ثورة في التحكيم والتحليل... مشروع لخفض تكلفة الذكاء الاصطناعي في كرة القدم

لتعزيز التحكيم وتحليل الأداء بشكل شامل وعادل

يرى خبراء صعوبة  إجراء تحليل دقيق للعبة باستخدام الذكاء الاصطناعي إلا عندما يتداخل اللاعبون الرقميون والحقيقيون بشكل مثالي (ETH)
يرى خبراء صعوبة إجراء تحليل دقيق للعبة باستخدام الذكاء الاصطناعي إلا عندما يتداخل اللاعبون الرقميون والحقيقيون بشكل مثالي (ETH)
TT
20

ثورة في التحكيم والتحليل... مشروع لخفض تكلفة الذكاء الاصطناعي في كرة القدم

يرى خبراء صعوبة  إجراء تحليل دقيق للعبة باستخدام الذكاء الاصطناعي إلا عندما يتداخل اللاعبون الرقميون والحقيقيون بشكل مثالي (ETH)
يرى خبراء صعوبة إجراء تحليل دقيق للعبة باستخدام الذكاء الاصطناعي إلا عندما يتداخل اللاعبون الرقميون والحقيقيون بشكل مثالي (ETH)

يُحدث إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في كرة القدم ثورة في هذه الرياضة من خلال تحسين أداء الحكام وتطوير الخطط التكتيكية داخل الملعب. لكن هذه التقنيات المتقدمة بقيت حكراً على البطولات الكبرى، بسبب تكلفتها العالية ومتطلبات البنية التحتية المعقدة. إدراكاً لهذه الفجوة، تتعاون جامعة «ETH» زيورخ مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لإتاحة الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع، وجعل هذه الابتكارات التكنولوجية متاحة لبطولات كرة القدم في جميع أنحاء العالم.

قاعدة بيانات «WorldPose» تضم أكثر من 2.5 مليون حركة ثلاثية الأبعاد من مباريات كأس العالم وهي أساس لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي (ETH)
قاعدة بيانات «WorldPose» تضم أكثر من 2.5 مليون حركة ثلاثية الأبعاد من مباريات كأس العالم وهي أساس لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي (ETH)

الذكاء الاصطناعي في كرة القدم

أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من كرة القدم الحديثة، من خلال أدوات تدعم الحكام وتحلل أداء الفرق بشكل دقيق. ومن أبرز الأمثلة على ذلك «تقنية التسلل شبه الآلية» (SAOT) التي يستخدمها حكام الفيديو (VAR) لاتخاذ قرارات دقيقة وعادلة، حيث تعتمد على تتبع لحظي لحركة اللاعبين ومواقعهم على أرض الملعب.

لكن على الرغم من مزاياها، تبقى هذه الأنظمة مكلفة ومعقدة، مما يجعل استخدامها مقتصراً على البطولات الكبرى. يتطلب تنفيذ هذه التقنيات عادة من 10 إلى 12 كاميرا ثابتة توضع في أماكن محددة داخل الملعب، بالإضافة إلى تزامن دقيق بين الكاميرات لجمع البيانات. هذا النظام يتطلب استثمارات كبيرة ومعرفة تقنية عالية، وهو ما لا يتوفر للعديد من البطولات والاتحادات المحلية.

مبادرة مشتركة

استجابة لهذه التحديات، يعمل باحثو مختبر «التقنيات التفاعلية المتقدمة» في «ETH» زيورخ، بالتعاون مع «فيفا»، على تطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة وسهل التنفيذ. الهدف الأساسي هو تطوير أنظمة يمكنها العمل باستخدام كاميرا بث واحدة فقط، مستفيدين من البنية التحتية الحالية للبث التلفزيوني، التي تتوفر في معظم المباريات الاحترافية.

ومن أهم الإنجازات في هذا المشروع هو إطلاق قاعدة بيانات «WorldPose» التي تضم أكثر من 2.5 مليون حركة ثلاثية الأبعاد للاعبين، تم استخراجها من نحو 50 دقيقة من لقطات مباريات كأس العالم 2022.

