كيف يغير تقارب الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية وجه الاكتشافات العلمية؟

«مايكروسوفت» لـ«الشرق الأوسط»: نحن في بداية عصر جديد من الابتكار

التقارب بين الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية يمكن أن يسرع الاكتشافات في مجالات مثل الأدوية والمناخ (أدوبي)
التقارب بين الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية يمكن أن يسرع الاكتشافات في مجالات مثل الأدوية والمناخ (أدوبي)
TT
20

كيف يغير تقارب الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية وجه الاكتشافات العلمية؟

التقارب بين الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية يمكن أن يسرع الاكتشافات في مجالات مثل الأدوية والمناخ (أدوبي)
التقارب بين الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية يمكن أن يسرع الاكتشافات في مجالات مثل الأدوية والمناخ (أدوبي)

تُعدّ الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي (AI) من بين المجالات التي تحمل قدراً من الوعود، لكن التعقيدات في الوقت نفسه أيضاً. يفتح ذلك التقارب آفاقاً غير مسبوقة، لا سيما في مجالات العلوم والتشفير والابتكار المؤسسي. في مقابلة خاصة مع «الشرق الأوسط» من المقر الرئيسي لـ«مايكروسوفت» في مدينة سياتل الأميركية، توضح ميترا عزيزيراد، رئيسة العمليات ومديرة قسم الابتكار والنمو والاستراتيجيات في «مايكروسوفت»، كيف يمكن لهذه التقنيات أن تحدِث ثورة في الاكتشاف العلمي. تقول عزيزيراد إن «الذكاء الاصطناعي يتعلق بفهم لغة البشر، لكن من منظور كمومي، نرى تكاملاً مثيراً للاهتمام مع الذكاء الاصطناعي حيث يتوسع لفهم لغة الطبيعة».

ميترا عزيزيراد رئيسة العمليات وقسم الابتكار والنمو والاستراتيجيات في «مايكروسوفت» متحدثة لـ«الشرق الأوسط» (مايكروسوفت)
ميترا عزيزيراد رئيسة العمليات وقسم الابتكار والنمو والاستراتيجيات في «مايكروسوفت» متحدثة لـ«الشرق الأوسط» (مايكروسوفت)

تشمل «لغة الطبيعة» الكيمياء وعلم الأحياء وغيرهما من التخصصات العلمية. وتشير عزيزيراد إلى أن التحولات الجذرية في الحضارة البشرية، غالباً ما كانت مدفوعة بالاختراعات العلمية. وتعتقد أيضاً «أن الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي هما المحفزان التاليان لمثل هذا التغيير التحويلي».

تضيف عزيزيراد أن هناك قدرة للذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على العمل معاً لمحاكاة بعض العمليات الأكثر تعقيداً في الطبيعة بطرق لم تكن ممكنة من قبل. تعد أن ذلك التقارب يمكن أن يؤدي إلى تسريع الاكتشافات في مجالات مثل تطوير الأدوية، والتخفيف من تغير المناخ، وابتكار مواد جديدة. على سبيل المثال، يمكن تحقيق مواد متينة وقابلة للتحلل البيولوجي، أو ابتكارات في إمدادات الغذاء والتصنيع، بفضل هذا المزيج القوي.

الحوسبة الكمومية الموثوقة... تغيير لقواعد اللعبة؟

أحد التحديات الرئيسية في الحوسبة الكمومية كان تحقيق الموثوقية. تعتمد الآلات الكمومية التقليدية على الكيوبتات الفيزيائية، التي تكون عرضة للأخطاء وعدم الاستقرار. ومع ذلك، اتخذت «مايكروسوفت» نهجاً مختلفاً من خلال التركيز على «الكيوبتات المنطقية» وهي «كيوبتات» مصممة منذ البداية لتكون أكثر استقراراً وأقل عرضة للأخطاء. تردف عزيزيراد أن «الحوسبة الكمومية الموثوقة هي المفتاح». تقول: «يجب أن تكون قادراً على اكتشاف الأخطاء وتصحيحها وإجراء العمليات الحسابية بطريقة تمكن من تطبيقات ذات معنى».

