بريطانيا تعتبر تشكيل «حكومة موازية» في السودان «ليس الحل» للنزاع

الحكومة البريطانية تدين إعلان «قوات الدعم السريع» تشكيل حكومة منافسة في السودان (أ.ب)
الحكومة البريطانية تدين إعلان «قوات الدعم السريع» تشكيل حكومة منافسة في السودان (أ.ب)
TT

بريطانيا تعتبر تشكيل «حكومة موازية» في السودان «ليس الحل» للنزاع

الحكومة البريطانية تدين إعلان «قوات الدعم السريع» تشكيل حكومة منافسة في السودان (أ.ب)
الحكومة البريطانية تدين إعلان «قوات الدعم السريع» تشكيل حكومة منافسة في السودان (أ.ب)

أدانت الحكومة البريطانية، الأربعاء، إعلان «قوات الدعم السريع» تشكيل حكومة منافسة في السودان، معتبرة أن ذلك «ليس الحل» للحرب التي تمزق البلاد منذ عامين.

قال متحدث باسم الخارجية البريطانية، في بيان، أرسل إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الإعلانات الأحادية الجانب الهادفة إلى تشكيل حكومات موازية (...) ليست الحل. بل على العكس، من الضروري الحفاظ على وحدة أراضي السودان وسيادته».

وأضاف أن «اتفاق سلام جامعاً بقيادة المدنيين أمر ضروري للحفاظ على وحدة السودان».

أعلن قائد «قوات الدعم السريع» في السودان محمد حمدان دقلو الملقب «حميدتي»، الثلاثاء، عبر تطبيق «تلغرام» عن تشكيل حكومة منافسة للسلطات القائمة.

وجاء في بيانه: «نؤكد بفخر قيام حكومة السلام والوحدة ضمن تحالف مدني واسع يمثل الوجه الحقيقي للسودان».

وأضاف دقلو: «نحن نصنع عملة جديدة، ونعيد الحياة الاقتصادية. ونصدر وثائق هوية جديدة».

تخوض «قوات الدعم السريع» منذ 15 أبريل (نيسان) 2023 حرباً ضد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ عام 2021.

وتسيطر «الدعم السريع» على جنوب البلاد وغربها، في حين يسيطر الجيش على الشمال والشرق.

وأدى النزاع إلى مقتل عشرات آلاف السودانيين وتسبب في مجاعة أجزاء من البلاد.

يُتهم الطرفان المتحاربان بارتكاب فظائع ضد المدنيين وعرقلة توزيع المساعدات الإنسانية.

إلى ذلك، دعت دول مجموعة السبع الثلاثاء إلى «وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار». كما حضّت «جميع الجهات الخارجية الفاعلة وقف أي دعم من شأنه أن يزيد من تأجيج الصراع».

واستضافت لندن الثلاثاء مؤتمراً بشأن السودان جمع نحو 15 دولة ومنظمات دولية.


مقالات ذات صلة

حكومة جنوب السودان تنفي مزاعم عن وفاة الرئيس سلفا كير

أفريقيا رئيس جنوب السودان سلفا كير خلال اجتماع في قصر الرئاسة بالعاصمة جوبا يوم 15 فبراير 2020 (رويترز)

حكومة جنوب السودان تنفي مزاعم عن وفاة الرئيس سلفا كير

نفت حكومة جنوب السودان، اليوم الخميس، صحة تقارير تفيد بوفاة الرئيس سلفا كير بعد تداول شائعات في هذا الخصوص على شبكات التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (جوبا)
العالم العربي تكثِّف «قوات الدعم السريع» استهداف مناطق يسيطر عليها الجيش السوداني بالطائرات المسيّرة (أ.ف.ب)

هجمات بطائرات مسيَّرة تقطع الكهرباء عن الخرطوم

قالت السلطات السودانية اليوم (الخميس)، إن هجمات بطائرات مسيَّرة أدت إلى قطع التيار الكهربائي في أنحاء الخرطوم والولايات المحيطة.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا أشخاص فروا من مخيم زمزم للنازحين يستريحون في مخيم مؤقت بمنطقة غرب دارفور بالسودان (أ.ف.ب)

مفوضة أوروبية ترحب بقرار السودان تمديد فتح معبر أدري مع تشاد

قالت المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات حجة لحبيب، اليوم (الخميس)، إنها تشعر بارتياح عميق لقرار الحكومة السودانية تمديد فتح معبر أدري الحدودي.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم العربي صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

«يونيسف»: قصف مدفعي يحرم ألف مريض من المياه في الفاشر بالسودان

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم الأربعاء، أنّ نحو ألف مريض في حالة حرجة في إقليم دارفور في غرب السودان يعانون من انعدام مياه الشرب.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال القمة الخليجية - الأميركية في الرياض الأربعاء (واس)

قادة سودانيون: خطاب ولي العهد السعودي «دفعة جديدة» لإحياء «منبر جدة»

استحسن العديد من القادة السياسيين السودانيين إعلان ولي العهد السعودي في القمة الخليجية - الأميركية مواصلة المملكة جهودها في إنهاء أزمة السودان عبر «منبر جدة».

