في قمة الويب لهذا العام، التي تختتم اليوم في العاصمة البرتغالية لشبونة، ناقش الرئيس التنفيذي ومؤسس موسوعة «ويكيبيديا» جيمي ويلز، العلاقة المعقدة بين الذكاء الاصطناعي (AI) ومنصات المعرفة التي يقودها الإنسان مثل «ويكيبيديا».
وخلال جلسة حضرتها «الشرق الأوسط»، حاول ويلز تقديم رؤى عميقة حول الديناميكيات المتغيرة للذكاء الاصطناعي وتأثيرها على هذه المنصات.
التحديات أمام التقنيات الجديدة
بدأ الرئيس التنفيذي لـ«ويكيبيديا» بتذكّر الأيام الأولى للتكنولوجيا الثورية مثل «eBay»، مؤكداً كيفية تطور الشكوك الأولية لدى المستهلكين من استخدام مثل هذه الخدمات إلى اعتمادها واسع النطاق والوثوق بها كما الآن. وبالمثل، واجهت «ويكيبيديا» نصيبها من التحديات على حد وصفه، بما في ذلك المخاوف بشأن العبث بالمضمون من جهة والوثوق به من جهة أخرى. وقد سلطت المناقشة أيضاً الضوء على كيفية تطور التصورات العامة لكل جديد وتقبل الجمهور له بمرور الوقت.
وبالانتقال إلى الوقت الحاضر، ناقش جيمي ويلز القيود المفروضة على الذكاء الاصطناعي في شكله الحالي، مع التركيز بشكل خاص على نماذج اللغات الكبيرة مثل «GPT - 3» و«GPT - 4».
ورغم اعترافه بقدرات هذه النماذج «المثيرة للإعجاب»، فإنه أكد أن هذه النماذج غالباً ما «تنتج معلومات تبدو معقولة ولكنها غير دقيقة». ويعد ويلز «أن التحقق من الحقائق والمصادر القوية يظل ضرورياً لمكافحة المعلومات الخاطئة».
الذكاء الاصطناعي ودوره المحتمل في «ويكيبيديا»
ركز جانب آخر من الحديث حول التكامل المحتمل للذكاء الاصطناعي في موسوعة «ويكيبيديا»، حيث تصور الرئيس التنفيذي للشركة أن الذكاء الاصطناعي يساعد في تحديد فجوات المحتوى، وبالتالي تعزيز دقة الموسوعة وموثوقيتها مع الحفاظ على اللمسة الإنسانية فيها؛ أي دور المحررين الذين يعملون على تغذيتها بالمعلومات والمحتوى.
وفي الإطار، سلط ويلز الضوء على أهمية الدور الذي يلعبه البشر، ووجهات النظر المتنوعة التي يساهم بها مجتمع المحررين الواسع في «ويكيبيديا». وشدد كذلك على القيمة الدائمة لتدخل الإنسان، معتبراً أن «الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى الفهم الدقيق ومهارات التفكير النقدي التي يتمتع بها هؤلاء المتطوعون المتفانون في (ويكيبيديا)».
الاعتبارات الأخلاقية في تطوير الذكاء الاصطناعي
شكلت الاعتبارات الأخلاقية المحيطة بتطوير الذكاء الاصطناعي جزءاً مهماً من المناقشة، حيث شدد الرئيس التنفيذي لـ«ويكيبيديا» على الحاجة إلى الثقة والشفافية والاستخدام المسؤول للبيانات. وبالنظر إلى المستقبل، يؤكد ويلز أهمية استقلالية «ويكيبيديا»، وتجنب الاعتماد المفرط على عدد قليل من عمالقة التكنولوجيا للحصول على التمويل.
وقد اختتمت المحادثة بتأملات أوسع حول تأثير الذكاء الاصطناعي على المعرفة والمجتمع، حيث «إن المعرفة الحقيقية تتطلب الجهد والتفكير النقدي والالتزام بالحقيقة، وتجاوز الخوارزميات والبيانات».
لقد قدمت رؤى الرئيس التنفيذي لـ«ويكيبيديا» جيمي ويلز في «قمة الويب 2023» لمحة عن العلاقة المتطورة باستمرار بين الذكاء الاصطناعي ومنصات المعرفة التي يحركها الإنسان، مثل «ويكيبيديا».
وسعت المناقشة إلى تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على القيم الإنسانية في العصر الرقمي.