«الشرق الأوسط» تزور مختبرات الأبحاث ومجمع التصنيع الذكي لهواتف «أونر» الرائدة

تركيز استراتيجي على تطوير بيئة استخدام متكاملة... وإنتاج هاتف رائد كل 28.5 ثانية بأتمتة تصل إلى 80 %

مجمع التصنيع الذكي للأجهزة الرائدة لـ«أونر»
مجمع التصنيع الذكي للأجهزة الرائدة لـ«أونر»
TT

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات الأبحاث ومجمع التصنيع الذكي لهواتف «أونر» الرائدة

مجمع التصنيع الذكي للأجهزة الرائدة لـ«أونر»
مجمع التصنيع الذكي للأجهزة الرائدة لـ«أونر»

زارت «الشرق الأوسط» مركز أبحاث ومختبرات فحص الجودة ومجمع التصنيع الذكي للأجهزة الرائدة لشركة «أونر» Honor في مدينتي شينزن Shenzhen وشي آن Xi’an في الصين خلال الأسبوع الماضي، حيث تم التعرف على كيفية صناعة الهواتف الجوالة المتقدمة وأنواع الفحوص التي يتم وضع الأجهزة المختلفة خلالها. ولم يكن مسموحاً التقاط أي صور أو عروض فيديو لعملية التصنيع أو لمراكز الأبحاث والتأكد من الجودة والمختبرات بسبب سرية العمليات الموجودة فيها.

هاتف «أونر ماجيك في2» بسماكته المنخفضة

مصنع الأجهزة الرائدة

وتمت زيارة مركز التصنيع الذكي للأجهزة الرائدة للشركة في مدينة شينزن للتعرف على آلية صناعة هاتف «أونر ماجيك في2» Honor Magic V2 المُقبل الذي تنثني شاشته أفقياً (يتم اختبار الهاتف حالياً قبل أكثر من شهر من إطلاقه في المنطقة العربية، وسنشارك ملخص التجربة في موضوع مقبل في ملحق «تقنية المعلومات»). وتابعت «الشرق الأوسط» مراحل التصنيع من إدخال اللوحة الرئيسية للهاتف خالية من أي شريحة إلكترونية على شكل لوحة واحدة فارغة، ومن ثم متابعة إضافة الشرائح الإلكترونية والمكثفات والمقاوَمات وغيرها من الدارات الأخرى، مروراً بمرحلة قص اللوحة الرئيسية بالليزر من المنتصف لوضع كل جزء منها في هيكله، ومن ثم تركيب بطاريتين في جهتي هيكل الهاتف، تليها مرحلة إضافة المفصل الذي يسمح بثني الشاشة أفقياً.

وتمت معاينة إضافة البراغي واللاصق الخاص للبطارية والهيكل، ومن ثم تشغيل البرمجيات الخاصة بالهاتف وفحصها وفحص القدرات اللاسلكية لدارات الشبكات، وفحص شحن البطارية وألوان الشاشة وقدرة الكاميرا على التقاط الصور بشكل صحيح، لتليها مرحلة اختيار الشاحن الكهربائي المناسب لكل منطقة جغرافية حول العالم حسب القوانين المحلية لها، ومن ثم وضع جميع القطع في علبة واحدة وتغليفها.

وتشمل المرحلة الأخيرة فحص المنتج النهائي للتأكد من أن جميع القطع موجودة فيه (بقراءة وزن كل علبة على حدة ومقارنة تلك القيمة بالوزن الافتراضي المحسوب مسبقاً)، والتأكد من عدم وجود بصمات على غلاف العلبة (تم حمل علبة هاتف باليد قبل فحصه باستخدام كاميرات تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتم رفض تلك العلبة المليئة بالقطع الصحيحة، ولكن مع وجود بعض البصمات عليها، وتمت إعادتها إلى قسم إزالة التغليف ومعاودة تغليفها مرة أخرى وفحصها بنجاح).

جدير بالذكر، أن عملية التصنيع هذه آلية بنسبة 80 في المائة، ولم تقابل «الشرق الأوسط» سوى 7 موظفين فقط خلال خط سير العمل الذي يبلغ طوله نحو 180 متراً. ويستطيع خط الإنتاج الواحد تعليب هاتف «ماجيك في2» واحد في كل 28.5 ثانية، ويعمل على مدار اليوم طوال 6 أيام في الأسبوع، مع استخدام ورديات عدة للعمال البشر. وشهدت «الشرق الأوسط» وجود خطوط إنتاج كثيرة لأجهزة أخرى رائدة في المصنع.

