الحكومة الأميركية: محمود خليل أخفى عمله في وكالة «الأونروا»

محمود خليل (أ.ب)
محمود خليل (أ.ب)
TT
20

الحكومة الأميركية: محمود خليل أخفى عمله في وكالة «الأونروا»

محمود خليل (أ.ب)
محمود خليل (أ.ب)

قالت الحكومة الأميركية إن محمود خليل الطالب بجامعة كولومبيا والذي شارك في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين أخفى أنه كان يعمل لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) عند تقديم طلب التأشيرة، وأضافت أن هذا يدعو إلى ترحيله.

تُقدم «الأونروا» الغذاء والرعاية الصحية للاجئين الفلسطينيين، وقد أصبحت محل جدال ساخن في الحرب الإسرائيلية على غزة. وتصر إسرائيل على أن 12 من موظفي «الأونروا» شاركوا في هجوم حركة «حماس» عليها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، مما دفع الولايات المتحدة إلى وقف التمويل للوكالة.

وفي الثامن من مارس (آذار)، اعتقلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب خليل، وهو شخصية بارزة في الاحتجاجات الجامعية المؤيدة للفلسطينيين التي هزت حرم جامعة نيويورك العام الماضي، وأرسلته إلى لويزيانا في محاولة لإبعاده عن البلاد.

وقد لفتت القضية الانتباه باعتبارها اختباراً لحقوق حرية التعبير، حيث قال أنصار خليل إنه استُهدف لمعارضته العلنية للسياسة الأميركية تجاه إسرائيل واحتلالها لغزة. وقد وصف خليل نفسه بأنه سجين سياسي.

وتقول الولايات المتحدة إن وجود خليل أو أنشطته في البلاد ستكون له عواقب وخيمة على السياسة الخارجية.

وأمر قاضٍ بعدم ترحيل خليل حتى تنظر محكمة اتحادية أخرى في دعواه القضائية التي تطعن في احتجازه.

كان خليل، وهو من أصل سوري ويحمل الجنسية الجزائرية، قد دخل الولايات المتحدة بتأشيرة دراسية عام 2022، ثم تقدم بطلب للحصول على الإقامة الدائمة عام 2024.

وفي مذكرة قضائية مؤرخة أمس الأحد، أوضحت الحكومة الأميركية حججها لإبقاء خليل رهن الاحتجاز مع استمرار إجراءات ترحيله، وقالت في البداية إن المحكمة الجزئية الأميركية في نيوجيرسي، حيث تُنظر قضية المثول أمام القضاء، تفتقر إلى الاختصاص القضائي.

وجاء في المذكرة أيضاً أن خليل «أخفى الانضمام إلى منظمات معينة»، وهو ما يُفترض أن يكون سبباً لترحيله.

وتشير المذكرة إلى وثيقة مؤرخة في 17 مارس في قضية ترحيله، تُبلغ خليل بإمكانية ترحيله لعدم إفصاحه عن كونه مسؤولاً سياسياً في «الأونروا» في 2023.

وقالت الأمم المتحدة في أغسطس (آب) إن تحقيقاً خلص إلى أن تسعة من أصل 32 ألف موظف في الوكالة ربما شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر.

كما يتهم إشعار المحكمة الأميركية خليل بتجاهل طلب التأشيرة الذي قدمه، والذي يفيد بأنه عمل في مكتب سوريا بالسفارة البريطانية في بيروت، وأنه عضو في مجموعة ناشطين اسمها «سحب الاستثمارات من نظام الفصل العنصري بجامعة كولومبيا».

ولم يرد محامو خليل بعد على طلب للتعليق.


مقالات ذات صلة

إسرائيل توسع «الضم الأمني» في غزة... وبن غفير يقتحم الأقصى

شؤون إقليمية فلسطينيون يتفقدون مبنى الأمم المتحدة بعد تعرضه لقصف إسرائيلي في جباليا شمال قطاع غزة الأربعاء 2 أبريل 2025 (أسوشييتد برس) play-circle

إسرائيل توسع «الضم الأمني» في غزة... وبن غفير يقتحم الأقصى

في الوقت الذي وسعت فيه إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة والضفة الغربية، استفز وزير الأمن الداخلي المتطرف إيتمار بن غفير الفلسطينيين باقتحامه المسجد الأقصى.