توفر هذه البيانات تمثيلات دقيقة ثلاثية الأبعاد لحركة اللاعبين، مما يشكل مرجعاً علمياً مهماً لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على تحليل الأداء باستخدام بيانات محدودة.

نجاح هذه المبادرات قد يؤدي إلى تحكيم أكثر دقة وتحليل أداء متقدم وتجربة جماهيرية غنية بالبيانات حتى في البطولات الصغيرة (ETH)
نجاح هذه المبادرات قد يؤدي إلى تحكيم أكثر دقة وتحليل أداء متقدم وتجربة جماهيرية غنية بالبيانات حتى في البطولات الصغيرة (ETH)

تحدي أبحاث الذكاء الاصطناعي

لتشجيع البحث والابتكار، أطلق «فيفا» تحدياً بحثياً دولياً يدعو الخبراء والمبتكرين لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي تستخدم قاعدة بيانات «WorldPose». يركز التحدي على تطوير خوارزميات قادرة على تحليل مجريات المباريات بدقة باستخدام لقطات من كاميرا بث واحدة فقط. الهدف هو تصميم أنظمة فعالة ومنخفضة التكلفة وقابلة للتنفيذ في بطولات مختلفة حول العالم، مما يتيح استخدام أدوات تحليل الأداء ودعم التحكيم والتفاعل الجماهيري حتى في الدوريات ذات الموارد المحدودة.

الآثار الواسعة للنموذج

في حال نجاح تطوير هذه الأنظمة، يمكن أن تحدث تحولاً كبيراً في جوانب متعددة من اللعبة؛ من حيث تحسين التحكيم إذ سيتمكن الحكام في الدوريات الأقل تمويلاً من استخدام أدوات دعم القرار بالذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى قرارات أكثر دقة وإنصافاً. كذلك تحليل الأداء حيث يستطيع المدربون والمحللون الاستفادة من رؤى متقدمة حول تحركات اللاعبين وتكتيكات الفرق دون الحاجة إلى أنظمة تصوير متعددة الكاميرات. من التحولات أيضاً تعزيز تجربة الجماهير واستمتاعهم بتجربة مشاهدة غنية بالبيانات والتحليلات لتعزيز فهمهم للعبة وتفاعلهم معها.

إن خفض الحواجز أمام استخدام الذكاء الاصطناعي في كرة القدم يعزز الشمولية ويفتح المجال للابتكار على مستوى الأندية والبطولات بمختلف قدراتها.

تسعى هذه المبادرة إلى تمكين الاتحادات والبطولات في مختلف أنحاء العالم من الاستفادة من مزايا التحليل المتقدم ودعم التحكيم (ETH)
تسعى هذه المبادرة إلى تمكين الاتحادات والبطولات في مختلف أنحاء العالم من الاستفادة من مزايا التحليل المتقدم ودعم التحكيم (ETH)

التحديات وآفاق المستقبل

رغم أن المستقبل يبدو واعداً، فإن هناك عدة تحديات لا بد من معالجتها لتحقيق الرؤية الشاملة، منها تطوير خوارزميات قادرة على تفسير مجريات اللعب بشكل دقيق من زاوية كاميرا واحدة يتطلب تقنيات متقدمة جداً. كما تعد الخصوصية وحماية البيانات تحدياً آخر من حيث جمع واستخدام بيانات اللاعبين يجب أن يتم وفق ضوابط صارمة تضمن الخصوصية والشفافية. ويجب أيضاً أن تكون هذه الحلول قابلة للتطبيق في بيئات مختلفة من حيث البنية التحتية وجودة البث واختلاف الملاعب.

معالجة هذه التحديات تتطلب استمرار البحث والتعاون بين القطاعين الأكاديمي والرياضي، وهو ما بدأت به «ETH» زيورخ و«فيفا» بالفعل من خلال هذا المشروع الطموح.