مركز الأبحاث والتطوير

وزارت «الشرق الأوسط» مركز الأبحاث والتطوير والاختبارات في مدينة في مدينة شينزن، وتم شرح كيفية تطوير بطاريات للهواتف الجوالة تعمل بتقنيات جديدة تسمح لها حفظ شحنة كبيرة في حجم أصغر من السابق، وهو ما تم استخدامه في هاتف «ماجيك في2» الذي تنثي شاشته أفقياً والذي يستخدم بطارية في كل جهة (تبلغ سماكة الشاشة لدى فتحها 4.8 مليمتر، وتبلغ سماكة الهاتف 9.9 مليمتر بعد طي الشاشة، أي أقل من سنتيمتر واحد)؛ الأمر الذي يجعله الهاتف المحمول الأقل سماكة في العالم بشاشة تنثني.

وتم استعراض كيفية فحص استقبال الإشارة في بيئة شبه معزولة من خلال استخدام غرف فحص فولاذية داخلها قطع إسفنجية معلقة على الجدران تقوم بتشتيت إشارة أبراج الاتصالات لمحاكاة حصول الهاتف على إشارة ضعيفة، ومن ثم تقوية الإشارة في الهاتف ليبقى اتصال المستخدم بالشبكة وبالإنترنت دون أي تقطع. كما تم استعراض إرسال البيانات المتتالية من الهاتف (مثل بث فيديو مباشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي) في بيئة مشابهة لضمان جودة استقبال وإرسال الإشارة.

وخضعت الأجهزة المختلفة لاختبارات السقوط على الأرض الصلبة ومستويات الرطوبة والغبار والحرارة العاليين والبلل بالمياه من جميع الجهات، مع غمر الهاتف تحت سطح الماء لعمق يتجاوز المتر ونصف المتر، إلى جانب فحص الضغط على الجهاز من جهتيه باتجاهات متعاكسة لضمان عدم تحور هيكله أو تشقق أو كسر شاشته، وكانت جميع هذه الاختبارات مؤتمتة.

كما زارت «الشرق الأوسط» مركز الأبحاث والاختبارات للشركة في مدينة شي آن، حيث شهدت الاختبارات الآلية المكثفة للأجهزة المُقبلة، ومنها الكومبيوترات المحمولة والهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية والتلفزيونات الذكية، وغيرها. ومن الاختبارات التي تخضع لها الكومبيوترات المحمولة عملية وصلها وفصلها بعشرات الملحقات مختلفة الوظائف عبر كل منفذ في الكومبيوتر، مثل منافذ «يو إس بي» و«يو إس بي تايب-سي» وHDMI والسماعات الرأسية والشبكات السلكية والشاحن، وغيرها؛ وذلك لفحص قدرة نظام التشغيل والتعاريف على التعامل بسلاسة مع إضافة وإزالة ملحقات وسائط التخزين المحمولة والشاشات الخارجية ووحدات الشبكات اللاسلكية والفأرة اللاسلكية، وغيرها من الملحقات الأخرى، والتعافي بعد إزالتها بسرعة.

وطوّرت الشركة روبوتات تضغط على زر الدخول بنمط النوم Sleep Mode والسبات Hibernation أثناء تصفح الإنترنت أو تشغيل البرامج المختلفة ومن ثم تشغيلها ومراقبة إن كان الكومبيوتر المحمول يستطيع متابعة عمله بالشكل الصحيح أم لا من خلال كاميرات مراقبة آلية تلاحظ محتوى مئات الأجهزة في آن واحد، وتسجيل الملاحظات لإصلاح المشاكل قبل أن يتم الموافقة على الأجهزة الجديدة ونقلها إلى مرحلة التصنيع واسع النطاق.

أما المحطة التالية، فكانت زيارة واحد من مختبرات الأبحاث والاختبارات (يوجد لدى الشركة 126 مختبراً حول العالم) التي تستخدم 18 سيناريو مختلفاً لفحص جودة التصوير في وحدات الكاميرات المقبلة وبشكل آلي. ويتم في هذه السيناريوهات فحص الأجهزة في بيئة تحاكي بيئة الاستخدام الحقيقية، وباستخدام الروبوتات. وتشمل بعض الأمثلة تصوير الأطفال وهم يتحركون في المنزل (باستخدام دمى تجلس على أرجوحة تتحرك آلياً)، وتصوير الحيوانات الأليفة (باستخدام دمى ذات شعر ووبر مختلف)، وتصوير الطبيعة وداخل المطاعم والمقاهي ومتاجر الألبسة بأقمشتها المختلفة، وباستخدام المصابيح التقليدية أو مصابيح الـ«نيون» أو بالإضاءة الخلفية أو الأمامية أو المباشرة أو غير المباشرة أو إضاءة الشمس.