كفاح زبون (رام الله)
شمال افريقيا امرأة وطفل يبكيان بجوار جثامين أقربائهما الذين قتلوا خلال غارة إسرائيلية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: تصعيد إسرائيلي يهدد جهود الوسطاء للتهدئة

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، في بيان، توسيع نطاق العملية العسكرية في غزة بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث إلى الصحافيين في مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن بالولايات المتحدة 7 فبراير 2025 (رويترز)

نتنياهو: الجيش الإسرائيلي يقوم بـ«تجزئة» قطاع غزة للعثور على الرهائن

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي يقوم بـ«تجزئة» قطاع غزة للعثور على الرهائن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري دونالد ترمب خلال لقاء عبد الفتاح السيسي على هامش «الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة» في سبتمبر 2018 (الرئاسة المصرية)

تحليل إخباري مكالمة ترمب-السيسي... هل تخفف التباينات المصرية-الأميركية؟

رأى خبراء أن المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، «محاولة من قِبَل واشنطن لتلطيف الأجواء مع القاهرة».

هشام المياني (القاهرة)
المشرق العربي أعمدة الدخان تتصاعد من مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين في وسط قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي... 2 أبريل 2025 (أ.ف.ب) play-circle

عشرات القتلى في غزة... وإسرائيل توسع عملياتها لضمّ مناطق واسعة من القطاع

أعلنت إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية لضمّ «مناطق واسعة» من قطاع غزة إلى ما تسميه «المنطقة الأمنية» المحيطة بالقطاع حيث قُتل أكثر من ثلاثين شخصا الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (غزة)

فوز مرشحة الديمقراطيين في انتخابات ويسكونسن بمثابة إنذار لترمب

المرشحة الفائزة للمحكمة العليا في ويسكونسن سوزان كروفورد ترفع يدها خلال حفل ليلة الانتخابات بعد فوزها بماديسون (أ.ب)
المرشحة الفائزة للمحكمة العليا في ويسكونسن سوزان كروفورد ترفع يدها خلال حفل ليلة الانتخابات بعد فوزها بماديسون (أ.ب)
TT
20

فوز مرشحة الديمقراطيين في انتخابات ويسكونسن بمثابة إنذار لترمب

المرشحة الفائزة للمحكمة العليا في ويسكونسن سوزان كروفورد ترفع يدها خلال حفل ليلة الانتخابات بعد فوزها بماديسون (أ.ب)
المرشحة الفائزة للمحكمة العليا في ويسكونسن سوزان كروفورد ترفع يدها خلال حفل ليلة الانتخابات بعد فوزها بماديسون (أ.ب)

أحدث الديمقراطيون اختراقاً انتخابياً هو الأول من نوعه بعد وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض؛ إذ فازت الليبرالية سوزان كروفورد، ليل الثلاثاء، في سباق محموم إلى مقعد في المحكمة العليا لولاية ويسكونسن، مسددة بذلك ضربة قوية للملياردير إيلون ماسك الذي أغدق ملايين الدولارات على حملة منافسها المحافظ، المدعي العام الجمهوري السابق براد شيميل.

وعلى الرغم من فوز الجمهوريين بمقعدين نيابيين إضافيين خلال انتخابات خاصة في فلوريدا بالتزامن مع ويسكونسن، فإن النتائج بمثابة إشارات تحذير مبكرة لترمب وماسك على حد سواء.

وقالت كروفورد في خطاب ليلة النصر بمدينة ماديسون: «صدّ سكان ويسكونسن هجوماً لا سابق له ضد ديمقراطيتنا. وقفت ويسكونسن وقالت بصوت عالٍ إن العدالة لا ثمن لها. محاكمنا ليست للبيع»، في إشارة مباشرة إلى إنفاق ماسك ومجموعات مرتبطة به لدعم ترشيح شيميل، فيما صار أغلى سباق قضائي في تاريخ الولايات المتحدة.

قضايا رئيسية

وأدى فوز كروفورد، وهي قاضية مقاطعة دان ومستشارة قانونية سابقة لحاكم ديمقراطي، بالمقعد الشاغر، مما ضمن لليبراليين أكثريتهم البالغة 4 - 3، فهزمت شيميل، وهو قاضي مقاطعة واكيشا المؤيد لترمب. وتُعد هذه الأكثرية بالغة الأهمية، لأن المحكمة ستنظر في قضايا رئيسية تتعلق بالإجهاض وحقوق التفاوض الجماعي. كما يمكن للمحكمة أن تنظر في قضايا قد تدفع الولاية إلى إعادة رسم دوائرها الانتخابية الثمانية، والتي رسمت حالياً لصالح الجمهوريين.

وبعد فرز الأصوات، تقدمت كروفورد على شيميل بنسبة 55 في المائة مقابل 45 في المائة. وأقر شيميل بالهزيمة. وقال لمؤيديه: «سننهض من جديد. سننهض للقتال في يوم آخر، لكن هذا لم يكن يومنا».

وعندما بدأ أنصاره بإطلاق صيحات الاستهجان، أوقفهم شيميل بقوله: «لا، عليكم قبول النتائج»، مضيفاً أن «الأرقام لن تتغير. إنها سيئة للغاية، ولن ننجح في تحقيق ذلك».