ولقد كان تقدم «مايكروسوفت» في هذا المجال ملحوظاً. في أبريل (نيسان) 2024، أعلنت الشركة عن أول آلة كمومية موثوقة بأربعة كيوبتات «منطقية»، تم تطويرها بالشراكة مع «Quantinuum». وبحلول شهر سبتمبر (أيلول)، تم توسيع هذا إلى 12 «كيوبتاً»، وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، تم تحقيق آلة كمومية رائدة تضم 24 «كيوبتاً» بالتعاون مع «Atom Computing». هذه الآلة، التي تُعدّ أقوى حاسوب كمومي في العالم، تتفوق بسنوات على البرامج الأخرى، ومن المقرر أن تكون متاحة تجارياً بحلول نهاية عام 2024.

تشرح عزيزيراد أنه عندما تسمع أشياء مثل «الحوسبة الكمومية بعيدة 30 عاماً»، تحاول أن توضح «أن الحوسبة الكمومية الموثوقة موجودة بالفعل... هناك 24 (كيوبتاً)، ونحن نجعل هذه الآلة متاحة تجارياً».

«مايكروسوفت»: الحوسبة الكمومية ليست مستقبلاً بعيداً بل بدأ بالفعل ويفتح آفاقاً جديدة للابتكار (شاترستوك)
«مايكروسوفت»: الحوسبة الكمومية ليست مستقبلاً بعيداً بل بدأ بالفعل ويفتح آفاقاً جديدة للابتكار (شاترستوك)

التطبيقات التجارية ومبادرة «الكم جاهز»

تطبيقات الحوسبة الكمومية واسعة النطاق، لكن عزيزيراد تشدد على أهمية اتباع نهج استراتيجي ومتعدد الطبقات. ترى أن الحوسبة الكمومية جيدة جداً للبيانات الصغيرة ذات احتياجات المعالجة العالية، بينما يتفوق الذكاء الاصطناعي في التعامل مع البيانات الكبيرة وتسريع الوصول إلى الحلول... تقول: «إنها تكمل بعضها بعضاً في حل المشكلات المعقدة».

لمساعدة الشركات على استكشاف هذا المجال الجديد، أطلقت «مايكروسوفت» مؤخراً مبادرة «الكم جاهز» (Quantum Ready). يوفر هذا البرنامج لقادة الأعمال ورش عمل ونقل المعرفة وإمكانية الوصول إلى موارد الحوسبة الكمومية الموثوقة. الهدف هو مساعدة المنظمات على تحديد المجالات التي يمكن أن تضيف فيها الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي قيمة، وتطوير نماذج أولية، ووضع خريطة طريق كمومية.

تضيف عزيزيراد خلال حديثها مع «الشرق الأوسط» أنه « لا يجب الحديث عن عصر الحوسبة الكمومية بوصفه شيئاً قادماً... نحن في بدايته الآن، ونحن على أعتاب تطبيقات ذات تأثير كبير».

لقد لاقت مبادرة «Quantum Ready» اهتماماً كبيراً بالفعل، حيث تتطلع الشركات الكبرى إلى استكشاف كيف يمكن للحوسبة الكمومية أن تقود الابتكار في صناعاتها. وتقارن عزيزيراد هذه اللحظة بالأيام الأولى لتبني الذكاء الاصطناعي، حيث كان على قادة الأعمال إعادة التفكير في استراتيجياتهم وثقافاتهم لتبني التقنيات الجديدة.

التغلب على المفاهيم الخاطئة

على الرغم من الحماس، تحذر عزيزيراد من المبالغة في الترويج للحوسبة الكمومية قائلة: «لا أريد أن أبالغ في الحديث عن مخاطر الأمان، مثل اختراق الحسابات البنكية. هذا ليس وشيكاً، ولكن الآن هو الوقت المناسب للبدء في الاستعداد لمرونة التشفير والتشفير ما بعد الكمومي».

وتتناول التردد الذي تشعر به الكثير من المنظمات بشأن تبني التقنيات الكمومية، حيث وجد استطلاع حديث أن 12 في المائة فقط من قادة الأعمال يشعرون بأنهم مستعدون للاستفادة من الحوسبة الكمومية. ترى عزيزيراد في هذا فرصة للتعليم وبناء المهارات: «الأولوية هي استثمار الوقت في بناء المهارات والتعرف على المفاهيم الكمومية. يجب على الشركات أن تفهم ليس فقط الجوانب النظرية، لكن القيمة الملموسة التي يمكن أن تجلبها إلى عملياتها».