محمد أمين ياسين (نيروبي)

لا اختراقات في اجتماع إسطنبول وبوتين يسجل «انتصاراً» سياسياً على كييف وبروكسل

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (وسط) يلقي كلمة للترحيب بالوفدين الروسي والأوكراني قبل محادثات في إسطنبول عام 2022 (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (وسط) يلقي كلمة للترحيب بالوفدين الروسي والأوكراني قبل محادثات في إسطنبول عام 2022 (أ.ب)
TT

لا اختراقات في اجتماع إسطنبول وبوتين يسجل «انتصاراً» سياسياً على كييف وبروكسل

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (وسط) يلقي كلمة للترحيب بالوفدين الروسي والأوكراني قبل محادثات في إسطنبول عام 2022 (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (وسط) يلقي كلمة للترحيب بالوفدين الروسي والأوكراني قبل محادثات في إسطنبول عام 2022 (أ.ب)

لطالما خشي المسؤولون الأوكرانيون من أن يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترمب عقد صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعيداً عنهم، من شأنها أن تحدد مصير بلادهم التي لا تزال تتعرض لهجوم شامل.

ويعتقد الأوكرانيون أن «المسرحية» التي تظاهر من خلالها الرئيس الروسي بأنه حريص على تلبية طلبات الرئيس ترمب، عبر موافقته على مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا، إنما تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين: استغلال المحادثات عبر وفد متوسط المستوى لإقناع ترمب بأن الأوكرانيين هم العقبة أمام السلام، على أمل أن يبتعد الرئيس الأميركي نهائياً عن دعم أوكرانيا، ومواصلة تقاربه مع روسيا، أو فرض صفقة غير عادلة على أوكرانيا تصب في مصلحة الكرملين.

والهدف الثاني الأساسي، محاولة إطالة أمد المحادثات للتحضير لهجوم كبير قريباً. وهو ما كشف عنه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الخميس، حين أبلغ الصحافيين أن روسيا حشدت 67 ألف جندي بالقرب من منطقة سومي شمال شرقي أوكرانيا تمهيداً لشن هجوم جديد في تلك المنطقة.

Turkish Foreign Minister Hakan Fidan chairs a meeting between Ukrainian and Russian negotiators in Istanbul, Türkiye, May 16, 2025. Arda Kucukkaya/Turkish Foreign Ministry/Handout via REUTERS

لا اختراقات في إسطنبول

وبالفعل، وبعدما بدت التوقعات ضئيلة بأن تسفر المفاوضات المباشرة التي انطلقت الجمعة، بين موسكو وكييف للمرة الأولى منذ عام 2022، عن اختراقات حقيقية، قال مصدر بوزارة الخارجية التركية إن المحادثات بين وفدَي التفاوض الروسي والأوكراني في إسطنبول، اليوم (الجمعة)، انتهت بعد نحو ساعتين من انطلاقها.

وقال مسؤول أوكراني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «قدَّمت روسيا إلى أوكرانيا مطالب غير مقبولة خلال المباحثات، شملت تخلي كييف عن مزيد من الأراضي». وأوضح المسؤول أن «أعضاء الوفد الروسي قدَّموا مطالب غير مقبولة تتجاوز ما تمّ البحث فيه قبل الاجتماع»، من ضمنها «انسحاب القوات الأوكرانية من مساحات واسعة من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها، من أجل التوصُّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار». وعدّ المسؤول الأوكراني هذه الطلبات «غير مقبولة»، وتهدف إلى حرف المفاوضات عن مسارها.

وكان الرئيس ترمب توقع عدم حصول تقدم على الرغم من تشجيعه للمحادثات في وقت سابق من الأسبوع، لكنه قام بتقويضها في تصريحات يوم الخميس، قائلاً: «لن يحدث شيء» إلى أن يلتقي بالرئيس بوتين. واليوم (الجمعة)، صرّح ترمب بأنه سيلتقي بالرئيس الروسي «بمجرد أن نتمكن من ترتيب اللقاء»، وقال إنه سيعود إلى واشنطن بعد انتهاء جولته في منطقة الخليج، مضيفاً: «دعونا نر ما سيحدث بالنسبة لروسيا وأوكرانيا».

في المقابل، صرّح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف الجمعة أيضاً، بأن موسكو وافقت على عقد هذا اللقاء، لكنه أشار إلى أن مثل هذا الاجتماع سيتطلب «تحضيراً دقيقاً».

وكرر وزير الخارجية ماركو روبيو هذ التوقع، واصفاً إياه بأنه «واضح تماماً» أنه لن يحدث أي تقدم يُذكر إلا بلقاء بين ترمب وبوتين. وقال روبيو يوم الخميس: «لا أعتقد أن أي شيء مثمر سيحدث من الآن فصاعداً إلا بعد أن ينخرطا في محادثة صريحة ومباشرة للغاية، وهو ما أعلم أن الرئيس ترمب مستعد للقيام به».

