر البنية التحتية اللازمة للحوسبة عالية الأداء، وتوفير البنية التحتية السحابية التي تتيح الوصول إلى موارد الحوسبة المتقدمة لجميع المستخدمين مثل وحدات معالجة البيانات المتقدمة، وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة بما في ذلك النماذج اللغوية الكبير Large Language Models LLMs، وتقديم التطبيقات والحلول الذكية التي تستفيد من تلك النماذج في مختلف القطاعات.

ويهدف هذا النهج المتكامل إلى تبسيط العمليات وتعزيز الكفاءة وضمان تحقيق أقصى استفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي.

ستطور «هيوماين» حلول ذكاء اصطناعي متخصصة في مجالات الموارد البشرية والشؤون القانونية وإدارة المشاريع والرعاية الصحية والخدمات المالية والطاقة وغيرها

بنية تحتية رقمية متطورة

وتولي الشركة اهتماماً كبيراً بتطوير البنية التحتية الرقمية المتطورة، وتعتبر مراكز البيانات الحديثة حجر الأساس في استراتيجيتها، وتخطط لإنشاء مراكز بيانات واسعة النطاق داخل المملكة العربية السعودية لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الحوسبة عالية الأداء ودعم نمو قطاع الذكاء الاصطناعي. وستعمل الشركة مع كبرى الشركات الرائدة عالمياً في هذا المجال، مثل «إنفيديا» Nvidia و«كوالكوم» Qualcomm و«إيه إم دي» AMD، وغيرها.

وستقوم هذه المراكز بتوفير بيئة آمنة وموثوقة لتخزين ومعالجة البيانات، وستدعم تطوير ونشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي المبتكرة، لا للمملكة العربية السعودية فحسب، بل لجميع المستخدمين ورواد الأعمال والشركات إقليمياً وعالمياً أيضاً.

وبالإضافة إلى ذلك، تسعى «هيوماين» إلى استضافة كبرى الشركات العالمية للحوسبة فائقة النطاق، مما يعزز مكانة المملكة باعتبارها مركزاً إقليمياً للخدمات الرقمية ويجذب المزيد من الاستثمارات في قطاع التقنية.

الذكاء الاصطناعي باللغة العربية: نموذج لغوي رائد

وفي مجال تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، تركز «هيوماين» بشكل خاص على تطوير نموذج لغوي عربي كبير متعدد الوسائط. ويهدف هذا النموذج إلى فهم وإنشاء محتوى باللغة العربية بدقة وكفاءة عاليتين، ما يفتح آفاقاً جديدة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات التي تتطلب معالجة اللغة العربية، مثل خدمة العملاء والتعليم والترفيه.

وتؤمن «هيوماين» بأن تطوير نموذج لغوي عربي متطور يمثل خطوة حاسمة نحو تمكين اللغة العربية في العصر الرقمي وتعزيز حضورها في العالم الرقمي متزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وهي تعتمد على نموذج «علام» Allam الذي طورته الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي SDAIA والذي يتخصص بفهم المحادثات باللغة العربية والرد عليها.

حلول الذكاء الاصطناعي لجميع القطاعات

ولا تقتصر جهود «هيوماين» على تطوير البنية التحتية والنماذج اللغوية، بل تمتد أيضاً إلى تطوير التطبيقات والحلول الذكية التي تستفيد من هذه التقنيات في مختلف القطاعات. وتهدف الشركة إلى تقديم حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة تلبي الاحتياجات المحددة للشركات والمؤسسات في السعودية والمنطقة والعالم.

وتشمل هذه الحلول تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي متخصصين في مجالات مثل الموارد البشرية والشؤون القانونية وإدارة المشاريع، بالإضافة إلى حلول ذكاء اصطناعي مخصصة لقطاعات مثل الرعاية الصحية والخدمات المالية والطاقة. وتهدف «هيوماين» من خلال هذه الحلول إلى تحسين الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف وفتح آفاق جديدة للابتكار في مختلف القطاعات.

بناء الكفاءات والخبرات

وتتبنى «هيوماين» استراتيجية طموحة لجذب أفضل المواهب والكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتدرك أن العنصر البشري هو الأساس لتحقيق الريادة في هذا المجال. وتهدف الشركة إلى إيجاد بيئة عمل محفزة وجاذبة للمواهب تشجع على الابتكار والتعاون والتطور المهني.

كما تسعى «هيوماين» إلى التعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية في المملكة والمنطقة لتطوير برامج تدريبية متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي وتأهيل جيل جديد من الخبراء والمتخصصين في هذا المجال، وتؤمن بأن الاستثمار في المواهب والكفاءات هو استثمار في مستقبل المملكة والمنطقة ككل.

«هيوماين» و«رؤية 2030»: دعم التحول الرقمي

وتتكامل استراتيجية «هيوماين» مع «رؤية المملكة 2030» التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز القطاعات غير النفطية، بما في ذلك قطاع التقنية. ولصندوق الاستثمارات العامة دور محوري في تحقيق هذه الرؤية من خلال الاستثمار في المشاريع والمبادرات التي تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.

وتُعتبر «هيوماين» إحدى هذه المبادرات الاستراتيجية، حيث تهدف إلى تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي في المملكة والمساهمة في تحقيق أهداف «رؤية المملكة 2030» من خلال توفير البنية التحتية اللازمة، وتطوير الكفاءات المحلية، وجذب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع.

ريادة الذكاء الاصطناعي إقليمياً وعالمياً

وتطمح «هيوماين» إلى أن تكون محركاً رئيسياً للابتكار والنمو في قطاع الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية والمنطقة، وأن تساهم في تعزيز مكانة المملكة باعتبارها مركزاً عالمياً رائداً في هذا المجال. وتدرك الشركة أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب التعاون الوثيق مع مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني. كما تلتزم الشركة بالعمل بشفافية ومسؤولية وبالالتزام بأعلى المعايير الأخلاقية في تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لضمان أن تعود هذه التقنيات بالنفع على الجميع.

وستشارك «هيوماين» المزيد من التفاصيل خلال الفترة المقبلة.

الجدير ذكره أنه تم تصنيف السعودية في المرتبة الأولى عالمياً في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي Global AI Index لعام 2024 في مجال الاستراتيجيات الحكومية للذكاء الاصطناعي.