تهدف مبادرة «الكم جاهز» إلى مساعدة الشركات على استكشاف تطبيقات الحوسبة الكمومية وتطوير نماذج أولية (أدوبي)
تهدف مبادرة «الكم جاهز» إلى مساعدة الشركات على استكشاف تطبيقات الحوسبة الكمومية وتطوير نماذج أولية (أدوبي)

مستقبل الحوسبة الكمومية

بالنظر إلى المستقبل، تبدو عزيزيراد متفائلة بشأن وتيرة التقدم. وتصرح بأنه في الأشهر الثمانية الماضية، تم الانتقال من أربعة إلى 24 «كيوبتاً»؛ ما يعني أن البحث والتطوير خلال الـ12 شهراً المقبلة سوف يتسارع فقط. وعلى الرغم من أنها لم تحدد هدفاً محدداً لتحقيق «مليون كيوبت»، وهو معلم يمكن أن يغير العالم حقاً، فإنها أكدت أن الرحلة قد بدأت بالفعل. تضيف: «نحن نقدم بالفعل أقوى آلة كمومية، ونحن نجعلها متاحة تجارياً».

رسالة عزيزيراد لقادة الأعمال واضحة وهي أن «الوقت قد حان لاستكشاف الحوسبة الكمومية». وترى أن هذا لا يتعلق فقط بكفاءة العمليات، بل بخلق قيمة جديدة وهي الشيء الأصعب دائماً على الشركات.

من خلال تبني نهج متعدد الطبقات يدمج الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء (HPC)، يمكن للمنظمات أن تفتح فرصاً غير مسبوقة للابتكار.

وتشدد عزيزيراد بثقة على أن مستقبل الحوسبة هجين... «لا يتعلق الأمر باستبدال القديم، بل بإضافة الجديد لخلق شيء تحويلي حقاً».

يمثل تقارب الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي حدوداً جديدة وإمكانات واسعة ومثيرة. لم يعد السؤال هو ما إذا كانت الحوسبة الكمومية ستغير الصناعات، ولكن متى ستكون الشركات جاهزة لاستغلال قوتها؟


مقالات ذات صلة

كيف تتيح منصة «n8n» ربط التطبيقات وأتمتة الأعمال دون تدخل يدوي متكرر؟

تكنولوجيا خدمة أتمتة متقدمة تتيح إنشاء سير عمل مرن يدمج أكثر من 400 تطبيق مما يسهل تنفيذ المهام تلقائياً دون تدخل يدوي (n8n)

كيف تتيح منصة «n8n» ربط التطبيقات وأتمتة الأعمال دون تدخل يدوي متكرر؟

توفر المنصة بيئة منخفضة التعليمات البرمجية ومفتوحة المصدر، مما يسمح للمستخدمين بتشغيلها على خوادمهم الخاصة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
علوم تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد حققت قفزات متوالية في مجال جراحة العظام (جامعة برنو للتكنولوجيا)

ثورة في جراحة العظام: كيف تحسّن «الغرسات المطبوعة» زراعة المفاصل؟

مع التطور السريع في تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، شهد قطاع الرعاية الصحية تحولاً جذرياً في تصنيع الغرسات الطبية، لا سيما في جراحة العظام واستبدال المفاصل.

محمد السيد علي (القاهرة)
علوم جين يفتح آفاقاً جديدة لعلاج الشيخوخة

جين يفتح آفاقاً جديدة لعلاج الشيخوخة

كشفت أبحاث حديثة عن اكتشاف جيني قد يمهد الطريق لعلاجات ثورية لإدارة الشيخوخة والحد من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
علوم اختراقات علمية وتقنية جديدة

اختراقات علمية وتقنية جديدة

ما الذي سيحمل أهمية حقيقية على المدى البعيد؟ يتوقف خبراء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأميركي أمام هذا السؤال،

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص تهدف مبادرات مثل «النطاق العريض اللاسلكي» إلى ضمان اتصال سلس وعالي السرعة للمستخدمين في جميع أنحاء المملكة (شاترستوك)

خاص «نوكيا»: السعودية ستكون رائدة عالمياً في نشر شبكات «الجيل السادس»

في حديث لـ«الشرق الأوسط»، يصف نائب الرئيس الأول لشبكات الهواتف الجوالة في الشرق الأوسط وأفريقيا في «نوكيا» المشهد في السعودية بـ«العاصفة المثالية من النمو».