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يرأس اجتماعاً بين المفاوضين الأوكرانيين والروس في إسطنبول (رويترز)

فوز سياسي لبوتين

ومع ذلك، بدا اجتماع إسطنبول بحد ذاته فوزاً سياسياً للرئيس بوتين، الذي رفض الموافقة على وقف إطلاق النار الذي سعت إليه أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيين، كشرط مسبق للمحادثات، وفشلاً لزيلينسكي الذي كان قد شكك في جدية روسيا وبطريقة تنظيم المحادثات.

وهو ما توقعته أنا بورشيفسكايا، كبيرة الباحثين في الشأن الروسي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، التي كانت قد استبعدت كلياً أن يوافق الرئيس بوتين على وقف إطلاق النار. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنه، حتى لو فعل، وهو ما لم يحصل، فإنها لا تتوقع منه الالتزام به. وأضافت بشكل متشائم قائلة إنها لا تتوقع تحقيق أي تقدم حقيقي في المفاوضات، لأن الرئيس بوتين لم يُبدِ أي رغبة في تقديم أي تنازلات حقيقية.

ورغم ذلك، وافق زيلينسكي على إرسال وفد أوكراني بقيادة وزير دفاعه إلى محادثات يوم الجمعة، قائلاً إنه يفعل ذلك احتراماً للرئيس ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وسعى زيلينسكي عبر قدومه إلى تركيا إلى أن يشكل حضوره ضغطاً إضافياً على الرئيس الروسي لإجباره على حضور المحادثات، وحافزاً على حضور ترمب شخصياً، الذي كان أشار إلى استعداده للمشاركة فيها. وقال زيلينسكي الخميس بعد لقائه بالرئيس إردوغان: «لا يوجد وقت محدد للاجتماع، ولا جدول أعمال، ولا وفد رفيع المستوى». وأضاف: «أعتقد أن موقف روسيا غير جاد».

صورة مركبة تُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

وردت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، على انتقادات زيلينسكي واصفة إياه بـ«المهرج» و«الخاسر» و«الشخص العديم الثقافة فيما يتعلق بالناس».

ومع ذلك، التقى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، في إسطنبول، بالأوكرانيين والروس، كل على حدة، لكنه لم يبقَ لحضور المحادثات، التي تُرك لتركيا حضورها في وقت لاحق من بعد الظهر.

اجتماع «جيد» ولكن!

وتعليقاً على اللقاء الثلاثي، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، إن أوكرانيا عقدت اجتماعاً «جيداً» مع الوفدين الأميركي والتركي في مباحثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول. وأضاف الوزير على منصة «إكس» أن روسيا يجب أن تثبت جديتها في التوصل إلى سلام مع أوكرانيا. وشدد على الحاجة إلى «قرارات روسية ملموسة»، لا سيما بشأن وقف إطلاق النار الكامل غير المشروط لمدة 30 يوماً على الأقل.

وأشار وزير الخارجية الأوكراني إلى أن بلاده اتفقت مع الوفدين التركي والأميركي في المحادثات على ضرورة الإسراع في عملية السلام وإنهاء الحرب. وعقد مسؤولون أميركيون وروس، الجمعة، في أحد فنادق إسطنبول اجتماعاً على هامش المباحثات حول أوكرانيا، حسب مسؤول أميركي. وأوضح المصدر أن مايكل أنتون، مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية، أجرى محادثات مغلقة مع المستشار في الكرملين فلاديمير ميدينسكي الذي يقود وفد موسكو إلى المباحثات مع أوكرانيا.

خيارات أوروبا

وبينما غادر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تركيا للقاء مستشاري الأمن القومي من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على ضرورة أن تدفع روسيا «ثمن تفادي السلام». ويأتي ذلك عشية حضوره اجتماعاً تستضيفه ألبانيا، يضم مجموعة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي و20 دولة أخرى، تأسست عام 2022 بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا. وسيحضر الاجتماع ماكرون وستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وغيرهم.

وتعليقاً على احتمال فشل المحادثات، وعن خيارات الرئيس ترمب، الذي يسعى منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، إلى الدفع نحو تسوية للحرب، وعمّا إذا كان مستعداً للتنسيق بشكل أوثق مع القادة الأوروبيين الذين دعموا مقترحاته، قالت الباحثة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أنا بورشيفسكايا لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس ترمب وأعضاء إدارته كانوا قد أبلغوا في السابق أنهم يريدون من الأوروبيين تكثيف جهودهم وبذل المزيد من الجهد، وعليه فمن المحتمل أن يلجأ إليهم ويطلب منهم بذل المزيد. لكن من المحتمل أيضاً أن يشعر ترمب بالإحباط من عدم إحراز تقدم وينسحب من جهوده.