تمثل هذه الشراكة خطوة مهمة نحو جعل الذكاء الاصطناعي متاحاً في عالم كرة القدم بشكل ديمقراطي. من خلال التركيز على تقنيات منخفضة التكلفة تعتمد على البنية الحالية للبث التلفزيوني، وبينما يتواصل البحث والتطوير، يصبح المستقبل الذي تلتقي فيه التكنولوجيا مع الرياضة أكثر قرباً، ليمنح اللعبة الشعبية الأولى دفعة جديدة نحو الدقة والشمولية والابتكار.


مقالات ذات صلة

«نظارات النوم» تجهز «النصر» لموقعة كاواساكي فرونتال الياباني

رياضة سعودية لاعبو النصر والمدرب بيولي خلال التدريبات أمس (نادي النصر)

«نظارات النوم» تجهز «النصر» لموقعة كاواساكي فرونتال الياباني

كشفت مصادر، لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارة نادي النصر وفّرت للاعبين نظارات خاصة للنوم، خلال فترة المعسكر الإعدادي، لما تبقّى من مباريات دوري أبطال آسيا للنخبة.

أحمد الجدي (جدة)
رياضة سعودية خيسوس (رويترز)

مصادر: إدارة الهلال تجتمع اليوم لبحث مستقبل خيسوس

أبلغت مصادر مطلعة «الشرق الأوسط» أن إدارة نادي الهلال ستعقد اجتماعاً حاسماً الأربعاء لبحث مصير المدير الفني البرتغالي خورخي خيسوس

حامد القرني (جدة)
رياضة عالمية يستضيف باريس سان جيرمان مباراة الإياب الأسبوع المقبل (د.ب.أ)

الجماعية سر تألق باريس سان جيرمان في «دوري الأبطال»

عانى باريس سان جيرمان، في السنوات الأخيرة، من وصفه كفريق يملك مجموعة من اللاعبين الموهوبين الذين يفتقرون للعب الجماعي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية جاكسون إرفين (رويترز)

مدرب أستراليا يبحث عن بديل لإرفين بعد إصابته

سيفتقد المنتخب الأسترالي جهود لاعب الوسط القوي جاكسون إرفين في تصفيات كأس العالم لكرة القدم في يونيو المقبل.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية أرتيتا (رويترز)

أرتيتا: لا خيار لآرسنال إلا الفوز في بارك دي برانس

حث المدرب الإسباني ميكل أرتيتا لاعبيه في آرسنال الإنجليزي على تحقيق عودة «مميزة» ضد باريس سان جيرمان الفرنسي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل تحتاج حقاً إلى برنامج مكافحة فيروسات منفصل؟ على الأرجح لا

هل تحتاج حقاً إلى برنامج مكافحة فيروسات منفصل؟ على الأرجح لا
TT
20

هل تحتاج حقاً إلى برنامج مكافحة فيروسات منفصل؟ على الأرجح لا

هل تحتاج حقاً إلى برنامج مكافحة فيروسات منفصل؟ على الأرجح لا

تحدثتُ مع صديق لي مؤخراً، الذي اشتري جهاز كمبيوتر جديداً يعمل بنظام «ويندوز»، ويفكر في شراء برنامج مكافحة فيروسات جديد، وسألني عن برنامج مكافحة الفيروسات الذي أستخدمه.

وكان آخر جهاز كمبيوتر لديه عمل لأكثر من عشر سنوات، وكان يستخدم إحدى حزم برامج مكافحة الفيروسات الكبيرة برسوم مالية سنوية.

برامج مكافحة الفيروسات

تمتلك شركات مثل «نورتون»، و«مكافي»، و«إيه في جي»، و«بت ديفيندر»، حلولاً لمكافحة الفيروسات وتُساعد في الحفاظ على أمان جهاز الكمبيوتر، ولكن هذه الميزات تتداخل مع العديد من ميزات، برنامج «ديفندر» Defender المدمج في ويندوز.