نسيم رمضان (الرياض)

لوحة مفاتيح متطورة للألعاب الإلكترونية

لوحة مفاتيح متطورة للألعاب الإلكترونية
TT
20

لوحة مفاتيح متطورة للألعاب الإلكترونية

لوحة مفاتيح متطورة للألعاب الإلكترونية

عندما يتعلق الأمر بلوحات المفاتيح، يبحث اللاعبون دائماً عن ميزة، أو عن جماليات أفضل.

لوحات مفاتيح مطورة

في الماضي، قدمت إضاءة «آر جي بي» RGB طريقة للتميز وسط الحشود مع توفير تفاعلات بصرية. وبعد ذلك أصبح الحجم محوراً، حيث اكتسبت التصميمات الأصغر حجماً شعبية بسبب مساحة المكتب الضيقة، وإتاحة اللوحات الصغيرة لمساحة أكبر لتحريك الفأرة.

وإذا كان المنتج يوفر ميزة، فسوف يشق طريقه إلى القمة. وهذا هو السبب الكبير لارتفاع شعبية لوحات المفاتيح المطورة بـ«تأثير هول» Hall Effect، الفيزيائي، وهي فئة ذاعت شعبيتها مع طرح علامة «ووتينغ» التجارية. وقفزت شركات أخرى رئيسية على متن نفس الاتجاه مع تبوؤ شركة «ستيل سيريس أبيكس برو» SteelSeries Apex Pro مركز الصدارة.

وقد أعادت الشركة أخيراً إطلاق نسخة جديدة من لوحة المفاتيح الرئيسية الخاصة بها من طراز «أبيكس برو تي كيه إل الجيل 3» Apex Pro TKL Gen 3. وتتميز النسخة الجديدة بمفاتيح «أومني بوينت 3.0» المغناطيسية الفائقة القابلة للتعديل الجديدة، وشاشة بتقنية «أوليد»، مع مجموعة من التعديلات لتحسين الأداء.

مقارنة باللوحات الميكانيكية

كيف تُقارن بلوحات المفاتيح الميكانيكية؟ بصفتي قادماً من عالم محبي لوحات المفاتيح الميكانيكية، كنتُ فضولياً للغاية بشأن كيفية الأداء. فالسمات التي أُقدرها في لوحات المفاتيح الخاصة بي مثل الصوت وجودة التصنيع والملمس لا تتوافق دائماً مع علامة تجارية كبيرة للألعاب، ولكن خلال فترة استخدامي للوحة «أبيكس برو تي كيه إل»، تعلمت تقدير جوانب هذا الملحق التقني.

> العنصر الأول والأكثر أهمية هو الأداء، حيث عملت لوحة «أبيكس برو تي كيه إل» بشكل لا تشوبه شائبة. وشعرت في أثناء اللعب بأن لوحة المفاتيح فائقة الاستجابة مع مفاتيح «أومني بوينت» التي تعمل على الفور. هذه ميزة كبيرة للتكنولوجيا. ولأنها تستخدم المغناطيس، فهناك عدد أقل من الأجزاء الميكانيكية وهي أكثر موثوقية. كما تتيح للاعبين تخصيص كل مفتاح لجعلها حساسة كما يرغبون.

> ميزة «تأثير هول» تعمل من خلال تقريب الزر لدى ضغطه نحو مغناطيس موجود أسفله، ليتم استشعار ذلك الاقتراب وتغيير المجال المغناطيسي، وإخبار نظام التشغيل بعملية الضغط، مقارنة بضرورة ضغط الزر على منطقة خاصة في اللوحات الأخرى التقليدية لتفعيل الاستشعار.

وإذا كان لدى اللاعبين أصابع ثقيلة معروفة بالضغط على زر عن غير قصد، فيمكنهم تقليل نقطة التشغيل بحيث تحتاج إلى مزيد من الضغط لتشغيلها. ومن ناحية أخرى، إذا كان اللاعبون بحاجة إلى أن تكون مفاتيحهم أكثر استجابة، فيمكنهم زيادة الحساسية بحيث يمكن تنشيطها بلمسة خفيفة.