وإجمالاً، تم إنفاق أكثر من 80 مليون دولار على السباق، متجاوزاً الرقم القياسي السابق البالغ نحو 51 مليون دولار الذي أنفق في سباق المحكمة العليا لولاية ويسكونسن لعام 2023. وأنفق ماسك والمجموعات التابعة له أكثر من 20 مليون دولار بمفردهم. واستعاد ماسك بعض التكتيكات التي استخدمها، خريف العام الماضي، لمساعدة ترمب على الفوز، بما في ذلك عرض 100 دولار لمن وقّعوا عريضة تعارض «القضاة النشطاء»، وتقديم شيكات بقيمة مليون دولار للناخبين.

هوية الناخب

أناس يستمعون إلى المرشح الديمقراطي جوش ويل خلال حملته فلوريدا (أ.ف.ب)
أناس يستمعون إلى المرشح الديمقراطي جوش ويل خلال حملته فلوريدا (أ.ف.ب)

وفي إشارة إلى إمكانية إعادة رسم دوائر مجلس النواب، قال ماسك إن السباق «قد يُقرر مستقبل أميركا والحضارة الغربية». وأضاف بعد ساعات من إعلان النتيجة أن «خدعة اليسار الطويلة الأمد هي فساد القضاء»، مضيفاً أن أهم شيء هو إقرار التصويت بإضافة هوية الناخب.

وبعدما أصبح انخراط ماسك علنياً، شهد الديمقراطيون طفرة في التبرعات الشعبية وظهور أشخاص للمشاركة في السباق، وفقاً لما صرّح به رئيس الحزب الديمقراطي في الولاية بن ويكلر، الذي رأى أنه عندما اختبر الحزب رسائله، حفّزت الرسائل التي سلّطت الضوء على انخراط ماسك في السباق الناخبين الذين كانوا في العادة منعزلين عن السياسة.

في المقابل، كتب حاكم مينيسوتا تيم والز، الذي رشحته نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس على بطاقتها الخاسرة في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، ​​على منصة «إكس» التي يملكها ماسك، أن «ويسكونسن هزمت الملياردير». ونشرت السيناتورة الديمقراطية إليزابيث وارن أن «ويسكونسن لا تُشترى. ديمقراطيتنا ليست للبيع. وعندما نقاتل، ننتصر».

وكان حساب الحزب الديمقراطي على «إكس» صريحاً في سخريته. ونشر ببساطة: «خاسر»، مرفقاً المنشور بصورة كبيرة لماسك في تجمع انتخابي في غرين باي، نهاية الأسبوع الماضي، وهو يرتدي قبعات «رأس الجبنة» الفكاهية التي يرتديها سكان ويسكونسن، احتفالاً بصناعة الألبان في الولاية، في الفعاليات الرياضية. وفازت كروفورد بمقاطعة براون، حيث تقع غرين باي، والتي فاز فيها ترمب بفارق ثماني نقاط في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وفقاً لما ذكره موقع «بوليتيكو».

كما احتفل رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية كين مارتن بالنتيجة. وقال في بيان: «الليلة، رفض شعب ويسكونسن بصورة قاطعة نفوذ إيلون ماسك ودونالد ترمب وأصحاب المصالح الخاصة من أصحاب المليارات. وماذا عن رسالتهم؟ ابتعدوا عن انتخاباتنا وابتعدوا عن محاكمنا».

وعدّ الديمقراطيون فوز كروفورد مؤشراً على قدرتهم على قلب موازين الكونغرس في الانتخابات النصفية للكونغرس، وتحقيق مكاسب في مجلس الشيوخ.

فوزان للجمهوريين

في الوقت ذاته، حقق الجمهوريون فوزاً متوقعاً في انتخابات خاصة على مقعدين لمجلس النواب بولاية فلوريدا. وفاز الجمهوري راندي فاين في انتخاباته الخاصة في الدائرة السادسة ليحل محل مايك والتز، الذي تنحى عن منصبه ليشغل منصب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض. لكن فاين تغلب على منافسه الديمقراطي جوش ويل، بفارق 14 نقطة مئوية بعد أقل من خمسة أشهر من فوز والتز بالمنطقة بفارق 33 نقطة.

وكذلك تصدى المدير المالي للولاية، جيمي باترونيس، للحد من حظوظ الديمقراطية جاي فاليمونت. وفاز بمقعد شمال غربي فلوريدا الذي شغر بخروج النائب السابق مات غايتز من مجلس النواب، ولكنه لم يحقق أداء يضاهي هامش فوز غايتز.

ومنح هذان الفوزان الجمهوريين هامشاً قدره 213 - 220 في مجلس النواب، في حين دفعت المخاوف بشأن ضعف أكثرية الحزب الجمهوري ترمب إلى سحب ترشيح النائبة عن نيويورك إليز ستيفانيك لمنصب المندوبة الدائمة في الأمم المتحدة.