إذا بحثتَ عن توصيات لأفضل حزمة برامج مكافحة فيروسات، فستجد العديد من القوائم. وبالمثل، إذا بحثتَ عن تعبير: «هل أحتاج إلى برنامج مكافحة فيروسات؟»، فستجد بعض الحجج الوجيهة التي تُشير إلى إمكانية الاستغناء عنه.

الحالة الشخصية تحسم القرار

أعتقد أنك بحاجة إلى دراسة حالة استخدامك الشخصي عند شراء برامج مكافحة الفيروسات والأمان.

وتوصيتي الشخصية هي أن معظم المستخدمين المنزليين لا يحتاجون إلى دفع ثمن برامج مكافحة الفيروسات أو برامج الأمان.

توفر مايكروسوفت وآبل حلولاً مدمجة لمكافحة الفيروسات. كما تُحذّرك متصفحات مثل «غوغل كروم»، وغيرها، بشكل ممتاز عند دخولك منطقة خطرة على الإنترنت. وكذلك يقوم مزودو خدمات البريد الإلكتروني مثل «غوغل» و«مايكروسوفت» و«ياهو» بفحص بريدك الإلكتروني بحثاً عن المرفقات الخطيرة.

نظام تشغيل «وندوز»

إذا كنت تستخدم نظام التشغيل «Windows 11»، يمكنك الانتقال إلى الإعدادات «Settings»، ثم «الخصوصية والأمان»، ثم «أمان ويندوز» Windows Security لعرض لوحة معلومات لفئات الأمان المختلفة التي يراقبها النظام.

وبالنقر على «الحماية من الفيروسات والتهديدات» Virus & Threat Protection، سترى آخر فحص ونتائجه، بالإضافة إلى تاريخ آخر تحديث لتعريفات الفيروسات. وتوجد أيقونات حالة حمراء وصفراء وخضراء لكل قسم، ما يتيح لك رؤية أي مناطق تحتاج إلى اهتمامك في لمحة. فقط تأكد من مواكبة التحديثات.

نظام تشغيل «أبل»

وينطبق الأمر نفسه على أجهزة كمبيوتر «أبل». ما عليك سوى تحديث نظام التشغيل وتحديثات الأمان. ماذا يحدث إذا نقرت على شيء ما في المتصفح وبدأت تظهر لك نوافذ منبثقة غريبة أو صفحات ويب تُعيد توجيهك إلى صفحة إعلانات احتيالية؟ هذا وارد الحدوث.

وفي هذه الحالات، فإني أقوم بتنزيل واستخدام Malwarebytes، الذي يفحص نظامك ويصلحه عندما تشك في أنك نقرت على شيء سيئ.

برنامج حماية

يتوفر «Malwarebytes» بنسخة مجانية (لأنظمة ماك أو ويندوز)، ويمكنك تجربته إذا كنت بحاجة إليه. أنصحك بالدفع المالي مقابله إذا كنت تحتاج إليه بانتظام، لكنني لا أنصح بتركه مُثبتاً على جهاز الكمبيوتر. عندما اضطررت لاستخدامه، كنت أُحمّله وأُشغّله وأتركه يُنظّف النظام ثم أُزيل تثبيته.

تصوراتي واعتقاداتي

وحسب اعتقادي، فإن أي برنامج يعمل على نظامك ويُؤدي وظيفة برنامج الأمان المُدمج نفسها، ليس بالأمر الجيد. من تجربتي، يُمكن لتطبيقات الحماية المباشرة من الفيروسات من جهات خارجية أن تُبطئ النظام، وهي تفعل ذلك بالفعل.

أتوقع تماماً أن الكثير منكم سيختلف معي، ولا أمانع. فالحذر ليس بالأمر السيئ. إذا كنت تستخدم جهاز الكمبيوتر الخاص بك في مشروع صغير، أو كنت تكسب عيشك منه، فقد تشعر بأمان أكبر مع تثبيت برنامج أمان. لا

أمانع استخدام أي برنامج يساعدك على الشعور بأمان أكبر على الإنترنت.

* خدمات «تريبيون ميديا»