وتم فحص تصوير رؤوس كبيرة لدمى توضع عليها مساحيق التجميل بألوان مختلفة، وذات بشرة مختلفة لمحاكاة البشرة الفاتحة والمعتدلة والداكنة. وتتم جميع هذه الاختبارات باستخدام روبوتات تحمل الهاتف الجوال وتلتقط آلاف الصورة يومياً، لتتم مراجعتها وإعادة وحدات الكاميرات إلى مراكز الأبحاث لتعديل خصائصها بهدف تقديم جودة أفضل للمستخدمين قبل تصنيعها بشكل واسع.

نقاش مع الفريق الإداري

وتحدثت «الشرق الأوسط» مع الدكتور راي جو، الرئيس التنفيذي للتسويق في الشركة، وآشلي هي، مدير عام التسويق والاتصالات العالمية في الشركة، وروبين وو، مدير إطلاق المنتجات لخط الأجهزة الرائدة في الشركة، الذين أكدوا حرص الشركة على تقديم أفضل تجربة استخدام للأجهزة المختلفة من خلال التركيز على إيجاد بيئة استخدام متكاملة بين الأجهزة المختلفة، سواء كانت كومبيوترات محمولة أو أجهزة لوحية أو هواتف جوالة أو ملحقات مختلفة، عوضاً عن التركيز على تقديم منتج بمواصفات تقنية متقدمة فقط.

وأضافوا، أن تكلفة الأبحاث والتطوير لهاتف جوال جديد واحد تتجاوز تلك اللازمة لتطوير سيارة جديدة، وأن الذكاء الاصطناعي سيحدد مستقبل التفاعل مع الأجهزة، إلى جانب تطور البرمجيات أكثر من المواصفات التقنية للدارات الإلكترونية، وخصوصاً فيما يتعلق بتجربة الاستخدام.

كما أكد الفريق على التزام الشركة بتطوير عملياتها في المنطقة العربية عموماً والمملكة العربية السعودية بشكل خاص لخدمة المستخدمين أينما كانوا، مشاركاً تفاصيل لا يمكن الإفصاح عنها حالياً (تشمل الإعلان عن إطلاق مجموعة من مراكز الصيانة في السعودية خلال عام 2024، وضمان إطلاق تحديثات أمنية لسنوات عدة لسلسلة أجهزة «ماجيك» الرائدة، وانفتاح بيئة الاستخدام على ملحقات الشركة الأخرى، مثل ترابط هواتف «أونر» مع ساعة «أبل» بدءاً من الصين). وستكشف الشركة عن المزيد من التفاصيل المرتبطة خلال عام 2024، وستكشف عن الكثير من الأجهزة المبتكرة خلال المنتدى العالمي للأجهزة الجوالة Mobile World Congress MWC في مدينة برشلونة الإسبانية خلال شهر فبراير (شباط) المقبل.


مقالات ذات صلة

هاتف ذكي متين بنظم ملاحة أميركية - روسية - صينية - أوروبية

تكنولوجيا هاتف ذكي متين بنظم ملاحة أميركية - روسية - صينية - أوروبية

هاتف ذكي متين بنظم ملاحة أميركية - روسية - صينية - أوروبية

أحد أكثر الهواتف الذكية المتينة ومتعددة الاستخدامات في السوق

غريغ إيلمان (واشنطن)
تكنولوجيا امرأة تستخدم جوالها داخل متجر لشركة «أبل» في بكين (رويترز)

الطلب الشديد على رقائق الذاكرة قد يرفع أسعار الجوالات الذكية... ما القصة؟

مع استهلاك مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من رقائق الذاكرة المستخدمة في صناعة الإلكترونيات قد يواجه المستهلكون ارتفاعاً بأسعار منتجات تكنولوجية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت»: تصميم فريد وجريء بأداء قوي وسعر منخفض

هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت»: تصميم فريد وجريء بأداء قوي وسعر منخفض

يستهدف هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت» Nothing Phone 3a Lite جيل الشباب والطلاب بسبب تصميمه الجريء ومواصفاته التصويرية المتقدمة.

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا فصل أجهزة الشحن يوفر في استهلاك الطاقة (بيكسلز)

هل يجب فصل الشواحن عند الانتهاء من استخدامها؟

يزداد عدد الشواحن الموصولة بالكهرباء في المنازل اليوم سواءً للجوالات أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو كاميرات المراقبة وغيرها

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك راكب ينظر إلى هاتفه الذكي أثناء جلوسه داخل حافلة في موسكو (أ.ب)

يسببها الاستخدام المفرط للهواتف... ماذا نعرف عن «الرقبة النصية»؟

أصبحت الهواتف جزءًا لا يتجزأ من حياة معظم الناس، مع ذلك، إذا لم نكن حذرين، فقد تبدأ هذه الأجهزة الصغيرة التي نقضي وقتاً طويلاً عليها بالتسبب في آلام الرقبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».