> ميزة «الإطلاق السريع - Rapid Trigger» تُزيل زمن الاستجابة بين ضغطات المفاتيح؛ لأنه يتم تعطيلها على الفور عند التحرير، ويمكن تنشيطها مرة أخرى عند الضغط عليها. ولا يحتاج اللاعبون إلى الضغط المركز ليشعروا بنقطتين معدنيتين تتلامسان فعلياً لتسجيل الإدخال.

>«وضع الحماية». ولدى شركة «ستيل سيريس» أيضاً برنامج يستخدم «وضع الحماية» الذي يجعل من الصعب على اللاعبين تمرير إصبعهم بالخطأ فوق المفتاح الخطأ. فهو يُقلل من حساسية المفاتيح المُحيطة ليجعل من الصعب الضغط على المفتاح الخطأ.

استثنائية للألعاب وجيدة للكتابة

كل هذه الميزات تجعل اللوحة استثنائية للألعاب. أما بالنسبة للعمل فإن لوحة «أبيكس برو تي كيه إل» تخدم غرضها من دون الكثير من الإضافات غير اللازمة. في البداية، شعرتُ بالنفور من ملمس الكتابة على اللوحة؛ إذ إنها تفتقر إلى متانة لوحة المفاتيح المصنوعة بالكامل من الألمنيوم، كما أن جودة التصنيع أقل.

وتعاني مفاتيح «أومني بوينت 3.0» من بعض الاهتزازات. وحتى مع وجود رغوة تخفيف الصوت والمفاتيح المُزلقة، يفتقر صوت المفاتيح إلى الصوت «الميكانيكي» المميز من الإعدادات الأخرى. وهذه السمات تجعل لوحة المفاتيح تبدو واهية بالمقارنة.

النعمة الوحيدة للوحة هي مسند المعصم المُصاحب، وهو بملمس ناعم كالحرير، ويتصل مغناطيسياً بلوحة «أبيكس برو تي كيه إل»، ويُضيف عنصراً فاخراً إلى تلك التجربة.

لكن ما أحببته في لوحة «أبيكس برو تي كيه إل» هو الدقة والاستجابة؛ إذ تُحدث أزرار اللوحة فرقاً، وقد ارتكبتُ أخطاء إملائية أقل، وكان استخدام المفاتيح السريعة أمراً سهلاً للغاية. كان إجراء تعديلات على «التشغيل» أو عمل وإيقاف الإضاءة يتم ببساطة باستخدام المفاتيح السريعة.

وكان إعداد الميزات الأخرى مثل وحدات الماكرو في أثناء التنقل بنفس السهولة مع شاشة «أوليد» التي تُساعد في توجيه العملية. وجعلتني الكتابة على لوحة المفاتيح أشعر بمزيد من الكفاءة مع عدد أقل من ضغطات المفاتيح الضائعة، وكان المقبض أيضاً إضافة مُرحَّباً بها عندما يتعلق الأمر بالتحكم في مستويات صوت الحاسوب أو غيرها من أجراس وصفارات لوحة المفاتيح الأخرى.

نقطة القوة الأخرى التي تحظى بها لوحة «أبيكس برو تي كيه إل» أكثر من العلامات التجارية المتخصصة، هي أن شركة «ستيل سيريس» قد أنشأت مجموعة برامج خاصة بلوحة المفاتيح تستغرق ساعة أو ساعتين للتعلم، ولكنها تتمتع بمتانة تفتقر إليها لوحات المفاتيح الأخرى القابلة للتخصيص. وسيتم تحميل برنامج «ستيل سيريس جي جي» بإعدادات مُسبقة جاهزة حتى يتمكن اللاعبون من الحصول على إعدادات مفاتيح مُفضلة قبل الانتقال إلى اللعبة. ويمكن للاعبين أيضاً تنسيق الإضاءة كي تتناسب مع الأجهزة الأخرى إذا كانت جماليات الحاسوب الشخصي هي الشيء الذي يفضلونه، حتى إنها تحتوي على تطبيقات تُمكّن اللاعبين من الاستفادة من شاشة «أوليد» البسيطة، مما يسمح للاعبين بمراقبة درجات الحرارة على جهازهم.

وأخيراً، فإن لوحة «أبيكس برو تي كيه إل الجيل 3» التي تصنعها شركة «ستيل سيريس» تمتاز بتصميم وأداء يبلغ - 3.5 من أصل 4 نجوم. يبلغ ثمنها 197.99 دولار.

* «ميركوري نيوز»

ـ خدمات «تريبيون ميديا»